رواية احتواء قلب الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم عبير سليم
يدخلون جميعهم تحت أنظار الخدم المتعجبون من هؤلاء الأشخاص الذين يرونهم لأول مرة
يرحبان بهم أدهم و مراد و يجلسونهم بينما جلست جنه بجوار حبيبها الذي كان يرتعش من رهبة هذا اللقاء و بمجرد جلوسهم وقعت أعين الجميع على تلك الصورة الكبيره التي أمامهم على الحائط صورة تجمع بين سليم و ابنه يامن و على تلك الصوره ذاك الشريط الأسود و الذي يعني أنهما قد توفيا و فارقا الحياه : سبحان الله فعلا الخالق الناطق انت يا هادي ده انتوا زي ما تكونوا توأم الفرق بينكم حاجات بسيطه اوي
نجلاء : فعلا يا فهد انا لو شفت الصورة دي في أي مكان كنت من غير لحظة شك واحده حقول انه هادي
تخرج من غرفتها بكرسيها المتحرك : إيه الصوت ده يا ولاد خير ان شاء الله
يتجه نظر الجميع إليها اما هي فقد اخذتها الدهشة لرؤية هذا الجمع الذي أمامها الكل ينظر لها و يتساءل هل تلك المرأه هي ام هادي
علم ادهم بما تكنه صدورهم فاقبل سريعا عليها يقبل رأسها و يدها و يدفع الكرسي تجاههم : اعرفكم بست الحبايب امي غاليه
يبتسم لها الجميع اما هي فقد وقع بصرها على ذاك الجالس بينهم توقف بها الزمن للحظات قليله و صاحت و هي تشاور عليه : سليم ابني سليم
سليم اخوك اهوه يا مراد سليم اخوكم عايش يا أدهم يا حبيبي يا بني
تدفع كرسيها نحوه سريعا اما هو فوجد نفسه يجلس أمامها ارضا و يقبل يدها و لكنها نطقتها مجددا : لا انت مش سليم ابني لا انت مين انت مين
و قبل أن ينطق أحد كان فاروق يخطو خطوات على السلم و ينزل إليهم و اول من وقعت عليه عينه كان هو : هادي إزيك يا بني الف حمد الله على السلامه
يقبل عليه و يأخذه بين احضانه بينما هادي يبادله الحضن باعين باكيه : كنت مستنيك تيجي زي ما وعدتني قلبي كان حاسس انك حتيجي نورت البيت يا حبيبي
اهلا وسهلا بيكم يا جماعه البيت نور و الله
مسعد : البيت منور بصحابه يا حج
فاروق : اعرفك يا غاليه ده بقى يا ستي هادي اللي أول ما شفته في المستشفى عملت زيك كده بالظبط و افتكرته سليم و هو وعدني انه حييجي يزورني و اديه اهوه وفى بوعده
غاليه و هي بتمسح د.. موعها : اهلا و سهلا بيك يا بني نورتنا يا حبيبي
فاروق : بنها كلها نورت و الله انا لو اعرف بمجيتك دي كنت فرشت الأرض ورد
هادي و هو بيحاول يتمالك اعصابه و يجمع الكلمات على لسانه : ربنا يخليك معلش بقى جينا من غير معاد و جبت معايا اهلى كلهم عشان يشوفوكم
فاروق : ده انت تجيب الدنيا كلها ده البيت نور و ربنا ده بيتك يا هادي و اهلك يشرفونا و ينورونا و على راسنا من فوق
شكل الحاج والدك مش كده
هادي : أيوة حج مسعد والدي و الحجه امي و دول اخواتي فاطمه و خديجه و رقيه و ده صاحبي فهد و دي مراته و دي بقى تبقى جنه مراتي وماما ناديه والدتها عرفه بكل الموجودين و بجوز بنتهم
فاروق : يا اهلا وسهلا بيكم عارف و الله يا هادي انا من اول ما شفتك و انا حسيت انك اصلك طيب و لما شفت اهلك دلوقتي اتأكدت من ده
مسعد : ربنا يخليك يا حج ده من اصلك
يعلن جرس الباب عن مجئ احد يذهب مراد ليتفاجا بالامن : مراد باشا في راجل بيسأل عنكم و بيقول اسمه يونس
مراد : خليه يتفضل حالا
يدخل يونس و هو في قمة الاحراج و يلقي عليهم التحيه فيردون عليه لم يشعر هادي بنفسه الا و هو يجري عليه ويلقي بنفسه بين احصانه و هو يبكي ويونس يطبطب عليه : اهدى يا حبيبي اهدى يا هادي
أدهم لمراد : هو جاي لوحده و اللا إيه امال فين البنات
مراد : تصدق بالله انت ما عندك ريحته انت عاوز تجلطني يا بني انت ايه مش شايف ابن عمتك حالته عامله ازاي و انت كل اللي شاغلك البنات و بس كل ده من عشرتك للبهايم طيرت الحبه اللي كانوا فاضلين عندك
أدهم : الله و انا قلت حاجه ماهي المصلحه حتبقى مشتركه خلاص انت الخسران بس بعد كده متبقاش تيجي تعيط
مراد : أدهم الله يخليك ابوس ايدك اسكت شويه
أدهم : خلاص أديني سكت اهوه ناس عديمة الاحساس
هادي و هو بيمسح وجهه بايديه: اعرفك بابويا التاني بشمهندس يونس
فاروق : اهلا و سهلا بحضرتك بس ابوك التاني ازاي مش فاهم هو انت عندك كام اب يا بني
هادي : انا عندي ابين الحج مسعد و البشمهندس يونس
فاروق : ربنا يكتر احبابك كمان و كمان يارب بس انت بردو كده حيرتني يابني يعني مين فيهم ابوك اللي خلفك الحج و اللا الباشمهندس
مراد : اللي خلفه لا ده و لا ده يا بابا
اللي خلفه حد تاني خالص
فاروق : و دي فزورة و اللا إيه يا مراد
مراد : لا يا بابا مش فزورة و لا حاجه بص له كويس يا بابا و شوفه و هو بيتكلم و اسمع صوته اللي حضرتك نفسك قلت انك سمعته قبل كده حس حضنه اللي حضرتك قلت انه زي حضن المرحوم سليم بالظبط حس كل ده يابابا و حضرتك حتعرف لوحدك ده يبقى مين و مين هو ابوه ومين امه كمان
فاروق يبص له بدهشه و عيونه مش مصدقه الكلام اللي بيقوله مراد و اللي بيلمح ليه : انت بتقول ايه يا مراد انت قصدك ايه بالكلام ده انت قصدك ان هادي يبقى هو نفسه لا مش ممكن مش معقول يقوم عليه و هادي يقف له و عيونه في الأرض يمسك فاروق وجهه بايده و يرفع وجهه قصاده : ابن جميله و عبد الرحمن عينيه ما تنكسرش ابدا و لا يبص لتحت عينيك لازم تبقى مرفوعه و مرفوعه للسما ابن عيلة حسان و عيلة خطاب اللي الدنيا كلها بتحلف بينا راسه لازم تكون مرفوعه للسما و تناطح بيه النجوم تعالى فحضني يا حبيبي تعالى فحضن خالك يا فؤاد
يلتقطه في حضنه و عيونه منهمرة من شدة البكاء : آآآآه آآآآآه يا حبيبي وحشتنا اوي اوي انا مش مصدق عينيه مش مصدق اني شايفك ادامي معقوله انت ابن جميله اختي يعني انت كنت معانا و قصاد عنينا و بنتكلم معاك و انا نفسي اخدتك فحضني و محستش انك من لحمي اااه يا وجع قلبي انا عمري ما حسامح نفسي ابدا انك كنت قريب مني اوي كده و انا محستش بيك ازاي ازاي محسش بابن الغاليه ازاي
مراد : كلنا يا بابا مش حضرتك بس بس احنا كلنا معرفنهوش بس احنا كنا حنعرف منين
فاروق : انتوا مش مهم تعرفوا لكن انا انا كان لازم اعرف كان لازم اعرف لوحدي ان الشبه ده و الصوت ده و النفس ده والحضن ده لا يمكن كل ده يكون مجرد صدفه استحاله ااااه اااه يا غالي يا ابن الغاليين
ماتعرفش من وقت ما عرفنا بوجودك وانا بحلم باللحظه دي ازاي بحلم باللحظه اللي حتدخل علية فيها يااااه ربنا كرييييم اوي اللهم لك الحمد اللهم لك الشكر المال الحلال لازم يرجع لصحابه المال الحلال ميىروحش ابدا
أدهم : والراجل الطيب ده يا بابا هو الحج مسعد اللي اخده و رعاه و البشمهندس يونس هو اللي وقف جنبه و شجعه لحد ما بقى الاستاذ هادي الراجل المحترم صاحب شركه و الدنيا كلها بتحلف بيه وبأخلاقه
فاروق : ده شئ طبيعي يا بني لازم الدنيا كلها تحلف بأخلاقه هو شويه و اللا إيه ده ابن عبد الرحمن اشرف خلق الله و اكرمهم و اتقاهم و امه جميله ست الستات كلهم و اللي الدنيا كلها بتحلف بأخلاقها وطيبة قلبها
هادي : هي فين يا…….
فاروق : خالي انطقها يا حبيبي قلها الله يخليك كفايه اني عشت العمر كله محروم منها انا خالك يا حبيبي خالك فاروق
هادي : هي فين يا خالي هي فين عاوز اشوفها
فاروق : امك فوق يا حبيبي قاعده مستنياك تعرف ان ابوك الله يرحمه لسه جايلها في المنام و طمنها انك جاي و قاللها تقولك انك وحشته اوي و تسلملك عليه و أنه اخيرا حيرتاح في نومته بعد ماحترجع لحضنها
اطلع يا مراد اطلع لعمتك قللها ان الغالي وصل بالسلامه
يطلع مراد جري عالسلم و كلهم قاعدين منتظرين و غاليه تسلم على هادي و تحضنه و تبوسه : يااااه نفس حضن سليم ياحبيبي انا دلوقتي بس حسه انه مراحش و أنه لسه موجود بيننا
فرحة ملهاش حدود و فاروق يشكر ربنا و مش مصدق نفسه من الفرحه و يشكر مسعد و يونس عاللي عملوه معاه
و يرحب بيهم كلهم و خصوصا بجنه مراته و يفرح اوي لما يعرف انها حامل
اما مراد فأول ما وصل اوضتها اخد نفس عميق وخبط عالباب و فتحه دخل لقاها ساجده عالأرض و بتدعي ربنا و صوت دعاءها عالي سلمت و بصت لمراد و هي مش عاوزة تسأله خايفه يكون موصلش لحاجه
يقعد ادامها : تقبل الله يا عمتي
جميله : منا و منكم يا حبيبي طمني وصلت لحاجه و اللا لاء يا مراد
مراد : مش انا و أدهم وعدناكي و وعد الحر دين عليه
جميله : يعني لسه كتير على ما تلاقوه
مراد: لسه كتير هو مش كتير اوي هما بالظبط حوالي عشرين سلمه و تكوني عنده يا حبيبتي و ادامه
جميله : ادامه ازاي انا مش فاهمه حاجه
مراد: احنا وعدناكي و الحمد لله ربنا قدرنا ووفقنا و قدرنا نوفي بوعدنا ليكي فؤاد تحت يا عمتي اه و الله فؤاد جبناه احنا وصلناله يا حبيبتي و جيبناهولك وهو تحت مع بابا و ماما و مش هو وبس و مراته كمان ده بقى حاجه كويسه اوي يا عمتي و لما تشوفيه حتفتخري بيه و تفتخري ان ده ابنك
جميله بعدم تصديق : لا مش معقوله مراد انت بتتكلم بجد يا مراد ابني انا تحت ابني جه و حشوفه و حاخده فحضني لا و النبي يا مراد اوعى تكون بتهزر يا مراد
مراد : طب انا بهزر طب عمي عبد الرحمن الله يرحمه بيهزر هو كمان هو مش جالك في المنام و قالك انه جاي و قالك تسلميله عليه
جميله : أيوة ايوة
مراد : و هو جه يا حبيبتي جه و الله العظيم جه ياللا بقى و اللا انتي مش عاوزه تشوفي ابنك يا عمتي
جميله : مراد انا مش قادره اقوم مراد انا حسه ان رجلي مش شايلاني
يسندها مراد : تعالي يا حبيبتي انا معاكي
يظبط لها الطرحه على رأسها و تتحرك معاه و مراد ماسك ايدها بيساعدها تمشي و هي حسه ان الارض مش شايلاها لحد ما يوصلوا للسلم و يكون كل اللي قاعدين وشهم ليها اما هي كانت بتدور عليه بين الوشوش و هادي اول ما لمحها رجع يبكي و عبراته تنهمر على وجهه بغزاره دقات قلبه صوتها مسموع رعشة ايده و جسمه قادره تحرك الأرض تحت رجليه بيبكي من قلبه نفسه انها تعرفه و تحس بيه من غير ما حد يقوللها عليه مش قلب الأم بيحس بضناها زي ما بيقولوا
اما هيا عيونها بعدت عن كل الموجودين و راحت ناحيته هو وبس
لحظة سكون جمعت بينهم هما الاتنين و عيونهم متقابله عيون مش باينه من لونها الذي تحول للون شمس تتوهج من حرارتها و هي بتميل نحو المغيب نعم انه مغيب الأحزان و زوالها
بتحاول تنطق اسمه بشفاهها المرتعشه ف. ف. فؤاد ابني فؤاد ابني
تسيب ايد مراد و تحس انها عاوزه تطير ليه تنزل السلم جري و عينها عليه وقلب هادي حينخلع عليها من قلقه انها تقع يجري عليها و قبل ما توصل لاخر سلمة يكون لاقطها بين احضانه يحضنها بقوة و بشده و هي ماسكه فيه بكل قوتها و الكل عيونهم عليهم و مش مستوعبين اللي شايفينه و قلبهم ملهوف عليهم اما هما كانوا فعالم تاني لوحدهم عالم مفيهوش غيرهم هما و بس مش شايفين غير بعض و لا حاسين غير ببعض : آآآه يا قلب امك وحشتني يا ضنايا
تتفحص وجهه و تركز فملامحه : انت ابني ايوة انت ضنايا اللي اتحرمت منه يا حبيبي يا بني يا قلب امك يا فؤاد
تتحسس وجهه بايديها المرتعشه تتساقط عبراته على يديها بينما هي تمرر يديها على كل معالم وجهه تتأمله بدقه تختلط عبراتها بابتساماتها تجد نفسها تقبله و تقبل كل وجهه وأما هو فيبادلها تلك القبلات ويقبل رأسها و يمسك بيدها و يظل يقبلها تحتضنه مرة ثانيه و ثالثه تحدثه و هي بتبكي : انت ابني ايوة انت فؤاد ابني انا متأكده ايوة انت ابني انت ابن عبد الرحمن حبيب عمري
هادي من بين اهاته : أيوة انا ابنك يا…..
جميله و هي بتبكي من قلبها : ماما انا امك يا حبيبي امك اللي طول عمرها محرومه من الكلمه دي انا امك اللي ملهاش غيرك يا حبيبي بقالي سنين ببكي عليك يا فؤاد قولهالي يا فؤاد عاوزه اسمعها منك يا ضنايا
هادي : انا ابنك يا ماما
تحضنه جميله بكل قوتها : آآآآه آآآآآه آآآآه يا حبيبي يا ضنايا يا بني يا عمري كله يا فؤاد يا ابن الغالي يا نور عينيه انا مش مصدقه نفسي معقوله انا فحلم و اللا فعلم يا ربي يامانت كريم يارب يا مانت كريم يا رب
ابني ابني يا ناس ابني رجع يا ناس
فاروق ابني رجع يا فاروق ابن اختك رجع يا اخويا غاليه شفتي يا غاليه شفتي ابني يا غاليه اااه اااه يا ضنايا اه يا حبيبي انت ابني صح ايوة انت ابني انت ابني انا
وحشتني اوي يا حبيبي وحشتني اوي يا ضنايا
تزغرد و هي بتبكي من فرحتها زغاريد مختلطه بالآهات لوووولي لوووولي و الكل بيبصلهم و هما بيبكوا عشانهم
تعالى فحضني يا حبيبي عاوزة اشبع من حضنك قبل ما اروحله يا فؤاد
يحضنها هادي لكنه يتفاجئ، بوقوعها من بين ايديه : ماما
مقدرتش تستحمل المفاجأة عقلها مش قادر يستوعب اللي هي فيه
الكل يقوم يجري عليهم و هو يشيلها بسرعه و يجري بيها عالسلم و أدهم يفتح له الأوضة و هادي ينيمها عالسرير و يجيبوا برفان و يحاولوا يفوقوها كتير لحد ما تفوق
يتنهد هادي اول ما يشوفها فتحت عينها الكل يطمن و فاروق ياخدهم و يخرجوا عشان يسيبوهم مع بعضهم شويه
تفتح عينها تلاقيه قصادها
جميله و هي بتبكي : انت هنا يا فؤاد و اللا انا بيتهيألي
هادي : انا هنا انا جمبك يا أمي
جميله : تعالى فحضني يا حبيبي عاوزه اشم ريحة عبد الرحمن فيك يا ضنايا
يرمي هادي نفسه فحضنها : الله حضنك حلو اوي يا فؤاد
هادي : حضرتك اللي حضنك حنين اوي يا أمي
جميله : اخر حاجه كنت ممكن اتخيلها بعد السنين دي كلها اني اعرف اني كان مضحوك علية عايشه فوهم فاكراك رحت لابوك تلاته و تلاتين سنه و انا بزوركم و اتاريني بروح لحد ما اعرفهوش
و هو يا حبيبي كنت دايما بشوفه فاحلامي حزين كنت اقول يا ترى ايه اللي مزعله اتاريه يا حبيبي كان تعبان و مش مرتاح فنومته و في حته منه تايهه ضايعه في الشوارع مش عارف راحت فين
بس هو كان لسه معايا في الحلم و كان زي القمر فكرني بيوم فرحنا و قاللي انك جاي وانه جايلك مخصوص عشان يستقبلك و يشوفك و قاللي اسلمله عليك ابوك بيحبك اوي يا بني كان أمله في الدنيا انه يشوفك و ياخدك فحضنه لكن ربنا اختاره بدري اوي يا حبيبي و مفيش حاجه كانت مصبراني على بعاده غيرك انت يا ضنايا تسع شهور و انا منتظره مجيتك لية بعد الايام بحلم باللحظه اللي حاخدك فيها فحضني حسبي الله ونعم الوكيل منهم لله عاللي عملوه حرموني منك و من حضنك عدمات الضمير عبيد المال كانوا خدوا اللي هما عاوزينه مكنتش عاوزه منهم حاجه و الله العظيم ما كنت عاوزه حاجه اذا كان الغالي نفسه راح حدور على حاجه بعده
انا عمري ما نسيتك يا حبيبي و الله مانسيتك يا فؤاد انا عشت عمري كله و حياتي كلها و انا بدعي ربنا اني اروحلك انت و ابوك يا حبيبي
هادي : الف بعد الش. ر عنك يا أمي ربنا يطول في عمرك يا حبيبتي يارب
جميله : انا الأول مكنش فارق معايا حياتي لكن دلوقتي بعد ما شفتك نفسي ربنا يطول فعمري لحد ما اشبع منك يا حبيبي و لو اني عمري ما اشبع منك ابدا ابدا يا فؤاد سامحني يا حبيبي سامحني يا ضنايا
هادي : اسامحك اسامحك ايه بس يا أمي ربنا يسامحهم هما
جميله : اخدوك مني عشان الفلوس هبل عبط ميعرفوش انك عندي اغلى من كنوز الدنيا كلها كانوا خدوا كل حاجه كانوا خدوا عمري و سابوك يا حبيبي ده انا كنت مستعده ادفع عمري كله بس اشوفك بعنيه و لو للحظه لحظه واحده بس
هادي : الحمد لله يا أمي الحمد لله اننا اتجمعنا على خير
جميله : ياااه يا مانت كريم يارب ابني معايا ابني فحضني انا مش مصدقه عنيه يا حبيبي يا بني وحشت امك اوي يا…….
الا انت اسمك ايه صحيح بينادوك بإيه يا حبيبي
هادي : هادي يا أمي
جميله : هادي هو حلو بس لاء فؤاد احلى ده هو ده الاسم اللي اختارهولك ابوك الله يرحمه
هادي : الله يرحمه
جميله : بيسلم عليك يا حبيبي و بيقولك انك وحشته اوي ياااه لو كان عايش دلوقتي و شافك كده ادامه الدنيا مكنتش حتساعه من الفرحه
عملوا فيك ايه يا حبيبي عرفت تعيش و تكبر بين الناس ازاي الناس فهمتك ايه و قالتلك عننا ايه و انت قلت علية انا و ابوك ايه اكيد كنت فاكر انك….. منهم لله منهم لله
هادي : اهئ اهئ اهئ
تحضنه جميله : متبكيش يا ابني كفايه وجع قلبي السنين دي كلها
هادي : سامحيني يا أمي سامحيني غصب عني اني افتكرت فيكم كده
جميله : وانت ذنبك ايه يا حبيبي لا انا و لا انت و لا ابوك لينا ذنب فحاجه احنا كنا مسلمين نفسنا لناس فاكرينهم أهلنا مكنتش اعرف اللي جواهم ناحيتنا ديابه فصورة بني ادمين كانوا بيضحكوا في وشي و يدعولي ربنا يكمللي على خير و هما بيدبروا و بيخططوا عشان يعملوا اللي عملوه
حرموني اني اشوفك و انت بتكبر ادام عينيه حرموني من كل لحظه حلوه كنت بحلم اعيشها معاك طب ابوك و رضيت بنصيبي و قلت الله جاب الله خد الله عليه العوض و كنت منتظره ربنا يعوضني بيك تقوم تروح انت كمان هو ده العدل يا ناس هو ده العدل
هادي و هو بيمسحلها د.. موعها : اهدي عشان خاطري اهدي يا أمي أنا معاكي اهوه ومش حسيبك تبعدي عني لحظه واحده بعد النهارده
جميله : يا حبيبي يابني يا فرحة قلبي يا فرحة قلبي ابني معايا ابني رجعلي اللهم لك الحمد
تمسك صورة فؤاد اللي جمبها عالكوميدينو : ابنك رجع لحضني يا حبيبي الأمانه رجعت الحمد لله شوف يا بني شوف ابوك كان حلو ازاي
هادي : ده ابويا
جميله : أيوة يا بني
يمسك هادي صورته و يتأمل ملامحه و عيونه تبكي و يكلمها : كنتي بتحبيه اوي كده
جميله : ياااه بحبه اوي كده ابوك ده حب عمري يا حبيبي عيني فتحت على حبه عشت معاه أجمل و أسعد ايام حياتي شفت معاه احلى دنيا انا لو كانوا حطوا ابوك في كفه و الدنيا كلها فكفه كنت حختار ابوك
صبر معايا سنين لحد ما حملت فيك عمره ما زعلني بكلمه بالعكس كان هو اللي بيهون علية و يقوللي ان شاء الله ربنا حيرزقنا كان مخللي الكل يحبني على حبه لية انا عشان احكيلك عنه يا بني انا محتاجه شهور و سنين
هادي : و مرضيتيش تتجوزي بعد وفاته و بعد ما افتكرتي اني انا كمان حصلته ليه يا أمي ليه انتي جميله اوي و اكيد في ناس كتير تتمناكي ليه ما اديتيش نفسك فرصه تعيشي الحياه من تاني و تخلفي تاني
جميله : اتجوز و اعيش حياتي طب و ابوك اوديه فين يا بني انا عشان كنت اتجوز كنت لازم ابقى مخلصه للي حتجوزه طب كنت حخلصله ازاي و انا قلب و مشاعري كلها مع ابوك انا لو حطوا رجالة الدنيا ادامي حختار صورة ابوك يا حبيبي
هادي : بس حضرتك كده حكمتي على نفسك تفضلي لوحدك العمر كله يا أمي
جميله و هي ضامه وجهه بايديها : مين قال كده انا عمري ما كنت لوحدي خالك فاروق و غاليه مراته و أدهم و مراد و سليم الله يرحمه طول عمرهم جمبي و حوالية و عمرهم ما حسسوني اني لوحدي
انا مفيش حاجة كانت وجعاني غير غيابكم عني انت و ابوك يا حبيبي و أديك اهوه رجعتلي رجعت لأمك يا حبيبي متسيبنيش يا ابني متبعدش عني تاني يا حبيبي
هادي و هو بيقبل ايدها : عمري ما حسيبك و لا حبعد عنك لحظه بعد النهارده لازم اعوض نفسي و اعوضك عن سنين بعدنا و حرماننا من بعض يا أمي
تطول القعده و الكلام بينهم تسأله و هو يجاوب عن حياته اللي فاتت و عمره اللي عدا كان بيحكيلها و هي قلبها بيتنفض عليه من اللي حصل معاه سواء كان حلو او لاء
مكنتش عاوزاه يقوم من ادام عنيها و لا هو قادر يبعد عنها مرت ساعات عليهم و هما مع بعض كأنها ثواني اما تحت فكانوا كلهم اتعرفوا على بعض و الفرحه ماليه قلوبهم و فاروق شكرهم على كل اللي عملوه مع ابنهم و اتعرف على جنه مراته و غاليه قاعده بتتكلم مع ناديه و مرزوقه و البنات الكل كان قاعد بيحكي و هو مبسوط و يونس الفرحه مش سايعاه و اتصل على اسماء و بلغها بكل اللي حصل
أدهم : طب ايه طيب مش الحمد لله الدنيا بقت تمام اكلمه انا بقى دلوقتى و اللا اعمل ايه
مراد : يا ربي حتشل حتكلمه تقولله ايه انا عاوز افهم حتقولله فين بناتك اصلي عاوز اتجوز واحده فيهم و بص يا عمي مش حنختلف اديني اي واحده على ذوقك وانا معنديش مشكله انت عاوز تجلطني يابني اتهد شويه ابوس ايدك الله يهديك يا ادهم
أدهم : يعني بزمتك انا اهبل يعني عشان اقولله كده
مراد : مش انت اخويا بس ايوة انت اهبل و تعملها
أدهم : عارف انت دايما فاهمني غلط يا بني انا بتكلم عالبنتين عشان مصلحتنا احنا الأتنين ده انا حسيبك تختار انت الاول عشان عارفك صاحب مزاج و انا مش حختلف معاك ام شعر اسود ماشي ام شعر بني ميضرش المهم ميروحوش برة و الحمد لله اهوه طلعنا اهل يعني زيتنا حيبقى فدقيقنا
و اللا انت عاوز حتتين المارون جلاسيه دول يخرجوا بره
مراد : و الله العظيم انا اللي حخرجك برة دلوقتي زيت ايه و دقيق ايه احنا حنعمل كيكه يابني اعقل شويه و بعدين انت مالك بية حاشرني معاك ليه بس اقولك على حاجه روح دورلك على بقرة و اللا معزة ولدها يمكن تهدى شويه
أدهم : لاء انا بقى مش حهدى غير لما اتجوز
مراد : مش لما تعرف الأول انت عاوز تتجوز مين هو انت اصلا عارف حاجه
أدهم : طب بص بقى اطلع منها انت ماشي بس متبقاش تيجي تعيطلي بعد كده
بشمهندس يونس
يونس : نعم يا أدهم
أدهم : مش كنت حضرتك قلت للمدام و للبنات ييجوا يسهروا معانا السهره الحلوة دي
يونس : جايين في السكه يا أدهم
أدهم بفرحه و هو بيتنطط عالكرسي : جايين انت بتتكلم جد (بطريقة عادل امام)
يونس : ههههههه ايوة و ربنا السواق جايبهم في السكه و جايين
أدهم : يامانت كريم يارب شكلهاحتفرج
يونس : هو في حاجه
أدهم لمراد و هو ماسكه من دراعه : ده في حاجات مش حاجه شكل الليله حتبقى ليلتلك ياواد يا أدهم و الليله ليلتك يا معلم
مراد وهو بيزقه : امشي بقى قرفتني
يبدأ الخدم يحطوا الأكل على السفرة
فاروق :حد منكم يطلع فوق ينادي عليهم
أدهم : ياللا يا مراد اطلع
مراد : الصبر يارب
يطلع مراد و يخبط عليهم يفتح الباب يلاقيهم نايمين و هادي نايم فحضن جميله و هي متشبثه بيه جامد يفضل واقف باصص عليهم شويه و عنيه بتبكي من فرحتها و بعد كده يصحيهم بالراحه و يطلب منهم ينزلوا
ينزل هادي و هو ماسك ايد جميله و هي نازله معاه و يبدا يعرفها بكل الموجودين و ترحب بيهم كلهم و هي فرحانه اما جنه فكان ليها ترحيب خاص لوحدها و كانت سعادتها بيها و بحملها ملهاش حدود الكل اتجمع على سفرة واحده و الكل بيضحك و بيهزر و الفرحه ماليه قلوبهم
و بعد شويه توصل اسماء و البنات و يسلموا عليهم كلهم و اسماء تحضن هادي و هي فرحانه بيه اما البنات فاترموا فحضنه و هو بيبكي : حضرتك بتعيط ليه يا ابيه هادي المفروض تكون فرحان الحمد لله لقيت اهلك الحقيقيين
هادي : الحمد لله يا حبايبي الحمد لله
أدهم لمراد : ياريتني كنت مكانه اه يا بن المحظوظه
مراد : هههههههه الواد مخه ضرب يا ناس حد ينجدني منه
بيسان لجميله : حضرتك حلوة اوي يا طنط و ابيه هادي شبهك اوي
جميله : ربنا يخليكي يا حبيبتي يارب انتي اللي قمر ما شاء الله عليكي قوليلي انتي مين بقى
بيسان : انا بيسان
جميله : و انتي جيلان صح
جيلان : أيوة انا جيلان يا طنط
تبص جميله لأدهم و تضحك و هو عينه حتطلع عليهم
أدهم : انا قررت خلاص انا عاوز اتجوز بيسان دي
مراد : يا عيني عليكي يا بيسان و على حظك المنيل ممكن تقوللي ايه سر اختيارك ليها و اشمعنى هي اللي نالت الحظ السعيد ده
أدهم : حستها هبله شويه حركتها كتيره كده من ساعة ما دخلت مش قاعده على بعضها وانا بحب الصنف ده بيبقى عسل كده يالهوي انا حبتها يا أدهم يا ربي ده احنا حنعمل عمايل
و جيلان بردو تمام و زي الفل بس بص عاقله ازاي يا لهوي على تقلها دي تجنن الصراحه
مراد : أدهم احترم نفسك
أدهم : اهوه قلتش حاجه انا بدأنا نغير يا معلم ده انتوا ماشاء الله عليكم لايقين على بعض اوي و شكلها كده حتجيبك على بوزك لا يفل الحديد إلا الحديد يا برنس
تجمع جميل الضحكه و الفرحه ماسابتهمش لحظه واحده اتكلموا فكل حاجه و فاروق اتكلم مع فهد و فهد طمنه انه حيمشي في إجراءات القضيه و إثبات النسب و طلبوا من إبراهيم وموسى محدش يجيب سيرة حاجه ادام اسماعيل لحد ما الدنيا تبقى تمام لأنهم ميضمنوش ممكن يعمل ايه خصوصا ان في تحليل الحمض النووي DNA لازم يتعمل لأن المحكمه مش حتاخد غير بيه و القضيه حيتفتح لها ملف ده تز.. وير في أوراق رسميه و لازم اسماعيل و الدكتور يتحاسبوا على كل اللي عملوه و فهد طمن ابراهيم و موسى انهم حيكونوا شهود و مش حيحصل لهم أي حاجه
و اسماعيل و موسى اكدوا لهم انهم حيشهدوا بكل حاجه و استئذنوا و مشيوا اما الباقيين فضلوا سهرانين و لما الأطفال بدءوا يناموا فتحولهم الاوض يناموا فيها
و فاروق حلف ان محدش حيمشي و الكل حيبات خصوصا ان اليوم التالي الجمعه اجازة يعني محدش عنده شغل و دي فرصه عشان يعرفوا يحتفلوا بهادي و يقضوا يوم جميل ما بين الخضرة و الزرع و الخدامين جهزوا الاوض و فرشوها و كل واحد اخد اللي تبعه و طلعوا يناموا و جنه طلبت من هادي يروح لمامته مينفعش يبعد عنها الليلادي و هي و مامتها حيناموا سوا وقتها جميله رفضت و قالتلها لاء جوزك ميبعدش عن حضنك و لا ليله و فضلوا يتعازموا على بعض بيه و الكل بيضحك عليهم و في النهايه رضخ هادي لكلام جنه و نام فحضن امه
و لكن هل يا ترى عنيه ممكن تشوف النوم و اللا حينام و يشبع نوم
ليله مختلفه عن كل الليالي ليله ممرتش على حد فيهم قبل كده الكل فرحان و سعيد عشان هادي لقى اهله و مطلعش زي ما كان الكل متخيل
كل واحد بيتكلم مع اللي معاه النوم جافى كل العيون و تقوم بيسان الفجر تفتح الفرانده و تقف تستمتع بالهوا العليل و الجمال و الهدوء و روائح الورد الجميله و شعرها بيطير مع الهوا و تكلم نفسها : الله هو في جمال كده
تلاقي اللي طالل عليها من الفرانده التانيه : في طبعا جمال احلى من كده كمان انتي يا بيسان
بيسان : يا مامي انت طلعت منين
أدهم : من الاوضه اللي جمبك يا بسبس
بيسان : هههههههه انت مجنون
أدهم : و انتوا خليتوا فية عقل لا صحيح ركز يا أدهم قصدي انتي انتي و بس يا بيسان ما تيجي ننزل نتمشى تحت في الجنينه
بيسان : بجد
أدهم : طبعا دي حتعجبك اوي
تدخل بيسان تغير هدومها و ينزلوا يتمشوا في الجنينه و يتكلموا مع بعض و يعرف انهم كانوا بيدرسوا برة و هي اول ما تعرف انه في دكتور بيطري تضحك : بجد دكتور بيطري
أدهم : هي دي حاجه تضحك
بيسان : لا و الله بس تصدق فعلا باين عليك دكتور بيطري
أدهم : باين علية دكتور بيطري ازاي يعني مش فاهم هو انتي حضرتك شايفاني بنهأ بيسان : هههههههه لا و الله مقصدش طب خلاص متزعلش الله مرجيحه تجري تركب عليها : أدهم بليز ممكن تزقني انا مش بعرف
يفرح أدهم و يزقها و شعرها بيطير في الهوا و صوت ضحكاتها عاليه في المكان و أدهم اتجنن اكتر ما هو
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية احتواء قلب ) اسم الرواية