رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل العشرون 20
الفصل العشرين
رواية / فتاة العمليات الخاصه
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا عيبا إلا أصلحته، ولا حاجة لنا من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا يسرتها وقضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
كامل وعبد الرحمن وأمجد وصلوا إلى منزل جون بعد رحلة سفر طويله ، كان يقف جون لاستقبالهم وخلفه العديد من الرجال ليحرسوه ،
نظر اللواء أمجد لكامل ليعرف منه إذا كان هذا هو جون أم لا ؟ فأشار له بعينه ، ففهم ذلك ..
رحب بهم جون ودلفوا للداخل وجلسوا ..
صاد الصمت المكان لفتره ، كان يعبئوه التوتر ،
قطع ذاك الصمت جون وهو ينظر لأمجد :-
أنت هو أمجد ؟ ليس كذلك ؟
هز أمجد رأسه وقال بجمود :-
ايوه . وأنت هو جون بذات نفسه ؟
جون رمقه مطولاً وأعتدل بجلسته ليسند بساعديه على قدميه :- ايوه أنا جون ..
صمت لبعض الوقت وتابع بحده :- أنا خسرت أحسن رجالي بسببك ، خسرتهم هما والمعلومات اللي كنت عايزها ..
أمجد كان بداخله يغلي فها هو قاتل صديقه أمامه أرار أن ينقض عليه ليقتله ولكن مهلاً فهناك أحد اخر قلبه يغلي ويريد الإنتقام :-
اه فعلاً ﻷن لمار قتلتهم كلهم ؟
جون بهدوء :- إذا وهي كيف علمت بمكانهم ؟
أمجد بثقه وهو يرمقه بحده :- لمار بنت قويه محدش يقدر عليها أبداً ! وفوق شجاعتها في رجاحة العقل تملك ذكاء بتوقع فيه أجدع راجل مهما كان ...
جون أدار عينه لينظر لعبد الرحمن :-
أنت بقا هو عبد الرحمن وكنت محجوز عند لمار بس الغريب هربت ازاي ؟
عبد الرحمن بجمود :- محدش بيقدر على نمر غير نمر زيه ؟
نظر له جون باستغراب وألتف بعينه لكامل :-
كامل أنت بقا معرفه قديمه وكنت معانا اﻷيد باﻷيد !
أشار له كامل ..
صمت جون بجمود وهو ينقل النظر بينهما ..
قطعه بتنهيدة عميقه ونظر لهم وقال :-
ولكن لا أستطيع أن أثق بأحد منكم ، نظر ﻷمجد وتابع :- وخاصةً أنت ؟!
قال أمجد مسرعاً :- وايه يثبتلك أن أنا مش هخونك وأنما هساعدك بكل حاجة ؟
نظر له أمجد بابتسامة مشرقه وقال :-
علشان تكسب ثقتي ﻷزم تعمل حاجة رجال كتير من كل بلد معرفش ينفذها وكان أخرهم ياما القبر ياما الشلل ، فهل انت تستطع تنفيذها ، إذ فعلتها ستكون يدي اليمين في كل حاجة وهآمنك على بيتي وشغلي وكل ممتلكاتي ..
نظر له بترقب وأشار له بعينه :- هاااا ..
نظر له أمجد وأجاب مسرعاً :-
وأنا قد اي حاجه ايه بقا اللي يخليك تثق فيا ؟
زفر جون بعمق وهب واقفاً سار بخطي ثابته ليقف أمامه وقال وهو ينظر لعينه :-
تقتل لمار باي طريقه وتخلصني منها ؟
أغمض عينه بعنف سرعان ما فتحهم لينظر له بثقه وقال :- هقتلها وقريب جداً وهنريح منها كلنا .
لم يكن يتوقع ذاك الرد ، فاتسعت أعينه من الصدمه وعدم التصديق ، فهل لذاك الشخص حقاً قتلها ، ألم يكن هو من يريد أن يجلب حق صديقه ، صمت لبعض الوقت بتفكير ، كان فكره حائر ، ولكن عليه الوثوق به ومراقبته ، نظر جون مطولاً لعينه فلم يري بهم شئ سوي الثقه زفر بعمق وقال :- وأنا هعطي لك فرصه تثبت لي نفسك بقتلها !
أستدار ليعود لمقعده وجلس أبتسم حتي بدت نواجزه وقال :- أنتم أتيتم من سفر طويل وعليكم أخذ راحه قليلاً وأن تتناولوا شيئاً ..
دعي عدنان ليأتي وأتي مسرعاً ...
عدنان بأحترام :- أؤامرك مستر جون ؟
أشار له :- تأخذهم إلى غرفة الضيوف ولن أواسيك هاا أهتم بهم وطلباتهم مجابه ..
عدنان رمق أمجد بكره شديد ، فأستغرب نظراته تلك ...
أشار لهم بكره وحقد وجمود :- اتفضلوا معايا ..
شعرت بجسد صلب تحت رأسها ...
وبيد تكبلها كلياً ... أنفاس ساخنه تلفح على وجهها
كانت تخشي أن تفتح أعينها ... فكل ما تتذكره هو تلك الغرفه المظلمه كحيلة السواد ... وذلك القاسي المغرور الذي أصبحت تخشاه وبشده ...
حاولت أن تعتدل ولكن يده منعتها من ذلك ...
رائحته تلك جعلت قلبها يرجف ... رفعت بصرها ببطئ وجدته ينظر لها بتسليه ...
رأي الخوف بأعينها ولمعة الدمع ، فشعر بالخزي وانقباض قلبه ... أبعد يده عنها ببطئ وهو منتظر أنفجارها به ...
أبتعدت عنه وأتعدلت بجلستها نظرة حولها فعلمت أنها بغرفته ... هبت واقفه دون كلمه ... وخطت للخارج بصمت صدمه ... لم يستطع فعل أي شيء سوي النظر لها بندم وآسف ... تنهد بعمق واعتدل مسرعاً في لهفه ليركض خلفها ...
كادت أن تدلف لغرفتها ... ولكن يده منعتها ....
فوقفت دون أن تستدير ... أمسك يدها وخفق قلبه بشده جنونيه ... فتلك الفتاه لديها سحر خاص ...
لم يدري ما عليه قوله فصمت لبعض الوقت قطعه قائلاً :- حبيبه ..
خرج اسمها متلآلآ بين شفتيه كما تتلآلآ الكواكب بالسماء ... شعرت وكأنها تستمع لصوتها ﻷول مره من جمال نطقه به ...
خطي ليقف أمامها ونظر لعينها :- أنا آسف ؟
أغمض عينه ليستمع لانفجارهاا ولكنه أتصدم عندما هزت رأسها فقط وسحبت يدها من يده و ولجت للداخل وصفقت خلفها الباب ...
ذهب لغرفة فيكتور بيأس ولج دون كلمه ..
وضع فيكتور حاسوبه جانباً وعلم بأنها لم تسامحه بعد نظر له :- خير مالك على الصبح كدا ؟
زفر بضيق وقال بعصبيه :- مش راضيه تتكلم معايا أعتذرتلها و ...
قطع حديثه كب فيكتور من فمه القهوه التي كاد لتوه أن يرتشفها ونظر له بصدمه :- مين اللي يعتذر ، أنت ؟
دار بعينه عن شيء وأمسك الوساده وألقاها عليه وهو يقول في آن واحد :- تصدق أنك رخم وأنا غلطان اني بحكيلك ؟
تلقاها وظل يضحك بهستيريا :- يعني على الحب لما يبهدل صاحبه !!
هب مايكل واقفاً وهو يقول :- وربنا انا غلطان أني بحكي مع رخم زيك ؟
أمسك فيكتور معصمه :- لا لا استني بس بهزر اقعد ياعم ..
جلس جواره ... وكبت ضحكته بأعجوبه وقال :- لا بجد أنت اعتزرت وليها كمان ، اعترف أنك بتحبها ؟
- ايه ؟؟؟
كلمه نطق بها بصدمه وانشغل فكره بها ... ضحكتها شقوتها كلامها ثرثارتها حركاتها دموعها شعوره لما تكن جواره .. نظر بتمعن له وأجاب :- لا لا حب ايه بس مش بحبها ؟
فيكتور بتريقه :- ايوه ايوه صح مبتحبهاش هو حد قال غير كدا ؟
نظر له بغضب ولكمه :- هتقولي اعمل ايه عشان اصلحها ولا هضيع وقتي معاك وخلاص ؟
صمت قليلاً وتابع قائلاً :- استني طيب أفكر ؟
هب مايكل بزهق :- ام تفكر ابقي قولي والله لماشي ؟
لم ينتبه له فيكتور ..
كاد بالخروج ولكنه توقف عندما صاح :- بس لقيتها ..
خطي مسرعاً إليه بلهفه وجلس :- ها قولي ايه هي ؟
فيكتور نظر له باهتمام وقص عليه ما عليه فعله ؟
صمت مايكل قليلاً وقال :- امممم فكره مش بطاله تمام ماشي هجرب ..
وهب واقفاً ليغادر ... فصاح فيكتور به :-
ايه قلة الأصل دي مفيش شكراً ؟
استدار برأسه ليرمقه بغضب وذهب ...
لمار وزيد وأياد عند هاله ... جميعهم يبحثوا عن عمرو .. بكل مكان بالطرقات ... هالة منهارة تماماً مع ريم ورد في البيت ... أتي أحمد وفهد وبسنت وأدهم بيأس ... رفعة هاله بصرها عليهم بلهفه :-
عمرو فين جه معاكم صح هااا فينه ؟
هبت واقفه شبه المجنونه وخرجت تبحث عنه خارج الدار فلم تجده ... ولجت للداخل و وقفت أمام أحمد ببكاء حارق :- أحمد فين عمرو هااا أنت مش قولتلي هترجعه معاك ، هو عامل فيا مقلب صح مش كدا طب هو فين طيب قولي ؟
أحمد متصنم محله لا يدري ما عليه قوله لمعة الدمع في عنيه حاول بأن يهديها أمل ومن جواه يشعر بالعجز والضعف وعنده يقين أن عمرو خلاص ربت على كتفها بحنان :- هيرجع بس اصبري لمار هترجعه صدقيني ؟
أنفجرت ضحكاً بهستيريا :- ايوه صح هو بيحب لمار أكتر مني دلوقتي هيرجع معاها أنا عارفه بيلعب معايا وعامل فيا مقلب بس مقلب بايخ شويه بس لما يجي
مرت ساعات بصمت وكثير من العجز والضعف ..
ولجت لمار للداخل وخلفها زيد وأياد ...
لمار كانت تنظر حولها بتوهان ، عيناها دارت بكل ركن ، وقعت أعينها عليه فابتسمت بدمع ... فردت ذراعيها ، ولمعة الفرحه في عنيها ، بسمه وبهجه أشرقت وجهها . خطت شبه راكضه إليه ، كادت باحتضانه فلم تجد شي بين يديه وكأنه كالسراب وأختفي ، رفعت بصرها ودارت تبحث عنه باعينها فلم تجده ، وها هي تستمع لصوته يناديها وصوت ضحكته ، أبتسمت بفرحه وأمل شعور الفرحه تملكها ، ركضت إلى حيث الغرفه فلم تجده ، شعرت بيأس شديد وشعور موجع تملك قلبها وذاتها وروحها ... كان أمامها واختفي ... أستمعت لصوته الذي أعادها للحياه وأختفي فأين هو هل يعقل أن يكون بالقبر الان ، دمع متحجر في مقلتيها أبي ان يهبط ...
يقولون أن الموت هو النهايه ... لا يعلموا ان فقد أغلي الناس هو النهايه ... أن يكون أمامك وفجأة يختفي فهذا هو الموت حقا ... موت يملأه الوجع ونار القلب ...أن يبتعد عنك شخصاا فجأه فهذا هو الموت فأنه يترك قلب محطم بالالام عاشق وحيد يتمني نهايه لأوجاعه وروحه .. هل جربت يوما شعور الموت حياا ؟ أنه شعور قاتل يسلب منك راحة الفؤاد والعقل ... يهديك وجع لا تدري كيف تعبر عنه او تقصه لاحد ... الموت حيا إذ جاءك فاعلم أن ذاك الغائب قد أخذ فؤادك بلي عوده ....
أقترب منها زيد بحنان وربت على كتفها يريد بث الامان لها ..
خرجت وجلست على اقرب مقعد فدنت منها هاله وجثت على ركبتيها أمامها وامسكت يديها ..
ببسمه وخوف بالقلب وحزن لا مثيل له قالت :-
لمار فين عمرو هو مجاش معاكي ؟ هااا فين هو ليه اختفي فجأه ناديله اول ما هيسمع صوتك هيجي على طول هو بيحبك وبيسمع كلامك ناديله يمكن زعلان منك عشان كدا مستخبي .. هو لما كان بيزعل معاكي كان بيستخبي صح يلا ناديله علشان يجي ؟
رفعت بصرها لها بتوهان وأغمضت عينها بعنف وفتحتهم وكأنها لم تكن تدري من تكون ، ضمتها بحب فجأه فبكت هاله بحرقه بحضن أختها الاكبر ولا تقولوا انها اخت بلي انها ام ....
ضمتها بحنان لتواسيها ولا تسئل ماذا يوجد بداخلها من نار تحرق فؤادها من وجع لا يتوصف صوت عمرو يتردد بأذانها ..
إلى حبيبها الذي لم يعد موجوداً بالدنيا إلي وحيدها الذي ترأه ولا تلمسه وتكلمه ولا يرد عليها إلى طفلها الناعم البرئ الذي ذهب إلى القبر ولن يرجع ، لقد
أشتاقت إليه فتلك الساعات الذي غاب بها ..
أرادت أن تحضنه وياليتها كانت تستطع أن تخبئه بقلبها يا ليت ...
عجز مسيطر عليها تردد حديث جون "نفس المكان"
لمار بعدت باعين متسعه عن هاله ، في ذات الوقت زيد أيضاً عنيه عليها بصدمه ، رمقته بصدمه قاتله وقفت ببطئ وهو أيضاً لا تعجبوا فهما ليس أثنين ... بلي واحد لقد كانا جنباً بجنب طول الوقت في الشداد والصعاب فكيف لقلوبهم أن لا تشعر ببعضها ..
أبتلعت لمار ريقها بخوف تتمني أن الذي جاء ببالها غير حقيقي ...
نظروا لبعضهم فركضوا مسرعاً سوياً في آن واحد ..
هبوا وقفين جميعاً خلفهم ..
صعدت لمار السياره وجوارها زيد لهثت بقوه وقادت مسرعه ... بعد وقت ليس ببعيد وقفت أمام فيلا الشرقاوي هبطت ببطئ وخوف وقلق ينهش قلبها ... رأت الباب منكسرا تنقلت تظراتهم لبعض وركضاا مسرعين للداخل تتقدمهم القلوب ...
ولجت للداخل ورأته ملقي على الأرض وجهه مشوه لا يظهر منه شئ جذعه العلوي عاري ومأخؤذه أعضاءه ... رأت كل ذلك كثيراً رأتها صوراً للأطفال الذين ينخطفون ويحصل بهم ذلك ... أجل كانت ترآهم وتتوجع لكن ما ذلك الوجع الذي تشعر به ، تصنمت محلها ...
هل جربت يوماً أن تشعر أنك تختنق ولا تدري ما عليه فعله وبمن ستطلب المساعده ... أن تنقطع أنفاسك وتكاد تتنفس باعجوبه والهواء نفذ من حولك ... أن تشعر بروحك تتسحب وحده وحده ولا تستتطع الصراخ ... أن تشعر بنار تصهر فؤادك ولا تدري كيف تتطفئها ... بقلبك يخرج من بين ضلوعك ولا تدري كيف تمسكه ... أن تشعر بالعجز ولا تسوقق قدامك على الوقوف وكأنها شلت على الحركه ... هكذا كانت تشعر هي بألم فزيع بقلبها وروحها وذاتها ...
بخطوات بطيئه مهزوزه سارت للداخل جثت لمستواه .. أستبعدت زيد عنه وضمته هي ... لم تهبط دمعه واحده ولكن قلبها كان ينزق بغزاره ويبكي ويصرخ ويأن وينتحب ..
أبتسمت فجأه ونظرة ل زيد الذي بدالها الابتسامه بوجه مشرق ... نظرة لثيابه تلك وانفجرت ضحكاً ..
غمضت عينها بحمد وشكر لله .. فضمها زيد بامتنان لله ...
ذاك الوقت وصلوا الشباب ... تصنموا محلهم من هول الصدمه ... أما هاله فذهبت أتجاهه بقدمين لا تحملها جلست مقابل لمار ... مررت يدها على أنحاء وجهه ... وهوي الدمع علي وجنتيها بحرقه ... رفعت بصرها للمار :-
لمار حبيبتي ماله عمرو هو كويس صح ؟ شوفي قوليله بلاش مقالب علشان المقلب ده وجعني أوي "شهقت بشده"
مررت يدها علي قلبه وأنهمر الدمع ك الشلال علي وجنتها ...
أحمد دنا منه ونظر بصدمه لهم وبصوت مهزوز ، موجوع قال :- عمرو مات !!
هاله رفعت بصرها به وبهستريا قالت :- لا اخويا مماتش هو بس بيحب يلعب معانا كدا "نظرة للمار" مش صح هو بيحب يخوفنا عليه ديما ... أمسكت بيده وقبلتها بنهم ... أعينها جابت علي وجهه فتألم قلبها بشده و بكت بحرقه مررت يدها بحزن والم وجع علي وجهه وقالت :- عموري يلا قوم يا حبيبي علشان نلعب طب شوف أحمد بيبكي أنت عجبك كدا ...ولمار حبيبتك كاتمه في قلبها اهي هي جنبك مش انت بتحبها وبتسمع كلامها يلا قوم يا حبيبي ..
صرخت بعلو صوتها وهي تضمه بحب وحنان ...
أحمد بألم وتوعد ل جون نظر للمار :- جون اللي عمل كدا صح ؟
لمار كانت تحاول تهدئة هاله ... وأن تقول لها شى فلم تستطع ...
توقف الدمع بعينها وبصدمه وكره رمقة لمار هبت واقفه وهي تحرك رأسها برفض وقالت :-
أنتي السبب قتلتيه قتلتي اخويا استريحتي دلوقتي ...
بأعين متسعه نظرة لها ... لم تعبئ بكلامها .. أقتربت منها بابتسامه :- اسمعيني بس عمرو ؟
دفشتها بعنف وقوه وكره وقالت :- عمرو أيه أنتي مبسوطه أنه مات ؟ أهووه مات استريحتي كدا ! "نظرة لعمرو وتابعت :- دا كان بيحبك أكتر مني عارفه يعني أيه ؟ أنتي كنتي أمه كان بيحبك أكتر مني بس أنا مش مسامحكي بس هقول أيه أنتي حظك وحش اي مكان تدخليه بتحوليه جحيم عمرو مات بسببك منك لله ...
بوجع وحسره وقهر وجمود نظرة لها قلبها صرخ بقوه ... بألم لماذا الجميع يتهما ما الذي فعلته هي ... دئما ما كانت سعادة من حولها أهم منها ... دئما ما كانت تساعد بقلب رحب جميل ... ترددت علي أذانها كلمات أدهم وهاله ... رفعت يدها تغلق أذنيها ... أقترب زيد بهجوم وأبعد يدها عن أذنيها ونظر لها بثقه وأشار لها :-
متسكتيش المره دي إذا سكتي أنا هتكلم وهقول بكل اللي عندي ؟
بثقه خطت لتسير أمام هاله وقالت بجمود :-
ايوه أنا السبب صح معاكي حق أصل مش بجبه سهري معاه وحزني لحزنه ومرضي لمرضي دا كله مش حب ؟ كنتي فين أنتي بقا في كل ده ! أنا كنت ليه كل حاجه كنت جنبه من أول ما تولد ، مسكت أيده لحد ما كبر سنه بسنه ؟ وجايه دلوقتي تقولي أنا قتلته ...
هاله بصراخ :- ايوه أنتي السبب أنتقامك السبب خلاص بقا اللي راح راح والمات مات محدش هيرجع بس هنخسر بسبب أصرارك ده أنتي مصره ليه أنتي خسرتي خلاص ....
لمار نظرة لها بتريقه ، الفيلا أعادة أمام عينها منظر أهلها وهم يموتوا ...
وقع بصره علي أدهم وكلماته التي أخترقت قلبها كسهم مسموم .... أو به نار متأججه أحرقة فؤادها فحطمه ...
بخطوات واثقه واعين جاحده أقتربت منه و وقفت أمامه وأشارة له :- قولتلي ده جوزك وده أبنك ، فعلا معاك حق ...
نظرة لأياد بحب ودنت منه أحتضنت وجهه بين يديها وبحب قالت :- لان هو أبني فعلا ... ماتوا بابا وماما وسبهولي وهو لسه رضيع أنا ربيته وكنت ليه الام والاخت والصديقه والحبيبه كمان صح هو أبني ...
بصدمه جعلت قلبها يتوقف لوهله : أيعقل أياد عايش ولماذا قالوا أنه مات ؟
كادت أن تهم بالحديث فقطعها تلك الصقفه من هاله وهي تقول بأعين مشتعله :- برافوا بجد عليكي خبيتي اخوكي وقولتي مات وادتيه الامان بس اخويا انا عادي يموت ما هو ميهمكش ...
صمتت عندما هوت لمار علي وجهها بصفعه قويه ...
جعلتها تنظر لها بكسره ...
لمار نظرة لها بجمود لم تعتاده هاله منها :-
دورك لسه مجاش أهدي !
وقفت أمامه مره أخري وهتفهت بصوتا عالي :-
قولت بأني متربتش بس عاوزه أقولك أني أتربيت أحسن منك أتربيت ازاي أصون العلاقات وأحافظ عليها مش أخسرها وازاي أسعد اللي حواليا وازاي اخلي قلبي أبيض خالي من الحقد والغيره والطمع والجشع مش زيك ابدا ......
قولتلي أن زيد جوزك اني بخونك ، هو احنا كان بينا ايه اصلا عشان أخونك أنت بس ابن الراجل اللي انقذ حياتي ليس إلا وأطمنك زيد أه جوزي وحبيبي وعشرة عمري ونصي التاني ولو حد في يوم قلي اختاري بينا "نظرو لزيد ومسكت يده بحب" هختاره هو يمكن اه احنا مش أخؤات بس رضعنا سوي أبوه مات وهو بيدافع عن بابا ، أنا مقدرش أتخلي عنه هو السند لما بقع والقوه في غز ضعفي احنا الاتنين بنكمل بعض ونسند بعض احنا واحد ، احنا بنحس ببعض حتي لو بعاد وبينا أميال بس قلوبنا قريبه ديما وروحنا ...
نظرة ل هاله ببأس وحزن :-
قولتيلي اللي مات مات وأني اسيب حق اللي ماته وأنا معاكي فعلا بس هل لو أنتي مكاني هتسبي حقهم ولو سبتيه هل هتنامي وضميرك مرتاح وفي ناس بتموت كل يوم بسبب كلب كل همه الفلوس إذا أنتي تقدري ... أنا لا أنا أفديهم برقبتي ! عارفه ليه ؟ لانهم مسئوليتي من أول يوم ليا في الاستخبارات ... عايزني أسيب حق أهلي ... فاض الدمع بعينها ونظرة بذاك المكان الذي فقدة فيه الاحباب وقالت بوجع وصوت يكاد يكون مسموع ، بصوت مهزوز وأنفاس متقطعه ... وقلب توقف عن الخفقان ...
بصوت عالي هتفت :-
عارفين يعني ايه تكون واحده خارجه مع أهلها عشان يحتفلوا بعيد ميلادها الفرحه عارمه من القلب والوجه باسم بسعاده "مع كل كلمه تتخيل أهلها أمامها وتتخيل كل كلمه تلفظها وكأن ذاك اليوم يمر أمام عينها كأنها تشاهد التلفاز" يقضوا يوم حلو جنبها أخوه اللي ببعشها وبيعملها كل حاجة بيقضوا أيام ميتحكيش لانه كان من القلب فرحة ولمة العائله دي ملهاش حدود ... بس مكنتش عارفة ان القدر هيهديني أصعب هديه في الدنيا ... عارفين بعد ما رجعه بفرحتهم دي .. حصل اللي حولها لفتاه قاسيه ... والديها داخله البيت "ابتسمت" كانت بتتخانق هو واخوها عشان يشيل معاها الهدايه اه بيتخانقوا بس بحب اصلهم مكنوش يزعلوا من بعض "شعرت وكأنها طفله حقاا فما زال بداخلها طفله مخبئه من العالم تحت قناع القسوة والبرود" كنت عايزه ادخل بسرعه عشان أغلس علي زيد واعاتبه لانه مجاش معانا ... بس قبل ما ندخل بيتنا الحلو الدافي .. وقفنا علي ضوؤ خافت وأمي بيكبوا علي وشها مية نار ... "تنقلت عينها عليهم وقالت بدمع فشلت في أخباءه وهي تشير علي مكان" :- اه والله هي ماتت هنا قدام عيني وشفتها بس كنت مشلوله مش عارفه أعمل حاجه ...
ذهبت تجاه زيد وأمسكت بقدمه :- أنا مكنتش خايفه عشان يوسف كان حنبي كنت ماسكه فيه كدا وحاسه بالامان وعارفه انه مش هيسمح لحد يأزيني ولاول مره أشوف دمع وضعف حبيب غلي خده كنت أتمني أزيحهم بايدي ... لقيته بيتنهد كأن حد بيخنقه وانا مش قادره اعمل حاجه وهمس "بابا" ...
أشارة لمكان ما خلف أحدي المقاعد :- ببص لقيت بالمكان ده بابا ماسكينه وبيهددوه بقتل أمي ولما سكت عن المقاومه أنا شفت سكينه بتمشي علي رقبته ومات مات وهو بيدبح قدام عيني و أتنيين قاعدين بيضحوا مركزتش في أصواتهم غير علي صوت حبيبي وهو قاعد قصاد عيني "أشارة علي باب الفيلا" هنا كان قاعد قصادي وقلي مهما حصل متطلعيش من مكانك وسحبني من ايدي لتحت الطربيزه دي اللي هناك ... أشارة لهم عليها وتابعت بصوت مهزوز ... مسك أيدي وأداني أياد حبيب قلبي اللي ليا في الدنيا هو من ريحة الحبايب ...قلي خلي بالك منه ومن نفسك وخلاني اديه وعد مطلعش من مكاني محستش بحاجه غير وهو بينقض عليهم وضربهم اهوالله ضربهم بس طعنوه غدر كذا مره في جنبه ... حسيت بانهيار وكنت هصرخ بس لقيت زيد كتم بقي ومامته خدت من ايدي اياد وسحبوني ....
نظرة لهاله بوجع ،
فشعرت بالوجع والندم لم تكن تتخيل أن كل هذا حصل معها ورأته أجل تعلم أنهم توفوا ولكن ليس بتلك الطريقه ...
كادت أن تخطي إليها باسف ...
فأشارة لها لمار بيدها :- خليكي مكانك ... بس قوليلي لز مكاني هتاخدي حقهم ..
نظرة للارض بدموع ....
أما الباقي كانوا يقفوا بصمت تام إلا من دموعهم الحارقه ...
اقترب زيد وضمها بحب هو وأياد واجهشوا بالبكاء ..
أبعدتهم عنها وقالت لزيد :- خلي بالك منه ...
رجعت خطوتين للخلف وأستدارت لتغادر
لحقتها هاله وهي تقول :- سامحيني ..
فلم تعطي لها أهتمام وأكملت طريقها
خطت لمار للخارج بخطوات ثابته واثقه ...
كاد أياد أن يلحقها ، ولكن يد زيد منعته ...
صوت بكاء هاله ذاد ، نظرة لها بسنت بكره وصرخة بها :- أنتي أزاي تكلميها كدا ،ليه قولتلها كدا ، بقا لمار هتقتل عمرو دي بتعتبره حته منها ، أنتي ليه مقدرتيهاش ، أبكي لأنك دلوقتي هتعرفي قيمتها ، لمار مش بتقتل حد ولا تجرح حد لمار بتنشر ورد في كل مكان بتروحه وفي اي قلب بتدخله ، لمار دي ملاك ماشي علي الأرض ، بقا تشكي في وحده بضحي بنفسها عشان تنقذ غيرها ، كلنا قسينا عليها زي الدنيا وأكتر كمان ! لما كنا بنحكيلها مشاكلنا وبتسمعنا بقلب رحب مبيشتكيش
صمتت وهي تتذكر كيف كانت تشاركها باحزانها ومشاكلها وبكت بحرقه وتابعت قائله :-
دي كانت شيله هم الدنيا فوق كتفها ، ومخبيه وجع قلبها ، وبتسمعنا كلنا وبتقف معانا ، كانت بتحس بينا كلنا ، بس احنا ليه محسناش بيها ليه ؟ ليه كنا بنذود عليها ، لمار دي جبل بتحركه يد خفيه عشان تقدر تكمل ، دي ياستي عدة حفر كتير ، وحتي لو وقعت كانت بتعافر وبتخرج منها أقواء ، ليه أزتيها كدا أنا مش مسامحاكي ...
هاله نظرة لها بأعين يغلفها الدمع والكسره والندم :-
والله مش عارفه قولت كدا ازاي مش عارفه ؟
أدهم أستمع لحديثهم شعر أنه أكثر شخص مذنب بينهم ... تذكر تلك السهره وكيف كان وجهها مشرق بفرحه ... وقلبها يرفرف فمن تلك ؟ التي الوجع يغلف وجهها وقلبها وروحها وذاتها ... شعر بكره تجاه نفسه فكيف أستطاع أن يوجعها هكذا ... غادر المكان بتوهان وكره من الدنيا الغداره ... كيف أتت بهم بسعاده لا
تنوصف وكأنهم ملكوا الدنيا ...وفي لحظه الشيطان دخل بينهم دمرها في ثانيه .....
صعد سيارته بقلب مفطور يكاد أن يقف ...
شعر باختناق نفسه وذاته ... فك زر قميصه وحرره ... أسند رأسه للخلف وتنفس بوجع ... دموعه هبطتت بكسره ... فكيف لها ان تتحمل كل ما حصل معها ... كيف ظلت صامده قويه ك الجبل الثابت كل تلك الفتره كيف تحملت عبئ هذه الحياه وهي صغيره ..
عفوا يا سيدي فأنت لا تعلم قوة الفتاه فلا تظن أنها ضعيفه تخشي منك ومن الحياه ... بل أنها اقواء شئ علي وجه الأرض ... تتحمل ألأام لا حصي لها ... الاوجاع والقسوه تنجح جيدا في كتمانهم بالقلب ولكنهم يذيدوها قوه واراده لا متناهيه ... وأن كنت تريد أن تسكن قلبها لما كركبته بالاوجاع والاهات وخرجت ، فبئس أنت وبئس الحياه التي جعلتها ان تقابلك .....
صلي الله عليه وسلم
أمجد وكامل وعبد الرحمن جالسون ...
كامل بحيره :- هي هتيجي أمتي ؟
أمجد رد :-بالوقت المناسب هتيجي !
أستماعا لطرق الباب و ولوج جون الذي يدلف بخطوات واثقه ،أبتسم لهم وجلس تنهد بعمق و وجه كلامه لأمجد :- عايز أعرف هتخلصني أمتي منها ؟ ومين هيقدر يقتلها ؟ أنت مخطط لأيه ؟
أبتسم بخبث ونظر له بعمق :- زي ما قلك عبد الرحمن محدش يقدرعلى نمر غير نمر زيه ، هي بنت ساعدتنا وخرجتنا كلنا من قبضة لمار ، ودلوقتي هقولك أنها ممكن تخلصنا منها وبسهوله كمان بس ....
طال صمته مما زاد من أستغراب جون فقال بحيره :-
بس أيه بما أنها هتقدر تمام ...
أمجد مسرعا :- ليها شروط ؟
جون بهدؤء :- واللي هي ؟
أمجد :- تكون شريكه معاكم النص بالنص ؟
صمت جون يفكر بتلك الجمله ويفكر بها جيدا ...
نظر له وقال :- وأنا موافق أنها تكون شريكه معايا بس بعد ما أشوفها وأتعرف عليها ؟
أمجد أبتسم بخبث :- تمام هي هتيجي قريب ؟
خرج جون يفكر فيما عليه فعله رن هاتفه باسم ديف :-
أيه اللي حصل بعد ما شافة الهديه ! وأنت راجع أمتي ؟
أرتفعت صوت ضحكاته الخبيثه وقال :-
هو مات وهي أنكسر قلبها هتأخد فتره أما لما تستوعب اللي حصل دي مجرد هديه بسيطه ولسه هنخلص عليها ....
أبتسم بمكر :- بس دي فكره حلوه كدا هنقدر نعمل حاجه ونستغل الفرصه ؟
# بالظبط كدا ؟ هسيبك أنا ؟
جون :- أستني بس ؟ كامل وأمجد وعبد الرحمن هنا ؟
ديف بصدمه :- يعني ايه أمجد عندك ؟ ازاي مش فاهم ؟ خلي بالك منه متأمنلوش ؟
جون بهدؤء :- متقلقش هو ناوي يخلص عليها !
ديف بصدمه :- مين أمجد ؟
جون بتأكيد :- ايوه
قلق سيطر عليه ، لم يصدق أن أمجد يقتل لمار ؟
ظل يفكر فيما ممكن أن يخططون ؟ فلم يصل لشئ ...
أنتبه لذاته وقال :- المهم خلي بالك منه ...
ضحك فجأه ...
جون باستغراب :- خير بتضحك ليه ؟؟؟
ديف :- أفتكرت لم شكت فيا بس الغلط مش غلطك لازم نعرف مين بيوقع بينا كدا ؟
جون بتأكيد :- أكيد هنعرفه متقلقش أنت ؟
صلوا علي من بكا شوقا لرؤينا ...
بفؤاد محطم ، مكسور ، مفطور ، يأن بأنين الالم تجلس بحزن ، تهبط دمعاتها بكسره ، تنظر للفراغ بشرود ، وضعت يدها علي وجنتها ، وتذكرت تلك الصفعه القويه ، تذكرت تلك الغرفه المظلمه فهوي الدمع علي وجنتيها بخوف ، تذكرت تلك الورقه عقد الزواج والذي كان به والدها وكيلها لماذا فعل ذلك بها لا تدري ... ولكن لديها يقين أن هناك سببا ، ماذا يقصد لأجل مصلحتها ، تذكرت ذاك الرجل "جون" وأنها أسيره لديه لأجل لمار ، فهل يعقل أن ذاك مايكل له علاقه بها ، هل يعمل معه ، تذكرت عندما اطلق النار علي ذاك الرجل بلي رحمه ، ضمت جسدها برجفه وخوف ، تذكرت تلك السيده المريضه والذي بسببها هي هنا ، تحادث ذاتها قائله :- أنا لازم أساعدها حتي لو هيقتلني بس هساعدها هي أبتدت تتحسن دا واجبي أني أساعد أي شخص مريض مش هتراجع ؟
تذكرت غضبه عندما رأها فكيف ستعالجها ؟
ذهبت بحرب ما بين عقلها وقلبها ؟
قلبها :- متهتميش بيه وساعديها هتتحاسبي عليها الدنيا مش دايمه وهيجي يوم وهتنتهي ، أعملي لاخرتك واللي يرضي ربك ، واللي يحصل يحصل ، كله عند ربنا توكلي عليه ...
عقلها :- لا لا مستحيل دا واحد ميعرفش ربنا ولا يعرف الرحمه وممكن يقتلك لو شافك المره دي عدت علي خير خلاص هتقعدي في أوضتك وحاولي تهربي وخلاص كدا ؟
قلبها :- لا متحوليش تهربي ولا حتي تفكري ركزي بس علي المره المريضه دي اعملي لاخرتك عشان لما تواجهي ربنا ويسئلك ؟
هبت واقفه وهي تقول بصوت عالي كأنها تريد ان تهداء من تلك العاصفه التي بداخلها :- ببببببس ..
لهثت وكأنها تركض ، تنفست بعمق وزفرة براحه وقالت بابتسامه :- أنا هعالجعها ومش مهم هو يعمل اللي عايزه ...
توجهت لتتؤضأ وخرجت لتصلي ... ولكنها كانت تفكر وهي بحضنه ما ذاك الأمان وتلك الحنيه نظرة عينه التي تحمل هموم الكون علي عاتقهم وذات الوقت نظرة عاشقه ، تمنت أن يكون حقيقه وتظل دئما جواره قريبه منه ، أنهت صلاتها وهي تقول :- أستغفر الله العظيم ...
مالي بفكر فيه ليه ؟
هبطت للأسفل وتوجهت للمكتب ولجت للداخل ...
كادت أن تدلف إليها فرأته أمامها ...
بارتباك وخوف وتوتر وخجل لا تعلم سببه نظرة له ...
خفق قلبها وأنقطعت أنفاسها وهي تتذكر عندما كان يضمها بشده وكأنه يريد أن يدخلها بقلبه ...
رفعت بصرها بارتباك وأحمر وجهها ... تفحصت بدلته الانيقه ، أغمضت عينها بمحاولة السيطره علي ذاتها وهي تتنفس رائحة عطره المميزه ... تذكرت قسوته فخشت أن يدوج عليها ... أرادت أن تضمه في تلك اللحظه وأن تستخبئ بحضنه كي تشعر بالأمانى...
كان يرمقها بصمت وارتباك في آن واحد من نظراته المتفحصه سار ليقف أمامها عن قرب وقال :-
أيه مالك بتبصيلي كدا ليه ؟
شعرت بتبخر روحها ، وأهلاك نفسها أمامها ، هربت بأعينها عنه وقالت بضيق عندما تذكر ما فعله :-
وهبص عليك ليه !
تجرؤ ليمد يده ويلامس وجنتها وأدار وجهها ،
لتتوقف عينه بعينها ... شعرت بتوقف الدنيا حولها وهي تنظر لعينه ، أبتسم قلبها بفرحه لاول مره ، عكس وجهها الصلب الحزين ، دق قلبها وخفق بسرعه ، فهل هذا هو الحب ؟
ضيق عينيه بدهشه وقال :- هااا مالك بتبصيلي كدا ليه ؟
أنتبهت لذاتها لتنظر له بشئ من الصدمه رمقته بغضب وقالت :- أنا داخله أكمل حالة مريضتي "وجهت سبابتها بوجهه" وأياك تحاول توققني ، لاني مش هسمحلك ابدا واللي عايز تعمله أعمله ان شاء الله تقتلني ؟
أتسعت عينها بصدمه عندما رأته يبتسم وهو يضع يديها بجيبهة ويتنحي جانباا وهو يشير لها أن تذهب إليها ....
رمقته باستغراب وهي تفكر كيف يكون ذو وجه عابس غضوب وبلحظه ذو وجه باسم مشرق حنين ....
سارت خطوتين و وقفت علي صوته :- حبيبه لحظه ؟
أستدارت برأسها وتابع قائلا :- حبيبه لو سمحتي مطلعيهاش من باب المكتب ده ابدا ؟
أؤمأت برأسها و ولجت للداخل ...
سبحان الله وبحمده ...
بعد مرور ساعات تجلس هاله بزيها الأسود ، والدموع لا تفارق وجهها ، تبكي بحرقه علي فقديها ، وتبكي على بعد لمار عنها ، أما ريم تجلس بحزن وشوق لعمرو ، بعدم تصديق أنه توفي ، الحزن تملكها كليا ، أنه شعور صعب أن تفقد شخص عزيز عليك ، كان يجلس أياد بحزن فكثيرا ما حكت له لمار عن عمرو ، يشعر بوجع لا نهايه له ، أستمع لبكاء هاله وصوت شهقاتها التي علت لتوها ، حتي ابتداءت لصراخ ، رفع بصره عليها بحزن وهزه قويه ؟ هزت جسده برعشه ونفضه من صوتها ،
كالمطر هبطتت دموعه علي حالتها .. ، لم يدري ما عليه فعله ، فهب واقفا وذهب إليها أمسك يدها بحزن وجثي علي ركبتيه أمامها .. وبدموع قال :- متبكيش أقري الفاتحه وادعيله بالرحمه أنتي كدا بتعذبي وهيزعل منك ؟ وبعدين ما أنا أخوكي أهو أعتبرني عمرو بس علي أكبر بقا ...
رفعة بصره بدموع إليه ، سرعان ما ضمته بقوه ...
وأنكبت علي كتفه مجهشه بالبكاء !
ضمته بقوه فشعرت وكأنه عمرو ...
اما هو فضمها بحنان أخ ... ريم ظلت تبكي ولكنها لم تستطع أن تواسيها ....
ورد كانت جالسه تبكي ....
ولج زيد وأحمد وفهد وبسنت بتعب وأرهاق بادي علي ملامحهم ... رفعت هاله بصره وانعدلت بجلستها وبلهفه قالت :- فين لمار لقيتوها ؟ هي فين جت معاكم ؟
رد زيد بغضب وهو يشد علي شعره ليهدأ :- لا ارتحتي مش لقينها ومش عارف هي فين ، وجه سبابتها عليها وبغضب وعيون ك الصقر قال :- أقسم بالله لو جرالها حاجه لهدفنك ؟
هب أياد وأقفا وقال بدفاع :- متتكلمش معاها كدا ؟ لمار لو كانت هنا كانت حاسبتك علي طريقة كلامك دي ! وبعدين هي قالت كدا غصب عنها في لحظة غضب وحزن من غير ما تحس هي بتقول ايه ، ولمار أنا متأكد أنها مش زعلانه منها أبدا ؟
تعال صوت بكاء هاله عاليا فهدأ زيد ورمقها بتعاطف فكل كلمه نطق بها أياد صحيحه :- متزعليش ان شاء الله هنلقيها ...
أحمد وضع يده علي وجهها بألم وخوف ...
تذكر لمار وأين ممكن أن تتواجد فلم يتوصل لشئ هب وأقفا :- أنا هروح أدور عليها وان شاء الله هلاقيها ...
نظرة ريم له بحزن فابتسم لها ابتسامه باهته مليئه بالحزن وغادر ...
هاله ببكاء حارق :- زيد أنت أقرب شخص ليها بجد مش عارف هي فين ؟
رد زيد بصدق :- والله ما عارف بجد !
صمت صاد المكان إلا من خطوات زيد الذي يأخذ الطرقه ذهابا وأيابا بتوتر وقلق لا يدري أين ذهبت أبنته أخته والدته الغاليه ...
قطع ذاك الصمت رن الجرس ، ركض زيد ليفتح ظنا ان قد يكون لمار ... فتح بلهفه وشوق سرعا ما تحول وجهه للعبوس وقال بصوت عالي حتي يسمع أياد :- رؤوف قصدي عمو رؤوف تعال أتفضل ...
علي سماع تلك الجمله ... جاب أياد بعينه المكان وركض لداخل ... أما ورد فهبت لتركض خلف أياد ..
جاء ان يغلق الباب فأنفتح وجدها تلك الطفله ...
فأشار لها ان تدخل ... وأغلق الباب ..
جلس جوارها وقال :- أيه وأنتي كمان مش عايزه تشوفي رؤوف ؟
لم تسمعه ففكرها شاغل مع جملة عمرو ...
عندها شعور قوي يخبرها أنه هو من وراء موت عمرو ...
لم تكن تدري ما عليها فعله ... فاقت لواقعها علي هزه خفيفه من أياد رمقته بغضب وقالت :- متمسكنيش كدا تاني فاهم ولا لا ؟
مثل الخوف ورفع يده لفوق :- فاهم فاهم طبعا
أنفجر ضحكا وهو يقول بهمس :- فاهم يا شبر ونص ؟
نظرة له بغضب وأشارة لنفسها :- أنا شبر ونص ؟
هز رأسه موافقا .. فهبت مسرعه وركلته علي قدمه ... فتأوه بتمثيل ...
وضعت يدها بخصرها :- أحسن تستاهل !!!
بالخارج رؤوف ببكاء :- يعني ايه لمار لحد الان مش لقينها ... مش كفايه موت عمرو ..
هاله نظرة له بغيظ وكره فهي لا تستريح له :-
لمار دلوقتي ترجع ! وهتكون بينا وهترجع حق أخويا ؟
رؤوف :- تاني أنتقام كفايه لحد كدا هخسر مين تاني دا أنتوا أمانة أخؤاتي ...
كان يجلس زيد يرمقه بدهشه ويستمع إليه باستمتاع ..
جلست جواره بسنت ونكزته ... فنظر لها
بسنت بهمس :- مالك بتضحك ليه ؟
أشار لها :- ولا حاجه ..
ولج أحمد بيأس وهو يقول بحزن وقلق :- مش لقيها مش عارف ممكن تكون فين ... لا في المكتب ولا في اي مكان من اللي ممكن تتواجد فيه ...
ألتمع الدمع بعينه ...
رؤوف بقلق وهو يغادر :- يعني أيه مفيش أنا رايح ادور عليها بنفسي ومش هرتاح غير لما ألقيها ...
في ذات الوقت تخرج ورد راكضه تجاه أحمد نادت عليه .. وأشارة له بيدها أن يهبط لمستواها ... فجثي علي ركبتيه ... وهي تشير إليه بهمس :- هو ده هو ده اللي قتل عمرو ؟
أحمد نظر لها بصدمه وأعين متسعه ...
ورد رآت صدمته تلك فقالت :- صدقني يا عمو أحمد هو اللي قتل عمرو ... وأشارت عليه وهو خارج ..
نظر أحمد لما تشير بأعين متسعه ... كتم فمها وهمس :- هشششش ...
جذبها من معصمها بعيدا عنهم ، أمسك كتفيها وجثي علي أحدي ركبتيه أمامها :- ورد ليه بتقولي كدا ؟ أنتي شفتي أو سمعتي حاجه ...
هزت مسرعه رأسها بالموافقه ...
فقال بلهفه :- أحكي أسمعتي أيه قولي ؟
قصت عليه ورد كل ما أخبرها به عمرو ...
رمقها بصدمه وتذكر حالة عمرو عندم كانت لمار مفقوده وفاقده الذاكره ، لما رأه وسأءت حالته ؟ فكر ما عليه فعله ليعرف إذ هو أم لا ...
هزته ورد وهي تقول :- عمو أحمد صدقني الراجل ده وحش ومش بيحب لمار ؟
نظر لها مستغربا :- ليه بتقولي كدا ؟
ورد بصدق :- حسيت بكدا !!
أشار لها أحمد أن تذهب فأنصاعت لاوامره ...
سبحان الله ، والحمد لله، والله أكبر ...
الدمع مغلف أعينها بالكامل و وجهها ... أستياق وحنين مسيطر عليها لوالدتها ... هبطتت دمعاتها بشوق لا يوصف ... ندمت كثيرا علي قرارها الذي لآجله ظلت هي بهذا المكان لو لم تأتي ... هزت رأسها وهي تقول "لا يكلف الله نفسا الا وسعها الحمد الله يارب"
نظرة لها بحب وقالت بملل :- تعرفي أني زهقانه بس يلا هتكلم معاكي أنتي ، تعرفي المغرور ده اللي أسمه مايكل ده قاسي ومش بيرحم معندوش قلب اصلا متساليش ليه هحيلك ... قصت عليها حبيبه كل شئ من أول لحظه للحين ...
صمتت قليلا وتابعت بحزن :- مش عارفه أعمل أيه حاسه أني وحيده وبكره ...
صمتت بحزن وهي تتخيله أمامها ....
أما والدة مايكل كانت تحادث ذاتها قائله :- هتحبيه هتحبي أبني لما تسوفي قلبه الطيب ولما تعرفي أنه مش،مجرد وبالعكس هو بيساعد .....
قطع فكرها صوت فتاة وضحكاتها ... أتسعت عينها من الصدمه وهبت واقفه بغضب وهتفت :- يا نهار أبوه مش باين هو هيخني ....
سارت خطوتين و وقفت مكانها وهي تقول بحزن :- وأنا مالي بيه يخوني ميخونيش يحب ميحبش أنا مالي هو قلي هيرجعني وهيطلقني خلاص بقا ..
زفرة بحزن سرعان ما هتفت :- لا بس برضه لازم أعرف مين دي ...
تسللت للخارج علي أصابع قدميها ...
فتحت الباب وأخرجت رأسها رأت فتاه تلبس ملابس كاشفه لجسدها وشاب يصغره وفيكتور وهو ..
شعرت بنار الغيره تحرق فؤدها لم تدري ماذا تفعل ..
أستعلت أعينها بغضب وشرار ... وحزن في آن واحد ..
رأته يقترب منها وهو يسير مسرعان ... فأغلقت الباب وولجت للداخل .. لحقها وأمسك معصمها ...
أستدار برأسها :- عايز أيه ؟روح عند السنيوره بتاعتك ؟
أبتسم علي غيرتها بتسليه وقال :- طب تعالي جهزيلنا أكل عشان السنيوره هتأكل معايا !
كادت أن تقتله وشعرت بأحتراق قلبها أبعدت يدها وهي تقول بغضب :- وأنا مالي روح اعملها أنت وشبع بيها ؟
كبت ضحكته وقال :- طب معلش تعالي جهزي الأكل مش أنتي مراتي ومن واجبك تهتمي بالضيوف ...
رفرف قلبها فرحان علي تلك الكلمه وشعرت بالخجل لا تدري ما سبب كل ذلك ...
كانت مربعه يدها أمام صدرها ،أقترب ليفقهم وأمسكها من معصمها وخرج بها ؛
نظر أيهاب بفرحه وهب واقفا ناحيتها وهو يقول :- ايوه بقا اي القمر اللي هل ده ،مكنتش أعرف أن مرات اخويا حلوه كدا ؟
رمقه بنظره ناريه فقال بهزار :- والله قمر معكسشي ازاي بقا ؟!
ضغط علي كفة يده ، ورفعت بصرها به باستغراب وهمست :- إخوك ؟
أستمع إيهاب ، فقطع تقابل أعينهم العاشقه وهو يقول :- لا لا أنا صاحبه بس احنا اكتر من أخؤات فيكتور بس أخوه ...
دنت منه أكتر وهي تمسك يده بيدها الاخري وقلبها يخفق باضطراب ...
تقدم أيهاب ليصافحه وهو يقول بضحكته الجميله البريئه التي غلبها نور قلبه :- أنا أيهاب أخوكي أيهاب ..
رفعت بصره لمايكل بتردد فأؤمأ برأسه لها أن تصافحه ... دارت بصرها لأيهاب قائله بحب :- أنا مش بسلم علي رجاله أسفه ، بس تشرفت بيك لانك شخصيه كويسه !
أبعد أيهاب يده بتمثيل الاحراج وهو يقول :-
يا كسفتك يا أيهاب كدا برضه ...
حبيبه أبتسمت له بضحكه ...
أم مايكل واقف بصدمه ، أنا مش بسلم علي رجاله ، كلمه أستغربها ؛تذكر الفتيات التي كان يعرفهم ، وقارن بينهم أبتسم بحب وسعاده علي عوض ربنا ،كان قلبه يخفق بسرعه بفرحه ... نظر لها وهام بها بتأمل في أبتسامتها الرقيقه ... قطعه من تأمله بها أيهاب وهو يهمس بأذنه :- ايه يا عم خليك تقيل شويه مش كدا أنت شويه وهتأكلها بعنيك ....
رفع قدمه ليهوي علي قدمه بضربه قويه تأوه لاجلها ...
جذبها من يدها تجاه تالا وقال :- ايه يا بنتي مش عايزه تسلمي علي مرات أخوكي ؟
أبتسمت بمجامله غصب عنها ،
بكره وحقد وغيره لا نهايه لهم رمقتها نظرة لها من أعلها لاسفلها بقرف وقالت :- بقا مايكل اللي كل يوم مع بنت في الاخر يتجوز دي ..
رمقها مايكل بغضب وعيون مشتعله فأبتلعت ريقها بخوف وأقترب بضحكه وهي تقول :- بهزر لا تصدقوا مراتك قمر أحلي بنت من اللاتي كنت تخرج معهم ...
نغزه أخترقة قلبها ،كل أحلامها تحطمت ، بعيون لمع بها الدمع ، تركت يده وقالت بتلعثم :- عن أذنكم ...
أقترب أيهاب ليضغط علي يد تالا بعصبيه وقال :-
ليه قولتي كدا ؟
نظرة له ببراءه :- أنا قولت أيه غير الحقيقه ؟ هي زعلت أنا أنا لم أقصد ؟
رمقها مايكل بغضب ... تظر لايهاب فتبخر بالهواء كل غضبه ... رفع يده ليحاوط كتفه بحب وقال وهو يجذبه ليجلسوا :- هااا قولي عملت أيه ؟
نظر له أيهاب بحب و وضع رأسه علي كتفه وقال :-
أقولك ايه أجمال أيام ممكن أعيشها كانت مع هاله وعايزه أتجوزها بس بعد ما تحلوا كل حاجه ولمار فدي بقا يا بختك لانها أختك ؟
أنتبه فيكتور لاخر جملته فنظر له بحزن ...
أبعد مايكل يده من حوله وابتسم :- هاله بنت عمتو ؟ أشار له أيهاب بتأكيد :- ايوه هي !
نظر له بفرحه :- عيوني حاضر ...
هب فيكتور واقفا وهو يقول :- مايكل عايزك في موضوع مهم تعالي معايا خمس ددقايق ؟
مايكل برفض :- لا ، هو موضوع مهم يعني خليه بعدين !
فيكتور بتاكيد :- موضوع مهم تعال ؟
اشار له أيهاب :- روووح يلا معاه ؟
هب واقفا وذهب معه لاحدي الغرف ...
ولج فيكتور وهو يقول :- اقفل الباب وراك !!
ما كاد ان يقترب منه حتي أستدار له غاصبا :-
كفايه بقا لامتي هتخبي عليه قولوا أنك أخوه قالوا ان لمار أخته ، قولوا أن امه هي أمك وأمك هي أمه قلوا أنك فعلا اخوه مش صديق قولوا أنك هترجعه يعيش مع أخته ... أنت مش شايف هو بيحبكم قد ايه كفايه قولوا الحقيقه قولوا أن أبوه عذب أمه اللي هي أمك وأغتصبها ، أغتصب مرات أخوه قولوا ........
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية فتاة العمليات الخاصة) اسم الرواية