رواية ملكة قلبي الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم مريان بطرس

   

 رواية ملكة قلبي الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم مريان بطرس

ركضت من امامه فى حين كانت دموعها تتساقط على وجنتيها، يالها من غبية سخيفة صدقت حلم وردى رسمته بيدها كيف اتبعت احاسيس غبية وكانت كالبلهاء ظنا منها ب انه ربما ينظر اليها ولكن هاهى النهاية، هاهى طريقة نظره اليها مجرد غبية وقحة تركت بيت والدها لتأتى اليهم بثقل ظلها تتحرك هنا وهناك دون اذن او احترام لمكانهم وهى التى كانت قد بدأت ترسم احلام وردية سخيفة هو بطلها يالها من سخيفة!! ياللحسرة عليها وعلى احلامها،  مسحت دموعها وهى تمشى من جانب صديقتيها لتنتبه اليها الفتيات فى حين قطبت نهلة حاجبيها متسائلة بتعجب 

هى شيرين بتعيط ولا انا بيتهيألى؟ 

رمشت جنا بعينيها متسائلة بخوف 

لا دى كانت بتعيط فعلا، يا ترى ايه اللى حصل؟ 

لفت اميرة وجهها للبعيد لترى باسم يقف كمن يقف داخل بركان مغلى يلتف حول نفسه وهو يشد خصلاته بغضب ثم يلتف بعيناه ينظر ب اثرها بألم لتقول بهدوء

الظاهر انها اتخانقت مع باسم

لفت البنات انظارهم جهته بتعجب لتتساءل جنا بحزن 

دة الواضح بس ليه دول كان واضح انهم كانو منسجمين مع بعض اوى 

الاعمى هو من لا يرى ذلك الانسجام بينهم، الاعمى هو من لا يرى اهتمام باسم بها لدرجة الجنون، الاعمى هو من لا يرى عيناه التى تنظر اليها دائما التى تبحث عنها اينما ذهبت يتابعها ويتابع حركاتها، الاعمى من لا يلاحظ اهتمامه الغريب بها وتجاهله اخطائها على الرغم من طبعه العصبى،  وعلى الرغم من رفضه ان تلمسه اية فتاة او أن تقترب منه الا انه يحمر خجلا من لمساتها، يتحين الفرص للاكل معها ولمساعدتها له، اى احد يستطيع رؤية ذلك الاهتمام اما هى ف تستطيع ملاحظة اهتمامها الواضح به حتى انها جلبت الطعام له لئلا يجوع اذا ماذا حدث بينهم لتتركه وتخرج باكية هكذا؟

هزت اميرة رأسها قائلة بسرعة 

انا هروح اشوف ايه اللى حصل وايه اللى زعلها كدة مش هسيبها لوحدها؟ 

اومئت جنا مؤكدة وهى تقول برقة 

انا جاية معاكى يلا 

ركضت الفتيات فى حين وقفت نهلة تتطلع لاخيها الغبى 

حسنا هو طبع بعائلتهم لديهم ذلك الطبع العصبى والعنيف وذلك اللسان الذى يقول الكلام دون ان يحسب حسابه وبعدها يندم على ماقاله هو طبع بهم هم الاثنان ان يفعلو الفعلة ويعودو يندمون عليها وهذا الواضح الآن أن اخيها واقع بحبها ولكن من الواضح بأنه قال شيئا ما جعلها تغضب منه وتتركه وتذهب ومنزالواضح ب أن تلك الرعونة والطبع العصبى ف انه لن يجعل نفسه مخطئا ويعود معتذرا ابدا وانه سيجعلها تتسرب من بين يديه كالماء 

مطت شفتيها يضيق لتسحب انفتسها داخل صدرها ثم تحركت لتقف بجوارها 

نظر لها باسم بطرف عينه ليعود ينظر أمامه مرة آخرى لتمط شفتيها بلا مبالاة متشدقة بتقرير 

البنت مشيت من جنبك معيطة ومش شايفة فى وشها متر حتى انها مشافتناش ولا جالت لنا كلمة واحنا واجفين من الواضح انك جولتلها حاجة ضايجتها

رمقها بطرف عينه نعم هذه طباعهم حينما يكونو معا يتحدثون بلكنتهم الصعيدية او حينما يغضبون ولكن ان كانو هادئين او بصحبة احدهم ف انهم يتحدثون باللهجة القاهرية ولكنه على الرغم من ذلك ام يرد عليها لتكمل هى بتقرير 

من الواضح انك حدفتها بكلمتين كيف الدبش والبنية ما اتحملتهمش ولا اتحملت طبعك العصبى 

ثم مطت شفتيها تكمل بلا مبالاة 

مظنيش ان فيه واحدة تجدر تتحملك عاد وان اتحملتك يوم مش هتتحملك التانى 

لف وجهه تجاهها وقد اغصبه برودها ولا مبالاتها ليصرخ بها بضيق 

انتى جاية تتضايجينى عاد ولا جاية تسممى بدنى بكلمتين 

لفت هى وجهها له لتقف بمقابله ثم صرخت به بضيق 

لع مش اكدة خالص لكن كل اللى جاية اجولهالك ان طبعك دة مهيخليش بنت تفضل جنبك ومعاك عصبيتظ على الفةضية والمليانه وانك متجدرش تتحكم فى غضبك وتهيج ومتوجع انها هتستنى لما تهدى وتراضيها بس الله اعلم هتتحمل ايه فى غضبك هتجولها كلمة تزعلها ولا هتمد يدك عليها 

ارفقت جملتها الأخيرة بوضع يدها على وجنتها لتُذَكِره بفعلتهُ الحمقاء لينظر ارضا بخجل لتكمل هى بهدوء وهى تتطلع داخل عينيه بحنان 

باسم يا حبيبى عصبيتك دى ماهتجدمش حاجة آه إحنا بنحبك فى كل حالاتك بس انت لو بتحبنا أمسك نفسك اشوية فكر فى الكلام اللى بتجوله متخليش غضبك يتحكم فيك ف تهد المعبد على اصحابه 

ثم رفعت يديها تمسكه من مرفقيه قائلة بحنان وحب 

أنا عارفة انك بتحبها وعارفة إنك بتغير عليها 

رفع أنظار مصدومة تجاهها لتومئ برأسها مكملة بهدوء 

أنا متأكدة من اكدة حتى لو انت مكنتش واعى لمشاعرك أو ما أكتشفتهاش بس اللى يبص من بعيد بيجدر يشوفها كويس جوى، نظرتك اللى بتغير كل اما بتشوفها عينيك اللى بتلمع كل اما تيجى فى عنيها ابتسامتك اللى بتترسم لوحدها من اجل حركة بسيطة بتعملها سعادتك اللى باينة كل اما بتكون جنبها وانك بتدور على فرصة تكون معاها كل دة باين يا اخوى باين جوى بس اللى مش فاهماه ازاى انت مش عارف مشاعرك دى وليه؟ ليه بتأذيها اذا كنت بتحبها ليه؟؟ 

ظل ينظر اليها بحزن الى ان طأطأ برأسه ارضا ليجيبها ب ألم

فكرك انى معرفش انى بحبها، مش عارف فعلا اذا كان حب ولا اعجاب مش جادر احدد ومش عاوز امشى وراها وتطلع فى الاخر مشاعر وهمية 

ظلت تنظر اليه لبرهة لتهز كتفيها قائلة ببساطة

بس شيرين جدعة وبنت حلال وعاجلة ورزينة والف مين يتمناها

اومئ برأسه بتأكيد ليكمل بهدوء 

بس من القاهرة اية اللى هيخليها تسيب مكانها وعيشتها وتعيش فى الارياف وسط الفلاحين 

اتسعت عيناها الرمادية لتطلق حمما مميتة ليومئ برأسه مكملا بهدوء

حتى وان كنا اغنيا ومستوانا المادى عالى بس برده جاعدين فى الارياف وفلاحين ايه اللى يجبرها تعيش وسط البهايم والتراب والفلاحين مع انها لو صبرت ممكن تتجوز جوازة أحسن ومن واحد مش عصبى وتفكيره رجعى زيى 

ظلت تنظر اليه لبرهة من الوقت هذا ليس اخيها ف لاول مرة تجد اخيها هكذا لاول مرة تراه فاقد للثقة بنفسه ومكانته مع إنه دائما كان شامخا مغرورا معتز بمكانته وعمله وعائلته واثق من كل مابه وسيم بشدة وكانت وسامته سبب لثقته ان لم يكن غروره ف جسده الرياضى وعيناه الخضراء كفيلان ب إيقاع اجمل الفتيات واكثرهن اغراء ومع ذلك لم يكن يهتم بذلك ومع كليته ومستواه المادى فهو يعتبر كنز لاى فتاة وحلم لها ولكن مع ان شيرين اقل منه بكثير ف لأول مرة تراه مهتز هكذا غير واثق بنفسه وقدراته تُرى هل الحب يجعل الانسان خائف يجعله يشعر ب انه دون المستوى لا تعرف ولكنها ربتت على كتفه قائلة بهدوء 

لازم تعرف انت عاوز ايه الاول وتتأكد من مشاعرك وبعدها كلمها ماهتعرفش اجابتها ان مسألتهاش 

ثم هزت كتفيها  فى حين قست عينيها حتى اصبحت تشبه ماستين براقتين وتحدثت بشراسة وقوة 

ومع انى لو مكانك وبحب حد ورفض هعمل المستحيل علشان اخليه يحبنى خصوصا ان كان يستاهل ف ليه اضيعه من ايدى علشان الغرور دة 

حول عينيه تجاهها بصدمة ليجد نظرتها القوية التى تجابهه لتومى برأسها له بهدوء ثم ربتت على كتفه قائلة بمؤازرة 

الايد اللى تمسك ايدك متسبهاش الوش اللى يرسم الضحكة على وشك ويخلى عينك تلمع والصوت لما تسمعه يخلى قلبك يدق متسيبهوش لازم تمسك صاحب الايد بكل قوتك لانك مش ضامن انك تلاقيها تانى 

قالت كلماتها ثم تركته وذهبت ولكنها ما ان سارت عدة خطوات حتى التفت اليه قائلة بهدوء 

من رأيى تصالحها لانها كانت عمالة تعيط ف متجرحهاش بدل ما ترجع تندم 

ثم تركته بعدها وذهبت تاركة إياه يفكر بكلماتها ويعيدها برأسه مئات المرات ويفكر ترى سيكون لقصة حبهم بقية ام هى منتهية 

**************

والله ما انا قاعدة فيها وقولت ماشية يعنى ماشية 

صرخت شيرين بتلك الكلمات ببكاء تتبعها بوضع ملابسها داخل حقيبتها لتتنهد جنا بضيق وهى تمد يدها لتزيل الملابس من الحقيبة قائلة بضيق 

طيب مممكن تهدى وتفهمينى ايه اللى حصل للعياط والعصبية بتاعتك دى ماهو مش معقول الصبح تكونى كويسة ودلوقتى تبقى حالفة مية يمين  لتمشى فيه ايه؟

صرخت ببكاء وانهيار 

محصلش حاجة احنا زرنا وقعدنا ويابخت من زار وغار وانا هغور ياستى بلاش ابقى ضيفة تقيلة عليكم 

اتسعت عينى جنا من اسلوبها ذلك لتقول بصدمة وقوة نادرا ماتتحدث بها 

ضيفة ايه وتقيلة ايه انتى يابنتى اتجنيتى مين حط الكلام الفاضى دة فى دماغك هو حد كلمك وبعدين انتى جاية معايا انتى واميرة يبقى هتمشى معايا انتهت 

اعقبت كلامها بإزالة الملابس من الحقيبة لتصرخ شيرين بضيق وبكاء

يوه ياجنا سيبينى بقى براحتى 

مش سيباكى وخلص الكلام 

نفخت بفمها بضيق لتسحب الملابس مرة أخرى وتكومهم داخل الحقيبة بدون ترتبب وهى تصرخ ب أميرة 

انا غايرة من هنا هتغورى معايا ولا اتهبب براحتى 

اتسعت عينى اميرة فى حين ارتفع حاجبيها بصدمة من طريقة صديقتها وانهيارها الغير مفهوم ودخولها فى تلك الوصلة المنهارة من البكاء لتجيبها بهدوء 

تمام همشى معاكى ونغور زى مابتقولى وعلى رأيك يا بخت من زار وخف 

اتسعت عينى جنا لتلف وجهها بصدمة جهة اميرة وما كادت تفتح فمها حتى وجدتها تتساءل بجدية 

بس مش هنمشى من هنا غير لما أعرف اية اللى حصل مرة واحدة وخلاكى بالمنظر دة 

حولت شيرين رأسها الجهة الاخرى وعادت لتكمل وضع الاشياء بالحقيبة لتلف اميرة تقف امامها تنظر فى عمق عينيها ثم سألت بقوة ودون مواربة 

باسم قالك ايه دخلك فى الانهيار دة وخلاكى تبقى بالحالة دى قالك ايه وضايقك؟

اتسعت عينى شيرين لترفع اميرة اصبعها قائلة بتحذير 

وبدون كدب 

تساقطت الدموع من عينيها لتلقى بجسدها على الفراش خلفها تجلس ب انهزام لتقطب كلا الفتاتان جبينهما بتعجب لتتساءل جنا بخوف 

شيرين 

بكت شيرين قائلة بالم 

بنت غبية ومغرورة وبتتحرك فى المكان بدون تقدير ولما حطيت ايدى فى جيوبى من ورا زعقلى جامد وصرخ فيا ب انى بلفت انتباه الناس لجسمى بطريقة مش كويسة وكفاية انى رايحة جاية قدامهم بالبنطلون دة وكفاية غرور وكبرياء وغباء

اتسعت عينى جنا بصدمة هل ابن عمها قال هذا؟ هل باسم من قال هذا لم تره يوما يقول تلك الكلمات من قبل ايكون غيرته هى سبب كل ذلك الكلام وهى دافعه؟ ولكن ممن غار ام هم قد فهمو مشاعره خطأ؟ ولكن ماسبب غضبه الاساسى هو لم يضايق ضيفا من قبل دائما ما كان للزوار والضيوف مكانة كبيرة فى قلبه اذا لما؟

لفت وجهها جهة شيرين حينما وجدتها تقول ببكاء 

اللى قاهرنى انى معملتش حاجة لوصلة التهزئ دى كلهت دة هو كان واقف مع واحد ولما خلص لقيته جاى يتخانق معايا من غير سبب

لفت وجهها جهة أميرة ب ادراك لتبتسم أميرة بخبث وهى تقول بمكر 

ودة مالفتش نظرك لحاجة يا أذكى اخواتك؟

نظرت لها شيرين بجهل لتنفخ اميرة فمها بضيق وهى تجيبها بهدوء 

انه يكون غيران مثلا 

قطبت شيرين حاجبيها فى حين قالت جنا بهدوء 

اميرة معاها حق يا شيرين باسم ميعملش كدة الا لو غيران انا اعرفه من سنين عمره ما اتضايق على بنت لكن هو لما لقاكى واقفة واكيد الراجل بيبص عليكى ف اتضايق من غيرته 

نفت شيرين برأسها تقول بثقة 

ابدا دى طريقة واحد متعصب مش غيران وبعدين هيغير ليه اللى بيغير بيغير من الحب 

ابتسمت اميرة مجيبة بسخرية

اديكى جاوبتى على نفسك 

ظلت شيرين واقفة امامها ببلاهة تستوعب مايقال ومايلقونه من كلمات جزافا  ا باسم يحبها لا بالطبع لا لم يظهر عليه اى من تلك العلامات وان كان يحبها ماذا فعلت هى لتجعله يقع بغرامها اضافة الى كونها عادية بالنسبة له فهم يمتلكون ملايين اما هى ف من اسرة متوسطة الحال لا بالطبع لا هذا كلام لا يدخل الى عقل عاقل لتجيب هى بالنفى 

لا طبعا هو انتى بتجيبى كلام من جيبك حب ايه وغيرة ايه اللى فى دماغك دى بلاش كلام فاضى هو متعصب لانه مش طايقنى زى ماقال وشايفنى غبية لان فعلا تصرفاتى معاه بتدل على الغباء وانا كمان اللى كملتها لما عريت ذكرياتى وحكيتله عليها علشان اقل من قيمتى اكتر قدامه بلاش كلام فاضى 

زفرت جنا انفاسها بضيق لتقول بمهادنة 

شيرين ممكن تدى لنفسك فرصة باسم بيحبك والله بيحبك بس ممكن هو مستوعبش مشاعره لسة ف عمال يخبط يمين وشمال لانه مش عارف ايه اللى بيجراله

ابتسمت ساخرة لتصرخ بضيق 

جنا انتى مستوعبة بتقولى ايه كلامه كان واضح فعلا وهو ما اتواناش عن انه يوضح كلامه كويس سواء بالكلام او بالنبرة 

ثم ابتسمت ساخرة وهى تقول بنبرة هازئة 

وبعدين اعقلى الكلام اللى بتقوليه يعنى هو معرفش مشاعره ولا فاهم انه بيحبنى وانتو اللى دخلتو قلبه وعرفتو اللى جواه واللى بيحس بيه 

ثم اشاحت بيدها قائلة بضيق 

بلاش كلام فاضى 

نظرت لها جنا تجيبها برقة 

لان فيه حاجات بتبقى باينة اوى يا شيرين انتى تقدرى تلاحظيها اكتر من صاحبها باسم عمره ما اهتم ب كلام بنت الا انتى عمره مافكر يقعد وياكل ويتكلم مع حد غيرك عمره ماكان متابع حركات بنت وعمره ما عينه تنزل من عليها غيرك بيضحك تلقائى لما بيلاقيكى بتضحكى فيه حاجات واضحة اوى بالنسبالنا انتى مش ملاحظاها لكن احنا ملاحظينها كويس اوى ومحدش يقدر يفهمها غير القريبين منه

ثم اكملت اميرة 

خديها منى كلمة ثقة الواد دة معجب بجد بس صعيدى وعصبى مش عارف لسة يعبر عن مشاعره بس ادى دقنى ان مجاش كمان شوية وصالحك وانتى زى الهبلة قبلتى اعتذاره كمان 

ربعت يديها وقوقفت امتمهم بشموخ مجيبة بثقة وهى تهز رأسها نفيا 

ابدا ولو جالى زاحف مش هقبله 

هنشوف 

قالها كلتاهما فى فم واحد لتومئ هى برأسها قائلة بثقة 

هتشوفو 

******************

كان يجلس بمكتبه الى ان جاءه ذلك الاتصال الهاتفى لينظر جهة الرقم ثم اجاب بلهفة 

ايوة يا دكتور ايه الاخبار؟؟

رد عليه الطرف الآخر ليومى برأسه مجيبا بجدية ولهفة 

آه جنا عزيز عبد الحميد العربى 

صمت للحظة يستمع للطرف الآخر لترتسم الابتسامة على وجهه وهو يجيب بسعادة 

بجد يا دكتور؟ شكرا شكرا جدا 

ليغلق الهاتف ناظرا أمامه بفرحة اذا فقد نجت تلك الصغيرة صاحبة العيون الساحرة اذا فقد اصبحت دكتورة رسميا وهاهو الآن يقف بسعادة لسعادتها يتخيل فرحتها ويتمنى ان يشاركها لها ولكن هذا مستحيل 

لم يستطيع منع نفسه من الاستطلاع على اخبارها ومعرفة اهم خطوة بحياتها وهى دائما ماشاركته حياته واسراره فرحه وضيقه دائما ما زارته ب احلامه وهونت عليه مآسيه حتى وان كان حلما فهو رآها على ارض الواقع ناعمة جميلة رقيقة كاوراق الورد عطره كرائحة الازهار لا يستطيع احدهم استنشاق عبيرها والاقتراب منها ورؤية رقتها وحنانها وهشاشتها وضعفها وحتى قوتها وان يبقى على حاله 

ربما عاهد نفسه بالابتعاد والا يظهر بطريقها ولكنه لم يستطع الا يستقصى اخبارها ويفرح لفرحها هى كانت بالنسبة له حلم وقد عاهد نفسه قبل لقياها ورؤيتها فى الواقع بان يبتعد لن يحنث بقسمه هذا هو لن يتدخل بحياتها سيتركها كالطير الحر ويتابعها من بعيد ولكن يقسم ان سقطت امامه مرة  اخرى ووقفت فى دائرته فلن يتركها الا وقد اصبحت ملكه فهى ككنز ثمين وهو ادرى الناس جيدا بالكنوز فهو ليس بساذج لكى لا يلاحظ تلك النعومة المنبعثة منها وهالة الرقة والبراءة المحيطة بها بجانب عيون بريئة وجميلة وجمال ليس له مثيل اشبه بحورية قادمة من عالم الاساطير ليس لها مثيل بين البشر كل مابها جميل قلبا وقالبا لذا يقسم ان سقطت امامه وفى طريقه لن يتركها الا وقد اصبحت له هو فقط تشاركه حياته واسراره ليس بالحلم انما بالواقع ايضا وهذا قسم من باسل الدمنهورى وهو ان اقسم بالتأكيد سَيوفى 

*************

كان يقف امام باب المنزل يقدم ساق ويؤخر الأخرى ليقف مكانه يحك فروة رأسه وهو يفكر ترى ماذا سيقول لها وكيف سيبرر موقفه وحديثه أمامها بالتأكيد هى غاضبة منه بل انما هى تغلى على مرجل مشتعل وربما فى غضبها تفعل اى شئ ربما هى تبكى الآن 

انطفأت عيناه بحزن لابد انه هو بحديثه الغبى قد جرحها وتسبب فى هطول دموعها وان تحزن عيناها الجميلة فهو يجب عليه الذبح جراء ما فعله معها بحديثه الغبى دون ان يفكر ولا لثانيتين ولكن ماذا يفعل لاول مرة يشعر بتلك النار الحارقة التى كانت توقد بصدره ليُخرج الكلمات دون تفكير فهو لم يقبل وقوفها ونظرة الرجل لها ف قد شعر ب ان هذا العامل يتعدى على املاكه الشخصية يتعدى على احقيته هو لذا فلم يقبل ابدا بذلك

زفر الهواء من صدره وما ان تقدم خطوتين حتى تفاجئ بها تهبط الدرج رفع انظاره لها وما كاد يتحدث حتى تفاجى بتلك الحقيبة التى تجرها خلفها بهتت ملامحه ليقول بصوت مبهوت استطاعت الشعور بالالم به 

شيرين 

نظرت شيرين ارضا بألم لتجيبه بصوت مجروح

شكرا على حسن الاستضافة يا دكتور 

ثم لفت جسدها لتتحرك ليركض خلفها بسرعة يمسكها من ذراعها يديرها جهته وهو يقول ب اعتذار 

شيرين انا آسف والله آسف اقسملك انى ماقصدتش اللى وصل لدماغك ابدا ولا كنت اقصد الكلام اللى قولته انا كنت غضبان وطلع معايا كدة 

رفعت نظرات جريحة جهته تجيبه بهدوء وقد التمعت الدنوع بمقلتيها السوداويتين

الانسان فى وقت غضبه بيقول اللى فى قلبه يادكتور من غير تزييف او تجميل وانت طلعت اللى فى قلبك ومقدرش الومك انا ضيفة تقيلة جيت من غير دعوة واخدت راحتى فى مكان مش مكانى بزيادة ف ليك حق تضايق ف علشان كدة دايما بيقولو يابخت من زار وخف وانا ماشية يا دكتور ومتشكرة على استضافتكم واليومين اللى قعدتهم هنا 

ثم لفت بجسدها لتذهب بعد ان أنهت كلماتها ليمسكها من مرفقها يديرها تجاهه بسرعة وهو ينفى برأسه بهستيريا قائلا بقوة وهو يدافع عن نفسه امامها باستماته

لا ابدا والله ابدا عمر ما كان اللى وصلك ابدا دة انا مكنتش اقصد اللى وصلك والله ماكنت اقصد انا كنت متضايق من حاجة تانية وجات فيكى بس اقسملك ماكنتش اقصد بالعكس دة انتى مكانتك كبيرة اوى عندى.... اوى 

ظلت تنظر داخل خضراتية التى تشعان فى تلك اللحظة حزن والم ولكن وجدته يقترب منها قائلا بحرارة ودفء 

شيرين ادينى فرصة وبلاش تحكمى عليا يسرعة كدة انا عارف انى غلطت بس صدقينى مكنتش اقصد انا حاسس انى متلغبط الفترة دى وخمسين حاجة مضايقانى محتاج اهدى واقعد مع نفسى شوية وصدقينى بعدها هفهم اللى بيجرى معايا بس محتاج شوية وقت انا حاسس انى تايه وفيه حاجات بتحصل معايا مش فاهمها ف ادينى فرصة افهم واقرر انا عاوز ايه ومتزعليش منى 

قطبت جبينها تحاول فهم مايقول وهى لا تعى الى ماذا يرمى او بماذا يهذى لتنظر داخل مقلتيه علها تفهم مايقول لتجد نظراته مليئة بالدفء الالم الاعتذار والرجاء والتيه الشديد لتقطب جبينها اكثر ترى ماذا به هذا فى حين كان هو يتتبع نظراتها تجاهه بهوس ينتظر ان تبتسم عيناها تجاهه ينتظر ان يرى التسامح فى تلك الجوهرتين السوداويتين ينتظر ان تحنو عليه صاحبة السحر الاسود والجمال الرقيق ولكن ما آفاق كليهما من تلك المحادثة وذلك السحر هو ذلك الصوت الهاتف بقوة وكأنه يتقصد أفاقتهم 

انا جاهزة يا شيرين يلا 

التف اليها ناظرا جهتها بغضب لتقابل هى نظراته ب اخرى عابثة تنتظر كلمة منه لتبدأ فى مضايقته لينفخ بفمه بضيق لترفع حاجبيها بمشاكسة وهى تقول برزانة سطحية 

شكرا على حسن الاستضافة يا دكتور واتمنى مانكونش سببنالكم اى ازعاج فى زيارتنا دى ومتشكرين جدا لضيافتكم وترحيبكم لينا

ثم لفت وجهها جهة الأخرى قائلة بهدوء جاد 

يلا شيرين انا جاهزة ف يلا بسرعة علشان منتأخرش 

اغمض عيناه يمنع نفسه من قول كلمة فى غير محلها ليفتح عينيه قائلا بهدوء ظاهرى وهو يطحن اسنانه بضيق وهو يشير بيده جهة الداخل 

اتفصلى ادخلى يادكتورة أميرة مينفعش اللى بتعملوه دة 

حولت انظارها بينهم لتمط شفتيها قائلة بهدوءوهى تهز كتفيها بلا مبالاة  

لا هو لا ينفع ولا مينفعش احنا كدة قعدنا واتضايفنا وحان الوقت اننا نروح مش هنعيش هنا العمر كله وبعدين احنا فى الاول والآخر بنات مش هينفع نقعد بعيد عن بيتنا واهلنا اكتر من كدة 

هزت شيرين رأسها بتأكيد وهى تقول بهدوء 

معاكى حق 

صرخ بكلتيهما بغضب وقد انفلت زمام صبره امامهم قائلا 

بلا ينفع بلا مينفعش مينفعش انتو اللى تروحو لوحدكم كدة بين دقيقة والتانية لازم حد يوصلكم 

المواصلات موجودة يا دكتور والقطر موجود والعربيات والاتوبيسات على قفا مين يشيل 

مفيش مرواح ومش كل اما واحدة تغضب تمشى كدة وصاحبتها تشجعها على كدة دى مش حالة 

قالها بضيق لترفع اميرة حاجبيها بصدمة وهى تحول نظرها بينهم لتقول ب استنكار 

حيلك حيلك غضب ايه وبتاع ايه احنا مروحين عادى وبعدين النتيجة بانت وحظرينها ومانعين حد ياخدها غير صاحبها يجى الكلية وياخد نتيجته بنفسه علشان يتأكدو انه معليهوش مصاريف للجامعة ف لازم نروح علشان نشوف هببنا ايه لان اهالينا قاعدين مستنيينا ومستنيين يشوفو هنعمل ايه خصوصا لما عرفو انها بانت ومعرفوش يجيبوها يعنى هما هناك مستنينا على نار وان مروحناش يبقى معناها اننا ساقطين وهييجو هما يجيبونا من شعرنا 

ثم اكملت ساخرة 

الحكاية بسيطة مش محتاجة افلام

حول انظاره بصدمة بينهم ليعود بنظراته لتلك التى ابعدت عينيها عنه بعيدا بخجل لتقول هى بضيق 

هتروحى ولا امشى لوحدى لانى لو مروحتش هلاقى الحاج سعد جاى وشاحنى على اقرب عربية ورايح يشوف هببت ايه ووقتها هيكون لا فيه آدامية ولا غيره 

اومئت براسها وما كادت تتحرك حتى سمع ذلك الصوت الرقيق الذى يهتف من خلفهم 

استنو انا جاية معاكم 

التف برأسه ليرى ابنة عمه واقفة امامه وتحمل حقيبتها ثم نظرت لهم قائلة بهدوء وان ظهرت به اثار الخوف 

انا جاية معاكم انا مش هرتاح ولا هيجيلى نوم غير اما اعرف عملت ايه 

نظر لها قائلا بيأس 

حتى انتى ياجنا؟

أجابته جنا بهدوء 

لازم اروح واشوف نتيجتى يا باسم ومادام جينا كلنا نروح كلنا والعربية موجودة نروح مع بعض 

نفخ بفمه بضيق وغضب ليقول بمهادنة 

جنا حتى لو روحتى مش هتعرفى تشوفيها دة هتكون المغرب او العصر 

اجابته أميرة ساخرة 

ما احنا عارفين بس برده لو طلعنا بكرة الصبح مش هنلحق يبقى نمشى النهاردة ونروح نشوفها بكرة وهنتحمل قلق الليلة دى النهاردة وخوف اهلنا 

حول انظاره للبعيد مجيبا بقنوط

يعنى مُصِّرين؟

اجابته أميرة بهدوء ضائق

انا بالنسبالى الموضوع منتهى اللى عاوز يقعد يقعد واللى عاوز يمشى يمشى 

هنا صدح صوت ذلك العجوز قائلا 

يابتى اكدة تمشو على غفلة معرفناش نكرمكم ونجهزلكم واجبكم 

لفت وجهها جهته ب ابتسامة ناعمة قائلة برقة 

واجبنا خدناه من احترامكم لينا واستضافتكم ومحبتكم اكتر من كدة يبقى طمع وربنا يخليك يا حاج ويجعل بيتك مفتوح وعامر على طول وميقطعش الخير منه ويجعل ايامك كلها خير يارب  

ابتسم لها بحنان ليشير لها بكفه لتأتى فتقدمت إليه  ب ابتسامة ليربت على رأسها قائلا بحب 

ربنا يحميكى ويحفظك يابتى 

ثم نظر بعمق عيناه قائلا بهدوء 

انا حبيتكم كلياتكم بس انتى ليكى مكانة خاصة عندى عاد واعرفى انى حبيتك كيف احفادى بالظبط

ضحكت قائلة بمرح

ربنا يكرم اصلك يا حاج بس بلاش انا لانى كارثة متحركة وانت مش ناقص كوارث دول اهلى نفسهم قربو يتبرو منى 

ابتسم هو على جملتها ولكنه قال بتأكيد 

انا مش بهزر وبتكلم جد لو احتجتى اى حاجة اعرفى ان فيه عجوز فى الصعيد شايفك بته وبيته مفتوحلك ف اى وجت وواجف فى ضهرك وساندك ويتشددلك ويجف جدام مين ماكان يكون علشانك 

ابتسمت له بنعومة لتجيبة بحنان 

ربنا يخليك ياحاج وميحرمناش منك 

نفى برأسه قائلا بحنان وهو يربت على رأسها بحنو 

جدى... انا دلوك بجيت جدك وانتى عندى كيف جنا ونهلة بالظبط 

ابتسمت له وهى تطيبه بهدوء 

ربنا يخليك ياجدى 

ثم التفت قائلة لهم 

هنمشى

اومئو ليتحرك عزيز بصحبة زوجته بعد ان ودعو الجميع لتتبعه الفتيات للسيارة ولكن ما ان مرت شيرين بجانب باسم حتى مال على اذنها قائلا بثقة 

خليكى متأكدة ان حديثنا منتهاش 

لتنظر جهته بتفاجؤ ولكنه تحركت بسرعة تتعثر بخطواتها تهرب منه وما ان تحركت السيارة حتى وقف باسم بجوار جده متسائلا بتعجب 

ليه جولتلها اكدة ياجدى؟  

لف نظره قائلا بنظرات منطفئة 

مش عارف ياولدى بس جلبى حاسسنى ان البت دى اللى مستخبيلها اكبر بكتير من اللى شايفينه حاسس ان ضحكتها هتنطفى وهتبكى بدل الدموع دم لاول مرة جلبى ينجبض على حد اكدة كيف مايكون البنية مكتوبلها الالم فى كل خطوة 

اتسعت عينى باسم وبهتت ملامحه وهو يسمع كلمات جده التى يقولها لاول مرة والغريب ان حدسه دائما صادق ليلف وجهه جهة السيارة بخوف وهو لا يعى ماذا سيحدث لهم 

ليتساءل بخوف.

وشيرين وجنا؟ 

نفى برأسه قائلا بثقة فيه جلج فى جلبى عليهم بس البنية دى هى اللى جلبى مجبوض عليها 

ضرب الخوف اركان قلبه بشدة وفى تلك اللحظة كان يتمنى ان يركض ورائهم ويرجعهم ولكن ليس بمقدوره فعل شئ نعم فهو احب ثلاثتهم احداهن لها مكانة خاصة والاثنين يعتبرهم اخوته لذا كان قلق تجاههم ولا يعلم لما ولكن كلام جده اقلقه

ولم يكن احد يعلم ان بالفعل حياة الجميع ستتغير وتنقلب من هدوئها الى اعصار عاصف سينقلب على رؤسهم  

بسسس 

ياترى ايه اللى هيحصل 

باسل هيقابل جنا تانى ولا ايه

 

• يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ملكة قلبي ) اسم الرواية