رواية غدر الزين الفصل الثاني 2 - بقلم مروة محمد
في احدي المستشفيات فاقت شهيرة من غيبوبتها وهي تتمتم باسمه
=ز ين ر و حت فين يا ز ين متسبنيش
وانتفضت صارخه بذعر…سارعت تفيده باخذها بين احضانها لتربت علي ظهرها قائله
=اهدي يا شهيرة متخفيش …زين كويس والله العظيم كانت حادثه وعدت …والحمد لله وفاق وهو في الاوضه اللي جمبك كمان
سارعت شهيرة يالقيام ولكن المحاليل المركبه لها منعتها طلبت من امها برجاء
=ممكن تساعديني وتجيبيلي حد يفك المحاليل عشان اروح اشوفه
=تفيده بحيرة
=:مينفعش يا بنتي تروحيله
شهيرة بخوف:
=يعني ايه مينفعش …انا لازم اطمن عليه يا ماما
صمتت امها لا تدرى ما تقوله لها خصوصا بعد انا صرح الطبيب المختص بضرورة بتر ساق زين اليمني ليصبح عاجزا …ومن بعدها قام بطردهم جميعا من غرفته…وحتي ان رحب بوجدهم فهذا لا يتم بعد رفض ياسمين اعتلالا منها انهم مصدر شؤم لها ولابنائها …عجبا لهذه المراه …ابنها بهذا الوضع ومازالت تتحكم بكل شئ وتكيل لهم الاتهامات الباطله وبالفعل حدث ما امرت به ياسمين…صمت تفيده وشرودها ادي الي وقوع شهيرة في قمه الانهيار…الا ان دخل خليفه ونهي مطأطأين الراس…تفاجئت نهي بافاقه شهيرة وسارعت باحتضانها قائله:
=حمد الله علي سلامتك يا شهيرة
شهيرة وهي مستمرة في البكاء:ا
=ارجوك يا خليفه طمني علي زين …كويس صح؟
كان خليفه يحاول السيطرة علي اعصابه وهويسرد لها ماحدث
=والله هو كويس وبخير…بس
=شهيرة بذعر :ب
=بس ايه؟
=خليفه:بتوتر
=زين لما عرف ان العربيه مفيهاش فرامل نط من شباك العربيه بس النطه كانت كلها علي رجله اليمين واتسببت في بترها
=هنا صرخت شهيرة :
=لا زين لا مستحيل ده يحصل لزين …انا عايزة اشوفوا…ارجوك ي خليفه خدني عنده…انا لازم اكون جمبه
خليفه برجاء:
=اهدي يا شهيرة…زين رافض ان اي حد مننا يدخله…ارجوكي اعذريه اللي حصل مش سهل عليه
لكن لم تهدأ شهيرة ابدا هيا تريد ان تراه باي حال من الاحوال وظلت تصرخ في ارجاء الحجرة مناديه بضرورة رؤيته…اخذتها امها بين احضانها لتهدئتها
=معلش يا شهيرة …والله العظيم هو كويس ولما تتركبله الساق هيسمحلنا نشوفوه …هو بس مش عايز حد يشوفوه وهو بالحاله دي …ده حتي لما فاق سال عليكي لانه يا حبة عيني كان عارف انك اول واحده عرفتي بالحادثه وخاف علي مشاعرك واحساسيك ومش عايز يتعب نفسيتك الفترة دي
استكانت شهيرة بين احضان امها قائله:
=لا يا ماما هو اساسا مبيحبنيش ولا عمره اعتبرني جزء من حياته …انا مجرد اضافه ليه مش تكمله له …انا كان نفسي يطلب اني اكون معاه وهو في ظروف زى دي
نظرت تفيده الي خليفه ونهي بقله حيله فهي ترى ابنتها محقه فيما تقوله ولكن ماذا تفعل فهي ليس بيدها شئ
حاول خليفه ان يقلب الامور الي مرح كعادته ولكن هذه المرة كان مرح مصطنع منه
=لا والله كده كتير انا هسميكم عيله النكداوى مش السرجاني …ده انتو اخدين توكيل في النكد …تعرفي يا بت ياشاهي اختك نهي لو جرالي حاجه هتروح تدورلها علي واد مز وتفلسعني
نهي ببراءه:
=انا يا خليفه ازاي تفكر في كده
غمز لها خليفه بخبث لتجاريه الحوار لاضفاء البسمه علي وجه شهيرة…اخيرا نهي فهمته وقالت:
=لو كنت عايزة واحد مز كنت دورت من زمان
=خليفه وقد نسي امر الخطه:
=قصدك ايه يا نهي؟
=نهي باستمتاع:
=افهمها زى ما تفهمها ي خلوفتي
تفيده في محاوله منها لمجارتهم في المرح
=يا اهلا بالمجنانين …صدق اللي قال المجانين في نعيم
ابتسمت شهيرة بصعوبه فهم حقا من يهونون عليها المصاعب
اراد خليفه ان يترك لهم مساحه من الفضفضه لبعضهم وفرصه منه للاطمئنان علي زين والتحدث معه في ضرورة وجود شهيرة بجانبه …استاذن منهم بحجه قائلا
-=انا هروح اجيب عصير من الكافتيريا علشان رقي ناشف
انهارت شهيرة مجددا فور مغادرته وظلت تلعن حظها وخوفها من عدم اتمام زين امر الزواج بسبب هذه الاعاقه فهي تعلم جيدا ان زين سيعتقد زواجها منه شفقه وهو لا يقبل بمثل هذه الشفقه
مرت ايام وكتب الطبيب لشهيرة علي خروج اما زين لم يخرج حتي يتم تركيب الساق الصناعيه له …كانت تود ان تذهب الي غرفته لرؤيته ولكن كانت خائفه من رده فعله…ذهبت الي الفيلا وبعد مرور اسبوع تم تركيب الساق الصناعيه لزين وتعود علي المشي بها ورجع الي منزله بدون ان يخبراحد…اثناء دلوفه الي الفيلا كانت شهيرة تقف حزينه بجانب حوض الورد الا ان راته بوسامته المعهوده وبمجرد ان راته انسكب منها دلو الماء علي الارض وركضت سريعه اليه لتحضتنه قائله
=زين اخيرا رجعتلي الحمد لله احمدك واشكر فضلك يارب…ولكنها صدمت من رده فعله عندما ازاح يديها من علي كتفيه ورد عليها ببرود
=الله يسلمك
شعرت شهيرة بالدماء تغلي في راسها وهيا تراه بعد هذه الغيبه والالام التي كانت سبب غيبته يتعامل معاها مثل لوح الثلج…عندما سمع افراد العائله تهليل شهيرة برجوع زين جروا جميعا لاستقباله واحتضانه وهو كانه غافلا عن وجودهم حوله…ظلت شهيرة تبكي من خلفهم لسوء استقباله …كور زين قبضه يده وازدادت عصبيته قائلا
=اظن انا ممتش …انا موجود وزى ما انا …ووجه نظره الي عمه شرف قائلا بسخريه لاذعه
=ولا ايه يا عمي
رفع شرف حاجبيه فهو يعلم الكثير عن مستقبل زين بعد هذا الحادث من الطبيب المختص ولكن ليست هذه الحقيقه انما هيا اشتباهات
=رد شرف ببرود
=حمد الله علي سلامتك
زين بجمود :
=الله يسلمك …ياريت بقا تفهم بنتك ان زين ما انتهاش عشان تعيط عليا
=شرف بتركيز:
=طبعا اكيد
كل هذا يحدث تحت انظار ياسمين المبتسمه بانتصار لسوء معامله زين لعمه وشهيرة بعد الحادثه…الحادثه التي جاءت من رب العباد لقطع اخر خيط في هذه الزواج
نهي ببلاهه:
=تعالي اقعد الوقفه غلط عليك…
لكزها خليفه في كتفها لتصمت فهي باقوالها تزيد البله طينه…وبسرعه منه لانقاذ الموقف تعالي نتكلم عن العربيه وعرفت منين ان مفيهاش فرامل…ولكن ياسمين كان لها راي اخر
=سيبوا يا خليفه يطلع اوضته يرتاح ويغير هدومه وينام كفايه عليه شهر بحاله مش بيعرف ينام
تنهد خليفه قائلا:
=ماشي يا ماما اللي تشوفيه حضرتك…اطلع ارتاح يا زين
زين بنظرة قويه لامه لتدخلها في كل شئ قال لخليفه:
=لا يا خليفه انا هقعد هنا لازم استفسر من عمي عن شويه حاجات
شرف بجمود:
=اسال وانا اجاوب
=هز زين راسه وبعدها تحدث بصلابه قائلا:
=عربيات الشركه بتتفحص اول باول ولا لا؟
=شرف بنفاذ صبر من طريقه ابن اخيه في الاستجواب :
انا هجيبلك من الاخر…العربيات بتتفحص والعربيه اللي كانت معاك كانت لسه جايه من التوكيل …والحركه مقصوده ومن حازم اللي كل اما اجي اطرده تقولي لا يا عمي ده مهما كان ابن اخوك
هنا قامت ياسمين باندفاع لتمسك بخناق شرف قائله:
=ولما هو حازم ليه ما بلغتش البوليس…اقولك انا ليه…عشان لما تضيع ابني يجي حازم ويلم بنتك بداله…ده اللي عاوز توصله يا شرف انك تاخدنا كلنا تحت رجلك…لكن لا دا بعدك …نجوم السما اقربلك مني ومن اولادي …انت فاهم
انهارت شهيرة من كلام ياسمين واندفعت قائله
=لا يا طنط ياسمين …انتي عارفه كويسه اني بحب زين ولا ممكن بابا يعمل كده فيه …ده بيحب زين اكتر مننا
كل هذا وزين ينظر لهم نظرة ثاقبه الا انا ذهبت اليه شهيرة بدموعها
=قول لمامتك يا زين ان عمر بابا ماهيعمل فيك كده…بابا بيعاملك كانك ابنه
=تجاهلها زين كالمعتاد قائلا بصرامه لامه:
=امي لو سمحتي متدخليش في الامر ده…انا مش صغير واقدر اجيب حقي مش مستني ولي امرى يجيبهولي
=خليفه من بكره تطلع امر بطرد حازم من الشركه …انا صبرت عليه كتير …لكن خلاص طفح الكيل
=خليفه بصدمه:
=ايه اللي بتقوله ده يا زين مش لما نتاكد الاول وبعدين حازم مش ممكن يعمل كده احنا اولاد عمه يعني زى اخواته
=زين باستهزاء :ا
انت صحيح اخويا الكبير بس بتحركك مشاعرك ومعندكش القدرة تصدر قرارات مصيريه زيي=
امتغص خليفه من نظرة اخوه له خصوصا عندما راي في عيون ياسمين وشرف نظرة شماته فهما ايضا كان هذا رايهم في شخصيه خليفه التي لا يؤمنون بها
بعد ما القي زين قراره الصارم لخليفه علي حازم تركهم وصعد الي غرفته لكي يرتاح …نظرت ياسمين الي خليفه وجدته عابس الوجه …تحدثت اليه بغلظه
=انا مش فاهمه انتي ايه اللي مضايقك في موضوع طرد حازم…يكونش هو اللي اخوك
هنا زفرت نهي بحنق وقالت
=والله كده كتير وحرام…حازم مش ممكن يعمل كده…اكيد في =غلط….تذكرت فجاه وجود والدها فاخفضت راسها وصمتت
ضحكت ياسمين ضحك ساخرة
=والله عال مافاضلش الا اللي ابني متجوزها تدافع عن عدونا
سارع خليفه بالدفاع عن نهي قائلا:
لا يا ماما نهي مش قصدها تدافع عن…
اشارت له ياسمين بيدها ليكف عن دفاعه عن نهي قائله:
=بس اسكت انت كمان …مش عايز حد فيكم يتكلم
كل هذا وهاتف شهيرة لا يكف عن الرنات والاتصالات والرسائل…حولت ياسمين انظارها الي شهيرة لتفرغ عليها شحنه الغضب المكبوته لديها قائله:
=وانتي يا ست شهيرة من يوم ما رجعتي وتليفونك ما بيسكتش
..توترت شهيرة ونظرت الي امها لتنقذها من الموقف لان امها تعلم بكل شئ …وهنا اندفعت تفيده في وجه ياسمين
=قصدك ايه يا ياسمين…مالك ومال بناتي؟
ابتسمت ياسمين بسخريه:
=مقصدش حاجه …بس اللي علي راسه بطحه بيحسس عليها
هنا ارتفع صوت شرف ليخرسهم جميعا بحده
=خلصنا كل واحد يروح يشوف وراه ايه
اخذت تفيده ابنتيها وخرجوا الي الحديقه للحديث في امر مكالمات حازم المستمرة واصراره علي رؤيه شهيرة لتوضيح امر الحادثه …وصعد خليفه بمفرده لغرفته ليكفر كيف سيقدر غدا علي طرد حازم …الا انه حسم قراره انه سوف يترك الامر لاسر لانه يكرهه…تبقي ياسمين وشرف ببهو الفيلا…انتظر شرف ليكونوا بمفردهم
تحدث شرف بغلظه
=انتي عايزو ايه بالظبط يا ياسمين؟
نهضت من مقعدها بكل برودوقالت
=عايزة اللي انت بتفكر فيه …وهاخده برضاك او غصبن عنك…مش هتفرق بالنسبه ليا …ثم نظرت له من راسها الي اسفل قدميه وتركته وصعدت لغرفتها
تحدث شرف مع نفسه
=عايزة ترميني يره البيت والشركه يا ياسمين زى ما كنت عايز ارميكي زمان؟
شعر بالاختناق من التفكير في هذا الامر وزفر حانقا وقال
=بس لا والف لا …مش شرف السرجاني اللي بيعلم علي كل الناس هتيجي واحده زيك وابنها يعلموا عليه …مسكينه يا ياسمين…
في الحديقه جلست شهيرة تفرك يدها بتوتر بسبب طلب حازم المستمر لمقابلتها من وقت خروجها من المستشفي …حاولت تفيده تهدئتها قائله:
يا بنتي اهدي متعمليش في نفسك كده كل مشكله وليها حل…العياط والتوتر مش حل
احست شهيرة بصداع شديد من كثرة البكاء …وظلت نهي تفكر لها في حيله لمقابله شهيرة لحازم ومعرفه منه الحقيقه وان تتم هذه المقابله بدون معرفه احد وخصوصا ياسمين تلك المراه التي تغتنم اي فرصه لتوقع بين زين وشهيرة …الي انا وجدتها فهبت مسرعه
=وجدتها …بكره الاجتماع الشهرى لجمعيه المراه وطبيعي مرات عمي مبتجيش الا بعد العشا …ده انسب وقت تقابلي فيه حازم …يالا كلميه بسرعه
اخرجت شهيرة هاتفها من جيب بنطالها وقامت بالاتصال بحازم لياتيها الرد بمنتهي الحنان.
=شهيرة…ازيك عامله ايه؟طمنيني عليكي…انتي بخير؟
بكت شهيرة من رده …كيف يسال وهو المتسبب في كل الامها
كفكفت دموعها وقالت:
=الحمد لله …انا بخير …ينفع تستاذن من الشغل بكره وتقابلني؟
تقطع قلبه من عرضها وقال
=ليه استاذن من الشغل ؟ما تخليها بعد الشغل وفرصه نتغدي سوا
اغتاظت شهيرة من عرضه للغذاء وردت بحده
=هو ايه اللي نتغدي سوا …انتي عايز تاذيني اكتر من كده؟
هاتفاها برجاء:
=طب خلاص…متتعصبيش …اللي تشوفيه …انا تحت امرك.
احست شهيرة بالاختناق وتحدثت بصعوبه
قابلني بكره في الشارع اللي ورا الفيلا=.
حزن علي حاله كثيرا ولعن حظه لانها سوف تقابله خلسه …وتملك الصبر منه وقال
=حاضر يا شهيرة …انا اساسا معنديش شغل كتير بكره …اول ما اوصل للمكان هرن عليكي تيجي تقابليني…بس لازم تيجي لاني هقولك علي حاجه مهمه
=بعدها انتي اللي هتقررى تشوفيني تاني ولا لا…ومهما كان قرارك انا هتمنالك السعاده من كل قلبي
=تصبحي علي خير
انهي حازم الاتصال وركضت شهيرة الي احضان امها وانهارت من البكاء …تتسائل كيف لهذا الحنون ان يقتل؟
في صباح اليوم التالي ذهبت ياسمين لحضور الاجتماع الشهرى لجمعيه المراه …اما عن خليفه ذهب الي الشركه علي مضض لان اليوم سوف يتم طرد حازم…وصل خليفه الي الشركه واستدعي اسر لاسناد له امر فصل حازم من الشركه …جاءه اسر مسرعا
=صباح الخير يا خليفه
خليفه بعبوس :
صباح النور …اسند اليه ورقه بالفصل بعد توقيعه عليها ليقدمها لحازم وقال برجاء
=اسر معلش ده امر بفصل حازم من الشركه …ياريت توصله ليه ولو سال عليا قوله اني مشيت …لاني مش هقدر علي مواجهته
ابتهج وجه اسر وعلت اساريره وخرج مسرعا ووصل الي غرفه حازم ودخل بدون استئذان…امتغص حازم لرؤيته وقال :
خير… ايه اللي جابك لعندي؟
ابتسم اسر بسخريه قائلا:ا
=لقدر ياعزيزى…امد اليه ورقه فصله
اغمض حازم عينيه لانه كان يتوقع هذا الاجراء ولكنه صدم من وجود امضاء خليفه اسفل الورقه
اسر باستمتاع قائلا:
=خليفه بيبلغك ياريت متروحش ليه المكتب لانه شايف ان ده القرار المناسب
تنهد حازم وقال:
=طيب انا هلم حاجتي وهمشي…
رن جرس اعلي مكتبه لياتيه باهر مستفهما:
=خير يا حازم بيه
حازم باستسلام :
=ياريت تلم كل حاجتي وتبعتهالي علي البيت
اضطرب باهر وقال:
=ليه يا حازم بيه؟
هنا سارع اسر بالرد ليثير غيظه حازم :
=لاننا استغنينا عن خدماته يا باهر.
اغتاظ حازم وخرج مسرعا من الشركه
بعد خروج حازم توتر باهر وقال:
=طب وانا يا اسر بيه
مط اسر شفتيه بالا مبالاه وقال:
واحنا مالنا بيك …اتصرف مع نفسك …المهم قبل ما تمشي تنضف المكتب لانه هيبقي مكتبي بعد كده.
خرج حازم من الشركه واتصل علي شهيرة…كانت ما زالت نائمه من شدة التعب والتفكير طوال الليل …استيقظت علي صوت هاتفها ونظرت الي شاشته ووجدته حازم…زفرت حانقه لان الوقت ما زال باكرا
ردت بصوت ناعس :
ايوه يا حازم للدرجه دي مستعجل …مش قادر تصبر للضهر حتي.
رد بصوت مبحوح :
شهيرة حصل حاجه جديده النهارده …ولازم اشوفك الوقتي …ولو مجتيش انا هجيلك …ومضمنش رد فعلهم ايه
فاقت شهيرة وركزت في تهديده وصرخت قائله:ا
انت اتجننت يا حازم …عاوز تيجي وتهد الدنيا فوق دماغي .
حازم محاولا تهدئتها
=اهدي يا شهيرة …انتي عارفه اني مقدرش اتسبب في اذيتك
شهيرة بابتسامه باهته
=حاضر يا حازم هغسل وشي واغير هدومي وهنزل اقابلك…بس بليييز يا حازم متاخرنيش …خايفه حد منهم يرجع
حازم في محاوله لطمأنتها
=اوعدك مش هاخرك…منتظرك
علي الجانب الاخر وصلت ياسمين الي الجمعيه ولم تجد هاجر المنظمه للاجتماع …زفرت حانقه واتصلت عليها قائله با عنجهيه
=انت فين ياهاجر ..انا مش قولتلك تيجي تجهزى قبلى بساعه
هاجر باسف :
اسف يا مدام ياسمين كنت نازله بس باهر رجع فجاه من الشغل وكنت هتصل بيكي يا مدام ياسمين لان النهارده حصلت مصيبه في الشركه …حازم فصلوه من الشركه
ياسمين بعدم اهتمام
=ما يفصلوه انا مالي…هنا تذكرت ياسمين انها عندما اصرت علي تعيين باهر في الشركه وخصوصا عند حازم لياتيها بكل صغيرة وكبيرة تخص حازم
سارعت هاجر بالرد :
=اصل باهر طردوه كمان والضغط والسكر علوا عليه ووقع في الارض
ياسمين بنفاذ صبر:
=خلاص يا هاجر انا هاجل الاجتماع وهكلم اولادي يرجعوا باهر الشغل
هاجر بامتنان
=مش عارفه اودي جمايل حضرتك فين
ابتسمت ياسمين بسخريه
=عدي الجمايل يا هاجر وخليكي فاكراهم كويس …سلام.
انهت ياسمين اتصالها وقامت بتاجيل الاجتماع وقادت سيارتها متوجهه الي الفيلا
خرجت شهيرة من بوابه الفيلا وذهبت للشارع الخلفي الي ان وصلت عند حازم…نظر اليها وجدعينها ذابله من البكاء ود احتضانها بين اضلعه ولكنه اكتفي بمصافحتها قائلا
=ازيك يا شهيرة
ردت ببرود:
=بخير …ياريت تخلصني وتقول اللي عندك .
تنهد حازم وقال:
حاضر يا شهيرة…انا كان عندي سفريه في يوم الحادثه واسر صمم يسافر بدالي …وقبل ما يسافرهو اللي بعت العربيه لزين …انا بس مضيت علي خروجها
شهيرة بذهول
=تقصد ايه؟
نظر اليها نظرة ثاقبه
=اقصد يا شهيرة ان اسر هو اللي دبر موت زين
صرخت شهيرة في وجه حازم :
=كداب …اسر صديق اسر ولا يمكن يعمل كده ابدا.
امتغص حازم لما قالته:
=يعني تصدقي ان انا اللي عملت كده لكن اسر لا؟
ضربت شهيرة حازم في صدره
=ايوه اسر بيحب زين وبيخلصله لاكن انت ديما بتغير منه عشان عايز تاخدني منه باي وسيله
شدها حازم الي احضانه وربت علي ظهرها بحنان وهمس لها قائلا
=لا يا شهيرة …انا مقدرش اخدك من اي بني ادم الا برضاكي …وتكوني مبسوطه وانتي معايا
اثناء رجوع ياسمين الي الفيلا كان الجو شديد الحرارة …شغلت تكييف سيارتها وجدته معطل …فتحت شباك السيارة واضطرت الدلوف من الشارع الخلفي للسيارة لانه لا يوجد به شمس فهو شارع بحرى …ولكن اوقفت سيارتها عندما لمحت شهيرة بين احضان حازم …انتهز ياسمين الفرصه وصورت شهيرة عده صور وهيا بين احضان حازم …لتكون المسمار الاخير في نعش شرف السرجاني
ياسمينبانتصار:
=اخيرا يا بنت شرف هخلص منك ومن ابوك يا حلوة
عند حازم وشهيرة
شهيرة بحرج خرجت من بين احضان حازم ومسحت دموعها وقالت:
=لو هنفترض ان كلامك صح…ليه اسر يعمل كده؟
حازم بياس:
=مش عارف يا شهيرة …وكنت ناوى ادور وراه …بس خلاص فرصتي راحت لما طردوني النهارده
زاغت باعينيها يمينا ويسارا وقالت:
=اه ما انا عارفه …زين اصدر قراره امبارح بكده
تنهد حازم قائلا:
=علي العموم ياشهيرة …انا قلت كل اللي عندي …وطبعا انا قلتلك قبل كده …اي ان كان قرارك انا هحترمه.
احست شهيرة بتاخرها وقالت:
=طيب يا حازم …انا همشي دلوقتي …وياريت متتصلش بيا الا لما الدنيا تهدي …وانا هحاول احكي لخليفه موضوع شكك في اسر…يمكن يعرف للحقيقه…سلام
حازم باستسلام
=سلام ياشهيرة وخلي بالك من نفسك.
بعد رؤيه ياسمين لهما عزمت امرها الذهاب الي الشركه لمقابله زين…وصلت الي الشركه ودخلت مكتبه وقد كانت في وقتها لانه قد نشب عاصفه بينه وبين خليفه اصر قراره الصارم بطرد حازم…غضبت منهم وقالت بصوت مرتفع
=خليفه, زين بس كفايه انا عاوز اتكلم معاكم في حاجه حصلت ولازم تعرفوها
انجذب زين وخليفه لها وهدأا وجلسوا ليستمعوا اليها
خليفه بحنق:
=يا امي احنا كان المفروض نفكر قبل ما نطرد حازم
رفعت ياسمين حاجبه قائله:
=سيبونا من موضوع طرد حازم ونركزشويه مع شهيرة بنت شرف
زفر خليفه حانقا =
=ماما ارجوكي شهيرة ملهاش دعوى بحازم
تعصبت ياسمين من دفاع خليفه عن شهيرة واخرجت هاتفها من حقيبتها وفتحته وقالت باستهزاء
=ويا ترى يا خليفه بعد الصور دى هتفضل تدافع عنها لحد امتي.
اخذ خليفه الهاتف من والدته وهو لايصدق ان شهيرة بين احضان حازم…راي زين تغير وجه اخيه فجذب الهاتف من يديه وتفحص الصور جيدا وهنا غلي الدم في عروقه…ابتسمت ياسمين عندما رات زين بهذه الحاله فهذا دليل قاطع علي تصديقه لخيانه شهيرة له …ارادت ياسمين تزويد الامور فقالت
=لا وايه دا من نص اللقاء الله اعلم كان بيحصل ايه قبل كده …ودي المرة الكام اللي اتقابلوا فيها من وراك
اندفع خليفه قائلا
=ياماما حرام علي الاقل نتكلم معاها ونسيبها تدافع عن نفسها…اكيد في حاجه غلط
هزت ياسمين راسها بالرفض قائله :
=استحاله…انا كنت شاكه فيها من يوم ما خرجت من المستشفي …وموبايلها مبطلش رن…ولا مسيجات نص الليل
لاحظت ياسمين شرود زين فخافت ان يسال شهيرة ويصدقها …سارعت ببث الثم في اذنه حول ان هذا من المتوقع من شرف وابنته وخصوصا انه قرب موعد العرس والي الان لم يتحدث شرف مع زين عن تفاصيل الزفاف مثلما فعلا بايام زفاف نهي وخليفه.
فوجهت نظرها لزين قائله:
زين انا نفسي افرح بيك …ومليش مصلحه انا ابوظ جوازتك…انا صحيح بكرهها وبكره شرف بس ده مش من فراغ…شرف زمان كان عايز يخلص منك ومن اخوك زمان ويطردني ويكوش علي الثروة
جلس زين يفكر في حديثها وخافت مجددا من عدم تصديقه لها لانها دائما ام مهمله لاولادها…لما هذا الاهتمام في هذا الوقت بالتحديد؟
هتفت ياسمين بقوة:
=لازم تاخد موقف يا زين
تضايق خليفه من الحاح امه المستمر
رد زين بمنتهي الثبات
=انا هتصرف …وسبق قبل كده قلت اني مش صغير …واعرف اجيب حقي …تقدرى تمشي دلوقتي وانتي مطمنه
ابتسمت ياسمين بابتسامه نصروقالت:
=عارفه يا حبيبي …ربنا يعينك ويقدرك عليهم ونخلص منهم بقا.
زفر خليفه حانقا …ونظرت له ياسمين وتجاهلته ورحلت …كادت ان تخرج من المكتب ولكن تذكرت امر باهر ذلك الرجل التي قامت بالتوسط له عند زين لتعيينه مدير مكتب حازم لمعرفه اخبار حازم منه فرجعت مرة اخرى وقالت:
=اه يازين عايزة منك طلب الراجل اللي اسمه باهر الجويلي سكرتير حازم ياريت ترجعه الشغل ويكون تحت عينين اسر لانه في يوم من الايام كان راجل من رجالتنا واكيد هيفدنا
تنهد زين وقال:
=حاضر …اي اوامر تانيه؟
ابتسمت ياسمين وقالت:
=لا كده تمام اوى…سلام يا حبيبي وبسخريه لاذعه نظرت الي خليفه وقالت :سلام يا خليفه
بعد خروج ياسمين من مكتبه ..قام بالتوجه الي عمه …ود خليفه الذهاب معه ولكنه رفض متعللا ان هذا الشئ يخصه وحده…ذهب زين الي مكتب شرف وطرقه…استغرب شرف من زيارته وقال
=خير يا زين
ابتسم زين بسماجه وقال =كل خير يا عمي.
جلس زين وتحدث بثبات
=عمي …هو مش المفروض نتكلم في تفاصيل الفرح ولا حضرتك ليك راي تاني؟
صمت شرف للحظات ثم استطرد قائلا:
=اه طبعا…بس مش ده المكان المناسب…خليها لبليل في الفيلا
هز زين راسه موافقا=
=اوكيه…اللي تشوفه حضرتك …عن اذنك
رجعت خلود من المعهد ووجدت امها وابوها في حاله لايرثي لها…سردت لها امها ما حدث لابوها ولحازم حزنت جدا واصرت علي الاتصال بحازم للاطمئنان عليه….
حازم في منزله رن هاتفه نظر اليه فوجدها خلود زفر حانقا ورد عليها
=ازيك يا خلود
خلود بحزن=
=ايه اللي حصل وخلاهم يطردوك يا حازم؟
اغتاظ حازم من تعبيرها ورد بثبات
=انا كنت متوقع كده
قالت بتوتر
=طب هتعمل ايه دلوقتي وتلعثمت قائله و بابا
تنهد حازم قائلا
=متقلقيش انا كنت عامل حساب اليوم ده وبأسس لشركه صغيرة وهعين باباكي فيها
فرحت خلود كثيرا لانها تريد رؤيته دوما
=طيب يا حازم لو احتاجت تشوفني او جالي اخبار عن الفيلا هاتصل بيكي ونتقابل
مسح علي وجهه من التعب وقال
=ماشي يا خلود مضطر اقفل الوقتي علشان هنام سلام
احتضنت خلود هاتفها بسعاده فهي تعشق حازم وتتمناه
رجع خليفه الي الفيلا وجد شهيرة تنتظره بلهفه ….قابلها ببرود وجلس معها وقصت عليه ما قاله حازم.
عنفها خليفه وقال:
=ليه ياشهيرة تقابليه من غير حتي ما تقوليلي؟
شهيرة باسف:
=والله يا خليفه كنت هقولك…بس نهي منعتني.
فرج شفتاعه وقال:
=نهي ! دي وقعتها سوده
امسكته شهيرة من ذراعه قائله
=ارجوك يا خليفه سيب نهي هيا مضغوطه وكانت خايفه عليك لتيجي معايا وساعتها لو عرفوا هيفكروا ان انت بتتامر عليهم
مسح خليفه علي وجهه وقال بنفاذ صبر:
=ماشي يا شهيرة…انا هتصرف في الموضوع ده…بس اوعدني ان لازم اعرف كل حاجه…انا مهما ان كان في منزله اخوكي الكبير
ابتسمت شهيرة له وقالت:
=حاضر يا خليفه…اوعدك
حل المساء علي افراد عائله السرجاني …منهم من نجحت خططه …ومنهم خططه قيده التنفيذ…كانوا يتناولون العشاء في صمت…كسر حاجز الصمت زين عندما قام موجها حديثه لعمه قائلا:
=عمي خلص عشا وانا منتظرك في المكتب …اوما شرف راسه بالموافقه.
سارع خليفه قائلا:
=استني يازين…في موضوع مهم لازم اكلمك فيه الاول.
جز زين علي اسنانه لعدم صبر خليفه وقال :
=موضوعك يتاجل بعد موضوعي مع عمي
نظر خليفه الي شهيرة بخيبه امل…وقام شرف وذهب الي ابن اخيه
دلف شرفه الي غرفه مكتب زين سريعا فليس لديه صبر
=زين انت كنت عايزنا نتكلم في تفاصيل الفرح صح
زين بجمود
=صح يا عمي…طلباتك
اندهش شرف من زين …فكيف له ان يعلم ان له طلبات
رفع حاجبيها وبكل برود قال
=وعرفت منين ان ليا طلبات؟
نهض زين من مقعده واستدار حول مكتبه ليكون في مواجهه عمه وقال:
=ابدا…بس لقيت حضرتك مش مستعجل زى ايام نهي وخليفه فقلا اكيد ليك طلبات
ابتسم شرف
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غدر الزين) اسم الرواية