رواية ظننته خيرا الفصل الثاني 2 - بقلم إيمان شلبي
أنا ارجع لَك؟
تاني اسمع لك!
ده انا لو اطول القلب اللي شفعلك
كنت هعاقبُه على استقبالَك
خدت الفرصه اللي اتمناها
ميت انسان ف الدنيا بدالك
-انا مخطوبه وبحب خطيبي خليك مكانك مترجعش علي الفاضي
-ايوه بس….
-انا وانت مجرد ولاد خالة وبس يا يزن انا اسفه مضطره اقفل دلوقتي
رديت بثبات مكنتش قادر افهم جيباه منين في الحقيقه!
قفلت في وشه السكه ورفعت عيوني في عيون مروان
كانت عيوني بتلمع بالدموع
محتاجه اعيط ،اص*رخ ،اشتكي
محتاجه حد ياخدني في حضنه ويخبيني من العالم وقسو*ته وج*حود البشر!
وقف ومدلي أيده
رفعت راسي باستغراب لقيته بيشدني ومن غير ما ينطق حرف مشينا خطوتين ووصلنا برا القاعه
فضلنا ماشيين
والغريبه اني ساكته ،مستسلمه لأبعد حد ،هلكانه لدرجه مش قادره اسأل هنروح علي فين؟!
وقفنا في مكان بعيد شويه عن القاعه
كان مهجور ،ض*لمه ،مفيش ص*ريخ ابن يومين
اي حد مكاني كان ممكن يخاف علي حياته
لكن الغريبه اني مكنتش خايفه علي الاطلاق
ووقف قدامي ومسك ايدي الاتنين وانا ببصله بتوهان وبنبره دافيه :
-عيطي ،اص*رخي ،طلعي كل اللي جواكي!
وقتها بصيت حوليا بتوهان اكبر وفجأه وبدون اي مقدمات عيطت لكن مكانش عياط عادي كان هستيري ممزوج بش*هقات نابعه من قلبي
قعدت علي الارض وبدأت اقول كل اللي كان جوايا :
-ليه عمل فيا كده؟!
ا انا ا انا حبيته والله العظيم ا انا معرفتش الحب الا معاه ا انا قفلت علي قلبي طول السنين اللي فاتت في انتظار وعده ليا يتحقق ،رفضت فرص العااالم انا رفضت فرص العالم علشانه ،ضيعت ناس بتحبني وشاريه خاطري علشان بحبه ،انا صدقته يامروان و والله العظيم انا كنت مصدقاه وكنت واثقه أنه مش هيسيبني عشان عشان هو قالي مهما طال البعاد مسيري في يوم هرجع ونبقي سوا فجأه كده يتجوز!!
فجأه كده الوعود تتبخر؟؟
طب وقلبي ومشاعري ووقتي اللي ضاع
قلبي ذنبه ايه يا مروان ،ذنبه ايه يتكسر بخاطره بالشكل ده ،ل لما هو مش بيحبني وعدني ليه أنه راجع ،لما هو حب غيري واتجوز وعاش حياته راجع تاني ليه دلوقتي ،ب بعد بعد ما كنت بدأت افوق ليه يرجعني مره تانيه لنقطه الصفر ،ب بعد ما كنت ناويه افتح قلبي لحد شاري قلبي وخاطري وبيحبني بدون مقابل ليه راجع راجع يثبتلي اني مش هقدر مش كده!!!
لا برافووووو برافو هو فعلا قدر يثبتلي اني ضعيفه وغبي*ه عشان بعد كل ده لسه بحبه بعد كل ده قلبي مش قادر يكرهه و……
جُمل متقطعه ،مش مترتبه علي الاطلاق ،لكنها كانت حزينه وكفيله تهز اي شخص ممكن يسمعها أو حتي يعبر عنها!
شعور انك صعبان عليك نفسك وقلبك ومشاعرك اللي ضاعوا علي أشخاص متستاهلش
شعور انك تحس ان انت مش كفايه وانك غير مرغوب فيك من اكتر أشخاص كنت حابب وجودهم في حياتك من اقس*ي واصعب المشاعر اللي ممكن تمر علي شخص
-كفايه ارجوكي!
قالها “مروان” بهمس ونبره حزينه وهو بيقعد علي رُكبته قدامي وبيحط كفه فوق كفي
رفعت عيوني في عيونه ورديت بنبره مهزوزة:
-ا انا موافقه اتجوزك
ابتسم ابتسامه بسيطه ومسح دموعي برقه:
-وانا مبسوط بقرارك ده لكن هنأجل فكره الارتباط حالياً لحد ما تبقي جاهزه
رديت بتوتر وخوف:
-هتسيبني؟!
-مين قال كده
-اومال
-هنبقي اصحاب لفتره مؤقته لحد ما تبقي جاهزه ابقي حبيبك!
-بس انت كده هتنتظر وقت كبير اوي يمكن تزهق
-مستعد انتظر عمري كله لو هتحبيني
اخدت نفس عميق وقومت وقفت ونفضت الفستان بتاعي من التراب
-مش هقدر اظلمك معايا يامروان انت مش مضطر تستحمل واحده كانت بتحب غيرك وحتي لو حبيتك في يوم وقدرت اتقبلك انت مش هقدر تنسي أن قلبي كان جواه حد غيرك!
رد بذهول:
-بس انتي قولتي انك موافقه تتجوزيني
هزيت راسي :
-انا فعلا كنت موافقه بس لما فكرت لاقيني في قمه الانانيه لاني عايزه انسي بيك شخص تاني وانت متستاهلش مني ده انا اسفه اتمنالك كل التوفيق في حياتك وشكراً انك سمعتني عن اذنك
قولت كلامي بكل القسوه اللي في العالم واختفيت من قدامه في لمح البصر!
كنت في قمه قسوتي مع شخص قدملي قلبه علي طبق من دهب ،شخص كان مستعد ينتظر عمر فوق عمره لأجلي ،شخص شاري قلبي وخاطري ومستعد يرتب كل الكركبه اللي جوايا ويطمني كل ثانيه اني مرغوب فيا
لكن للاسف!
من أمتي الحياه كانت عادله أو حتي مُنصفه لشخص
لازم في حياه كل شخص يبقي في جزء ناقص
لازم في كل الحكايات يبقي في قلوب ظالمه وقلوب مظلومه
وبكل أسف كنت أنا المظلومه والظالمه في حكايتي!
************************************
فات يومين
كنت رجعت فيهم لنقطه الصفر
منعزله في اوضتي
رافضه الاكل
رافضه الكلام
رافضه الخروج من حاله الاكتئاب اللي طالت!
الفون رن
رفضت المكالمه كالعاده
تقريباً ديه المره اللي مش عارفه عددها كام يرن “يزن” من أرقام غريبه
قفلت الفون وسندت راسي علي المخده ولسه هروح في النوم باب الاوضه اتفتح ودخل “يزن”
قلبي اتنفض من مكانه
الدموع لا ارادياً نزلت علي خدي زي الشلال
جسمي كله كان بيتنفض وش*فايفي بتترعش!
مكنتش فاكره اني لما اشوفه هيتشقلب حالي واتوجع بالشكل ده
-كارمن انا اسف سامحيني
قالها بنبره حزينه وكلها وجع خلت قلبي يدوب ويسامح وكان شيئاً لم يكن!!!
قربت منه ورُكبي بتخبط في بعض
وقفت قدامه ،لمست وشه اتأكد أنه هنا قصادي ومعايا
سند رأسه علي كفي وهو بيغمض عيونه وبيتنهد براحه :
-وحشتيني اوي اوي
رديت بنبره مهزوزة:
-ل ليه ل ليه يا يزن ا انا…
حط أيده علي بوقي ورد بهدوء :
-مكانش بأيدي صدقيني اي حد في مكاني كان هيعمل كده
ابتسمت بسخرية وانا بهز راسي بتساؤل:
-كان هيتجوز ويقهر حبيبته!
-مارلين كذبت عليا وقالتلي انها عندها كان*سر
-تقوم تتجوزها؟!
-قالتلي انها في مرحله متأخره ونفسها في امنيه اخيره
انها تتجوزني لأنها بتحبني ،انا كنت رافض في البدايه لكن بعد إصرار وافقت لأنها صعبت عليا واتفقنا انا وهي أن محدش يعرف لكن للاسف هي عرفت كل الناس وطلعت بتكذب عليا ومعندهاش كان*سر لما عرفت طلقتها فوراً وحجزت اول طياره علي مصر عشان انزل اوضحلك الحقيقه ،انا بحبك ياكارمن والله عمري ما حبيت حد غيرك ومستعد اتجوزك دلوقتي لو كنتي موافقه
رجعت خطوه لورا وانا بهز راسي بعدم استيعاب!
اترميت علي اقرب كُرسي وجوايا مليون سؤال محتاجه اعرف اجابتهم في الحال
مكنتش قادره استوعب في الحقيقه
مش قادره اصدق الحكايه اللي مسمعتش عنها غير في الافلام والروايات
-كارمن انا….
-انت كذاب
قولتها بشراسه ودموع وانا بقف مره واحده
هز رأسه بنفي وكان هيرد بس انا قاطعته:
-ديه حكايه تروح تكتبها في روايه انما متجيش تضحك عليا بيها يا يزن انا مش عبيطه عشان اصدق البوق الحمضان ده!!
-صدقيني انا مش بكذب عليكي هو ده اللي حصل
-حتي لو كان ممكن تقولها انك بتحب واحده تانيه
كان ممكن تقولها أنا آسف مش هقدر اقهر قلبها
انا اسف مش هقدر اخون وعدي ليها
اللي يصعب عليك يفقرك يا يزن
اللي يصعب عليك ممكن يدمرلك حياتك زي ما هي دمرتها بالظبط
-انا اسف صدقيني كانت غلطه ومش ممكن تتكرر!
هزيت راسي برفض :
-وانا اسفه مش هقدر اسامحك عليها
اللي يعمل كده مره يعملها الف!
-يعني ده اخر كلام عندك؟
قالها وهو بيحط ايده في جيبه وبيبصلي ببرود
اخدت نفس عميق وهزيت راسي :
-اخر كلام
شاورلي بأيده بغيظ:
-تمام بس افتكري اني جيت لحد عندك واتأسفت وانتي اللي رفضتي
************************************
بعد مرور أسبوع
كنت قاعده في مكتبي في المستشفي اللي بشتغل فيها ودخلت الحاله اللي عليها الدور
-مساء الخير يادكتور
رفعت راسي من علي الاوراق اللي كنت مشغوله فيها واول ما شوفته اتنفضت من مكاني
-مروان!
كان في أيده بوكيه حطه علي المكتب وقعد علي الكرسي وهو بيقول بهدوء :
-عامله ايه يادكتور
رفعت حاجبي بأستغراب:
-هو انا ممكن اعرف واحد زيك جاي عند دكتوره اطفال يعمل ايه؟
-بصراحه؟
ابتسمت ابتسامه صغيره وانا بقعد في مكاني :
-بصراحه
-لاقيت نفسي فاضي قولت اطلع اسمعك
-تسمعني!
اخد نفس عميق وهو بيسند أيده الاتنين علي المكتب وبيرفع عيونه في عيوني :
-رفضتي ترجعيله ليه رغم أنه اعتذر وقالك الحقيقه
بصيت قدامي وانا بضغط علي شفايفي بحاول معيطش لكن للاسف دموعي خانتني
-انت عرفت منين؟!
-مش مهم عرفت منين انا جاي اسمعك وزي ما ظهرت هختفي
-لو طلبت منك متختفيش ابقي انانيه؟!
ابتسم ورد بنبره دافيه:
-تبقي مرتاحه في وجودي وده انجاز بالنسبالي
ها بقى ياستي احكيلي رفضتي ليه؟
-رفضت وانا من جوايا موافقه وكان عندي استعداد اسامحه
-كنت متوقعه انه هيتمسك بيا اكتر من كده ويحاول يراضيني لكن هو استسلم ورجع مطرح ما كان وعلشان يغيظني رجع لمراته مره تانيه ،تفتكر ده شخص بيحب بجد ؟
هز رأسه بنفي فأخدت نفس عميق وانا بسند ظهري علي الكرسي :
-الحمد لله اني رفضت أنا كده مرتاحه
-لكن لسه بتحبيه
-طبيعي مش هقدر اتخطي بسرعه لكن بحاول وواثقه اني هقدر وواثقه كمان أن ربنا مش شايلي غير الخير
غمزلي بطرف عيونه بهزار:
-مش يمكن الخير ده يبقي انا؟
ابتسمت بأحراج وبصيت للبوكيه
كان شكله يجنن
مديت ايدي ومسكته كان جواه كارت
فتحته واول ما شوفت اللي مكتوب وشي احمر وحسيت كأني فراشه
بمشاعري اللي مصدقها
وبعيني وصوتي وخطّي
“باتقدملِك بإرادتي”
واطلب ايدك تبقيلي
عُكّازي ونور قنديلي
وشريك بالنُص ف وقتي♥️
-تتجوزيني؟!
قالها وهو بيفتح علبه جواها خاتم شكله خطير خطف قلبي وعقلي من رقته يشبه خاتم احلامي!
هزيت راسي وعيوني بتلمع بالدموع:
-موافقه
“لولولولولولي الف الف مبروك ياجوزي وأبو عيالي طب مش كنت تقول انك رايح تتجوز عليا اهو علي الاقل كنت جيت بعلبه جاتوه!!”
قالتها واحده وهي بتقتحم المكتب
اتنفضت من مكاني وهو كمان وقف وملامحه كلها اتوترت
-انتي مين؟
ضحكت بسخريه:
-انا ضُرتك ياعنيا الف الف مبروك لولولولولي
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ظننته خيرا) اسم الرواية