Ads by Google X

رواية ملكة قلبي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم مريان بطرس

الصفحة الرئيسية

    

 رواية ملكة قلبي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم مريان بطرس

وقف ينظر اليها يتابعها بعيناه لماذا؟؟ لماذا تجذب عيناه بتلك الطريقة لماذا جمالها خلاب هكذا بالنسبة له 

يالله لقد احترق بالفعل احترق كل ما بها يحرقه تثير عيناه للنظر اليها بطريقة عجيبة عيناه تتابعها اينما ذهبت اجبارا وليست ب ارادته قطب جبينه بتعجب لما؟ لما يحدث هذا معه يشعر ب انه اصبح ك الابله لايستطيع السيطرة على اعضائه ما به هكذا لقد احترق حقا لقد احرقته تلك الفتاة صاحبة العيون السوداء الجميلة .. ولكن هذه ليست هى المرة الأولى التى يرى بها عينان سوداء وخصلات سوداء طويلة كسواد اللي اذا لما تجذبه تلك العيون بالذات لما يشعر حينما تتكلع اليه بانه يتوقف الوقت ، فليقل الحق هو لم يكن من محبين الخصلات السوداء او العيون السوداء ابدا دائما مايشعر ب ان العيون السوداء غامضة قاتمة لا توحى ب اى بهجة لا تعطى للحياة اية الوان البتة اذا لما؟ لما تلك العيون السوداء بالذات يشعر ب انها تحوى اسرار العالم كافة يشعر ب انها تتقلب وتحوى الكثير من الكلام والقصص والحكايا لما؟ لما تثيره عيناها بتلك الطريقة حقا سيجن.. سيجن قريبا بالفعل تفكيره سيقتله منذ تلك اللحظة التى توقف فيها امامها كالابلة يرغب فقط ب احتضانها رغبة قوية اكتنفته فى تلك اللحظة ب ان يذرعها داخل احضانه ويحتويها رغبة رعناء امتلكته ب ان يحتويها داخل اضلعه ويضغط عليها داخله وان يهدأها صارخا بقوة ب ان لا تخف من شئ ابدا فهو ها هنا ولن يستطيع احد لمسها بوجوده لما؟ مسح على وجهه بضيق وعنف لدرجة شعوره ب اهتراء جلد وجهه لما؟؟ لما لم تذهب تلك الرغبة حتى الآن لما لديه تلك الرغبة حتى الآن ب ان يحتضنها لما لم تذهب لما مازالت عيناه تتبعها ما هذه الحالة التى وصل اليها فليجاوبه احدا رجاء ما هذا البئر الذى سقط به ماهذا الوحل الذى غاص به ولم يتوقف حتى الان بل انه يزداد فى الغوص به كلما رآها يشعر بنفسه يقف على رمال متحركة تسحبه لاسفل وهو كلما ازداد فى المقاومة يكون سقوطه بها اسهل واسرع تلك الحالة التى هو بها مخيفة حقا مخيفة التف ينظر جهتها يتابعها ويتابع ركضها مع صديقتيها واخته ب ابتسامتها المستمتعة تبدو كطفله صغيرة تلهو كطفلة بضفائر تلعب معهم الغميضة فى حين تنطلق ضحكاتها منبعثة بالمكان كزقزقة العصافير التى تدخل البهجة بالمكان والتى لايسعك سوى ان تبتسم عليها ضحكاتها تدخل البهجة لقلبه تدغدغ شرايينه واوردته عيناها التى تلتمع بفرحة وسعادة كطفله صغيرة تجعل ابتسامته ترتسم لا اراديا على وجهه هى اشبه بنجمة لامعة بالفعل لايسعك سوى التطلع اليها ب انبهار اغمض عيناه ينفخ بفمه بضيق ماذا فعلت له تلك الفتاة التى حطت فوق رأسه مرة واحدة هى لم تفعل شئ حقا لم تفعل شئ اذا لما تثير عيناه لمتابعتها هكذا لما تثير  مشاعره بتلك الطريقة حقا لا يعرف بالفعل لا يعرف 


انتبه على صوت اخته تصرخ بلهاث 

لا خلاص تعبت كفاية 


ارتفعت ضحكاتها لاعلى كسيمفونية عذبه ثم قالت بلهاث 

تعبتى؟


نظرت لها صاحبة عيون القمر قائلة بضيق 

متسأليش تعالى انتى خدى مكانى وانتى تعرفى بتحسى انك بتلفى حوالين نفسك تعبت فعلا 


انطلقت ضحكاتها اكثر لتقول جنا بتعب 

انا فعلا تعبت وجوعت جدا 


اومئت نهلة قائلة 

وانا كمان هموت من الجوع يلا نروح ناكل لان شوية وهتلاقو باسم بيطلبكم ويقول كفاية لعب 


لتومئ جنا برأسها قائلة بهدوء 

معاكى حق 

ثم تحركت قائلة بهدوء 

يلا يابنات علشان ناكل 


تحركت الفتيات فى حين قالت اميرة 

انا كمان شوية هيغمى عليا من الجوع تعرفو انى ما اتعشيتش امبارح كويس انا يعتبر ما اكلتش


انطلقت ضحكاتها وهى تقول بمرح 

قصدك منسفتيش الاكل كل الللى اكلتيه دة وما اكلتيش 


نظرت لها بطرف عينها قائلة بغطرسة 

لا اقصد مازودتش فى الاكل علشان بالليل والكوابيس لكن لو كدة كنت اكلت بجد


انطلقت ضحكات الفتيات لترتسم الابتسامة على وجهه حقا هؤلاء الفتيات اضافو الوان الطيف إلى منزلهم منهم الهادئ منهم المازح منهم الناعم ومنهم المشاكس ولكن ان كان سيقول الحق هم اشبه بجواهر ثمينة حقا لا يمتلكهم الكثير ومن يمتلك احداهن عليه الحفاظ عليها بشدة كل واحدة منهم لها لونها وخواصها المختلفة ولكن يجتمعن ب انهن احجار كريمة ثمينة لا تقدر ب ثمن حتى وان اختلفت الوانها وظروف تكوينها وخواصها انتبه على صوتها تقول بخجل 

مش هتقولو ل دكتور باسم يجى ياكل معانا دة شغال من الصبح 


هزت نهلة رأسها قائلة بهدوء 

باسم مبيغلبش ومبيستناش اما بيجوع بيروح ياكل وممكن تلاقيه متربع وبياكل مع حد من العمال 


تفاجئ بها تلف بوجهها تنظر جهته ولكن ما ان اصطدمت به و وجدت عيناه تتابعهم حتى احمرت وجنتيها بشدة لتلف وجهها تجاههم مرة اخرى قائلة بخجل 

بس ميصحش على الاقل اعزمو عليه


ضحكو جميعا على خجلها الواضح ليلفو وجوههم تجاهه ليجدوه يقف يتابعهم واضعا يديه بجيبى بنطاله الخلفى لتزداد ضحكاتهم ارتفاعا ليرتفع صوت نهلة قائلة بمرح 

واديه سامعك اهو ولو عاوز ياكل هييجى احنا مش مخبين عليه 


ابتسامة مرحة ارتسمت على وجهه لتهز جنا وجهها ب ابتسامة ثم تحركت عائدة له لتقول بهدوء 

باسم تيجى تتغدى معانا 


هز رأسه نافيا هو يقول بهدوء 

لا انا عندى شغل محتاج اراجع الملفات بتاع الشغل وكمان هروح اتابع العلف للحيوانات وغير ما عاوز اتصل بكام تاجر علشان احصل باقى فلوسنا 


زمت شفتيها بشفقة عليه لتقول بضيق 

كل حاجة هتتعمل بس كل لقمة الاول


هز رأسه بالنفى ليربت على كتفها قائلة بمودة 

روحى كلى انتى بالهنا والشفا وبعد ماتخلصى تعالى 


اومئت برأسها ثم تحركت معهم للذهاب وهى تقول لهم بحزن 

مش فاضى ياكل 


هزت نهلة برأسها قائلة بلا مبالاة 

شوية وهتلاقى امى بعتاله اكل ولا هتلاقيه قعد يتغدى مع الرجالة متقلقيش دى عادته 


لم تعرف لما ولكنها حزنت بالفعل عليه هو يحمل هم الجميع يعمل بتلك المزرعة الكبيرة التى تُقدَر بالملايين وحده تاركا الحِمل عليه رافض ان يُتعِب جده او والده هو ليس سيئ بتلك الطريقة او انه قاسى هو فقط صعب المراس على مايبدو ولكن داخله يبدو حنون وذلك يظهر بتصرفاته الحنونه على من حوله ابتسامته الحنونة لجده ول جنا مسئوليته تجاه عمله طولة باله معهم ولكن الوحيدة التى يظهر لها احيانا طابعه البربرى هى اخته الوحيدة نهلة ولكن حقا هى تستحق ذلك فهى فتاة صعبة المراس عنيدة لا تأبة لافعالها او ردودها لذا فهى تثير جنونه وخوفه عليها ليس الا ولكنه فى العموم يبدو شاب جيد خلوق ومحترم ولكن ما يعيبه غضبه وايضا انه يدخن التبغ فى بعض الاوقات 


تحركت تتبعهم ولم تنسى ان تلقى نظرة اخيرة عليه لتجد عيناه تتابعهم وهو على نفس وقفته توردت وجنتيها بالخجل ثم ركضت لتلحق بهم اما هو ف ما ان تأكد من ابتعادهم حتى جهر بصوته قائلا 

واد يا عارف هات ارقام التجار نتصل بيهم عاوزين باقى فلوسنا احنا مش مدينهم البهايم سلف ولا هدية


ثم تحرك جهة مكتبه فى حين ركض الفتى خلفه قائلا بطاعة 

تحت امرك يا ضاكتور 

________________

ظلت تقدم قدم وتُأخر الاخرى تشعر ب انها تفتعل فعلة حمقاء الى ان توقفت مكانها وهى تشعر ب انصهار عظامها داخلها ما هذا الذى تفعله ما شأنها هى ب امره اذا كانت اخته لم تهتم لما تهتم هى؟

لفت ظهرها للذهاب ولكنها توقفت مكانها وقلبها الحنون يرق عليه مرة أخرى هو لم يأكل شيئا منذ الصباح بالطبع جائع بل وانه يعمل ويتحرك على قدميه هنا وهنا ولم يرتح ابدا ان لم يأكل شيئا سيسقط من المرض لا محالة وهو حتى لم يتفرغ ابدا ليطلب طعاما لنفسه ووالدته ليست ها هنا لتفكر به بل انها ذهبت لجدته واخته 

ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها فهو كان الله فى عونه منها فهى منذ تلك الصفعة التى تلقتها وبما انه لم يعتذر منها لم تهتم به ابدا فليفعل ما يشاء فهى غاضبة منه وبشدة ولا توجه له الحديث ابدا وهو  يبدو ان غروره يمنعه من الاعتذار 

لا تعلم غرور او اعتقاده ب انه على صواب ولكن الامر برمته بينهم متوتر لذا فهى لن تهتم به او بطعامه هى قالت لها ب انه له ارجل والمنزل ليس بعيد فليأتى ويأكل كما يريد او ليذهب حيث يريد لا تهتم 

كم تتعجب لحال غضبهم فهى لم تكن لتغضب على اخيها قط مهما حدث بل انها لم تكن لتنام غاضبة منه فهى اقوى علاقة على مر التاريخ ولكن هذان الاثنان لديهم رؤوس الثيران 

نفخت الهواء من فمها لتبعد عنها التوتر يجب عليها ان تعطيه الطعام قلبها لا يطاوعها على رؤية قطة جائعة تتحرك بالمكان مابالك ب انسان جائع غير متفرغ لنفسه ضميرها لن يقبل ابدا ، لن يقبل ب ان تملئ معدتها من طعامهم فى حين صاحب المنزل يتحرك بمعدة تكركر من الجوع هى لن تتحمل هذا حتما 

نفست الهواء من فمها ولكن ماهو العذر الذى سيجعلها بكل واقاحة تأخذ طعاما من منزلهم لتتحرك به تجاهه دون اذن من احد حتى ابنة عمه لم تفعلها او اخته وقد فعلتها هى الغريبة وماذا سيكون تفكيره عنها وهى تجلب له الطعام كزوجة تهتم بصحة زوجها  

هزت رأسها بالنفى ليس هكذا ابدا وهى لا تفكر به هكذا ولكن ان ترى احدهم جائع 

صمتت لتضرب بقدمها الارض لينتصر كبريتئها عليها لتلف ظهرها عائدة للخلف حينما سمعت صوته يهتف بتعجب 

شيرين!! كنتى عاوزة حاجة؟ شايفك كنتى واقفة من شوية وبعدين مشيتى كنتى عاوزة حاجة ومكسوفة تقوليها؟


اغمضت عيناها تكاد تعتصرهم حسنا هاقد كُشِفَ امرها ولا مجال للتراجع الآن فلتتحدث ب احترام للحفاظ على كرامتها لذا لفت وجهها تجاهه وقد احمرت وجنتيها بالخجل وهى تتشدق بتعثر خجول بالكاد تستطيع لملمة حروفها لتكوين جملة 

ب بصراحة ك ك كدة يعنى ااا انا كنت جايبالك الغدا


قالت اخر كلمتين بسرعة رهيبة ليقطب جبينه ليُجَمّع كلماتها ثم ما ان ازدادت عقدة جبينه اكثر متسائلا بنبرة مصدومة متعجبة 

غدا 


اغمضت عيناها يشدة تكاد تعتصرهم وهى تلعن داخلها وقلبها الذى سمعت اليه ونفذت افكارها المجنونة تلك ليبتسم هو عليها وعلى تصرفاتها الطفولية ليتساءل ثانية ب ابتسامة متسلية 

غدا ايه يا شيرين اللى جيباه انا مطلبتش اكل مين اللى باعتك بيه 


ازداد غلق عينيها اكثر فى حين انحرقت وجنتيها بالكامل من الخجل لتزداد ابتسامته استمتاعا اكثر هل تظن انه بتلك الطريقة سيختفى من امامها ام ماذا حقا حركاتها الطفولية تلك تمتعه وبشدة ولكنه مع ذلك اخفى استمتاعه متسائلا بتعجب كاذب 

شيرين مجاوبتنيش 


فتحت عينيها تنظر له لتجد عيناه الضاحكة تنظر جهتها بمكر لتحمر وجنتيها اكثر ثم بدون تفكير سرعان ما رفعت يدها لتحاول المسح على وجهها ويبد انها نسيت ما تحمله من طعام من شدة توترها لتهتز الصينية بيدها لتشهق بسرعة فى حين انتبه هو لحركاتها تلك لتمتد يده بسرعة يسندها معها وهو يهتف بخوف 

حاسبى


أسرعت لتعيد يدها تسندها معه فى حين نظر جهتها قائلا بمرح 

شكلك نيتك مش صافية تجاهى علشان كدة عاوزة تأكّلى الارض الاكل بدل منى 


لم يكن هناك مكان بوجهها ليقف الدم به بعد ف ليرحم خجلها رجاءً ولا يزيد الطين بله ولكنه لم يفعل وهو يقول ب استمتاع ماكر 

ها مجاوبتنيش يا دكتورة على سؤالى مين باعت الاكل انا مطلبتش 


قضمت شفتها السفلى بضيق من ذلك الرجل لترفع عينيها تجاهه مجيبة بخجل وحروف متعثرة 

ب بصراحة انا لقيتك ما ماكلتش ومش فاضى تاكل ف ف اتكسفت ان انا الضيفة آكل وصاحب البيت مايدوقوش وحسيت انى لو مجبتش اكل ليك مش هيبقى عندى دم وناكرة للنعمة والجِميل 


لمعت عيناه بشدة فى تلك اللحظة ك نجوم السماء متلئلئة بالفرحة كطفل صغير حصل اخيرا على حلواه المفضلة لم يتذكر يوما اهتمام احد به فى مسألة الطعام سوى والدته حتى انها احيانا لا تهتم لانها ترى ان المنزل ليس بعيد واذا جاع فليأتى لذا ف انه كان احيانا من شدة جوعه يأكل مع العمال نظرا لعدم تفرغه واحيانا من حزنه وهو يحول عينيه بينهم وهو يجد نسائهم تجلب لهم الطعام ليأكلو ويستمتعو بالطعام المحمل بالحب والحنان تصرفاته طفولية نعم يعلم ولكنه يريد من هذا حقا يريد ان يتذكره احدهم يريد ان احدا يهتم به احيانا لا يأكل ويتعب قصداً ليتذكره احداً منهم ولكنه نادراً مايحدث ذلك وإن حدث ف انه كواجب فقط لذا دائماً ماكان يشعر داخله بالحزن فهو حتى ان ذهب للمنزل لا يجد من ينتظره لتناول الطعام انما يجدهم قد اكلو وشبعو وان احضروه له يأكل فقط وحده وهو لا يحب ذلك يريد ان يتذكره احدهم يريد ان يقول احدهم لم استطع ان آكل وانت جائع يريد ان يشاركوه طعامه وحياته ولكنه يبدو كفتاة متطلبة او كطفل بكاء بتلك الطلبات لذا كان يصمت كاتما رغبته داخله انتبه على صوتها وهى تمد الصينية متشدقة بخجل حذر 


انا اسفة ان كنت اتصرفت بوقاحة فى انى اتحرك كأنه بيتى بس دى طبيعتى معرفش آكل وحد جعان 


ارتفع وجهه لها بصدمة محيبا ب استنكار 

وقاحة!!


اومئت برأسها بخوف ليسحب منها الصينية مجيبا بهدوء 

لا دى لفته رقيقة جدا انا متشكر جدا ليها 

ثم رفع وجهه لها متشدقا ب ابتسامة سعيدة 

انا مش عارف اشكرك ازاى انا كنت فعلا جعان جدا وما افتكرتش دة غير وانا شايف الاكل 


ابتسمت جهته مجيبة بهدوء 

بالهنا والشفا

ثم تحركت للذهاب حينما سمعته يهتف من خلفها 

شيرين 


لفت وجهها تجاهه مجيبة اياه ب ابتسامة ناعمة 

نعم يا دكتور 


قضم شفته السفلى ناظرا لاسفل جهة تلك الصينية التى يحملها بين يديه كيف سيطلب منها هذا؟ او كيف سيقوله ولا يظهر كالطفل الصغير امامها؟ فيما هى نظرت جهته متسائلة بتعجب 

خير يا دكتور كنت عاوز حاجة؟


رفع وجهه تجاهها قائلا بهدوء 

ان مكنتيش اكلتى ممكن تاكلى معايا؟


قطبت جبينها بتعجب ليكمل هو بخحل واضح 

بصراحة كدة انا مبحبش آكل لوحدى مش بعرف ف لو مكنتيش اكلتى ممكن تاكلى معايا او حتى تقعدى معايا تكلمينى وانا باكل تهوينى عليا الوحدة دة ان مكنتش هزعجك يعنى 


ظلت تنظر جهته بتعجب ليزم شفتيه قائلا بضيق 

وان رفضتى ف ممكن تاخدى الاكل وترجعى وانا هبقى آكل مع حد من العمال 


ظلت تفرك يديها معا بتوتر ممزوج بالخجل كيف تقول له ب انها لم تأكل جيدا او بمعنى ادق لم تأكل  فهى كان كل تفكيرها فى كيف سينظر جهتها بعد حركتها الرعناء تلك وكانت تفكر اتذهب ام لا لذا فهى جائعة حقا ولكن كيف تأكل معه كيف؟ 

اما هو حينما وجد توترها الواضح وحركات عيناها الهاربة منه فى كل مكان سواه علم انها لا تريد احراجه لذا مد يده لها بالصينيه قائلا بحزن واضح وقد انقلبت سحنته مائة وثمانين درجة وقد اسود وجهه من الحزن بعد ان كان يلمع من الفرحة متشدقا بضيق طفولى 

خلاص اتفضلى مش عاوز 


ابتسمت جهته بحنان لتومئ برأسها قائلة بهدوء 

انا هاكل معاك 


رفع عينيه جهتها بفرحة متسائلا بسعادة طفولية 

بجد 


اومئت برأسها له ليشير جهة مكتبه بسعادة قائلا بفرحة عارمة 

اتفضلى 


تحركت خلفه يتبعها هو بفرحة كبيرة لا يعلم ا لانه سيأكل اخيرا بعد ان كانت معدته تزقزق من الجوع ام لانها ستأكل هى بالاخص معه ام لانها تذكرته هو من الاساس ولكن كل هذا لا يهم المهم ف ليتمتع بتلك اللحظة ان ياكل برفقة تلك الفتاة الحنونة الرقيقة وليرجئ تحليل مشاعره ل فيما بعد 


_______________ 

كان يجلس بمكتبه يدق بقلمه على سطحه وهو ينظر جهة الاوراق امامه بتدقيق الى ان اقتحمت عيناه فجاءة عيون رمادية تظهر على اوراقه وابتسامة مشاكسة ترتسم على شفتين شهيتين مكتنزتين تتناسب بالفعل مع تلك الجوهرتين العجيبتين وصوت مشاكس وناعم فى نفس الوقت يخترق مسامعه يعلن عن سيطرة وهيمنة صاحبته لترتسم الابتسامة لا اراديا على وجهه وهو يتذكر قوتها وسيطرتها ومشاغبتها الى ان اقتحمت عقله لآلئ ثمينة تتساقط من عيون رمادية صوت منهزم منكسر يخترق اذانه اشعره بالالم بداخل صدره عند تلك اللحظة اكتنف الالم بصدره اكثر ليضرب بكفه  لا اراديا على سطح مكتبه مغمضا عينيه بشدة عله يمحى تلك الخيالات من رأسه ذلك الصوت تلك العيون تلك الابتسامة تلك الدموع تلك الشقاوة وذلك الجبروت كل شئ.. يمحى كل شئ ولكنه لم يبتعد انما سحبه اليه اكثر ليطيح بالقلم ارضا ضاربا على سطح مكتبه بقوة اكبر ثم تشدق بغضب 

اخرجى من دماغى بقى 


كان صوته مرتفع بشدة لدرجة ان ذلك الداخل الى مكتبه قطب جبينه بعد ان فتحه متسائلا بتعجب 

مين دى اللى تخرج من دماغك 


تنفس الهواء داخل صدره عله يهدئ فى حين قطب الآخر جبينه بتعجب ثم سأله ثانية وهو يحول انظاره مابينه وبين هاتفه الموضوع على سطح مكتبه 

نبيل انت بتصرخ فى مين؟


انتبه الى نظراته اذا فهو يظنه يتحدث بهاتفه هذا افضل من شعوره ب انه قد جُن ولكنه لم يريحه بل تشدق بهدوء 

اتفضل يا باسل كنت عاوز  حاجة 


انتبه باسل اليه والى اسلوبه فى تغيير مجرى الحديث ليومئ برأسه وقد احترم رغبته فى عدم الاجابة ليتحرك تجاهه قائلا بهدوء 

كنت عاوز اسألك راجعت بنود العقد اللى جاى وايه رأيك فيه؟


اومئ نبيل برأسه قائلا بهدوء 

كنت براجع فيه دلوقتى بس لسة مخلصتوش هخلصه وهقولك بس الشئون القانونية قالو تمام بس طبعا لازم اراجعه واتأكد قبل ما ناخد اى قرار 


اومئ باسل برأسه ليصمت لبرهة ناظرا ارضا وهو قاطب جبينه فى حين كانت اصابعه تدق على سطح مكتب الآخر بنغمة روتينية ليقطب نبيل رأسه متسائلا بتعجب 

فيه ايه تانى؟؟ انت عاوز تقول حاجة؟


اومئ باسل برأسه وهو يقول بهدوء 

اه كنت هقولك تامر اتصل 


اعتدل نبيل فى جلسته وهو يتساءل بتعجب 

تامر بدر الدين؟


اومئ باسل برأسه وهو مازال صامت ليميل نبيل على مكتبه مقتربا من الآخر اكثر وهو يتساءل بلهفة وخوف لم يستطع مداراتهم 

وعاوز ايه؟؟


ارجع باسل خصلات شعره للخلف وهو يقول بهدوء 

عاوز شغل بيقول انه محتاج يستورد مننا صفقة  لحوم نظرا لان اللحوم المصرية دبحها حلال ف بتبقى مطلوبة للعرب برة مصر جدا عن اللحوم الاجنبية وبتخلص بسرعة 


بلاهة حلت عليه فى تلك اللحظة مال تامر ومال اللحوم هذا ليس عمله ابدا ولا مجاله ليرفع حاجبيه وهو يمط شفته فائلا بتعجب 

غريبة يعنى انا توقعت بيسأل على ليليان بيتخاتق معاك انك بتوافق انها تشتغل هنا وتسيب اهلها فى لندن لكن ان يطلب حاجة زى كدة دى غريبة دة مش مجاله اصلا يعنى تامر شغال فى السياحة ماله ومال اللحوم والاكل؟


هز باسل كتفيه وهو يمط شفتيه وهو يقول ب ارهاق 

دة كان جوابى برده 


هاه وكان ايه رده 


مسح على وجهه بتعب مجيبا اياه بهدوء 

انه عاوز يتوسع فى شغله وموضوع اللحوم بالذات والاغذية المصرية او العربية مطلوبة جدا وزى ماقولتلك قال انها مطلوبة علشان مضمون دبحها حلال ومكسبها مضمون ومش هيلاقى احسن واضمن مننا يستورد منه وهيجرب الموضوع نجح هيتوسع فيه فشل ومعرفش يوزعه هيوقف فعلشان كدة هيبدأ بشحنه صغيرة 


ظل نبيل يدق بسبابته على جبهته بتفكير الامر.. ماذا يقول الامر غريب ليس بالطلب فهو عمل انما تامر وباسل من المعروف ان باسل لا يرتاح ل تامر البتة ليس بالعمل ف تامر نظيف بعمله جدا لايفعل به شئ مريب ولا يقبل بشئ يورطه او يضعه بخطر انما هو حريص بشدة على اسمه وسمعته ومكانته ولن يقبل بشئ مهما كان صغيرا ان يلطخ مكانته ولكن الامر يتعلق بالعلاقة الشخصية بينهم فهم ليسو على توافق جيد تامر شخصية حادة قاسية الطباع لا يقبل المهادنة او الحلول الوسطى لايقبل ان يكون طرف بل يريد ان يحصل على كامل الانتباه اى خطأ صغير معه يجعله يطرد كافة الموظفين المسئولين ولا يقبل بحل وهذا مايمقته به باسل تلك القسوة التى به وذلك القلب الحجرى الذى يمتلكه يجعل باسل يشمئز من العمل معه فى حين ان باسل على النقيض نعم يرفض ان يضر اسمه ومكانته بشئ يرفض ان احدا يخطئ معه ولكنه لا يؤذى احدا يبحث دائما عن حل لا يحب قطع رزق احدهم باسل يمتلك قلب ماسى يختلف تماما عن ذلك القلب الفولاذى الذى يمتلكه الاخر لذا ف التوافق بينهم معدوم اضافة عليه ضيق وغضب تامر من باسل بسبب مشاعر ليليان تجاهه والتى لا يمتلك هو لها حلا ولكن الاخر يعشق اخته بجنون وقد وظف نفسه حاميا لها وملبيا لكل طلباتها ورغباتها ورافضا لكل مايؤلمها لذا ف رفض باسل لحب ليليان حتى وان كان بغير ارادته يشكل حساسية وضيق بينهم لذا زم شفتيه متسائلا بخفوت 

وانت رأيك ايه؟


ظل صامتا لبرهة الى ان وجده يزفر انفاسه قائلا ب ارهاق 

مش عارف لسة بفكر 


هز نبيل ساقه بتوتر الى ان قال اخيرا 

انت عارف ان الشغل شغل وتامر فى الشغل مابيهزرش ونضيف جدا فى شغله وملوش فى العوج


اومئ برأسه ولكنه اجابه بهدوء 

بس برده عارف ان تامر مؤذى ولسعته والقبر واخاف من اى حركة غدر منه 


صمت للحظة ولكنه اكمل بهدوء 

مش معنى كدة انى مش هعرف اتصداله بالعكس بس مش عاوز العلاقة بينا تتوتر اكتر وكمان ليليان وعمى برهان هتتوتر العلاقة بينه وبين بابا ف مش عاوز اتوضع فى الخانة دى 


اومئ برأسه ليرفع هو عيناه تجاهه متسائلا ب ارهاق 

انت رأيك ايه ماهو انت شريك برده فى الليلة دى 


هز رأسه متشدقا دون احتراز

مش عارف الموضوع جه فجاءة ولازم نفكر فيه كويس يعنى من حيث المكسب والخسارة زى ماقولتلك هو اه نضيف فى شغله بس مؤذى ولسعته والقبر والعلاقة بينكم من الأساس متوترة ف اى توتر زيادة بينكم هيوتر الوسط كله ف مش عارف لازم نفكر كويس 


اومئ برأسه ليقف متحركا جهة الخارج حينما سمع الاخر يهتف ب اسمه بخجل ليدير ظهره جهته بتساؤل ليجده يسأله بتلعثم 

باسل هو يعنى اقصد محتاجين مواشى تانى من المزارع 


نفى برأسه وهو يجيبه بتعجب 

لا مش محتاجين احنا لسة جايبين حمولة من اقل من اسبوع تكفى دفعة العقد اللى معانا وزيادة ولسة مخلصنهاش وميعاد توفية العقد مجاتش هنجيب تانى ليه 


اومئ نبيل برأسه صامتا وما ان تحرك باسل حتى وجده يهتف ب اسمه ثانية لينفخ بفمه بضيق وهو يدير ظهره تجاهه ليجده يستدير من حول مكتبه الى ان وقف امامه قائلا بخجل 

انا اسف يا صاحبى مكانش المفروض اقول كلام زى اللى قولته او اشكك فيك وانا عارفك اكتر من اى حد بس انا مش عارف كان مالى كنت غضبان جدا انى كنت السبب فى ضربها وغضبان اكتر من رد فعلى المبالغ فيه قوم طلعت كل غضبى عليك 


ثم ربت على كتفه قائلا بخجل

سامحنى جات فيك انت اول وآخر مرة 


ظل باسل ينظر جهته بهدوء بالفعل هى اول مرة تحدث بينهم ان كان احدا يجب ان يقال انه اكثر من ينفلت عقال غضبه بين ثلاثتهم فهو باسل اما فارس بحكم طبيعة عمله لديه قدرة كبيرة على الثبات الانفعالى اما نبيل ف دائما بارد فى حين انه هو اكثر من يتقلب ك امواج البحر مازح احيانا غاضب احيانا اخرى وغضبه يكون ك انفجار البركان وهم للحق يتحملونه ويهابون غضبه لذا لا ضير ب ان يتحمل غضبهم ليومئ برأسه قائلا 

حصل خير 


يعنى مش زعلان 

تسائلها ب امل واضح ليومئ برأسه ولكنه اجابه بمزاح 

يس يكون احسن لو تبعد تفكيرك عن البنزين اللى شوفتها دى لانها هتربيك لو فكرت تحبها هى حلوة اه لكن بصراحة مشكلجية وهتخلى شعرك يشيب بدرى لانها الوحيدة بلا استثناء اللى قدرت تدوب برودك وتخليك عامل زى البركان اللى على وشك الانفجار ف بلاش احسن 


ضحك عليه ولم يجب فى حين داخله يتساءل ان كان بيده القرار ف سيبتعد ويختار احداهن هادئة جميلة رقيقة ولكن هل لديه تلك الرفاهية ف القلوب خارجة دائما عن السيطرة ليبتسم له باسل ثم تحرك للخروج ولكن ما ان خرج حتى تفاجى ب


ياترى باسل اتفاجئ ب ايه 

هيعمل  ايه باسل مع تامر وياترى تامر ناوى على ايه 

نبيل هيعمل إيه ٠

باسم وشيرين الدنيا بينهم هتمشى ازاى 

باسل وجنا هيقدرو يجتمعو تانى وازاى 

google-playkhamsatmostaqltradent