رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم ندى ممدوح
((اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد))
أشرقت الشمس الذهبيه لتنير العالم …
ولكنها لم تنير قلب لمار بعد …
ولجت ورد لغرفة لمار وجدتها نائمه ، أزاحت الستائر ، ليولج النور الغرفه ، تململت لمار لتبصر إذ ب ورد أمامها واضعه أحدي يديها بخصرها :- أيه كل ده نوم أصحي يلا علشان وحشتيني وعايزه اتكلم معاكي ؟
أنعدلت لمار بضيق شديد ، وهي تخبئ وجهها بيدها من الضوء :- مين فتح الستاير أقفليها يلا ؟
ورد برفض قاطع وهي تشير لها :- لا مش هقفلها ومن أنهارده أعملي حسابك هتصحي كل يوم على النور ..
أبتسمت لها لمار بحب وجذبتها لتقبلها من وجنتيها :- يا ناس على بنتي العاقله دي؟
أشارة لها ورد على الكومود :- العصير ده تشربيه كله ماشي يلا هروح اخلي هاله تحضرلك الأكل عشان شكلك تعبانه .
أرتفعت صوت ضحكات لمار عليها …
دوي نغمة موبايلها ، جابت عينها الغرفه ، حتي وقع بصرها عليه ، همت لتجذبه وجدت رقم غريب ، تيقنت أنه جون فابتسمت بمكر ورفعت الهاتف وهي تقول بتريقه :-
يااااه لحقت أوحشك ولا أيه ؟
جون بهدوء :- جداً وحشتيني جداً لدرجة أني أحب أن أستمع لصوتك كل صباح .
لمار بمكر :- أيه رأيك في اللي حصل لرجالتك بس عارف انت فدتني بحاجات كتير ؟
جون باستغراب :- واللي هما ؟ !
ردت لمار بابتسامة مكر على محياها :-
عرفت حقيقة اللواء أمجد وهوقعه ودورك جاي .
جون بعصبيه :- لمار لمار لمار قبل ما توقعيني هبعتلك هدية حلوه أوي هتعجبك بس هتشلك هتخليكي سنتين تفكري قبل ما تتحديني وقريب اوي أنتظري الهديه اللي هبعتهالك ومتنسيش هتكون في نفس المكان اللي قتلت فيه عيلتك هاااا فكره ولا أيه ….
أتسعت عينها علي ذكر ذلك اليوم اللعين مر أمام عينها كل ما حصل بذلك اليوم أدمعت عيونها بألم حاولة رسم ابتسامه :- ومتنساش مش بنت الشرقاوي اللي تخاف من كلب زيك متخبي وراء رجالته هجيبك وهخلي أيامك كلها سوده …
أغلقت الهاتف بنرفزه … ظلت تأخذ نفس وراء نفس كأنها بتهدي ذاتها …
ألقت الهاتف من يدها ، ودلفت للتواليت تؤضأت ، ثم أرتدت اﻷسدال وصلت ، جذبت القرآن الكريم لتتلو بعد الآيات بصوت خاشعا مطرب للاذان …
جاءت ورد منجذبه لصوت لمار لتجلس جوارها وأنصتت جيداً لها …
أما لمار فكانت تتلوه حرفاً حرفاً بخشوع اﻷان الله قلبها وشرحه فكانت تتلو بصوت جميل ينعش القلوب …
وضعته جانباً و وجهت وجهها لورد رفعت حاجبها :- أيه بقا أقعده كدا ليه ؟
ورد باندهاش :- صوتك جميل يا جميله ؟
يلا تعالي جذبتها من معصمها لخارج الغرفه ..
كانت ريم تلعب هي وعمرو كوتشينه …
أما هاله كانت جالسه بحزن رفعت بصرها للمار و وقفت بلهفه :- حبيبتي أنتي كويسه ..
ربطت لمار على كتفها بحب :- اه الحمد لله ..
جلست لمار بتفكير لقد قضت الليل مع عبد الرحمن تشرح له ما عليه فعله ، أخبرها بذلك الشخص الذي لا هم له سوي قتلها يدعي “ديف” يتحدث المصريه جيداً أخبرها ان لديه جل المعلومات عنها حتي الشخصيه …
فكان فكرها حائر تأكدت أنه شخصاً تعرفه هي جيداً يعيش حولها ولكن من ؟
تنقلت ببصرها على هاله تاره وريم تاره …
هاله لاحظت شرودها :- لمار مالك بتفكري في أيه …
لمار هبت واقفه :- مفيش بس لازم اروح الشغل ؟
هاله برفض :- أفطري الأول استني …
قطعتها لمار :- لا هفطر في طريقي هرروح المستشفي وبعد كدا هطلع على المكتب …
ولجت لتبدل ملابسها وخرجت بطريقها للمستشفي ….
وصلت لمار إلى المشفي وتم تعميق الجرح لها وتغيره …
وأثناء خروجها أستمعت لكلمات جعلتها تقف محلها ولم تدري لماذا وقفت وكأن هناك أحد أمسك بقدميها كي لا تتحرك …
أحدي الممرضات :- مستشفي الاميره دي أكبر مستسفي بالشرق الأوسط والدكتور اللي بيديرها بيعمل عمليات بالمجان وهناك الاجهزه على أعلي مستوي وافضل الدكاتره روحي هناك وهتلاقي دكاتره كتير تساعدك ومن غير مقابل ..
لا تدري لما عند سماع تلك الكلمات شعرت برفرفة قلبها يطير بفرحه فابتسمت بسعادة … جف الدمع وتلاشت الابتسامات لكن لماذا الذكريات لا تتركها …
ممدد بجسده على التخت بتعب …
تجلس لمار جواره بحزن أمسكت وجهه بكلتا يديها وقالت :- عارف يا يوسف لما أكبر وأبقي دكتوره مش هخليك تتعب أبداً ولا هخليك تأخد برد …
أبتسم لكلمات أميرته فجذبها ليحتضنها وهو يقول :- وأنا لما أكبر هبني مستشفي كبيره وهتكون باسم “الأميرة” على أميرتي أنا ماشي يا دكتوره لمار ..
تمددت على بطنها وهي تعتليه أسندت بكلتا يديها على صدره و وجهت وجهها له وقالت بفرحه :- هيييييييح وهتكون مستشفي كبيره وهكشف للكل بالمجان علشان في ناس كتير مش معاها تداوي مرضها وهجيب اكبر واحسن اجهزه وهعمل فرع باسمي في كل دوله وكل محافظه …
يوسف وهو يمسك وجنتيها :- ايوه يا قرده أنا هعملك كل ده …
أستمعت لصوت فهبت واقفه بفرحه :- رايحه ألعب مع زيد تحت وأصبح على عمو هارون …
وركضت بفرحه للأسفل …
كان والد زيد يسقي الزرع وزيد واقف يتمرن …
أقتربت بهدوء وحذر شديد ودفعته ، فوقع على الأرض ، وأنفجرت هي ضحكاً على مظهرها ،
هب واقفاً وركض خلفها ، فركضت هي وهي تنادي باسم يوسف …..
فاقت لوقعها علي صوت يقول :- أنتي بنت عز الدين الشرقاوي صح ؟
أستدارت لمار لهذا الصوت فرأت دكتور كبير السن ..
. أبتسمت له :- اه أنا ؟
أشار لها لداخل الغرفه :- طيب ممكن ثواني ؟
لمار أبتسمت بمجامله :- مفيش مشكله ؟
ولجت خلفه لداخل فأشار لها بالجلوس …
وجلس مقابل لها بصمت ..
لمار بفضول :- أتفضل حضرتك أنت تعرف بابا ؟
أبتسم وأومأ مؤكداً لها :- ايوه أعرفه ، وأنا اللي أستلمت جثته هو ومراته لما توفي ؟
لمار ابتسمت بوجع :- أه بابا وماما وأخويا ؟
أشار لها برفض :- أخوكي أزاي أنتي متعرفيش هو اللواء أسليم مقلكيش ؟
لمار نظرة له بعدم فهم :- يقولي أيه مش فاهمه ؟
الدكتور بجديه :- أن أخوكي يوسف عايش !!!!
لمار الجمله لجمتها رفعت بصرها له بصدمه لا مثيل لها وقالت ببطئ :- أنت غلطان يوسف أخويا مات في نفس اليوم ؟
الدكتور برفض :- لا خالص أخوكي جه عايش بس هو فقد كليته وعايش بوحده لأن الطعنه دمرت الكليه بس هو كان كويس ؟
لمار نظرة له بعدم فهم بس بأمل كأنه طوق النجاه ، الخوف تملك منها أن يكون مجرد سراب فقط ، أفتكرت تلك الرسائل التي كانت تأتي لها ، تسارعت دقات قلبها كأنها في سباق …
وتسارعت أنفاسها :- أنا مش فهمه يعني ايه ؟
الدكتور ابتسم بتأكيد :- يعني يوسف عايش هو اه صح اللواء سليم طلب مني أني أطلع شهادة وفاه وأنا فعلاً عملت كدا عشان ابوكي كان غالي عليا وساعدني في حاجات كتير وعشان نحمي يوسف وميرجعش حد يحاول يقتله خبينا عن الكل أنا واللواء أمجد بس اللي نعرف …
لمار الصدمه مسيطره عليها كلياً :- مين اللي دفن مش اخويا ازاي …
الدكتور :- مش جثته دي جثه تانيه عشان نبين أنها ليوسف وقتها يوسف بس قدرنا ننقذه لكن والدك جه ميت و والدتك كان وشها كله متشوه وصلوا هنا ميتين بس إلا يوسف أنا مكنتش عارف انك متعرفيش ؟
لمار شعرت بأمل وكأن الحياه قد أنارت من حولها والضوء تنشر حولها….
أحست بقلبها يحلق بالسماء عالياً …
وكأنها تري النور لأول مرة …
كأنها بسجن ها قد خرجت لتوها …
أبتسمت بفرحه وهي تضحك :- بجد ..
أشار لها مؤكداً … وقفت وهي تقول بفرحه :- شكراً شكراً بجد ..
الدكتور وقف مسرعاً :- ولو دا وجبي ..
صافحته لمار وغادرت وعلي محياه ترتسم البسمه تسير بفرحه وكأن الأزهار تطوف حولها والعصافير تغرد …
صعدت سيارتها وسرعان ما تلاشت ابتسامتها وفكرها حائر وراودتها تلك الاسئله …
كيف يكون عايش ؟ ولماذا لم يأتي إليها ؟ وكيف سليم لم يخبرها بذلك ؟ أمن الممكن أن ذلك الطبيب مخطأ أم ماذا ؟ تلك الرسائل التي تأتيها أيعقل أن يكون هو من يبعتها أم ماذا ؟
أدمعت عينها بيأس وتوصلت إلى انه أن كان حيا سيأتي لها لا محاله ؟
شعرت بالعجز وتوقف الحياة من حولها …
أدارت سيارتها ورحلت لمكتبها …
كادت بالدلوف ولكن وجدته مقلوبا رأس على عقب وليس لديهم سوي حديث واحد وهو “هروب كامل الجبالي واللواء أمجد”
ولجت لمار بثبات إلى مكتبها …
كادت أن تجلس فدلفوا الشباب وريم مسرعين
أحمد باندفاع :- لمار كامل الجبالي وأمجد هربوا ؟
لمار جلست ببرود :- عارفه ….
أحمد أقترب ليقف أمامها :- لمار ليكون أنتي اللي وراء هروبهم ؟
أشارة له :- ممكن …
أحمد لم يتفوه بحرف أخر وجلس مقابل لها بصمت ….
تنقلت أنظارها بينهم وقالت :- محدش عايز يقول حاجه كمان “نظرة لفهد”
فهد بهدوء :- والله انا عارف أن وراء سكوتك ده فأكيد أنتي مخططه لحاجه …
رأتها بسنت تنظر لها فقالت :- مش هتكلم ياختي وجلست مقابل أحمد …
أدهم أشار لها :- أنا رايح مكتبي ..
حبيبه جالسه على التخت بغيظ شديد تهز بقدميها …
كل ما يتردد بآذانها هو معاملته لها أمام الممرضين وعصبيته عليها …
ظلت تفكر وتفكر ، نظرة مطولاً لذلك اﻷبريق ، الذي يحتوي على الماء ، هبت واقفه وجذبته ، أسرعت خطاها للخارج بحذر شديد ، فتحت الباب ببطئ وأخرجت رأسها وعيناها جابت المكان فلم تجد أحد ، خرجت بهدوء وحذر وترقب ، تسللت على أصابع قدميها بخفه ، هبطتت كم درجه ، وعيناها جابت المكان لم تري أحد ، أنحنت بهدوء لتسكب الماء على أحدي الدرجات من أولها ﻷخرها …
وصعدت بسرعه للاعلي ، ولجت لغرفته بابتسامة نصر وقالت :- تستاهل اللي هيجرالك يا أستاذ مغرور عشان تحرم تزعق فيا تاني أن ما وريتك وحرمتك تكلمني كدا تاني …
أسرعت لتقف على الباب ، وأخرجت رأسها ورقبته حتي يهبط ، أحست به يخرج من غرفته ، فأسرعت بغلق الباب ، وهرولت لتجلس على الاريكه ، جذبت الرمود وظلت تقلب بعشوائيه ….. مر بعد الدقائق وهي تحاول سماع صوته يتألم لكن دون جدوي ، أستمعت لصوته المنادي عليها ، حتي هبت واقفه بسرعه بفرحه وهي تصيح :- أكيد وقع وعايزني أعالجه يارب يكون تكسر …
ركضت مسرعه للأسفل وقد نست أنها قد سكبت مياه على الدرج ، فكانت تهبط مسرعه ، سحتت رجلها فصرخة صرخة قويه ،
لم تشعر بألم ولا بوقوع ، بلي بأنفاس تلفح على وجهها وبيد حول خصرها وبجسد صلب محتضنها ، فتحت نصف عين فرأته أمامها ،
تسارعت دقات قلبها من سحر عيناه المهلك ..
حدقة بعينه لفتره وهو كذلك …
لحظات دقائق وهم علي هذه الحالة والصمت ..
أنتبهت هي لذاتها ، فبعدت يدها التي تحاوط عنقه بسرعه ، وحاولة دفعه وان تبعد عنه وهي تصيح :- أنت ازاي تمسكني كدا ابعد عني ؟
كانت تدفعه بيديها الرقيقتان الناعمتان فلم تستطع ذلك ؟!
رمقها بغيظ :- متأكده عايزني اسيبك ؟
ردت بنفاذ صبر :- أكيد اوعي أبعد كدا انت مبتفهمش وبعدين ازاي تمسكني كدا ؟
مايكل بتريقه :- تصدقي أنا غلطان وهصلح غلطتي دلوقتي …
فلت يده وتنحي جانباً …
وقعت هي وأخذت باقي الدرج تدحرج
صرخة صرخه قويه ، أنفزع ﻷجلها وقال بسخريه :- بتصرخي ليه ؟
رمقته بعصبيه فغمز لها ..
عدل من ياقة قميصه وجاكته وهبط الدرج بثبات
وقف جوارها وانحني ليهمس :- أبقي فكري قبل ما تلعبي بحاجه زي دي ومتتسيش أن البيت ده بيتي عارف كل صغيرة وكبيره فيه وتستاهلي الوقعه مكنتش نوايها بس أنتي أحبرتيني ..
أشار بيده لها :- باي ..
استقام وهو يعدل نظارته علي عينيه وغادر ..
جلست هي بحزن طفولي وألم قالت بتذكر :- أسيب لمار كانت كل ما نروق تزحلقني ودلوقتي استاذ مغرور منك لله يا شيخ قطعة الخلف ااااه يا ضهري ياني يا أمه …
وقفت بألم وهي تمسك ظهرها ..
كادت بالصعود ولكنها وقفت تنظر للمكتب مطولاً ، أرادت أن تعرف ما الذي يخبئه ولماذا يجلس به جل يومه …
جمعت شتات ذاتها لتسير إليه وبكل خطوه عيناع تجول المكان بخوف وحذر من أن يرأها احد ..
وقفت أمام الباب وأبتلعت ريقها بخوف …
كادت أن تفتح ولكنها ترددت فتراجعت ..
أستجمعت شجاعتها مره أخري وفتحته مسرعاً لتهرول للداخل وهي تغلق الباب …
وضعت يدها على قلبها وتنفست براحه ..
عيناه جبت كل ركن به عجبها لونه الدكن ..
أسرعت لتجلس وهي تحاول فتح الإدراج واحد تلو الآخر ، لعلها تجد شئ عنه ،
زفرت بيئس عندما لم تستطع فتح اي واحد منهم ، وقع بصرها على ملفات موضوعه جانباً ، جذبتهم بسرعه وظلت تقلب بهم ولم تجد شئ .
وقفت بيئس وضعت يدها بخصرها وجابت المكان حتي وجدت رف عليه الكثير من الكتب .. أمسكت كتاب تلو الآخر وهي تقلب به ..
كادت أن تجذب أحدي الكتب حتي أندرج الرف وأنفتح…
غمضة عيونها مره تلو الأخرى بزهول وقلق ..
ولجت بخطوات بطيئه للداخل ، تسارعت دقات قلبها لخوف ، مع كل خطوه تخطيها عيناه تجوب المكان برعب … حتي وقع نظرها على تلك السيده الممده حول كثير من الأجهزه ، دب الخوف قلبها خشت أن يكون هو سبب حالة تلك السيده ، أسرعت ركضاا إليها تأملتها قليلاً وقالت :- ليكون هو السبب يا تري عمل فيكي أيه ؟
ظنت أنها بمشفي من هول تلك الاجهزه والملزمات الطبيه وكل شئ …
ركضت لجلب ما تحتاجه وظلت تفحصا لفتره طويله ، حتي جلست بتعب ومحدقه بها وقالت بصدمه :- مش ممكن مين معذبك كدا دا مفيش مكان سليم في جسمك وليه حاولتي تنتحري ؟
نظرة للاشئ أمامها بخوف وحادثت نفسها :-
يا الله ايه كمية الكدمات والحروق دي وليه حاولة تنتحر الإنتحار ده عملها شلل مش هتخف منه غير إذا الخوف راح وحالتها النفسيه تتحسن عشان تستجيب للعلاج والعمليه … معقوله يكون مايكل معذبها كدا ؟ بس لو هو سبب تعذبها هيعالجها ليه لا أكيد في حاجه لازم أعرفها ضروري جداً …
هبت وأقفه وهرولت للخارج صعدت الدرج مسرعه ، وركضت إلى غرفته ، وقفت أمام الغرفه بتردد ولكنها فتحت الباب و ولجت للداخل ، وأخذت تبحث في كل ركن به لعلها توصل لشئ . .
لمار بمكتبها ولج أدهم بعدما وهو يقول :-
طب ايه أنتي ناسيه المعاد ؟
لمار أبتسمت وهزت رأسها :- لا مش ناسيه وأنا اصلا كنت همشي دلوقتي عشان أجهز نفسي …
أقترب أدهم ليجلس مقابلها وقال :- طب يلا عشان أوصلك ..
أؤمأت برأسها وهبت واقفه …
خرجا سوياً وصعدا السياره والصمت كان سيد المكان إلا من نظرة أدهم لها من المراءه مما يذيدها ارتباكا …
وصلها وهبطت بصمت وهو غادر ..
وصلت لمار لشقه ، أستمعت لصوت عمها فأبتسمت بفرحه رنت الجرس ، وفتحت لها هاله ، رمقتها بفرحه وقالت :- عمو رؤوف هنا ؟
أؤمأت هاله بتأكيد ..
ولجت لمار بفرحه ، رأها فوقف مسرعاً ، عانقته بحب فمعه تشعر بوالدها فقد كان يحبه بشده تشعر بحنان اﻷم التي طالما أشتاقت إليه ..
بعدت عنه بعد عناق طويل :- حبيبي عامل ايه وحشتني ؟
رد وهو محاوط عنقها بذراعه :- قلب عمو الحمد لله .أشارة له بالجلوس فجلس ، وهي جواره ،
رؤوف :- مقولتليش بجد أمجد هو السبب ؟
ارتبكت لمار وذهبت ببصره بعيد عن نظره فهي مهمه خاص لا يجب ﻷحد أن يعلم بها مهما كان أنه سر الواجب قبل أي شئ ..
فردت :- اه هو بس انا لسه مقبتش حاجه مؤكده عنه ؟
رؤوف بغضب :- قوليلي مكانه وأنا هموته بأيدي !!
لمار برفض :- لا أكيد العداله هي اللي هتجيب حقنا ؟ مقولتليش رجعت أمتي ؟
رؤوف :- يلا على طول راجع وجيت اطمن عليكي وهمشي وهجيلك تاني ؟
لمار برفض :- لا مش هسيبك تمشي خليك ؟
رؤوف :- يا بنتي ما أنا هرجع تاني ؟
بينما بالداخل ورد بغيظ :- هو الراجل ده هيمشي أمتي ؟
عمرو بكره :- دلوقتي يغور بس أنتي ليه مش بتحبيه انتي بس لمحتيه من هنا ؟
ردت ورد بصدق :- سيماهم على وجوههم أما الراجل ده محبتوش حسته بوشين مش عارفة لمار قاعده معاه ازاي ! رمقته بفضول وتابعت قائله :- بس أنت ليه مش بتحبه ؟
هب واقفاً وسار خطوتين وأستدار بتذكر لها وهو يقول :- قبل لمار ما تبعد وتسبني سمعته بيقول خلص عليها وعليه أنهارده خلص عليه الأول وهي هتضعف لانه نقطة ضغفها سليم ..
فحسيت بكلامه أنه يقصد لمار بعدها هي غابت وأنا بخاف منه لانه عرف أني سمعته وقولي لو قولت لحد هموتك وأنه كان بيهز مع صحبه بس مصدقتوش وأنا خايف أقول للمار …
ورد ببراءة :- يمكن مش يقصد فعلاً ..
كانت لمار ممددها واضعه رأسها علي ساقيه بحب .. مر وقت طويل وهي تتحدث معه حتي ذهب ، ذهبت مسرعه إلى غرفتها ، وجذبت تلك الحقيبه التي أهداها لها “أدهم” فتحتها وأخرجت ما بها وأنبهرت من. ذلك الفستان وأعجبت بذوقه كثيراً شرعت في تجهيز نفسها ..
حبيبه ما زالت تجول بالغرفه ، تفتش بكل ركن بها ، أستمعت لصوت خطوات قادمه ، علمت أنه هو ، صاحت بخوف وهي تبحث عن مكان تختبئ به :- ياااربي لو شفني هيقتلني اروح فين وأجي منين ؟
وقع بصرها على التخت ، فأسرعت لتستخبئ أسفله ،
دلف مايكل الغرفه وعيناه تبحث عنها ، لم يجدها فوضع يده بوسطه وهو يفكر أين ستكون ، شعر بحركه أسفل التخت فابتسم بتسليه ، فأقبل ناحيته وجثي على أحدي ركبتيه ورفع الغطاء ووجه وجهه لها وقال بحده : أطلعي !
أتسعت عينيها من هول الصدمه ، أبعدت يديها عن وجهها ونظرة له ببراء وابتسمت …
أشار لها بيده :- أطلعي يلا ..
مد يده ليسحبها ، فأبتعدت مسرعه :- مش طالعه غير لما تبعد ..
كبت ضحكته بصعوبه وقال بنفس الحده :- أطلعي يا حبيبه بقولك ؟
أحتضنت وجهها بكلتا يديها وأسندت على الارضيه :- مش طالعه غير لما تقف بعيد وتغمض عينك ؟
سار بيده على خصلات شعره ليهدء وقال :- متفكريش أنك هتخرجي لاني قافل الباب بالمفتاح ؟
رمقته بعند : وأنا مش طالعه …
انعدل بوقفته وأبتعد قليلاً وأغمض عينه : أطلعي وأخلصي يلاا !
أخرجت رأسها نظرة له وخرجت بهدوء وركضت مسرعه للتراس ، أختبئت خلف الحائط بهدوء وحذر .
فتح عينه فلم يجده ، دلف بهدوء و وقف أمامها وهو يحاوطها بكلتا يديه :- أيه لعب العيال ده بتعملي ايه هنا مش قولت ممنوع ؟
نظرة له ببراءة :- أنا اه كنت جايه أشوفك ؟
أجاب بتريقه :- يا شيخه طب قولي حجه غير دي ما أنتي شيفني وأنا خارج ..
وضعة يديها بصدمه على وجهها وهي تحدق خلفه بشئ وقالت بخوف :- شوف ايه ده كدا ؟
أستدار ليري عن ماذا تتحدث ، سرعان ما جذبت المفتاح من جيبه وركضت للخارج وصوت ضحكاته تعلو بالغرفه …
حرك رأسه بقلة حيله وابتسم بتسليه …
كادت أن تفتح الباب ، ولكنه كان الاسرع لينتشله منها وقال بجديه :- أنتي دخلتي هنا مع أني قولت ممنوع ودلوقتي لازم تتعاقبي ؟
سار ليجلس على الاريكه وهو يخلع جاكته ويلقيه …
نظرة له بذهول واقتربت منه :- أتعاقب يعني هتضربي وتعذبني وتسجني من غير أكل ولا مياه ؟
ضحك بخفوت على كلماتها ونظر لها وقال : دي كلها حاجات سهله ..
فتحت فاهها بصدمه ..
ابتسم علي مظهرها وأكمل بجديه وهو يتجه للشرفه :- تعالي هقولك على العقاب ؟
حادث نفسها بخوف قائله :- دلوقتي هيخدني لشباك وهيرميني من فوق يا عيني على شبابك يا حبيبه هتموتي من غير ما تشوفي اهلك …
وجدها محلها تفكر وقال :- تعالي متفكريش كتير ..
سارت نحوه ببطئ و وقفت جواره بصمت ، عينه جالت الغرفه وهو يقول :- يلا في خلال ربع ساعه تكون الاوضه دي بتلمع …
تفحصت الغرفه حولها بصدمه :- اروق فيها اي دي ما هي بتلمع لوحدها ….
أبتعد متجهاً للابريق جذبه وسكبه نظر لها وقال :- فين الاوضه مش بتلمع “وصاح بصوت عالي أرجفها” فدامك ربع ساعه بس وهتبدتي من دلوقتي ..
رفع يديه لينظر بالساعه وقال :- لو هتفضلي واقفه كدا العقاب هيذيد …
كانت تحدق به بصدمه أنفزعت على صوته ، فهرولت للأسفل مسرعه وجلبت ما تحتاجه وبدأت في مسح الغرفه …
كان يجلس يخطف إلبها النظرات بتسليه ..
رفعت ما بيدها وكادت ان تهوي عليه بضربة ، رفع نظراته المهلكه فعادت لعملها ببراءه ، كبت صوت ضحكاته بصعوبه وهو يعمل على حاسوبه
تجلس هاله بشجي لا مثيل له ، دموع متحجره تأبي النزول ، لا تدري لما ذلك الالم يعصر قلبها ، تشعر أن قلبها متوقف عن الحياه ، أنقباض قلبها يخبرها أن هناك شيئاً سيحصل له ، كل ما تذكره هو بحة صوته الحزينه وهو يقول “هتوحشيني” ، أرادت قول “لا ترحل فأني أحتاج لك” …
تذكرت بعد خروج لمار ، رن هاتف أيهاب أبتعد ليجيب وعاد بعد لحظات وهو يقول مسرعاً :- أنا لازم أمشي ورحل على الفور دون كلمة أخري إلى داره …
جاء بعد قليل وبيده حقيبه ، جاء ليودعها ويتركها وحيدة ، حطم وقسم قلبها وتركه هكذا ، ودعها ورحل بعدما قال لها كلمات أوجعتها أنه يشعر أنه لن يرآها مره أخرى …..
فاقت لوقعها ومن دوامت قلبها الجريح علي صوت ورج تقول بأنبهار :- واووو أيه القمر ده أنتي هي نفسها لمار متأكده ؟
كانت تقف لمار بفستان باللون السكري ضيق لحد الخصر باللون الذهبي واسع لاسفل أصابعها باللون السكري ، خصلات شعرها مفرودها بحريه خلف ظهرها ، ذاك التاج البسيط الذي تضعه جعلها ك الأميرات حقاً ، مكياجها البسيط ذاد من جمالها جمالاً ، من يرأها يقسم أنها ليست نفس الفتاه ذو الوجه العابس الكئيب الحزين الشجاع الذي يخيف من يرأه ، تلك الفتاه الرقيقه يستحيل أن تكون ذاتها الفتاه التي تخترق صفوف أعداءها بالامبالاه تصول وتجول كالاسد الجائع لا يرتوي من دمائهم ولا يشبع من لحومهم فتلك الاميره ذات اليدين الناعمتين يستحيل ان تكون ذاتها من تمسك السلاح كأنه جزء منها لا تفشل ، تلك التي أمامهم ذو الوجه الباسم المشرق المبهج يستحيل أن تكون هي ….
رمقوها جميعهم بذهول ..
أنفجرت ضاحكه علي مظهرهم :- ايه ده مالكم مصدومين ليه ؟
اقتربت هاله بكرسيها المتحرك :- متاكده أنك لمار ؟
لمار ؛- ايوه يا بنتي في أيه … هتأخر ﻷزم أمشي ..
عمرو مسك يدها :- لا لا مفيش خروح لوحدك وأنتي قمر كدا .
لمار قبلته من جبينه :- ما أنا مش لوحدي ..
ريم بحب :- اممممم الحكايه فيها حب بقا ، وانا اقول لمار متغيره ووشها منور ليه !
خرجت مسرعه وهي تقول :- يوووه بس بقا يا ريم أنا ماشيه…
هبطتت للأسفل وجدت سياره تنتظرها ، فصعدت بها وأنطلق بها مسرعاً …
وقفت السياره بعد وقت ، فتحت الباب وكادت أن تهبط فوجدت أسفل قدميها ورود حمراء ، أبتسمت بفرحه وهبطتت ، سارت على الورد ومع كل خطوه كان قلبها يرفرف بهجه شعرت وكأنها في عالم الأحلام وقد نست كل شئ وكأنها فد أتت لتوها على الحياه ، وجدت نفسها أمام يخت تشع منه الأنوار هالها جماله
كان أدهم يقف بعدم تصديق احقا هذه لمار …
نكزته بصدره :- أنت هتسبني وقفه كدا ولا ايه ؟
أنتبه لذاته فابتسم :- لا طبعاً ازاي ؟
مد يده لها ، فأمسكت به ، رفعت قدمها لتخطي إليه فخانتها قدمها وكادت بالوقوع فأحتضنها هو مسرعاً ، خفق قلبها بسرعه من قربه المهلك ، رفعت بصرها لعينه عيون مشتاقه تأبي الإبتعاد ، ظلت عيونهم متعلقه ببعض ، أنتبهت لذاتها فأبتعدت عنه بخجل ، وصاد الصمت المكان ، كان للهواء يلامسها فأغمضت عينها باستمتاع لهدوء الطبيعه الساحر ، فتحت عيناها لتجوب المكان وقالت بفرحه ودهشه :-
أنت عملت كل ده شكله تحفه ؟
أبتسم لها :- عجبك ؟
لمار بصدمه :- أنت لسه بتسئل !
نظرة لتلك الطاوله التي تتزين بالورود بشكل قلبها يتوسطه اسمها بالشموع ، تلك الأنوار المختلفه جعلت قلبها يضيئ ، أقترب منها ومسك يدها بحب كاد أن يتحدث ، فوضعت صبابتها لتمنعه وهي تقول :-
خلينا نقعد الأول وبعدين هسمعك وتسمعني .
أبتعدت و وقفت لتنظر إلى المياه الساحره بهدوء الليل وسكينته ، نسمات الهواء تطاير شعرها ..
أم أدهم فكان مسحورا بها لم يستطع على أبعد نظره عنها يتأملها بعشق فاق الوصف …
جلسا جوار بعضهم فقالت لمار بتذكر :-
قاكر أم كنت فاقده الذاكره مكنتش بطيقني كل ما تشوقني تزعق ،
أجابها بضحكه :- اعمل اي طيب ما وحده غبيه كل شويه اخويا اخويا أخوكي منين يا حجه ..
أنفجرت لمار ضاخكه :- ما أنا مكنتش عارفه ليه بتعملني كدا بس كنت ببقي عاوزه أدبحك ..
أدهم بتذكر :- كنتي بتجبيلي الشلل كل ما اتكلم معاكي أنا أختك ببقي عايز اولع في نفسي …
لمار بابتسامه :- بس كانت أيام حلوه …
أدهم أعتدل بجلسته لينظر لها ورفع يده على وجنتها ليوجه وجهها لوجه مباشرة وقال بحب :-
لمار تقبلي يا أميرة قلبي أنك تكوني شريكة حياتي وتكمليني ونكون واحد ، تقبلي تشاركيني حياتي لحد ما موت ، تقبلي تكوني أمي وأختي وصحبتي وحبيبتي “وقال بضحكه” والله ما كنت أتخيل أني أحب واحده بألف راجل كدا بس هوو حبيت “رفع حاجبيه وتابع قائلاً” تقبلي أنك تبني معايا أحلامنا وتجيبلي عيال كتير ، تقبلي تتجوزيني وتسمحيلي أكون نص قلبك وتؤم روحك أوعدك مش عزعلك أبدا ولا أخلي الحزن يقرب منك وهخلي حياتك كلها اظهار و ورود وحب وسعاده وفرحه هاااا قولتي أيه ؟
خفقان قلبها أعلنت الحرب عليها شعرت بقلبها وكأنه بستان فجاه تملاء بالازهار والأشجار والنخيل والموسيقي والات الناي والعيدان تعزف لحن خاص ويتوسط ذلك البستان هما فقط …
صمتها طال ولكنه شعر بفرحتها ورفرفة قلبها ، ولمعة عينيها العاشقه ..
ولكنه يريد أن يسمعها فقال :-
ياااه كل ده يتفكري ؟
نظرة له أخيراً ببسمه حالمه ، وقالت بخجل شديد وبطئ :- موافقه ؟
قال بستعباط :- مش سامعك بتقولي ايه علي صوتك ؟
ردت بغيظ :- لا
قال بحب :- طب عشان خاطري !
قالت وهي تنظر لعينه :- موافقه !!
أبتسم بفرحه وهو ينظر لعينها مباشرةً ، وكأن عيونهم العاشقه تخببر بعضها بمدي حبها للاخر …
أما لمار فكانت تشعر وكأنها بعالم أخر ، وكأنه سكب قلبه بقلبها فأصبح قلب واحد يخفق خفقانا واحداً ، ويشعر بشعور واحد …
أدهم رفع حاجبيه :- يلا بقا عايز أعرف ليه حبيبة قلبي ديما بتكون زعلانه “أمسك وجنتها ك الطفله وتابع” أنتي متعرفيش أنك بتوجعي قلب بابا …
نظرة له بحزن وقالت :- بابا تصدق أني نفسي أقول الكلمه دي اوووي بابا وحشني اووووي من بعده حاسه أني مليش سند …..
شعر بانقباض قلبه ولوعة الالم فرفع يده ليحاوط كتفها وضمها لصدره بحنان وقال :- أنا بابا أهووو وسندك وضهرك وكل حاجة …
أغمضت عينها بأمان وأطمئنان وهي واضعه رأسها علي صدره شعرت بأنها تملك كل العالم بين يديها ، شعرت بحنان اﻷب ….
كان عازمه آمرها انها ستخبره عن موت والديها أمام عيناها وكل شئ ، كادت برفع رأسها لتخبره ولكن دوي نغمة هاتفها …
أبتعدت عنه وجذبته رأت اسم زيد يضيئ الشاشه فحادث نفسها قائله :- ﻷزم أقول ﻷدهم على زيد وعرفهم علي بعض وأقوله أن زيد دا مش مجرد صديق بالعكس هو أخ وأكتر ..
أدهم أشار لها :- مين ؟
فوقفت وهي تقول :- لحظه ..
أشار لها :- خدي راحتك ..
أبتعدت لتجيب بفرحه ولكن تلاشت ابتسامتها فوراً ، وتبدلت فرحتها لقلق شديد ، أغلقت الهاتف مسرعه وركضت فوراً …
لم تستمع ﻷدهم ومنادته …
ما الذي أخبرها به زيد لتركض دون أن تنتبه ﻷدهم ؟
علي ماذا ينوي جون فعله وما تلك الهديه التي سيرسلها لها هل حقاً ستضعف لمار وتنهار أم أنها ستذيدها قوه ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية فتاة العمليات الخاصة) اسم الرواية