رواية عازف بنيران قلبي الفصل الثاني والاربعون 42 - بقلم سيلا وليد
الفصل الثاني والاربعون
عازف بنيران قلبي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لا يهم كم يبقى لي من عمر، المهم أن أبقى معك العمر كله. ليتني كل شيء تحبه أنت. قيدتني بك؛ حتى وإن لم تكن موجوداً أستشعر طيفك معي مهما كنت بعيداً.
❈-❈-❈
بالغرفة التي تُجهز بها سيلين كانت تحمل طفلتها، نظرت إلى سيلين الجالسة بصمت ويبدو على وجهها الحزن، فابتسمت لها
-فيه عروسة حلوة كدا وتبقى زعلانة
نظرت بساعة يديها
-المفروض يكون هنا من نص ساعة وشوفي حتى راكان مش موجود
توقفت متجهة إليها
-حبيبتي دا عادي، شوية وهتلاقيه يمكن فيه حاجة عطلتهم، لحظات واستمعوا إلى طرقات على باب الغرفة
هرولت ليلى ظنا بأنه زوجها ولكنها توقفت عندما وجدت حمزة
-راكان فين، بكلمه مابيردش وفونه مقفول ليه
رعشة قوية أصابت جسدها وارتعدت أوصالها متساىلة بتقطع
-يعني ايه مش عارف توصله، اكيد حصله حاجة
قاطعه رنين هاتفه
-ايوة ياراكان انت فين ؟!
بتقول ايه، يعني هتتاخر
-نص ساعة ياحمزة الدكتور يطلع ونطمن عليه ونيجي طمن ليلى عشان تليفوني فصل شحن
قالها سريعا واغلق الهاتف
استند على الجدار يحمد ربه فأردف
-توفيق تعب ونقلوه المستشفى شوية وجاي بيقولك متقلقيش
ابتلعت ريقها متسائلة
-يعني ايه تعب، يارب مايكونش مات اخر مرة كان بيقولي حالته متأخرة
مسح على وجهه وتنهد قائلا
-الليلة تعدي على خير بس، عشان يونس وسيلين اهم حاجة
اومأت متفهمة ثم اردفت
-على اد ماازاني بس بجد زعلانة عليه، وخصوصا بعد ماعرفت حالته اتدهورت خالص
طيب روحي طمني سيلين وانا هقول لوالدتك عشان درة ماتقلقش
تمام قالتها ليلى وتحركت للداخل
سارت بخطوات متحفزة لما ستقوله لها فخطرت على ذهنها فكرة
-اهو ياستي يونس عاملك مفاجأة ودا ال آخره
ضيقت عيناها متساىلة
-يعني ايه مفاجأة وانا قاعدة على ناري هنا، والله بس لما يجي بتاع الستات دا
قهقهت ليلى، ثم اقتربت وهي تضع كيان بيديها
-طيب امسكي البنت لما اعدل مكياجي، زمان جوزي جي ومينفعش اقابله بشكلي دا كفاية عليه صوت كيان
حملتها وبدأت تقبلها على وجنتيها
-أكلك يابت كوكي، جميلة اوي ياليلى ماشاء الله واخدة منكم انتوا الاتنين
كانت تجلس أمام المرآة وتضع أحمر الشفاه على شفتيها فاردفت
-شبه راكان اوي صح، حتى في غضبها لذيذة زي باباها
ضحكت سيلين ترفع حاجبها بسخرية
-مش دا خضنفر، ولا اسمه ايه مش فاكرة كنتي بتقولي عليه التنين
ابتسمت وقابلت نظراتها بالمرآة قائلة
-على اد خناقتنا على أد حبنا ياسيلين، أنهت ما تفعله واستدارت لها
-ودلوقتي لو سألتيني نفسك في ايه يرجع وتعوضيه، هقولك نفسي الأيام ال عشتها بعيد عنه ترجع عشان أعوض الحزن والوجع في الفترة دي
ليلى أنتِ فعلا كنتي بتحبي راكان قبل ماتتجوزي سليم
تساءلت بها سيلين ..نهضت واقتربت تحتضن كفيها قائلة
-هتصدقي كلامي ياسيلين
ترقرق الدمع بعيناها ونكست رأسها أسفا وقالت بألم يعتصر فؤادها
-على اد ماسليم كان حنين وبيحبني على أد ماكنت بتعذب من وجع قلبي ووجعه في نفس الوقت ..رفعت نظرها وانسابت دمعة عبرة وجنتيها
-صعب اوي انك تحبي واحد وتنجوز بواحد تاني، والاصعب كمان أنه يكون قدامك طول الوقت، والاصعب والأصعب لما تحسي انك ممكن تضعفي على أد ماكنت بحاول اسعد سليم بكل ماربنا أمرني بيه على أد ماكنت بتعذب وبحس بقلبي بيوجعني اوي لدرجة مكنتش بقدر اتنفس
أزالت عبراتها وابتسمت
-راكان اول نبضة حب حقيقية حسيت بيها، واكتر وجع مريت بيه، تقدري تقولي حب بطعم الوجع بس لذيذ زي ترياق السم ساعات بيجي من نفس السم، فهماني
رفعت سيلين أناملها وازالت عبراتها
-يااه ياليلى شكلك اتعذبتي اوي، دلوقتي فهمت ليه راكان كان دايما بيهرب من البيت
هزت ليلى رأسها رافضة
-بس وحياة ربنا عمرنا مااتكلمنا في حاجة ولا عمر راكان بصلي حتى بشكل اني حبيبته بالعكس دا كان كل شوية يقولي اياكي اشوف سليم حزين
-حبيبي يااخويا اتعذب اوي، ثم اتجهت لها
-وانتِ كمان اتعذبتي اوي..افلتت ضحكة تنظر إلى نفسها
-ينفع كدا بوظتي الميكب، استدارت مرة اخرى، ولم تلاحظ للذي خطى بهدوء بعدما استمع لحديثهما، أشار لأ خته بالصمت متجها لها ثم دنى يهمس بجوار أذنها
-وحشتيني مولاتي ..استدارت سريعا متناسبة وجود سيلين تضمه وتلف ذراعيها حول عنقه
-حبيبي اخيرا جيت، رفعها من خصرها يسحقها بأحضانه
-حبيبك بقاله ست ساعات بعيد عن حضن مولاته، ودا فيه عقوبة لينا احنا الاتنين
انزلها بهدوء ثم اقترب يلتقط ثغرها ساحبا أنفاسها، واضعا جبينه فوق خاصتها
-وحشتيني اوي ياليلى، اوي اوي
حمحمت سيلين..خجلت ليلى تضع رأسها بأحضانه تلكمه هامسة
-ينفع كدا ...رفع ذقنها وهو يشير إلى سيلين وضحكاته بالأرتفاع
-هو حد يعمل اعتبار لسيلين، دا سيلين ياليلى
لكمته بصدره
-بس ياراكان متبقاش رخم..صمت للحظات وهو يراقب أخته وطلتها التي جعلتها أميرة
تحرك متجها إليها، يأخذ ابنته ثم طبع قبلة على وجنتيها
-خدي حبيبي..تلقتها ليلى منه، ثم استدار إلى سيلين
-بسم الله ماشاء الله عليكي يا قلب أخوكي، ايه الجمال دا ياسيلي
حاوطت خصره تضع رأسها على صدره
-حبيبي ياراكي، هكون احسن من ليلى يعني
استدار بنظره الى ليلى ودقات قلبه بالأرتفاع ثم استرسل هائما
-ليلى اخترقت قانون العشق خلاص، ووقعت اخوكي على وشه
وضعت كفها على وجنتيه وأردفت بابتسامة وعين مترقرقة
-تعرف انا مبسوطة اوي ياراكان، فرحانة بيكم اوي ياحبيبي، ربنا يسعدكم
طبع قبلة على جبينها وأمسك كفيها
-ياله عشان ننزل تحت زمان يونس هيولع في القاعة
تحركت بجواره بهدوء وهي ترفع فستانها، وخلفها ليلى تتحرك بأبنتها تقابلت بوالدتها على باب الغرفة
-حبيبي اتأخرت ليه، وفين يونس؟!
قبل جبين والدته متحركا بأخته
-بعدين ياحبيبتي، دلوقتي عندنا عروسة زي القمر
تحرك بها إلى أن وصل إلى وقوف يونس، بطلته الرجولية الخاطفة
دنى منه ثم ضم أخته بكل حنان زرع في قلوب الآباء
رفع ذقنها ونظر داخل عيناها وتحدث
-انتِ بنتي مش اختي ياسيلو، وبما انك بنتي فأنا ابوكي، وأي وقت هتلاقيني دايما في ضهرك وجنبك وقت ماتحتاجيني، اوعي يكون عندك شك في دا ابدا حبيبتي
وضعت رأسها على صدره وأردفت
-انت احسن واحن اخ في الدنيا، ربنا يسعدك ياراكان زي مااسعدتني كدا
استدار إلى يونس وتحدث
-طبعا مش محتاجة وصية عليها، عشان لو وصيتك يبقى متستهلش حبها، انا هقولك معاك اغلى درة إلى راكان، اتمنى تحافظ عليها
ابتسم له يونس ثم اتجه ينظر لتلك التي يغطى وجهها طرحة زفافها
ضمه يونس قائلا
-اختك في قلبي قبل عيني ياراكان،وهي اقربلي منك دلوقتي
أومأ برأسه وترك له مسافة ليتلقاها
قام يونس بإزاحة طرحة زفافها ثم نظر لموج عيناها الزرقاء مردفا
-مبروك عليا أنتِ ياقلب يونس
اقترب يطبع قبلة على جبينها
-بحبك يااجمل بنوتة شافتها عنيا
نظرت للأسفل بخجل تفرك كفيها الذي تعرق كثيرا هامسة
-خلاص بقى متكسفنيش
طوق خصرها وتحرك يقف بركنا انتظارا لحمزة
بالأعلى بغرفة درة دلفت إليها ليلى
-عروستنا الحلوة خالتو الجميلة بتعمل ايه؟!
خلصتي ياخلتوا،عريسك تحت بيبخ نار..اقتربت درة تحملها
-حبيبة خالتو انا، الطعامة والحلاوة كلها فيكي ياقلبي أنتِ
طالعتها ليلى بتقييم
-طالعة كتير حلوة ياخلتو الجميلة
ابتسمت درة بخجل قائلة
-هكون احسن منك يالولا، خايفة تخطفي مني الأنظار
ابتسمت ليلى ثم ضمتها
-ربنا يسعدك حبيبتي يارب..استمعوا لطرقات على الباب، دلف عاصم وبجواره كريم ونظراته على بناته الاثنتين
-ماشاء الله حبيبات بابا، ربنا يسعدكم
دنى طابعا قبلة على جبين ليلى اولا ثم اتجه يضم درة بقوة
-الف مبروك ياحبيبة بابا ربنا يسعدك يابنتي، ويرزقك الخلف الصالح
قبلت كتفه وتحدثت
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب وحسك دايما في الدنيا
طوقت ذراع والدها وتحركت بهدوء بجواره..كان ينتظرها أسفل الدرج فارسها النبيل وحبيبها العاشق..تحركت بهدوء، ودقات قلبها بالأرتفاع إلى أن توصلت ووقفت أمامه
❈-❈-❈
أشار عاصم إلى حمزة
-قطعة من قلبي ياحمزة عارف ومتأكد انك هتحافظ عليها كويس حبيبي ، ربنا يسعدكم ويرزقكم الذرية الصالحة
ضمه حمزة بمحبة قائلا
-وقلبك هحميه واحافظ على نبضه ياعمي، جوهرتك مصونة، وال يقرب منها هيكون دمي التمن
ربت على ظهره قائلا:
-ربنا يسعدكم ياحبيبي..دنى يرفع طرحتها ثم طبع قبلة على جبينها هامسا لها
-ربنا يباركلي فيكي يادرة قلبي
احتضنت كل واحدة ذراع زوجها وتحركتا بجوارهما بفستانهما الأبيض الجميل الذي يشبه روحهما مصنوع من التل المطرز باللؤلؤ، وحجابهما الذي أضفى حلاوة لطلتهما البهية النقية بلون قلوبهما
انطلقت الزغاريد مع ظهورهما ببداية الممر المؤدي الى لقاعة مع تحركهما على انغام الموسيقى التي تشبه نبضات قلوبهما
تحركوا في بهو القاعة متجهين لمكانهما المخصص لهما لافتتاح الحفل برقصتهما
أحاط يونس خصر سيلين ناظرا لعيناها الساحرة وتملكته رغبة في التقاط ثغرها بذاك الوقت فدنى منها
-بحاول اتغاضى عن الفراولة دي ياحبيبة يونس
هربت بنظرها بعيدا عنه قائلة :
-يونس بس عيب، اياك تتمادى، قهقه عليها وهو يضمها لأحضانه
-وحياة حب اكتر من عشر سنين لاتمادى وولعها الليلة ياحبيبة يونس
ضغطت بقدمها على حذائه
-اتلم ياحبيبي متفكرنيش هتكسف منك،لا دا هعملك المرأة الحديدية هنا
أسند رأسه لرأسها هامسا بدقات قلبه
-اعملي كل ال أنتِ عايزاه ياحبيبة يونس المهم تكوني في حضني وبس
لامس شفتيها بشفتيه مغمض العينين
-سيلين انا بعشقك عارفة يعني ايه، يعني مستعد احميكي بحياتي
وضعت رأسها بأحضانه
-بس بقى هيغمى عليا، وهتعب واروح المستشفى وترجع تقولي بوظتي الليلة
قهقه عليها وهو يرفعها ويدور بها لتثلج صدره برنين ضحكاتهم وهمساتها له
عند حمزة ودرة تحركت معه على انغام الموسيقى تهرب من نظراته التي تخترقها..حاوطها بذراعيه الأثنين وقربها من صدره مغمض عيناه منتشيا يستطعم قربها بروحه ورائحتها المستمرة تعبأ رئتيه وكل عشق الدنيا يتزاحم داخل قلبه..دنى يهمس بجوار أذنها
-خايف على قلبي الليلة من السعادة، كاني خطفت نجمة من السما
حمزة اسكت لو سمحت الناس بتبص علينا، استدار بنظره في كافة الاتجاهات
-بتقولي ايه ياحبي، انت مجنونة، مالازم يبصوا علينا
ظلو يتمايلان على انغام الموسيقى إلى أن انتهت رقصتهم متجهين لمكانهم
بإحدى الاماكن الهادئة بالقاعة كان يجلس يحمل طفلته يمسد على خصلاتها بحنان أبوي ينظر إليها ويدقق بملامحها
-لولة حبيبتي البت دي النهاردة نايمة كدا ليه
حبيبي مالبنت صايحة اهي..نظر لها نظرة جديدة مبتسما تمنى لو اختطفها إلى مكان لا يحوي سواهم ..دنى منها واردف
-كلمة حبيبي كانت وحشاني فكان لازم اسمعها ..طالعته بسحر وهيام وصمتت مأخوذة بروعة كلماته الندية لقلبها، قربت كفيها ل كفه تنظر لشمسه
-انت مش حبيبي بس ياراكان، انت حياة ليلى كلها، يعني لو مفيش راكان مفيش ليلى
ابتعد بنظره بعيدا ينظر بجميع الاتجاهات يهرب من سيطرتها الكاملة على كيانه
ضغطت على كفيه وتسائلت بعيناها العاشقة
-بتهرب مني ليه معذبي
ابتسم ونظراته هاربة قائلا
-حبيبي بلاش تلعبي معايا دلوقتي ،
نهضت وهي تربت على كفيه
-هروح عند ماما وماما زينب شوية ..جذبها يرمقها بغضب
-اقعدي ياليلى عشان مزعلكيش، جلست بجواره دون حديث
ذهب ببصره للعروسين، ثم أشار بعينيه لمربية ابنائه التي أتت إليه
-خلي بالك من كيان..اومأت برأسها وحملتها متجهة إلى زينب وسمية تجلس بجوارهما
نصب عوده ونهض يبسط كفيه إليها
-تسمحيلي بالرقصة دي مولاتي
رفعت نظرها له ثم اتجهت تنظر للجميع حولها وأردفت
-راكان دول عرسان وبيرقصو، احنا هنرقص معاهم
❈-❈-❈
انحنى يسحب كفيها، ثم أشار بعينيه إلى نوح الصامت، متوجها إلى مكان الرقص
ابتسامة جذابة خرجت من بين شفتيه وهو يطالعها بعينين عاشقة
-بتكوني جميلة اوي مولاتي وأنتِ غضبانة
بسعادة هائلة تخرج من عيناها استرسلت بنبرة عاشقة
-بس انت جميل في كل اطوارك معذبي، غضبان وهادئ حتى في نومك بتكون جميل وجميل اوي كمان
جذبها لأحضانه وبدأ يتمايل على اللحن الموسيقي، مالت برأسها ساندة على صدره موضع نبضه متناسبة الزمان والمكان، هامسة بنبرتها العاشقة حد النخاع
-حبيبي لقد استوطنت دقات قلبك ثنايا روحي، حتى اذابني عشقك لأصبح نجمة متلألئة في سماء العاشقين، فاني اقسم لك انني احبك ثم احبك ثم احبك حتى الممات
ضغط على خصرها بقوة يسحقها بأحضانه واطبق جفنيه مستمتعا بكلماتها الندية لقلبه الذي أضناه الجفاف وقسوة الأيام
تحمحم كي يجلي صوته الذي تأثر بكلماتها فذهب ببصره إلى نوح الذي يتراقص بجوارهما يبتعد عن مرمى ناظريها
-لو كان حبي لكِ بالكلمات لماتت الحروف من دفتري، فعشقي لك ماهو بنبض الوريد ودقات القلب
دفنت رأسها بصدره
-راكان ..ضحك بصوت مرتفع
-يعني بتعاكسي فيا ومش عايزاني اعاكسك، انا لسة بعاكس مجرد كلام حبيبي لسة مدخلناش بالتفاصيل
كست الحمرة وجنتيها مما زاد سحرها، فانحنى يهمس لها
-الخدود دي بتشدني لحاجات بحاول امسك نفسي. و اعمل محترم قدام الناس
-راكان..قالتها بهمس اذابه..فتركها عنوة قائلا
-احسن حاجة تروحي تقعدي فعلا معهم، لانك بقيتي خطر عليا،وهتفضحيني قدام الكل
ابتسمت بسعادة مردفة
-هو انا جيت جنبك ياحضرة المستشار ولا ايه
رفع ذقنها ونظر لليلها
-اهي حضرة المستشار دي لوحدها جناية ياقلبي..سحبها من كفيها واتجه إلى والدته ..اجلسها بجوارها ثم انحنى يطبع قبلة حنونة على رأس والدته
-شكلك حلو يازوز وانت قاعدة في وسط احفادك
ربتت على كفيه بابتسامة
-ربنا يباركلي فيكم ياحبيبي ودايما مالين حياتي ..امال يطبع قبلة على وجنة امير ثم رفعه بين ذراعيه متجها به إلى سيلين ويونستوقف أمامهم يدفع يونس بخفة
-وسع ياعريس الغفلة خلي ميرو يرقص مع عمته
قهقه يونس يضرب كفيه ببعضهما
-حتى الفصعون عايز يرقص معها، دنى يهمس بجوار أذنه
-خف ياتنين عشان معوركش، مش كفاية عمو اسعد ال مصدق
رفع حاجبه ساخرا وعيناه على سيلين التي تتحرك بابتسامتها وهي ترقص مع امير الذي ارتفعت ضحكاته..ثم اقترب منهما
-روح لعمو يونس حبيبي لما أرقص مع عمتو شوية
جحظت اعين يونس وهو يضع امير بيديه قائلا
-روح ياعريس وديه عند مامته
ابتسمت سيلين وهي ترى يونس الذي تصنم بوقفته يطالعه بغضب ود لو أطبق على عنقه، ثم تحرك عنوة متجها إلى ليلى
جذب أخته يتمايل معها ثم نظر إليها
-عايز دايما ضحكتك منورة وشك اوعي حد يضعفك ويسرق ابتسامتك، رمق ليلى بنظرة سريعة ثم اتجه إلى اخته مرة أخرى
-لو وصل بيكِ الحال انك تسرقي السعادة دي من ال يحاول يخطفها منك اعمليها، اليوم ال بيعدي بيتحسب من عمرنا، ممكن يعدي ومنعرفش نعوضه حبيبتي
أخرج تنهيدة مؤلمة واسترسل
-لو فرطتي في يوم كان بأيدك تكوني سعيدة فيه وضيعتيه هتخسري، وترجعي تندمي ، وقتها مش هيكون غير وقت خسرتيه وبس
رفع ذقنها ونظر لعيناها التي تشبه موج البحر واسترسل
-يونس بيحبك ومستعد يضحي بحياته عشانك، اكيد أنتِ عارفة ومتأكدة من دا، بس رغم كدا اوعي تضيعي كرامتك وحقك، ساعات الحب بيكسر الست وبيخليها ضعيفة وبتتنازل عن شخصيتها
أخرج زفرة وأكمل
-مش عايز الشخصية دي ياسيلين، لازم سيلين يكون ليها كيان لوحدها، متكونش مجرد تابع لكيان يونس، فاهمة قصدي حبيبتي، وأقرب مثال ليلى قدامك
شوفتي عملت فيا ايه، وانا عملت فيها ايه، رغم حبنا لبعض بس مفيش حاول يتنازل التاني، ورغم كدا حبنا مضعفش، متفكريش لما تتنازلي حبه هيزيد لا ..ومش معنى كلامي انك تنكدي وتعملي فيها راجل، انا قصدي حياتك الشخصية ومسؤلاياتك ياسيلي فاهمة
اومأت متفاهمة وترقرت عيناها بالدموع
-انا بحبك اوي ياراكان..ضمها لأحضانه
-راكان بيعشقك ياروح راكان
طبع قبلة على جبينها
ألف مبروك ياقلبي..أشار إلى يونس
-اتفضل وخلي بالك دي درة قلبي هتتساهل هنفخك
جذبها بقوة لأحضانه
-امشي يلا من هنا، جاي توصيني على قلبي..دي قلبي ونبضه
ابتسم راكان مربتا على كتفه
-ربنا يسعدكم ..قالها وتحرك متجها لوالده
بعد عدة ساعات انتهى حفل الزفاف ، واتجهت كل عروس حسب وجهتها
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات وصلا العروسين لمستقرهم لقضاء شهر العسل
دلف يونس وهو يحاوطها بذراعيها متجها لجناحهما الخاص..توقفت احداهن أمامهما
-مش معقول مين يونس
قطب مابين جبينها متسائلا
-اهلا وسهلا حضرتك، آسف بحاول اتذكر بس الذاكرة ضعيفة، اقتربت منه وهي ترمق سيلين التي تحولت نظراتها الى نظرات نارية وأردفت
-ايه مش فاكر نجوى، وسناء بتوع المهندسين
قاطعهما وصول أحد الرجال
-اهلا دكتور يونس، الف مبروك
قالها وهو يطالع سيلين
اومأ يونس
-الله يبارك فيك يافندم، بعد اذنكم، تحرك خطوة ولكن أوقفته
-كنت عايزة اسألك على حاجة يادكتور، آسفة انا مصدقت اقابلك
تحركت سيلين غاضبة بعدما وجدته مستديرا إليهما
-حضرتك أنا نجوى ال عملتلي حقن مجهري ازاي نسيتني، دا انت عملت اعجاز يادكتور بعد فشل خمس عمليات
ابتسم بمجاملة وهز رأسه متساىلا
-اهلا يافندم، هو فيه حاجة
ابتسم زوجها واردف
-نجوى عندها صديقه عندها أربعة وأربعين سنة وكنا عايزين نروح لحضرتك المستشفى عشان نعرف لو ينفع تعمل العملية
تراجع يونس قائلا
-تمام يافندم في أي وقت تحت امركم، بس زي ماحضراتكم شايفين النهاردة فرحي، فبتالي مش هكون موجود
أسرعت نجوى لغرفتها قائله
-آسفة يادكتور، لحظة وراجعة..تحمحم زوجها متأسفا
-اسفين يادكتور عارفين أن الوقت مش مناسب، بس حقيقي احنا ربنا بيحبنا عشان قابلناك، نجوى عملت تحليل وكنا عايزين نعرف لو ينفع تعمل عملية تاني، واحنا راجعين القاهرة النهاردة
فاعذرها هي فرحانة ونفسها في بيبي تاني
رسم ابتسامة على وجهه قائلا
-لا عادي، دقائق ورجعت ببعض التحاليل بيديها
-ممكن تعرفني بس لو ينفع ولا لا يادكتور
ضغط على شفتيه وتناول الاوراق التي بها التحاليل، ڤاردفت
-عملت أشعة كمان يادكتور، ربنا يسعدك يادكتور زي مافرحتنا بيونس
رفع بصره مضيقا عيناه بابتسامة
فتحدث زوجها
-اصلها أصرت تسمي الولد على اسمك..ابتسمت عيناه من فرحتها التي ظهرت على زجهها، فربت على ظهر زوجها
-ربنا يباركلك فيه وتخويه أن شاءالله ، الاشاعات والتحاليل كويسين مفهمش حاجة، أن شاءالله ارجع القاهرة وبعدين اشوفها ونتفق
ابتسمت السيدة كثيرا تدعو له بينما ضمه زوجها
-ربنا يسعدك زي مااسعدتنا يابني يارب
مش هناخرك على عروستك اكتر من كدا، واحنا اسفين بس دا من حظنا أننا اتقبلنا صدفة هنا
بداخل الجناح دلفت تلقي طرحة زفافها بغضب
-ماشي يابتاع الستات، والله لاعلمك الأدب ..دلفت إلى غرفتها وقامت بتبديل ثيابها الى منامة بيضاء وجلست تتأكل من الغضب
نظرت إلى ساعة يديها التي قاربت على اكثر من نصف ساعة ومازال لم يصل
دلفت مرحاضها، وازالت مساحيق التجميل ثم توضات واتجهت لتقيم فرض ربها
استمعت إلى خطواته بالخارج
-سيلي حبيبتي انت فين..ظلت كما هي تجلس على سجادتها
حاول فتح الباب ولكنه كان مغلقا، طرق عدة طرقات خفيفة
-حبيبتي اوعي تكوني خلعتي فستانك هزعل..قالها من خلف الباب
لملمت سجادتها واجابته
-تصبح على خير يادكتور، ولو مجلكش نوم روح كمل سهرتك برة، انا تعبانة وعايزة انام
دفع الباب بقدمه بقوة، وكور قبضته متحدثا من بين أسنانه
-سيلين متستهبليش
أزاحت كل مايوضع على الفراش من ورود واطفأت الشموع وهي تسيطر على عبراتها حتى لا تخونها
ثم اتجهت متسطحة على الفراش وأردفت
-مش عايزة دوشة يادكتور، عندي صداع وعايزة انام
جحظت عيناه وشعر بتوقف تنفسه من كلماته فتحدث غاضبا
-وحياة ربنا لو مفتحتيش الباب لأعلمك الادب واطين عيشتك
أطبقت على جفنيها
-علم نفسك الأول يامحترم وبعد كدا تعالى اوقف قدامي واتكلم
ظل لدقائق محاولا السيطرة على أعصابه حتى لا يفقد سيطرته ويغضبها بل يفقدها..اتجه إلى الأريكة وألقى جسده زافرا بغضب
❈-❈-❈
بأحدى المدن الروسية دلف لأحد الفنادق المشهورة بالغابات الروسية وهو يحاوط خصرها، صاعدا لغرفتهما
توقف أمامها قبل فتحه لجناحهما الخاص..ونظر اليها بسحر يخصها وتحدث بنبره جذابه أطلقت سحره بالكامل عليها
-حبيبتي لازم تدخل جناحها وهي بين أيد حبيبها وقريبة من دقات قلبه...قالها وهو يحملها بين ذراعيه القويتين
دلف وهي بين احضانه، وضعت رأسها بعنقه
حمزة نزلتي بقى..انزلها بهدوء وهو يحاوط خصرها
-نورتي جنتي يادرة قلبي...قالها مقتربا من ثغرها ليتذوق كرزيتها التي سلبت قلبه
فصل قبلته ثم رفع ذقنها ينظر لليل عيناها الساحرة مردفا
-ألف مبروك عليا انت ياروح قلبي يادرتي الغالية..هربت من نظراته الاختراقية لها نبحث بعيناها بأرجاء الغرفة، ثم أردفت
-الأوضة حلوة اوي ياحمزة..قالتها وهي تهرب بنظراتها منه
وضع كفيه بجيب بنطاله ونظر لأرجاء الغرفة
-راكان ياستي، هو ال حجزلنا شهر العسل، كادو من عنده
واو دا حضرة المستشار طلع رومانتيك أوي
جذبها من خصرها ثم انحنى يضع رأسه بعنقها يستنشق رائحتها لأول مرة متلذذا بها ثم همس بأنفاسه الساخنة
-يعني جوز اختك رومانتيك، وحبيبك لا، طيب هو أنا لسة عملت حاجة، دا حتى مسلمتش لسة
رفع عيناه وتلاقت بعيناها، ثم دنى يملس شفتيها
-نصلي الأول حبيبي وبعد كدا، أعلمك فنون الرومانسية
قالها وهو يسحبها من كفيها للداخل
بمزرعة نوح وصل قبل قليل
دلف الى غرفة ابنائه الغافين وأردف
-حبايب بابي نمتوا من قبل ماابوسكم، انحنى يطبع قبلة على جبين كلاهما، ظل لعدة لحظات يطالعهما ثم تحرك للخارج يبحث عن والده ..وجده يجلس أمام التلفاز
-مساء الخير ياحبيبي، قالها نوح وهو يطبع قبلة على جبينه
ربت على ذراعه
-مساء الخير ياحبيبي ..رجعتوا امتى
جلس بجواره يمسح على وجهه بإرهاق
-من شوية، بس كنت بشوف ريحانة شكلها هتولد الليلة، وأسيا مش موجودة، سافرت لعمها الصعيد
ربت يحيى قائلا
-هنشوف تامر يجي يشوفها ولا يهمك..هي اسما طلعت ولا برة
تراجع نوح بجسده قاىلا:
-طلعت فوق، هي تعبت النهاردة من الصبح وهي مع ليلى عشان ترتيب الفرح
اعتدل متسائلا
-ماما نامت ولا ايه، وياسين ويامن اتشاقوا معاكم
قهقه يحيى عندما تذكر ما فعلوه واجابه
-لذاذ اوي يانوح، انا خلاص هجي اقعد هنا، مقدرش ابعد عنهم
ابتسم لوالده ونهض قاىلا
-البيت بيتك حبيبي وطبعا هكون سعيد اوي، المهم متطلبش مني اروح اقعد في المدينة هناك، أنا مقدرش ابعد عن المزرعة يادكتور
نهض ووقف بمقابلته
-عرفنا ياسيدي، خلاص استحملنا بقى..قهقه عليه ثم تحرك
-ابنك تعبان يادكتور ومش مصدق يترمي على السرير، تصبح على خير
صعد لغرفتهما..دلف بهدوء ظنا أن زوجته نائمة ولكن جحظت عيناه مما رآه
تقف بمنتصف الغرفة بتلك المنامة المكشوفة لجسدها، السالبة لقلبه، ولمساتها التجميلية التي أبهرت عيونه ..تحرك بخطى سلحفية وعيناه تبحر فوق جسدها وشفتيها المطلية باحمر قاني اللون ..دنى حتى اختلطت أنفاسها
-وحشتني حبيبي..قالتها اسما وهي تطوق عنقه ..وماكان على قلبه إلا أن يرفعها من خصرها متذوقا كرزيتها ..لحظات وهو يقتنص مايروي روحه، حتى سلبت انفاسهما، فصل قبلته وتحدث بأنفاس متقطعة
-ايه المفاجأة الحلوة دي ياروح نوح
وضعت رأسها بأحضانه
-من زمان معملتش ليلة حلوة لحبيب قلبي، عارفة قصرت بسبب الولاد، آسفة ياحبيبي
احتضنها يضع رأسها بعنقها متلذذا براىحتها العبقة
-حياتي ودنيتي الحلوة ياأسما
أطبقت على جفنيها تستلذ بصوته المبحوح بمشاعره هامسة
-وانتِ إيقاع الحياة لأسما ياحبيب أسمابقصر البنداري
دثرت ابنتها بالغطاء ثم انحنت تطبع قبلة على جبينها هامسة
-بموت في ريحتك ياكيان بابا انتِ، ملست على خصلاتها بحنان اموي، ثم اتجهت للخارج ولكن اصطدمت بجسده
تلقها قبل سقوطها بين ذراعيه
-راكااان..قالتها بصوتها الأنثوي الهادئ
حملها متجها لوجهته
-روح قلبه مولاتي..طوقت عنقه تضع رأسها تملي رئتيها برائحته
-نزلني ياراكان ..دفع باب الغرفة واغلقها بقدمه، ثم انزلها بهدوء
تجولت بالغرفة تنظر إليها بعيون مذهلة
-ايه دا حبيبي ..هو فيه مناسبة ولا ايه، وبعدين ليه رجعت للاوضة دي تاني
طوق خصرها بذراعيه واضعا جبينه فوق جبينها
-الأوضة دي فيها ذكرى حلوة ووحشة، عايز امسح منها الذكرى الوحشة حبيبي ، مش عايز أي مكان جمعنا يبقى فيه حاجة وجعتنا
وضعت رأسها على صدره وحاوطت خصره
-انا مسحت كل ذكرياتنا الوحشة ياراكان، رفعت ليلها وتلاقت بشمسه قائلة
-حبك نساني كل الوحش في حياتنا، مش عايزة غيرضمتك دي..رفعت كفيها على وجنتيه
-كفاية المسك وأشوف ضحكة عيونك دي، دا اجمل احساس عندي
امسك كفيها الموضوعان على وجهه وقبلهما كلا على حدا قائلا
-بحبك ياأجمل حاجة حصلتلي...اجمل معذب في الدنيا
غمز بعينيه للغرفة المزينة
-طب ايه هنفضل مقضينها كلام، حد ضحك عليكي قبل كدا وقالك أن جوزك بيحب الكلام
قبلته قبلة سريعة واستدارت
-طيب حبيبي عملي مفاجأة ، ولازم انا كمان اشارك في ليلة العشق دي
تحرك إلى الطاولة يشعل الشموع
-الليلة مفتوحة ياقلبي، اعملي ال عايزاه..أشارت لغرفة الملابس
-الدريسنج فيه هدوم ولا ايه..قهقه بصوته الرجولي
-تفتكري ممكن حاجة زي دي تفوتني..تحركت إلى غرفة الملابس تبحث في ملابسها عن شيىا جذاب ..وقع عيناها على لك المنامة الوردية
وضعت ابهامها على شفتيها بتفكير، ثم استدارت تبحث عن مقصا، وفعلت به ما أرادته
أنهت ارتداء ما فعلته ثم وضعت بعض اللمسات التجميلية
نظرت لنفسها بالمرآة وتحركت للخارج حافية القدمين
كان يقف ينفث تبغه ينظر من خلف الزجاج للخارج، وابتسامة على ملامح وجهه من السعادة التي يشعر بها
❈-❈-❈
تحركت إلى أن وصلت لمنتصف الغرفة وهمست باسمه
استدار بهدوء يطالعها بنظرات اختراقية ..دنت تتحرك بقدميها الحافتين بتناغم مثل تناغم الموسيقى الذي يحاوطهما، تمايلت برقة اذابته متلاعبة بقلبها، حاوط خصرها ينظر لمفاتنها التي سلبت قلبه وجعلت دقاته بالأرتفاع ..لا يصدق ماتراه عيناه
بدأت تتمايل بجسدها الممشوق المهلك لروحه وخلاياه بالكامل، بتلك المنامة التي تكشف جسدها بالكامل، تمايلت مع الموسيقى وعيناه تراقبها بعشقه الدفين..دنى وحاصرها بين ذراعيه تتحرك بأغواء وتدندن مع كلمات الأغنية
رفعها بين ذراعيه للأعلى يدور بها وضحكاتهما بالأرتفاع
ثنت ركبتيها وانحنت تطبع جبينها فوق خاصتها
-أنا بعشقك أنا، أنا كلي لك أنا
أنا بعشقك أنا، أنا كلي لك أنا
أنا، أنا، أنا، أنا، أنا، أنا
يا من ملك روحي بهواه، روحي بهواه
الأمر لك طول الحياة، طول الحياة
يا من ملك روحي بهواه، روحي بهواه
الأمر لك طول الحياة، طول الحياة
الماضي لك وبكرة لك وبعده لك
ده الماضي لك وبكرة لك وبعده لك
أنا في سهادي وفي منامي بندهك وبسألك
بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك
بتحبني ولا إنكتب على القلب نارك، نارك
بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك
بتحبني ولا إنكتب على القلب نارك، نارك
بتحبني ولا الهوى عمره ما زارك
بتحبني ولا إنكتب على القلب نارك، نارك
قول يا حبيبي، حبيبي قول
قول يا ملاك
انزلها وجذبها حتى سقطت فوق الفراش ..حاوطها بذراعيه يضمها لصدره
-ايه الجمال دا، رفع أنامله يزيح خصلاتها المتدلية على وجهها
وضعت رأسها على صدره واطبقت جفنيها تستمع لدقات قلبه العازفة بحبها
-يعني تعملي ليلة حلوة زي كدا، واسكت، رفعت ذقنها تنظر لعيناه القريبة وأردفت:
-حبيت اعرفك مراتك بتعرف ترقص، يعني عندي مواهب، عشان العيون ال بلون الشمس دي لو لمحتها بتزوغ كدا ولا كدا هخلعها ياحبيبي واه دا تحذير
تسلطت عيناه على شفتيها وهي تتحدث وابتسامة عاشقة ارتسمت على ملامحه بالكامل، فلحظة انقلب حالهما يحاوطها بذراعيه هامسا امام شفتيها
-شوفت الجميل وهو بيرقص قبل كدا، بس مكنش بالواقحة دي الصراحة
ارتجف جسدها مع شفتيها عندما هربت منها مخارج الحروف من همسها وانفاسها الحارة التي ضربت وجهها
وضعت كفيها أمام وجهه قائلة بهدوء رغم رجفة قلبها
-راكان ابعد شوية ، عيب كدا
أطلق ضحكة رجولية زلزلت كيانها مما جعلها تطالعه بسحر وهيام..
-..صمت للحظات ينظر بعمق لعيناها التي سحرته بمعوذتيها، لتلقي تعويذة عشقها عليه، فما كان إلا أن تصمت الألسنة وتتحرك القلوب بالنبض، وتشتعل الغرفة بنيران العشق، ليذهبا إلى جنتهما الخاصة
بعد شهر عاد العروسين من شهر عسلهما ..وصلت درة إلى منزلها الجديد
دلفت والسعادة تغمرهما تدور بمنزلهما
-الصراحة كل حاجة تمام حبيبي ، ليلى عاملة الواجب وزيادة
جذبها من رسغها
-تعالي نرتاح شوية وبعد كدا نشوف البيت
توقفت تمط شفتيها كالاطفال
-انا جعانة، وبعدين احنا نايمين في الطيارة، ليه انام دلوقتي
حملها بين ذراعيه متجها للغرفة
-لا دا أنتِ بتستهبلي يامراتي الحلوة ..قالها وهو يتحرك للداخل، حركت ساقيها بالهواء
-حمزة مش معقول مفيش غير كدا
بمنزل يونس مساء يوم العودة
جلست أمام التلفاز تشاهد بعض برامج الشو، وبيدها تفاحة تأكلها بهدوء
وصل إليها وألقى بجسده على الأريكة
-جعان مفيش أكل..أشارت على المطبخ
-عندك رجلين، وعندك عينين وكمان ايدين قوم اعمل لنفسك وكل ياحبيبي قالتها واتجهت إلى غرفتها
جلس يمسح على وجهه بغضب
ثم ألقى بجسده مرة أخرى وذهب بثبات عميق
باليوم التالي كانت تجلس بغرفتها استمعت إلى صوت سيارته..مطت شفتيها تفكر بشيئا، نهضت تنظر لهيئتها بالمرآة
كانت ترتدي منامة سوداء اللون تصل مافوق الركبة، ترفع خصلاتها للأعلى مع نزول بعض خصلاتها بعشوائية حول عنقها، تدلت بخطواتها تهبط مع الدرج ، رفع نظره إليها يجز على شفتيه بغضب
-ربنا يصبرني عليكي يااخت راكان، والله لو فضلت كدا لاغتصبها بنت اسعد دي
تحركت بخطوات اغرائية متجهة إلى المطبخ، وجدت بعض الفواكه ، أمسكت بعض الموز والفراولة ووضعتها بصحنا ثم اتجهت إلى زجاجة المياة..دلف إلى المطبخ
-بتعملي ايه ياآنسة..ارتشفت بعض المياة وصعدت إلى رخامة المطبخ تجلس فوقها متناولة الموز ثم ألقت قشرتها
عليه وأردفت:
-جعانة ياحبيبي ومفيش اكل، وطبعا حضرتك رافض الطباخة والسفرجي، وبما أن ليلى مجتش فمفيش قدامي غير الفواكة..ظلت تحرك ساقيها المكشوفة أمامه ..وتراقبه بأنظارها ثم اشارت على التلاجة وتحدثت
- فيه لحمة حواوشي هنا، ادخل اعملها عشان حبيبتك جعان
اقترب منها بخطوات سلحفية ورسم قناع بارد فوق ملامحه كي لا يعكس غليانه القابع بصدره
حاوطها بذراعيه ينظر لموجها، ثم رفع خصلة من خصلاتها ووضعها خلف أذنها مقتربا من أذنيها يهمس بأنفاسه الحارة
-لو منزلتيش بشكلك دا واختفيتي من قدامي صدقيني بعد تسع شهور هتسمعي صوت البيبي في البيت دا
قطبت مابين حاجبيها قاىلة
-يعني ايه مش فاهمة
حملها بين ذراعيه وصعد للأعلى
-لا دي مابتتقلش يابنت اسعد، دي عملي، عشان بعد كدا تلعبي حلو سبتك شهر كامل، طاقتي نفذت وانتهى الأمر
صرخت تحاول الفكاك من حصاره، ولكنه لم يستمع وكأنه صم بكم
وصل إلى غرفتهما وألقاها على الفراش بعنف
-بتصرخي ليه اه، عايزة توصلي لأيه، ليه بتعملي كدا
تراجعت بجسدها للخلف مذهولة بما اصابه ..حاولت الحديث ولكنه كأنه تحول لشخص لأول مرة تراه
بدأ يحطم كل ماتطوله يداه حتى أنهكت قواه فجلس ولم يشعر بالدماء التى تتساقط من كفيه
نزلت متجه إليه تجلس أمامه
-يونس انا..أشار بسبابته
- امشي من قدامي ..أغمضت عيناها رغما عنها وصدرت شهقة بكاء مريرة خرجت من اعماق قلبها المحترقة
-يونس ايدك بتنزف لو سمحت
دفعها بغضب قاىلا
-حتة عيلة بتلعب بيا، عملت ايه لدا كله ..وضعت يديها على وجهها واجهشت بالبكاء
-غصب عني،والله غصب عني، نفسي اكون مطمنة وانا في حضنك، مش مجرد مااخرج الاقي كل واحدة تشد في جوزي شوية، مش من حقي احس انك ملكي لوحدي،رد عليا مش من حقي يكون ليا مساحتي الخاصة عندك
انسدلت عبراتها بقوة وتحدثت بانين قلبها
-كسرت فرحتي في اليوم ال المفروض اكون اسعد واحدة، مستني مني ايه اجري اخدك بحضني
بحبك وبموت فيك وانت عارف دا، بس الحب دا مكسور ياابن عمي بعدم الثقة، خليني اثق في حبك واثبتلي اني اهم واحدة في العالم
❈-❈-❈
بعد ثلاث سنوات
خرجت من المستشفى بجوار حمزة تشير بسبابتها
-هزعل منك بجد لو قولتله حاجة..استقلت السيارة بجواره
-بس فيه حاجة لازم تعرفيها
ضيقت عيناها منتظرة حديثه فأكمل
-راكان مفيش حاجة بتتخبى عنه وكمان ميفرقش معاه ولد ولا بنت، مش هيلخيكي تروحي الشركة عشان تعبك بتاع النهاردة
تراجعت بجسدها على المقعد مبتسمة وهي تضع كفيها على احشائها
-مش مهم الشركة، سيلين ماشاء الله عليها هي وسارة عاملين شغل حلو، وكمان نوح الصراحة عنده افكار حلوة اوي، ومنكرش وقوفك جنبنا ياحمزة
ابتسم حمزة وقام بقيادة السيارة
هوصلك عشان عايز اشوف كيان، البنت دي خاطفة قلبي كان نفسي سيف يكون اكبرمنها وقتها كنا هنخطفها غصب عنكم
أفلتت ضحكة جميلة من شفتيها
-يونس كمان بيحبها وبيقول هجوزها لابني غصب عنكم
قهقه حمزة مردفا
-دا ابنه ايه الفصعون ال لسة مكملش سنة دا
بتر حديثهما اتصال راكان
-حبيبي خرجتي من الشركة ولا لسة
صمتت ولم تعلم بما تجيبه لعدة لحظات، ثم سحبت نفسا طويلا واجابته
-انا مروحة مع حمزة، عديت على المستشفى وراجعة اهو
جمع اشيائه ولكن توقف عندما ذكرت المستشفى.. فتسائل بلهفة
-مالك فيه ايه الولد كويس، وايه ال جمعك بحمزة
ضحكت وأردفت بهدوء
-انا كويسة ، بطمن مش اكتر وقابلت حمزة هناك
شعر بقبضة تعتصر قلبه فأردف
-حبيبي روحي على طول وخلي بالك من نفسك، وانا شوية وهحصلك
-مالك ياراكان...تساىلت بها ليلى
أجابها سريعا وهو يتحرك إلى سيارته
-ايوة حبيبي كويس هقفل دلوقتي
اتجه إلى مكتب جاسر متسائلا
-وصلت لحاجة
اجابه جاسر الذي يفحص بعض الكاميرات والردار عن رقم السيارة
-لسة ياراكان، بس قربنا متخافش، وبعدين دي لسة هربانة بقالها كام ساعة مش هتلحق تعمل حاجة
عند حمزة وليلى قطع طريقهما سيارة نقل ثقيلة ...توقف حمزة ليرى ماذا يحدث، لحظات وماهي سوى هجوم على السيارة ولم يسمع شيئا سوى صرخات ليلى وبعدها ذهب بغمامة سوداء ليسقط أرضا مغشيا عليه بعد ضربه على رأسه
•تابع الفصل التالي "رواية عازف بنيران قلبي" اضغط على اسم الرواية