رواية غدر الزين الفصل الرابع عشر 14 - بقلم مروة محمد
جلس اسر في مكتبه يشاهد ما يحدث بين خلود وشهيرة وزين من خلال الكاميرا الموضوعه بغرفه الزين …في بدايه الامر كان اسر مستمتعا بالمواجهه …ولكن تحول الاستمتاع الي غضب عندما فشلت شهيرة في الوقيعه بين خلود وزين …هنا عزم اسر امره لكي يحل المعضله هذه بنفسه ويسلم الصور بيده الي زين ليحدث ما يخطط له منذ دخول خلود الشركه…افاق من شروده علي صوت طرقات الباب فسمح للطارق بالدخول واذا هي خلود تأتي اليه لتوقيع بعض الاوراق بكل جمود …قابلها اسر ببرود واخذ منها الاوراق ووقع عليهم ورماهم باستهزاء علي سطح المكتب ليدخل في هذه اللحظه زين مشاهدا للموقف…وعلي وجهه تساءل لما خلود هنا ولا تبعث هلا …فهمته خلود من نظرة عينيه…فحدثته بهدوء قائله
=زين…اكيد هلا قالتلك ان انا هنا …معلش بقا جيت بنفسي لاسر امضي الاوراق دي اصل هلا مش راضيه تيجي …اصل اسر بيعاكسها.
تفاجئ اسر من كلام خلود …نعم هيا لا تكذب بالفعل حاول اسر مغازله هلا لمعرفه اخبار خلود منها ولكنه فشل…هنا توصل الي ان قراره باخبار زين بالصور صائب لان خلود اصبحت خطرا عليه ولكنه تحدث وقال
=خلود هانم دي مش معاكسه ده اعجاب بيها وباخلاقها.
واستطرد قائلا
=ولو هي زعلانه مني مستعد اعتذرلها.
ابتسمت خلود بسخريه قائله
=طب والاعجاب يكون بلمس الايد يا اسر …وهتعتذرلها عن ايه بالظبط …عن اعجابك بيها ولا لمسك لايديها وانتي بتمضي الاوراق؟
تابعت حديثها بعد رفع حاجبها ليه باستمتاع قائله
=حدد موقفك انتي بقي..
نظر اسر الي زين بحرج شديد …وحسم امره الي انه دقت اللحظه الحاسمه سيخرج المظروف ويليقه بوجهها ليكون اخر مسمار في نعشها …ولكن علا صوت هاتف خلود …فاجابت علي المتصل وهو خليفه يقول لها…
=خلود انتي مفتحتيش نت ليه من امبارح انا هقفل الموب وافتحي النت حالا عايزك ضرورى.
نظر لها زين بجمود وقال
=روحي انتي يا خلود… وبلغي خليفه اني هجي اكلمه دلوقتي…لان انا كمان عايزه ضرورى
ثم وجه نظر الي اسر بجمود قائلا
=اعتذرى لهلا بالنيابه عني.
ابتسمت خلود بسعاده الي زين قائله
=متشكرة ليك اوى يا زين …انا متاكده انك مش هتسمح بحاجه زى دي تحصل في شركتك.
ثم ابتسمت لاسر بسخريه وقالت
=سلام يا اسر
وانصرفت خلود لتتواصل مع خليفه ولا تعلم ما يخبئ لها اسر من مصائب…جلس زين علي المقعد المقابل لمكتب اسروتحدث بهدوء قائلا
=من امتي وانت اخلاقك بالشكل ده؟
ثم استطرد قائلا
=لو كنت معجب بيها زى ما بتقول …كنت دخلت البيت من بابه …مش تلمس ايدها وتعاكسها.
ثم نظر له نظرة متفحصه وقال
=بس انا شاكك انك عملت كده لهدف تاني…اللي هو ايه معرفش…بس اتمني أعرفه.
قام اسر بفتح درج مكتبه لاخراج الظرف مترددا ولكن ما قاله زين زاده اصرارا
=حيث قال زين
=انا عارف انك مبطيقش خلود …رغم ان انت اللي زنيت عليا عشان اتجوزها …بس مش معني انك مبطيقهاش …تلعب علي البت الغلبانه علشان صاحبتها.
واستطرد قائلا
=عارف كمان انها كانت مفاجاه بالنسبه ليكي انها مسكت الشركه في غيابي…بعد ما كنت مرتب حالك لكده …بس هيا ملهاش ذنب …انا كنت في غيبوبه وخليفه وامي عملولها توكيل.وبصراحه خلود عملت اللي لا انا ولا انت هنقبل نعمله …اتعاملت مع شركه حازم وكسبت صفقه كبيرة بالنسبه لينا …فأنا بدين الفضل ليها …وانت كمان المفروض تتعامل معاها بطريقه افضل من كده …مهما ان كان دي برضه مراتي واحترامها من احترامي
هنا طفح الكيل …اسرع اسر باخراج المظروف من الدرج واعطاه لزين بقوة قائلا
=ويا ترى رايك هيفضل زى ما هو بعد الصور دي؟
قطب زين جبينه ومده يده ليفتح المظروف ليشاهد صور خلود مع حازم في حجرة المكتب …رفع راسه لاسر بعنف قائلا
=ايه الصور دي ؟ ومين اللي صورها وازاي وصلت لدرج مكتبك؟
ابتسم اسر بسخريه قائلا
=دي صور لخلود مراتك وهيا بتمم الصفقه مع الزفت حازم …الصور دي وصلت النهارده الصبح المفروض كانت تبقي علي مكتب خلود كنوع من التهديد ان في نسخ تانيه …بس الحمد لله انها جت مكتبي بالغلط.
نهض زين بعنف وخرج من مكتب اسر وصفع الباب بقوة متجهها الي غرفه خلود …اما اسر فابتسم بشماته انه نجح مخططه بالكامل …وصل زين الي مكتب خلود فتحه بهجوم …وكانت تحادث خليفه بمرح …لم يعيطها الفرصه لاستكمال حوار حيث انقض عليها وسحبها من شعرها الي خارج المكتب وهيا تصرخ بشده وتساله لماذا …وسحبها الي اسفل وخبط علي راسها ليدخلها السيارة بالقوة صافعا باب السيارة ليرحل بها الي مكان خالي من الناس …شاهد خليفه جزء من هذا الصراع واتصل علي امه ليبلغها لتطمأنه ماذا يحدث …اما عن اسر فكان في قمه سعادته لما يشاهده فهو بذلك قضي علي خلود نهائيا وللابد….اخيرا اكتمل شعور اسر بالشماته الكامله في خلود.
انطلق زين بسيارته مسرعا غير عابئا بخوف وبكاء وشهقاته خلود المستمرة التي بلغت حد الصرخات …ظلت تصرخ خلود وتساله ماذا حدث وكاد قلبها يقف من شده سرعه السيارة…الي ان توقفت السيارة بمكان خالي من المارة لترتطم راس خلود بتابلوه السيارة…رفعت خلود راسها بقوة ونظرت له بعنف وصرخت في وجهه وقالت
= ايييييه في ايييييه …انت اتجننت؟بتعملي فيا كده ليه…انتي بتتحول كل ساعه بطريقه …انت مريض ولازم تتعالج .
هنا قام برمي المظروف المحمل بالصور في وجهها واعلي نبرة صوته قائلا
= اخرسي خالص وليكي عين تتكلمي بعد الصور دي…يا زباله يا حقيرة …بتستغل عدم وجودي …وبترجعي للعبك القديمه …اه ي واطيه.
قطبت خلود جبيبنها وفتحت المظروف فشهقت ووضعت يدها علي فمها قائله
ايه ده …مستحيل …ده محصلش بينا ابدا …الصور دي متفبركه …اقسملك ما حصل ….انا لا يمكن اعمل كده ابدا …اخلاقي متسمحش .
نظر امامه بجمود وقال
= اخلاقك …هنتظر رد ايه منك غير الانكار والكذب اللي معيشاني فيه من يوم ما اتجوزنا…وكل يوم اقول بطلت كذب …واكتشف كدبه جديده .
تجهم وجهها وردت عليه قائلا
=انكار لو هو انت مصدق الصور دي…وانا ايه اللي يجبرني اعمل كده وفي شركتك كمان…انا لو عايزة اعمل كده اروح ادور علي وكر واعمل فيه القذارة دي.
صرخت خلود ووضعت يدها علي وجهها وقالت
=يا استاذ يا محترم انا لو عايزة اعمل كده …مكنتش استنيت لحظه واحده علي ذمتك وخصوصا وانت شايف تجاوبه معايا في الصور فأنا ايه اللي يمنعني منه؟
صرخ زين في وجهها قائلا
=تفرق كتير لما تبقي معاه وانت طليقتي وانك تبقي معاه وانتي مسيطرة علي الشركه والنفوذ …وده اللي خلاها يبص لواحده حقيرة زيك.
تحدثت خلود بعنف قائلا
=حقيرة زىى…ياااه للدرجه انا رخيصه عندك بس معلش الحق مش عليك …الحق عليا انا اللي منتهزتش فرصه الطلاق منك وبعدت عنك وعن غدرك.
قبض عليها زين من ملابسها وقربها من وجهه قائلا بعنف
=غدرى …دلوقتي بقه غدرى …نسيتي كنتي بتجيلي كل يوم الجناح وانا نايم وتعملي معايا .ايه..وعماله ترسمي وتخططي وتقوليلي بلاش نندم علي حاجه هنعملها سوا وانا العبيط مصدقك ….لا يا ماما انا ابقي عبيط اوى لو صدقت واحده حقيرة زيك ….انتي كنتي هتطلقي ومعاكي مبلغ محترم …ولما امي واخويا عرضوا عليكي العرض قلتي وماله اهو في الغيبوبه ادور علي حل شعري واكسب من وراه .
ولم يمهلها فرصه للرد ففتح باب السيارة والقاها في الشارع مجددا
=فاكرة الحته دي انا رميتك فيها قبل كده ومستعد اعملها مرة واتنين وعشرة عشان اعرفك بس ان اللي زيك قيمتهم ينداسو تحت رجل زين السرجاني
نهضت خلود من علي الارض ودفعته الي الخلف لدرجه انا ظهره انصدم بالسيارة
ولما انت مش عبيط ومش بتصدقني لما فوقت من غيبوبتك مخلتنيش امشي ليه …ولا كان نفسك تاخد اللي انت عاوزه مني قبل ما امشي ولما لقيتني هطول عليك اخترعت الصور دي.
هز زين راسه بغضب قائلا
=صح اخترعت علي مراتي حجه الصور علشان اطلقها …افضح نفسي عشان اطلقها …لا ازاي انا بقه كفايه عليا فضايح معاكي لحد كده …تعالي.
امسكها من معصمها وسحبها الي السيارة وادخلها بالقوة واستدار ليركب بجوارها لتنظر اليه خلود مبتسمه بسخريه وتقول .
=شفت بقا اد ايه انت محتاجني ولا يمكن تسيبني في مكان زى ده …لانك جبان خايف علي نفسك من الفضيحه …اقل حاجه بتعملها علشان تخفي اي فضيحه انك تدفنها بدل ما تواجهه.
رفع راسه من الصدمه وقال
=فضيحه …عندك حق …بس للاسف الجواز منك كان اكبر فضيحه ليا ولاسمي …بس ملحوقه كل شئ وله نهايه يا خلود …اما خليتك تنحتي من الاسفلت..
صفقت خلود من الفرحه وقالت
=صح كل شئ وله نهاية … بس للاسف النهايه دي انا اللي هنزل بها …لانك معندكش المقاومات لنزولها …بس مش هنكر انك ساعدتني فيها .
خبط زين يده علي محرك السيارة بعنف…كان يود ان يسحقها في هذا المكان …ولكن مهلا ليس هذا هو المكان المناسب …هنا ستظهر الحقيقه للكل علي انها ضعيفه وهو من قام بظلمها وسحقها.
قاد زين السيارة مسرعا الي الفيلا لكي يقوم باهانتها امام خدم الفيلا بالاكمل وامامه امه وما ان وصل الي الفيلا سارعت خلود لفتح باب السيارة وصفته كالعاده وتوجهت الي الدخول الا ان زين امسكها من ذراعها بعنف وقال بصوت عالي
=رايحه فين يا هانم …استني عندك انتي مبقاش ليكي مكان في وسطينا …لحظه وهتلاقي الخدامين بيرمولك هدومك هنا …تلميهم وتغورى معنتش عاوزاشوف وشك هنا تاني ابدا.
ازاحت خلود يده من علي ذراعيها وابعدته عنها ودخلت بكل قوة وتصميم واراده الي الفيلا ووقفت في منتصف الصاله بكل ثقه قائله
=مين دي اللي تغور …بقي بعد اللي عملته للشركه …اسيبلك الدنيا كده وامشي …هههههه ده انت بتحلم.انا هنا بمزاجي …ومش همشي الا بمزاجي.
ثم ارتفع صوتها عاليا وقالت
=انا هفضل هنا في الفيلا وفي الشركه كمان…ومش هسيب اللي عملته واحده غيرى تيجي تاخده…انا خلاص اعلنت الحرب عليك …بس انت السبب.
تفاجئ زين من اسلوب خلود معه كيف يكون لها الجراءة لقول هذا …توجه نحوها وكاد ان يصفعها وبعدها يمسكها ويجرجرها خارج الفيلا ولكنها امسكت يده وانزلتها واقتربت من وجهه وقالت بصوت كفحيح الافعي
=انا معايا توكيل بادارة الشركه بنصيب اكبر من نصيبك …يعني القرارات انا اللي اخدها …وان كان علي القعاد في الفيلا انا اساسا ميلزمنيش …بس هقعد هنا علي قلبك …لغايه ما يجيلي مزاجك وامشي …صدقتني بقا لما قولتلك ان النهايه انا اللي هعملها مش انت …علي فكرة انا مش قاتله روحي عليك ..لان اللي ذيك ملوش امان …غدار …عرفت ليه بقي مبسمحش ليك تقرب مني …وعمرى في حياتي مابعتبر نفسي زوجه ليك وده بسبب اهانتك ليا من اول يوم جواز …واللي جه الوقت اللي اردهالك فيه …انت تستحق تعيش ديما في دايرة الشك اللي صنعتها لنفسك من ناحيتي ومن ناحيه غيرى …وهتفضل عايش وهتموت في الشك ده.
هنا لم يستطع زين السيطرة علي اعصابه فقام بمحاوله خنقها لولا نزول ياسمين علي الدرج تصرخ علي زين قائله
=زييييين …من امتي زين السرجاني بيمد ايده علي واحده…ايه خلاص فقدت اعصابك …مش لاقي كلام ترد عليها بيه …للدرجه دي بقيت ضعيف.
تماسك اعصابه ونظر الي امه قائلا بجمود
=من بكره تروحي تلغي التوكيل للحشرة دي …وتتصلي بخليفه يلغيه…وتخليها تلم هدومها وتمشي برا الفيلا …وياريت متظهرش في حياتنا تاني.
هزت ياسمين راسها بالنفي وقالت
=للاسف يا زين …خليفه عرف باللي حصل في الشركه من اسر …بس كالعاده خلود بريئه …عارف ليه …لان خلود بذكائها لما عرفت ان حازم هيجتمع بيها عشان الصفقه جهزت كاميرا في قلب مكتبها علشان تعمل لخليفه بث مباشر بكل اللي حصل …وتقدر حضرتك تتأكد بنفسك
لم يتحمل زين كل هذه الدفاعات عن خلود واطاح بتحفه موجوده علي طاوله الصالون بالارض وحطمها وهو في قمه ثورته وغضبه قائلا
=علي طول بريئه …محدش يعرفها قدي …دي زباله ولا يمكن تفضل في شركتي ولا في بيتي …لما هي بريئه ليه وصلتني صور زى دي؟
جلست ياسمين ووضعت ساق علي ساق قائله
=اللي له مصلحه يجي شركتك ويفسد علاقتك بمراتك ….عارف انت ايه مشكلتك …انك غبي تربيه واحد غبي …كان نفسي ابوك يعيش وهو اللي يربيك.
=لكن للاسف مات وسابك لواحد حقير…ابوك الله يرحمه رغم دلعي عليه واخطائي عمره ما حاول يهيني …لكن انت اتعودت تدوس علي الكل
=دلوقتي جه الاوان انك تعرف قيمه اللي حواليك.
نظر زين الي خلود الرافعه راسها بشموخ وقال
=حتي لو في دليل لبرائتها …انا خلاص استكفيت منها …عايزة تقعد هنا تقعد بعيد عني …والشركه لو عتبتها هكسرلها رجليها.
توجه ليصعد الدرج ولكنه تجمد عندما سمع خلود تقول له
=اعلي ما في خيلك اركبه يا زين …دا انا خلود رمز البقاء يا حبيبي …تربيتك …ده حتي انت علمتني مسيبش حاجه ملكتها …وصعدت الدرج خلفه ومرت بجانب ونظرت له نظرة تحدي وسبقته بالصعود ودخلت الي غرفته القديمه صافعه الباب بقوة
تسمر زين من افعالها وتخشب من قوتها وهنا سمع ياسمين تقول له
=متستغربش كتير…انا دلوقتي مبسوطه انك اتجوزت خلود …دي اللي هتقدر تكمل المسيرة من بعدي …ياريتك تحكم عقلك وتعرف مصلحتك فين بالظبط.
صعد زين الي جناحه وظل يفكر في احداث اليوم وكيف بدا اليوم سعيدا وانتهي بهذه التعاسه …قلبه يتمني ان تكون بريئه ولكن عقله ادخل له الشك لدرجه انه تخيل ان خليفه وامه يدافعان عنها ويتسترون علي فضائحها وخاصه امه لانها تخشي ان تعود شهيرة …شهيرة …هل من المعقول انها كانت اتيه لخلود بسبب امر الصور …نعم هيا كانت اتيه لهذا السبب وحاولت ادخال الشك لقلبه من ناحيه خلود …اااه منك يا خلود ….لم ولن تكون بريئه ستظلين الخائنه …في عقلي ….اما قلبي فاسعوده ان يحتقرك دائما.
علي الجانب الاخر رجعت شهيرة تجر اذيال الخيبه لانها لن تفلح في تهديد خلودولا الوقيعه بينها وبين زين …دائما تخسر وخلود تربح …تحقد علي خلود لانها اخذت منها بالاول زين …وكانت بالامس تحب حازم ,,,حازم اه من حازم …لم تكن تعلم انها ستحبه وتغير عليه يوما ما …حتي ما حدث وشكوكها فيه جعلته يبتعد عنها …ولكن هي لن تقبل الاستسلام …ستستعيد حبه لها وستثق به من جديد …فهي مقتنعه براي والدها انا المذنب في هذه المشكله هي خلود …وصلت شهيرة الي الفيلا وعلمت ان حازم لوحده بغرفه المكتب فطرقت الباب ودخلت …وجدته شاردا فتوجهت اليه قائله بحزن
=مكنتش اعرف انك تقدر تعدي ساعه واحده من غير ما تكلمني .
افاق من شروده علي صوتها العذب الرقيق فابتسم بسخريه وقال
=زمان كنت بتمني اكلمك وانتي كنتي بترفضي …ولما قربت المسافات ما بينا وقلت خلاص …مفيش فايده برضه بتبعدي …ده غير انعدام الثقه …انا كان لازم احس من الاول اني مجرد محطه بالنسبه ليكي تنسي بيها زين …ودلوقتي خلاص زهقتي مني معدش ليا لزمه …تقومي تنتهزى اي فرصه او اي غلطه معملتهاش عشان تنهي اللي بينا …حتي لو كانت الفرصه دي حب قديم ليا وللاسف انا مكنتش بحبها …ولا هي كمان هي كانت متوهمه كده …لانها عقليتها صغيرة …مش زيك كبيرة وناضجه …بس للاسف انتي ضعيفه بتتنازلي وبتبيعي حقك بسرعه لغيرك.
ذهلت شهيرة من اتهاماته وقالت
=ياااااه كل ده…بقيت بتحكم عليا من وجهه نظرك وبس …ليه ما فكرتش اني قلت كده من حبي ليكي …وغيرتي عليكي …وانا مش قادرة اتخيل اني في واحده كانت بتحبك قبلي
ضحك حازم باستهزاء وقال
=بتحبيني وبتغيرى عليا …في واحده يا شهيرة بتحب واحد وبتغير عليه …تروح بايدها تسلمه لغيرها؟
ابتسمت شهيرة بمرارة وقالت بصوت مبحوح
=انا بعترف اني غلطانه …بس صدقني انا من يوم الحفله وانا في نار قايده جوايا …وشك بينهش فيا مش قادرة اقاومه.
هز حازم راسه باسف وقال
=شك …اهي دي المشكله …اللي لا يمكن تتحل ما بينا يا شهيرة…معني الشك ان مفيش مجال من الحب بينا.
هزت شهيرة راسها وهي تبكي وتقول من بين شهقاتها
لا يا حازم …انا بحبك …وبغير عليكي …بعترف اني شكيت فيك للحظه …بس غصبن عني …خلود السبب في كل اللي بيجرالي ….
ابتسم حازم بسخريه وقال
=خلود …خلود يوم ما روحتلها اول مرة قابلتي مقابله زباله وحسستني اني مفروض عليها …رغم انك قولتيلي انها رحبت بالشغل معايا.
اخفضت شهيرة راسها وقالت
=انا الصراحه كدبت عليك …هيا كانت رافضه بس انا اللي ضغطت عليها …بس بعد الصور اللي اتبعتتلي اتاكدت انها كانت بتمثل عليا من الاول .
تنهد حازم وقال
=علي العموم حصل خير يا بنتي عمي…
نظرت له شهيرة بذهول وقالت
=بنت عمك …حازم انا شهيرة …خطيبتك وحبيبتك
رد عليها حازم باسف
=في مرة من المرا ت قولتيلي هديك فرصه تانيه …المرة دي انا اللي هطلب الطلب ده …بس مش فرصه تانيه …فرصه اخيرة يا شهيرة …يا تثقي فيا يا نفضها سيرة …فكرى في كلامي كويس …لاني معنديش نقطه رجوع …عن اذنك.
بعد خروج حازم من غرفه مكتبه …شهيرة اتاها اتصالا برقم غير مسجل …قطبت جبينها وردت واتتها الاجابه من صوت تعلمه جيدا …صوت كان كثيرا يشعرها بالذل والمهانه …الا وهو صوت ياسمين …تتصل بها وتتحدث بغضب قائله
=اوعي تكوني مفكرة ان اللعبه القذرة اللي عملتيها انتي وابوكي اثرت فينا يا حلوة.
توترت شهيرة وقالت لها
=لعبه …لعبه ايه حضرتك؟
زمجرت ياسمين وقالت
=لعبه الصور المتفبركه …علي فكرة انا ممكن أصورك زيهم بالظبط …بس ساعتها خلود لو شافتهم عمرها ما هتشك في جوزها.
ثم استطردت قائله
=عارفه ليه …علشان خلود قويه مش ضعيفه زيك.
تنهدت شهيرة بضعف وقالت
=عندك حق …انا ضعيفه …بس علي الاقل مبقتلش القتيل وبمشي في جنازته .
اغتاظت ياسمين من ردها وقالت
=مين دي اللي تقتل القتيل وتمشي في جنازته يا حلوة …روحي دورى كويس علي اللي فبرك الصور …لان يا هانم اللي بعتلك الصور بعت نسخه زيهم لزين.
جحظت عين شهيرة بقوة وقالت
=ايه زين وصله نسخه من الصور هو كمان؟
صرخت ياسمين في اذن شهيرة عبر الهاتف وقالت
=عرفتي بقي ان انتي غبيه ؟وعرفتي مين اللي له مصلحه في كده … ابوكي المحترم اللي عايز يرجع هنا حتي لو كان التمن كرامتك؟\
ذهلت شهيرة مما سمعته وهمست بمراره وقالت
بابا …ازاي ده اول لما شاف الصور دافع عن حازم.
ثم رفعت نبرة صوتها قائله لياسمين
=مستحيل بابا يعمل كده …بابا كان رافض اصلا التعامل مع شركتكم
ضحكت ياسمين بسخريه وقالت
=كان رافض .عموما انا مش بتصل بيكي علشان اعرف ابوكي كان موافق يتعامل معانا ولا لا …لان ده شئ ميخصنيش …انا متصله بيكي علشان تبلغي الرساله دي لابوكي …لان ميشرفنيش اني اكلمه ولا يدخل بيتي …قولي لابوكي نجوم السما اقربلك من ياسمين واولادها …وان كان قدر ياخد واحد منه …فده بمزاجي …انما التاني علي جثتي …سلام يا كتله الغباء اللا متناهيه
واغلقت ياسمين الهاتف في وجه شهيرة …لتشعل بيها نيران الحرب والتحدي لها ولخلود.
سطعت شمس يوم جديد علي ابطالنا منهم من كان يشعر ان هذا اليوم يو جيد بالنسبه له ومنهم من كان يشعر انه بدايه التعاسه له …استيقظ زين كعادته ولكن احس بفراغ كبير من عدم وجود خلود حتي بالغرفه ففي الفترة الاخيرة اصبحت انفاسها هواء يعبر الي رئتيه يشعره بالانتعاش …زفر زين انفاسه بحرارة وتوجه لياخذ حمام باردا يطفئ به ناره وارتدي ملابسه وخرج من الغرفه …توقع وجودها بغرفه السفره فمد بصره الي هناك فلم يجدها …ابتسم ابتسامه ثقه وغرور لاعتقاده انها عدلت عن امر الذهاب الى الشركه وتظل في الفيلا وتحاول مصالحته ليلا …لانه يعلم انها لا تقدر علي هجرانه …اطمأن زين وذهب الي الشركه ليعقد اجتماعا كبيرا …ليعلم المسؤليين والموظفيين ان عودته للشركه نهائيه وان القرارات الاخيرة له …كان تتطلع خلود اليه من شباك غرفتها وتبتسم بسخريه …وهي تفكر في خططها الماكرة والخبيثه لهذا اليوم …طرقت ياسمين باب غرفتها لتسمح لها بالدخول …ربعت ياسمين ذراعيها وزفرت وقاالت
=ايه استسلمتي وخوفتي تروحي الشركه ليكسرلك رجلك؟
اطلقت خلود ضحكه رنانه وقالت
=ابدا …انا بس حبيت احسسه انه انتصر …وهلبس ورايحه حالا.
قطبت ياسمين جبينها وقالت
=بس مفيش عربيات توديكي الشركه.
ذهبت خلود لياسمين وحدثتها برجاء ولطف قائله
=ممكن ياسمين هانم تديني عربيها.
ابتسمت ياسمين هانم وعضت علي شفتها السفليه لان خلود تذكرها بنفسها وهيا صغيرة …هزت راسها بالايجاب وقالت
=موافقه …اسيبك تلبسي وهستناكي تحت
امسكتها خلود من يديها وقالت
=لا تسيبيني ايه …لازم تشوفي انا هلبس ايه النهارده.
استغربت ياسمين منها وقالت
=؟هتلبسي ايه يعني .
غمزت لها خلود بعينيها واستدارت الي الدولاب واخرجت كنزة بنفسجيه اللون بربع كم وذات فتحه صدر واسعه …وتنورة قصيرة…وقالت
=هلبس دول.
شهقت ياسمين ووضعت يدها علي فمها وقالت
=مش معقول …ده مش بس عدم استسلام منك له …ده جنون.
نظرت لها خلود باستمتاع وقالت
=طب وايه رايك بجنوني؟
تنهدت ياسمين وقالت
=الله يعينك علي جنونك وجنونه لما يشوفك كده ….ويعدي اليوم بسلام …يالا اجهزى بسرعه …انا سمعاه بيقول ان الاجتماع اول ما يوصل …انا منتظراكي تحت
ارتدت خلود ملابسها وذهبت الي الشركه …وجدت الشركه تكاد تكون خاليه الا من بعض الموظفين الصغار ….ففهمت انهم بغرفه الاجتماعات …توجهت اليها ولم تطرق الباب …في هذه الاثناء كان يبدا الزين اجتماعه …فصفعت الباب بكعب حذائها العالي ودخلت تطل عليهم بكنزتها وتنورتها المثيرة وكعب حذائها العالي الذي كان يطرق علي الارضيه ليلفت انتباه الحشرات حتي …جحظت عيني زين لان كانت طلته تخالف اوامره …فالشعر المفرود لم يعد له فقط …بل كان لكل الموجودين …شعرا مفرودا علي ظهرها وذراعيها المكشوفين …وطلاء شفاه من اللون البنفسجي القاتم …والكنزة والتنورة …كل هذا جعل اعصابه تثور فتحدث بغضب قائلا
=انتي ايه اللي جابك هنا؟
رفعت خلود حاجبيها وابتسمت ابتسامه استمتاع …وتوجهت الي كرسي وثير مثلا كرسيه وفي مقابلته …وجلست ووضعت ساق الي ساق …وارجعت ظهرها للوراء ورفعت وجهها وقالت
=المفروض انا اللي اعمل الاجتماع ده …وابلغك بيه …لان انا هنا بموجب التوكيل الرسمي من مدام ياسمين وخليفه السرجاني …امتلك اكتر منك …بمعني اوضح وادق …القرار الاكبر في اي حاجه تخص الشركه ليا انا .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غدر الزين) اسم الرواية