رواية غدر الزين الفصل الحادي و العشرون 21- بقلم مروة محمد
الفصل الحادى و العشرون
نامت خلود واستغرقت في نومها وظل زين جالسا بجوراها يزفر بحنق علي سوء معاملته لها فهي بالاخير تغير علي زوجها مثل اي مرأه…ظل يداعب خصلات شعرها وهي نائمه ويمسح دموعها من علي جفونها وقبلها في جبينها وسحب نفسه في الفراش بجوارها …ظل يتقلب كثيرا لا يستطيع النوم لطالما لم تكن بين احضانه فاستدار لها واخذها بين ذراعه الايسر ليضمها لصدرها ليجد صدره مبتلا بدموعها …فقام بفك الساق بذراعه الايمن ليكي يستطيع النوم لانها تتعبه في النوم …
استيقظ زين ليجدها ما زالت غافيه او تتصنع النوم ليعلم انها لا تنوى علي الذهاب الي الشركه معه …نهض زين من الفراش بعد تركيبه للساق وحزنه علي عدم مساعدته لها …واخذ حماما وخرج ليجدها ما زالت تتصنع النوم …اخذ يطرق ابواب الدولاب ويحدث ضجه وهيا كأنها غير موجوده حتي بعد ما مشط شعره…قذف بالفرشاه علي مراءة الزين لتحدث كسرا ولا حياه لمن تنادي …زفر زين بحنق وخرج من الجناح صافعا الباب بقوة لتنهض من الفراش تضع يدها علي وجهها مستمرة في نوبه بكاء شديده …هبط زين الي الاسفل …لم تكن لديه الرغبه في تناول الافطار فاخذ سيارته وانطلق الي الشركه …وصل الشركه بمفرده ليجده اسر علي هذه الحاله المرزيه ليقطب جبينه هامسا لنفسه
=ايه ده …هي مجتش معاه ليه …وهو ماله قالب خلقته كده ليه …انا هروح اشوف ماله.
دخل اسر غرفه زين ليجده بحاله شرود فربت علي كتفه بهدوء قائلا
=مالك يا زين …في حاجه مضايقاك في البيت …ولا تعبان؟
رفع زين راسه الي اسر بقسوة قائلا
=روح علي مكتبك يا اسر مش حابب اتكلم مع حد دلوقتي .
ابتسم اسر ليدارى حرجه وقال
=حاضر …لو احتاجتني في حاجه انده عليا
خرج اسر وكان خليفه في طريق دخوله الي زين فمنعه اسر بيده قائلا
=بلاش يا خليفه …زين تعبان ومش عايز حد يزعجه
زفر خليفه بحنق وقال
=انا مش اي حد يا اسر انا اخوه.
كاد اسر ان يرد عليها لولا ان سمع صوت زين يقول
=تعالي يا خليفه
اغتاظ اسر ونظر الي خليفه الذي غاظه برفع حاجب وتنزيل حاجب له فترك اسر الباب له وذهب الي مكتبه يتأكله الغيظ…دخل خليفه الي زين وجلس امامه وقال
=يعني استفدت ايه لما بهدلت البنيه امبارح …لا وكمان امك كملت علي بقيتها…خليك قاعد كده بحسرتك كانت ماليه عليك الشركه ضحك وحب.
كان زين في حاله كأبه لدرجه انه لا يستطيع الرد علي اخوه فتقدم اليه خليفه وربت علي كتفه قائلا
=يا زين انا مصدقت انك بقيت تضحك واتغيرت …ليه تعمل كده في نفسك وفيها هي كمان…ليه تسمح للزباله دي تقرب منك كده.
اول ما سمع اسر بهذا الخبر اسرع بجذب الهاتف واتصل علي غاده ليستفسر منها عن ما حدث ليله امس ردت عليه بصوتها الناعس فاجابها بغضب
=وليك نفس تنامي …هو انا مش قلت كل حاجه تقوليلي عليها أول بأول ….هببتي ايه امبارح يا زباله.
=انا مش قايلك الصور تكون عندي في الشقه امبارح بليل …قعدت استناكي وسيادتك غرقانه في العسل …واكتشف انك عامله مصيبه من ورايا؟
صمتت غاده ولم ترد عليه لم يسمع الي صوت انفاسها المضطربه فرد بقسوة وقال
=ايه معندكيش حاجه تقوليها …تحب اجي عندكو في البيت اجرجرك من شعرك بحكم الورقه اللي معايا واعملك فضيحه
غاده برعب
=لا ارجوك …بابا ممكن يقتلني لو عرف …انا هقولك علي كل حاجه.
اسر بقسوة
=قولي
غاده بخوف
=امبارح نفذت كل اللي قولتيلي عليه …بس هيا دخلت فجاه وبوظتلي كل حاجه وضربتني …وهو حاول يدافع عني …وهي زودتها ..
ثم ابتلعت ريقها وقالت
=قام طردني …والهانم وهلا قالولوا علي كل تهديداتي ليهم …فهددني انه هيفصلني من المعهد ويضيع مستقبلي …فخرجت من الفيلا بسرعه
جحظت عين اسر وقال
=خرجت بسرعه …طب والكاميرا
تلعثمت غاده وقالت
=ملحقتش اخدها …وبعدين انت كنت هتحتاجها في ايه …ما هي شافتني عيني عينك وانا في حضنه
اسر صرخ عليها غاضبا
=مش شغلك عايزها في ايه …انتي كان لازم تجبيهالي …انا كان ممكن اعمل بيها حاجات كتير
اسر كان يضع في مخططه ان ارسل الصور الي خلود وتصرفت ببلاهه مثل ما فعلت شهيرة …كان سيرسل الصور الي الصحافه ليفضح زين وتنزل اسهمه في السوق
قالت غاده بصوت منخفض
=المهم دوقتي …انا خايفه يسقطني في المعهد …اعمل حاجه اتصرف بليييز.
ابتسم اسر بسخريه وقال
=اتصرف ليه …هو انت تخصيني في حاجه …انت كارت واتحرق خلاص بالنسبه ليا .
شهقت غاده وقالت
=ازاي …طب والعقد العرفي …دا انا هسجنك وافضحك بيه
ضحك اسر بغلاظه وقال
=العقد بتاعك معايا يا روح الروح …في مرة كان العيار تقيل اوى اخدته منك يا حلوة …زي ما اخدت حاجات كتير …انسيني يا حلوة
اغلق اسر الهاتف في وجه غاده والتي انهارت في البكاء …لتعزم امرها في الانتقام منه ابشع انتقام.
بداخل مكتب زين قال لخليفه
=اللي حصل حصل يا خليفه …المشكله دلوقتي ان بقي صعب اراضيها …علي طول شايفاني غدار
خليفه بمرح
=يا اخويا …يعني هيا كانت شافت حاجه تانيه وقالت لا.
جز زين علي اسنانه وقال
=خليفه …علي فكرة انا بقالي فترة بحاول اتغير عاشانها وهي بردو مش مصدقاني
خليفه بعتاب
=تقوم تقعد البت علي حجرك امبارح عشان تصدقك.
شدد زين علي شعره بغيظ وقال
=أهو انت بتتكلم زيها …نفس حد يفهمني …ونفسي افهمها
=خليفه بهدوء
=علشان تفهمها …حط نفسك في مكانها …هتقبل
زين بغضب
=ده أنا كنت قتلتها …فاكرة لما رقصت معاك…كنت هقتلك رغم ان انت اخويا
صفق خليفه وبمرح وقال
=حلاوة حلاوة …اخويا بيغير علي مراته يا جدعان …ابشرك انت بتعشقها …وهي كمان بتعشقك وبتغير عليك وهييييجح بقه صبرني يارب
شرد زين في خلود وقال
=ومين قال اني مبحبهاش …متتصورش انا مخنوق قد ايه علشان مش شايفها قدامي …نفسي ارجع البييت واخدها في حضني حتي لو غصبن عنها.
خليفه بسعاده
= ومين منعك انطلق
وبالفعل انطلق زين مسرعا الي الفيلا من شده اشتياقه لها.
ذهب زين الي الفيلا وصعد الي جناحه سريعا وفتح الباب ليجد خلوده جالسه علي الفراش شارده فاغلق الباب بهدوء وذهب الي الفراش وجلس بجانبها وجذبها بين احضانه لترفع راسها وتنظر اليه بلوم وعتاب…وتخرج من بين احضانه وتنهض من الفراش لتدخل الحمام مغلقه عليها الباب لتنهار في موجه من البكاء …زفر زين حانقا وتيقن ان طريق صلحها ستكون متعسرة فهذه المرة ليست شبيهه بالمرات السابقه فخلود تغيرت كثيرا…افاق من شروده علي خروجها من الحمام وعينها وشفتاه منتفخه من البكاء…ذهب اليها وربت علي خصلات شعرها وجدها متجمده في يده فضايقه الامر كثيرا فتحدث بغضب وقال
=انا هفضل احايل فيكي كتير …انا سبتك تبهدلي فيا امبارح…رغم اني مغلطتش .
ثم امال عليها وتحدث في اذنها وانفاسه تلهث فوق عرقها النابض في رقبتها وقال بهمس
=بس انا مستعد اطلع نفسي غلطان علشانك…لو سامحتيني هبقا اسعد انسان في الدنيا …ولو فضلت علي حالك ده يبقا بتتعبيني وبتتعبي نفسك.
ابتعد عنها ونظر اليها قائلا
=مش عايزك تكوني ضعيفه …انا عايزك قويه …انتي كنتي عارفه كويسه انها جايه هنا وناويه علي الشر ……وعارفاني كويس وعارفه شخصيتي ان مفيش واحده اثرت فيا الا انتي .
نظرت له بعتاب ووقالت بصوت ضعيف
=انا عندي امتحان بكره …ومحتاجه اذاكر …لما اخلص امتحانات نبقي نقعد ونتكلم في الموضوع ده …مين عارف …يمكن انسي اللي حصل.
وضع يده علي خديها الناعمين وهمس بنعومه وقال
=اللي انتي عايزاه …حابه نتعاتب دلوقتي وده هيريحني نتعاتب …حابه بعد الامتحانات وده في حد ذاته هيعذبني …بس انا مستعد لتنفيذ رغبتك ايا كانت .
ثم ارجع خصلات شعرها خلف اذنها وربت عليهم بحنان قائلا
=ايه رايك نراجع كل اللي اخدناه نقطه نقطه …علشان بكره تجيبي امتياز في الامتحان …بس الاول نتغدي ولا نفطر انا عارف انك مأكلتيش.
هزت خلود راسها بالرفض وقالت
=مليش نفس …كل انت مفطرتش
زم زين شفتيه وقال
=لو مكلتيش مفيش بكره امتحانات فهماني .
زفرت خلود بحنق وقالت
=طيب هاكل .
خرجت خلود من الجناح وجدت ياسمين ترمقها بنظرات غاضبه ولكن خلود لم تعيرها اي اهتمام واخذت الغذاء وصعدت لكي تأكل معه وتذاكر …ذاكرت خلود جيدا وتعبت كثيرا لدرجه انها نامت علي كتابها وزين مشغول بجهاز اللاب توب …انتبه زين اليها واخذ الكتاب من بين احضانها حيث كانت تمسكه بشده كأنها تخاف ان تهرب معلوماته من راسها …ظلت تمتم بكلمات تفيد انها تسمع جزء من الماده …ضحك زين علي خوفها وحملها واودعها في الفراش ودثرها جيدا وصعد بجوارها لياخذها بين احضانه بعد ان قام بظبط المنبه حتي لا يضيع عليهم موعد الامتحان
في الصباح استيقظت خلود مذعورة علي صوت المنبه وركضت الي الحمام مسرعه تنهي كل شئ حتي تذهب الي المعهد مسرعه …استفاق زين علي حركتها في الجناح فألق عليها تحيه الصباح فوجدها متوتره فاراد الا يزيد توترها …خرج من حمامه وجدها تخرج من الغرفه فنادي عليها
=انتي راحه فين؟
رد ت خلود وهي تلهث من السرعه
=راحه المعهد
زين بغضب
=مفيش مرواح المعهد من غير فطار ومن غيرى
ضربت خلود الارض بقدمها متذمرة فنظر لها بعينه بقوة فخافت منه واضطرت الي انتظاره ليفطرا سويا ويذهبا الي المعهد …وصلت سيارة زين الي المعهد في الموعد المحدد للامتحان واسرعت خلود لفتح الباب فامسكها من يدها وجذبها ولملم شعرها وربطه برباطه شعر كان يضعها بداخل تابلوه السيارة منذ ان سقطت منها في مرة من المرات…قال بغضب
=انا قلت ميت مرة شعرك ميبقاش مفرود
ثم قبلها من خديها ولم يعير اهتمام للمارة فهي زوجته وهو لا يخاف احد وقال بصوت هامس
=بس النهارده هعديهالك …علشان عارف انك متوترة بسبب الامتحان.
ثم فتح لها باب السيارة ومشيرا لها باصبعه محذرا
=مفيش خوف …انت مذاكرة كل حاجه …عايز امتياز علشان تطلعي الاولي علي المعهد …انا منتظرك هنا لحد ما تخلصي …خلصي واخرجي علي طول.
اندهشت خلود وقالت
=هتستناني تلات ساعات ؟
جذبها مرة اخرى وقال لها
=هستناكي العمر كله اذا امكن .
ثم خبط علي راسها بمرح وقال
=ايه عجبتك القعده في العربيه ولا ايه …عادي انا عامل عليكي …انا مستعد الوقتي ارجعك لو انتي مش عندك استعداد تحضرى الامتحان
افاقت خلود من دهشتها وهبطت من السيارة مسرعه الي داخل المعهد لتؤدي الامتحان ببراعه كانها دكتور للماده وليست طالبه …بعد مرور ثلاث ساعات …خرجت خلود من الامتحان ومعها هلا ووصت هلا ان تخبر زين بان الامتحان صعب وانها لم تؤديه جيدا …خافت هلا من زين ولكن خلود ضغطت عليها …خرجوا من المعهد وصعدوا سيارة زين ليسألهم
=انا شايف انكم فاشلين ومحلتوش كويس.
خلود بصوت عالي
=لا طبعا امتياز ان شاء الله …احنا مش اي حد
ضحك زين ضحكه رنانه وقال
=مش ممكن بتوقعي في ثانيه …تبقي ظابطه نفسك تحسسيني ان الامتحان صعب وبمجرد ما استفزك تقعي علي طول بلسانك .
كتمت هلا ضحكتها وقالت
=هننكشف بسرعه
مش قلتلك يا خلود
زمت خلود شفتيها ونظرت لزين قائله
=هعمل ايه بقا ما هو غاظني ووقعني في الكلام
زين بغرور
=انا قلتلك قبل كده …مش الزين اللي يضحك عليه ولا حد يستغفله.
وصل خلود وزين الي الفيلا…وبدات خلود تلين من ناحيه زين لولا نظرات ياسمين اللاذعه لها …طلبت ياسمين من زين التحدث في امور خاصه فيما بينهم علي انفراد…فتركته خلود وصعدت الي جناحها مع وعيد بداخلها ان تهبط مرة اخرى لتتصنت عليهم لانها تشعر ان الامر يخصها…دخل زين وياسمين الي حجرة المكتب واغلقت الباب عليهم…جلس زين وقال لياسمين
=خير يا امي؟
ردت ياسمين بقوة
=مش خير ابدا يا زين.
زفر زين حانقا وقال
=امي …لو اتسمحت اتكلمي بوضوح وهاتيلي من الاخر.
رد ت ياسمين بعنجهيه
=زين …مراتك بتدلع اوى وبتدخل في اللي ملهاش فيه …لازم تقسي عليها شويه …انتي مش متجوز عيله …لازم تعرف انها مرات زين السرجاني .
زين بغيظ
=مش انتي اللي قوتيها عليا …مش انتي اللي عاملالها توكيل باسهمك في الشركه …مش دي اللي بدافعي عنها ديما …ايه اللي غيرك يا امي؟
زمت ياسمين شفتيها وقالت
=زين انت عارف كويس …اني معجبنيش فكرة تأجيلها للخلفه …ومعجبنيش بهدلتها ليك امبارح …وانت عارف اني مبقبلش بالتجاوازات.
زين بحنق
=اولا موضوع الخلفه انا اللي مش عايزه …ثانيا بقا امبارح واللي حصل انا فعلا غلطان لو كنتي دخلت المكتب علي والدي واتلقتيه زى ما خلود شافتني امبارح كنتي طلبت الطلاق .
زفرت ياسمين حانقه وقالت
=برضه انت لازم تعرفها حدودها …البنت اللي كانت هنا امبارح مين اللي دخلها مش هي …اقولك ليه علشان الزباله بيجلب الزباله اللي زيه.
كانت خلود تستمع اليهم بحزن كبير الي ان فاجئها خليفه وسحبها معه الي غرفه نهي لكي يهدا منها …دخلت خلود حجرة نهي مطاطاه براسها الي اسفل …سحبتها نهي واخذتها بين احضانها وربتت علي شعرها قائله
=عيطي يا خلود …عيطي يا حبيبتي …خرجي كل اللي جواكي
انهارت خلود في البكاء وجلست علي الاريكه فربت خليفه علي ظهرها بحنان قائلا
=وبعدين يا خلود هتفضلي في العذاب ده لحد امتي …ما هو وضحلك انه مغلطش وان كان علي امي اهي ام زى بقيه الامهات بتحب ابنها يكون سعيد.
تذكرت خلود تصريح زين لرفضه للانجاب وازداد بكائها مما دفع خليفه ليقول
=انا شايف لو فضلتي علي حالتك دي مفيش حاجه هتتغير …بالعكس هيعند معاكي اكتر …انا عارف زين خلقه ضيق ومبيستحملش …وبصراحه كلنا ما صدقنا انه بقي سعيد.
فكرت خلود انها لو ظلت علي حالتها سيضيق زين خلقه اكثر مما يدفعه لابعادها عنه ولكن حتي لا تثير الشكوك ابتسمت لخليفه وقالت
=خلاص يا خليفه …انا هبقي كويسه وزين هيبقي كويس ان شاء الله …عن اذنك رايحه اذاكر بكره عليا ماده مهمه.
تنهد خليفه وارتاح ولكن نهي احست ان خلود تنوى لزين علي نيه خبيثه لذلك عزمت النيه لابلاغ زين بشكوكها
استكمالا لحديث المكتب الذي لم تسمعه خلود
قالت ياسمين بعصبيه
=الجوازة دي من الاول مكنتش متكافئه …انا كان نفسي ليك في جوازة تشرف …مش حته عيله بنت خدام وخدامه.
خبط زين بقوة علي سطح المكتب قائلا
=مش حته العيل الصغيرة اللي خلت الشركه تكسب صفقات كتير …ولا كنتي بتستخدميها علشان محدش غيرها يبقا مكانها …علي فكرة يا امي انا فاهمك كويس.
ثم هدا قليلا وقال
=ياريتك تفهميني زى ما انا بفهمك …انا عمرى ما حبيت في حياتي …زى ما حبيت خلود …ولا عمرى تخيلت اني مش هقدر اعيش من غير حد …زى ما انا لا يمكن اعيش من غيرها.
ياسمين باقتضاب
=انت حر اعمل اللي تعمله …انا قلت اللي عندي …لو متمسك بيها اوى …خليها تخلف …وخليها تبطل فضايح …احنا مش ناقصين فضايح.
خرجت ياسمين وصفعت الباب ورائها وتركته في حاله غضب شديده وافاق من غضبه علي صوت طرق باب المكتب لتدلف هلا …فامر الخادمه باستدعائ خلود للمذاكرة …انتهت المذاكرة والكل في حاله صمت غافليين عن هلا وامر توصيلها الي المنزل …خرجت هلا بهدوء لتتفاجئ بوجود حسام ينتظرها خارج الفيلا
حسام بصوت عالي
=ايه يا هانم اتخضيتي ؟
هلا بارتباك
=ااه …لااا…انت ايه اللي جابك هنا ؟
سحبها بيده الخشنه قائلا
=ايه مكنتيش حباني اجي واشوفك وانت خارجه من عنده؟
هلا بخوف
=تقصد مين؟
حسام بصريخ
=الاستاذ اللي وصلك المعهد قبل كده.
هلا بصدمه
=هيا حصلت يا حسام …بتتهمني في اخلاقي ؟
حسام بعنف
=مش محتاج اتهمك …سيرتك علي كل لسان في المعهد النهارده …كنت مفكر اشاعات …بس راقبتك النهارده واتأكدت.
افاق كل من خلود وزين علي صوتهم فهرعوا خارج الفيلا ليروا ما يحدث …وجد زين حسام يعنف هلا فهجم عليه وابرحه ضربا حتي خشت عليه هلا من الموت وابعدت زين عنه قائله
=سيبوا يا مستر زين …الظاهر ان غاده نفذت تهديدها …بس بدل ما تقول لامي …فضحتني في المعهد وقالت اني بروح لمستر اسر فيلته
صعق زين مما يسمع وقال
=وانت ايه علاقتك باسر؟
هلا بدموع
=مستر اسر مرة وصلني المعهد …علشان كنت متاخرة …وغاده قالت لحسام اني علي علاقه بيه.
زين بوجوم
=تمام من بكره غاده هتتفصل من المعهد …وانت
قاطعته هلا قائله
=هو ملوش ذنب …هو سمع وصدق زى اللي سمعوا وصدقوا …وده كفايه بالنسبه ليا وبالنسبه له …عن اذنكم انا هروح.
هرع حسام اليها وقال
=استني انا هروحك …احنا طريقنا واحد نفضت هلا يدها من يده وقالت
=عمر ما كان طريقنا واحد …كل واحد فينا بياخد طريق غير التاني.
بعد رحيل هلا وحسام نظرت خلود الي زين بحزن وقالت
=هلا عندها حق اي اتنين مش متكافئين لازم كل واحد فيهم يبقا له طريق مختلف عن التاني
صعدت خلود الي الجناح وتبعها زين بغضب …دخل زين الجناح وصفع الباب بقوة هزت ارجاء المكان
وذهب اليها يقول بغضب
=انتي قصدك ايه بالكلام اللي قلتيه تحت …فهميني …اصل انا بقي فهمي علي قدي .
ربعت خلود يدها علي صدرها وقالت
=قصدي ان احنا كمان مننفعش لبعض ومن الاول …فلازم بقا كل واحد فينا يعيش في حاله.
زين بصريخ
=بسسسس اسكتي ….انا بس اللي اقول ننفع لبعض ولا مننفعش …مش مسموح لكي تقررى من نفسك.
خلود بسخريه
= ليه …اشمعنا انا اللي مش مسموح ليا ..
=وغيرى له الحق …يتكلم ويقول انها جوازة مش مناسبه …انا مش عارفه انتي ليه مصر نكمل مع بعض رغم ان كل اللي حواليك مش عاجبهم كده.
زين بقوة
=مش عارفه ليه؟ ولا عمرك هتعرفي ليه انا محتفظ بيكي لغايه دلوقتي …بس متختبريش صبرى انا ممكن اجي في يوم تتمني بس اني ابصلك.
خلود بنفاذ صبر
=واليوم ده هيجي امتي بقا؟
زين باندهاش
=ياااه للدرجه دي مستعجله اليوم …مكنتش اعرف والله …عموما متستعجليش …اليوم ده لما هيجي لازم تكوني قويه وواقفه علي رجليكي …مش ضعيفه ومنهارة وتضطرى ترجعيلها لاني هرفض وجودك لانك اللي اختارتي.
ثم اقترب منها وشعرت انه سيغير من طريقته ويصالحها فهي تاكدت انه لايقدر علي بعادها ولكنها تفاجئت من حركته عندما رمها علي الفراش ووضع يده يحاصرها من الجانبين واقترب من اذنها يهمس كفحيح الافعي قائلا
=حاجه كمان …لما كنت بزعلك …كنت بخليكي تروحي الاوضه التانيه …وبعدها في فترة قفلتها…علشان تحسي بالامان وانتي جمبي …دلوقتي بقا انا هسيبلك الجناح اشبعي بيه …ومش عايز اشوفك في الشركه …انا حدودي معاكي…اني اوديكي المعهد لغايه ما الامتحانات تخلص …بعدها ترجعي هنا تقعدي زىك زى اي رجل كرسي …فهماني
خرج زين من الجناح صافعا للباب ورائه بقوة تاركا خلود في حاله من الذهول والكابه والحزن الدفين .
تناولت خلود هاتفها واتصلت بهلا لتطمان علي حالتها
فقالت
=هلا وصلتي …اخبارك ايه
ردت هلا بحزن
=مش كويسه يا خلود انا اتفضحت خلاص في المعهد
رد خلود بثبات
=متقلقيش
=زين هيفصلها من المعهد
هلا بقلق
=المشكله يا خلود انها ناويه ليكي انتي كمان علي فضيحه معرفش هتكون ايه.
شهقت خلود وقالت
=انتي عرفتي الكلام ده منين
قالت هلا
=البجحه…اتصلت بيا …وقالتلي مبروك علي الفضيحه …انتظرى فضيحه خلود قريب
اغلقت خلود الهاتف ووضعت يدها علي وجهها تبكي بشده وتلعن حظها الذي اوقعها في امثال غاده.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غدر الزين) اسم الرواية