رواية مزيج العشق الفصل العشرون 20 - بقلم نورهان محسن
٢٠&٢١
الفصل العشرون ( للحب علامات ) مزيج العشق
لا خيار في الحب ، حتي و إن كنت حريصًا
فهو رزق مثل المطر الذي يروي الأرض ، و مثل البرق يضئ سماء القلب بإرادة الله وحده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شركة البارون ديزين
دخل أدهم الشركة بخطواته الواثقة إلى الشركة ،
و تسير بجانبيه كارمن و نادين التي كانت على وجهها ابتسامة متعجرفة من النظرات الإعجاب التي لاحظتها من الموظفين.
أما كارمن فقد كانت خائفة عندما دخلت إلى الشركة ، لم يكن هناك فرق كبير منذ آخر مرة كانت فيها هنا ، لكنها كانت حينها زوجة عمر ، والآن تدخلها كزوجة لصاحب الشركة وشقيق زوجها الراحل.
تمشي وهي مرتبكة قليلاً ، ولم تشعر بنظرات بعض الناس الذين يحدقون بها بازدراء ، وبعضهم بفضول والبعض الآخر بإعجاب.
خرجت من دوامة افكارها متفاجئة عندما شبك ادهم أصابعه بأصابعها و هو يضغط عليها برفق ، وكأنه يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها ، لكنه لم يقصد ذلك بشكل تام لأنه كان يشعر بالغيرة تتوقد في داخله من نظرات الموظفين لها.
نظر إليهم بنظرة ثاقبة يعرفونها جيدًا ، فإنتبه الجميع يواصلون عملهم وهم في حالة اضطراب وخوف من غضبه.
وصلوا إلى المصعد ، فتكلم أدهم بهدوء موجهاً حديثه لنادين عندما وقفت موظفة أمامهم تلقي تحية الصباح بإحترام : الانسة هتوصلك لقسم التسويق يا نادين .. روحي معها
مطت نادين شفتيها بتعالي وغادرت معها ، تمشي بغطرسة ، وتتنفس بغضب ، لم يكن هذا ما كانت تخطط له ، لكن لا بأس ، ستجد طريقة لإصلاح الأمور وضرب هدفها بالإحتراف.
أما أدهم فدخل إلى المصعد مع كارمن
ابتسم بخفة وهو يلاحظ توترها المفرط ، اما هي فبدأت تقرأ القرآن في صمت لتجلب الهدوء في نفسها.
ادهم بإبتسامة حانية : ليه كل التوتر دا !! اهدي شوية
كارمن بخجل : هو باين عليا اني متوترة اوي كدا
ادهم بخبث : واضح اوي من ايدك المتلجة
لاحظت أنه لا يزال يمسك يديها بيديه ، وهو يربت عليها بحنان ، و يقول بصوت دافئ : انا معاكي خطوة بخطوة في كل حاجة اتفقنا
هزت رأسها بصمت ، وابتسامة جميلة على شفتيها ، و خرجوا من المصعد معًا، فجأة توقفت للحظة ، فاندهش هو من توقفها المفاجئ : وقفتي ليه ؟
كارمن بتساءل : هو انا هيبقي مكتبي فين ؟
ادهم بهدوء : مؤقتا هتقعدي في مكتبي لو تحبي او في مكتب السكرتيرة لحد ما اجهزلك مكتبك
كارمن بدهشة : طيب ليه ما اخدش مكتب عمر !!
اجاب بثبات كأنه توقع منها هذا السؤال : لإني طلبت تجديد المكتب بالكامل و ماتنسيش انك في فترة تدريب .. لما تبقي جاهزة هتستلمي مكتبك
نفخت في حنق ، فهو لديه إجابة على جميع الأسئلة ، واستمرت في المشي بجانبه بهدوء.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الصعيد بمنزل الحج عبدالرحمن الشناوي
بعد الإفطار ، تجلس روان مع والدتها وعمتها و هم يتحدثان بعد أن غادر الجميع للعمل
حنان بعبوس : الواد ماجد اتوحشتو اوي يا خيتي حاسه ان البيت هادي قوي
حياة بتأييد : عندك حق هو دايما عامل حس للبيت ربنا يحميه .. بس يعني هي اول مرة يسافر يا حنان و بعدين ما انتي كلمتيه امبارح و اطمنتي عليه
حنان بقلق : مش عارفه ليه حاسه ان في حاجة مخبيها عننا خصوصا بعد اجتماعاته هو و ابوه الكتير في الايام اللي فاتت
روان بمزح : خايفه لا يكون متجوز عليكي في مصر يا حنون و لا ايه
حنان بغيظ : انكتمي يا بت بلاه الحديث الماسخ ديه
روان بجدية : انتي شغله بالك كدا ليه يا ماما .. ماجد مش صغير اكيد عنده سبب و هنعرفه في الوقت المناسب
حياة بهدوء : عندها حق البت خلاص يا حنان بلاش تقلقي نفسك علي الفاضي مش قالك انه راجع انهارده !!
حنان بإصرار : ايوه و هعرف منه اول مايرجع ايه اللي بيحصل من ورانا
ضحكت روان قائلة بمرح : امي دي طالما حطت حاجة في دماغها مش هترتاح غير لما تجيب قرارها
حياة بإبتسامة حنونة : سيبك منها المهم عاملة ايه مع جوزك يا بنتي مش ناويين تسافرو كام يوم قبل دراستك ما تبدأ
حاولت اخفاء حزنها و ردت بهدوء : الحمدلله يا عمتي احنا تمام بس مش هنلحق فاضل ايام قليلة و لازم اجهز نفسي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
ظهراً في شركة البارون
نظرت إلى المنظر الجميل أمامها من نافذة مكتب أدهم ، ثم نظرت إلى ساعتها بملل.
مرت ساعة منذ أن تركها أدهم في مكتبه مع مجموعة أوراق لمراجعتها ليتمكن هو من حضور الاجتماع ، لكنها ضجرت من الانتظار.
بدأت تفكر في الحرباء الجالسة بالخارج التي تدعى ياسمين منذ أن عرفها عليها بأنها زوجته ، وهي تتصرف بدلال زائد أمامها معه ، لم تعجبها تحركاتها أو طريقة حديثها هذه مع أدهم ، كما أنها كانت تتحدث عن مواعيده اليوم بطريقة ناعمة و رقة فائقه اثارت غيرتها بشدة.
زفرت غاضبة من نفسها بسبب أفكارها الحمقاء ، ودار حوار بينها وبين نفسها
كارمن : انا ايه اللي بفكر فيه دا من امتي و دا تفكيري اصلا .. اكيد دا من التوتر بتاع اول يوم شغل
النفس : شغل ايه يا كارمن انتي صحيح كنتي خايفه من الشغل بس بعد ما طمنك ادهم راح قلقك منه .. بس ياتري ايه سبب غيرتك من السكرتيرة اللي برا دي ؟
كارمن : ايه الهبل دا انا هغير عليه ليه؟
النفس : يمكن بتحبيه مثلا .. الغيرة دايما دليل علي الحب .. ليه استفزتك اوي البت دي بدلعها المايع عليه و ايه تفسيرك لما بيكون قريب منك قلبك مابيبطلش دق؟
كارمن بتعب : انا اكيد اجننت ايه اللي بقوله دا مينفعش احبه مش هستحمل افقده هو كمان
استغفرت ربها وهي تنهدت بحزن ، وفجأة خطرت على بالها صديقتها التي تعمل في الشركة هنا ، واتجهت خارج المكتب في محاولة للهروب من مشاعرها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة مراد
يجلس بهدوء و يتفحص الأوراق أمامه.
سمع رنين الهاتف فأجاب بمجرد أن رأي الرقم
مراد ببرود : ها ايه الأخبار عندك يا ياسمين في جديد
همست ياسمين بهدوء و هي تقف في حمام المكتب فهي خشيت ان يسمعها احد بالخارج : ايوه يا باشا مدام كارمن جت الشركة انهاردة مع ادهم بيه
مراد بإهتمام : و بعدين
ياسمين : ابدا هو راح يحضر اجتماع و هي قعدة في مكتبه
مراد : تمام تابعي كل حاجة بتحصل عندك و بلغيني فوراً و اي فرصة توقع بينهم تستغليها زي مافهمتك
ياسمين بطاعه : امرك يا باشا
يغلق الهاتف و هو يفكر أنه يجب أن يقابلها وتراه ، فيكفي اللعب من خلف الستار ، ربما يستطيع أن يسيطر على عقلها ويجعلها تترك أدهم دون الدخول في صراعات لا داعي لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكتب السكرتارية
خرجت كارمن من مكتب أدهم ، ومرت بجانب ياسمين التي خرجت من الحمام للتو وهي تعدل ملابسها.
توقفت لبرهة ثم التفت إليها وقالت بهدوء : انا هعدي علي صديقة ليا موجودة هنا في الشركة لو اتأخرت و ادهم رجع قبلي بلغيه بكلامي
ياسمين بخبث : تمام يا فندم هبلغه
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود الي منزل الحج عبدالرحمن
دلف جمال الي الصالة الكبيرة
( جمال : الابن الوحيد لشقيق حنان ، شاب يبلغ من العمر 24 عامًا ، لا يفعل أي شيء سوى إنفاق المال والتحدث مع الفتيات عبر الإنترنت ، لا يحب العمل كثيرًا ، يتميز بخفة ظله و كان معجب بروان ، لكنه يعلم انها تراه اخاً لها فقط ، وجهه وسيم إلى حد ما ، وعيناه بنيتان ، ومتوسط الطول ، وجسمه رياضي )
فغطت روان رأسها بالحجاب وقامت من مقعدها لترحيب به..
جمال : مساء الخير و الهنا
الجميع : مساء النور
حنان : كيفك يا ولدي ؟
جمال : بخير يا عمتي تسلمي
روان : اخبارك ايه يا جمال؟
جمال : تمام انتي عامله ايه ؟ و فين ماجد لسه مرجعش من مصر
روان : لا لسه هيراجع بليل أن شاء الله
جمال : يجي بالسلامة يارب
الجميع : امين يارب
نهضت حياة بعد قليل قائلة بحنو : اعمل حسابك هتتغدي معانا يا ولدي كلها شوي و يجي عمك بدر و زين من المستشفي
جمال بإبتسامة : امرك يا خالة وحشني الاكل من ايدك
نهضت ايضا حنان : بالإذن احنا هنروح نحضر الغداء و انتي خليكي هنا يا روان مع ابن خالك و لما يجي ابوكي اديني خبر
اومأت روان بالموافقه
تحدث جمال وهو يحاول فتح مجال للحديث معها : جامعتك هتبدأ امتي ؟
روان بتنهيدة : بعد اسبوع
جمال بتودد : بالتوفيق يا رورو و لو محتاجة مساعدة انا موجود
ابتسمت روان قائلة بمزح : تساعدني في ايه يا فاشل انت ناسي الملاحق اللي كنت بتطلع بها كل سنه
جمال بحدة مزيفة : عيب يا بت بطلي لسانك الطويل دا
فأخرجت اليه لسانها تغيظه بعناد طفولي ، و انفجروا ضحكاً تزامنا مع دخول زين الذي إشتعلت عيناه غضباً ، و شعر بنار الغيرة تحرق قلبه وهو يراها تضحك مع هذا الشخص البغيض.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الشركة عند كارمن
وصلت القسم الذي تعمل فيه صديقتها ، بعد أن استفسرت عن مكانها من الاستقبال ، و عندما دخلت التفتت إليها كل الأنظار بدهشة وتفحص ، فشعرت بقليل من الاحراج والخجل.
أنقذها صوت صديقتها التي هتفت بإسمها في ذهول وفرحة ، ونهضت تمشى نحوها ، واحتضنتها بحب ، وردت كارمن عناقها بالمثل.
ليلي بسرور : كارمن يا بنت اللذينا وحشتيني اوي
كارمن برقة : و انتي كمان و الله يا ليلي
تحدثت ليلي بعتاب مازحة : كدا يا واطية كل دا ماتسأليش عني خالص
كارمن بإحراج : معلش يا حبيبتي .. انا عارفه اني مقصرة معاكي سامحيني .. قوليلي اخبارك ايه ؟
ليلي بود : سيبك مني انا .. انتي اللي اخبارك ايه؟
لازم تحكيلي كل حاجة بالتفصيل تعالي
جلسو معاً بعيدا عن الموظفين
كارمن بإستغراب : هما بيبصولي كدا ليه؟
ضحكت ليلي بخفة قائلة بهمس : اصلك حديث الشركة انهاردة الكل تقريبا بيكلم عنك انتي و مرات ادهم بيه
كارمن بفضول : بيقولو ايه!!
ليلي : مستغربين وجودها بالشركة في لأول مرة و مستغربين اكتر انك ضرتها و جاية معها كدا عادي .. عارفه انا كنت عايزة اطلع اسلم عليكي بس خوفت من ادهم بيه
كارمن : لا عادي يا ريت تطلعي و تونسيني انا دماغي اتمسحت تماما من الشغل قرأت شوية اوراق صدعت و مليت شكلي اخدت علي قعدة البيت
ليلي بضحكة : لا ماتقوليش كدا فين كارمن النشيطة بتاعت زمان .. قوليلي لسه بتفصلي هدومك بنفسك بماكينة الخياطة
ضحكت كارمن برقه : لا بطلت من وقت ما خلفت و تقريبا كل وقتي مع بنتي
ليلي : يومين تلاته هنا في الشركة وهيرجع حماسك و ترجعي تبدعي زي زمان
كارمن بتنهيدة : ربنا يسهل .. بجد كنت محتاجة اتكلم مع حد و انتي جتيلي من السما
ليلي بحب : اكيد .. لسه اصلا لينا قعدة طويلة عشان افهم ازاي بقيتي مرات ادهم البارون هرتب يوم الاجازة و نتقابل
كارمن بإبتسامة رائعة : تمام حبيبتي
وأخذها الحديث مع صديقتها ومضى الوقت بسرعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل العشرون
•تابع الفصل التالي "رواية مزيج العشق" اضغط على اسم الرواية