رواية مجنون بحبي الفصل العشرون 20 - بقلم أمل اسماعيل
رمقهم أحمد بعدم فهم، هوا لا يعلم من تلك التى يتحدثون عنها، حياة أنها أول مره يسمع بها هذا الأسم، لكنه يبدوا مألوف لديه
نظر إلى شادية وقال : هى مين حياة دى
توترت من سؤاله لم تعلم ما الذى عليها قوله
نظرت سلوى له وقالت بأبتسامة
_ حياة دى كانت بنت جميلة وطيبة جداً، بس هى معدتش موجودة
أحمد بعدم فهم : يعنى راحت فين، وبابا بيدور عليها ليه
تنهدت سلوى وقالت بحزن : راحت عند ربنا، وأبوك بيدور عليها لأنه مُصاب بالعنة عشقها
لم يفهم ذلك الصغير ما تقصده بهذا الكلام، لكنه لم يهتم كثيراً بفهم ما تقوله
راضى بحزن : كفايه كلام عن الموضوع ده، خلونا نتكلم فى المفيد
أجتمع الجميع حوله ليسمعوا ما يريد قوله
نظر إلى عادل وقال : أنتا بقيت راجل ولازم تتجوز، وأنا شايف ليك عروسه مناسبة
عادل بحزن : بس أنا مش عايز أتجوز يا جدى
قاطعته شادية وقالت بحزن : ليه يابنى مش عايز تتجوز!! أتجوز يابنى فرحنى وعوضنى عن حبيبت قلبى ال راحت
كيف يخبرهم أنه مغرم بتلك الجنيه المشاكسه لمار، ليس لديه الشجاعة للأعتراف بحبه، يخشى أن يفسد العلاقة بين العائلتين أن تحدث
رمقهم عادل بحزن وقال : ال تشفوه صح اعملوه
راضي بسعادة : على بركة الله، هنروح بكره أنا واسامى وحسين، ده بعد أزنك يا حسين، ونخطبلك
حسين بسعادة : طبعاً يا عمى هاجى معاكم
قاطعهم سامى وقال : بس مين دى ال أنتا حاطت عينك عليها
راضي بأبتسامة : شيماء بنت رجب الكهربائى
أحسان : قصدك على شيماء الممرضة
راضى : أيوه هى
سلوى بأبتسامة : يازين ما أخترت بنت حلوه، ومحترمه مشفتش فى أخلاقها
نظر راضي إلى شادية وقال : إيه رائيك فى العروسة
شادية بحزن : حلوة بس، أنا كان فى دماغى واحدة تانيه
نظر إليها وقال : واحدة مين
رمقت حسين وسلوى بخوف وتوتر وقالت
_ بصراحه أنا عايزة أجوزه لمار
نظر الجميع إليها بصدمه، خاصة عادل ذلك العاشق المتيم، لقد شعر بسعادة كبيرة تغدق على قلبه
رمقتهم بحزن وقالت : أنا عارفة أنكم مش عايزين تجوزوها دلوقتى، بس فكروا معايا لو عادل أتجوز واحده تانيه، وطلعت قاسيه على أحمد، يبقى العمل إيه أحنا مش هنعيش له طول العمر، ولمار مسيرها تتجوز وتبعد، وأدم زى ما أنتوا شايفين ماشى يدور على سراب
أبتسمت سلوى وقالت بحنان : فهماكى يا غاليه، أنا عن نفسى موافقة
رمق راضي حسين وقال بسعادة : رائيك إيه ياحسين
حسين بسعادة : والله عندها حق فى ال قالته، وانا مش هلاقى أحسن من عادل، بس أنا لازم أسألها الأول
راضى بأبتسامه : عندك حق، أسائلها وأحنا منتظرين ردكم
ثم نظر إلى عادل وقال : إيه رأيك يابنى
لم يجبه عادل كان شارداً يفكر، هل هذا حلم أم حقيقة!! هل سيتحقق حلمه بهذه السهوله!! أنهم يتحدثون الأن عن زواجه من تلك الجنية المشاكسة التى سرقت قلبه، أنه حقاً أجمل شئ حصل
شعر راضى بالقلق من عدم أجابته وانه قد يرفض زواجه منها، هزه من كتفه وقال
_ رائيك إيه يابنى
افاق من شروده وقال بسعادة حاول أخفائها، حتى لا ينكشف أمره
_ أل تشفوه يا جدى
قاطعهم سامى وقال : هى لمار مجتش ليه، هى متعرفش أن أدم هياجى
حسين : لأ متعرفش أحنا مرديناش نقولها، أصل ألأمتحنات بدائت ومش هتعرف تاجى، علشان كده مقولناش ليها، علشان متشغلش بالها
قاطعتهم أحسان وقالت : أنا مش عارفه أزاى توافقوا أنها تروح تقعد بعيد عنكم
سلوى : هنعمل ايه الكلية بتاعتها بعيده، وهى قاعدة فى سكن الطالبات ومبتخرجش منه
قاطعهم حسين وقال بسعادة : على كل حال أحنا هنسافر مصر بكره مع أدم، وأنتوا تيجوا معانا وناخد رائيها
راضي : بلاش ناجى دلوقتى، شوف رائيها ولو وفقت، نبقى ناجى
حسين بسعادة : أل تشوفه يا عمى
*********** ******************
يسير فى الحقول ينظر إلى الأشجار والمزروعات بحزن، يتذكرها يتذكر أبتسامتها غيرتها عليه، كم يشتاق لها لغيرتها لتصرفاتها المجنونة، هل يمكن أن تكون ذهبت حقاً!! أيعقل أنه لن يراها مجدداً!! هز رائسه بالنفى هوا متأكد أنها مازالت على قيد الحياة، نعم هى لم تذهب وسيلتقى بها مجدداً
***********************************
تجلس على الأريكه تفكر فى طريقة للهرب، لكن إي طريقة مع وجود كل هائولاء الحراس، كما أنه لم يعد يسمح لها بالخروج، يجب أن تجد حل بسرعة
قاطع تفكيرها خروج إياد من الحمام، كان يرتدى ملابس النوم، نظر إليها وعلم ما تفكر به جيداً، لقد أصبح يعرف طريقه تفكيرها من تعبيرات وجهها، خاصة عندما تفكر في الهرب
رمقها بغضب وقال : منصحكش تحاولى حتى
رمقته بخوف وتوتر وقالت : أحاول إيه
إياد بخبث : تهربى
يا ألهى كيف علم أنها تريد الهرب، هل يقراء أفكارها، مستحيل أنه مجنون حقاً
حاولت التمالك وعدم أظهار صدمتها وقالت
_ هروب إيه، مين قال أنى عايزه أهرب
اقترب منها نزل إليها بجزعه العلوى وقال بنبرة تشبه فحيح الأفاعي
_ أنا فهمك وحافظك كويس أوى، خاصة لما تفكرى فى الهرب، بس أنا هنصحك نصيحه، أوعى تفكرى فى الهرب لأن لو فشلتى مش هسامحك أبداً، طبعاً مش هقدر أعملك حاجة بس غيرك هوا أل هيدفع التمن
تركها وذهب إلى الفراش
كانت لكلماته وقع كبير على قلبها، جعلته يرتجف من شدة الخوف، لا يمكنها المخاطرة الأن، أن فشلت صغيرها من سيدفع الثمن، غضب شديد أجتاح قلبها، كم تتمنى موت ذلك الغيض، وقعت عينيها على طبق من الفواكه يوجد عليه سكين صغيرة، أخذت السكين وهى ترمقه بمقت، أعمى الغضب بصيرتها كل ما تفكر به الأن هوا الخلاص منه ومن ظلمة، أتجت إليه بجسد يرتجف ثما رفعت يدها فوق وأنزلتها بقوة لطعنه
*******************************
عاد إلى منزله بعد أن تأخر الوقت، وجد والدته ووالده بأنتظار
رمقه حسين بحزن وقال : تعالى يا أدم، عايزك فى موضوع
تنهد بتعب وقال : أرجوك يابابا كفايه كلام فى الموضوع ده
حسين بحزن : خلاص محدش هيكلمك تانى فيه، دى حياتك وأنتا حر فيها، أنا عايزك فى موضوع تانى
ذهب وجلس بجوارهم وقال : خير يا بابا
حسين بأبتسامة : عادل عايز يتجوز لمار
شعر بسعادة كبيرة وقال : ده خبر حلو أوى، بس لازم ناخد رائيها الأول
سلوي بسعادة : يعنى أنتا موافق
أدم بسعادة : طبعاً وأنا هلاقى أحسن منه ليها
حسين بسعادة : على خيرة الله، بكره نروح مصر ونسألها
أدم بأبتسامة : بكره أول مانوصل مصر أن شاء الله، هروح ليها بنفسى الكليه واجبها
قاطع حديثم رنين الجرس، ذهبت سلوى لفتح الباب
وجدت عادل يحمل أحمد
سلوى : أتفضل يا ابنى
عادل : معليش هروح ، انا جيت اجيب احمد عايز ينام مع أبوه
حملت أحمد وقالت بمشاكسه : اه منك يا عفريت، تاعب الكل كده
عادل : عن أذنك
ثم ذهب
عندما رائا أحمد أدم نزل من يد جدته، وذهب إليه مسرعاً وهوا يصرخ ويقول
_ بااااااابااااااا
حمله أدم وقبله وقال : متصوتش الناس نايمه
اقترب من أذنه وقال : هقولك على حاجه يا بابا
أدم بأبتسامة : هتقول إيه
أحمد : أنا عرفت مين هى حياة
صدم أدم من كلامه، هل يعقل أنهم أخبروه عنها
أكمل أحمد وقال : حياة بنت جميلة و طيبه أوى، بس هى راحت عند ربنا
نظر إلى والديه بحزن، وقال
_ مين ال قاله
سلوى بحزن : أنا ال قلتله، هوا سائلنى عليها وكان لازم اجاوب
حمله أدم وقال : تصبحوا على خير
ثم أخذه ودخل إلى غرفته
**************************
فتح عينه عندما كادت أن تصيبه بالسكين الذى تحمله، أمسك يدها ثم نهض، أخذ السكين من يدها، قربها إليه وقال بأبتسامة خبيثة
_ عايزة تقتلينى
حياة بغضب وبكاء : ايوه هقتلك علشان أخلص منك ومن ظلمك
رمقها بحزن وقال : ليه كل الكره ده!! ليه مش قادرة تحبينى!! أنا مستعد أعمل إى حاجة علشان تحبينى
رمقته بمقت وقالت : مهما عملت مستحيل أحبك، عمرى فى حياتى ما هحبك، أنا هكرهك بس لكن أحبك مستحيل
نظر إلى السكين بحزن وقال
_ مش محتاجه السكينة علشان تقتلينى، لأن كلامك ده أصعب من طعنت السكينة مليون مره
ترك حياة ثم قذف السكينة أرضاً بغضب وقال
_ لو عايزة تقتلينى، هاتى حاجة أقوى من كده، مش سكينة ضعيفه زى دى أل هتقتلنى
عاد إلى فراشة مره أخرى
ظلت واقفه ترمقه بغضب، لقد فشلت فى قتله أيضاً، ما الذى يجب عليها فعله للتخلص منه، فشلت فى الهرب وفى قتله، لم يبقا أمامها غير مناشدة الله والدعاء له
******************************
فى اليوم التالى
أستيقظ أدم على صوت صراخ أحمد، الذى كان يقفز على الفراش ويقول
_ هاى هسوق العربية بتاعت بابا، اصحى يلا يا بابا علشان نمشي
أمسك هاتفه الذى كان يضعه على الكومدينوا بجواره، نظر إلى الساعة ثم رمق أحمد بنعاس وقال
_ حرام عليك الساعه لسه سته، صاحى بدرى ليه
قفز إلى أحضانه وقال : مش بدري، أحنا لسه هنغير هدومنا ونفطر، قوم يلا
قال كلمتة الأخيرة بصراخ
نهض أدم وقام بدغدغته فى معدته وهوا يقول
_ ماشى يا لمض هقوم
حاول أحمد أبعاد يده وهوا يضحك بصوت عالي ويقول
_ سيبنى هحمل حمام
تركه أدم وقال بمزاح : يع مقرف روح الحمام بسرعة
*******************************
خرجت من الغرفة، بعد أن تأكدت أن إياد غادر المنزل، أتجهة إلى غرفه جاد، وجدته مازال فى غرفة، تنهدت بحزن، هى تعلم أنه حزين وخائف مما حدث أمس، لهذا مازال فى غرفته يخشى الخروج
أبتسمت بحزن ثم أتجهت إلى المطبخ، هى تعلم جيداً كيف تنسيه حزنه، صنعت الكيك الذى يعشقة وبجواره كوبين من الحليب الساخن، أنه يعشق هذا الأفطار من يدها خاصه، أخذتهم وذهبت إلى غرفته
طرقت على الباب برفق، أبتسم بسعادة، يعلم جيداً أنها الطارق
دلفت إلى الغرفة، وعلى وجهها أبتسامة كبيرة تخفى خلفها حزنها الكبير وقالت
_ عملتلك الكيكة أل أنتا بتحبها، وعملت كوبيتين لبن سخنين، يلا علشان نفطر
رمقها بحزن وقال : أنا مش عايز أكل
رمقته بحزن وقالت : وانا كمان مش هاكل وهفضل جعانة
نهض من فراشه وقال : خلاص هاكل معاك
جلسا على الطاولة التى تتوسط الغرفة يتناولان الأفطار
رمقها بحزن وقال : هوا أنا معدتش هنام معاكى تانى يا ماما
رمقته بحزن وقالت : أنتا كبرت يا جاد ولازم تنام لوحدك
أنفجر فى البكاء وقال : بس أنا مش عايز أنام لوحدى، مش كفاية بقعد لوحدى، ومحدش من أولاد الخدم بيرضا يلعب معايا
رمقته بحزن وقله حيله، لا يمكنها فعل شئ لذلك الطفل المسكين، لماذا يعاقبه الجميع بسبب أفعال والده، حتى الخدم لا يسمحون لأولادهم بالعب معه خوفاً من والده، الجميع يخاف منه ويبتعد عن جاد خوفاً من غضب إياد وبطشه
مسحت دموعه برفق وقالت بأبتسامة
_ مش أنا بلعب معاك، ولا أنا مش كفاية
رمقها ببرائه وقال : مش قصدى، بس أنا عايز ألعب مع أطفال من سنى
قامت بضمه وقالت : بكره تدخل الحضانه ويبقى ليك أصحاب كتير
*************************
أستقلوا السيارة واتجهوا إلى مصر، بعد سفر طويل وصلوا إلى وجهتهم أخيراً
صعدوا إلى الشقة، وضعوا أغراضهم وجلسوا يرتاحوا قليلاً
كالعادة عندما دلف أدم، ذهب إلى غرفته هوا وحياة، تلك الغرفة التى يضع بها صورها وكل متعلقاتها ولا يسمح لأحد بدخولها
ظل ينظر إلى صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها، يبتسم بحزن على ما أصابهم، كيف حُرم من أبتسامتها، من ذلك الوجه الذى يعشقة، كان ينتظر الصباح بفارغ الصبر لتصبح هى أول شئ تراه عيناه
فتح خزانت الملابس، أخرج بعض من ثيابها يضمها بقوة، ثم أحضر زجاجة العطر الخاصة بها، قام برش القليل منه فى أرجاء الغرفة وعلى ثيابها، يستنشق رائحتها ويتخيل وجودها بجواره
جلس على الفراش، يمسك ثيابها بيد، وباليد الأخرى صورتها يرمقها بحزن ويقول
_ أنتى وعدتينى أنك لو موتى، روحك هتفضل جنبى وهتجيلى كل يوم فى أحلامى، بس ده محصلش اليوم الوحيد اللي جيتى فيه، طلبتى منى المساعدة وقولتيلى أجى أخدك، علشان كده انا متأكد أنك لسه عايشه، وبدور عليكى
وضع رائسه بين يديه ونظر إلى الأسفل وقال بحزن ودموعه تجمعت فى مقلتيه
_ بس أنا تعبت، بقالى كتير بدور عليكى ومش لاقيك، أنتى فين وحشتيني أوى
قال كلمتة الأخيرة بحزن وكسرة، وقد نزلت دمعه من عينه
سمع طرق على باب الغرفة، نظر إلى الباب وقال
_ مين
أجابه الطارق وقال : أنا أحمد يا بابا
نهض بسرعة فتح الباب، كاد أن يخرج لكن باغته أحمد ودلف إلى داخل الغرفة بسرعة
كان ينظر إلى الصور والثياب، وكل شئ موجود بالغرفة بدهشه ويقول
_ مين الست الجميلة دى يابابا
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مجنون بحبي) اسم الرواية