رواية القصر ذو الشرفة الواحدة الفصل الخامس 5 - بقلم اسماعيل موسى
نبداء من حيث انتهينا، كان الصوت يدوى داخل اذنى تيتا توتا انت لا ترغبين بذلك؟
لكن تيتا توتا ما كان من شيء يمكنه ان يثنيها عن إنقاذ صديقتها سماح
همست إيمان يبدو نائم
صرخت تيتا توتا، ليس نائم، سماح اختفت، هذا الشخص اى ان كان اسمه يعرف شئ ما ::
لكزت تيتا توتا الشاب فى كتفه وصرخت افتح عيونك، لن ينقذك اى شيء من بين يدى
يجب أن نعرف اننا أحيانآ نحكم على أنفسنا دون أن ندرى
بالعذاب، بالخيانه
انفتحت عينى الشاب، كانت لديه ابتسامه مشرقه وثغر وضاء كأنه طاقة نور
رمق الفتاتين وتفحصهما، ثم همس وهو يفتح عينيه، مرحبآ بكم فى عالمى !!
انتفض القصر واختفت تيتا توتا وايمان، كان باب القصر مفتوح، مقعد وحيد يجلس فوقه شاب وسيم غافى
فزعت السلطات كلها لاختفاء تيتا توتا وايمان، فتشو المنازل، الحقول والغيطان والقصر، المستشفيات والمصحات
مراكز الشرطه، المطارات والموانى
لم تظهر تيتا توتا او إيمان واغلقت القضيه، انتهت حكاية الثلاثة فتيات لا أحد يعرف كيف اختفين ولا اين ذهبن
ومضت الايام فى القريه والقصر، مرت سنوات ودخلت فتيات اخريات الجامعه، ظلت القصه تتداول بين الطلبه ولم تجروء اى فتاه على اخذ مكانهن فى الغرفه
الغرفه فارغه لا يسكنها اى شخص حتى حضرن فتيات جديدات سكن الغرفه
(عزه وسحر ونورهان تتغير الأسماء بأستمرار اختارها من التعليقات كل يوم ليبتلعهم القصر)
شرفة الغرفه مطله على نافذة القصر، كان غريب بعد اسبوع ان ترى عزه شاب جالس على مقعده لا يتحرك كل ليله
لطالما شغل بالها ذلك الشاب وان كانت تعرف انه مجرد شبح او وهم تابعت عزه الشاب بأستمرار
الليله الأولى عندما انتصف الليل حضرت فتاه ملامحها مقربه
لم تكن تعرف عزه ان تلك الفتاة كان اسمها سماح وانها اختفت من زمن بعيد، بالنسبه لها كانت مجرد فتاه
تظهر ليلآ، تشرب القهوه وترقص، ترمى بنفسها فى أحضان الشاب الغافى قبل أن تجلس على الأرض وتنتحب ثم تختفى
دونت عزه بأستمرار ما تراه، اليوم التالى كانت فتاه مختلفه
قصيره من الاتى لا يضطررن للأنحناء عندما يستقلن سياره أجره ولا تخشى فى وجودهم على شيء وضعته فى مكان مرتفع، كأنه تشاهد فيلم مستغرقه وكانت المشرفه حذرتهم من التلصص على القصر جلست نورهان حوار عزه
إلى ماذا تنظرين يا عزه؟
تفاجأت عزه بوجود نورهان لكن ما ازعجها أكثر ان نورهان لا ترى ما تراه
اردفت نورهان بمزاح هل هناك شبح لا سمح الله باغتك فجأه
أطلقت عزة نظره قاتمه تجاه نورهان
احقا لا ترين ما أراه؟
تنهدت نورهان، أرى نافذة وضوء شمعه
غير مصدقه نهضت عزه مرتبكه، نظرت مره اخرى تجاه النافذه
ثم تجاه سحر السارحه مع اغنية سواح لعبد الحليم بعد أن احتل قلبها طالب جامعى غريب اطوار من الذين يعملون فى مجال التدريس عاده ثم صرخت سحر؟ سحر
تعالى هنا
تقدمت سحر قرب البنتين، انظرى هناك امرتها عزه، ماذا ترى؟
لا ارى شيء سوى الظلمه وجرذان يتسحب حول القمامه
امسكت عزه رأسها
احقآ لا تودون ارعابى؟
مطلقآ، يا عزه القصر فارغ
وهناك كان الشاب الغافى يجلس على مقعده بطريقه ملكيه مستفزه
هناك شخص داخل القصر يا بنات
همست نورهان سحرها القصر، هلمى بنا للداخل ولا تنظرى لذلك القصر الملعون مره اخرى
لكن الفضول مرض مهلك، اليوم الثالث دونت عزه فى دفترها اوصاف الفتاه الثالثه، لا يستطيع اى انسان ان يقنعنى بخلاف ما تراه عيونى
وظلت عزه على مدار اسبوع تدون فى مذكرتها ما تراه، لقد عادت الفتاه الأولى مره اخرى
كل أسبوع تعاد الدوره، اقنعت نفسها بدقة ما توصلت إليها مر اسبوع اخر
بدت عزه تحفظ القصر وتنتظر ظهور نفس الفتاه كل ليله
لكن تلك الليله كانت مختلفه، على المقعد لم يكن نفس الشاب
بل رجل أربعينى بلحيه جميله على رأسه قبعه وكان يحرك يديه
احست عزه بآلفه منذ فقدت والدها وهى تشعر بالحنين اليه وتحمل مشاعر لمن هم أكبر منها عمرآ
كان الرجل وسيم حقا
ليس هناك أجمل من رجل أربعينى يحتفظ بوسامته ورشاقته
راقبت عزه الرجل والحنين يزداد فى صدرها
تمنت ان تكون واحده من الفتيات الذين يقتربن منه
لما لا سألت نفسها، يمكننى دخول القصر والتحدث اليه
اعتقد انه سيكون حديث ممتع
اعدت عزه نفسها قبل غروب شمس اليوم التالى، عندما رحلت الشمس تسللت داخل القصر
صادفتها موسيقى هادره معزوفة اولان بتريك والرجل الأربعينى يحنى رأسه كأنه يعد حبات الضوء المتساقطة التى ترقط الأرض
كانت خائفه مرتعبه
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية القصر ذو الشرفة الواحدة) اسم الرواية