رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الربع و العشرون 24 - بقلم بيسو وليد
«بكرا تقول “جـعفر” قالها إن ما و.قعت فـ شبكة البـ ـت دي» نطق بها “جـعفر” بعد أن أنهـ ـىٰ “بـشير” حديثه مباشرةً، نظر إليه الأخير نظرةٍ ذات معنى ليسمع شقيقته تقول بنبرةٍ هادئةٍ مبتسمة:
«يا بخت اللي هتكون مِن نصيبك يا “بـشير”، بجد مش أي كلام واللهِ، هتاخد راجـ ـل بمعنى الكلمة، تسلم البطـ ـن اللي شا.لتك»
أبتسم “بـشير” إليها بعد أن أستمع إلى حديثها، نهض مِن مجلسه وتقدم خطوة إليها منحـ ـنيًا بنصفه العلو.ي نحوها يلثم جبينها بـ قْبّلةٍ حنونة ثم عاد لمجلسه مرةٍ أخرىٰ قائلًا بـ أبتسامة هادئة:
«وانا يا بختي بيكِ واللهِ العظيم»
«ولا، أو.عىٰ تقر.ب مِن مراتي تاني، هعـ ـلقك وربنا المعبود» نطق بها “جـعفر” محذ.رًا “بـشير” الذي ر.مقه نظرةٍ مستنكرة لير.فع حاجبه الأيمن عا.ليًا وقال:
«نعم يا عين ماما، دي أختي هو انا واحد غريب»
«كلمة وقولتها لو شوفتك بتقرب وتبو.سها تاني هز.علك» نطق بها “جـعفر” بتحذ.يرٍ واضحٍ وصريح ليشعر الآ.خر بالضـ ـيق ولذلك قام بمعا.ندتهِ ونهض مقتربًا مِن “بيلا” مرةٍ أخرىٰ يُلثم وجنتها بـ قْبّلة أخرىٰ وكأنه يعا.نده لير.مقه “جـعفر” نظرةٍ حا.قدة لحظات حتى انتفـ ـض مِن جلسته جا.ذبًا إياه مِن تلا.بيبه ثم صـ ـق على أسنانه بحـ ـقدٍ قائلًا بنبرةٍ غا.ضبة ومكتو.مة:
«بو.سة بصوت، كدا أنتَ طلعت عفا.ريتي، قابل»
تعا.لت ضحكات “بـشير” في هذه اللحظة بعد أن نجح في إشعا.ل فتـ ـيلة غـ ـضب الآخر ثم شعر بهِ يجـ ـذبه مِن تلا.بيبه يحـ ـكم قبـ ـضته حول عنـ ـقه وهو يتـ ـمتم بضـ ـيقٍ واضحٍ لتعلـ ـو ضحكات “بـشير” أكثر والذي قال بعد أن حاول تهـ ـدأ الآخر بكلماته التي أجا.د قولها بنبرةٍ هادئةٍ مستعطفةٍ إياه:
«ليه كدا طيب، دا انا حتى أخوك الصغير، ترضاهالي يا “جـعفر”»
«بصراحة بقىٰ آه عشان أنتَ عـ ـيل مستفـ ـز ور.خم» نطق بها “جـعفر” بنبرةٍ با.ردة دون أن يكتر.ث إليه فهو يعلم أن الآخر يمازحه وكذلك هو والآن لن يحدث شيء إن مازحهُ قليلًا، جـ ـذبه مرةٍ أخرىٰ وهو يتو.عد إليه أسفـ ـل ضحكات “بـشير” الذي كان يتحرك معه دون إرادته وهو يعلم ما يُفكر بهِ الآخر جيدًا ولذلك لن يحدث شيئًا إن خضـ ـع إليه قليلًا.
____________________________
«”إن كُنْت تظن أن الملتـ ـحي ضعيـ ـفُ الجنا.ح، فيجب إعادة تفكيرك في الأمر مرةٍ أخرىٰ”»
كان “رمـزي” قد أنهـ ـىٰ صلاة الظهر وخرج مِن المسجد بهدوءٍ في طريقه إلى منزلهِ الذي يقبع على مسافة عدة خطوات، كانت رأسه سا.كنة يَعُمـ ـها السلام والهدوء، حتى جاء مَن يُعَكـ ـر صفو.ها ضا.ربًا تلك الراحة عر.ض الحائط
بينما على الجهة الأخرىٰ كان هذا المد.عو “عـصفورة” يقف أمام “شـاهي” يمـ ـنع طريق سيرها حينما أعتر.ض طريقها وهي ذاهبة إلى ولدها وقد يبدو أنه تخطـ ـىٰ الحـ ـدود هذه المرة فقد بدأ يتطفـ ـل على حياة الآخرين دون وجه حـ ـق وحينما رأىٰ “رمـزي” هذا المشهد شـ ـد خطواته إليهما يقف حا.ئلًا بينه وبين والدة صديقه التي كانت لا تفهم شيئًا
«خير يا “عـصفورة”، في حاجه؟» نطق بها “رمـزي” بنبرةٍ متر.قبة وحذ.رة وهو ير.مقه بنظراتٍ مشتـ ـعلة فـ حينما طا.ب في خا.طره أنه ينتو.ي على أذ.ية والدة صديقه تد.فقت الد.ماء في رأسه مشكـ ـلةً ثو.رانًا عنـ ـيفًا جعل الطـ ـنين يحتـ ـل أذنيه
«جر.ىٰ إيه يا شيخنا، مش ناوي تخلّيك فـ حالك بقى وتفـ ـكك مِن جَو التطـ ـفل دا شويه» نطق بها “عـصفورة” بتهـ ـكمٍ وسخـ ـريةٍ واضحةٍ على نبرة صوته جعل “رمـزي” ير.فع حاجبه الأيمن عا.ليًا مستنكرًا تلـ ـقيه لتلك الكلمات وكأنه قا.ب قو.سين أو أد.نىٰ
«واللهِ، واللي بتعمله دا إيه، بتشوفها محتاجه إيه فـ بيتها عشان توفرهولها ولا إيه مش فاهم، تكونش تبع جمعية خيرية وانا يا عيني معرفش وظا.لمك، بقولك إيه يَلّا، أستر.جل، ها، أستر.جل عشان متتعـ ـلمهاش على إيدي انا صبري لُه حد.ود أقسم بـ رب السماوات السبع لو جبت أ.خري واللهِ العظيم لتشوف وش عُمرك ما تتخيل إنك تشوفه على إيدي، انا بحلف ومتخلنيش أوصل لـ النقـ ـطة دي ومَلكش دعوة بالسـ ـت دي تاني أي حدّ يخـ ـص “جـعفر” مَلكش علا.قة بيه، عشان منعملش عليك حفلة ويبقىٰ هو مؤسسها، مش عشان شيخ وبدقن وهادي هتسو.ق العو.ج، اللهم بلغت اللهم فاشهد»
أنهـ ـىٰ حديثه التحذ.يري الذي أ.خذه سلا.حًا ها.مًا في هذه اللحظة ضـ ـده حتى يستشعر خطو.رة الموقف، فـ “رمـزي” ليس مستعدًا لرؤية تلك السيدة أن تتأ.ذىٰ مِن هذا اللعيـ ـن مهما حد.ث ويعلم أيضًا تمام العلم أن “عـصفورة” لن يهـ ـدأ وكذلك “جـعفر” الذي إن عَلِمَ بشيءٍ كهذا سيجعلها جحـ ـيم على الجميع
ألتفت “رمـزي” إلى “شـاهي” التي كانت تقف خلفه ينظر إليها بعد أن أنهـ ـىٰ حديثه إلى هذا المد.عو “عـصفورة”، أبتسم إليها بودٍ وكأن شيئًا لَم يَكُن وأشار إليها متحدثًا بنبرةٍ هادئة:
«أتفضلي هَوصلك لحد البيت»
شعرت “شـاهي” بالغرابة ولَكِنّ تذكّرت أنها رأته حينما كان يُلـ ـقنهم درسًا قا.سيًا في هذا اليوم الذي تو.فىٰ بهِ والد “بـيلا” ولذلك سارت معه بهدوءٍ شـ ـديدٍ د.ون أن تتحدث، ولَكِنّ شعرت بالقـ ـليل مِن الخو.ف فهي لا تعلم مَن يكون ومِن المتو.قع أن يكون نا.صبًا فـ ـخًا إليها خصيصًا أن ولدها لَم يقم بتعريفها على أصدقائه حتى الآن أو أيٍ مِن معارفه الذين تربىٰ هو وسطهم
شعرت بإهتـ ـزاز هاتفها داخل حقيبتها لتقوم بإخرا.جه سريعًا مِنها لترىٰ ولدها المتصل، ولذلك شارعت هي في الردّ عليه بقولها المتلهف:
«أيوه يا “يـوسف”، انا بخير الحمد لله يا حبيبي طمني عليك وعلى أختك، يارب دايمًا يا حبيبي، لا انا جايه أهو فـ الطريق بس مش عارفه حاسه إني تو.هت و “جـاد” وعمك ومرات عمك و “مـؤمن” لسه قدامهم شويه عقبال ما ييجوا وانا بصراحة مقدرتش أستنى قولت أسبقهم انا وأجيلك بنفسي بس شكلي كدا تو.هت، مش عارفه واللهِ بس معايا شا.ب كدا مِن سنك وعنده دقن ولابس جلابيه»
ر.مقت “رمـزي” بطرف عينها لتراه مبتسم الوجه لتسمع ولدها يحا.دثها لتقول هي بأستنكا.رٍ:
«صاحبك، يكونش واحد تاني وأنتَ أتلغـ ـبطت، دا شيخ يا “يـوسف” وبصراحة كدا يعني شكله ميديش إنه صاحبك شوف انا معرفكش أوي بس مش جايه معايا سكـ ـة، هو كان في واحد كدا أعوذ بالله وقفني ومعرفش كان عايز إيه واللهِ أول مرة أشوفه وهو الله يباركله جه حاشه عنّي وقعد يحذ.ره كدا يعني حسيت إن فيه حو.ار كدا انا لسه معرفهوش، معرفش بس قال أسمه “عـصفورة” باين حاجه زَّي كدا، لا متخا.فش معملش حاجه صاحبك دا جه وز.عقله وقعد يهـ ـدده وكدا، لا معايا قالي هيوصلني، حاضر يا حبيبي مش عايز أجيبلك حاجه وانا جايه، بجد واللهِ شوف مراتك كدا يمكن محتاجه ومحر.جة، طيب يا حبيبي مع السلامة»
أبعدت الهاتف عن أذنها وأغـ ـلقت مكالمتها مع ولدها ثم وضعته في حقيبتها مرةٍ أخرىٰ لتسمع “رمـزي” الذي كان مبتسم الوجه وبشو.شًا يقول:
«هو انا بأما.نة يعني معرفش صاحب الوا.د دا إزاي، بس الشهادة لله أبنك أبو الرجو.لة والشها.مة كلها والحارة كلها تشهـ ـد بكدا كمان، انا صاحبه مِن أيام ما كنا أطفال صغيرة»
أنتبهت إليه “شـاهي” التي قالت بنبرةٍ هادئة تطرح عليه بعض الأسئلة لترضي فضولها الذي بدأ يتأ.كلها في معرفة كيف يكون هذا الشا.ب الهادئ الملتز.م صديق ولدها الذي يبدو عليه الطـ ـيش والتهو.ر
«هو أنتَ أزاي صاحب “يـوسف” أبني، يعني شكلك ما شاء الله متد.ين وملتزم وهادي وعا.قل، إنما “يـوسف” ابني آه معرفهوش أوي بس شكله كدا طا.يش ومتهو.ر وعصـ ـبي يعني عكـ ـسك فـ كل حاجه»
أبتسم “رمـزي” فهي حقًا محقة في حديثها ففي منظو.ر الجميع هما متنا.قضين في كل شيء حتى تفكيرهما، ولَكِنّ ثمة شيئًا ما يجمعهما، ألا وهو ر.دّ الحقو.ق مِن بر.اثين العد.و مهما كان
«بصراحة حضرتك صح فـ كل حاجه، انا أعرف “جـعفر” مِن لمَ كنا صغيرين كدا كنا ومازلنا شلة كدا مكونة مِن أربعة وانا خامسهم، بس انا للأ.سف بعد مو.ت والدي خدت والدتي وسافرنا السعودية وقعدت هناك كتير أوي، مر.جعتش غير وانا شا.ب تلاتين سنة بعد ما كُنْت ماشي وانا لسه مدخلتش سن العشرين، لمَ رجعت بقىٰ قابلت “جـعفر” فـ المقا.بر وكان معايا والدتي، كان بيز.ورك قبل ما يعرف إنك لسه عا.يشه، وقتها كُنْت معرفهوش لأننا كبرنا وشكلنا أتغـ ـيَّر، كان بيعـ ـيط بطريقة غير طبيعية وكأن الحياة خلاص سا.بته بعد ما الكل دا.س عليه ودو.قه مِن القسو.ة لحد ما قال يا بس، وقتها قدرت أتعرَّف عليه ومِن وقتها بقينا مع بعض فـ أي حاجه، “جـعفر” مِن جوا.ه شا.ب نضـ ـيف وقـ ـلبه أبيـ ـض بس اللي شافه مكانش هَـ ـين أبدًا وبسـ ـبب الظروف دي د.فن نقا.ءه وشبا.به والطفل الصغير جو.اه وصدر للكل الوش اللي مبير.حمش، بس انا واثق وعندي يقـ ـين كبير إن رجو.عك هيغـ ـيَّر فيه كتير أوي»
أنهـ ـىٰ حديثه تزامنًا مع وقو.فه أسفـ ـل بِنْاية صديقه وبرفقتهِ “شـاهي” التي كانت تستمع إليه بإنصا.تٍ شـ ـديدٍ تُحاول الأستماع إليه أكبر فترة ممكنة دون أن تقا.طعه حتى تعلم الكثير والكثير عن ولدها الحبيب الذي مازال مجهو.لًا وغا.مضًا أمامها حتى الآن
«مِن عند المد.عوق ابن المد.عوق “عـصفورة” لحد هنا ميكملش خمس دقايق على بعض، خدت أُمي وروحت فين يا “شيخ رمـزي” يا اللي بناخدك قد.وة ومَثَل، أكمنها حلوة يعني وعيونها زر.قة تنسىٰ نفسك ولا إيه طب دي قد أ.مّك حتى»
نطق بها “جـعفر” الذي كان واقفًا في الشرفة ينتظر قدومها حينما هاتفته وأخبرته أنها قادمةٌ إليه، ر.فعا رأسيهما ينظران إليه ليبتسم إليه “رمـزي” قائلًا:
«انا وهيَّ بقينا صحاب خلاص، أعمل حسا.بك مِن دلوقتي والصحاب مبيخبو.ش على بعض حاجه»
أغـ ـلق “جـعفر” عينيه نصف غـ ـلقه ور.مقه بشـ ـكٍ واضح مستردًا حديثه الذي كان بهِ بعض الغمو.ض قائلًا:
«أنتَ شكلك لبخـ ـت فـ الكلام ونسيت نفسك، وربنا المعبود لـ يكون الحسا.ب بينا تقـ ـيل يا ابن “نـجلاء”، أتـ ـقل، أطلعي يا “ماما” يلَّا يا حبيبتي وانتَ يَلّا شوف هتنيـ ـل إيه وحسا.بنا بعدين مع بعض وانتَ فاهم انا قصدي إيه»
ضحك “رمـزي”بـ غُـ ـلبٍ على أمـ ـره بعد أن نظر إليه وقال بنبرةٍ بها أ.ثر الضحك:
«واللهِ كُنْت ناوي أخبي فعلًا وأداري على الموضوع عشان ميكـ ـبرش على الفا.ضي وانتَ بسم الله ما شاء الله بجد ما بتصدق تلاقي حاجه تشـ ـبط فيها زَّي العيل الصغير، بس تمام انا هستناك»
«على بيتك يا “رمـزي” عشان مراتك عايزاك أحسنلك» نطق بها “جـعفر” بتحذ.يرٍ شـ ـديدٍ تلقاه الآخر الذي ضحك وقام بتود.يعه وذهب، بينما ولج “جـعفر” إلى الداخل مقتربًا مِن باب شقته يفتـ ـحه منتظرًا وصول “شـاهي” إلى طابقهِ، لحظات وظهرت بالفعل أمامه مبتسمة الوجه لتعـ ـلو أبتسامته سريعًا ثغره ثم ضمها إلى أحضانه مُرحبًا بها بحبٍّ شـ ـديدٍ وحفاوة
أغـ ـلق الباب خلفه ثم سار معها إلى الداخل وهو يغا.زلها بعد أن أد.هشته هيئتها الجميلة التي مازالت تحتفظ بها منذ عدة سنوات مضت لتعلـ ـو ضحكاتها دون أن تتحدث، جلست على الأريكة ليجلس بجوارها مبتسم الوجه ليجدها تسأله عن شقيقته التي لَم ترها حتى الآن، حينما أبتسم هو بتهـ ـكمٍ واضحٍ وأجابها قائلًا:
«بعيـ ـد عنك، أصل “سـراج” عنده نقـ ـص حنية فتلاقيه متبـ ـت فيها دلوقتي»
تعا.لت ضحكاتها حينما أردف ولدها بهذه الكلمات، خـ ـرجت “بيلا” مِن المطبخ كي تستقبلها مبتسمة الوجه، ضمتها “شـاهي” إلى أحضانها وربتت على ظهرها برفقٍ لتقول مبتسمة الوجه:
«لا بس النهاردة وشك منو.ر والضحكة حلوة أهي عن المرة اللي فاتت إيه السر يا ترىٰ»
أنهـ ـت حديثها وهي تر.مق ولدها بطـ ـرف عينها ليضحك هو بدوره هذه المرة بعد أن تمتـ ـم بعدة كلمات غير مسمو.عة، بينما نقـ ـلت هي نظراتها بينهما وهي مبتسمة لتضـ ـطر “بيلا” أستئذانها والعودة إلى مطبخها سريعًا بعد أن رأت أنها محا.صرة ولَن تستطيع قول شيءٍ لها، فيما نظرت الأخرىٰ إلى ولدها الذي ضحك مِن جديد وقال:
«واللهِ ما عملت حاجه انا طيب وغـ ـلبان حتى»
«هحاول أصدقك رغم إن وشك ميقولش كدا» نطقت بها “شـاهي” التي كانت ما تزال تر.مقه نظراتٍ خبيـ ـثة بعض الشيء، جلست مِن جديد على الأريكة لتسمع صوت جرس المنزل يرن عا.ليًا يعلن مَن في الداخل على قدوم زائرٍ إليهم، ترك هو والدته وتقدم مِنهُ يفتـ ـحه ليجد الطارق “مـها”، أفسـ ـح إليها الطريق وهو يهتف سا.خرًا بعد أن تبد.لت معالم وجهه ونبرة صوته إلى السخر.ية والتهـ ـكم قائلًا:
«أخيرًا سا.بك، دا انا قولت هيفضل متبـ ـت فيكِ لحد الأسبوع اللي جاي، شكله يا قلـ ـب أمّه لسه مش مد.رك إنه ر.دّك تاني، معذ.ور الرا.جل برضوا دا حا.لُه كان يصـ ـعب على اليهـ ـودي»
أنهـ ـىٰ حديثه السا.خر وهو يرىٰ شقيقته تضم والدتها ترحب بها بحبٍّ واضحٍ ثم بعد أن أنتهـ ـت ألتفتت إلى أخيها تضـ ـربه بقبـ ـضتها على كتفه بحـ ـنقٍ تهتف بنذ.قٍ:
«تعرف تخلّيك فـ حالك شويه ومَلكش دعوة، معرفش مضا.يق ليه بصراحة، حاجه غر.يبة زَّيه زَّيك ما انتَ بتتبـ ـت فـ “بيلا” ومبنفـ ـتحش بو.قنا ولا هو حلو ليك وو.حش لغيرك»
أبتسم “جـعفر” أبتسامة سو.دا.ء مـ ـريرة وكأن ضا.لته قد ظهرت ليجـ ـذبها بدون سا.بق إنذ.ار مِن ملابسها يحا.وط عنـ ـقها بذ.راعه متحـ ـكمًا في حركة جسـ ـدها وقال بنبرةٍ يملؤ.ها الغيـ ـظ:
«مش ملاحظة إنك مِن ساعة ما أتجوزتي البأ.ف دا وانتِ قلبك قو.ي أوي وشوفتي نفسك عليا، نسيتي يا بـ ـت كُنْت بعمل فيكي إيه ولا لا، كُنْت بجيبك مِن شعـ ـرك كدا ومحدش كان بيقد.ر يحو.شك مِن إيدي، شكلك بتقولي يا شـ ـر أشطَـ ـر وانا لو طا.وعت شيطا.ني هنز.عل مِن بعض»
نهضت “شـاهي” وهي تحاول الفصـ ـل بينهما وكأنهما طفلان صغيران في الروضة أحدهما تناول فطور الآخر وسارع الآخر في ر.دّ حـ ـقه مِنهُ، وفي ذلك الوقت أبىٰ هو أن يتر.كها حتى ير.دّ إليها الصا.ع أثنين، جـ ـذبت هي رأ.سه وهي تقسم على عد.م تر.كه ليشـ ـتد العر.اك بينهما وتز.داد المطا.ردة التي لن تنتهـ ـي إلا بفوز واحدٍ مِنهم
«متشوفش نفسك عليا يا حبيبي عشان متز.علش، “مـها” بتاعت زمان مش “مـها” بتاعت دلوقتي فـ أهـ ـدى على نفسك كدا عشان متز.علش انتَ مِني» أنهـ ـت “مـها” حديثها وهي مازالت ممسكةٍ بـ رأ.سه تقسم على عد.م تركه حتى يتركها هو أولًا، بينما كانت “شـاهي” تحاول الفصـ ـل بينهما بـ أية طريقة وكأنهما طفلين صغيرين وليسا شا.ب وفتا.ة كبيـ ـران
«بس خلاص أنتَ وهيَّ إيه للدرجة دي مخـ ـكم صغير مستنيين لبعض غـ ـلطة صغيرة، خلاص يا “يـوسف” سيبها مش معقول كدا يعني» نطقت بها “شـاهي” تحاول الفصـ ـل بين الشقيقان اللذان يتو.عدان إلى بعضهما البعض الآن بالو.يلات
«هو دا كدا حاجه يا “طنط”، مشوفتيش “جـعفر” كان بيعمل فيها إيه، ولا كأنها مرات أبوه مش أخته» نطقت بها “بيلا” التي خـ ـرجت مِن المطبخ مؤ.خرًا تتجه إلى غرفتها تُحا.دث والدة زوجها وهي تَـ ـمُر بجوار زوجها وشقيقته اللذان كانا لا يريدان الأستسـ ـلام إلا بفوز واحدٍ مِنهما
تفاجئت “شـاهي” التي عادت ببصرها إلى ولديها وهي تنتـ ـوي فـ ـض هذا الأشتـ ـباك على طريقتها الخاصة، بينما كانا الإثنين يتو.عدان لبعضهما البعض حتى تفا.جأ بـ الذي يسـ ـقط على جـ ـسدهما مِن الخـ ـلف ولذلك أضطـ ـرا الإثنين إلى ترك بعضهما البعض والألتفا.ت إلى الفا.عل الذي لَم يَكُن سوىٰ “شـاهي” التي كانت تعقد ذراعيها أمام صد.رها تنظر لهما بضـ ـيقٍ وحِـ ـدة
«جر.ىٰ إيه يا “شـاهي” في إيه؟» نطق بها “جـعفر” بأسلوبه السو.قي المعتاد وكأنه لا يُحا.دث والدته إنما يُحا.دث أخرىٰ قد أر.تكبت جـ ـريمة شـ ـنيعة في حقـ ـه، جحـ ـظت عينيها وهي تنظر إليه بعد.م أستيعاب، أهذا “يـوسف” الذي يُحا.دثها هكذا أم أنها تتخيـ ـل ذلك، أصا.بتها الدهشة حتى أنها لَم تتحدث وتُجيبه، خر.جت “بيلا” في هذه اللحظة وهي تضـ ـربه بغـ ـضبٍ على ذراعه وهي تر.مقه نظرة قا.تلة لينظر هو إليها وير.دّها إليها قائلًا:
«جر.ىٰ إيه يا حلوة انتِ كمان في إيه»
تو.قفت هي بعد أن كانت متجهة إلى المطبخ لتر.مقه نظراتٍ قا.تلة وتنظر إلى ذراعها الذي ضـ ـربها عليه لحظات ثم إليه مرةٍ أخرىٰ وهي تشعر بالغـ ـضب يتفا.قم داخلها تجاهه، تر.كت ما بيدها ثم وقفت أمامه مباشرةً تنظر إليه نظراتٍ حا.دة، تد.خلت “مها” تفصـ ـل بينهما قبل أن يتشا.جرا الآن ويعلـ ـو صوتهما ويتم فضـ ـحهم
«انتِ مالك انتِ واحد ومراته أقعدي على جنب متقر.فيناش لسه دورك مجا.ش» أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه وهو يد.فعها بعـ ـيدًا عن مر.ماه وعاد يرىٰ الأخرىٰ التي كانت مازالت على حالها بشكلٍ أوضح، تفا.جئت كلًا مِن “شـاهي” التي ترىٰ معاملة ولدها تلك لأول مرة لتنظر إلى أبنتها وهي مازالت مصد.ومة لتقول:
«دا بجد اللي عيني شيفاه دا، هو بيتكلم جَـ ـد ولا بيهزر؟»
«دا واحد د.ماغه تعبا.نه محتاج يتعا.لج» نطقت بها “مـها” تُجيب والدتها وقبل أن تقول شيئًا آخر شعرت بيـ ـده تقبـ ـض على خصلاتها الحر.يرية النا.عمة والطو.يلة يجـ ـذبها مِنهُ لتصر.خ هي بتفا.جؤ وهي تنظر إليه تضع يدها على يده تحاول تحـ ـرير خصلاتها مِن قبـ ـضته أسفـ ـل نظرات “شـاهي” التي دا.فعت عن أبنتها وعنـ ـفته بقولها إليه
صد.ح رنين جرس المنزل الد.اخلي يرن عا.ليًا يعلنهم عن وصول زائرٍ، تقدمت “بيلا” مِنهُ وفتـ ـحته لتبصر “سـراج” الذي و.قعت أنظاره على زوجته التي كانت أسفـ ـل قبـ ـضة أخيها، صُدِ.مَ لبضع لحظات ولَكِنْهُ أستفاق سريعًا وتقدم مِنهما يفصـ ـل بينهما ويقف حـ ـصنًا منيـ ـعًا أمام زوجته في مو.اجهة الآخر الذي نظر إليه سا.خرًا وهتف قائلًا بتهـ ـكمٍ واضحٍ:
«البأ.ف بتاعك شَرَ.ف، لِـ ـمّ مراتك يا بأ.ف بدل ما ألـ ـمها انا وتر.جع تز.عل فـ الآخر»
«إيدك الحلوة دي تحا.فظ عليها وتخلّي بالك مِنها عشان متز.علش عليها فجأ.ة، ولو على مراتي فهي ملمو.مة الدور والباقي عليك يا هُزُ.ق» أنهـ ـىٰ “سـراج” حديثه بنبر.ةٍ متهـ ـكمة وهو ينظر إليه ثم تبد.لت معالم وجهه سر.يعًا إلى أخرىٰ حا.دة، فهو لا يُحبّ رؤية زوجته هكذا حتى ولو كان أخيها ويمزحان هذا يشعره بالغضـ ـب فـ أسو.أ ما يمقـ ـته أن يقترب أحدٌ مِنها هكذا ويتطا.ول عليها بالأ.يدي
حـ ـرب المُقل قا.ئمة بين الإثنين في تحـ ـديٍ سا.فر كل مِنهما يريد فر.د سيطـ ـرته وهيمـ ـنته على الآخر، ألتفت إلى الأخرىٰ التي كانت تقف خلفه ليراها تنظر إليه وخصلاتها مبـ ـعثرة بفعل أيا.دي الآخر، ر.فع كفيه ورتب إليها خصلاتها البُنية الفا.تحة بهدوءٍ ليرىٰ عينيها تضحك إليه قبل فمها ولذلك أبتسم إليها بحنوٍ دون أن يتحدث
«رتب يا خويا رتب، رتب الشعر اللي راحت صر.فت فلوسك كلها عليه رتب، ما هو برضوا دول عشر آلآف جنيه، حرا.م ميجـ ـيبوش نتيجة، رتب يا مد.لع» أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه الساخـ ـر إليه الذي يُشـ ـعل فتيـ ـلة الآ.خر، أكمل بالفعل “سـراج” ترتيب خصلاتها برفقٍ ثم في النها.ية ضمها إلى أحضانه بذراعه يُلثم جبينها ووجنتها ثم ألتفت بعد ذلك إلى الآخر وهتف بنبرةٍ با.ردة:
«لمَ أبقىٰ دا.فع مِن جيب أهـ ـلك أبقىٰ أتكلم، غير كدا تخر.ص ومسمعش صوتك»
«مش بقولك متد.لع ومد.لعها، انا لو مِنك كُنْت زماني قا.تلها» هتف بها “جـعفر” بسخـ ـريةٍ لاذ.عة ليس وكأن التي يتحدث عنها تلك شقيقته، أبتسم “سـراج” إليه بسمةٍ صفـ ـراء وقال:
«متد.لع وبد.لعها مال أهـ ـلك بتتحشـ ـر ليه، وبعدين فد.اها عُمـ ـري كله كمان مش فلوسي بس هي بتعمل كل دا لمين يعني مش ليا وانا را.ضي ومبسوط يبقىٰ تهـ ـدىٰ وتخلّيك فـ حالك عشان شكلك محـ ـروق أوي المرة دي»
عاد ينظر إلى “مـها” التي كانت ملتزمة الصمت إجابة على ما يحدث حولها ثم مسّد على ذراعها برفقٍ ولثم جبينها مرةٍ أخرىٰ وقال بنبرةٍ رخيمة:
«فد.اكِ أي حاجه ولا يهمك أخوكِ طول عمره بصور.م إيه الجديد يعني»
تلقـ ـىٰ ضـ ـربة عنيـ ـفة على ظهره جعلته يتأ.وه عا.ليًا، ألتفت إليه ينظر إليه بغضـ ـبٍ ليرىٰ البر.ود عنوان الآخر، مدَّت “مـها” كفها تمسّد على ظهر زوجها برفقٍ تخـ ـفف آلآ.م ظهرهِ، أبتسم “جـعفر” وقال بنبرةٍ باردة:
«معلش، أصلي مغـ ـلول مِنك»
«وربنا المعبود لـ أوريك، انا بس عامل حسا.ب إن السـ ـت الوالدة واقفة غير كدا أقسم بالله كُنْت وريتك الغـ ـل على حـ ـق» نطق بها “سـراج” وتأ.لم بسـ ـبب قو.ة ضـ ـربة الآخر
«تسلم يا “سـراج” على ذوقك، عندي انا دي، حـ ـقك انا هجيبهو.لك مِن “يـوسف”، ويوريني عر.ض كتا.فه، وشغـ ـل العـ ـربجة دا يا حبيبي مش عليا، انا “شـاهي” ها» نطقت بها “شـاهي” وهي تنظر إلى ولدها الذي لَم يكتر.ث لحديثها وجلس ببر.ودٍ على المقعد يضم صغيرته إلى أحضانه يُلثم وجنتها بـ قْبّلة عمـ ـيقة حنونة ليراها تبادله قْبّلته بأخرىٰ رقيقة
_______________________
«”انا الفريد مِن نوعي دومًا”»
كانت “زينة” تضع صحون الطعام على سطـ ـح الطاولة ويعاونها “فريد” الذي لَحِقَ بها إلى الداخل مرةٍ أخرىٰ وهو يهتف بقوله:
«كان لازم تعزمي “مُنصف” يعني، ما كان كفاية “شيرين” طيبة وبشوشة، أحسن مِن بو.ز الإ.خص اللي متجوزاه دا»
«لاحظ يا “فريد” إنك بتتكلم على ابني، متخـ ـبطش فـ الكلام» نطقت بها “زينة” بضـ ـيقٍ بعد أن رأته يُهـ ـين ولدها الحبيب، نظر إليها ثم أقترب مِنها حتى وقف بجوارها وقال:
«مش قصدي واللهِ، انا بتكلم كـ نوع مِن أنواع الهزار مش أكتر، بعدين على يد.ك أديكي شايفه بيعاملني أزاي، وكأني وا.كل ور.ثه»
«ما انتَ عارف “مُنصف” يا “فريد” مش جديد عليك يعني»
«أيوه يا “زينة” أبنك وكل حاجه بس يبطـ ـل يحط نقـ ـره مِن نقـ ـري مش معنى إني ساكت يعني أبقىٰ ضعـ ـيف الجنا.ح زَّي ما بيقولوا، مسيري هفا.جئه فـ مرة المبـ ـقع دا، يصبر بس شويه كمان»
أنهـ ـىٰ “فريد” حديثه وهو يتو.عد إلى الآ.خر بالو.يلات لتر.مقه الأ.خرىٰ نظرةٍ ذات معنى ولَم تتحدث يكفيها ما تعيش بهِ، خرج “فريد” وهو يضع الصحن على الطاولة ليسمع صوت رنين جرس البيت يرن عا.ليًا يعلنهم عن وصولهم، تحرك تجاهه بخطىٰ هادئة وهو يزفـ ـر بعمـ ـقٍ ثم أمسك بمقـ ـبض الباب وحركه ليُفتح الباب ويرىٰ الآ.خر يقف أمامه يحمل صغيرته بين ذراعيه ير.مقه نظرةٍ خـ ـبيثة
زفـ ـر “فريد” وتنحىٰ جانبًا وهو يتمتـ ـم بضـ ـيقٍ بعدة كلمات غير مفهو.مة ليدلف الآخر وهو يتحدث بنبرةٍ عا.لية قائلًا:
«جوزك أتجـ ـنن يا “زوزة” وبيكلم نفسه ألحـ ـقيه على السرا.يا الصـ ـفرا بسرعة الحا.لة تعبا.نة وفـ الناز.ل»
شعر “فريد” بالغضـ ـب لير.مقه نظرةٍ مشـ ـتعلة وهو يحاول قدر المستـ ـطاع التما.سك والتحلي بالصبر فلن يجعله ينال ما يسعـ ـىٰ إليه بهذه السهولة، دلفت “شيرين” وهي مبتسمة موجهة حديثها إلى “فريد” قائلة:
«مساء الخير يا أونكل “فريد”»
«مساء النور يا “شيرين” نوَّرتي» ردّ عليها “فريد” مبتسم الوجه إليها لتدلف تلحق بزوجها الذي دلف إلى المطبخ حيث تقبـ ـع والدته ليقف خلفها وينحني بجـ ـذعه نحوها يُلـ ـثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة أتبعها قوله:
«واحشني يا جميل أهو.ن عليك متسأ.لش عليا كدا يعني، ولا يكونش جدو عملك غسيـ ـل مـ ـخ»
«الصبر مِن عندك يا رب» نطق بها “فريد” بنبرةٍ يملؤ.ها الضيـ ـق بعد أن أستمع إلى حديث الآ.خر الذي شعر بالسعادة فور أن عَلِمَ أنه أغـ ـضبه
«واللهِ يا حبيبي ما حدّ يقد.ر ينسـ ـيني حبيبي ونور عيني، انا بس اللي مشغو.لة الفترة دي شويه ومش فا.ضية، المهم طمني عليك» أنهـ ـت حديثها وهي تلتف إليه لتراه يقف مبتسم الوجه يحمل صغيرته على ذراعيه وبجواره “شيرين” التي أقتربت مِنها ترحب بها وتطمئن عليها بوِّدٍ لتباد.لها الأ.خرىٰ الترحيب والأطمئنان عليها
«انا بقيت كويس أوي بعد ما لقيت كل الأكل اللي بحبّه معمول، بقولك إيه يا “زوز” الأكل دا لو فا.ض مِنُه هحطه فـ كياس سو.دة واخده معايا» نطق بها “مُنصف” الذي كان يتفحص أواني الطعام يرىٰ ما فعلته أمّه برضا
«كياس سو.دة، تصدق انتَ مـ ـعفن صحيح» نطق بها “فريد” ببر.ودٍ وهو ينظر إلى الآخر الذي تجا.هل حديثه وتوجه إلى الثلاجة يفتـ ـحها ليرىٰ الحلوىٰ التي يعشـ ـقها في أنتظاره هي وبعض المشروبات الغازية، ألتمـ ـعت عينيه بوميضٍ معلوم، وكأنه طفلٌ صغير قد كا.فئته والدته على حُسن سلو‘كه
«بقولك إيه يا “زوز”، انا شايف إننا نطر.د “فريد” وأخد انا منا.به، انا الشغـ ـل ها.لكني وعايز أتغذىٰ أوي الفترة دي عشان بعمل مجهـ ـود كبـ ـير أوي» نطق بها “مُنصف” بعد أن جلسوا على المقاعد لبدء تناول الغداء ليرىٰ الشـ ـرار يتطا.ير مِن مُقلتي الآ.خر القا.بع أمامه ليبتسم إليه سـ ـريعًا ويسأله إن كان مُحق أم لا
«يلَّا يا حبايبي بسم الله كُولوا لحد ما تشبـ ـعوا انا عاملة الأكل لمين يعني» هكذا تفوهت “زينة” لينظر إليها “فريد” بشـ ـرٍ وقد رآها تنحا.ز إلى صفو.ف ولدها الذي ضحك عا.ليًا وهو يرىٰ الصد.مة هي عنوان الآ.خر الذي كان صا.متًا طوال الوقت
«إيه في إيه جا.يين على أونكل “فريد” كدا ليه أكمنه طيب يعني ومبيتكلمش» هكذا دا.فعت “شيرين” عن “فريد” الذي رأىٰ الأخرىٰ تأخذ صفو.فه ليشعر بالأنتصا.ر وير.مق الآ.خر بتهـ ـكمٍ وكأنه يخبره أنه أخذ زوجته في صفو.فه
«مين دا اللي طيب، دا جبر.وت انتِ متعرفيش حاجه يا هـ ـبلة» نطق بها “مُنصف” الذي نظر إليها بغـ ـيظٍ لتبتسم هي بسخـ ـريةٍ وكأنها تخبره أهوَّ الذي يتسم بتلك الصفات أم أنت، كاد أن يُبر.ء نفسه ولَكِنّ مـ ـنعته والدته التي هتفت قائلة:
«خلاص مش هنتخا.نق يخر.بيت “فريد” وسـ ـنينه السو.دة»
ألجمـ ـت الصد.مة “فريد” الذي جحـ ـظت عينيه فجأ.ة وتو.قف الطعام في حلقـ ـهِ يُحاول أستيعا.ب ما قالته زوجته منذ ثوانِ، فيما نظرت إليها “شيرين” ومعها “مُنصف” الذي نظر إلى “فريد” ليراه ينظر إلى والدته بصد.مةٍ حقيقية لتَمُر ثوانٍ وتتعا.لىٰ ضحكات “مُنصف” عا.ليًا وهو لا يُصدق ما يراه ويسمعه
«إيـه فـي إيـه هـوَّ كـلـه عـلـى ز.فـت؟» هكذا نطق بها “فريد” بنبرةٍ غا.ضبة بعد أن رأىٰ الجميع ضـ ـده حتى زوجته التي كان يضع آماله بها رأها تأخذ صفوف ولدها، شعرت “شيرين” بالشـ ـفقة عليه وبجوارها “مُنصف” الذي كان ينظر إليه مبتسم الوجه وهو في أكثر اللحظات سعادةً الآن.
_______________________
«”كان يتمنىٰ نجمة فأعطاه الله قمرًا”»
كان يجلس في ركنه المحبب والذي خصصه لعبادة ربه يستند بظهرهِ على الجدار ذو اللو.ن البيچ وأمامه الحا.مل الذي يعتـ ـليه مصحفه يقرأ آيات الذكر الحكيم بصوته العذ.ب الذي يُر.يح القلوب المعذ.بة مِن قسو.ة الحياة كي يجعل السكـ ـينة والراحة تسكـ ـنه، كان يجلس وبجواره صغيرته “قـمر” التي كانت سا.كنة على غير العادة تستمع إلى صوته الذي كان رائعًا وبشـ ـدة جا.علًا الطفلة الصغيرة تستـ ـكين
بعد القليل مِن الوقت أنهـ ـىٰ “رمـزي” قرأته وأغـ ـلق المصحف وهو يذكر ربه لتقـ ـع مُقلتيه على صغيرته التي كانت تنظر إليه، أبتسم إليها بحنوٍ ثم مدَّ كفيه نحوها يحملها برفقٍ وهو يُسمي الله ليضمها إلى أحضانه ممسّدًا على ظهرها برفقٍ وهو ينظر إليها يراها تضع رأسها الصغيرة على صدره فـ أصبحت هذه حركتها المفضلة مؤ.خرًا حينما تشعر بالأ.مان دا.خل أحضان والدها
لثم رأسها بـ قْبّلة حنونة وهو يمسّد بـ كفه على رأسها وظهرها وهو يقوم بتحـ ـصينها مِن أي مكـ ـروهٍ قد يُصـ ـيبها مستعـ ـينًا بالله الذي إذا أراد شيئًا أن يقول لهُ كُن فيكون، ظلَّ “رمـزي” على وضعيته تلك حتى رأىٰ زوجته “تـسنيم” تولج إليه وبيدها هاتفه الذي كان يرن عا.ليًا يعلنه عن أتصال هاتفي مِن صديقه “جـعفر”، ضغـ ـط على الشاشة برفقٍ ووضع الهاتف على أذنه ليسمع الآخر يها.جمه بقوله المند.فع كعادتهِ:
«أوعىٰ تنسـ ـىٰ إني نسيت اللي حصل الصبح يا شيخنا ها، انا أنسـ ـىٰ أي حاجه إلا اللي يخصـ ـني، فـ يلَّا يا حبيبي زَّي الشاطر كدا تنز.ل عشان انا مستنيك تـ ـحت ولو منز.لتش هطلع أفضـ ـحك يا ابن “نـجلاء”، آه وبالمناسبة، انا وامّك بقينا صحاب أوي، والصحاب مبيخبو.ش عن بعض حاجه واخد بالك انتَ؟»
ضحك “رمـزي” وحرك رأسه بقـ ـلة حيـ ـلة فهو يعلم صديقه جيدًا، زفـ ـر بعـ ـمقٍ ونظر إلى صغيرته التي كانت تتشـ ـبث بهِ وقال بنبرةٍ هادئة متعقـ ـلة عكـ ـس الآخر المند.فع دومًا:
«ما انا لو نز.لت مش هنزل لوحدي، “قـمري” ما.سك فيا دلوقتي وانا بصراحة مقدرش أز.علها عشان أر.ضيك انتَ»
«واللهِ، طب أنز.ل وهاتها وليلتك أسو.د مِن الخَر.وب يا “رمـزي” انا كدا جبت أخـ ـري مِنك» نطق بها “جعفر” الذي تو.عد إلى الآخر بشـ ـدة ليسمع ضحكاته عبر الهاتف ثم أغـ ـلق معه، زفـ ـر “رمـزي” بعمـ ـقٍ ثم نظر إلى صغيرته النائمة في أحضانه ليقول بيأ.سٍ واضحٍ:
«حقـ ـك على را.سي يا “نور عيني” بس أبوكِ ربنا أبتلا.ه بـ صاحب أسمه “جـعفر”، دا أبتلا.ء مِن ربنا انا عارف يا حبيبتي ومش ذ.نبك بس نعمل إيه، را.جل عد.يم الد.م والمشا.عر»
في رد.هة المنزل في الأسفـ ـل
كان “جـعفر” ينتظر “رمـزي” وهو يزفـ ـر مِن الحين إلى الآخر وينظر إلى الدرج المؤ.دي إلى الشـ ـقق في الأ.على، نظر إلى ساعة يده ليسمع أقدام تقترب مِنهُ لينظر نحو الدرج ويرىٰ “رمـزي” ينـ ـزل على الدرج وهو يحمل صغيرته يضمها إلى د.فء أحضانه وكأنه يأخذها در.عًا حا.ميًا إليه وهو ينظر إلى الآخر الذي عقد منكـ ـبيه أمام صدره ينظر إليه بشـ ـرٍ واضحٍ
«واللهِ؟، نازل ومعاك البـ ـت عشان معرفش أقرَّ.ب مِنك يعني، ولو منعـ ـتني عنك دلوقتي هتمـ ـنعني عنك بعدين، انا ناويلك على سو.اد يا “رمـزي” الكـ ـلب» هكذا أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه وهو ينظر إلى “رمـزي” الذي أبتسم إليه أبتسامة منتصـ ـرة لـ يُلثم يد صغيرته النائمة داخل أحضانه وكأنه يشكرها على شيءٍ قامت بهِ في حين أنها فقط نائمة داخل أحضانه
«حبيبة قلب أبوها، ربنا يحفظك ليا يا “نور عيني” وتعيـ ـشي وتد.افعي عن أبوكِ حتى لو مش مد.ركة، بس اللي واقف قدامنا دا سوا.بق ووا.كل حقـ ـنا ومفـ ـتري علينا وظا.لم، مِنه لله الجا.حد دا، إنما انا، انا نسمة واللهِ وابن ناس ومتربي وبخا.ف ربنا، مش زَّي ناس» هكذا حا.دث “رمـزي” صغيرته النائمة داخل أحضانه وكأنها مستيقظة وتتفهم ما يقوله أسفـ ـل نظرات الآخر الذي كان مازال على وضعهِ ينظر إليه متهكـ ـمًا
«زفـ ـت الطـ ـين دا وَ.قَف أمّي ليه؟» هكذا سأله “جـعفر” الذي ر.مقه نظرةٍ ذات معنى منتظرًا إجابة واحدة كي تد.فعه إلى إرتكـ ـاب جر.يمة الآن وهو يتحـ ـجج في هذه اللحظة بأي شيءٍ يستطيع جعله يخـ ـرج ما يكمُن دا.خله، بينما نظر إليه “رمـزي” ورأىٰ الجـ ـدية هي عنوانًا صر.يحًا على معالم وجهه في هذه اللحظة
وبالفعل قـ ـصَّ عليه ما حد.ث وما رأه حتى أخذ والدته وأرشـ ـدها إلى بيت ولدها بعد أن قام بتحذ.ير الآخر مِن عد.م أقترابه لها مرةٍ أخرىٰ، شعر “جـعفر” بالغـ ـضب يتفا.قم داخله مسـ ـببًا إنفجا.رًا قو.يًا داخل رأسه جعله يترك “رمـزي” ويتوجه إلى ذاك الحقـ ـير المدعو “عـصفورة” متو.عدًا إليه بالو.يلات، بينما فَهِمَ “رمـزي” ما سيفعله هذا المختـ ـل ليلحـ ـق بهِ حتى ينـ ـقذ ما يُمكن أن يتم إنقا.ذه
في محل “عـصفورة”
كان يقف أمام تلك العائلة التي جاءت لزيارة ولدهم الحبيب وأبنتهم الحبيبة يمنـ ـعهم مِن التحرك وهو يتو.اقح معهم لمعرفة صـ ـلة القرابة بينهم وبين عد.وه اللد.ود “جـعفر”، لا يكفيه ما يفعله على مدار اليوم بل يتوا.قح ويتد.خل فيما لا يعنـ ـيه بكل تبـ ـجح
«انا مش فاهم انتَ مالك جايين لمين ولا جايين نعمل إيه كانت حارة اللي جا.بوك وانا معرفش؟» هكذا ردّ عليه “جـاد” الذي شعر بالغـ ـضب يتفا.قم دا.خله بسـ ـبب تدخل هذا الحـ ـقير فيما لا يعنيه مِمَّ جعل الآخر يتوا.قح عليه ويقوم بإخـ ـراج مد.يته تزامنًا مع أرتفا.ع شهـ ـقات “وجـيدة” و “نسمة” التي ضمت صغيريها إلى أحضانها بخو.فٍ
جاء في وقته المناسب يقف أمام ابن عمه يدا.فع عنه ضـ ـد هذا الخصـ ـم الحقـ ـير الذي ر.مقهُ بضـ ـيقٍ واضحٍ على معالم وجهه حينما شعر بالإشمـ ـئزاز مِنهُ كونه يفسـ ـد مخـ ـططاته ومتا.عه بظهوره دومًا عا.ئقًا في حياته وهذا بات يغضـ ـبه في الآونة الأخيرة بشكلٍ ملحوظ، خـ ـرجت “بيلا” وبرفقتها “مـها” و “شـاهي” و “سـراج” يشاهدون ما يحدث بعدما طرق “أسـمر” باب منزلهم وأخبرهم بما ينـ ـتوي عليه سـ ـيدهم
«المطـ ـوة دي يا ر.وح أمّك متتر.فعش على فرد يخـ ـصني، دي تتر.فع على الأشكال الز.بالة اللي زَّيك كدا، ولو شايفهم ولاد ناس ومش هيعرفوا يسـ ـدوا فـ وشك فـ أحبّ أقولك نجوم السما أقر.بلك عشان دول يخـ ـصوني، وانتَ عارف أي حدّ يخـ ـصني أتخـ ـدش بنصـ ـب صوا.ن» أنهـ ـىٰ حديثه وهو يسـ ـحب مد.ية الآخر بحركةٍ سر.يعة ود.فعه للخلف يتحـ ـداه أن يقف قبا.لتهِ، وكالمعتاد أجتمع الجميع يشاهدون حفلة مِن حفلات سـ ـيد الحارة التي جعلها مجانية للجميع منذ أن خطـ ـت قدمه على هذه الأرض
كان “جـاد” يقف خلف ابن عمه لا يفهم شيئًا ولَكِنّ رأىٰ العد.اوة القائمة بين الطرفين وشـ ـر الآخر الذي كان لا ينـ ـتوي على خيرٍ معه هذه المرة، تحرك “سـراج” سريعًا كي يذهب إلى صديقه ويقف بجواره دا.عمًا إليه وحا.ميه الأول الذي يكر.هه “عـصفورة” بشـ ـدة، أقترب “رمـزي” سـ ـريعًا مِن “أمّ حسن” يُعطيها صغيرته ويقوم بتوصيتها عليها بينما الأخرىٰ أخذت الصغيرة وضمتها إلى أحضانها تحـ ـميها بينما عاد هو إلى صديقه يد.عمه كـ المعتاد
وسريعًا كان “سـراج” و “حـسن” و “رمـزي” و “مُنصف” و “لؤي” يقفون بجوار صديقهم في شكلٍ مُهـ ـيبٍ وخا.طفٍ للأنفا.س يتر.قبون ر.دّات الآخر التي ستجعل الحـ ـرب تقوم بينهم، ألتفت “جـعفر” إلى أسرته وقال بنبرةٍ جا.مدة لا تقبـ ـل النقا.ش:
«أطلـ ـعوا على فوق يلَّا معنديش حـ ـريم تحضر خنا.قة ولا تقف فـ الشارع، يلَّا على فوق»
نظر “مـؤمن” إلى زوجته ووالدته وأشار لهما بصمتٍ أن ينفـ ـذا حديث ابن عمه وبالفعل أنسحـ ـبت “وجـيدة” ومعها “نسمة” وطفليها إلى منزل “جـعفر” أسـ ـفل نظراته التي تابعتهما حتى أختـ ـفىٰ أثرهما مِن أمامه، عاد ينظر مرةٍ أخرىٰ إلى عد.وه منتظرًا ر.دّة فعله ليجده يقترب مِنهُ يقف قبا.لتهِ وهُنا تأ.هبت الحو.اس والأنظار والتر.قبات، شعرت “شـاهي” بالخو.ف على ولدها الحبيب لتجد “مـؤمن” ومعه “جـاد” يطمئنانها أنهما بجواره
في هذه اللحظة أقترب “بـشير” مِن هذا التجمع ليرىٰ “عـصفورة” يقف في مواجهة “جـعفر” ليراه يد.فعه في صد.ره ير.دّ فـ ـعلته لتجـ ـحظ عينيه بذهولٍ ويقترب مِنهم ينظر إلى “جـعفر” ينتظر ردّ.ة فعـ ـله الحا.سمة على تلك الد.فعة
«اللي عندك أعمله يا حِيـ ـلتها، مش كفاية مستحمـ ـلينك انتَ وقـ ـرفك جاي تجيب العا.هة دول كمان هي نا.قصة»
تعا.لت شهـ ـقات الجميع وتمتـ ـماتهم بعد أن سَمِعوا جملة “عـصفورة” لسيدهم وحا.ميهم الأول والأخير، لا أحدّ يستطيع الو.قوف أمامه والتبـ ـجح بهِ ليأتي هذا “العصفورة” ويقوم بعـ ـملةٍ كتلك دون التفكير في ردّة الفعل الصا.درة مِنهُ، نظر “راضـي” إلى الجميع وهو لا يعلم لِمَ هذا الخو.ف والتفا.جؤ لينظر بعدها إلى ابن أخيه الذي تبد.لت معالم وجهه كليًا ود.ون سا.بق إنذ.ار كان يجذ.به بعنـ ـفٍ ويلكـ ـمه بقو.ةٍ مسقـ ـطًا إياه أر.ضًا
تفا.جئ أولاد عمومته ليروا آخر غير الذي يعلمونه وألتقوا بهِ، كان “جـعفر” وكأنه تلقىٰ الإشارة الخضـ ـراء للأنقـ ـضاض على فر.يسته والأخذ بحـ ـقهِ الذي صمت عنه لمدة طو.يلة، يثأ.ر لنفسه ولشقيقته ولكل ما رأه وعاش بهِ، كان يلكـ ـمه بقو.ةٍ وغضـ ـبٍ د.فين فهو ليس مستعدًا لرؤية عائلته التي حُـ ـرِمَ مِنها طوال حياته تتأ.ذىٰ أمام عينيه وهو يشاهد دون أن يتحدث
أقترب أحد الصـ ـبية مِنهُ للأخـ ـذ بثأ.ر سيده ليجد “جـاد” في موا.جهته والذي لَم يتو.انىٰ وكان يضـ ـربه برأسه يثأ.ر لابن عمه الذي كان كالبر.كان المنفـ ـجر في هذه اللحظة لا يرىٰ سوىٰ مجموعة أشخاص مجـ ـرمين يُحاولون أخذ ما يمتلـ ـكه بالقو.ة ليد.افع هو عن ذويه ويخـ ـرج الأسـ ـد الجا.مح مِن جحـ ـره لينال ثأ.ره، تحرك “سـراج” يدا.فع عن صديقه وهكذا بدأو يضـ ـربون الصـ ـبية الذين تكا.ثروا فجأ.ة لتصبح مشا.جرة حا.دة لأول مرة في “حارة درويش”
لكـ ـم “مـؤمن” الصبي ليتفا.جئ بالذي يقوم بغر.ز مد.يته في ذراعه مِن الخـ ـلف في لحظة غد.ر غير متو.قعة لتعلـ ـو صر.خاته المتأ.لمة وعلى أثـ ـرها ألتفت إليه كلًا مِن “جـعفر” و “جـاد” الذي تفا.جئ وهو يرىٰ المد.ية تُغـ ـرز بعـ ـنفٍ في ذراع أخيه، تحرك “جـعفر” سريعًا يلكـ ـم الآخر بعنـ ـفٍ يسقـ ـطه أرضًا ثم أخر.ج مد.يته هو الآخر وقام بغر.زها في ساق الآخر الذي صا.ح بقو.ةٍ متأ.لمًا ليثأ.ر الآخر لابن عمه
أخرجها “جـعفر” وقام بغر.زها مرةٍ أخرىٰ في ذراعه مثلما فعل مع ابن عمه، ألتفت إليه ليقوم بإخر.اج المد.ية مِن ذراع ابن عمه الذي كان يضغـ ـط على ذراعه يُحاول كتـ ـم تلك الد.ماء التي كانت تسـ ـيل بغز.ارة مِن ذراعه، جلس أمامه القرفصاء يتفحص ذراعهِ بتلهفٍ
«انتَ كويس، حاسس بـ إيه نروح “للدكتور؟”» هكذا تحدث “جـعفر” وهو يسأله بتلهفٍ وخو.فٍ واضح ليبتسم إليه الآخر ويطمئنه بقوله:
«مفيش حاجه متقـ ـلقش، انا كويس، فد.اك»
ضمه “جـعفر” إلى أحضانه وهو يشـ ـدد مِن أحتضانه إليه وكأنه يشكره على ما فعله لأجله ليربت الآخر على ظهرهِ مبتسم الوجه، أبتـ ـعد عنه “جـعفر” وقبل أن يتحدث كان “مـؤمن” يصر.خ بهِ ويد.فعه بعـ ـيدًا حينما رأىٰ هذا المدعو “عـصفورة” يقترب مِنهما وبيده سـ ـكينٍ حا.د ينـ ـتوي على إنها.ء حياة الآخر تمامًا بعد أن طـ ـفح بهِ الكـ ـيل في لحظة تغـ ـيُب العـ ـقل عن الوا.قع.
________________________
وما كانت تلك إلا البداية، بداية حياة الجا.مح الجديدة التي تنتظره بينما يجـ ـهل هو ما يَكمُن خلـ ـف قنا.ع العطف والبراءة ذاك.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية