رواية غدر الزين الفصل التاسع عشر 19 - بقلم مروة محمد
صدمت خلود من قرار زين بعدم ذهابها الي الامتحانات…وظلت تلعنه وتضرب الارض بقدمها …فقام زين بجذبها لتسقط في حجره ضامما لها تحاول ان تفك اسرها منه …همس في اذنها قائلا
=طب ليه التسرع طيب …انتي في لحظه بتقلبي …انا ما كملتش كلامي
=انا قلتلك مش هتدخلي الامتحانات الترم ده …الا وانتي حاطه رجل علي رجل ….لان انا اللي هذاكرلك .
استدارت بوجهها ونظرت له ببلاهه وقالت
=تذاكرلي …اللي هو ازاي يعني …مش فاهمه.
ادارها زين اليه وظل يبعث في خصلات شعرها ويرجعهم خلف اذنها قائلا
=انا بوظف في شركتي اوائل الدفع …لان دراسه المعهد تأسيس لشغلي …حاجه كمان عايز اقولها ليكي …انا المالك الاساسي للمعهد
تبلمت خلود ونزلت من اعلي رجليه واخفضت راسها وقالت
=نعععععم …ااااه عشان كده شغلت هلا عندك …وفصلت حسام من المعهد …وانا اللي اسمي مراتك خلتني محضرش محاضراتي
وضع زين يده علي الاريكه وقال
=بالظبط ….بسم الله ما شاء الله …بقيتي ذكيه اوى يا خوخه
وضعت خلود يدها في منتصف خصرها وقالت
=مش محتاجه ذكاء علي فكرة …انا بس اللي مركزتش في الاحداث ايامها …ومتنساش انك كنت منكد عليا يومها
لوى زين شفتيه بامتغاص وقال
=قلبك اسود …مش ناويه تنسي ابدا …علي طول فاكرة الوحش.
ضمت خلود كفيها وفتحتهم وقالت
=من بعض ما عندكم …تربيتك يا معلم…انت كمان مبتنساش الوحش اللي فيا.
نظر لها زين ببلاهه وقال
=معلم !خلوووود….فين الرقه في الكلام في واحده تقول لجوزها …معلم.
اخرجت خلود له لسانها وقالت
=انا كده …مش عاجبك …امشي.
نظر لها باستمتاع وقال
=هتمشي تروحي فين؟
رفعت له حاجبها وقالت
=همشي اروح الاوضه التانيه …فرصه اراجع اللي فاتني واعرف اذاكر …بعيد عن النقار اللي بينا.
تنهد زين وقال
=طيب …امشي …محدش حايشك
استغربت خلود من موافقته علي الذهاب الي الغرفه الاخرى ولكنها ايقنت انها انهت دورها في حياته فقد اخذ ما كان يسعي اليه …خرجت خلود من الجناح وصفعت الباب بقوة لغيظها منه …واقسمت ان تذهب لاحضار ملابسها والخروج من الفيلا بلاعوده …وصلت الي باب الغرفه لتفتحه وجدته مغلقا فاستغربت …هي تتذكرانها لم تغلقه امس لانها كانت تعزم علي الرجوع اليها لولا ما حدث …وجدت ياسمين من خلفها تضحك ضحكه رنانه فاضطربت واحست انه ينوى خروجها من الفيلا بدون ملابس …
قالت لها بقلق
=انطي ياسمين…ايه اللي مخلي الباب مش راضي يفتح؟
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
=وانت عايزة ايه من الباب ده …مش اختارتي باب الجناح امبارح؟
قطبت خلود جبينها وقالت
=زين هو اللي قفله صح …عايز يرميني في الشارع بالهدوم اللي عليا.
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
=تفتكرى ان زين بالوضاعه دي؟
احست خلود ان ياسمين بدات تصف مع زين فقالت بهدوء
=لا …بس الصراحه استغربت هو معترضش اني هرجع الاوضه …وباب الاوضه مقفول فهميني حضرتك.
تنهدت ياسمين وامسكتها من يدها وهمست لها كفحيح الافعي قائله
=عمرك ما هتفهمي …هتفضلي طول عمرك غبيه.
اغمضت خلود عينها وتاكدت ان ياسمين في صف ابنها فترددت في سؤلها ولكن عزمت امرها فسألتها
=انطي ياسمين …هو حضرتك معايا ولا مع زين؟
ابتسمت ياسمين بسخريه وقالت
=انتي عارفه انا مع مين بالظبط.
=انا مع ابني طبعا …بس لو شايفه ان سعاده ابني معاكي …هبقي معاكي.
نظرت لها خلود ببلاهه وقالت
=طب ممكن تفهميني …هو قفل الباب ليه …اعتبريني بنتك و فهميني بلييز.
ياسمين ببرود
=مفهومه …انا اللي متكلمتش معاه فهمتها لوحدي لما أمر الخدامه تقفله وأخذ مفتاحه …معناه حاجه واحده ملهاش تاني …ان مكانك في الجناح.
قطبت خلود جبينها وقالت
=ازاي يعني في الجناح …وهو قالي لو عايزة تروحي الاوضه روحي.
تنهدت ياسمين بقله حيله وصبر وقالت
=زين بيحبك …عايزك ديما معاه …اه ابني طول عمره قافل علي مشاعره …لدرجه ان كلهم مفكرينه بارد …لغايه ما دخلتي انتي حياته.
خلود بارتباك
=بس عمره ماقالي بحبك.
وضعت ياسمين يدها علي راسها من الغيظ وزفرت حانقه وقالت
=اوووووف ….انا ضغطي علا منك …يقولك يحبك ولا ميحبكش انا مالي
ودخلت ياسمين جناحها وصفعت الباب بقوة ارتعشت لها خلود…اغتاظت خلود منها ومن زين وهرعت الي جناحه تدخله من غير استئذان
اخذ زين حماما يريح فيه اعصابه وخرج ووجد خلود تدخل عليه كالصاعقه وتقول
=افهم بقي…منين وافقت ان ارجع الاوضه …ومنين قافله بالمفتاح
اخذ زين يمسح راسه بالمنشفه ببرود وقال
=علشان لما تحبي تهربي مني او تعيطي …يبقي كله هنا عيني عينك مش من ورايا
اتسعت حدقه عين خلود وقالت
=هيا انطي ياسمين قالتلك؟
زين وهو يرتدي ملابسه
=قلتلك قبل كده …انا مش محتاج حد يعرفني حاجه …انا بحس بوجودك من عدمه.
عضت خلود علي شفتيها وقالت
=انا كنت تعبانه امبارح …وكان لازم اروح انام هناك.
رفع زين حاجبيه وقال
=ورجعتي ليه؟
اخذت خلود تبكي وتقول من بين بكائها
=انت السبب ….ساعات ببقي عايز ابعد ومبقدرش …
اخذها من يدها واجلسها علي الفراش وجلس بجانبها وقال
=ندمانه يا خلود علشان اللي حصل بينا؟
مسحت خلود دموعها وقالت
=انا مش ندمانه ……انا خايفه …خايفه منك ومن غدرك بيا.
زفر زين حانقا وقال
=قلتلك بطلي خوف …انا اول ما اتجوزتك كنت قويه …في ايه جرالك ايه مالك
وضعت راسها علي صدره وقالت
=حبك ضعفني يا زين.
رفع زين وجهها وامسكها من ذقنها وقال
=بجد يا خلود …يعني انتي بتحبيني …مش ندمانه
هزت خلود راسها بالنفي وقالت لا …ولو رجع بيا الزمن وانا عارفه اني هشوف معاك اللي شفته قبل كده …هحبك برضه.
دفن زين راسه في عنقها قائلا
=وانا كمان يا عمر الزين.
ارادت خلود اخراج كلمه الحب من قلب زين فقالت
=وانت كمان ايه؟
فهم زين ما ترنو اليه خلود فارتفع بشفتيه الي اذنها وقال
=انا كمان ب..ح…بك
تسمرت خلود في مكانها ولم تشعر بنفسها الا وهي موضوعه علي الفراش برقه وزين ينهل من بحر عسلها المصفي …ولكن مع ذلك استمر خوف خلود ولم تأمن لغدر الزين …حاولت رفعه من فوقها فرفعها معه ووجدها تتعثر في كلماتها وتقول
=زين …انا عندي امتحانات وانت وعدتني هتذاكرلي …نبدا بقي مذاكرة.
عض زين علي شفتيه وقال
=يخربيت الفصلان …وده وقته …ماشي يا ستي…هنذاكر …وهسيبك بمزاجي فترة الامتحانات …لكن بعدها يمين بعظيم ما انا عاتقك.
انفجرت اسارير خلود وقبلته من خديه وقالت
=يسلملي زيزو الجامد .
امسكها من ذراعها وقال
=خلووود …متخلنيش اعملها معاكي
ضحكت خلود ضحكه دغدغدت مشاعره وقالت
=قلبك ابيض يا ابو الزين.
وركضت الي الحمام تغلقه عليها حتي لا يمسكها وهو يبتسم ويتنهد من السعاده التي جلبتها هذه الشيطانه.
صباح اليوم التالي …استيقظت خلود واخذت حمامها وارتدت ملابس بيتيه وخرجت من الحمام …استغرب زين علي ملابسها فاليوم هو الموعد لتوقيع اتفاقيه بين حازم وشهيرة …هبط من الفراش وتوجه نحوها وقبلها من خديها وقال بنعومه
=صباح الخير.
ردت عليه خلودبتوتر
=صباح النور .
نظر زين الي ملابسها وتمعن النظر اليها وقال
=هو انتي مجهزتيش ليه بالمرة عشان نروح الشركه
ابتلعت خلود ريقها وردت بتلعثم
=الشركه! شركه ايه …ما انت عارف اني هذاكر علشان الامتحانات.
مسك من وجهها ونظر الي عينيها وقال
=مالك يا خلود …بتهربي ليه من مرواحك للشركه …خايفه من ايه؟
رد بارتيبك
=هخاف من ايه …انا لا خايفه ولا حاجه …
رد بقوة وقال
=لا خايفه …وانا عارف انتي خايفه من ايه …وخوفك ده اللي هيخليني اشك فيكي اكتر
زفرت حانقه وقالت
=اهو انا مبخافش غير من شكك فيا.
تنهد زين وقال
=عايزاني ما اشكش …يبقا زى الشاطرة تروحي تغيرى هدومك ونروح الشركه سوا.
نظرت له نظرة وعيد وقالت
=ماشي يا زين ..هجي معاك …بس والله العظيم لو شكيت فيا تاني لاي سبب …مش هتشوف وشي عمرك.
ارتدت خلود ملابسها وهبطت هيا وزين الي الاسفل للذهاب الي الشركه دخل مكتبه هو واسر وخليفه ليتباحثون امور الشراكه قبل مجئ حازم وشهيرة…وجد زين اسر علي حاله من الجمود فقال له
=ايه يا اسر مالك قالب وشك ليه علي الصبح كده؟
رد اسر بصوت اجش
=ولا حاجه حضرتك هتعملي شراكه مع حازم وهنعيد جو المؤامرات تاني …والمفروض اني مبسوط واصقفلك
رد خليفه علي اسر وقال
=طب وانت مالك يا اسر …زين حر يختار اللي يشاركه …هو عارف مصلحه الشغل اكتر مننا.
اغتاظ اسر من خليفه وقال
=طبعا هو حر …بس من واجبي عليه كصاحب عمرى اني اقدمله النصيحه.
خبط زين يده علي سطح المكتب وقال
=طبعا صاحب عمرى …بس ده ميدلكش الحق تدخل في قراراتي.
تحطمت كل حصون اسر فانهارت سيطرته علي زين …وكل هذا بسبب الشيطانه خلود …الذي هو الذي جلبها لحياه الزين لتحطمه وتكون وصمه عار في حياته …اصبحت وصمه افتخار فقد صلحت علاقته مع حازم …حتي خليفه كان منبوذا بالنسبه لزين …وها هو الان اصبح الاخ الحنون والمقرب لزين …افاق اسر علي صوت زين العاصف وهو يقول
=هتقعد معانا في الاجتماع ولا تفضل تقعد في مكتبك احسن؟
اندهش اسر لسؤال زين ورد عليه بصوت منخفض وقال
=لا يمكن …مستحيل احضر اتفاق بينك وبين الشيطان …عن اذنك.
انفجر خليفه من الضحك وقال
=الشيطان …اسر هو الشيطان ذات نفسه …هو مش واخد باله ولا ايه.
رد عليه زين بغضب وقال
=خليفه …بلاش كده …اسر مهما ان كان صاحبي هو له وجهه نظر وانا بحترمها.
كتم خليفه ضحكاته وقال
=حاضر حاضر …خلاص مش هتكلم …اهم حاجه عندي انك تكون مبسوط.
ابتسم زين بسعاده وقال
=انا مبسوط طول ما خلود موجوده في حياتي …متتصورش يا خليفه انا اتعودت عليها قد ايه .
احتضتنه خليفه وقال
=انا مبسوط لك جدا يا زين …اخيرا السعاده دخلت قلبك …ربنا يديمها نعمه في حياتك.
كل هذا تحت انظار اسر الحاقد …الذي تاكد ان خلود هي سبب كل شئ …وعليه التخلص منها اولا …ولكن كيف …حاول مع هلا من ذي قبل ولم يجد فائده …وفي لحظه تذكر شخص من الممكن انه سيكون طرف خيط لفك العقد المسحور الذي يربط بين زين وخلود …عزم امره ان يتصل عليها لتخلصه من خلود
=الو …صباح الورد يا غدغوده
غاده بصوت ناعس
=مين معايا.
اسر بخبث
=قوام نسيتي صوتي …ده انا اسر حبيبك
اخذ ت غاده تلف خصله من شعرها علي اصبعها وقالت
=اسر اللي كنت مرة وصلت هلا المعهد وركبت معاك تروحني …اه يا شقي افتكرتك طبعا
اسر بمكر
=طب فاكرة لما قلتيلي انك معجبه بزين من يوم الفرح …وقلتلك سيبيني اجيبلك فرصتك
انتفضت غاده بسعاده وقالت
=طبعا فاكرة …بس ازاي …ده حتي خلود مبقتش تيجي المعهد علشان يجي ياخدها واشوفه
ابتسم اسر وقال
=خلاص هيا مبتجيش …تعالي انتي الشركه.
عضت غاده علي شفتيها وقالت
=بجد …طب هجي اعمل ايه .
نقر اسر علي سطح المكتب وقال
=هتيجي تطلبي شغل …ولو رفضت …هتعملي الحبتين بتوعك وتقولي اشمعنا هلا .
ابتسمت غاده بانتصار وقالت
=طب اقولك علي حاجه كمان
=هلا هتروح تذاكر مع خلود في الفيلا …وانا بقي راشقلهم في الليله …ايه رايك.
ابتسم اسر بانتصار وقال
=ايوه بقي …يا غاده يا جامد …المهم عندي تنجزى ابداي من دلوقتي …مش عايز تضيع وقت.
غاده بسرعه من امرها ترتدي ملابسها وقالت
=بسرعه كل هيتظبط ويبقي تمام.
اتصلت غاده علي هلا لتقنعها وتتحايل عليها لترضي ان تذاكر معاها …حاولت هلا التملص منها كثيرا ولكن دون جدوى فاضطرت الي مصارحه خلود بالامر …فغضبت خلود من هلا كثيرا وقالت بغضب
=ليه يا هلا اصلا قولتلها انك هتذاكرى معايا …ليه؟
هلا بحزن
والله غصبن عني يا خلود …كانت عايزة تذاكر معايا ولما قلتلها اني مش هذاكر في بيتي شكت اني هروح لحسام …وهددتني لتقول لامي المريضه اني ماشيه مع حسام.
ردت خلود بغضب وقالت
=هقول ايه ما هي زباله …المشكله اني خايفه تحكي لزين علي كل اللي عملته زمان.
ردت هلا وقالت
=انتي مغلطتيش زمان في حاجه …واعتقد ان زين عارف عنك كل حاجه.
ضربت خلود برجلها الارض وقالت
=المشكله مش في انه عارف …المشكله انه مبيحبش يفتكر ولو افتكر بتبقي كارثه.
واستطردت بغيظ
=اه يا نارى يا ما نفسي اجيبها من شعرها واخنقها اه.
رد ت عليها هلا بقوة وقالت
=متخافيش يا خلود …ربنا اللي الاقوى منها ومنك معاكي …طالما انتي اتغيرتي وبقيتي كويسه.
ثم استطردت بهدوء وقالت
=المهم دلوقتي انتي هتقولي ايه لزين عليها …يعني هتجيبهاله ازاي انها جايه تذاكر معانا؟
ظلت خلود تفكر كثير افي الامر الا انه قاطع تفكيرها دخول غاده المكتبه وهي ترتدي تنورة بيضاء قصيرة تبرز ساقيها البرونزيه الممتلئه قالت غاده بدلع
=مفاجاه …ايه رايكو …قلت اجي اقعد معاكم لغايه ما تخلصوا ونروح سوا علشان مستر زين يذاكرلنا.
ربعت خلود ذراعيها وقالت
=ومين قالك اصلا اني موافقه تيجي معانا؟
وضعت غاده يدها في خصرها وقالت
=بلاش انتي يا خلود …لاحسن حسام بيسلم عليكي اوى .
امسكتها هلا من ذراعها وقالت
=لا بقي انتي زودتيها قوى …حسام ايه وزفت ايه .
ازاحت غاده ذراع هلا وقالت
=وانتي مالك اتضايقتي ليه …بتغيرى علي حسام …ولسه بتغيرى من خلود.
تحدثت خلود بغضب وقالت
=غاده …اتلمي …احنا في الشغل.
ابتسمت غاده وقالت
=علي سيرة الشغل …انا عايزة اشتغل هنا.
اطلقت خلود ضحكه رنانه وقالت
=تشتغلي هنا …انتي عبيطه قوى …هنا مش اي حد يشتغل يا ماما.
ذهبت غاده لتقترب من خلود وتقول بوقاحه
=وهلا برضه اي حد …ولا دي القنطرة اللي بينك وبين حسام.
امسكتها خلود من رقبتها وقالت
=اقسم بالله …اقتلك لو مبطلتيش قله ادب …واحتسب ان ربنا مخلقكيش اصلا
ازاحت غاده يدها بصعوبه وقالت
=لا تقتليني ولا اقتلك …انا كده كده مش هقول لزين علي حاجه …بس سكوتي لازم يبقاله مقابل
=لكزتها هلا في ذراعها وقالت
=سكوتك عن ايه يا زباله …زين السرجاني عارف كل حاجه عن خلود …مش مستني حته واحده حشرة زيك تيجي تقوله.
ضحك غاده وقالت
=لا هو انا مقولتش ليكو …اني عرفت ان زين باشا صاحب المعهد …يعني تسريبات وكده منك ليه يا مزة …وانا راشقه في ام الليله دي…ولو سالني عرفت منين هقول ان انتو اللي قولتيلي.
اضطربت خلود من حديثها …تعلم هيا فقط علمت بالخبر امس …ولكنه سوف يشك انها هي اللتي ابلغت اصحابها بالخبر فتنهدت بقله صبر وقالت
=تمام …بس علي فكرة زين هيذاكرلنا بس …مش هيديلنا الامتحانات علشان تكوني عارفه
غاده بدلع
=وليكن …اهم حاجه اني هنول الشرف ويذاكرلي زين السرجاني .
كادت خلود ان تتخلص منها وفي موعد المذاكرة تبعث السائق ياتي بها لولا دخول زين المفاجئ …واللي قطب جبينه لرؤيه هذه الفتاه وقال لخلود
=ايه يا خلود انتي عندك ضيوف
قاطعتها غاده ومدت يدها لتصافحه قائلا
=غاده …زميله خلود وهلا من المعهد …انا جيت ليهم علشان اخدهم يذاكروا معايا …بس مش راضيين
اخذ زين خلود بين ذراعها وقال
=يعني يخلصك يا غاده ان خلود يبقا جوزها زين السرجاني …واسيبها تذاكر لوحدها من غيرما اساعدها
تصنعت غاده المفاجاه وقالت
=بجد …هو حضرتلك هتذاكرلها …بجد خلود محظوظه جدا.
فهم زين من نظرات غاده وخلود وهلا ان غاده تتلاعب معهم فرد قائلا
=لو حابه تشرفيني واذاكرلك مع خلود وهلا انا معنديش اي مانع .
خرجت خلود من بين ذراعه وقالت
=ملوش لزوم يا زين …مش عايزين نتعبك معانا .
امسكها من يدها وارجعها بين ذراعه وقال
=تعبك راحه يا خلود …وبعدين انتو تلاته …انا كان معروض عليا ادرس في المعهد لالاف.
ردت غاده بامتنان وقالت
=متشكرة جدا لحضرتك …حضرتك طلعت ذوق جدا …بس يا خسارة خلود مش ذوق زيك.
ابتسم زين وقال
=ليه بتقولي كده …خلود ذوق جدا واحسن مني كمان .
انتهزت غاده الفرصه وقالت
=يخلصك …مش راضيه تشغلني معاها في الشركه وشغلت هلا …علشان هلا بتسمع كلامها لكن انا بعترض لو في اخطاء في الشغل
ابتسم زين وقال
=اولا هلا اشتغلت هنا قبل خلود …ثانيا خلود مبتقبلش باخطاء وتجاوزات ….ثالثا بقي وده الأهم اشوف تقديرك السنه ديوعلي اساسه اشغلك.
قفزت غاده من السعاده وقالت
=اوعدك اني هشرفك …ومكانتي هتكون كبيرة اوى في الشركه وفي كل مكان .
نفذ صبر خلود فقاطعت الحديث قائله
=زين …انت كنت جايلي ليه المكتب؟
رد زين بثبات
=جيت اقولك هنجتمع مع حازم كمان نص ساعه جهزى نفسك ومتتاخريش علينا.
قاطعتهم غاده وقالت
=خلود …مش ده حازم السرجاني اللي كان.
استدار لها زين واسكتها بعيونه القويه وخرج صافعا الباب بقوة.
كل هذا طبعا تحت انظار اسر الذي صفق وقال
=برافو عليكي يا غاده …احسنتي.
جاء موعد الشراكه وذهبت خلود الي غرفه الاجتماعات طرقتها ودخلت وتفاجئ بها حازم ومال علي شهيرة قائلا
=هيا مش الشراكه بينا وبين زين …هيا مالها ومالنا.
فهم زين همسات حازم لشهيرة فقال
=تعالي يا خلود…طبعا الكل عارف ان خلود مراتي شريكه معايا بنسبه امي.
رد خليفه بمرح
=ي حلاوة الواحد لما يلاقي مراته شريكه معاه في البيت وفي الشغل زيكو كده …بصراحه انا بحقد عليكم كابليين هايلين …محسسيني ان العزول بينكم .
نظر لهم زين وقال
=كفايه كلام …نبدا شغلنا لو سمحتم.
مد حازم يده بمستند الي زين بيه كل شروط الشراكه وقال بهدوء
=تقدر تراجع البنود كلها …انا مساوى الحقوق ما بينا.
نظر له زين بجمود ولم ياخذه منه فاخذته شهيرة واعطته لخلود قائله
=خدي راجعيهم انتي يا خلود …ربنا يجعلها شراكه مربحه لينا وليكم.
اخذت خلود المستند من شهيرة لتراجعه وقالت لها
=شهيرة ممكن تتفضلي معايا مكتبي نراجعه سوا.
سعدت شهيرة لهذا العرض ووافقت عليه لتذهب الي مكتب خلود لمراجعه بنود العقد …الواقع هي حيله ذكيه من خلود لكي تجلس حازم وزين علي انفراد لكي يتم تصفيه الخلافات فيما بينها …وفهمتها شهيرة جيدا وسعدت لذكائها …وكذلك خليفه تركهم بمفردهم .
في مكتب زين.
تحدث حازم بغيظ وقال
=ان بتبصلي كده ليه …زى ما يكون اخدت منك حاجه غاليه عليك قوى.
زين بحده
=انا محدش يقدر ياخد مني حاجه.
زفر حازم حانقا وقال
=انا مش عارف ازاي هنعمل شراكه مع بعض وانت علي طول كارهني كده
هز زين راسه يمينا ويسارا وقال
=عارف يا حازم ان انتي غبي
=انت لو كنت جيت قلتيلي انك بتحب شهيرة وعايزة تتجوزها فكرك كنت هفضل متمسك بيها لا طبعا
=لان انا مش من عادتي اخد حاجه حد كان نفسه فيها
لكن انت غبي لجات لطرق غبيه زيك.=
رد حازم بغيظ وقال
=زين بطل تهزيق …في ايه وانا يعني كنت عملت ايه …انابس كنت بحاول اعرف اذا كانت هتبقي سعيده معاك ولا لا.
هز زين راسه وقال
=وكنت عارف انها مش سعيده ومع ذلك مقدرتش تعملها حاجه .
تنهد حازم وقال
=انت عايز توصل لايه بالظبط.
=وبعدين انا عملت حاجات كتير علشان هي تحبني.
استغرب زين لصراحه حازم وقال له
=انت عملت حاجات كتير علشان تفوز بيها ولا علشان تحبك؟
ثم استطرد قائلا
=ياريت تكون صريح معايا ….وانا اوعدك اني مش هحاسبك علي اخطاء ماضي.
رد حازم
=لو رجع بيا الزمن لورا …هعمل المستحيل علشان افوز بيها ليه لوحدي.
زين بخبث
=ما انت عملت
قطب حازم جبينه وقال
=عملت ايه
زين
=حاولت تقتلني ومعرفتش .
ابتسم حازم بسخريه وقال
=عارف انك عمرك ما هتصدقني …بس انا لو عايز اقتلك كنت قتلك من واحنا صغيرين …لما كنت بتاخد كل حاجه انا اتحرمت منها …حتي الحنان.
تنهد زين وقال
=ياريت بلاش نتكلم في الماضي …خلينا في المستقبل …انت الوقتي ليك حياتك …وانا كمان …وشغلنا المشترك وبس …مش هقبل ان شغلنا المشترك يدخل في حياتنا الخاصه
هز حازم راسه بتفهم وقام ومد يده مرة اخرى لمصافحه زين وقال
=وهو كذلك يا زين …خلي علاقتنا شغل وبس
مد زين هو الاخر يده له وصافحه ورافقه حتي الباب ليجدو شهيرة تطل عليهم وتسلم علي زين وتاخذحازم وترحل من الشركه…استدعي زين خلود ليستقلها الي المنزل ليقوم بالمذاكرة لها ولصديقاتها …صعدت خلود السيارة وزين بحاله جمود شديده …ارتبكت خلود من منظرها وظنت انها ستكون ليله سوداء فوق راسها
حقيقي الامان اغلي كتير من الحب. الامان ممكن يمنحنا الحب لكن الحب مش دايما بيمنحنا الامان
نظرت خلود الي زين وجدته في حاله شرود فقالت له
=زين …انت سرحان في ايه …في مشكله في الشغل ولا حاجه.
رد عليها باقتضاب
=لا مفيش حاجه .
سالته بقلق
=طب تعبان ؟
نظر امامه بجمود وقال
=اه تعبان شويه.
ابتلعت ريقها وقالت
=طب لو تعبان اتصل بهلا وغاده واعتذرلهم عن المذاكرة.
لم يرد عليها فقالت
=كنت عاوز اقولك علي حاجه …غاده لما اتكلمت عن حازم
قاطعها بصلابه وقال
=اعتقد اني قلت معناش هنتكلم في الماضي وانتي وافقتي.
خلود بخوف
=يعني انت مش زعلان علشانها جابت سيرته؟
زين بكبرياء
=لا سيرته ولا سيرة غيره هتأثر معايا …وانتي عارفه كده كويس .
هدات واطمأنت وقالت
=طب ما دام كده …ليه حساك متغير من ناحيتي.
ثم استطردت قائله
=يا زين انا ما صدقت نبقي كويسين مع بعض.
رد زين بهدوء
=انا مش متغير من ناحيتك ولا حاجه…انا بس بفكرفي حاجه كده شغلاني وبعيد عن الشغل والبيت.
ابتسمت خلود وقالت
=بجد يا زين …الحمد لله …انا كنت خايفه اوى.
ابتسم زين لها …ولكن كان يشغل باله شيئا واحد …من المتسبب في حادثته …احس زين اليوم بصدق حازم …عزم زين امره ليكشف الحقائق.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غدر الزين) اسم الرواية