رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السابع عشر 17 - بقلم ندى ممدوح
((اللهم إني أسألك خير المسألة،وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل،وخير الثواب،وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني،وثقل موازيني،وحقق إيماني، وارفع درجاتي، وتقبل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلا من الجنة، اللهم إني أسألك فواتح الخير، وخواتمه، وجوامعه، وأوله، وظاهره، وباطنه،والدرجات العلا من الجنة آمين، اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما أعمل، وخير ما بطن، وخير ما ظهر، والدرجات العلا من الجنة آمين، اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهر قلبي، وتحصن فرجي، وتنور قلبي، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدرجات العلا من الجنة آمين، اللهم إني أسألك أن تبارك في نفسي، وفي سمعي، وفي بصري، وفي روحي، وفي خلقي، وفي خلقي، وفي أهلي، وفي محياي، وفي مماتي، وفي عملي، فتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلا من الجنة، آمين))
بالمشفى يجلس أدهم وأضعا وجهه بين يديه
يجلس بهم قلبه مشتعله به النيران
يشعر أن الحياه قد أنتهت وأنه وحيد وسط ذلك الحشد الهائل من المرء حوله .
قلبه موجوع بشده يشعر أنه قد انقسم إلى أشلاء وتحطم …
يشعر أن صدره يضيق …
شعر أن أهم شمس بحياته قد غابت والنجوم واﻷقمار …
تذكر لما دفعته بعيداً حتي لا يتصاب ..
لم يظن أن هي من أخذت الرصاصه بدلاً منه … كيف فعلت ذلك وظلت صامده تقاتل باحتراف .. أغمض عينه بألم وخوف من أن تبعد عنه …
كان يشعر أن قلبه هناك احد ممسك بسكين ويطعن به بلي هواده …
تخيل أبتسامتها برائتها روحها الحلوه فؤادها الذي يحب دون أستثناء ويعطي بقلب رحب قلبها الطيب الذي يحب أن يري الجميع سعداء رغم الحزن الذي يشع منه … كيف كانت تنشر السعاده والضحكه على الوجوه براءة الأطفال التي ما زالت محتفظه بها …
أسند رأسه للخلف وهو يخطف النظرات لغرفة العمليات يشعر أن تلك الدقائق الساعات كأنها سنين شديدة الصعوبه …
جلس جواره أحمد و وضع يده على كتفه
نظر له أدهم بعينان تملؤها الدمع ..
أشار له أحمد بأمل :- هتبقي كويسه لمار عدت مشاكل أكتر من كدا وكل ما بتقع بتقوم متقلقش لمار قويه !
أدهم بيأس وعينه على غرفة العمليات :-
خايف أخسرها بعد ما لقيتها لو راحت متأكد اني مش هلاقي حد زيها أبداً ولا هلاقي حد بروحها المرحه وقلبها الطيب وبرئتها مش هلاقي يا أحمد …
نظر له بعينان بهم الوجع والخوف والحسره وقال بصوت مهزو به وجع قلب :-
عارف أنا المفروض أكون أنا اللي في أوضة العمليات بس هي ضحة بنفسها عشاني هي غبيه ازاي تعمل كدا .. هي ازاي تفكر أن لو جرالها حاجه أنا هعيش أنا حياتي وحشه من غيرها هي بتغيب عني دقيقه قلبي بيتقطع بحس ان روحي بتطلع مني وده اللي أنا حاسه دلوقتي حاسس بحد بيسحب في روحي وقلبي وحده وحده ﻷنها هي روحي …
رفع أحمد يده ليضمه بصدق ا..
أما فهد كان أمام غرفة العمليات واقف أمام تلك النافذه بصمت رهيب …
بسنت كانت تجلس بخوف ودموعها لا تتوقف … ولعل القدر ذاك قد رأف بحالهم …
أنه القدر أحياناً يلعب بهم كما يشأ يوجعهم كثيراً ويسعدهم قليلاً لكن لماذا يريد أن يحرمهم منها ألم يدري أنها هي أما للجميع فكيف يكون قاسي عليهم ألم يعلم أن الفراق صعب …
أستمعا لفتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب منها … نظروا جميعاً له بقلق وركضا إليه أما فهد كان يقف كما هو لم يتزحزح من مكانه …
بسنت بلهفه :- هي كويسه ؟
أشار لهم الطبيب بعينه براحه :-
تمام هي كويسه جبتوها في الوقت المناسب .
أدهم كان نظره مثوب على غرفة العمليات بلهفه فقال بصوت موجوع :- طب أقدر أشوفها ؟
أشار له الطبيب بحذر :- لا هننقلها غرفه عاديه وتقدروا تشوفها عن أذنكم …
غادر الطبيب … وتنقلت أنظارهم لبعض .
زفر أدهم براحه وكأن هم ونزاح من قلبه …
أحمد نظر له بابتسامه :-
مش قولتلك أنها هتكون كويسه ؟
أدهم أبتسم وتنفس بعمق وكأن لم يكن هناك أكسجين او انه قد كان بغرفة ضئيلة الحجم خاويه وفجأه خرج منها للنور والهواء أشار له بحب :- الحمد لله
بسنت لاحظة أبتعاد فهد فبادرت إليه …
رفعت يدها لتضعها علي كتفه … فك يديه المربعه أمام صدره ونظر لها …
بسنت بقلق :- أنت كويس ؟
أؤمأ برأسه ..
فابتسمت له :- يا عم قلقتني يلا تعال هندخل نشوف لمار دلوقتي هتخرج !
تقدم خطوه وهو يشير لها :- يلا ..
أنتظروا حتي خروج لمار فجأت الممرضه وأخبرتهم … هرولوا إليها جميعاً ولجوا للغرفه وجدوها تفف تلبس بجاكتها علموا أنها تريد الخروج …
بسنت أقتربت منها بقلق :- لمار أنتي بتعملي أيه ؟
كانت مطأطأت رأسها تعدل من خصلات شعرها لتفرده بحريه وقالت دون النظر لها :-
زي ما أنتي شايفه ؟
وضعت يدها بخصرها وهي تكتم ألمها بصعوبه وتنقلت أنظارها لهم وقالت :- مالكم عملين كدا ليه كأنكم جيين جنازه على فكرة أنا كويسه وزي الفل ؟
أحمد أقترب منها ليقف أمام وجهها وقال بعصبيه :- هو أيه اللي كويسه أنتي طالعه من عمليات وخسرتي دم كتير تعرفي أنك زمانك ميته لولا أن جبناكي هنا ؟
ابتسمت بتريقه وربتت على كتفه :- مش لمار اللي تتأثر بأي حاجة متقلقش أنا تمام ؟
نظرت ل فهد وأدهم وقالت بهزار :-
مش بحب الكائبه على فكره ولا اللحظات الحزينه فبلاش رجاءً ؟
أدهم زفر بضيق وتقدم نحوها مسكها من معصمها بحده وأشار لها :- خروج أيه دلوقتي مفيش خروج من هنا لازم تفهمي ؟
نظرت له بحب وأبعدت يدها :- أدهم أنا مقدره خوفكم عليا بس أنا تمام كويسه وهخرج دلوقتي يلا قدامي …
دفعتهم بخفه ليتنحوا عن طريقها وخطت أمامهم… وقفت عند باب الغرفه وأستندت عليه وقالت دون النظر لهم :-
يلا وهمشي لوحدي وأنتوا هتفضلوا !
وذهبت نظرا لبعضهم لبعض بقلة حيله ولحقوا بها مسرعين …
ذهبت لمار لمكتب الإستخبارات … كانت بطريقها إلى غرفة الاستجواب …
فتحت الباب و وقفت مكانها وقالت دون النظر للخلف :- خليكم هنا مش عايزه حد يدخل خالص !
أحمد برفض :- بس يا لمار ؟
أستدارت لتنظر له بنظره قاتله و ولجت للداخل …..
أحمد نظر لبسنت وربت على كتفها :- صدقيني حاسس ان في حاجه غلط اللواء أمجد مستحيل يخون بلده !
أشارة له بسنت بدموع :- بس أحنا مسكنه هناك ومعاه كل ما يخص الدوله يبقي ازاي … هرولت للداخل كانت لمار واقفه بصمت فأستدارت لتصيح بها :- أنا مش قولت محدش يدخل ؟
بسنت أقتربت بدموع أمام والدها ولم تعطي للمار أي أهميه :- أنا مش مسامحك يا بابا أنت واحد خاين دفعولك كام عشان تبيعنا هااا 《جذبته من يده بحده وبكاء 》 ليه يا بابا عملت كدا ليه ؟
لمار سحبتها وهي تقول بصوت عالي :- بره يا بسنت دلوقتي برررره ؟
فتحت لمار الباب ودفعتها للخارج وصفقته بحده
أستدارت وخطت لتقف أمام أمجد سحبت المقعد من خلفها وجلست أمام عينه …
كان جالس مصدوم كأنه فاقد للحياه شعور ميت يشعر به وكأن قلبه قد مات …
تتطلع ب لمار بصمت تام أما هي كانت ترمقه بتمعن تحاول قراءة تعابير وجههه
قطعة ذلك الصمت بصوتها الجهوري :-
أنت عارف أني عمري ولا لحظة شكت فيك ف ليه ؟
نظر لها بصدمه وزهول وفضل الصمت
فصرخت بصوتا عالي وهي تضرب على المكتب :- ليه بتبيع بلدك ليه عملت كدا ليه ؟ ومع مين جون هااا انطق ؟
رفع عينه ورمقها بدهشه وقال :- ايوه أنا بعت بلدي وعارفه ليه ؟ لاني مكسبتش حاجة من وفاءي !!
نظرة له لمار بمكر وتابعت قائله بحده :-
تبيع بلدك ماشي عادي .. تخوني عادي تبعني عادي بس أنك تقتل صاحبك 《نظر لها بصدمه وعدم فهم صحبه صحبه ؟ ويقتل ؟》
تخلي عن صمته أخيراً :- أقتل ؟
وقفت لمار وخطت خطوتين و وقفت وأسندت على كرسيه وهمست له :- ايوه أنت قتلت وأنت السبب في كل اللي حصلي !
أدرت وجهها لوجه مباشرةً وقالت بصوت عالي :- انت اللي قتلت أبويا اللي هو صديق عمرك أنت اللي غدرت بيه أنت اللي حرمتني من اخويا وامي ويتمتني وفرقتني عنهم عشان ايه ؟
صرخ بها وهو يهم بالوقوف :- لا لا أنا مقتلتش عز ومش أنا سبب صدقيني يا بنتي لا أنا يا لمار أنا اللي ربيتك أنا اللي دورت على حق أبوكي تتهمني أنا 《كان يشاور على نفسه بصدمه وعدم تصديق لم يكن يظن يوماً أن هي من تتهمه متي فرق بينها وبين بسنت》..
أمسكت لمار بكتفيه ونظرة لعينه وهزت رأسها بالنفي وتابعت قائله بوجع :-
وأنت ليه فكرة أني ممكن أصدق أنك تبيع بلدك ليه خبيت عني ومقولتليش لدرجه دي مش بتثق فيا لدرجه دي أنا مش هقدر أحمي بسنت ؟
نظر لها أمجد بدهشه …
فتابعت لمار قائله :- ايه مندهش ليه كدا أنا عارفه انهم هددوك ببسنت ومتأكده أنك متعملش كدا أبداً .
رجعت ختطوتين للخلف وقالت وهي تجلس :- أقعد ويلا ورقه وقلم ومن أول السطر أشجيني بما في جعبتك بكل حاجة ؟
رفعت أصبعها بتحذير :- ومن غير كذب ولا أنك تتهم نفسك بحاجات أنت معملتهش لان كل حاجة مكشوفه قدامي !!
أومأ لها أمجد وجلس مقابل لها….
لمار باهتمام :- التواصل كان بينكم ازاي التهديد قبلت كم شخص هااا كل حاجة !
أمجد أخرج موبايله لها :- أول حاجة رسالة التهديد دي ؟
أخذت منه الموبايل وجدت لمار رسائل كثيرة محتواها تهديد بقتل بسنت وزوجته إذا لم ينفذ ما يطلبوه …
نظر لها أمجد وأكمل :- بعد كدا لقيت رجاله مسلحه بتحوم حولين البيت وأغلبكم بيتبعوا حركة بسنت كأنهم ظلها وأنتي ؟
لمار بصدمه :- أنا ؟
أمجد :- ايوه أخر رساله كانت تهديد صريح بأني أقتلك ؟
بعد كدا عرفت أنهم مورطني معاهم عبد الرحمن كان ببسرق حاجتي الشخصية ليهم…
لمار وضعت يدها تحت ذقنها :- عارفه ولقيت كل ده ؟
أشار لها ان يكمل وقال :- مكنتش عارف أعمل ايه مقدرتش اقولك لاني خفت عليكي قولت هسيسهم لحد ما اتقابل مع جون ده وهقتله ؟
لمار أشارة له :- تقتل مين بس أنت كنت هتطورت نفسك اكتر ما أنت متورط برضه مش لاقيه سبب أنك متعرفنيش ؟
أمجد بصدق :- صدقيني خوفت عليكي زيك زي بسنت بالظبط ! بس دلوقتي أنتي ناويه على أيه ؟
قالت بخبث وغموض وهي تشير إليه :- أنت هتفضل الراجل اللي باع بلده وأنت اللي هدخلني بينهم وهتعرفني عليهم وأنت هتكون شريك ليهم ؟
ضيق حاجبيه :- تقصدي ايه ؟
هبت واقفه وبدأت بشرح الخطه له ….
أمجد بأعجاب :- وبكدا أنا وكامل هنكون معاهم خطوه بخطوه من غير ما يشكوا فينا وأنتي توقعيهم ؟
لمار هزت رأسها :- تؤ تؤ أوقع مين محدش هيخلص عليهم غيري هدفعهم التمن غالي أووي؟
ابتسم امجد لها …
لمار ربتت على كتفه :- متقلقش بسنت هتكون كويسه بس أنت ركز في المهمه دي لاني مش هسمح ﻷي غلطه المره دي !
أمسك يدها وقال مؤكداً :- مهما كان اللي ممكن يحصل إلا أني مش هستسلم غير لما جون يموت ؟
لمار زفرت بعمق وارتياح :- همشي أنا أنتبه لنفسك …
أؤمأ لها وأستدارت لتغادر حاولة تعابير وجهها للغضب وفتحت الباب وصفقته خلفها بقوه وصاحت بهم :- تحرسوه كويس ويفضل زي ما هو كدا لحد ما ينطق محدش يدخله سمعين ؟
أقترب أدهم منها :- ممكن بقا تروحي تستريحي ؟
نظرة له لمار وأؤمأت له أشارة لبسنت :- يلا عشان نوصلك معانا ؟
أؤمأت لها بحزن ووقفت وغادرا سوياً …
مايكل جالس بحزن على الأرض مستنداً برأسه على حافة التخت ممسك بيد والدته ويقول بصوت مهزوز من الخنقه :- تعبت يا أمي مش قادر أستحمل كل ده أنا محتجلك جنبي قومي عشان أرجعك للمار وأياد وأيهاب … أسف سيبتك بين أيديه بس مكنتش عارف أنك عايشه والله هدفعه التمن علي كل اللي عمله فيكي هعذبه زي ما عذبك ..
بكي بحرقه وهو يتذكر وقال :- تعرفي أني كنت هقتل أخويا الغضب عماني لما عرفت أنك عايشه كنت هقتل أيهاب يا أمي كنت هنتقم منه بموته بس كنت هحرق قلبي أنا قومي يا أمي ليه مش بتستجيبي للعلاج قوليلي ابنك ازاي يكون دكتور قد الدنيا ويفشل يعلاج أمه طب قومي عشان لمار حببتك أنتي مكنتيش تنامي غير وهي في حضنك والله محتجنلك كلنا أنا قلبي بيتقطع …
صمت قليلاً وأكمل :- أنا ببقي قاسي كأني جبل بس بضعف قدامك معنديش حد ابين ضعفي ليه غيرك أنا تعبت من وأنا صغير شايل الهم ليه كدا بس ليه ؟
صمت لبعض الوقت وهو يتذكر بسنت فهب واقفاً جلس جوارها على التخت وقرب يدها لصدره :- مش عايزه طيب تفرحي بابنك أنا تجوزت بنت عمو إسماعيل صاحب بابا اللي كان بيتكلم عنه هي هبله شويه وبتتكلم كتير بس طيبه وهتحبيها …
صمت عندما شعر بيد أحد على كتفه. ..
وجد فيكتور نظر له بابتسامه وأستدار ليجلس جواره بصمت …
قطع ذلك الصمت فيكور وهو ينظر أمامه بتفكير :- أنت عارف أني بحس بيك مهما كنا بعاد عن بعض وبتوجع لما أنت بتتوجع ف فلو حاولة تخبئ ألمك عن كل الناس (نظر لعينه بوجع وأشار له ) بس مش هتقدر تخبي عني ،
ضحك بوجع وأكمل قائلاً :- ممكن مفيش روابط دم تجمعنا بس اللي بينا أكبر من كدا أحنا عدينا مع بعض كل صعوبات الحياه سوي الحلوه أو المره تشاركنا أوجعنا وهموما وحزننا وتعبنا عشان نوصل بس وصلنا ومفيش حاجه وقفت قدمنا لان اللي بينا روابط قلب روابط صافيه مفيهاش خداع ولا مصالح هي اقواء من روابط الدم (ضحك بوجع) وعملنا ايه من روابط الدم لقينا بس وجع وكسرة قلب لقينا ناس معانا عشان مصالح بس أنت وأنا أقرب من الاخؤات.
ابتسم مايكل وهز رأسه مؤكداً وربط على كتفه :- أحنا عدينا حفر عميقه من غير منتأزي وديما كنا ايد وحده ( امسك بيده) وهنفضل كدا ديماا .
وضع فيكتور يده الاخري على يده :- وعشان كدا بقولك أمك هتخف أن شاء الله ..
شعر فجأه بصداع حاد يفتك رأسه وكأنها ستنفجر وضع يده على رأسه بألم ..
فيكتور لاحظ ذلك فهب واقفاً بخوف :- مايكل مالك انت كويس ؟
أكتفي بأشارة بسيطه له :- تمام متقلقش !
فيكتور بعتاب :- برضه الصداع يعني مش فاهم بما أنك دكتور طب علي الاقل اعمل فحوصات أطمن لنفسك ؟
هرب بعينه عنه وقال وهو يخفي ألمه :-
يا بني اهدي عملت مفيش مجرد صداع عادي !
فيكتور بعدم أقتناع :- والله حاسس في حاجة أنت مخبيها ؟
استقام ليقف أمامه وقال بسخريه وهو يدفعه بخفه :- أخبي ايه بس عليك انا اقدر .
همس له بضحكه :- هطلع أشوف مراتي خليك أنت بقا وبلاش سهر ؟
أؤمأ فيكتور له وأشار له أن يغادر راقبه بعينه حتي غاب .. فأقترب ليجلس على التخت وقال :- حاسس ابنك ده مخبي عني حاجة هو من صغره كدا عموماً لازم أعرفها ؟
طبع قبله على جبينها ورحل …
فهبطت دمعاتها بصمت تام ….
حبيبه تنظر من الباب وهي مخرجه رأسها فقط وفاتحه فتحه صغيره كانت تراقب صعود مايكل … وعندما رأته متجه لغرفته … فتحت الباب ببطئ وتسللت على أصابع قدميها بخفه خلفه دون صوت …
ولجت خلفه للغرفه بصمت …
خلع جاكته وألقاه دون أكتراث على الاريكه …
أما هي وقفت خلفه بخوف وضعت يدها على فمها …
صرخت عندما أستدار مايكل وسحبها من معصمها لتصبح قريبه منه :-
أيه حركة العيال دي ؟
نظرة له بصدمه وأبتلعت ريقها بخوف وقالت بتلعثم :- أيه ده مايكل ؟ هو أنا دخلت هنا ازاي ؟
رمقها بتسليه :- يعني مش عارفة دخلتي ازاي ؟
أبتعدت عنه وهي تقول :- لا مش عارفة ؟
عيناها جبت الغرفه بزهول ودهشه :- أيه الغرفه دي كلها وليه اللون ده .
أشار لها بعينه على الباب لتخرج …
نظرة لما ينظر إليه فقالت :- لا مش هخرج غير لما توافق تاخدني معاك المستشفي ؟
رمقها بنظره قاتله وهتف بصوت عالي :-
أطلعي بره حالاً ؟
هرولت من أمامه مسرعه …
زفر بضيق وارتفعت صوت ضحكاته على مجنونته …
دوي هاتفه معلناً عن أتصال من المستشفي ..
جذبه مسرعاً ف الواجب يناديه …
رد فوراً فأخبروه بأن يأتي مسرعاً لحاله طارئه . .
أغلق الهاتف فوراً وعاد أدراجه مره أخري خرج من غرفته وهو يسير شبه راكض …
بأثناء ذلك كانت تخرج حبيبه من المطبخ فرأته يخرج مسرعاً فركضت خلفه لتلحق به وهي تقول بصوت عالي :- استني يا مايكل استني ؟
ليس لديه وقت لثرثرتها فتابع طريقه بالامبالاه وقف بنفاذ صبر :- عايزه ايه معنديش وقت ليكي ؟
وقفت أمامه لتسد طريقه وهي تفرد يديه لمنعه من الذهاب :- رايح فين الوقت متأخر ؟
زفر بضيق فلم يعتاد على تلك الأسئله وقال وهو يدفعها جانباً :- المستشفي. وأوعي من طريقي مش فادي في حالة طارئه يلا جايه !!
ركضت مره أخري وقبل أن يصعد السياره مسكت بيده :- طب خدني معاك أرجوك أرجوك وعد مش هعمل حاجة بس خدني معاك ؟
أجاب وهو يزيح يدها :- ل ،ا ويلا أطلعي فوق على أوضتك ونامي ؟
أشار بيده للداخل :- يلا أدخلي !
ركلت الأرض بقدمها بزعل وأستدارت سارت كم خطوه و وقفت على صوته . .
– أستني …
رفع يده لينظر بساعته وأشار لها :- قدامك عشر دقايق تجهزي فيهم لو تأخرتي هسيبك وأمشي !
صاحت بفرحه وصفقة بيدها ك الطفله رفعت أصابع قدميها وقبلته من وجنته بفرحه وركضت دون تشعر بذلك وهي تقول :- دقيقتين بس وأكون عندك أستناني أوعي تمشي ؟
كان يقف بزهول متفأجأ من قبلتها لم يتوقع ذلك ….
رفع يده علي وجنته وسار بأصبعه مكان قبلتها وأبتسم :- مجنونه …
صعد السياره لينتظرها وعينه ثابته على الدرج . .
رأها تهبط مسرعاه بوجهها الضحوك الباسم تلك الفرحه واللمعه التي رأها على وجهها جعلت قلبه يحلق عالياً بابتسامه كبيره … ذلك الفستان الوردي الواسع جعلها ك الحوريه فهو ضيق لحد الخصر وواسع لقدميها ذلك الحجاب ذاد وجهها نوراً على نور وكأنها البدر في ليلته ….
فاق علي صعودها السياره جوارها وهي تقول :- يلا نمشي مايكل أنت يا ابني ؟
نظر لها فقالت بضحكه :- أيه اللي واخد عقلك ؟
أشعل سيارته وقاد مسرعاً حتي لا يتوه بها ..
بالعربيه هبطت بسنت بعصبيه وهي تصفق الباب خلفها و ولجت للداخل دون أنتظار لمار …
أدهم أستدار برأسه :- وبعدين ؟
فتحت الباب لتهبط ولكنها وقفت على كلمته أغلقت الباب مره أخري وأستدارت له :- وبعدين أيه ؟
أدهم :- اللواء أمجد مش خاين أنتي بتخطتي ﻷيه بالظبط ؟
لمار بتأفف :- مش بخطط لحاجه كله تمام واللواء أمجد انا هعرف إذا هو خاين ولا لا !
أدهم أؤمأ لها :- أفهم من كدا انك مش هتحكي ؟
لمار ابتسمت بعدم فهم أو بتصنع ذلك :- أحكي أيه ؟
أدهم أدر وجهه بعيد عنها :- بالشغل مش بنحكي أي حاجة وعنك مش بتحكي (نظر لعينها) ليه ؟
تنهدة بعمق وابتسمت :- عايز تعرف أيه عني أظن أنك عارف ؟
أدهم بصوت عالي :- لا يا لمار مش عارف أنتي ليه ديما كئيبه مش بتضكي ولو ضحكتي (أشار على قلبها) ده بيكون بيصرخ من حقي أعرف كل حاجة عنك ياستي شاركيني حزنك وخلينا نبقي واحد !
لمار ابتسمت و وضعت يدها علي وجنته لتنظر بعينه وقالت :- وأنا هحكيلك يا أدهم كل حاجة وعد بكرا أنت مش عزمني بكرا هحيلك من أول ما جيت على الدنيا لحد دلوقتي بس دلوقتي بجد تعبانه ومش قادره استني أكتر من كدا ؟
ألتقت يدها وطبع قبله رقيقه بابتسامه وقال :- ماشي اطلعي استريحي وانتبهي لنفسك ؟
أؤمأت له بابتسامه وفتحت الباب وهبطتت
لمار ولجت للشقه وجدت جميعهم حول بسنت التي تبكي بصمت فقط …
أقبلت إليها وهي تقول :- انتي بتبكي ليه دلوقتي ؟
أقتربت منها فتنحت هاله جانباً لها …
جلست لمار بألم وتعب جورها رفعت يدها لتزيح دموعها بسبابتها وأكملت قائله :-
أبوكي مش خاين ولا حاجة أبوكي كان بيعمل كل ده عشان يوقع جون وعشان يحميكي …أنا هتكلم مع الرؤساء بكرا وكل حاجة هتنحل ؟
بسنت نظرة لها بفرحه وأمل :- بجد يعني بابا مش خاين ؟
هزت لمار رأسها بالنفي ….
هاله بقلق :- لمار أنتي كويسه ؟ عامله أيه دلوقتي حاسه بحاجه ؟
لمار هبت واقفه :- أنا تمام متقلقيش خلوا بالكم من بسنت أنا هغير وعندي مشوار ضروري ؟
ريم :- رايحه فين أنتي لسه تعبانه ؟
لمار وهي تذهب باتجاه غرفتها :- وجبي أهم مني ؟
ولجت لغرفتها وبعد ذلك للتواليت نثرات علي وجهها الماء لعلها تفوق رفعت رأسها بالمراءه وهي تغلق الماء وابتسمت وحادثت ذاتها قائله :- دلوقتي هخليه يجي وهقتله بأيدي وهنتقم وهستريح هانت …
زفرت براحه ﻷول مره تشعر بها … جذبت المنشفه لتجفف وجهها وهي تخرج … ألقته على الاريكه وهمت بتبديل ملابسها …
أرتدت بنطلون جينز أسود وفوقه شميز أبيض ورفعت شعرها … نظرة نظره أخيره لنفسها ..
وجذبت شنطتها لتخرج حقنه مسكن وحقنتها بوريدها بنفسها … جذبت مفاتيح سيارتها وهاتفها وخرجت..
هاله أوقفتها :- لمار انتي لسه تعبانه ؟
لمار أكتفت بأشاره بسيطه لها ورحلت …
أنطلقت بسيارتها بعدما أجرت أتصال هام وشعرت بالنصر …
وقفت السياره أمام شركة زيد هبطت منها بثبات مخيف وسارت لداخل بثقه …
طرقة الباب فأذن زيد لها بالولوج ..
لم ينتبه زيد لها بلي كان جالس يعمل بحاسوبه
لمار بتساؤل :- يا ابني أنت بتعمل ايه ؟
زيد رفع رأسها لها وابتسم بفرحه وهب واقفاً :- حبيبة قلبي وحشني …
أقترب ليعانقها بحب وهي كذلك …
وضعت يدها على كتفه وقالت بنصر :- خلاص اللي كنا منتظرينه من سنين خلاص أخيراً قلوبنا هترتاح وهنعرف مين الخاين اللي بيساعد جون ؟
ابتسم لها زيد بوجع وقال :- انا بعد اللحظات والدقيق عشان اليوم ده !!
أشارة له لمار :- خلاص قرب قرب اوي ، أياد عامل أيه ؟
زيد بتذكر :- مش كويس انتي بعدتي عنه وبقي كئيب مش عجبني …
لمار أشارة له بالخروج وهي تقول :- خلاص هانت وهنعيش سوي ؟
فتحت باب المخزن و وقفت لتنظر لعبد الرحمن الذي أصبح ذقنه كبيره للغايه والحزن بادي عليه والندم من يرأه يعطي مائة سنه وليش شاب في مقتبل عمره وقف عندما رأها فأقتربت منه لمار بصمت وضعت يدها بجيبها و وقفا بصمت تام قطعته هي أخيراً :- جاهز ؟
أؤمأ برأسه موافقاً
فمدة لمار بدها لتصافحه فصافحها وتابعت قائله :- من بكرا أنت وكامل لازم تخططوا ازاي تكسبوا ثقتهم علشان تقابلوا جون والباقي مهما كان االي هيطلبوه لازم يتنفذ حتي لو قتلي مش عايزين نضيع وقت كفايه لحد كدا ..
صمتت لبعض الوقت ونظرة له :- اشتغلتوا كتير معاهم بس من غير ما تقابلوه بس دلوقتي هتشتغلوا علي مقابلته فقط … وأياك تحاول أنك تبيعني للمره التانيه اقسم بالله هيكون موتك على أيدي !!
أشار لها برفض قاطع :- لا لا أنا ندمت ولازم اصلح غلطتي ولو هموت هموت بس مستحيل أخونك …
ابتسمت له لمار ….
يا تري على ماذا تنوي لمار ؟
ما الذي يخبئه مايكل ؟
بعتذر الفصل نزل متأخر بس انهارده صيام كل سنه وأنتوا طيبين والفطار بيبقي سته فمعلش بقا …. التفاعل قل ولمار زعلانه منكم كل اللي يقرا الفصل يترك لايك وكومنت برايه…
توقعاتكم تهمني ….
ثانياً لو سمحتوا أمشوا معايا وحده وحده أنا مش هكشف كله مره وحده أكيد بس هقول أن كل الالغاز كلها هتتكشف هانت فبلاش كلامكم ده ايهاب مين هتعرفوا بس الصبر …
وأياد مين لو تفتكروا أول لمار ما رجعت لها الذاكره هي راحت عند زيد وقبلت أياد خليكم فكرين معلش ولما هي حلمت باليوم اللي مات فيه ابوها انا قولت ان يوسف أداها طفل صغير اللي زيد خده منها وكتم بقها بعد كدا ….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية فتاة العمليات الخاصة) اسم الرواية