رواية حور الاسد الفصل الثاني 2 - بقلم سهام محمود
ها هو الأن يقود متجها إلى قصره مفكرا في موضوع ما ليمسك المقود بيده اليسرى و يده اليمنى إتجهت نحو جيب سترته الداخلية مخرجا منها هاتفه و يضغط على رقم سيف و يضعه على أذنه منتظرا رد الأخر….سمع صوته قائلا:
سيف: أهلا يا كينج.
رد عليه أسد مباشرة:
أسد: أنا جاي بكرة لبيت جدي يا سيف.
ليبتسم سيف و يقول بفرح:
سيف: والله طيب كويس يا أسد دا أنت بقالك سنين مرحتش هناك.
أسد بغموض: ما أنا عارف بس هغير جو هناك و في حاجة كدة هعملها.
سيف بإستغراب: حاجة!!…حاجة إيه دي؟.
أسد: هتعرف بعدين يا سيف…سلام دلوقتي عشان في حاجة أعملها كدة.
سيف: ماشي سلام.
أغلق أسد هاتفه ليرجعه بداخل جيب سترته ليصل إلى قصره لتفتح البوابة الألكترونية…ليوقفها و يخرج منها و يغلق الباب خلفه…. وقف أمام الباب الحديدي ليخرج مجموعة المفاتيح من جيب بنطاله و يمسك بمفتاح الباب ليفتح به الباب و يدخل مغلقا إياه خلفه….إتجه إلى السلم ليصعد عليه ليقاطعه صوت نفس الخادم الذي حدثه صباحا ليقف أسد و يقول الخادم:
الخادم بإحترام: أسد بيه الغدا جاهز زي ما حضرتك طلبت.
أسد: ماشي.
أكمل طريقه صاعدا لأعلى دخل إلى جناحه الخاص ليبدأ بنزع ثيابه و إتجه إلى الحمام ليستحم بماء بارد ليريح أعصابه المشدودة…. توضئ و نشف جسده من الماء و لم يبقى إلا شعره الذي ينقط ماءا خفيفا على أكتافه العريضة لتنساب بحرية على طول ظهره المشدود.
إرتدى بنطالا قطني رمادي اللون و خرج من الحمام ليلتقط من خزانته تيشرتا أسود اللون مظهرا عضلات يده و صدره ليبدأ هو بإداء فرضه.
إنتهى لينزل لأسفل و يجلس على طاولة الطعام الطويلة جدا ليجلس على المقدمة و يبدأ بتناول طعامه بهدوء.
…………………………………….
:حووووووووووووووور.
نطق ذلك صوتا أنثوي من خلال الهاتف التي تمسكه لتبعده قليلا عن أذنها بلامبالاة و هي تتناول بعضا من الفشار بينما تستمع إلى أحد الأفلام الكرتونية لترد حور بغضب :
حور: يخربيت كدة طبلة ودني إتخرمت يا بت أنتي.
لترد الأخرى بتهكم واضح من صوتها:
:بقى يا جزمة بقالك يومين لا بتتصلي ولا تسألي ليه يختي تكونيش شوفتيلك واحد و خلاكي تتوهي في هواه.
حور بملل: لا يا سوسو كل الحكاية إنه تلفوني وقع في المية الحمد لله إني لحقت الخط قبل ما ضرب.
:طيب يختي عندي ليكي خبر معرفش إذا حلو ولا وحش.
حور بنفاذ صبر: إيه هو يا سارة.
سارة بقهقة: مالك كدة يا بت بصلتك محروقه كدة لييه؟؟.
صرخت حور: سااارة هتقولي يا أخرة صبري ولا أقفل في وشك التلفون؟؟.
كتمت سارة ضحكتها بصعوبة لتقول:
سارة: لا لا خلاص هقولك و النعمة.
حور: هاا إيه هو.
سارة بهدوء: نردين جات مصر إمبارح.
إنتفضت حور من مكانها ليسقط وعاء الفشار من حضنها لتقول بصدمة و قد توقعت سارة ردة فعلها:
حور: سردين… قصدي نردين جات يا نهاااار إسوح.
سارة: ايوة و إحنا بكرة رايحين بيت جدي و هما هيكونوا هناك.
جلست حور مرة أخرى على الأريكة لتقول بفرح:
حور: طيب كويس إنه أنتي جاية عشان إحنا بردو هنروح بكرة على بيت جدي.
سارة: طيب حزري فزري مين هيجي تاني هناااك.
إستغربت حور لتعقد حاجبيها و بدأت بحك اعلى رأسها مفكرة لتقول بيأس:
حور: مين تاني مفيش حد غيرنا يا صرصور.
إبتسمت سارة: لا هيجي أسد كمان هناك.
ما أن سمعت حور إسمه تجدمت و إتسعت عيناها بصدمة تنفسها إضطرب و دقات قلبها أصبحت متسارعة و معدتها بدأت تؤلمها بخفة…صمتت لتستغرب سارة و تقول:
سارة: حوور إنتي سمعاني….حووور.
حور: هااا.
سارة: هااا إيه يا بنتي بقولك أسد جاي و إنتي تقوليلي هااا.
أغمضت حور عيناها عدة مرات لتستعيد نفسها المشتتة لتقول بهدوء:
حور: مش غريبة إنه يجي بعد السنين دي كلها يا سارة.
سارة: هي أه غريبة بس أحسن عشان يغير جو دا هو شديد حبيتين و هاري نفسه في شغل الشركة ليل و نهار مفيش إلا اليومين دول إلي مفيش فيهم شغل كتير و دا كويس.
ردت حور مهمهمة :
حور: طيب يا حب روحي أمشي دلوقتي عشان أنضف البيت عشان ماما مش موجودة لحسن تنفوخني…و شكلها هتبقى إجازة زفت بسبب سردين يووه قصدي نردين.
سارة مقهقهة: ههههه لا متخافيش طالما إحنا بعيد عنها و ملناش دعوة بيها خلاص.
حور: على قولك…طيب سلام يا مزة.
سارة: سلام يا قلب المزة.
أغلقت حور الهاتف لتفكر قليلا هل عليها ان تفرح أم تحزن….تفرح لأنها ستراه بعد طول تلك السنين أم تحزن لأنه لن يتذكرها.
تنهدت بيأس لتقف من على الأريكة و تبدأ بتنظيف الفوضى التي أحدثتها بالفشار و هي تدندن بكلمات أغنيتها الكرتونية المفضلة بينما تنظف و تتمايل مع عصا المكنسة:
حور: عن طيبة الجنة الكون غنى و الكل بيتعلم منا أفكارنا حياتنا و تفانينا و العالم كله يغني.
رفعت عصا المكنسة لتقربها من فمها على هيئة ميكروفون و تقول بصوت عالي:
حور: ليلا ليلا لوووو ليلا ليلا لااااا ليلا ليلا لووووو ليلا ليلا لاااااااااا.
أنزلت عصا المكنسة لتعود للتنظيف مرة أخرى لتنوي إكمال الأغنية ليقاطعها جرس الباب لتقول بصوت عالي:
حور: أيون جااااية أهوه ثانية واحدة بس.
جلبت المجرف البلاستيكي و وضعت به القمامة و إتجهت إلى المطبخ لتضع المكنسة مكانها و تمسك بحجاب ما على الطاولة و تضعه على رأسها بسرعة لتقف عند الباب و بسبب قصر قامتها لم تستطع أن تصل إلى العين السحرية…فتحت الباب لم تجد أحدا لتسمع صوت ضحكات صغيرة لتنظر إلى الأسفل لتجد إبنة جارتهم الصغيرة التي تسمى ريم لتبتسم بإتساع و تنحني نحوها و تحملها لتتشبث ريم الصغيرة في ثيابها و تضحك لتقبلها حور على وجهها قبلا كثيرة لتضحك ريم أكثر فقالت حور بعد أن توقفت عن تقبيلها:
حور: هو عاصم سابك زي كل مرة على الباب بعد ما زهق منك.
ضحكت ريم مرة أخرى كأنها فهمتها لتضحك حور و تدخل بها إلى الداخل من جديد و ذهبت بها نحو غرفتها لتفتح الباب و تدلف داخلا و تغلقه خلفها إتجهت إلى سريرها و وضعت ريم في منتصفه لتجلب لها جميع الألعاب خاصتها و بعض الدباديب المحشوة بالقطن لتقول لها بينما تنزع الحجاب عن رأسها:
حور: ريم حبيبتي أنا هروح أتوضى و أصلي و نيجي نلعب مع بعض.
صفقت ريم بطريقة طفولية تدل على موافقتها لتضحك حور عليها و تذهب نحو حمامها الخاص لتتوضئ و تخرج ثانية لتنشف وجهها و يديها ثم أمسكت إسدالها و ارتدته لتفرش سجادة الصلاة و تبدأ بصلاتها…..و هي في أخر ركعة بدأت ريم بالزحف من على السرير للخلف لتنزل على قدميها لتضحك كونها نجحت بهذا بدأت تخطوا و هي مستندة على حافة السرير و تنزل رويدا على الأرض لتبدأ بالحبي نحو حور لتأتي أمامها و تجلس صفقت بيدها لتنام بهدوء في منتصف السجادة و ترفع قدمها اليمنى محاولة أن تدخل أصبع قدمها الكبير في فمها بينما تنظر إلى حور…إنتهت حور من صلاتها لتنحني نحو ريم بسرعة و تبدأ بدغدغتها و ريم تضحك بصخب و حور معها.
أمسكتها حور مرة أخرى لتحملها و تضعها على السرير لتنزع إسدالها و تضعه في مكانه المخصص هو و السجادة لتجلس أمام ريم لتحبو نحوها و تجلس في حضنها و ترفع نفسها بينما حور تسندها بيد و تراقبها تريد أن تعرف إلى أين تريد أن تصل.
وقفت ريم على أقدامها لتضع يدها الصغيرة على شعرها ليسقط شعر حور من لمستها فقط لتضحك بينما ترى شعر حور منسدلا لتمسكها حور و تقول بشقاوة و هي تضيق عيناها بشكل مضحك:
حور: أه يا خبيثة أنتي كل دا عشان تخلي شعري يتفلت يا خبيثة يا ريم.
وضعتها في حضنها لتمد يدها نحو الكومود و تفتح الدرج الأول لتخرج منه لوح شوكولاتة و تغلقه مرة أخرى.
ريم فتاة صغيرة تبلغ من عمرها عاما و نصف فقط لديها شعرا أسود قصير بما إنها لازالت طفلة و عينان بنية داكنة اللون و بيضاء البشرة و هي سمينة قليلا كحال أي طفل في هذا العمر و تكون إبنة جارهم هشام الذي يعمل معلما و صفاء والدتها التي تعمل طبيبة… و لديها أخا كبير إسمه عاصم حيث يبلغ من العمر ثمانية سنوات و نصف.
تبقى تلعب معه إلى أن يمل منها فيضعها أمام باب شقتهم و يرن الجرس ثم يرجع مغلقا الباب فهذه عادته.
فتحت حور غلاف لوح الشوكولاتة و تقول و هي تنظر لريم:
حور: و أدي يا ستي شوكولاتة إهيه و مش هتغلى عليكي.
أمسكتها ريم لتبدأ بوضعها في فمها و تمصها بطفولية مصدرة أصوات مضحكة….. تركتها حور لتذهب نحو خزانتها و تخرج منها حقيبة يد لتفتحها و تبدأ بترتيب بعض الثياب و بيجامات النوم…من أجل المبيت في بيت جدها.
إنتهت لتضعها جانبا و تذهب نحو التسريحة لتمسك بشعرها و تمسكه لتجمعه على شكل كحكة لتنزل يدها هكذا و ينسدل شعرها مرة أخرى تنهدت بيأس لتترك شعرها هكذا فهي مهما فعلت لن تستطيع جمعه لانه ناعم جدا.
بينما تضحك عليها ريم و في فمها شوكولاتة ملطخة وجهها و أناملها لتنظر لها حور من المرآة و تفعل حركات مضحكة بوجهها مما جعل ريم تضحك أكثر و قد تجعد أنفها بشكل جميل لتذهب حور نحوها و تحملها و تخرج خارج غرفتها.
كانت ستجلس على الأريكة إلا أن صوت جرس المنزل صدح في الأرجاء لتتنهد و تغير طريقها نحو الباب و وضعت حجاب على رأسها…. فتحت الباب بينما لازالت تمسك بريم لتجدها والدتها صفاء و يبدو إنها قد عادت من عملها توا لتقول صفاء بإبتسامة:
صفاء: إزيك يا حور عاملة إيه؟؟.
حور بإبتسامة: الحمد لله يا دكتورة صفاء إنتي عاملة إيه؟؟.
صفاء: الحمد لله هو عاصم سابها تاني قدام الباب.
حور بضحك و هي تنظر إلى ريم التي تضع أناملها الملطخة بالشوكولاتة في فمها:
حور: أيوة سابها تاني شكلها طفشته بشد شعره ولا إيه.
مدت صفاء يدها لتحمل ريم من حضن حور لتقول بقلق:
صفاء: طيب هي سببتلك دوشة ولا حاجة أو تعبتك؟؟.
حور بقهقهة: هههههه لا أبدا دا تعب ريم راحة و بعدين حد يقعد مع القمر دا و يتعب بردو.
صفاء: هههههه طيب ماشي أستأذن أنا بقى عشان أشوف هشام جوى مش عايزة حاجة.
حور: لا بس حبيت أقولك إنه بكرة إحنا مش هنبقوا موجودين عشان هنروح لبيت جدي بدري.
صفاء: ماشي يا حبيبتي تروحوا و تيجوا بالسلامة.
حور بإبتسامة: الله يسلمك.
ودعتها صفاء لتذهب نحو شقتها بينما أغلقت حور باب الشقة لتنزع الحجاب عن رأسها و تخرج شعرها من تحت ثيابها و الذي سبق و أن أدخلته تحت ملابسها بسرعة….ذهبت نحو المطبخ لتبدأ بإعداد طعام الغداء بينما يصل شقيقها و والداها.
…………………….. …………….
أسد ألأن جالسا جالسا في مكتبه و يرسم تصميما معماريا من إبتكاره و هو مركزا كل التركيز على الرسم الذي يرسمه….دقائق تمر ليخرج من فقاعته و هو يطقطق رقبته من التعب ليترك قلم الرصاص و يقف من على الكرسي و يتجه خارج غرفة المكتب….صعد لأعلى ناويا الذهاب إلى جناحه إلا إنه تذكر أمرا ما لينادي على أحد الخدم قائلا:
أسد: كاميرون…كاميرون.
خرج الخادم كاميرون من أحد أركان القصر قائلا بإحترام:
كاميرون: أمرك يا أسد بيه؟؟.
أسد بهدوء سائلا: هو إنتوا النهاردة إعتنيتوا ب ليث كويس؟؟.
كاميرون بحترام: طبعا يا أسد بيه.
أسد: طيب خلاص ممكن تروح تشوف شغلك دلوقتي.
إنحنى كاميرون إنحناءة بسيطة ليذهب إلى عمله….أخذ أسد بخطواته نحو الباب المجاور لجناحه ليفتح الباب و يدخل داخلا و يغلق الباب خلفه ليجد شبلا كبير الحجم نسبيا جالسا على الأرض و قد تميز هذا الشبل بأنه أبيض اللون… ما أن وقع نظر الليث على أسد الواقف أمامه واضعا يده بداخل جيب بنطاله القطني وقف و إتجه له بخطوات راكضة….جثى أسد على ركبة واحدة ليبدأ بمداعبة عنق الشبل ليث
مما جعل ليث مرتاحا قليلا….ليلعب معه قليلا كعادته كل يوم و يذهب نحو جناحه و يخرج حقيبة ما و يبدأ بإعداد حقيبة ملابسه بمفرده فهذه إحدى عاداته…لينتهي بعد دقائق معدودة و يذهب نحو الخزانة ليخرج شيئا ما لكن عوضا عن ذلك وقع كتاب من بين ملابسه و خرج من الكتاب صورة.
إنحنى ليلتقط الكتاب و معه الصورة ليدرها بما أنها كانت مقلوبة….صدم عندما وجد فتاة تبدو صغيرة ببشرة بيضاء ناصعة مع شعرا بني فاتح اللون و عيناها كم هي جميلة فعينها اليمنى زرقاء بلون البحر و عينها اليسرى ذهبية اللون كلون أشعة الشمس….إنصدم من كمية الجمال التي تحملها هذه الفتاة التي تبدو أمامه بسن الخامسة عشر…أدار الصورة للناحية الثانية لعله يجد شيئا عن هذه الفتاة لكن خاب ظنه ليستغرب أدار الكتاب ليجد عنوانه مكتوب أعلى غلافه بخط أحمر دموي ” أحببته رغم كل شيء”.
أعاد الصورة في وسط صفحات الكتاب و أعاده مكانه ليغلق الخزانة و يذهب نحو سريره ليغط في نوما عميق و هو يتمنى أن ينسى ما حدث صباحا.
…………. ………….. …………..
بدأت أشعة الشمس الذهبية تنحصر رويدا رويدا نحو الغرب لتغرب و يبدأ القمر يظهر مشكلا بدرا جميلة في وسط عتمة السماء الحالكة المزينة بنقاط من النجوم اللامعة و كم كان جميلا مظهر السماء في هذا الوقت مع نسمات الهواء الباردة و المنعشة أيضا…..بينما تجلس حور في شرفة الشقة المطلة على البحر من على بعد كثير لكن هذا لم يمنعها من تأمله أيضا.
كانت تجلس على المقعد و أمامها طاولة زجاجية صغيرة بسيطة بينما رفعت كلتا قدميها على المقعد و تريح ظهرها على ظهر الكرسي و شعرها تجمعه كله على جانبها الأيمن لتمر عليها نسمة هواء باردة عليلة لافحة وجهها الحسناوي لتغمض عيناها مستمتعة بمداعبة تلك النسمة المنعشة لتطير معها بعضا من خصلات شعرها القصيرة نسبيا….فتحت عيناها مرة أخرى لتتنهد للمرة المائة على التوالي كل هذا بسبب تفكيرها به… به هو فقط…هو فقط.
دلف سيف إلى الشرفة ليجلس على المقعد مقابلا ل حور التي لازالت تنظر إلى البحر البعيد و لم تشعر بدخول شقيقها حتى…. إستغرب سيف من هدوء شقيقته الغير معتاد ليتنحنح بصوت عالي….لتفزع حور بشدة ليبدأ هو بالضحك لتضع يدها على قلبها الذي ينبض بسرعة لتنظر له صارخة:
حور: الواحد هو و داخل يقول إحم ولا دستور حتى مش يقعد على حيله و يقعد يلبس العفاريت للناس التانية.
سيف ضاحكا: ما أنا دخلت لقيتك سرحانة في دنيا تانية ولا أنتي هنا…دا حتى محستيش بيا أنا و داخل يا شيخة.
ليقول سائلا:
سيف: هو في حاجة يا حور ولا إيه؟؟.
نظرت له حور و وتربعت على المقعد وضعت مرفق يدها على فخذها و تبرز شفتيها إلى الخارج بعبوس و تقول بإشمئزاز:
حور: ست سردين جات يوووه بقى قصدي نردين افندي جاات هنا في مصر.
همهم سيف على حديث حور ف لطالما لم تعجب حور بها بسبب شكلها و تصرفاتها الغير لائقة…ليقول هو ملطفا الجو فهو لا يحب أن يرى شقيقته عابسة الوجه أبدا فهذا لا يليق بها أبدا:
سيف: طيب سيبك من سيرتها و خلينا في دي إيه رأيك.
أخرج من جيبه ثلاثة ألواح من الشوكولاتة التي تحبها حور ليتحول وجهها العابس في أقل من ثانية إلى وجه مبتسم بحالمية و قد تحولت عيناها لقلوب لتمد يدها و تلتقط ألواح الشوكولاتة من يد شقيقها بسرعة ليضحك هو عليها ف لطالما كان الشوكولاتة نقطة ضعفها.
فتحت حور واحدة منهم لتبدأ بتناولها بشكل طفولي متلذذة بكل قضمة و مع الوقت بدأت شفاهها الوردية تتحول للون الأحمر الذي يشبه لون إحمرار حبة الفراولة الناضجة… فقال سيف:
سيف: صدق إلي قال يخلق من الشبه أربعين.
حور: لييه هو أنت شوفت حد من النسخ ال 39 المختفيين النهاردة ولا إيه.
سيف بضحك: لا يا حور يا حبيبته لأنك إنتي نسخة أصلية من جدتك الله يرحمها و لأني شفتها و إنتي مكنتيش موجودة أصلا.
حور بفضول: كلهم بيقولوا إنه أنا نسخة طبق الأصل منها طيب أوصفهالي كدة و النبي يا سيف.
سيف: حاضر… هي كان شعرها طويل زيك كدة و عنيها بردو زيك بس الفرق الوحيد إنها كانت سمرة حبتين مش بيضة زيك كدة.
حور مهمهمة: بقى كدة.
سيف: أييييوة كدة… دا حتى كمان لما كانت تاكل شوكولاتة زيك كانت شفايفها بتحمر أنا مشفتش كدة بس ماما هي إلي بتقول كدة.
حور متفهمة: أااااه أهوه إلي محيرني شفايفي دي والله لانها بتحمر عشان باكل شوكولاتة و غير كدة هي جينات وراثية نادرة.
سيف: أيوة نادرة….و الحاجة النادرة تنفع ليكي يا قمر.
حور بخجل: بس بقى يا سيف.
سيف: حاضر أقوم أنا بقى أحضر شنطتي عشان بكرة.
حور: ماشي بالسلامة و القلب داعيلك.
تحدثت بلامبالاة بينما تقضم أخر قطعة لوح الشوكولاتة الثاني و تهم في فتح الثالثة….ليضحك عليها سيف عاليا لتدير رأسها نحوه و تجده قد خرج لتتمتم مع نفسها بصوت خافت بينما تكمل فتح الشوكولاتة:
حور: هو دا بيضحك على إيه.
رفعت كتفيها بلامبالاة و تكمل:
حور: تلاقيه إتجنن يا حرام.
لتضحك هي لتكمل تناول الشوكولاتة بإستمتاع و قد نسته هو و نردين تلك.
°^°^°
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حور الاسد) اسم الرواية