Ads by Google X

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم ندى ممدوح

الصفحة الرئيسية

  رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم ندى ممدوح

الحلقه 33  فتاة العمليات الخاصة 

بقلم / ندي ممدوح


اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ ، إنّكَ كُنتَ غفّاراً ، وإنّك أنتَ الحيُّ القيّومُ ، الواحدُ الأحدُ ، الفردُ الصّمدُ ، وأشهد أنّك أنتَ الله لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الحنّانُ المنّانُ ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، وأسألُكَ بأسمائكَ الحُسنى كلّها ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ ، وأسألُك باسمِك الأعظمِ ، الأجلّ الأكرمِ ، المباركِ الأحبّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ ، وإذا سُئلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحمتَ به رحمتَ ، وإذا استُفرِجتَ به فرّجتَ ، وإذا استُنصِرتَ به نَصرتَ ، وإذا استُكفيتَ به كَفيتَ ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي كلَّها ، دِقّها وجُلّها ، أوّلها وآخرَها ، ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ .


أما "لمار"  وأياد فكانت تجلس بالمطار بإبتسامة رقيقه مبهجه علي ثغرها ، تتشاكل مع الوقت لحتي يمر ، وها هم يعلنوا النداء للطائره إلي السعوديه ، لتهم واقفه بلهفه ، وتتجه إليها وتصعد وتأخذ مقعدها ... 

الجميع أتجمع بالمنزل وكل الأصدقاء "ما هو الصديق وقت الضيق ، قبل أن تناديه يكون علي بابك" وها هم يد واحده بقلق واحد ينهش أفئدتهم ، تسللت هاله مسرعه إلي غرفة لمار وزلت تبحث لعلها تجد شئ ، وبالفعل قد وقع بصرها علي تلك الورقه المطويه أسفل الكأس.، جذبتها بلهفه وقراءة ما بها لتبتسم بفرحه وهرولت إليهم وهي تهتف :- محدش يقلق خلاص أنا عارفة لمار فين! 

تنقلت الأنظار إليها بخوف فلفظ يوسف بقلق :- قولي يا هاله فين لمار؟ 

أبتسمت هاله بسعاده وهتفت :- لمار في السعوديه! 

فأردفت والدتها بقلق :- يعني أيه راحت ليه؟ وليه مقلتش؟ 

أبتسمت هاله بأطمئنان :- اهدوء لمار كويسه هي هتزور الكعبه وراجعه؟ 

تطلع الجميع بها بدهشه ، اما ورد لوت فمها قائله :- كدا برضه يا لمار مش تأخديني معاكي؟ 

أشار لها عمرو قائلاً :- متزعليش هنبقي نروح أنا وأنتي؟ 

فقالت ورد:- لا هروح مع لمار؟ 

فهتف :- روحي ياختي؟ 

ارتفع صوت هاله قائله لأحمد :- أحمد "نظر لها باهتمام" فتنقلت انظارها بينه وبين ريم وهي تتحدث :- اسمعني لمار بتقولك يلا بقا جهز نفسك عشان هتتجوز علي طول اول ما هترجع؟ 

بعدم تصديق أتسع فاهه:- احلفي؟ 

فردت بضحكه :- طب والله بجد؟ 

فهتفت احمد بفرحه :-طب أبوسك طيب؟ 

فاق علي يد أيهاب بمؤخرة رأسه ، فقال أيهاب بغيظ :- ما تتلم يا عم ونظر لهاله :- طب واحنا أمتي بقا؟ 

أحمر وجهها القمري واذداد لونه الوردي لتغض بصرها للأسفل بخجل شديد ،

نظر لهم قائلاً :- يلا يا شباب دي مش هتتكرر طالما لمار قالت فرح أحمد يبقي نستغل الفرصه ونخطب؟ 

# فعلاً هي قالت الكل مش أحمد بس؟ 

لفظت بها هاله لهم! 

فنظر زيد  زيد بفرحه :- طب أحلفي؟ 

فأردفت هاله بغيظ :- أنتوا أتجننتوا أنهارده؟ 

أقترب زيد من أمل ويوسف قائلاً :-جهزوا نفسكم بقا شوفوا كم شخص رايح يخطب واكيد الخطوبه مش هتم من غيركم و بقول اهووو وربنا لازم أخطب انا الاول؟ 

نكزه يوسف قائلا:- بس يا بابا مفيش حاجه هتم من غير موافقتي... جلس علي المقعد وهو يضع قدم فوق الاخري وقال :- وقت ما أحب اخطبلكم هخطب؟ 

لوي أحمد فمه قائلاً :- بس يا عم مش عاوزين نتجوز؟ 

ابتسم يوسف بمرح قائلاً :- فيكتور عندنا حاجه انهارده؟ 

أشار له فيكتور بضحكه:- عندنا عمليات كتيررر! 

فهتف زيد بغيظ، :- نعم انت وهو... 

أشار يوسف :- فيكتور 

فرد فيكتور وهو يجلس جواره :- معندناش ياعم متبردش عليهم؟ 

ابتسم يوسف له قائلاً :- خلاص معلش نروح نخطب أنهارده ل زيد؟ 

فقال له بضحكه :- معلش معلش؟ 

نظر لهم زيد بغيظ وقال بمرح:- أما أروح أرن علي بسنت. 

بلمح البصر كان بالخارج... 

كانت الفرحه عارمه من أفئدتهم تنبع وليس مجرد فرحة والسلام.... 

جلس أحمد جوار ريم وهو يقول بفرحه :- وأخيراً لمار رضيت علينا وهتجوزنا وهتكوني ملكي وليا لوحدي؟ 

أحمر وجهها خجلان وأبتسمت بعشق وأكتفت بأمأ بسيطه ، تذكرت فجأه أهلها ، كم تتمني أن يكونوا معها ، لماذا لم يدعموها ما ذنبها ، لم حاولوا التخلص منها ، نظرة بحزن شديد تجاه قدمها وأستدمعت عيناها ثم أرسلت دموعها تهوي علي وجنتيها. 

تألم فؤده وأوقدت النيران به وهو يري دموعها ليقول بقلق :- 

مالك يا ريم أنتي مش مبسوطه ؟ 

كفكفت دموعها ورفعت نظره به بابتسامه وأردفت بفرحه :- 

لا طبعاً مبسوطه بس دي دموع الفرحه! 

رآي الحزن ما زال يغلف عيناها فعلم السبب وأقسم بداخله علي أن يذهب لأهله ويكمل فرحتها! 

لاحظ يوسف حزن ريم فجذب هاتفه مسرعا وراسل أحدي زملائه عن حالته ، عيناها جابت المكان بحثا عمن عشق الفؤد ،

لينكزه فيكتور قائلاً :- بدور على أيه؟ 

أشار له بنفي :- ولا حاجه! 

قطب فيكتور حاجبيه :- عليا أنا علي العموم هي واقفه هناك أيه؟ 

كانت تقف بعيد عن الانظار بحزن ، نظر لما يشير إليه فيكتور لينهض مسرعا متجها لها ، وقف أمامها قائلاً :- أيه مالك قولي؟ 

أشاحت بوجهها عنه قائله بضيق :- مفيش 

هي تريد الذهاب لوالديها ولكنها تعلم أنه لن يوافق حتماً. 

أمسك وجهها بحنان ليرفع عيناها بعينه وهو يقول بحب :- 

أطلعي البسي وتعالي نروح عند أهلك؟ 

تهللت فرحان ونظرة له بنظره مشرقه :- بجد والله انت عرفت أزاي أني عايزة أروح؟ 

أردف بحب :- عادي يعني بس يلا اطلعي البسي واه لو البس مش عجبني مش هنخرج ويلا قبل ما أغير رأيي؟ 

قفزة مكانها بفرحه وعدم تصديق لتعانقه بحب دون وعي ، شدد علي ذراعيه حولها بتفأجأ وبسمه ، 

عيييييب! 

أرتجفت حبيبه وهي تبعد عنه علي صوت ورد ، لتنظر بخجل شديد لها وركضت لغرفتها فوراً! 

أرتفعت صوت ضحكات ورد ويوسف عاليا... لينظر لها بغيظ قائلاً :- بت أنتي جننتيهم أه بس أنا لا أنا ممكن أموتك كدا عادي لكن متجنش! 

رمشت بعينها ببراءه وهي تقول :- أنا برضه؟ 

قطب حاجبيه قائلاً :- لا بريئه؟ 

لوت فمها قائله :- اروح اغلص علي حد تاني؟ 

أتجه يوسف نحو والدته وقال بحب :- أمي رايح انا وحبيبه بيت عمي شويه؟ 

أمل أبتسمت بحب :- روحوا يا حبيبي؟ 

كاد أن يستدير فوجد زيد امامه وهو يقول بغضب:- رايح فين انا خطبتي انهارده؟ 

يوسف أبتسم بجديه :- متقلقش كلها نص ساعه وجاي؟ 

زيد مثل أنه بيفكر وقال :- اممم إذا كان كدا ماشي! 

يوسف خرج وصعد السياره. وظل بانتظارها ، حتي وجدها تخرج بدرس موف واسع ولكن شيك ولفت خمار ، أبتسم وفرحه نبعت من قلبه أنها أستمعت لكلامه ، صعدت جواره مبتسمه وقالت :- هااا كدا حلو؟ 

أشار لها باسما بحب :- اه يا قلبي! 

احمر وجهها فهذه أول مره يلفظ بها أبعدت وجهها للجهه الاخرب وقاد هو مسرعا لمنزلها ، ولم يخلوا الطريق من نظراتهم العاشقه لبعض خلسه.... 

يوسف صف العربيه جانباً ، واشار لها :- أنزلي 

هبطت واقتربت منه وأمسكت بيده بحب.، نظر لعيناها الفاتنتان بعشق وضغط على يدها بحب و دلفوا للداخل سوياً 

طرقة حبيبه طرقات خفيفه علي الباب ، فتحت والدتها الباب وتهلل وجهه بالفرحه وهي تجذها بين يديها وأجهشت بالبكاء ، ضمتها حبيبه باشتياق وبكت أيضاً ، 

لمحت هدي يوسف فنظرة له بفرحه وحنان :- ازيك يا بني عامل ايه؟ 

أشار لها بابتسامه :- تمام الحمدلله وانتي عامله ايه؟ 

فهتفت برضا :- بخير الحمدلله... 

نظرة جوارهم لعلها تجدها فهمست بحزن:- هي لمار مجتش معاكم؟ 

فقال يوسف بتفهم :- لا بس وعد هجبهالك المره الجايه! 

تنحت عن الباب وهي تقول بصوت حزين مشتاق :- ادخلوا جوه مش هنقف علي الباب كدا! 

رآهم أسماعيل فهب واقفا لابنته يضمها بحنان حتي يوسف ، جلسوا سوياً وجاء أدهم بعض قليل وجلس جوار يوسف.. 

أقترب منه وهمس :- أختك معنده ومش عايزه تسمعني ؟ 

أشار له يوسف بتفهم :- متقلقش لمار بس محتاجه شويه وقت وهتلاقيها رجعت احسن من الاول! 

فهتف أدهم بتمني :- أتمني! 

أشار أسماعيل يهمس لأبنته :- في أيه؟ أنتي ويوسف زعلانين من بعض؟ أنتي مش عايزه

..قطعته مسرعه وهي تهمس :- لا يا بابا "وبخجل قالت:- عايزه ومش زعلانين ولا حاجه!

أشار لها مبتسماً :- ربنا يبارك فيكم ويحفظكم واعرفي ان هو كمان بيحبك من عنيه! 

أبتسمت له برقه ونظرة ليوسف بتأمل وهو يتحدث مع أخاها 

فقال والدها بحب :- ربنا يسعدكم يارب، فنظرة له مبتسمه وهمست :- ادعيلنا يا بابا؟ 

مرر يده علي رأسها قائلاً :- مهما هتيجي من ظروف عليكم ومشاكل وخناقات خليكي زي ما أنتي كدا أسرار بيتك متخرجش من برا أوضتكم حتي  ،  لا تحكي لاهله ولا أهلك ولا تخلي حد يحس عليكم. متعلميش نوايا البشر مهما كان قريب فاحتفظي باسراركم لنفسكم وحلوا مشاكلكم اول باول ومطلعيش كلمه بره عتبة اوضتكم؟ 

ألتقتت يده بحب وطبعة قبله وهي تقول :- حاضر يا حبيبي هعمل بكل كلمه قولتهالي . بس ليه بتقولي كدا؟ 

تنهد تنهيده طويله وهو يقول :- لأني شايف في عنيكم مشاكل كتير جايه فخلي بالك واهتمي بجوزك وكوني جنبه وقوته وأمانه وسنده واحتواءه زي ما هو برضه كل دول فأنتي كمان من واجبك كدا؟ 

أؤمأت براسها مبتسمه فقطعتهم والدتها قائله :- بتحكوا في ايه انتوا لاتنين من ورايا؟ 

احتضنت ذراع والدها وأسندت رأسها وهي تقول :- لكيش دعوه دي أسرار بيني انا وبابا حبيبي! 

ضمها إليه بضحكه.. 

فنكزتها والدتها قائله:-قومي يابت حهزي الاكل عشان جوزك! 

نظرة له حبيبه ونظر لها بنظره طويله قطعتها والدتها وهي تضربها بخفه علي كتفها فهبت واقفه بخجل... 


♥((اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، [في العالمين] إنك حميد مجيد)) ♥


فتح أحمد باب شقته وهو يدندن بفرحه  ،  أوصد الباب خلفه وما كاد أن يستدير حتي وقف بصدمه علي صوت رجولي يقولي  :- واه واه سايب شغلك وشقتك وجاي تغني كنت فين أومال؟ 

رفع أحمد بصره به وهمس بابتسامه  :- جدو عامل ايه جيت امتي وليه مقولتليش.. 

اقترب منه وكاد ان يقبل يده ليبعدها جده وهو يقول بعصبيه وحسم  :- لمار ف أجازه أومال كنت وأين وهتعمل أيه عاد ولا فاكر ان ليك جد ولا بتسئل عليه! 

فأردف أحمد قائلاً بأسف  :- أنا أسف يا جدو والله بس شغل فعلاً مش بكدب عليك! متزعلش 

ضمه بحنان فهو له ك أب من بعد وفاة والديه... 

ربت جده علي كتفه بحنان وهو يقول:- أتوحشتك جوي جوي! 

قطعهم صوت فتاة تقول  :- واه ياحمد هو أنت مشفنيش ولا أيه! 

أبتسم أحمد وهو يضمها بمناغشه قائلاً  :- لا طبعاً أزاي دا أنتي قلبي يا رقيه؟ 


جلسوا سوياً وبعد فتره قال أحمد بتردد  :- جدي عايز أقولك حاجة؟ 

قطب حاجبيه قائلاً:- ومن أمتي هتستأذن أمال؟ قول دغري! 

تنقلت أنظار أحمد بين أخته وجدته زفر بعمق وأردف قائلاً  :- بصراحه أنا عايز اخطب قصدي أتجوز؟ 

تهلل وجه جده قائلاً  :- دي أخبار زينه شاور بس  انت واختار واللي تقول عليها نجوزهالك هتختار مين من بنات.. 

قطعه أحمد بوضع يده علي فمها قائلاً  :- بعيد عن بنات عماتي فأنا في وحده بحبها؟ 

قطب حاحبيه بضيق  :- حب أيه وفقر ايه اللي هتدحدت عليه وتجيبلي وحده مصراويه؟ 

غلف الحزن وجه أحمد قائلاً  :- يا جدو أسمعني الأول وبعدين أنت مشفتهاش عشان تحكم! 

رآي حزنه بادي علي وجهه فقال  :-  مين هي واسم أبوها أيه؟ 

أبتسم احمد قائلاً  :- أسمها ريم محسن هي صحبة لمار وقربتها وعايشه معاها بس هي رجلها يعني مش بتتحرك؟ 

أتسعت عينا جده بصدمه  ، أم أحمد فنظر له بخوف من أن يرفض

فأردف جده قائلاً  :- مشلوله؟ عايز تتجوز واحده مريضه عايزه اللي يريعها شوفلك وحده أحسن وتقدر تخدمك امال مين هيطبخلك ويغسلك و... 

قطعه أحمد وهو يصيح به  :- أنت ليه شايف ان الزوجه للخدمه وبس ليه؟  أفهم بس وبعدين انا عايزها ومش هتجوز غيرها حتي لو رفضت! 

ألتجم جده قائلاً   :- وجه الوقت اللي تعلي صوتك علي جدك عشان حرمه؟ 

هدء احمد وعرف غلطه فقال بأسف وترجي  :- أنا أسف يا جدو مش قصدي صدقني ريم بنت كويسه وأنت عارف ابن أبنك مستحيل يختار اي حد وخلاص!  

نظر جده للناحيه الاخره وهب واقفا وهو يضرب بعصاه الأرض  ونظر له بتحدي وخطي من جواره داخل احدي الغرف...  جلس أحمد علي المقعد بهم وتفكير لتربت رقيه علي كتفه قائله  :- متقلقش شويه وهيروق وانا هتكلم معاه؟ 

أمسك يدها قائلاً بترجي  :- بجد طب يلا روحي دلوقتي؟ 

أشارة  له  :-حاضر بس الوحيده اللي هتعرف تقنعه هي لمار وبس عشان كدا رن عليها تجي؟ 

فهتف احمد بيأس  :- ياريت بس هي مش موجوده دي في السعوديه؟ 

فأردفت رقيه قائله  :- خلاص يا حبيبي متشلش هم انا هتكلم معاه وان شاء الله هيوافق؟ 

أبتسم لها بامتنان  ،  و ولجت هي لجدها...  


❤"حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"❤


تالا كانت تخرج من المنزل بتسلل وقلق وعيناها تجوب المكان حتي لا احد يسمعها  وهي تضع الهاتف علي أذنها وحينما أستقرت بمكان بعيد حتي هتفت  :-  نعم أنا بالقاهره أريد أن أتخلص منها  ،  لا أريدها معه لم أعد اتحمل ذلك؟ 

وبعد وقت من الصمت هتفت  :- أجل أنها فكره جيده ولكن لا أعرف أي أحد يمكنه مساعدتي في ذلك؟ 


صمتت قليلا وهتفت  :- اوك كلميه أنتي وأنا هرتب كل شئ هنا؟. 

سلام وأغلقت الخط بابتسامه عريضه.... 

ولجت للداخل وجلست جوار هاله وهي تتحدث معها.. 

أما ريم كانت تجلس بحزن وفكرها حائر  ،  أسندت رأسها للخلف وهي تتذكر... 

عند خروجها من المبني فهي تعمل بمكتب للمحاماه  ،  أستقلت سياره أجره وبعد وقت رآت أنه يسير بالطريق الخاطئ  ،  تملك الخوف قلبها وارتعد جسدها وهي لا تدري أين سيذهب بها فصاحت به:- انت وخدني فين اقف عندك؟ 

خلع نظارته واستدار لها بابتسامه خبيثه فقالت وهي تبلع ريقها الجاف بخوف   :-أنت 

أبتسم لها بمكر قائلاً:- ايوه أنا اللي ضربتيه بالقلم ورفضتيه؟ 

كانت تصيح وتصرخ حتي صف سيارته بمكان مقطوع  ، ورآت شبان يقتربون من السياره وترجل هو منها وفتح الباب الذي يليها فدفعته بقدمها وكادت أن تركض فأمسكوها وصفعوها كذا مره  ،  نجحت بالافلات منهم وهي تركض وتستغيث  ، ولكننا أصبحنا في زمن الخوف نخشي أن ندافع عن أحد نخشي نقول الحق   ،   وقعت فجأه بعدما جذبها احداهما لتهوي رأسها بالحائط وتنزف ويقع مغشي عليها... 

أخذوا روحها دون رحمه ظنوا أن لا أحد يرآهم بذاك المكان المقطوع ولكنهم نسوي أن رب العالمين يرآهم نسوا الرجوله والنخوه والشجاعه والمروء ونسوا ان الله لا يترك حق مظلوم نسوا نار جهنم......  


بضعف كانت تفتح وتغمض عيناها لتنظر حولها إذا هي بغرفة بيضاء اللون ومعلقه المحاليل  ،  نظرة جوارها فوجدت رجل بعمر والدها مبتسم لها بحنان وهو يقول:-حمد لله على سلامتك يا بنتي عامله ايه دلوقتي؟  

كانت متغيبه عن العالم ذاك العالم الذي اصبحت فيه قلوبهم صماء أنها تعيش وسط ذئاب لا ترحم...  تشعر ان روحها قد أنتزعت منها وقلبها قد جف  ،  اردفت قائله ودموع تسيل علي وجنتها  :- فين ماما وبابا؟ 

فرد قائلاً   :- لو حافظه رقم حد فيهم قوليلي وانا اطمنهم عنك واكيد هيجوا... 

أهدأءته رقم والدها وطلب منه المجيئ ولم يخبره السبب. 

نظر لها بجديه وقال بثقه  :- متقلقيش حقك هيرجع واللي عمل فيكي كدا هياخد جزاته وأنا معاكي وحقك هرجعه  ،  بس انتي قوليلي أسم اللي عمل كدا...  

أغمضت عيناها بخوف وفجأه ظلت تصرخ وتصيح باسم "المحامي محمود القاضي"  كانت تصرخ وهي تتذكر هجومهم عليها دون رحمه وانتزاع روحها...  حتي اهدوها حقنه مهدئ لتبعد عن تلك الدنيا القاسيه لعل أحلامها تكون احسن من واقعها لعل؟؟؟!!! 

جاءوا اهلها وأخبروهم بكل شئ...  

بتمر الأيام وتستقر حالتها نسبيا وما زالت لا تتحدث ولا تتكلم دئما ما تصرخ بفزع خرجت من المشفي  ،  ولگن بيوم وبجنح الليل  ، ولج والدها وأخاها غاضبون وجذبوها لأخر دور وهي تسير ك الجثه معهم أجل فهي جثه أصبحت تبحث عن روحها ولم تجدها! 

جذبها أخاها من شعرها قائلاً بصوت جهوري  :-جبتيلنا العار ومش قادرين نرفع راسنا في وش حد لازم تموتي؟  

جذبها والدها بقسوه قائلاً:- اللي زيك مصيرها الموت؟ 

-واللي زيكم مينفعش يكونوا اب ولا أخ!  

نظروا لذاك الصوت المخيف إذ لمار أمامهم جذبة ريم التي تتحرك ك الجثه بينهم وقالت بغضب جامح  :- 

إذا هي مينفعش تعيش يبقي انت كمان مينفعش تعيش لأنك مش أب!  الأب يقف جنب بنته ويرجع لها حقها "رمقته بقرف قائله  :- أنت متستهلش تقولك يا بابا... 

كانت تتمسك بها ريم بخوف شديد وجسد يرتجف فقالت لمار بحده  :- دي بنتك المفروض تحسسها بالامان مش الخوف" نظرة لاخوها قائله  :- وانت المفروض تكون سندها 

صفقت بيديها  :- اول مره اشوف اهل زيكم عشان كلام الناس تقتلوا بنتكم ياشيخ ملعون ابو الناس. 

بنتك حاولة تنتحر وستر ربنا محصلهاش حاجه.. 

هتف أخ ريم قائلاً بعصبيه  :- انتي مين انتي اصلا وجتي هنا زي؟ 

لكمته لمار بقسوه قائله:-جيت من مطرح ما جيت.. 

نظرة لوالدها وهي تصيح به  :- أنت اب فهمني أنت اب وتستاهل كلمة أب.؟

علي غفله منها تسلل أخو ريم ليدفعها من فوق...  

فاقت ريم لواقعها وهي تصرخ بصوت عال وتمد يدها كأنها تحاول أمساك نفسها من السقوط كأن أمامها تلفاز وتشاهد جل شئ.. 

أقتربت هاله منها بخوف وهي تمسك يدها لتسيطر عليها قائله  :- اهدي يا ريم مفيش حاجه؟ 

إلا أنها هتفت ببكاء  :- لمار لمار؟ 

ومنداتك أوجعت قلب أختك التي وضعت يدها علي قلبها برجفه وهي تقول  :- نعم يا ريم؟ 

نظرة حولها فلم تجدها لتغمض لمار اعيناها وهي تدعوا لها... 


وقفت ورد علي الاريكه و وضعت يدها علي ريم وقرأة لها قرآن...  بينما عمرو أمسك كف يدها بحنان قائلاً   :- متخافيش يا ريم انا جنبك أنتي كويسه مفيش حاجه؟ 

أقتربت منها أمل وهي تضم رأسها بين ذراعيها حتي هدئت وغفت 


بعد قليل جاء يوسف وتالا اطمئنوا علي ريم وجلسوا جميعاً  ليهتف يوسف بضحكه:- ايه يا عريس هنخطبلك أنهارده! 

أشار له زيد برفض وبصوت حزين قال  :- لا بس نطمن علي ريم الاول وبعدين كل حاجه هتتحل هي أهم؟ 

أقترب منه أياد ورفع يده علي كتفه قائلاً بمناغشه  :- فعلاً لسه لما انا اخطب الأول؟ 

دفع زيد يده قائلاً  :-بس يا بابا 

أقترب يوسف منه قائلاً  :- خلاص ماشي زي ما تحب شوف الوقت اللي يناسبك ونروح فيه سوي؟ 

جلسوا جميعاً بصمت إلا من أعين يوسف التي تتمعن النظر بحوريته  ،  مما يبث الغيره والحقد بقلب تالا التي حادثت نفسها قائله  :- حبها ليه دي لبسها كله واسع ومغطيه شعرها طب حبها ليه؟  

بعد تفكير هتفت هاله  :- زيد انت خدت معاد مع عمو أمجد مينفعش تتاخر ولا تعتذر ولو ريم فايقه دلوقتي مكنتش هتسمح انك تأجل يلا خد ماما ويوسف وروح واحنا قعدين اهووو معاها فأطمن؟  

فقالت أمل بتأكيد  :- صح هاله معاها حق ميتفعش نأجل الفرح والسعاده اكتر من كدا...  

فقال يوسف  :- انا جاهز شوفوا انتوا نويين علي أيه بدال ما اغير رايي؟ 

لوي زيد فمه بغيظ  :- تغير رأي مين يلا يا يوسف قوم انا ما صدقت وانتي يا امي يلا؟  

جهزوا ثلاثتهم وجاءت ولدة زيد وذهبوا للواء أمجد وقفوا يطرقوا الباب فأمسك زيد يد يوسف قائلاً بتوتر  :- أنا خايف؟

بغيظ وسخريه رد يوسف  :-  خايف ايه بس تعالى نرجع؟ 

كاد ان يستدير فامسك زيد يده  :- لا لا بس خليك؟

فتح اللواء امجد الباب مرحباً وهو يقول  :-  يوسف عامل ايه يا بني؟

عانقه يوسف بود وهو يقول الحمد لله

عانق زيد الذي كان بلغ التوتر منتها...

ابتسم لأمل قائلاً:- اتفضلوا..

دلفوا للداخل وجلسوا جميعاً اما بسنت فكانت تقف أعلي السلم تنظر لزيد بفرحه عارمه وهي تستمع لحديثهم...


قطع الصمت يوسف قائلاً:- طبعاً يا عمو أمجد أنت عارف زيد واخلاقه 

أؤمأ اللواء أمجد برأسه ليكمل يوسف قائلاً:- وأنت عارف شغله وهو مستقر والحمد لله الحال كويس وعايش مع والدته 

قطعه أمجد قائلاً:- انا عارف انتوا هتتكلموا في ايه ونسبيا لمار مهدتلي الموضوع وانا موافق علي بركة الله..

بعد قليل جاءت بسنت لتقدم العصير وهي تسير بخجل 

اما زيد فأول ما رآها ولم يستطع رفع عينه من عليها مما اربكها بشده  ، فنكزه يوسف بغيظ  :- ما تتلم البت بباها قاعد ولا عايزه يلغي كل حاجه..

نظر له زيد قائلاً  :- بطل قر؟

نكزه يوسف بخفه  :-  وعاود التحدث مع أمجد بينما أمل تحدثت مع والدة بسنت 


"أنا:- مش هعزمكم علي الفرح وهحضر انا معاهم  ؛ حد عايز يجي؟"


♥"رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ"♥


بين الطواف وذاك الحشد الهائل من الناس تسير بينهم بقلب يحلق عاليا من الفرحه والراحه والسكيننه  ،  سعادة روحها بداخلها ودقات قلبها التي تنبع بالفرحه.، وجهها الذي أشرق كأنه القمر في تمامه  ، بقلب وروح قد خلقوا من جديد  ، أقتربت وهي تطوف حول الكعبه وبيدها تلامسها وبقلبها تقبلها  ،  وعند مقام إبراهيم لامسته باناملها فهوي الدمع شوقاً  إليه.، وحجر إسماعيل تأملته بفرحه وأعين يهوي منها الدمع وفؤدها يدعوا لكل من تعرفهم  ،  كانت تتمعن بهم النظر ما بين الكعبه ومقام إبراهيم وحجر إسماعيل بكت وبكا فؤدها وبكت روحها بداخلها ولكن بكاء فرحه وسعاده.، تطوف حولهم وكأنها تحلق بالسماء عاليا تري الدنيا كلما ضاقت وسعت وكأنها لم تضق يوماً  ، وان كل ما مرت به قد  نسته وكأنه لم يكن بتاتا  ، ما أروع رحمتك يا الله.. 


وكأن قلبها جف ك الصحراء تماما وها هو يرتوي بماء زمزم أرتشفت مياهها كأنها لم تشرب من قبل ارتوي قلبها وروحها ونفسها  ،  وكأن بداخلها كان ميت وها هو يرجع للحياه.، أنها سعاده لا أستطيع أن أوصفها بالكلمات؟ 


أنا:- طبعاً محدش اتخيل أن لمار راحت "الكعبه"صح؟ الصراحه دا احلي واروع مشهد اكتبه في حياتي كلها حسيت اني انا اللي مكانها"احم احم سوري طلعتكم من الروايه" 


❤"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب❤


كانت تجلس "حبيبه"  بالغرفه تصلي وفؤدها يدعوا أن يهدي الله يوسف وأن يحفظه لها  ،  جلست وهي تتلو القرآن بخشوع  ... 

بالخارج تقف "تالا"  بتردد وخوف وهي تقول بذاتها  :-طب ادخل أقولها أيه؟ أقولها عايزه اتغير وابقي زيك أكيد مش هتوافق! طب أعمل أيه أنا عايزه أكون زيها عشان أكسب يوسف.؛ ظهرت أبتسامه خبيثه علي وجهها وهمست:- وبعد كدا اعمل خطتي واتفق مع حد وأسرق تلفونها وابعت منه رسايل حب واوريها ليوسف واخليهم يتقابلوا لازم أفرقهم! 

عزمت أمرها وأقتربت من الباب وطرقات عليه حتي جاءها صوت حبيبه من الداخل  :- أتفضل! 

فتحت الباب وتطلعت بها قليلا تعجبت من لبسها الواسع وهي تمسك المصحف تقرأ  ،  أبتسمت رغماً عنها وقالت  :-ممكن اقعد معاكي لاني مش عارفه حد هنا؟  

ظنت أنها ستعاملها بجفاء فاستغربت عندما ابتسمت حبيبه وأشرق وجهها وهي تقول  :- أكيد يا بنتي تعالي ومفيش بينا استاذن تعالي في اي وقت انتي اختي الصغيره زي ما يوسف بيعتبرك؟ 

رمقتها بتعجب فهي لم تري منها اي تصرف حلو فلماذا تعاملها بكل تلك الطيبه؟

ولجت لتجلس جوارها بصمت...

أبتسمت "حبيبه" قائله  :- أكمل باقي وردي اليومي ونتكلم ماشي؟

ابتسمت "تالا" بمجامله فتابعت "حبيبه" تلوها بخشوع وصوت سجي مطرب للاذان...

كانت تنظر لها "تالا" وهي تشعر بشئ غريب ينعش فؤادها لأول مره  ،كانت تنظر لها فقط حتي هوي الدمع علي وجنتيها  ، لم تلاحظ حبيبه فكانت مندمجه بكل كلمه تتلوها  ، وقفت بفزع علي صوت سعلات تالا...

فهتفت بقلق وهي تمسك كتفها  :- مالك يا تالا في ايه..

وضعت المصحف جانباً ونهضت مسرعه تجاه الكومود لتسكب كوب ماء من الإبريق وتعود لها ركضا بقلق..

ناولته لها فارتشفت منه تالا وظلت تزفر بشده..

اخذت حبيبه منها الكوب و وضعته جانباً  ، وجلست جوارها وربتت علي ظهرها قائله بصوت يغلفه القلق  :- مالك يا حبيبتي أنتي كويسه؟

ظلت ترمقها تالا بصمت وتفكير لماذا هي خائفه عليها هكذا؟لما ذاك القلق؟ ما بها تلك الفتاه تعاملها بحب هكذا؟

أبتسمت بمجامله قائله  :- أنا تمام الحمد لله 

واستدمعت عيناها  ..

فأردفت "حبيبه" بقلق  :- مالك يا تالا يا حبيبتي ليه حزينه كدا؟ احكيلي انا زي أختك؟ 

نظرة لها قليلا بمشاعر متلخبطه وحادثت نفسها  :- هل تستحق ما ستفعله بها؟

أردفت قائله بحزن  :- أنا ربنا مبيحبنيش؟ 

هزت "حبيبه" رأسها برفض بعنف  :- لا يا حبيبتي متقوليش كدا أنتي قربي من ربنا وهو بابه مفتوح ديماً وبيحب خلقه كلهم!

هوي الدمع علي وجنتها قائله  :- لا ربنا مش بيحبني رؤوف اللي هو بابا بعدني عن ماما وأنا صغيره  ، ولا مره حسسني أني بنته وديما كان بيفضل أيهاب عني ويحبه أكتر مني. كان بيعاملني وحش مفيش غير أيهاب كان ديماً جنبي ولو أحتجت حاجه هو بيكون في ثواني عندي كان هو أبويا..

ربتت "حبيبه" علي رأسها وهي تبكي لأجله فابتسمت لها وقالت  :- بس ربنا عوضك؟

فهمست تالا بنفي  :- عوضني ب أيه بالظبط؟

أستغفرت حبيبه بذاتها وهتفت بابتسامه.:- ربنا بيعوض وعوضك بأيهاب ويوسف وحاجات كتير انتي مش شايفها غيرك مش لاقيها ومش عنده اللي عندك  ، ومهما طال الحزن والالم والهم والمرض حتي بس في الاخر في عوض وفرج دنيا وأخره!

همست تالا بحزن  :- يارب؟ 

وقالت بتذكر  :- تعرفي اني اول مره اسمع قرآن انا كنت بسمع أغاني بس!

تنهدة "حبيبه" تنهيده طويله وعزمت علي أن تعلمها ما تعلمه فابتسمت بهدوء قائله  :- أولا لبسك القصير الضيق ده مينفعش؟ لازم لابسك يكون واسع وشعرك متغطي كله بالحجاب أيه لزمة تلفي طرحه ونص شعرك ظاهر  ،  ايه لازمة انك تخرجي بلبس ضيق وأغلب جسمك ظاهر منه وكل شاب هتعدي قدامه هيبص عليكي وهتشيليه ذنوب وهتشيلي نفسك ذنوب  ، حافظي علي نفسك للي يشتريكي ويحافظ عليكي  ، خليكي غاليه! "قل للمؤمنين يغضوا من  أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون"  دي أيه في سورة النور  معني كدا ان ربنا خبير بكل اللي هتصنعيه  ...  

تنهدة بابتسامه وتابعت وتالا تنصت لها جيداً   :-  تغضي بصرك دا أولا لازم تلبسي خمار يوصل لبعد الصدر وتلبسي حاجه واسعه  نظرة لفستانها الصغير قائله:- مش رجلك ظاهره كدا  ،  حافظي علي نفسك عشان ربنا يرزقك بالزوج الصالح  ،  وأهم أنك تصلي الفروض والسنن الصلاه فرضه الله  ليلة الإسراء وكانت خمسين وخففت وبقت خمسه صلوات وخمسين في الميزان واول ما يسئل العبد عن الصلاة ناجي ربك في صلاتك وتقربي منه وقومي يلا نصلي انا وأنتي! 


كانت تشعر "تالا"  بالضياع ولكن أؤمأت برأسها تؤضأت حبيبه قبلها لتتعلم منها تالا وصلت وبعدها تالا كانت تصلي وهي تقول بصوت عال نسبيا حتي تسمعها تالا وتعلم ماذا تقول 

أطالت "تالا"  سجودها وهي تناجي ربها ببكاء هذه أول مره حقاً  تشعر بالراحه بعدما أنتهت نظرة لحبيبه بحب وهتفت  :- أنا معنديش لبس واسع زي ده وكمان سدال عشان اصلي بيه؟ 

ابتسمت حبيبه بحب واشارة لها علي خزانة الملابس قائله  :- عندك لبسي كله وفي جديد لسه ملبستوش واختاري اللي عايزه وغيري لبسك وهنبقي ننزل سوي نختار انا وأنتي بس بعد ما استأذنت يوسف؟ 


فهتفت تالا باستغراب  :- وتستأزنيه ليه؟  ما احنا ممكن ننزل عادي؟ 

هزت حبيبه رأسها بهدوء  :- لا لازم اخد اذنه الاول ولو رفض يبقي أسمع كلامه؟  

اؤمأت تالا بتفهم 

اقتربت حبيبه لتحاوط كتفها بيدها وهي تقول  :- ان شاء الله ربنا يتقبل توبتك بس استغفري كتير وصلي علي النبي "صلي الله عليه وسلم"  واذكري ربنا وافتكري ان الكاسيات العاريات لن يدخلن الجنه واعملي لأخرتك مش لدنيتك لان كلنا هنموت افتكري ديما ومتنسيش ان ممكن في ثانيه يقولوا الله يرحمها وافتكري القبر وظلمته وأن مفيهوش حد ولا نور اعملي اعمال صالحه عشان تنوريه... 

اؤمأت تالا برضا وابتدأء حب حبيبه يتوغل بفؤادها..  

أشارة لها قائله  :- يلا هروح أنام أنا؟ تصبحي على خير! 

أؤمأت حبيبه بابتسامه  :- وأنتي بخير يا حبيبتي  ؟  

جلست حبيبه وجذبت مصحفها وهي تتلو بخشوع مره أخري 


انفتح الباب و ولج يوسف  ، لترفع رأسها به قائله  :-جيت؟ بقلم ندي ممدوح 

أبتسم لها قائلاً  :- اه عامله ايه وجلس علي المقعد بتعب وهو يحاوط رأسه بين يديه؟ 

دنت "حبيبه" منه بحزن ومررت اناملها بخصلات شعره قائله  :- أنت كويس مالك؟  

أبعد يدها بعنف وبأعين يمتلكها الغضب صاح  :- مفيش وقولتلك مليون مره متقربيش مني؟  

أغمض عينه وهو يشعر بالرؤيا تتلاشي  ،  فأغمض عينه بتعب وارجع رأسه للخلف  ، بأعين دامعه هتفت:- أنت فيك أيه يا يوسف ؟ 

صوتها وأه من صوتها وهي تترنم بين شفتاها أسمه وكأنه يستمع له لأول مره نظر لها بعشق ليهدء. من قلقها قائلاً بنبره حنونه:- مفيش يا قلبي تعبان شويه كان عندي عمليه انهارده انتي عارفه بقا حياة الدكتور؟ 

رفعت يدها علي وجنته قائله بحب  :- طب أجبلك تأكل؟

اشار لها برفض وهو ينهض  :- لا عاوز انام! 

كاد ان يقع من تلك الدوخه التي تراوده فأسندته بيدها وهي تضع يده حول كتفها وساندته لتضعه علي الفراش بهدوء وحذر أغمض عينه فوراً ونام وهو ممسك بيدها بقوه! 

تذكرت معاملته لها فهوي الدمع علي وحنتيها بألم لا تستطع تحمل معاملته تلك ذات القسوه والجفاء..

ظلت تفكر وتدعوا له وذهب النوم من جفنيها...

شارده فقط  رن هاتفه فجاه فنهض مسرعان وهو يقول  :- فين تلفوني؟

أشارة له  :- جنبك اهووو 

جذبه و نهض ليجيب واغلقه قائلاً':- انا رايح المستشفي؟

وقفت امامه قائله  :- لا أنت تعبان مش هسيبك تطلع كدا؟

أبعدها عنه قائلاً:-حياة الناس والواجب مش اهم مني؟

خرج مسرعا وبقيت هي مكانها بقلق فولج بعد قليل قائلاً:- مشفتيش تلفوني؟

نظرة حولها فرآته بيده فردت بدهشه:-ما أهوو في أيدك؟

نظر ليده وضرب جبهته قائلا  :- اه صح سلام لا اله إلا الله؟

ايتسمت له قائله:-  محمد رسول الله خلي بالك من نفسك؟

أشار لها بيده وغادر... فجلست مكانها بشرود وهي تقول صداع مستمر ودوخه واحيانا بيكون تعبان جامد وبحس بضعف في عينه بينسي الحاجه لو في أيدك..

زفرت بوجع وقالت':- يا تري مالك بس فيك أيه؟ 


كانت تقف هاله وهي تسير ذهابا وأيابا شارده بكل ما قالته حبيبه تراجع حساباتها...

هبط يوسف وكاد أن يذهب فلمحها شارده فأنتبه القلق فدنا منها قائلاً:- تالا ايه مالك في حاجه ولا ايه؟

ابتسمت له وهي تقول  :- لا مفيش انا كويسه!رايح فين كدا؟

ابتسم بهدوء  :- مفيش عندي حاله تعبت فجأه وهروح اشوف في ايه وهرجع 

واشار لها بحسم:-  أطلعي نامي متقعديش كتير لو احتجتي حاجه رني عليا؟ 

أؤمأت برأسها له وغادر  ، فنظرة لحجابها وذاك الاسدال وهمست بيأس  :- ومشفش اني أتغيرت هو ديما موجود لما بحتاجه زيه زي أيهاب بالظبط..

عادة لشرودها مره أخري  وتذكرت معاملة يوسف لها دئما ما يعتبرها أخته فقط  ، فلماذا هي أحبته؟ أحللت حبه لها ك أخت ك حب أخر؟ 


♥"رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي"♥


بصباح اليوم الثاني أشرقت الشمس ولكنها ستظلم قلب حبيبه بالاوجاع والاهات والجروح... 

تململت بكسل ونظرة جنبها فرإت يوسف مغمض عينيه  ، ظلت تنظر له بهيام وتأمل وحب وهي واضعه يدها أسفل رأسها ترمقه بعشق  ؛ فتح عينه فرآها أمامه بوجهها الذي يعلوه الخجل  ،دون وعي ك المسحور بعيناها  ، رفع يده علي وجنتها بحب  ، كاد ان يقترب منها ليقبلها فرن هاتفه فوراً لينهض مسرعا ويذهب بعيدا ليجيب... 

فتحت عيناها ودقات قلبها تعلوا وانفاسها تذداد..

هبت لتصلي فرضها وهبطت للأسفل بعدما أخبره بذهابه للمشفي... 

ألقت السلام عليهم وردوا جميعاً وجلست معهم وهتفت ل هاله قائله  :- ريم عامله ايه؟

فردت هاله باطمئنان  :-  بقيت احسن الحمد لله!

طرق الباب ليهب عمرو ركضا وفتح فولجت بسنت وهي تصيح  :-  لا بقا الفرح قرب مش هتسبوني كدا انتوا تبع العروسه مش العريس؟

رفع ايهاب حاجبه قائله:- وهما كمان عرسان!

أتسعت عينا بسنت قائله  :-  هو مين هيتجوز؟

فأشار لنفسه ول هاله  ،  هزت هاله رأسها وهي تقول  :- لا يا بسنت متقلقيش أنا معاكي! 

وهبت واقفه بضيق  متجهه للمطبخ لحق بها أيهاب وجذبها من معصمها قائلاً  :- 

هو أيه اللي  لا يا هاله  ؟

فأردفت قائله بحزن وهي تربع يدها امام صدرها  :- 

أنا أكبر منك يا أيهاب أفهم بقا؟ 

زفر بضيق وقال بهدوء معاكس  :- الحب مش بيعرف كبير ولا صغير وانا قلبي رايدك أنتي الفرحه اللي مش هقدر أعيش من غيرها انتي اللي هكمل حياتي معاها أنتي اللي لو بعدت  عني أموت  ،عيونك هما الامل في حياتي متحرمنيش من كدا؟

هزت رأسها بالرفض وادمعت عيناها 

# وليه باختي ترفضي ابني طب بذمتك هتلاقي احلي منه فين؟

بأعين متسعه أستدار أيهاب لوالدته بفرحه وتقدم منها بدموع لتضمه قائله  :- أنا أسفه يا حبيبي! 

ضمها بحنان فبعد عنها وهو يشير لهاله.:- 

مش هتجهزي فرحنا بقا؟

اشارة له بتأكيد  :- أكيد طبعاً... 

كادت هاله بالتحدث فأشارة لها بتحذير  :- 

ارفضي براحتك وهخلي لمار تخطفك ونجوزكم 

ارتفعت صوت ضحكات هاله فقال ايهاب  :- 

مفيش مهرب لازم توافقي..

اشارة لها امل فركضت هاله لتضمها بفرحه... 


كانت تجلس ريم بحزن فرن هاتفها أذادت دقات قلبها عاليا عندما رإت اسم  "أحمد" يضيئ الشاشه...

بلهفه وصوت هادئ  :- الوو 

جاءها صوته الحزين قائلاً  :- عامله أيه  ؟

فهمست بقلق  :- مالك يا احمد فيك ايه؟

رد برفض قائلاً:- مفيش؟

فهمست بقلق  :- لا في مالك صوتك مخنوق ليه؟

فرد باحتياج  :-  محتجلك جنبي بس؟

فردت بحب:- انا ديماً جنبك بس قول مالك اتكلم؟

قص عليها رفض جده ،

فهمست بهدوء  :- هو معاه حق يرفض بس استني عليه شويه ومين يعلم ممكن يوافق!

فهمس بضيق  :- يارب أنا مش عايز غيرك في حياتي أنتي اللي بتمناها في صلاتي ودعواتي وبس!

فردت بحب  :- كله هيتحل بس الصبر قوم صلي يلا عشان تهدأ وتروق؟

أجابها بابتسامه  :- حاضر  ،متحرمش منك يا قلبي وتفضلي ديما منوره طريقي وديما جنبي وسندي؟

فهتفت:- وانت كمان  ؟

فرد بمناغشه  :- وأنا كمان ايه  ؟

فردت بغيظ  :- ياااختي اقفل يا احمد؟

فرد بحب  :-حاضر يا قلب أحمد ...

صمتت بخجل فتابع هو قائلاً:- بت روحتي فين طب وربنا مكسوفه صح  ؟

فردت بتأفف  :- انا هقفل!

فقال  :- خلاص خلاص مش هنطق تاني يلا سلام خلي بالك من نفسك؟

فردت بحب  :- حاضر  وأنت كمان؟

أغلقت معه ولاحظت رسائل بصور من صفحة لمار لتفتحها و وجدت عدة صور للمار فصاحت بلهفه لورد التي كانت تقرأ بالمصحف  :- ورد تعالي يا ورد؟

أستدارت ورد لها  :- نعم 

فهتفت ربم مسرعه وهي تشير لها  :- تعالي بسرعه شوفي لمار؟

ركضت ورد بفرحه وجذبة الهاتف منها وتفحصت الصور وهي تقول باشتياق  :- وحشتني اوي!

فردت ريم  :- وانا كمان والله يا بختها بقا؟

فردت ورد بلهفه  :- تعرفي انا بعمل عمره كل يوم! 

نظرة لها ريم بفضول قائله  :- ازاي 

فهتفت ورد وهي تجلس جوارها  :- شوفي يا ستي بصلي الفجر وبقعد اذكر ربنا لحد طلوع الشمس وبصلي ركعتين وبكدا أنا عملت عمره في البيت؟

فردت ريم بفرحه  :- بجد والله؟

فردت ورد بتاكيد:- اه والله!

قطعهم ولوج "عمرو" وهو يخفي شئ خلف ظهره وهتف  :- ورد عايزك؟

استدارت له قائله  :- نعم؟

وقف أمامها وهو يخرج يده من خلفه بشوكولا قائلاً  :- احلي شوكولاته لأحلي ورده وردة عمري؟

جذبتها منه بلهفه وسعاده وفتحتها وألتهتمها بتلذذ وهو ينظر لها مبتسماً  ، فقطعتهم ريم قائله بتذمر  :- يا سلام يا سي عمرو جايب لورد وأنا لا؟

وانتي طب اديني حته؟ 

نظر لها عمرو قائلاً برفض  :- بس يا ريم دي بتاعت وردتي انتي لو عايزه خلي أحمد يجبلك؟ 

ونظر ل ورد  :- تعالي نلعب؟

فاشارة له بغيظ  :-  قولتلك كتير انا مش بحب العب!

فهتف بغيظ  :- طب خليكي هنزل انا؟

اما ريم فارتفعت صوت ضحكاتها عليهم  !

بالخارج يجلس أياد وأيهاب جوار بعضهم يتحدثون  ، 

بينما الفتيات يجلسون جوار بعضهم وهم يختاروا فساتين  ؛ فاشارة حبيبه بفرحه وهي تشير للتلفون  :- يا بنتي شوفي دا احلي هادي كدا وبسيط؟

فقالت بسنت مسرعه  :- طب هيكون حلو عليا!

صمتت حبيبه بتفكير وهمست  :- لما تقيسيه هنشوف 

فقالت أمل  :- تعالوا ندخل جوه عند ريم؟

فهبت هاله واقفه بتذكر  :- لا لا هروح اجيبها تقعد معانا؟

ولج يوسف من الخارج وهتف  :- حبيبه؟

أستدارت له بفرحه من خلف الاريكه وهبت واقفه إليه وهي تقول  :- نعم  

دنت منه بابتسامه مشتاقه وفرحه وهي تقول  :-  يوسف عايزه اخرج مع البنات هيختارو فساتين؟

نزع روحها منها وحطم قلبها وهو يقول  :- 

مفيش خروج ومفيش أذني اعملي اللي أنتي عايزه متخديش اذني لأنك طالق  ؟

بأعين دامعه وصدمه وقلب يشع بالنيران اقتربت منه و وضعت يدها علي صدره وهي تنظر لعينه قائله بابتسامه  :- بتقول أيه؟

وقف الجميع بصدمه! و ولجت تالا لتقف جواره بصمت وهي تنظر ل حبيبه بحزن وأسف!

أغمض عينه بوجع  ، ونظر لها قائلاً بقلب يصرخ  :- 

زي ما سمعتي أنا هتجوز من تالا قريب!

تنقلت انظارها بينه وبين تالا  ، عاودة النظر به ودموع تهوي بحرقه ك الشلال  ،رفعت يدها واحتضنت وجهه قائلاً  :-  بتقول أيه بس متهزرش والله قلبي وجعني اوي انت تستحمل تشوف بنتك موجوعه!

وما أصعب ان يموت قلب ما زال علي قيد الحياه؟

توجع ومات قلبه لدموعها تلك فقال بحزن  :- 

زي ما سمعتي يا حبيبه امشي وحبي واتجوزي حد أحسن مني؟

ادار وجهه للناحيه الأخري  ، فادرت وجهه لها قائلاً  :- 

أنت عايزني أكون مع حد غيرك؟

لم يستطع تحمل كل ذلك ولا دموعها التي تحرق فؤاده فأبعد يدها بعنف وجذب تالا من يدها وسار من أمامها  ، 

وقفت امل أمامه قائله  :- في ايه يا يوسف مالك ومن امتي وانت بتحب تالا أصلاً فوق في ايه؟

هتف بضيق دون وعي بصوت موجوع:- سيبني الله يرضيكي يا امي دلوقتي؟ 

مر من جوارها وهو يجذب تالا التي تبكي بصمت وهي تنظر ل حبيبه وتذكر كل ما فعلته معها... 

جثت حبيبه علي ركبتيها وصرخة بعلو صوتها... 

ليقتربوا منها الفتيات بلهفه  ،أما هو وقف بنصف السلم وهوت دموعه بوجع.... 

أحتضنتها هاله وهي تربت علي رأسها وقالت  :- 

اهدي يا حبيبه كل حاجه هتتحل صدقيني!

بكت بحرقه وهي تقول  :- اه وجع قلبي انا بحبه مقدرش اعيش من غيره طب ليه عمل فيا كدا...

نظرة لهاله ودموعها تذداد فبكت هاله بحزن فاكملت حبيبه:- انا حبيته والله وهو وهو كمان حبني بس ليه تغير ليه كسر قلبي كدا وهو عارف ان القلب لما بيتكسر مستحيل يتصلح ف ليه عمل كدا؟

كان يقف الجميع ببكاء لحزنها وكلامها وهي تهتف عن وجع قلبها وفجأه أغمضت عيناها هاربه من تلك الحياه القاسيه واغشي عليها بين يدي هاله التي صرخة باسم "يوسف"...بقلم ندي ممدوح


google-playkhamsatmostaqltradent