رواية سر كاجو كاملة بقلم ندا عبدلله عبر مدونة دليل الروايات
رواية سر كاجو الفصل الاول 1
كانت تبكي بقوة وهي تركض وما إن اختبأت خلف أحد الجدران حتى جلست تبكي وتفكر في ما يحدث لها وأنها تريد ترك هذا المكان بسرعة، حتى سمعت صوت يرتطم بالأرض بقوة، فذهبت بخوف لترى ما حدث، وبمجرد أن رأت ما على الأرض حتى صرخت بشدة، صرختها هزت جدران المكان بقوتها، وهي ترى تلك الدماء المتناثرة أمامها، وهو يتكلم بضعف، يخبرها ان تغادر هذا المكان، يقول لها اهربي بسرعة، فنظرت له وهي لا تعلم ما تفعل حتى اجتمع كل من في المكان حول الملقى على الأرض وتسيل منه الدماء. إذًا لنعد إلى الوراء قليلا لنعلم ما حدث.....
**********
نهاد يا نهاد...انتي يا بنتي روحتي فين
نهاد: ايوه ياماما في حاجه يا حبيبتي
الام: عندي خبر بمليون جنيه
نهاد: ايه هو الخبر ده يا ماما
الام: اخيرا جتلك المنحة
نهاد: منحة ايه دي يا ماما
الام: اتقبلتي في مدرسة كاجو الثانوية
نهاد: ايوه وبعدين يعني يا ماما
الام بغضب: ايه ده اللي بعدين، انتي عارفه المدرسة دي محدش بيدخلها إلى اولاد أثرياء البلد وانتي اتقبلتي فيها، ده احسن خبر لحد دلوقتي
نهاد: قولتلك انا مش هدخل المدرسة دي يا ماما، انا مش عايزه ادرس فيها
الام وقد حسمت قرارها: لا هتدخليها وده اخر كلامي، إلا لا انتي بنتي ولا اعرفك
نهاد: بس يا ماما شوفي احنا عايشين حياتنا ازاي، واللي في المدرسة دي عايشين حياة تانية خالص
الام: اسمعي يا بنتي دي فرصتك علشان تبني مستقبلك، هتبقى متخرجة من مدرسة مشهورة وكمان هتتقبلي في جامعة حلوه وحياتك هتتغير
نهاد: لا يا ماما انا هكمل عادي في المدرسة العادية وهكون بين أصحابي، مش هروح المدرسة دي
الام: لا هتروحيها وهنروح بكرة نقدم، فاجهزي
غادرت الام، وبقت نهاد تفكر في مستقبلها التي لا ترى له طريقًا، كيف ستدخل تلك المدرسة هي ليست ثرية كمن يدرس بها، تلك المدرسة التي يحلم أصدقاؤها بدخولها، ماذا ستفعل هناك وحدها، كل تلك الأسئلة كانت تبحث عن إجابة لها ولكنها لم تجد لها إجابة مقنعة، لذا قررت أن تستسلم وتدخلها، فهي لا تستطيع ان تعصي والدتها فهي تحبها كثيرا وليست لها في هذه الحياة سوى والدتها وأخيها الصغير الذي لا يستطيع المشي.
***************
في مكان آخر وتحديدًا مدرسة كاجو، كان يتوسل إليهم أن يتركوه ولكن لمن يتوسل، لـ أولئك البشر الذين لا يعرفون الرحمة
_ هتقول الفلاشة فين ولا اعرف بطريقتي
- والله ما اعرف، انا عطيتها لـ ماهر
_ امممم، ماهر قولتلي
- اه والله عطيتها وهو خدها وقال هيخبيها
_ تمام لما نشوف ماهر باشا هيقول ايه
- ارجوك سيبني أنا مليش علاقة بكل ده
_ لما اتأكد الاول
* هتعمل ايه
_ هتلي ماهر، خلينا نتكلم شويه معاه
* بتفكر في ايه
_ ولا حاجه كل ما في الموضوع هنتكلم مع بعض مش اكتر
* تمام، هروح أشوفه فين
_ قوله اني عايز اشوفه، ههههههه
********************
الآن لنذهب إلى نهاد التي كانت ذاهبة مع والدتها لشراء زي المدرسة الجديد
نهاد: شوفي يا ماما الزي غالي ازاي، ارجوكي خلينا نمشي وبلاش المدرسة دي
الام: ايه اللي انتي بتقوليه ده، هنشتريه
نهاد: بس يا ماما لو اشترناه احتمال منلاقيش فلوس نكمل الشهر
الام: سيبي الأمور لـ ربنا، دلوقتي خلينا نشتري الزي يلا
نهاد: بس يا ماما...
الام: اسمعي يانهاد انتي بنتي الوحيده وعارفه اخوكي فيه ايه، فعايزاكي تبقي حاجه كبيرة وترفعي راسنا، وأكون فخورة بيكي
نهاد بتأثر: حاضر يا ماما، انا هخليكي فخورة بيا في كل مكان تمشي فيه
الام: هي دي بنتي، يلا بقى علشان نروح ندفع ثمن الزي
نهاد: يلا.
ذهبت نهاد والام إلى الكاشير لدفع الحساب، ولكن لفت انتباها فتاة غاضبة بشدة، تهين العاملة بالمكان، والعاملة تعتذر منها ولكنها لا تهدأ
الفتاة: قولتلك عايزاه لونه اسود، ايه اللي جايباه ده
العاملة: انا اسف يا فندم، بس اللون الاسود مش موجود، فجبت اللون الأحمر يمكن يعجب حضرتك
الفتاة بسخرية: يمكن يعجبني؟! انتي تعرفي ذوقي منين أصلا، من الزفت اللي مشغلك هنا
جاء مهرولا في اتجاها: انا بعتذر يا ليلى هانم على اللي حصل ده
ليلى: أسعد بيه لو حضرتك اسف فعلا اطرد الزبالة دي من هنا
أسعد: بس يا هانم هي قدمت لحضرتك حاجه تاني لان اللون مش موجود
ليلى: حاجة متخصنيش اطردها بسرعة
أسعد: معلش يا هانم، هي جديد هنا، ومعندهاش خبرة اعذريها
ليلى: تمام علشانك بس، وإلا كنت وديتها ورا الشمس
أسعد: شكرا يا هانم، وأوعدك مش هتتكرر تاني.
ليلى بغرور: تمام
غادرت تلك المدعوة ليلى بخطوات واثقة، ونهاد تنظر لها مستغربة مما حدث، وكان هذا السؤال الذي يراودها، أهكذا يعاملون من هم أقل منهم، إذا كيف سيعاملونني في تلك المدرسة، هل سيعاملوني بهذه الطريقة لانني فقيرة، وماذا لو...قاطع صوت والدتها حبل أفكارها تبلغها بأنها قد انتهت وسوف يغادرون، ذهبت نهاد إلى والدتها وهي تحاول ان تظهر أنها بخير، فقد بدأت تشعر بخوف من تلك المدرسة وهي لم تراها حتى الآن.
*******************
في صباح يوم جديد ومع زقزقة العصافير، تستيقظ نهاد من نومها، وتستعد للذهاب إلى المدرسة، ودعت اخاها ووالدتها التي تعمل في مطعم صغير في منزلها، تحركت من منزلها وصعدت إلى اوتوبيس النقل العام، وبعد عدة دقائق نزلت في المحطة الأخيرة تمشت قليلا حتى وصلت إلى بوابة المدرسة، ولكنها أحست بشعور كرهته من اول مرة، رات كل طالب يستقل سيارة خاصة به، والفتيات اللواتي يرتدين أشهر العلامات التجارية ويتفاخرون بها، ومع ذلك تجاهلت كل هذا وذهبت إلى المعلمة منار لكي تعرفها فصلها.
نهاد: مرحبا انا اسمي نهاد، الفتاة الجديدة
نظرت لها منار ثم تحدثت: صاحبة المنحة
شعرت نهاد بالإهانة ومع ذلك جاوبتها بنعم، فطلبت منها ان تأتي خلفها لكي تعرف صفها ومكان مقعدها، فتبعتها نهاد دون ان تتفوه بكلمة، حتى وصلت إلى الصف
منار: المعلمة هناء هذه الفتاة الجديدة ارجو ان تعتني بيها
هناء: اكيد، اهلا بيكي، اسمك ايه
لتجاوب نهاد: اسمي نهاد
هناء: نورتي الفصل يا نهاد، ثم وجهت كلامها للطلاب
هناء: يا شباب من النهاردة نهاد هتكون معانا في الصف، اتمنى ترحبوا بيها وتعرفوها المدرسة كويس، اتفضلي يا نهاد اقعدي في المقعد اللي جنب ليلى
يا للهول انها تلك الفتاة من ذاك اليوم، هل سأكون معها في نفس الصف، وأيضًا سأجلس بجانبها، يا له من حظ، هذا مقالته نهاد وهي تتقدم من ذاك المقعد، ولكن في أثناء شرودها اصطدمت بـ ليلى وهي ترفع الزجاجة لشرب بعض الماء، ولسوء حظها انسكب الماء على ملابس ليلى، فاستشاطت ليلى غضبًا
ليلى: ايه معندكيش نظر
نهاد: انا اسفه مقصدش
ليلى بغضب اكتر: اعمل انا ايه بأسفك ده، شوفي اللي هببتيه
نهاد: انا اسفه والله، اسفه
هناء: خلاص يا ليلى نهاد اعتذرت
ليلى وهي تنظر لـ نهاد: أكيد يا معلمة، مفيش مشكلة يا نهاد وكمان انت جديدة هنا اتفضلي اقعدي
نظرت لها نهاد وهي تعلم جيدا ان هذه ليست نظرة قبول لاعتذارها، بل هي نظرة خبيثة تخفي ورائها الكثير
هناء: اقعدي يلا يا نهاد علشان الدرس هيبدا
نهاد: حاضر
جلست نهاد بهدوء، ولكن وقعت عينيها على ليلى التي تبتسم لها بخبث، فشعرت بأنها لن تمر الأمر مرور الكرام.
يتبع......
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سر كاجو) اسم الرواية