رواية انذار بالحب الفصل الخامس 5 - بقلم نور زيزو
نظرت “نور” من النافذة أثناء جلوسها على الفراش لتجده أحاط النافذة بالحديد حتى لا تفر منها مجددًا، تنهدت بهدوء وهى عاقدة ذراعيها أمام نافذتها فدلفت “سميرة” إليها وقالت:-
-صباح الخير، عاملة أيه دلوقت؟
لم تجيب عليها “نور” فتنحنحت “سميرة” بهدوء وقالت:-
-سُليمان عايز يتكلم معاكي
أدرات “نور” نظرها لهذه السيدة والآن يطلب رؤيتها بعد أن حبسها هنا وجعلها تخيط جرحها بنفسها فأى قسوة هذه منه، قالت بتذمر:-
-مش جاية
وبعد إلحاح من “سميرة” أتكأت عليها وذهبت إلى غرفة مكتبه وتركتها “سميرة” على الباب لتتدخل بخطوات بطيئة من جرح قدمها فقالت بتذمر عابسة:-
-نعم
رفع نظره إليها ليراها تسير بصعوبة من جرح قدمها، كانت بحاجة للمساعدة فى حالتها هذه، تنحنح بهدوء وقال:-
-أقعدي
-مش عايزة أقعد
قالتها بحدة وما زال مشهد قتل هذا الرجل يلازمها ويرعبها من الأقتراب إليه فرمقها بنظرة مُخيفة، أبتلعت لعابها بهدوء وجلست خوفًا منه لتقول:-
-أفندم
أعطاها هاتف فنظر إليه مُطولًا فقال:-
-أنا هسمح لك تروحي الكلية عشان إمتحاناتك لكن خلي بالك دا بشروط مفيش حاجة هنا مجانا
نظرت مُطولًا إليه بحيرة وقالت بتمتمة :-
-كتر خيرك والله هتتشرط كمان
أجابها بجدية صارمة حادة:-
-اه بشروط ولو مش عاجبك بلاش أرجعي أوضتك
تذمرت منه ورفعت نظرها به بعبوس حادة ثم قالت:-
-خلاص هو عشان ماسكني من أيدي اللى بتوجعني، أتفضل سمعنى
رفع حاجبه بغرور وعاد بظهره للخلف بأسترخاء ثم قال:-
-أولًا فى عربية هتوديكي وتجيبك وكدة كدة انتِ مالكيش مكان حسب معلوماتي أنك مطرودة من بيتك
شعرت بحرج من معرفته بحياتها الخاصة وتابع حديثه بثقة حادة:-
-ثانيًا ممنوع منعًا باتًا تتكلمي مع حد فى أى حاجة تخصني أو تتأخري دقيقة بعد ميعاد كليتك
نظرت للجهة الأخري بغيظ منه ثم قالت بأختناق:-
-ما تربطني بسلسلة زى الكلبة أحسن
أجابها ببرود سافر يثير أعصابها قائلًا:-
-لو لازم الأمر هعملها متستعجليش
نظرت إليه بأختناق وكادت أن تضربه بهذا الهاتف فى رأسه وتقضي عليه كليًا فتبسم بمكر ثم قال:-
-ويكون فى علمك لو أتاخرتي دقيقة واحدة همنعك من الإمتحان اللى بعده ومتحاوليش تهربي منى لأنك مش هتعرفي ولو فى بطن الحوت هجيبك أنا سُليمان الصياد قاتل وتاجر مخدرات ورئيس أكبر عصابة فى مصر وأنا معترف بدا فواحدة بحجم عقلة الأصبع مش هتفلت منى، وحذري أتصل ومترديش عليا…. رقمي متسجل عندك لو حسيتي بأى حاجة أو حد مشبوه قريب منك كلميني على طول
تنحنحت بحرج ثم قالت بفضول من ثقته التى تثير غضبها:-
-فخور بنفسك كأنك أحمد زويل …. مش خايف أخرج من هنا على القسم وأبلغ عنك
تبسم بمكر خبيث إليها ثم قال:-
-كان البوليس نفعك لما أبوكي أتقتل
نظرت إليه بصدمة ألجمتها من كلمته الأخيرة وقالت بتمتمة:-
-أنت بتقول أيه؟
اخرج لها بعض الأوراق من الدرج الخاص بالمكتب وألقي بها على المكتب لتراهما بينما يقول:-
-أنتِ مش دكتورة، أزاى مخدتيش بالك أن حد قتل أبوكي بالأدوية
نظرت للأوراق بصدمة ألجمتها وبدأت الدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة، أنتفض جسدها وهى تضع يدها على فمها بانهيار تام، بدأت تفكر فى الفاعل ومن له أستفادة من قتل أبيها ليقول “سُليمان” بمكر:-
-متفكريش واحدة زيك عمرها ما هتعرف توصل لدماغ المجرمين
وقفت من مكانها لتغادر لكنها توقفت وألتفت إليه فى منتصف المكان وعقلها قد خُدر تمامًا من هول الصدمة كالمشلول عاجزًا عن التفكير ، قالت بضعف وصوت مبحوح:-
-سُليمان
رفع نظره إليها بأندهاش من جمال أسمه بصوتها الدافيء ونعومته رغم بكاءها وشهقاتها التى تملأه، نظرت إليه بضعف وكأنها تترجاه وتستنجد به ثم قالت:-
-أنا عايزة أعرف اللى عملها ؟ أنا عايزة حق بابا
وقف “سُليمان” من مقعده وألتف حول المكتب ثم وضع يديه الإثنين فى جيوبه مُتقدمًا إليها بخطواته حتى وصل أمامها فقال بهدوء باردًا كالثلج:-
-أنتِ عارفة أنا بأخد كام فى حاجة زى دي؟
شهقت بوجع مزق قلبها للتو وهى لا تملك أى شيء تدفعه له ثم رفعت نظرها إليه وقالت بحسرة تمزقها وذكريات والدها تقتل عقلها:-
-أنا معنديش فلوس أديهالك، أعتبرها تمن حياتك اللى أنقذتها
تبسم بخبث شديد من كلماتها وكأنها تساومه بكاءها الطفولي وأنحني قليلًا إليها ليكون بمستواها ناظرٍ بعينيها الباكيتين ثم قال بمكره:-
-وأنا كمان أنقذت حياتك من أسبوع، أنتِ متخيلة لو مكنتش جيتلك كانوا عملوا فيكي أيه؟ هفضل أدفع تمن حياتي اللى أنقذتيها كام مرة فى نظرك؟
أبتلعت لعابها ودموعها تسيل على وجنتيها فقالت بألم:-
-طب أنا معيش فلوس، طب خدني أنا… أشتريني أو أحبسني هنا العمر كله أنا راضية، شغلني عندك أى حاجة أنا معنديش حاجة اديهالك والله يا سُليمان
عينيها الباكيتين ودموعها التى تسيل على وجنتيها الحمراواتين من البكاء، رموشها التى تغطيها الدموع الحارة ورجفة جسدها، شهقتها الأليمة التى تمزق ضلوعها قبل أن تخرج منها، كل شيء بها يوجعها جعله يتلذذ بهذا الإنكسار الذي يراه بها وحالتها التى ترثي لها، فقال:-
-تتجوزيني؟!
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة من طلبه وعقلها يتساءلًا إذا كان طلب أم أمر، نظر إلى صدمتها وجسدها التى تجمد مكانه فقال بجدية بعد أن أستقام فى وقفته بغرور وكبرياء:-
-فكري لحد الساعة 9 بليل لو وافقتي هكتب عليكي بليل وبكرة الصبح هتكوني فى جامعتك ومهرك هيكون اللى قتل أبوكي.. لكن لو أتاخرتي على 9 ودقيقة يا دكتورة أعتبري أن عرضي ملغي
غادر المكتب ببرود تاركها خلفه فى صدمتها لتجلس على أقرب مقعد لها ….
نظرت إلي ساعة الحائط وكانت قد أقتربت من الساعة التاسعة حقًا ودموعها لا تجف، ذكرياتها مع والدها تؤلمها كثيرًا وتمزق عقلها الصغير، هذا العقل الذي لا يليق بخبث ومكر هذا العالم بأكمله بدءٍ من زوجة والدتها وحتى هذا السُليمان الذي لا تعرف عنه شيئًا، دلفت “سميرة” إليها وقالت:-
-فكرتي؟
ألتفت “نور” إليها بقهرة ودموعها لم تجف حتى الآن فقالت:-
-القرار صعب، أزاى أتجوز واحد معرفش عنه حاجة غير إنه مجرم وقاتل وحقيقته لوحدها كفيلة تخلينى أرفض
جلست “سميرة” أمامها على الفراش ثم قالت بلطف بعد تنهيدة أليمة:-
-سُليمان ولد يتيم أتربي فى ملجأ بعد ما أهله أتخلوا عنه هو وأخته التوأم مع زين فى الأول كان مكسور الجناح وولاد الملجأ كانوا بيتنمروا عليه ويضربوه ووفي يوم أتفقوا عليه هو وزين وضربهم وأغتصبوا أخته قصاد عينه ولما فاق من الضرب عرف أنها ماتت من يومها وهو أتحول كليًا وبقي حد تاني ولما خرج من الملجأ قرر يبقي قوي بالمال والسلطة وأشتغل مهما كان الشغل أيه مهموش حاجة غير أنه يكون قوي وعشان أكون صريحة معاكي مفيش حاجة غير مشروعة معملهش قتل وسرقة وخطف وتجارة مخدرات أو أثار عادي بالنسبة له، لحد ما …
توقفت عن الحديث بسرعة فأنتبهت “نور” إلى كلماتها وقالت بفضول سافر:-
-لحد ما أيه؟
وقفت “سميرة” من مكانها بخوف من هذا الرجل المنتظر جوابها بالخارج وقالت:-
-مفيش ، الساعة تسعة إلا دقيقة قرري بسرعة لأنه مبيرجعش فى كلامه
تنهدت “نور” بهدوء ثم خرجت مع “سميرة” ورأته جالسًا بغرور على الأريكة ويضع قدم على الأخري واضعًا يد فى جيبه والأخر يحمل بها كوب زجاجي خاص بقهوته الفرنسية باللبن، رفع نظره إليها بهدوء صامتًا فقالت بقلق:-
-موافقة بس بشرط
وضع كوبه على الطاولة بغرور ووقف مُتكبرًا أمامها وقال بحدة:-
-مش موافق ، وقتك أنتهي
مر من جانبها لتتشبث بذراعه بيديها الأثنين فنفض ذراعه بعيدًا عنها بقوة بأشمئزاز من لمسها رغم أنها تمتمت بترجي قائلة:-
-سُليمان أسمعنى بالله عليك
أشاح يدها بعيدًا عنه بأستنكار كأنها نكرة أو شيء مقزز لمسه وقال بأنفعال شديد:-
-إياك تلمسني مرة تاني كفاية أنى متحملك دكتورة
عادت خطوة للخلف باكية ثم قالت بأنهيار تام:-
-أسفة مقصدتش أنا بس عايزك تسمعني من فضلك
تنهد بأختناق ونظر إلى “سميرة” الواقفة حزينة على حال هذه الفتاة التى ترتجف وأشارت إليه بأن يتخلي قليلًا عن غروره وتكبره ليستمع إليه فتأفف بخنق وقال:-
-أولًا أسمها طلب وأنا أقبل أو أرفض ، ثانيًا سمعيني لكن لو كلامك معجبنيش أعتبري أنى مسمعتش حاجة
أومأت إليه بنعم بأستماتة كأنها حصلت على فرصة للنجاة وقالت:-
-أنا موافقة أتجوزك بس على الورق بس يعنى ياريت كل واحد يستقل بأوضته
قهقه “سُليمان” ضاحكًا بقوة ولأول مرة تراه يضحك هكذا، تعجبت من ضحكاته الكثير ولا تعرف سبب ضحكاته فقال بسخرية قاتلة:-
-أنتِ فاكرة نفسك ست ولا أيه؟ ولا فاكرني هتجوزك لسواد عيونك… يكونش أنا عاشقك فى الضلمة
لم يترك لها مجال للرد فسحبها من يدها إلي غرفة المكتب وكان “زين” جالسًا مع المأذون كأنه كان واثقًا من موافقتها، عقد قرآنهما ونظر “زين” إليها بشفقة على حالها وما وصلت هذه الفتاة إليه مع صديقه المتعجرف، لكنه تأكد الآن من طلب “سُليمان” للزواج منه أن صديقه ورغم تكبره وعناده الذي لا مثيل له قد فُتن قلبه به، وقف “سُليمان” من مقعده وقال بحدة صارمة :-
-تعالي
تقدم بخطواته إلى الأمام ليغادر المنزل وهى خلفه مُتعجبة أنه سمح لها بالخروج لكنها صُدمت عندما أدركت أن هذا الطريق سيقودها فى نهايته إلي نفس المكان، وصل بها إلى المكان وحين رآه الجميع وقفوا أحترامًا إليه فى صمت لتقول :-
-أنت جبتنى هنا ليه؟
جلس على مقعده بغرور ثم قال بقسوة واضحة فى نبرته:-
-عالجيهم يا دكتورة
ألتفت إليه بصدمة ألجمتها وكيف يكن أول شيء يطلبه أن تقترب من هؤلاء الرجال المجانين، أين رجولته لكي يسمح لها بلمس رجال حاولوا أن يتعدوا عليها، أتسعت عينيها على مصراعيها حين ألقي “زين” حقيبة كبيرة أمامها وجعل أحد الرجال يفتحوها وكانت مليئة بالأدوية وأدوات طبية، نظرت إلى “سُليمان” بأندهاش ليشير إليها بأن تبدأ
أبتلعت لعابها بتوتر وجلست على المقعد وأصطف الرجال أمامها صفًا وبدأت تعالج جروح الجميع حتى لو كان الجرح مجرد خدش صغير، ظل يراقبها وهى تعمل وعينيها لم تنظر بوجه أحدٍ منهم مُتحاشية النظر إلى الجميع، جلس أمامها شاب وتتطلع بملامحها الجميلة رغم حزنها ثم قال بهمس خوفٍ من أن يسمعه “سُليمان”:-
-أنتِ مرتبطة؟
رفعت نظرها إليه بدهشة وهو الوحيد الذي تجرأ على التحدث إليها وكانت نظرتها وحدها كفيلة بأن تخبر “سُليمان” عن جراءة هذا الشاب ليقول بحدة:-
-كان عندي حق يا زين
ألتف الجميع إليه وأولهم “نور” التى رأته يقف من مكانه ويسير نحوها مُتحدث بلهجة مُخيفة:-
-مهما كانت قوتهم لسه بلينوا قصاد أى حاجة حلوة أو وحشة، مهما كنت ضهرهم هيفضلوا يكسروا قانوني وقواعدي لو قابلوا واحدة جميلة
أتسعت عيني “زين” الذي فهم عقل “سُليمان” للتو وسبب إحضاره لها هنا الآن، حتى يعلم الخائن الذي يعارض أوامره ، من سيتجرأ على النظر إلى امرأة جاءت معه دون أن يخشاه، وبنفس اللحظة اعترف وأمام الجميع أنها جميلة حقًا…
مسكه “سُليمان” من مؤخرة رأسه ودفعها فى الطاولة الموجودة أمامها لتنتفض “نور” من مكانها خوفً من قوته وقسوته ليقول:-
-عجبِتك؟!!
لم يجيبه هذا الشاب بحرفٍ واحدٍ فقال بحدة:-
-لما حاجة تخصني تعجبك يبقي لازم تتخطني عشان تأخدها، وأنا هطلع جدع معاك فى جولة واحدة واللى يكسب يأخدها
نظرت “نور” إليه بأستحقار وتقزز فالآن هى زوجته لكن يتراهن عليها مع رجل أخر، فقالت بأشمئزاز منه:-
-أنت…….
ألتف إليها بنظرة أرعبتها من مكانها وجمدت قلبها مُحله فأبتلعت كلماتها قبل أن تتحدث، نظر “زين” إليه بأندهاش لا يقل شيء عن “نور” وكيف يتراهن مع أحد على زوجته حتى وأن كان واثقًا من فوزه فربما يشاء القدر أن يخسر كيف سيفعلها؟، وقف الجميع جانبًا إلى جانبًا وصنعه دائرة كبيرة يتوسطها “سُليمان” وهذا الشاب الذي لا يصدق بأنه سيتعارك مع “سُليمان” فمنذ أن أنضم لهذه العصابة ولم يرى أحد من قبل “سُليمان” يقاتل نهائيًا والآن سيرون مهارته، وقف “زين” بجانب هذه الفتاة الباكية ثم قال بهمس:-
-متخافيش سُليمان مبيخسرش
لم تجيبه بل ظلت تحدق بهذا الرجل الغليظ، بدأ “سُليمان” بلكمة قوية ليثير غضب هذا الشاب لكن بعد هذه اللكمة بدأ الشاب ينتصر بلكماته المتعددة، أتسعت أعين “زين” الذي يراه يتعرض للضرب المبرح مُتعجبًا من هزيمته فقبضته وحدها كفيلة بإغماء هذا الشاب كليًا من قوتها، سقط “سُليمان” على الأرض ليتملك هذا الشاب الغرور بعد انتصاره على رئيسه الذي يخشاه الجميع، كان “سليمان” شاردًا بذكرياته مع “ملك” التى تؤلمه بسبب زواجه من فتاة أخري وأضطراب قلبه أمام “نور” الذي لا يفهم سببه وكأنه يعاقب نفسه بهذا الضرب، رفع الشاب يديه بحماس وينظر للجميع حتى وصل أمام “نور” فأخذ “زين” خطوة يقف أمامه يمنعه من لمسها وهو لا يعرف بأنها زوجة هذا الرئيس الغليظ، تحدث الشاب بحماس قائلًا:-
-هو اللى حط الجائزة مش أنا
تخطي “زين” ونظر إلي “نور” التى عادت للخلف خطوة واحدة بخوف من هذا الشاب فقال بحماس:-
-أنتِ مرتبطة؟ أسمك ايه؟
لم تجيبه فلمس معصمها بأنامله يمرر سبابته على كفها ، تمتمت بتلعثم خائفة تناديه قائلة:-
-سُليمان
كاد أن يقترب هذا الشاب منها لكنه توقف بصدمة ألجمته حين مسكه “سُليمان” من لياقته وجذبه للخلف وبدأ يلكمه بقوة ومن لكمته الأول نزف وجه هذا الشاب ومع نهاية لكماته كان وجهه أشبه بالوجه الذي دهسته سيارة من كثرة الدماء حتى تدخل “زين” وفصله عن هذا الرجل بقوة ليصرخ به قائلًا:-
-سيبنى يا زين….. سألتها مرتبطة ولا لا أجاوبك أنا أنها مراتي
أنتفض الجميع من كلمته وأولهم هذا الشاب الذي أدرك أن اليوم هو يوم موته بعد أن تجرأ ولمس زوجة هذا الشرس، غادرت “نور” باكية بقدمها المجروحة فأسرع للخارج خلفها وهو يمسكها من ذراعها ويقول:-
-أنا مقولتلكيش تمشي ….
أتسعت عينيه على مصراعيها حين صفعته على وجهه بقوة ولم تخشاه كمن بالداخل وصرخت به ببكاء وأنهيار:-
-أنت فاكرني أيه؟ جارية عندك بتبيع فيها زى ما تحب ، أياك تفكر توريني وشك تاني أنت أزبل حد أنا شوفته ، ملعون أبو اليوم اللى شوفتك فيه يأخي
ظل يحدق بها بصدمة ألجمته من صفعتها وعينيه يتطاير منها الشر والأنتقام، سارت بعيدًا عنه لكنها سقطت من قدمها المجروحة التى تؤلمها رغمًا عنها، جهشت فى البكاء من عجزها على المغادرة والسير، ضعفها الذي يجعل الجميع يتحكم بها فظلت مكانها تبكي بقهرة وأنهيار تام دون أن تحاول الوقوف، تركها وعاد إلي المنزل لتفرغ كل طاقتها فى البكاء …….
___________________________________
كانت “منه” نائمة فى فراشها حتى رن هاتفها يقاطع نومها ويقظها فقالت بلطف وصوت نائم:-
-مين
أتاها صوته الحاد يقول:-
-صحيتك ولا ايه؟
عرفته من صوته ونبرته الحادة فقالت بأختناق:-
-وأنت مالك؟ عايز أيه؟
-والله لسانك عايز قصه أنا مغلطتش، كنت عايز أقولك أن صاحبتك هتكون فى الجامعة الصبح
أنتفضت “منه” من مكانها فى الفراش وبعثرت شعرها الفوضوي بيدها وقالت بحماس:-
-بجد!! شكلك بتضحك عليا أحلف يا زين
تبسم على حماسها وقال بجدية:-
-وأنا أعرفك عشان أهزر معاكي يا بت أنتِ
تحدثت بحماس مُتجاهلة كلماته ويدها تفرك عينيها حتى تستيقظ جيدًا:-
-أحلف يا زين
-والله يا ستى، هتدفعلي كام بقي؟
عقدت حاجبيها بغيظ من طلبه وقالت بأستنكار:-
-أيه النتانة دى أنت مستني واحدة لسه بتدرس مجرد عيلة تدفعلك، فين الشهامة والرجولة دا أنت راكب عربية لو أشتغلت عمري كله مش هجيبها أصلًا يا جعان أنت
ضحك على كلماتها رغم عبوسها وجديتها فى الحديث ثم قال بعفوية:-
-دا قر ولا حسد
تبسمت “منه” بعفوية ثم قالت بتلقائية:-
-الإثنين
ضحك “زين” على كلمتها وهو يداعب الرمال فى الأرض بحذائه، واقفًا أمام بوابة المخزن لكن توقف عن الحديث حين رأي سيارة تقترب من مكانهم فقال بجدية:-
-أنا هقفل دلوقت…..
لم ينهى جملته بل ألجمته الصدمة حين رأى السيارة عن قرب وكانت سيارة “كرم” الذى دخل عريب الأسد بنفسه ……………..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية انذار بالحب) اسم الرواية