رواية مجنون بحبي الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم أمل اسماعيل
الفصل الخامس والعشرون
أرتدى جاد ملابس التمرين، ثم ذهب ليتمرن معهم
كان أحمد يراقب تمرينه، طريقه لعبه وهجومه، لم يكن كشخص يلعب من أجل المتعه، بل كان يبدوا كوحش غاضب، كأن العب وسيله يخرج بها غضبه وحزنه
أقترب منه أحمد وأخذ الكرة وقال له
_ تقدر تغلبنى
أبتسم جاد بسخريه وقال : أظن دى أسهل حاجه عندى
أحمد بتحدى : طب ورينى
أندفع جاد نحو أحمد، محاول أخذ الكرة، لكنه باغته وقامت بتسجيل هدف
أشتعل الغضب فى قلب جاد، أخد الكرة واتجه نحو المرمى بغضب، حاول أحمد قطع طريقه وأخذ الكرة لكنه فشل، ركل جاد الكرة وسدد هدف ثم رمق أحمد بسخريه وقال
_ قولتلى هتكسب مين
أبتسم أحمد وقال : متنساش أنى سجلت هدف قبلك، يعنى لسه مخسرتش
أستمر الأثنان فى العب وتسجيل الأهداف، كان جاد يشعر بسعادة ومتعه بالعب، لم يشعر بهم منذ أن كان طفلاً، وكأن شغفه بالكرة وحبه لها عاد من جديد، ولأول مره منذ زمن يشعر بسعادة بالعب، ولا يشعر بالغضب
كان أحمد ينظر له بسعادة، طريقة لعبه اختلفت كثيراً الأن، أختفى الكره والغضب من عينه، أصبحت نظراته مثل نظرات طفل صغير
أنتهت المباراة بينهم بالتعادل، جلسا على الأرض يلتقتان أنفاسهم بصعوبة، نهض أحمد وأتجه نحو جاد، مد له يده وقال بأبتسامة
_ عاش يا صاحبي
صديقى تلك الكلمة أغدقت على قلبه الكثير من السعادة، منذ صغره وهوا يتمنى أن يكون لديه أصدقاء، لكن والده يمنعه من ذلك، كم تمنى أن يمسك بيده ويتقبل صداقته، لكن ليس بيده حيله
عاد الغضب والحزن إلى عينيه، قام بأبعاد يده ثم نهض وقال بغضب
_ قولتلك مبصاحبش
أقترب منهم أحد زملائهم وأسمه مارك، كان يفهم الغه العربية قليلاً، رمق جاد بسخريه وقال
_ لن تتغير مهما حدث، ستظل شخص مغرور ووحيد
وحيد تلك الكلمه ألمت قلبه كثيراً، ربما لأنها تعكس واقعه المؤلم، قام بدفع زميله بغضب وقال
_ أفضل أن أكون وحيد، على أن أصادق أمثالك
شعر مارك بالغضب وحاول الهجوم عليه، لكن أحمد أمسكه به
أخذ جاد حقيبته ثم غادر والغضب قد تملك منه
********************************
فى مكان أخر
يضع فنجان القهوة على الطاولة، يرمق والدته بحزن ويقول
_ أنا مش همشى من شقتى، غير لما أجى أسافر
طالعته والدته بغضب وقالت
_ يابنى أنتا مجتش البد من زمان، هنقول لى أختك وجوزها، ونسافر كلنا
تنهد بتعب وقال : أنا مش هروح فى حته، بعدين عمى سامى وماما شاديه وجدى راضى وستى أحسان، كلهم هنا يبقى نسافر للبد ليه
سلوى بحزن : بس يا أدم
قاطعها حسين وقال : خلاص يا سلوى، سيبيه على راحته
أدم : عن أذنكم
ذهب إلى غرفته وتركهم
رمقت سلوى حسين بحزن وقالت ببكاء
_ لحد أمتى هيفضل كده يسافر من بلد لبد، وفين وفين على أما ييجى، كمان لما ييجى يفضل حابس نفسه فى أوضته يبص لصورها ويكلمها
حسين بحزن : خلاص يا سلوى أرجوكى
سلوى بحزن وبكاء : لأ مش خلاص، ال بيعمله ده غلط، كمان أحنا لازم نقول لى أحمد كل حاجه، ويعرف أمه
حسين بفزع : أنتى أتجننتى يا سلوى
سلوى بحزن : أتجننتى ليه، أحمد بقى راجل ومن حقه يعرف مين أمه وهى فين، علشان يدعيلها بالرحمه ويقراء على روحها الفاتحه، أظن ده أبسط حقوقها أن أبنها يدعيلها بالرحمه
أخفض رائسه بحزن، هى محقه فيما تقول، لكنه لا يمتلك الجرئه لأخبار أحمد، كما يخشى أن يفقد أبنه للأبد أن فعل ذلك
******************************
فى مكان أخر
أوقف سيارته أمام القصر، ثم دلف إلى الداخل والغضب يتطاير من عينيه، صعد إلى غرفته بسرعة فور دلوفه
كانت تجلس على أحد المقاعد الموجوده في الصالون، عندما رائته يدلف بملابس التمرين، ووجه أحمر والشرار يتطاير من عينيه، شعرت أن هناك شئ سيئ حدث له، فاليس من عاداته أن يعود بسرعة هكذا وهوا يرتدى ملابس التمرين، كما أنه لم يبحث عنها كما يفعل فى كل مره، فعند وصوله يبحث عنها أولا ليطمئن عليها، ثم يذهب إلى غرفته
لحقت به، طرقت على باب الغرفة لكنه لم يجيب، فتحت الباب ودلفت، وجدته جالس على حافة فراشه، يضع يديه على قدمه ويكور قبدتيه بغضب ويضع ذقنه فوقهم
أقتربت منه تربط على ظهره بحنان وتقول
_ مالك يا جاد، إيه أل مزعلك
نفض يدها بغضب ثم نهض، يرمقها بغضب وعتاب وحزن ويقول بجهير
_ ليه كل ده بيحصل معايا، ليه مش مسموح يبقى ليا أصحاب، ليه ملييش أهل طبيعيين، ليه كل ما أبصلك ألاقى عنيكى مليانه كره وغضب تجاه بابا، ليه على طول حاسس أنكم مخبيين عليا حجات كتير
أكمل بأنهيار : طفولتى ضاعت منى، وشبابى كمان بيضيع، بقيت معقد حتى الكورة الحاجة الوحيده أل كنت بحبها وبلاقى سعادتى فيها، بقت مجرد وسيله أخرج فيها غضبى وحزنى، ليه كل ده بيحصل فهمينى أنا من حقى أعرف أنتو مخبيين إيه عنى
قال جملته الأخيرة بجهير، وهوا يحطم كل ما تقع عليه عينه
تقف مصدومه ترمقه بحزن، تضع يدها على فمها ودموعها تتسابق على وجنتيها، قلبها يتمزق ألماً عليه، لكنها لا تستطيع أن تخبره بشئ، أن أخبرته ستوئلمه أكثر، كما أنها تخشى عليه من بطش إياد أن علم
أمسكها من زراعيها بغضب وقال
_ لو مش هتتكلمى أمشى، أمشيييييي
أنتفض جسدها، تراجعت للخلف وهى تنظر إليه بحزن وألم، حتى وصلت إلى الباب قامت بفتحه، ثم ركضت مسرعه إلى غرفتها وهى لا تستطيع منع شهقاتها
*********************************
فى مكان أخر
يجتمعون حول التلفاز يشاهدون أحد الأفلام الكوميدية، كان الجميع يضحك ماعدا هى، تجلس والحزن ظاهر على وجهها، شارده تفكر به كيف حاله؟ ما الذى يفعله الأن؟ هل هوا نائم؟ أم يتدرب؟
قطع شرودها صوت رنين هاتف والدها
أجاب عادل على المتصل وقال : ألوو
أجابه المتصل وكان أحمد وقال
_أزيك يا خال عامل إيه
عادل بسعادة : الحمد لله يا أحمد، أنتا عامل ايه
نظرت بسعادة إلى والدها عندما ذكر أسمه، كأن الروح دبت فيها من جديد مع ذكر أسمه، تمنت لو تأخذ الهاتف من والدها وتحدثه، لكن خجلها منعها
أحمد بسعادة : أنا الحمد لله، عمتى عامله إيه وجدي راضي وستى أحسان،وجدى سامى وستى شاديه، وأبنك أسيل عامل إيه
عادل بسعادة : الحمد لله
دق قلب أحمد بقوة وقال بنبرة عاشقة تملئها الشوق
_ حياة عامله إيه
أستشعر عادل شعور أحمد وقال : حلوة ألحمد لله
أخذت أسيل ألهاتف من والدها وقالت
_ أزيك يا سطا عامل إيه
أحمد : الحمدلله يا أبن خالى، أنتا عامل إيه
أغتاظت كثيراً وقالت بغضب
_ تصدق أنا غلطانه اني بسأل عليك
أعطت الهاتف إلى جدها
حدثه الجميع وبعد أن أنتهوا، أعطى عادل الهاتف لحياة التى كانت تحترق شوقاً لمحادثته وقال
_ خدى كلمى أحمد، بس أطلعى كلميه فى البلكونه علشان الشبكة هنا وحشه
قاطعته أسيل وقالت : وحشه أزاى وانتوا كنتوا بتكلموه
ضربتها والدتها على يدها وقالت
_ اقعدى ساكته يا فيلسوفه
أخذت حياة الهاتف وذهبت إلى التراس
أحمد بسعادة وعشق : أزيك يا حياة
دق قلبها بقوة عندما نطق أسمها، شعرت بسعادة كبيرة وقالت بخجل
_ أألحمد لله، أأنتا عامل إيه
أحمد بهيام : حلو أوى وجميل وقمر
كان يقصدها بكلمات الغزل تلك
فهمت مقصده توردت وجنتيها خجلاً وقالت
_ هوا إيه ده أل حلو وجميل
تنهد بهيام وقال : القمر
ضحكت وقالت : هوا فيه قمر بيطلع بالنهار
ضحك وقال : عندنا الدنيا ليل دلوقتي، وأنا ماشى فى الشارع وببصله، بس إيه جميل جمال، سرق قلبى
قالت بسعادة وخجل : هوا مين أل سرق قلبك
قال بسعادة وعشق : القمر
أكمل بخبث وقال : هوا أنتى مبتحبش القمر ولا إيه
أبتسمت برقه وقالت بهيام : بحبه وبعشقه
أحمد بسعادة : هوا إيه ده
قلت بخجل وعشق : القمر
***************************
فى مكان أخر
يجلس على الأرض يشاهد الأثاث المحطم من حوله، هداء غضبه قليلاً لكن قلبه عنفه على معاملته السيئه لها، نهض وذهب إلى المطبخ، أعد بعض وجباتها المفضله، وبعض الحلوى أعدهم كما علمته هى، ثم أعد الطاولة بطريقة جميله ووضع عليها الأطباق، ثم أبدل ثيابه وذهب إلى غرفتها
وقف أما الباب يستمع لشهقاتها بحزن، هوا سبب بكائها وحزنها، كيف أستطاع فعل ذلك، ما ذنبها هى بما مر به، لقد فعلت ما بوسعها ليحيا حياه طبيعيه، أهكذا يرد إليها الجميل
دق على الباب برفق
توقفت عن البكاء عندما سمعت دقته، مسحت دموعها وحاولت رسم أبتسامة، نهضت مسرعة فتحت الباب، قامت بضمه وقالت بحزن حاولت أخفائه
_ أنتا كويس
بادلها الضم وهوا يفكر، كيف يمكنها أن تكون بهذه الرقه والحنان، بالرغم مما فعل ألا أنها مازلت قلقه عليه
تركته ونظرت إليه بشك وقالت
_ أنتا رايح فى حته ولا إيه
أبتسم بحنان وقال
_ لأ بس أنا عازمك على العشا
أمسك يدها وأنزلها للأسفل
نظرت بسعادة للمكان والطعام الشهى، كان كل شئ رائع حقاً، رمقته بسعادة وقالت
_ أنتا عامل كل ده علشانى
قبل رائسها وقال أبتسامة
_ هوا أنا عندى أغلى منك
جلسا يتناولان الطعام بسعادة
بعد أن أنتهيا من تناوله، رمقها جاد بحزن وقال
_ أنا أسف على أل عملته، أنا كنت متضايق ومخنوق ومكنتش حاسس بى أل بقوله
أمسكت يده وأبتسمت بحزن وقالت
_ أل قولته ده حقيقة، أسفه على طفولتك أل ضاعت، بس أوعدك أنى مش هسمح لشبابك يضيع
شعر بحزنها، حاول تغيير الحديث فقال
_ بتعرفي ترقصى
أبتسمت وقالت : مش قوى
ضحك وقال : ألوقتى نشوف
نهض من مكانه، أشغل الموسيقى ثم ذهب إليها، مد يده وقال بأبتسامة
_ تسمحيلى بالرقصه دى يا مدام
ضحكت على طريقت حديثه وقالت
_ بكل تأكيد
أمسكت يده، حاوط هوا خصرها بيده الأخرى، وضعت هى يدها الأخرى على كتفه، بدائا يتمايلان على أنغام الموسيقى العذبه، وهما ينظران إلى بعضهم بسعادة ويضحكان
كان يقف يراقبهم من بعيد ويبتسم، هوا لم يرا تلك الأبتسامة منذ زمن، كم أشتاق لها، لكنه لا يجب أن يلوم غير نفسه، هوا السبب فى أختفاء تلك الأبتسامة، تمنى الذهاب أليهم ليضحك معهم، لكنه متأكد أنه أن ذهب ستختفى تلك الأبتسامة، لهذا سيكتفى بروئيتها من بعيد
****************************
فى اليوم التالى
بداء التدريب فى النادى، كان الجميع يتدرب، ما عدا أحمد الذى كان ينظر بأتجاه الباب منتظر قدوم جاد، فقد تأخر كثيراً اليوم
بعد القليل من الوقت وصل جاد، شعر أحمد بسعادة كبيرة عندما رائاه لا يعلم سببها، هوا يشعر بالسعادة بوجوده يريد التعرف عليه، ذهب إليه مسرعاً وقال بسعادة
_ أتأخرت كده ليه
نظر إليه بتعجب، هل كان ينتظره!! ذلك الفتى انه حقاً غريب، رغم معاملته السيئه له ألا أنه مازال مُصر على مصادقته
قاطع شروده صوت أحمد وهوا يقول
_ تعالى نتمرن مع بعض
تجاهله جاد وذهب إلى غرفة تبديل الملابس، بالرغم من تجاهله له ألا أنه كان سعيد بتقرب أحمد منه، أنه لشعور رائع حقاً أن يكون هناك أحد يرغب بك ويتقبلك بكل عيوبك
نظر له أحمد بدهشه وقال
_ بردوا مش هسيبك غير لما نتصاحب، أصل أنا رزل وهبقى عملك الأسود
أقترب منه مارك وقال : لا أعلم لماذا تصر على مصادقت ذلك المغرور الأحمق
لم يعجبه طريقة حديث مارك وقال بغضب
_ هذه حريه شخصيه
ثم ذهب وتركه
أبدل جاد ثيابه وأنضم لهم، كان مارك يرمقه بحقد أنه يكره جاد بسبب تفوقه وغروره، قام بركل الكرة بتجاه جاد، أصابته الكرة فى رائسه
أتجه جاد نحوه بغضب وقام بلكمه، نشب بينهم قتال لكن كان جاد المتفوق، تدخل أحمد والبقيه وأبعدوهم
كان مارك ينظر له بحقد وغضب طوال اليوم، وعلى وجهه أبتسام خبيثه
أنتهى التدريب وبداء الجميع فى المغادرة، كان أحمد يجلس على أحد المقاعد الموجوده فى صالة التدريب، يحدث والده عبر الهاتف عندما رائا جاد يغادر، أغلق الخط ووضع هاتفه على المقعد ولحق به، ينادى عليه ويقول
_ جاد يا جاد أستنى يا عم
توقف ونظر خلفه، وقال بتعجب
_ عايز إيه!!
أراد أحمد التقرب منه بأى طريقة فقال
_ ممكن توصلنى فى طريقك
كان يعلم أنه يريد التقرب منه فقت، وهذا أسعده كثيراً، تصنع البرود وقال
_ هطلع أشغل العربية، لو أتأخرت همشى
شعر بسعادة كبيرة وقال وهوا يعود للصالة بسرعة
_ ثوانى هجيب حاجتى وأحصلك
*********************
وقف أمام سيارته، أخرج المفتاح من جيبه ليفتح بابها، سقط المفتاح من يده عندما تلقى ضربه قويه على رائسه من الخلف؛ نظر خلفه ليرا من ذلك الذى ضربه، وجد مارك ومعه بعض الرجال يبدوا على ملامحهم الأجرام
نظر له مارك بحقد وغضب وقال
_ سأجعلك تدفع ثمن أهانتى
قيد رجلين جاد الذى فقد بعض من قوته وتركيز بسبب الضربه، قام مرك بضربه بالعصى مره أخره فى رائسه مما جعلها تنزف، ثم أخرج سكين أراد طعن جاد فى معدته، لكنه حرك يده بصعوبه بسبب الرجلين الذان يقيدانه، وأصيب فى يده
فى تلك الحظه وصل أحمد ورائي الرجال يقيدون جاد، والدماء تسيل من رائسه، ومارك يطعنه فى يده
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مجنون بحبي) اسم الرواية