رواية غدر الزين الفصل الثاني و العشرون 22- بقلم مروة محمد
الفصل الثاني و العشرون
مراكثر من اسبوع بعد خروج زين تاركا لخلود الجناح باكمله والرجوع الي غرفته القديمه وتجنبها فيما عدا توصيلها للامتحانات والرجوع بها واكتفي باعطاء هلا الدروس المهمه لتذاكرها لخلود…واذا اراد الاطمئنان علي سير الامتحان يتابعها من خلال هلا …ايضا تم فصل غاده من المعهد ردا علي الفضيحه التي سببتها لهلا …خلود كانت في حاله لا يرثي لها …ولكنها عزمت ان تلمم شتات امرها وتذاكر جيدا لكي تثبت نفسها امامه …فهو الوحيد الذي يهمها رغم حزنها الدفين منه …كانت كل ليله تنتظره في جناحها ولم ياتي وتنام وتصحو علي خيبه امل …كانت تراه كل ليله في احلامها وهو يقبلها ويعانقها ولكن تفوق من حلمها علي صوته وتهديده لها انه سيتركها في قوتها حتي لا تعود لها …ايعقل انه عندما سيتركها ستكون قويه …لا والف لا ستكون ضعيفه وهشه كثيرا…كيف له ان يتخيل قوتها وهي بعيده عنه …هو نفسه يصبح ضعيفا وهو بعيدا عنها ..

.يبين لها وهو في الفيلا انه قوى ومسيطر علي عواطفه وما ان يذهب الي شركته ويجلس بمفرده …حتي يتذكر كل شئ بينهم ويلعن الحظ الذي يفتعل بينهم مشاكل …اما عن خليفه فكان حزينا علي وضع اخيه …وعزم امره ان يتحدث اليه ويخبره ما شكت فيه نهي حيال خلود …لان نهي حاولت مرارا وتكرارا التحدث اليه وهو يرفض ان يتحدث مع احد داخل الفيلا …حتي لا تشعر بضعفه
بعد انتهاء الامتحانات واستجابتها لطلبه ان تظل في الفيلا ومنعها من الذهاب الي الشركه …اخذ الندم يتأكله لانه كان يمني عينه كل يوم برؤيتها وجاء اليوم الذي لم يراها …ذهب الي مكتبه وخلع جاكيت بدلته ورباطه عنق وزفر بحنق …دخل عليه خليفه المكتب قائلابحزن علي حال زين
=ايه يا زين …هتفضل كده كتير …كنت هاتها معاك النهارده الشركه علي الاقل تبقي جمبك.
زين ابتسم بسخريه وقال
=ومين قالك اني عاوزها جمبي …انا خلاص استكفيت منها …خليها بعيد عني احسن.
ارتسمت ملامح المرح علي خليفه قائلا
=لا والله بامارة ايه …انت لو مكنتش عايز تشوف وشها كنت خليت السواق يوصلها الامتحان كل يوم ويجيبها …وتقولي خليها بعيد احسن.
زين بغيظ
=خليفه …اطلع انت منها …حتي لو اللي بتقوله صحيح هي غلطت ولازم تتعاقب علي غلطها.
خليفه بمكر
=لا انت بتعاقب نفسك يا باشا …انت نفسك الوقتي تروح تجرها في حضنك …بس كالعاده كبريائك منعك.
مسح زين علي وجهه بغيظ وقال
=ازاي عايزني اخدها في حضني …بعد ما قالتلي احنا مننفعش لبعض …وكل اللي حواليك كارهيني؟
خليفه بارتباك
=من فترة كنت عايز اقولك علي حاجه …خلود سمعت اللي دار في المكتب بينك وبين ماما …ولولا اني لحقتها كان سمعت بقيه الحوار …انا معرفش الحوار كان ايه …بس من ساعتها وهي متغيرة …حاولت افهمها انك خلقك ضيق ومش هتستحمل النكد الكتير …بس الظاهر فهمتني غلط وزودت في عنادها ونكدها …عشان تزهق منها وتسيبها.
قطب زين جبينه وقال
=ايوه صح …انا في اول كلامي مع ماما قلت اني مش حابب اخلف …ياريتك سيبتها تسمع الباقي كانت هتعرف قد ايه انا بحبها وبخاف عليها ومش بسمح لحد يهين كرامتها.
خليفه بمكر
=ما تروح تقولها …هو انت صغير …ولا محتاج حد يتوسطلك.
زين بلؤم
=لا…لو هي بتحبني وعرفت منك اني خلقي ضيق …كانت لازم تحافظ عليا مش تهيني وتجرحني في مشاعرى …انا هسيبها تستوى علي نار هاديه .
خليفه بمرح
=نهاااار اسوح …يعني انا بقولك كده عشان تهدي اللعب وتعطف وتلطف …ترجع تقلب علي البنيه
ابتسم زين وقال
=ده الشغل هيبقي علي تقيل وهتشوف …انا الليله راجع جناحي …واما نشوف مين فينا اللي هيسلم الرايه للتاني
صفق خليفه بيده وقال
=ايوه يا زين يا جامد.
اغتاظ اسر كالعاده مما راءه وسمعه …وقال في نفسه
=مفيش فايده البت دي مبتخلصش ابدا
اصبحت كل كروت اسر محروقه لن يجد شخص الي الان ليخلصه من خلود فكر في شرف ولكنه خشي ان شرف يفسد عليه خطته ويطيح به معلما زين بخطته …اختار وسيط من اصدقاء شرف ومحبب لديه فاتصل عليه لكي يبدا خطته…اتصل الرجل الوسيط بشرف وطلب منه مقابلته هذا الشخص كان يعرف شرف منذ شبابه ويعرف جميع اسراره اتفقوا علي المقابله في النادي
طاهر بترحيب
=ايه يا شرف بقالك فترة محدش بيسمع عنك اخبار
شرف بملل
=انا خلاص …معنتش بشتغل …بنتي الكبيرة اتجوزت خليفه ابن عمها …والصغيرة اتخطبت لحازم ابن عمها وبتشتغل معاه
طاهر بتمثيل
=مش بنتك الصغيرة كانت المفروض تتجوز زين اخو خليفه
تنهد شرف وقال
=زين اتجوز .
طاهر بمكر
=ازاي ده …طب وتارك القديم مع ياسمين
قهقه شرف وقال
=يااااه يا طاهر …انت لسه فاكر
ابتسم طاهر وقال
=ودي حاجه تتنسي …انت اللي غلطان يا شرف ما هي كانت بتحبك …رفضت تتجوزها علشانها مدلعه …قامت لفه ومتجوزة اخوك وجابت ولدين ولهفت الثروة
تنهد شرف وقال
=يالا اهو اخويا ربنا رزقه بكل حاجه المال والجمال والبنين …وانا لا …بس انا وصلت لمرحله اني مبقتش عايز حاجه …اهم حاجه سعاده بناتي
طاهر بخبث
=واللي يجيبلك حق السنين كله .
قطب شرف جبينه وقال
=ازاي يعني
طاهر بقوة
=خطه بسيطه رجع علاقاتك مع زين واضحك علي عقله وضيعه وضيع امه
شرف بنفي
=لا يا طاهر ..مبقاش عندي استعداد اخسر بناتي .
طاهر بخبث
=طب ما تفكر هتخسر ايه يعني
=ثم نظر الي ساعته وقال
=اوووه يا شرف …اتاخرت علي المزة الجديد بتاعتي …صاحبك عايش حياته بالطول وبالعرض ومش سائل عن واد ولا عن بنت …الحمد لله معنديش غير بنت واحده اسمها غاده …ومع نفسها …اما انا بقي مع مزتي.
رحل طاهر وترك شرف مع شيطانه يحدثه ويحثه علي تنفيذ خطه طاهر
اتصل طاهر باسر وقال له
=كله تمام يا اسور …سيبته بيفكر …بس اكيد هيوافق ده شرف وانا عارفه عبد القرش …اديك علي الحلاوة
قطب اسر جبينه وقال
=اي حلاوة
لوى طاهر شفتيه وقال
=البت قرفاني …لازم ترجع المعهد باي طريقه …مش علشان خناقه بسيطه مع ست الحسن والجما ل خلود يقوم البيه بتاعك يفصلها
ابتسم اسر بسخريه وقال
=الحلاوة هتحصل لما زين يقع …هيبقي ملوش قيمه …ساعتها انا اللي هرجعها المعهد …
انتهي حديثهم علي الهاتف وضحك اسر بشراسه وقال
=قال معهد قال …خايف علي مستقبل بنتك يا طاهر …اهو ضاع علي ايدين العبد لله.
ظلت خلود في جناحها متضايقه انها لن تراه اليوم ..نعم هي راته من خلف الستارولكن لم تنظر اليه جيدا ..اشتاقت اليه كثيرا تمنت لو ياتي لها لتنظره اليه فقط حتي و ان لم يحدثها بشئ …افاقت علي شرودها بدخول نهي لها للجلوس معها لتهون عليها وحدتها …فربتت علي شعرها بحنان وقالت
=ايه يا خلود …مش ناويه بقا تتصالحوا …ليه عنادك ده؟
بكت خلود بشده وقالت
=زين معدش عاوزني خلاص …لو كان حتي بيفكر فيا .. كان خادني معاه الشركه علي الاقل يشوفني هناك …لكن ده ما صدق ان الامتحانات خلصت علشان معدش يشوف وشي.
مسحت نهي دموع خلود بيدها وقالت بحنان
=لا يا خلود متقوليش كده …وبعدين انا عارفه انك تقلتي العيار بعد ما عرفتي من خليفه .. ان زين خلقه ضيق …صح يا خلود ولا انا غلطانه؟
خلود بغيظ
=نهي انتي معايا ولا معاه …انتي لو دخلتي المكتب علي خليفه وشفتي واحده قاعده علي حجره …هتسكتي …لما خليفه يرفض يخلف منك هتتقبل الامر عادي؟
قطبت نهي جبينها وقالت
=لا مش للدرجه دي …ما اظنش ان زين يرفض يخلف …انتي جبتي الكلام ده منين؟
نهضت خلود وابتسمت بمرارة
=سمعته بيتكلم مع مامته ….ازاي عايزاني بعد ده كله اصالحه …والمصيبه ان هو اللي سابلي الاوضه ومشي …احط كرامتي في الارض واروحله برجليا؟
جذبتها نهي واجلستها بجوارها علي الاريكه وربتت علي يدها بحنان وقالت
=واجهيه بكل اللي سمعتيه…اساليه هو رافض الخلفه نفسها …ولا رافض الخلفه منك.
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=وهتفرق…طبعا هينكر انه رافض الخلفه مني وهيقولي انا رافضها عامه …ايوه انا منكرش انه عمره ما فرض عليا اخد موانع للحمل …بس بردو دي يقلقني ويخوفني من رده فعله لو طلعت حامل.
نهي بتركيز
=ما اعتقدش ان زين لو حصل حمل هتبقي رده فعله عنيفه …احتمال ميكونش عايز في الفترة دي علشان هو لسه بيتعود عليكي …خلي بالك زين معرفش يعني ايه ست الا لما انتي دخلتي حياته.
تنهدت خلود وقالت
=طب لو حصل حمل ولقيته قلب عليا تاني ….اعمل ايه انا بقي …اذاكان بطولي وبهرب من هجومه …هاخد اللي في بطني واهرب مثلا؟
نهي بمرح
=يا ختي اتنيلي …عمال تقولي …حمل …حمل …حمل ….اللي يسمعك كده يفكرك حامل ومخبيه علينا
توترت خلود ورد بارتباك
=لا …مستحيل طبعا …انا متاكده
نهي بخبث
=بت يا خلود …مستحيل ليه يا ختي …تكونيش انتي اللي بتاخدي موانع وبتستعبطينا؟
وضعت خلود يدها في خصرها وقالت
=ايوه باخد موانع …واكبر مانع …اني مانعه نفسي عنه
لطمت نهي وجهها وقالت
=نهااااار اسوح …وجالك قلب تقوليها …ومخفتيش منه …وهو سايبك كده؟
خلود بغرور
=اه انا حرة …لازم اطمنله الاول …اومال ايييه
نهضت نهي من مكانها وقالت
=اااه …اللي يعينك يا ختي ….ويعينك ليه …اللي يعينه علي ما بالاه …يالا معلش عمله الاسود بقا ….يا ما عمل فينا كتير
رد ت خلود بسخريه وقالت
=يابنتي فاكرة انه همه …بالعكس من اول ما اتجوزنا وهو عادي …بس الصراحه الفترة الاخيرة يعني انتي فاهمه بقي
شوحت لها نهي بايديها وقالت
=وانتي رفضتي …ي خيبتك ي خيبتك …متبقيش تزعلي بقا لما تلاقي واحده بتغازله …ولا بتلاعبه
قطعت نهي كلامها لدخول زين المفاجئ لتفرج شفتيها هي وخلود وينظروا لبعضهم البعض
رفع زين حاجبه وقال
=ايه .. شوفتوا عفريت
تلعثمت نهي وقالت
=هاااا ….لا ابدا …بس متوقعناش انك تيجي الوقت وتيجي هنا بالذات.
نظر لخلود بقوة وقال
=اعتقد يا نهي انا اجي في اي وقت …وبعدين ده جناحي …ادخل بمزاجي وقت ما احب.
هزت نهي راسها بخوف وقالت
=ااااه طبعا …عن اذنكو …اروح اشوف خليفه.
خرجت نهي وجلست خلود علي الاريكه واضعه ساق علي ساق تتصفح مجلات الموضه
زين بغيظ
=حضرلي الحمام …وحضرلي هدومي …والغدا يطلع هنا
اتسعت حدقه عيون خلود واستغربت اوامره وفاقت من استغرابها علي صوته الجهورى
=سمعاااني
هزت خلود راسها باضطراب واسرعت بتجهيز الحمام له والملابس والغذاء
جلس علي الطاوله لتناول الغذاء وظل ينظر اليها كثيرا ثم امرها قائلا
=قومي اتغدي معايا …ومترفضيش …علشان ليلتك تعدي
زمت خلود شفتيها وقالت
=ليلتي …هو انت ناوى تبات هنا النهارده
رفع زين حاجبيه وقال ببرود
=انا ابات في المكان اللي يعجبني …مش مسموح لحد يسالني …واااه قبل ما انسي …علشان متعمليش حاجات عيالي …انا رجعت قفلت الاوضه اللي هناك …والكنبه حسك عينك تقربي منها ولا تنامي عليها.
وضعت خلود يدها في خصرها وقالت
=هنام علي الارض …وبعدين في تهديدك انك هتسيبني …ومش هتدخل الجناح هنا تاني.
ابتسم زين بسخريه وقال
=انا يا حلوة عملت كده علشان امتحاناتك وبس …علشان مبقاش حجه لسقوطك …لا كان خلاص المولد اتفض يا ست خلود وزين السرجاني رجع لعرشه
اغمضت خلود عينها وتنهدت واستسلمت لامرها الواقع …هو ليس استسلام هو حب للموقف حتي ولو كان اسلوبه غليظ فهو بالنهايه رجع الزين الي عرشه …الذي اصبح باردا منذ تركه له …تناولت خلود الغذاء معه وانهي شغله بالمكتب وصعد الي غرفته ليجدها غارقه في الظلام فزفر بحنق وابدل ملابسه وصعد الي الفراش لياخذها بين احضانه …كانت خلود تتصنع النوم …ومن اثر فعلته ابتسمت بسعاده
استيقظ زين في اليوم التالي ولم يجدها فتوالت الشكوك في راسه انها ذهبت لتنام في اي مكان في الفيلا فالفيلا كبيرة وبها اكثر من غرفه …نهض من فراشه فوجد ملابسه مرتبه ومختار بعنايه …فعلم انها تود الذهاب الي الشركه اليوم …ولكنه رائها تدلف الجناح بهدوم بيتيه حاملا الافطار لتضعه علي سطح الطاوله وتجلس في مكانها تنتظره ليفطرا سويا…انهي كل ما لديه وتحدث ببرود قائلا
=تحبي تيجي معايا الشغل
خلود بغرور
=لا …كفايه ان احنا بنشوف بعض في البيت …وبعدين علشان تاخد راحتك هناك.
نهض زين ونظر لها باشمئزاز وقال
=بقي كده يا خلود …طيب قابلي بقا اللي يجرالك.
تركها زين وذهب الي شركته ليتصل به عميد المعهد يبلغه بنتيجه خلود وهلا …شكره زين وطلب منه ان تكون هذه النتيجه سريه ومنعه من اعلام خلود بها…اطاعه العميد فيما قاله …ذهب زين الي هلا ليبلغها ويبلغ باهر بنفسه …ويرتب معهم اقامه حفل مفاجئ لخلود بدون ان تعلم بنتيجتها …اوضح لهلا اسبابه لهذا …فوافقته الراي…ذهب زين الي الفيلا وتصنع الغضب ودخل عليها الجناح كالصاعقه وامسكها من ذراعها قائلا بغضب
=بقي انا …عمال سايبك واقول علشان مستقبلك …وسيادتك بكل بساطه تشتالي تلات مواد ..ده انتي هتشوفي مني ايام سوده
نفضت ذراعها من يده وقالت
=مستحيل …انا حليت كويس …حليت لدرجه اني اجيب امتياز مش اسقط …اكيد انت اللي سقطتني علشان تزليني وتكسر نفسي.
صرخ بغضب قائلا
=اسقطك …سقوطك يا هانم وصمه عار في تاريخي المهني.
خلود بحنق
=وانا اعملك ايه …التلات مواد دول بسببك …انت رفضت تذاكرلي فيهم.
زين بسخريه
=بلاش حجج فارغه …انتي اصلا فاشله …وهتفضلي طول عمرك فاشله
صرخت خلود وقالت
=ولما انا فاشله …سايبني علي ذمتك ليه …طلقني واخلص من فشلي اللي هيعرك ده…
امسكها زين من ذراعها وقربها له وهمس في اذنها كفحيح الافعي
=قلتلك اللي يدخل عرش الزين …ميخرجش منه الا بالموت …من بكره هتنزلي الشركه زيك زى اي موظفه …مكتبك ده مجرد برستيج …هفحتك في الشغل يا خلود
=اهو حاجه تفلحي فيها …بدل ما انتي فاشله في كله.
في الصباح ذهبت خلود الي الشركه برفقه زين لتجد اعمال كثيفه في انتظارها …ظلت تعمل بها حتي وقت متاخر …انصرف كل العاملين بالشركه الا هلا ووالدها قاموا بمساعدتها الي ان دخل عليهم زين قائلا
=كفايه كده النهارده .
نظر باهر وهلا اليه وهزوا راسهم وخرجوا بدون نقاش ليجدها تجلس علي المكتب وتضع يدها علي وجهها وتتأوه من التعب …مما اثار قلقه ولكنه لا يريد ان يظهر قلقه عليها فتمادي في غلاظته وقال
=لسه هستني جنابك كتير …انا عندي اجتماع عمل بليل ولازم احضرله كمان تلات ساعات
فرحت خلود بهذا الاجتماع فهذه سيعطيها الفرصه ان تنام في غيابه وان ترحم من طلباته المرهقه …نهضت بسعاده وقالت
=انا جاهزة يالا نروح
ابتسم زين علي عقلها الساذج وقال
=يالا اهو تاخدي فرصتك تريحي شويه …قبل ما يجي معاد الاجتماع
قطبت خلود جبينها وقالت
=هو انا هجي معاك الاجتماع
هز زين راسه بغيظ وقال
=ايوه …ولازم تكوني فايقه …علشان تفكريني بكل كلمه بكره.
زفرت خلود بحنق وقالت
=طيب …واضح ان مفيهاش نوم الليله دي …زى كل ليله.
تبعها زين قائلا
اه ما هي قله النوم دي اللي سقطتك في الامتحان.تضايقت خلود من تذكيره لها بالنتيجه وذهبت الي الفيلا لترتدي ملابسها للذهاب الي العشاء بالخارج …ارتدت خلود ملابس عاديه لا تليق بالحفلات …تضايق زين جدا …واراد ان يتدخل ويخرج لها فستانا يليق بالحفل …ولكنه تراجع لان خلود من الممكن ان تفهمها علي انها مصالحه …هو يريد ان يبقي امر مصالحتها في الحفل …هبط زين وخلود ونظر له خليفه نظرة خبث لانه هو الذي رتب لزين امر الحفل واغلق القاعه لزين وخلود فقط .اخذها زين ووصلوا الي الفندق ,وامرها بالنزول حتي يصف السياره …دخلت خلود الفندق وسألت عن قاعه العشاء الموجود بها لتسبق زين وتسلم علي الشركاء حتي ياتي …
دلفت خلود قاعه العشاء لتجدها مظلمه الا ضوء بسيط منها …نظرت حولها فلم تجد احدا بالمكان …فجاه سلط الضوء الاخضر كله عليها …واشتغلت الموسيقي
بعترف قدام عينيك من النهارده
انا عمري ليك
سيبني احبك يا حبيبي
وانسى روحي بين ايديك
هو ده اللي حلمت بيه
ضحكته نظرة عينيه
يا حبيبي وانت جنبي
تفتكر انا هعمل ايه
يا حبيب قلبي الوحيد
هات ايديك نبعد بعيد
كل ماعيونك تاخدني
يتولد احساس جديد
هو ده اللي حلمت بيه
ضحكته نظرة عينيه
يا حبيبي وانت جنبي
تفتكر انا هعمل ايه
هو ده اللي حلمت بيه
ضحكته نظرة عينيه
من لحظه بدء الاغنيه ظهر زين امامها وسلط عليه ضوء مثلها تماما …تفاجئت خلود مما تراه وانبهرت بيه كثيرا …حتي اخذها زين وامسكها من يديها وقبلها واحتضنها ووضع راسها علي صدره وامسك خصرها بذراعيه وتمايل معاها …علي كلمات الاغنيه التي تضمن اعتراف صريح منه انها كل شئ بالنسبه له …انتهت الاغنيه وانتهي الرقص وسحبها علي طاوله الطعام التي كانت تضم العديد من الماكولات …فهو يعلم انها لم تاكل جيد ا اليوم …نظرت خلود له مطولا خاصه بعد ما اضاءت القاعه بالكامل لتجدها خاليه من الناس…همس في اذنها قائلا
=لو كنت اعرف اني حضني هو اللي هيسكتك …كنت حضنتك من زمان.
اقشعر بدنها من همسه وقالت بارتبك
=كل ده علشاني انا؟
اكمل بصوته الهامس
=ايوه علشانك انتي …النهارده انا اسعد انسان في الدنيا …قصدي امبارح …لان خلود مراتي وحبيبتي …طلعت الاولي علي المعهد.
اتسعت حدقه عيون خلود وفرجت شفتيها من الصدمه ونظرت له وقالت
=انت مش قلتلي اني سقطت …لو انت حابب تجبر بخاطرى …فشكرا ليكي مش عايزة اتعبك معايا.
قبض بيده علي يدها قائلا
=عارفه انتي هبله يا خلود …صدقتيني اول ما قلتلك انك سقطتي …مع اني عارف انك ديما واثقه من نفسك …بس مش عارف ايه اللي جرالك .
لمعت الدموع في عينها واحتضنته قائله
=بجد يا زين …يعني انا نجحت ….انا فرحانه اوى …يارب ميكون ده حلم ويتحول لكابوس …زى الكوابيس اللي بحلم بيها اليومين دول.
مسح علي ظهرها بحنان غارقا في استنشاق عبيرها الفواح …فقد اشتاق لرائحتها …حتي بعد ما عاد الي جناحه واقترب منها في النوم مازال مشتاقا لها وهي تبادله الحب …اخرجها من بين احضانه مملس علي شعرها قائلا
=ايه رايك في المفاجاه …تستاهل اللي عملته فيكي …ولا كنت اصالحك مصالحه عاديه وخلاص؟
وضعت يدها علي وجهه هامسه بنعومه هزت كيانه
=انا بيرضيني اقل صلح …بس المفاجئه جميله الصراحه …والاحلي من المفاجئه صاحبها.
تاه زين في بحور عيناها وظل يحسد نفسه علي هذه السعاده التي حصل عليها بجواره وتمني من كل قلبه ان تكون هذه السعاده الابديه اللي يحلم بها كل عاشق …اراد زين ان يصارحها بكل ما في قلبه ولا يبقي به اي شئ يمنعها عنه …فنظر في عيونها قائلا
=انا زين السرجاني …عاشق ومتيم لخلود الجويلي …انتي نصي التاني يا خلود …هفضل طول عمرى احمد ربنا علي الصدفه اللي جمعتني بيكي
ازدادات ضربات قلب خلود من اعترافه حتي انها وضعت يدها علي صدرها تتنفس بصعوبه من هول المفاجات اليوم واعترفت له ايضا وقالت
=فعلا احلي صدفه بالنسبه ليا انا كمان …ولو كنت اعرف ان الصدفه دي هتتحول لنصيب حلو بيني وبينك …كنت استعجلت احداثها من زمان.
وضع زين يده في جيبه واخرج منه علبه قطيفه بها انسيال بحروف اسمه واسمها …قام بتلبيسه لها وقبل باطن يدها وقالت بصوت حنون
=خلود…يمكن محالفنيش الحظ اني اجبلك شبكتي بايدي …بس اوعدك طول عمرى هعوضك عن اي حاجه شفتيها مني …وعن اي تقصير مني.
ردت خلود بحب قائله
=وجودك ذاته في حياتي …اكبر تعويض عن اي شئ سئ مريت بيه …ارجوك يا زين …خليك ديما موجود في حياتي.
زين بحب
=اوعدك ان مفيش حاجه هتبعدنا عن بعض تاني …الا الموت …انتي كمان يا خلود اوعديني متسيبنيش مهما حصل .
هزت خلود راسها بسعاده قائله
=اوعدك …اني عمرى ما هسيبك …حتي لو انت نفسك …طلبت مني الطلب ده .
تناول زين وخلود العشاء ثم نهضوا ليتوجهوا الي مكان اخر لم تعلم عنه خلود شئ
سحبها من يديها وادخلها المصعد الكهربائي استغربت خلود وقطبت جبينها وقالت
=زين …هو احنا رايحين فين .
حاصرها زين بذراعيه وما ل برأسه عليها يداعب وجهها بانفه قائلا بنعومه
=مش معقول بعد ما اتصالحنا ..اخدك ونروح الفيلا.
توقف المصعد وخرجوا منه وتوجه بها نحو جناح حجزه لها خصيصا لقضاء هذه الليله …طلب منها ان تغمض عينيها فاستغربت واغمضت عينيها فحملها بخفه ودخل بها الجناح …انزلها بكل رقه ونعومه ليوقفها علي الارض يمسكها من خصرها وامرها بفتح عينيها …لتفتح عينها وتنظر حولها بذهول لتجد جناح مرتب بعنايه فائقه كانه جناح لعروس وليس جناحا عاديا وجدت الشموع في كل مكان والورود تزين الفراش …رفعت راسها تنظر له ببلاهه وتقول
=لو ده حلم …ياريت تسيبني جواها ….انا عاجبني الحلم ده اوى .
ابتسم زين وقهقه بسعاده واحتضنها بشده قائلا
=ده مش حلم يا خلود …ده حقيقه وملموسه كمان …انا قلتلك هعوضك عن القسوة اللي شفتيها معايا ودي بس البدايات.
جحظت عيناها وقالت
=بدايات …انا مستعديه الوقتي ينتهي عمرى …طالما هينتهي بالنهايه السعيده دي.
ابتعد قليلا وظل ينظر اليها والي ملابسها الغير مناسبه للموقف …ولكنه عندما رائها ستذهب معه بهذه الملابس …احضر لها قميص نوم بلون البستاج وهو درجه من درجات اللون الاخضروبفتحه صدر واسعه …وطويل يصل الي اسفل قدمها …وباكتاف عاريه…فتح زين الدولاب الخاص بالجناح واخرج منه علبه القميص واعطاه لها قائلا
=انا طبعا كنت حريص متعرفيش مفاجاتي ليكي …ولذلك جبتلك حاجه تنامي بيها هنا …علشان احنا هنبات هنا الليله دي …يارب تعجبك…لو معجبكيش البسي اللي كنت لبساه تاني.
اخذت خلود منه العلبه…ونظرت اليه بخجل وقالت
=انا لو كنت اعرف كنت لبست احسن حاجه عندي ….وعلي فكرة انا بيعجبني اي حاجه انت بتختارها ليا …ياريت ديما افضل عايشه بحس ذوقك واختياراتك
دخلت خلود الغرفه الملحقه بالجناح لتفتح العلبه وتفرد القميص الموجود بها لتنبهر منه وتخجل من منظره وتعض باسنانها علي شفتيها خجلا تتساءل فيما بينها كيف تخرج بهذا المنظر امامه …لتضحك علي حالتها كيف اصبحت خجوله بهذا الشكل …ففي الماضي كان لا يهمها اي شئ …ارتدت خلود قميص النوم وظلت تنظر لنفسهاونست انه ينتظرها …تاخرت عليه كثيرا مما اثارقلقه فاضطر الي طرق بابها ولم ترد …ففتح الياب ودخل ليجد اميرة متوجه امامه …وجدها تقف في منتصف الغرفه تتسارع دقات قلبها …وتخفض راسها خجلا وتفرك في يديها …توجه اليها ورفع ذقنها الناعمه بيديه الخشنه ناظرا في عينها ويميل علي اذنها يهمس ويقول
=مخرجتيش ليه …لازم تخليني اقلق عليكي …ولا مش عايزاني اشوف الجمال ده كله؟
تاوهت خلود من همسه وقالت بصوت منخفض
=لا …انا بس كنت بفكر ازاي هعرف اسعدك بعد ماانت عملت معايا ده كله.
سحبها معه الي الخارج حيث الورود والشموع واجلسها علي الاريكه ووضع يده علي وجهها قائلا بنعومه
لو عايزة تسعديني بجد …متسيبنيش مهما ان كان …لان وجودك هو السعاده بالنسبه ليا.
وضعت يدها علي صدره وقالت
=قلبي وعمرى وحياتي كلها فداء سعادتك يا حبيبي.
اخذ يدها من علي صدره وقبل باطن كفها بنعومه ثم جذبها خديها بيديه ومال عليها يقبلها قبلات متتاليه بنعومه ورقه ثم اطبق علي شفتيها في قبله عاصفه اجتاحت كيانها بالكامل ولم يتركها الا لاستنشاق الهواء وقال من بين انفاسه المتقطعه
=انا عمرى ما عرفت السعاده الا وانا معاكي يا خلود …
ثم مال علي رقبتها ينهل من عسلها حتي قاطعته بسؤالها
=زين …انت بتحبني بصحيح ؟
ابتسم زين يدفن راسه في رقبتها قائلا بهمس
=لا …انا بعشقك بموت فيكي …انتي النبض والشريان بالنسبه ليا.
تسارعت دقات قلبها واحتضنته بشده قائله
=انا مش عارفه اقولك ايه بعد الكلام اللي بتقولهولي ده …والحاجات اللي انت عملتها علشاني …غير اني بعشقك يا زين
حملها زين بخفه واودعها في الفراش برقه ومال عليها يقبلها بنعومه متحسسا جسدها بيديه لترتعش وتنهار كل حصونها امامه ليفقد السيطرة علي نفسه معها …هي الاخرى استجابت له استجابه عاشقه تريد ان تروى ظمأ قلبها بعد عناء شهور من الحرمان
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غدر الزين) اسم الرواية