رواية حور الاسد الفصل الرابع 4 - بقلم سهام محمود
توقف الجميع عن الضحك بعد أن صرخت بخوف….لتحتل ملامح الفزع و الخوف وجوههم و هم يرونها تسقط لكنهم تنهدوا بإرتياح حالما أمسكها أسد بين ذراعيه قبل أن تستقبلها الأرض الصلبة.
إما هي كانت تتنفس بسرعة كبيرة و لازالت تخبئ وجهها بين راحتي يديها…تغلغلت رائحته العطرة إلى أنفها لتبدأ بالهدوء تدريجيا….بينما هو ينظر إليها بهدوء وجدها تزيح يديها عن عينيها أولا لتظهر زرقاوتيها التي بلون المحيط….تحدثت بينما تنظر في عينيه قائلة ببلاهة:
حور: هو أنا كدة وقعت ولا دا حلم يقظة.
أسد ببرود: لا دا إسمه عبط.
أبعدت يديها عن وجهها بسرعة حالما سمعت صوته البارد لتتزحزح بقوة لأنها تريد النزول… لينزلها و نظرت له بغضب قاطبة حاجبيها:
حور صارخة: عبط؟!!….هو إنت مفكر نفسك مين علشان تقولي عبط هااه؟؟.
تحدثت بغضب بينما تنظر له…إتجه نحوها سيف سريعا ممسكا إياه من كتفها ليقول لها:
سيف: حور هو إنتي متعرفيش دا مين؟؟.
أشار سيف بعيناه على أسد الواقف أمامها ليضع يده بجيب بنطاله ببرود بينما ينظر لها كحال الجميع…نظرت حور نحو سيف قائلة بنفي:
حور: لا معرفش هو مين و ميهمنيش كمان.
سيف يومئ: دا أسد يا حور…أسد إبن عمك سيف الله يرحمه.
إتسعت عينا حور بينما ينطق إسمه لتنظر لوجه أسد بصدمة مفكرة….لقد تغير!! تغير كثيرا إزدادت ملامحه وسامة و رجولة…لكن يغلفه البرود التام…ليت ذلك اليوم لم يأتي أبدا و ما حصل ما حصل.
أغلقت عيناها بقوة بتوتر بعد أن تشتت مشاعرها….لانت ملامحها لتبتسم مغمضة العينين لتفتحها و تقول موجهة حديثها لأسد:
حور: أهلا يا أسد…شرفت و نورت البيت بعد الغيبة الطويلة دي…نظرت نحو سيف مكملة…طيب يلا ندخل جوة ولا هنفضل هنا بعد ما عجبكم الجو.
هلال: لا يا حور تعالي معايا و يلا يا عيال روحوا غيروا هدومكم عشان نتعشوا سوا.
الجميع: حاضر.
إبتعدت حور عن سيف لتذهب إلى جدها و تحتضنه بشدة ليبادلها الحضن إبتعدت عنه لتقول بعبوس بينما تمسك العصا التي يتكئ عليها:
حور: إييه يا هيلو دا هو مش أنا قلتلك مية مرة لما أبقى هنا أنا إلي هبقى العكازة بتاعتك…ولا أنا مش مالية عينك كمان…خد دي يا بابا.
تحدثت بينما تعطي العصا لوالدها الذي ضحك بخفة ليدخل داخل القصر و يترك حور و هلال يمشيان ببطئ كما يحبان….تحدث هلال:
هلال: هو أنتي مش هتبطلي العادة دي أبدا؟؟.
حور: إيه يا هيلو الكلام دا إنت كدة بتغلط في حقي الله؟!!…و بعدين إنت مالك دي حاجة تخصني أنا و جدي.
هلال بضحك: ماشي ماشي…روحي غيري هدومك عشان نتعشى سوا يلا.
حور: حااضر يا هيلو بس تعالا أقعد هنا لحد ما أجي و مش هطول عليك.
هلال: ماشي مستنيكي أهوه.
أجلسته حور على مقعده المفضل لترمي له قبلة في الهواء ليضحك عليها هلال….صعدت لأعلى سريعا و بينما تمر في الردهة متجهة إلى غرفتها وجدت نفسها تجر من الخلف بقوة و قد دخلت غرفة ما لتلمحها بسرعة لتتوتر و قد إلتصقت بالحائط….إبتسمت ببلاهة في وجه سارة الغاضبة:
سارة: بقى كل دا و متسلميش عليا أنا بردو؟.
حور: معلش يا سارة غصبن عني و يعني إنتي مشوفتيش إلي حصل تحت دا.
سارة بهدوء: شفت يا قردة شفت بقى في وحدة عاقلة تعمل إلي عملتيه دا.
حور بغباء: أيوة أنا.
سارة بتنهد: يا ربي صبرني على الغبية دي.
حور مربتتا على كتفها: متخفيش يا سوسو عشان ربنا بيحبك قام إبتلاكي بيا.
سارة: عندك حق دا إتتي مش بلوة بس دا أنتي مصيبة….. كارثة الكون يا حبيبتي.
حور بضحك: قديييمة شوفي حاجة غيرها.
سارة: مفيش جديد أصلا…المهم روحي غيري هدومك و أنا أغير هدومي عشان نتعشى و بعد كدة نقعد نتكلم مع جدي و نكمل السهرة هنا عندي و عندي ليكي مفاجأة.
حور: أخاف من مفاجأتك دي والله.
سارة بقهقهة: لا متخفيش المرة دي حلوة و هتعجبك.
حور بشك: هنشوف يلا سلام يا صرصور.
سارة: سلام.
خرجت حور من غرفة سارة لتمشي نحو غرفتها فتحت الباب…أضائت الأنوار فيها لتغلق الباب… لتتجه إلى حقيبتها و تبدأ بترتيب ملابسها…. ثم إتجهت نحو التسريحة لتفتح عينها اليسرى على حدها و أخرجت العدسة الطبية لتضعها في علبتها…نزعت الحجاب عن شعرها و الحذاء عن قدميها….حررت شعرها من لفته لتمسكه و تبدأ بفك جدلته المظفرة لتتركه ينسدل على دول ظهرها…نزعت ثيابها لتتجه إلى الحمام لتستحم سريعا دون أن تبلل شعرها فليس لديها الوقت لكي تمشطه ابدا.
لفت حول جسدها منشفة بيضاء لتخرج و ترتدي ملابس عبارة عن بيجامة بيتية واسعة و طويلة باللون الأزرق من نفس درجة لون عينها اليمنى…أمسكت شعرها و أدخلته تحت ملابسها بعد أن جعلته يصل لنصف ظهرها….ثم أمسكت الحجاب الأسود نفسه و إرتدته و وضعت العدسة في عينها ثم تنهدت بإرتياح….لتخرج من غرفتها حافية القدمين فهذه عادتها أن تمشي و تتجول في البيت حافية دائما.
دلفت إلى المطبخ لتنظر إلى يدها لتصتدم ب نردين التي صاحت فجأة:
نردين: إييه الغباء دا مش تفتحي.
إتسعت عينا حور و هي التي كانت ستعتذر منها لكن تحدثت حور بلا مبالاة:
حور: دا على اساس إنك شايفة أوي يعني؟؟.
نردين: أيوة أنا بشوف أحسن منك و من عشرة زيك يا معفنة.
حور بحدة: بقى أنا معفنة يا راس الشمامة إنتي.
دخلت سارة المطبخ على صوت حور لتجدهم في هذه الحال لتقف و تشاهد ماذا ستفعل حور التي كانت تطلق شرار نردين التي تحاول إستفزازها…فالطالما كانت نردين تحب أن تفتعل المشاكل مع حور منذ الصغر…تحدثت نردين بصدمة:
نردين: إيه الألفاظ البيئة إلي زيك دي؟؟.
حور: بيئة!! شوفي نفسك في المراية الأول و أبقي قابليني يا….يا سردين.
هنا لم تستطع سارة التحكم في نفسها لتبدأ بالضحك بصوت عالي على كلام حور….بينما نردين خرجت من المطبخ بوجه غاضب جدا….لتنفجر حور ضحكا هي الأخرى عليها لتتجه لها سارة و يستندان على بعضهما البعض و هما يضحكان بقوة للتحدث سارة بأنفاس لاهثة:
سارة: شوفتي وشها بقى إزااي ههههه.
حور: كأنها أكلت قرن فلفل مشطشط و طلع على وشها.
بدأتا في الهدوء تدريجيا ليضحكا ضحكة خفيفة…. أمسكت حور كأس الماء لتشرب منه القليل ثم تضعه مكانه و تخرج خلف سارة و يجلسا بجانب بعضهما البعض على طاولة الطعام و لم يكن ينقصها إلا أسد.
…………………………………….
أسد صعد إلى غرفته سريعا لكي يبدل ملابسه كما قال جده…..دلف إلى غرفته لينزع جاكيت البدلة التي كان يرتديها و يرميها على السرير ليجلس عليه قليلا مفكرا في تلك التي تسمى حور…هو يعترف بإنها حور فعلا فهي جميلة جدا و كم كان يليق اللون الأسود بها لونه المفضل….فكر مليا في حديثها التي قالته له:
حور: أهلا يا أسد….شرفت و نورت البيت بعد الغيبة الطويلة دي.
لكنه لمح نظرة الحزن في حديثها له….وضع رأسه بين يديه بشرود يحاول تذكرها لكن لا فائدة أبدا…..تنهد و الشك يملئ كيانه لأنها تشبه حدا كبيرا تلك الصغيرة في الصورة لكن الفرق الوحيد هو لون عينها اليسرى هذا هو الفرق الوحيد.
تنهد ثانية لينزع باقي ثيابه و يتجه إلى الحمام و يستحم سريعا….إرتدي بنطالا قطني باللون الأسود و تيشرتا أبيض أمسك بمنشفة بيضاء لينشف شعره الأسود و هو واقف أمام المرآة ليتذكر حديث حور و هي واقفة على سقف سيارته:
حور: مين إلي لابس إسود في إسودا…دا شبه دراكولا مش ناقصله إلا سنان مصاص الدماء.
إبتسم بسخرية إلى هذا الحد هو يشبه دراكولا لكنه لم يلحظ الخوف في عينيها إلا عندما كادت تقع ليمسكها بسرعة…و كم كانت خفيفة كالريشة بل أخف منها أيضا.
هز رأسه ليمشط شعره لأعلى و يمسك هاتفه و يرتدي حذاء منزلي ثم خرج من غرفته ثم يهبط لأسفل مهرولا و يدخل غرفة الطعام ليجدهم جميعا جالسين ليتحدث هلال:
هلال: كنت لسا هبعت حد يقولك تنزل تتعشا.
أسد: لا مفيش لزوم أنا جيت بنفسي.
جلس على مقعده ليبدأ الجميع بتناول طعامه….بعد أن مضى بعض الوقت و إنتهوا من تناول الطعام كان هلال سيقوم لكنه وجد يدا تمسك بيده اليمنى ليرفع هلال نظره فيجدها حور ليتحدث بإندهاش:
هلال: إنتي يا بت هو إنتي عفريتة و أنا معرفش ولا إيه؟؟.
حور بقهقهة: أيوة عفريتك يا هيلو يا جميل إنت….يلا عشان معاد الدوا بتاعك يا حبيبي.
هلال بإستسلام: حااضر أمري لله…ربنا يعينك يا محمد على ما بلاك يا أبني.
محمد بحب : أحلى بلوى يا والدي.
سيف مؤيدا: فعلا يا بابا.
قام الجميع بينما رضوى..نادية و سارة يساعدون الخدم في ترتيب الطاولة بينما نردين التي صعدت إلى غرفتها كالعادة مبتعدة عن الجميع.
إجتمعوا جميعا في غرفة المعيشة لتدخل سارة و تجد جدها يتحدث مع حور و يضحك لتتجه نحوهما و تتحدث مصطنعة الغضب:
سارة: إيه يا جدو بقى إنت تقعد تضحك و تتكلم مع حور بس و أنا لا.
ضحكا حور و هلال ليقول:
هلال: لا إنتي غلاوتك عندي زي غلاوة حور بالضبط مفيش فرق تعالي يا حبيبتي تعالي.
إبتسمت سارة لتمسك بوسادة ما على أول أريكة قابلتها لتضعها على الجانب الأخر لمقعد هلال و تجلس بينما يتحدث ثلاثتهم لبعضهم البعض.
قطع الحديث الجماعي هذا صوت سيف الذي تحدث إلى أسد قائلا:
سيف: أسد أنا عايز أطلب إيد أختك سارة.
لحظة إنصدام مرت على الجميع ماعدا حور و أسد و محمد….. نظر له أسد بإبتسامة و هو يقول بثقة:
أسد بهدوء: كنت عارف إنك هتقول كدة…و أنا مش هلاقي أحسن منك لأختي يا سيف بس الرأي الأول و الأخير ل سارة لأنها هي صاحبة الشأن…ولا إيه رأيك يا سارة؟!!.
إنزلت سارة رأسها خجلة من هذا الموقف المفاجئ لتقول بينما رأسها مطأطئ:
سارة: إلي تشوفه يا أسد.
أسد: خلاص جوابك وصلني روحي إطلعي على أوضتك يلا.
سارة: حااضر.
صعدت سارة إلى غرفتها كما أخبرها أسد لتصعد حور خلفها مسرعة بينما تضحك…..نظر محمد إلى أسد و قال:
محمد بتسأول: يعني هي موافقة؟؟.
أسد: أيوة موافقة يا عمي.
بدأت التهاليل تنتشر في أرجاء القصر…و سيف كان سعيدا جدا بموافقة سارة عليه.
بينما في الأعلى فتحت حور باب غرفة سارة و تغلقه خلفها لتقفز على سارة حاضنة إياها بقوة لتبادلها سارة و هما يضحكان بسعادة لتقول حور:
حور: ياااا سلاااام هتبقي أخيرا مرات أخويا….و حلمك إتحقق يا سوسو يا قمر إتني.
سارة بخجل: خلاص كفاية إحراج ليا يا حور بقى.
حور بأبتسامة: حاضر يا ستي خلاص هبطل…بس يلا بقى فين المفاجأة إلي إنتي قولتيلي عليها.
سارة متذكرة: أه فكرتيني… شغلي التلفزيون و هتلاقي فيلم عبال ما أطلع الحاجة.
حور ماشي.
إتجهت حور إلى شاشة التلفاز المعلقة في حائط الغرفة لتجلس على الوسائد الأرضية مريحة ظهرها على ظهر السرير لتأتي سارة بوعاء مملوء برقائق الشيبس و الفشار و أيضا الكثير من الشوكولاتة…لتصيح حور بسعادة و هي تصفق بيديها بطفولية لتحتضن سارة ما أن جلست بجانبها…و بدأتا في مشاهدة الفيلم الذي كان أكشن كوميدي.
……………………………………
بدأ أسد و عمه محمد و معهم سيف و جدهم هلال بالتنسيق معا على حفلة الخطوبة….ليقرر هلال أن الخطوبة ستكون في حديقة القصر فوافقوا جميعا على هذا الأمر لم يعترض أي أحد.
سيف كان سعيدا جدا بهذا الأمر و إنه أخيرا سيتحقق حلمه بعد زمن طويل…هي سوف تصبح ملكة قلبه… روحه.. كيانه….عقله…..و كل شيء يخص حياته فسوف تصبح هي من تكمل نصف دينه و دنياه.
تولى أسد أمر المعازيم و إلى ذلك ليبدأ فورا بإكمال مهمته هذه بنفسه….إستأذن منهم و خرج من حدود القصر إلى الحديقة الخلفية أمام حوض السباحة ليجلس على أحد المقاعد…..بدأ بإتصالاته الهاتفية إلى أن وقع نظره على رقم محامي العائلة أشرف الكيلاني…ضغط عليه سريعا ليدعوه ما أن رد عليه قال :
أسد: مساء الخير يا أستاذ أشرف.
أشرف: مساء النور يا أسد باشا. .أخبارك؟؟.
أسد: الحمد لله كويس…أمور الشغل معاك؟.
أشرف: تمام والله…أؤمرني يا فندم.
أشد: شكرا ليك بس المرة دي مفيش حاجة أنا إتصلت عليك عشان أعزمك على حفلة خطوبة أختي سارة بعد بكرة في بيت العيلة.
أشرف: والله!!…ألف ألف مبروك يا أسد باشا.
أسد: الله يبارك فيك يا أستاذ أشرف.
أشرف متذكرا:أه صحيح يا أسد باشا في موضوع كدة عايزك فيه و هو مهم جدا.
أسد مستغربا: طيب إتفضل أنا سامعك!.
أشرف: يؤسفني إنه مش هينفع على التلفون ممكن تيجي على مكتبي بكرة الضهر لأنه أقرب على بيت العيلة و مش هياخد وقت.
أسد: ماشي بأذن الله بكرة الساعة 11 هبقى عندك.
أشرف: مستنيك يا أسد باشا…مع السلامة.
أسد: مع السلامة.
أنهى أسد المكالمة لينظر إلى شاشة هاتفه بشك من الموضوع الذي يريده به المحامي و يتطلب الأمر منه الحضور شخصيا….رفع حاجيبه مع تنهيدة طويلة تخرج منه و إنزلهما ثانية ليقف نظر إلى السماء المملؤة بالنجوم و القمر المضيء ليجلس مرة أخرى على المقعد و يتأمل السماء في هدوء تام……
………………………… …………
في غرفة سارة حيث تجلس هي و حور على الأرضية و سارة تمسك بوعاء الفشار و حور ممسكة بكمية كبيرة من الشوكولاتة و شفاهها تحولت إلى اللون الاحمر الجميل و بدت كأنها وضعت أحمر شفاه لكنها طبيعية.
بدأتا بالضحك على مشهد كوميدي في الفيلم لتقول سارة:
سارة: تصدقي يا حور أنا متوقعتش إن سيف هيقول في الوقت ده!!.
حور: لييه؟!!.
سارة بعدم فهم: معرفش بصراحة أصل أخوكي دا ميتفهمش بالنسبالي.
حور بقهقهة: هو كدة من زمان و إنتي عارفة كدة.
سارة: أه عارفة.
كانت حور ستتحدث إلا أن طرق الباب قاطعها لتنظر إلى سارة بإستغراب لترفع سارة كتفيها دلالة على عدم معرفتها من يكون الطارق لتقول سارة بصوت عالي:
سارة: ميين؟!!.
عوضا أن تعرف هوية الطارق رأتا الباب يفتح لتدخل منه نردين لترفع كلا من حور و سارة حاجبيها بإستنكار من فعلتها هذه لتضع نردين يدها على خصرها و تقول سألة:
نردين: هو إيه سبب الزغاريط إلي كانت تحت من شوية دي؟؟.
ردت عليها حور و هي لازالت رافعة حاجبها و تقول بإستفزاز:
حور: لييه هو إنتي متعرفيش إيه إلي حصل تحت؟؟.
نردين: لا و إيه إلي حصل يعني؟؟.
حور مكملة: إلي حصل إنه سيف أخويا هيتجوز سارة بنت عمي و عمك….عقبالك يا حبيبتي.
ضغطت على أخر كلمتين بشدة لتضحك عليها سارة بصمت.
لتقول لها نردين: كل دا على الحاجة التافهة دي.
حور بإستفزاز: أه يا حبيبتي أصل إنتي متعرفيش قد إيه بنحب نعمل كدة على الحاجات التافهة زي دي.
سارة: خلاص بقى…نردين مش إنتي عرفتي إلي عايزة تعرفيه.
نردين: أه!!.
سارة: خلاص إتفضلي دلوقتي عشان في حاجة عايزة أعملها أنا و حور.
نردين بلؤم: ماشي…تصبحوا على خير.
نردين و حور: و إنتي من أهله.
خرجت نردين من الغرفة. …لتزفر حور الهواء بنفاذ صبر منها….ربتت سارة على كتفها و هي تبتسم في وجه حور لتنظر لها حور و تبتسم…..تحدثت حور و علامات الحزن ترسمت على ملامح وجهها:
حور: سارة…أنا شكلي كدة مش هوفي بوعدي ليكي.
سارة: وعد؟؟ قصدك الوعد نفسه و إحنا صغيرين؟!!.
حور: إيوة.
كانت حور تجلس و هي تعلب بدميتها و سارة التي تلعب مثلها بدميتها…..وفجأة وجدت حور نفسها تجلس في أحضان أحدهم لتنظر خلفها و تجده أسد لتبتسم و تعانقه بطفولية صادرة منها و هي تضحك و هو يبادلها الحضن بإبتسامة لتقبل وجنته و يضحك عليها….أدارت رأسها لتجد سارة في أحضان سيف شقيقها لكن سارة كانت محمرة من الخجل عندما قبلها سيف على وجنتها لتضحك عليها حور…لتخبئ سارة وجهها بسرعة في عنق سيف الذي بدأ بالضحك عليها بصخب.
في هذا الوقت كانت حور تبلغ ثلاث سنوات و سارة أربع سنوات بينما أسد و سيف يبلغان من العمر سبعة سنين…فبرغم سنهم الصغير إلا أنهم يفهمون الأشياء التي يقولونها فهما جيدا.
تحدث أسد بينما يقبل رأس حور و يبدأ بتمسيد شعرها الطويل البني الفاتح:
أسد: سيف إيه رأيك نتجوز أنا و إنت في نفس اليوم؟!!.
سيف مفكرا: فكرة حلوة مش بطالة يا كينج أنا موافق مش فاضل إلا موافقة العروسة.
تحدث بخبث بينما ينظر إلى وجه سارة التي خجلت أكثر ليضحك عليها بخفة و يحتضنها بشدة…… نظرت حور إلى أسد الذي لازال ينظر إليها و تاه في عينيها مختلفة اللون :
حور: يعني إيه جواز يا أسد؟؟.
أسد: يعني يا حبيبة أسد أنتي إتنين ولد و بنت زيي و زيك كدة يروحوا يقعدوا مع بعض على طول و ميسبوش بعض أبدا أبدا مهما حصل و مهما كانت الظروف.
حور بطفولية: طيب أنا مش هسيبك أبدا أبدا يا أسد…و إنت مش هتسيبني صح؟!.
أسد محتضنا إياها: أبدا أبدا يا قلب أسد.
رفعت حور رأسها و أبتعدت قليلا عن أسد لتنظر إلى سارة التي تمسك بيد سيف و تلعب بأصابعه لتقول لها:
حور: ساارة؟؟.
سارة: إيه يا حور؟؟.
حور: إيه رأيك نوعد بعض أنا و أنتي إننا نتجوز سوا؟؟.
سارة بعدم فهم: مش فاهمة إزاي؟؟.
تذمرت حور لتقلب عيناها ليضحك عليها أسد من تذمرها الطفولي لتقول:
حور: يعني أقصد إنك إنتي و سيف و أنا و أسد هنتجوز في نفس اليوم.
سارة بخجل: ماشي وعد يا حور.
حور بضحك: وعد يا سارة من بنت…
سارة مكملة: لبنت.
أمسك سيف يد سارة و ذهبا يلعبا معا…بينما حور إستدارت ل أسد و بدأت بالتثأب لتدخل بأحضانه سريعا و تقول بنعاس و هي تتمسك بقميص أسد الأبيض:
حور: بحبك يا أسد.
شدد أسد على حضنها و إشتم عبيرها الآخاذ و رد بهمس و هو تائه:
أسد: و أسد كمان بيحبك يا حوريته.
ترقرقت عينا سارة بالدموع على حالة حور التي شردت أمامها في الماضي كالعادة….لتحتضنها و تبدأ دموعها بالنزول على طول وجهها لتتمسك بها حور بشدة و تبدأ بالبكاء بصمت هي الأخرى.
بعد عدة دقائق**
إبتعدت حور عن سارة لتمسح دموعها و ترسم إبتسامة على وجهها و تقول بمرح:
حور: سيبك مني يا بنت إنتي و خلينا فيكي إنتي المهم…..خلاص إلي كنتي عايزاه جالك.
سارة بمرح: أهوه جالك أهوه.
حور: ريح بالك أهوه…أهوه جالك أهوه ريح بالك أهوه.
ضحكتا معا بصخب…. لتشهق حور بفزع مرة واحدة لتسألها سارة:
سارة: إيه في إيه يا هبلة يا مجنونة إنتي؟؟!!.
ركضت حور خارجة من الغرفة تصرخ مجيبة على سؤال سارة:
حور: نسييت هيلو يا لهوييييي هيلو…هيلو…هيلو.
إندهشت سارة من طريقة خروجها الشبه مدمرة لتضرب جبينها بخفة لتنظر في ساعة الحائط لتجدها الساعة العاشرة و النصف أي موعد نوم هلال قد فااات و من المحتمل إنه نائم الأن…لتهز رأسها لكلا الجانبين و تبدأ بترتيب الفوضى التي أحدثتها حور.
…………………………………….
بدأت حور بالركض سريعا و هي حافية القدمين كالعادة…لتنزل من على السلم و هي تردد إسم دلع جدها ( هيلو…هيلو) بصوت مرتفع نسبيا لكن من دون أن تعرف….لتدخل غرفة المعيشة و هي تردد الأسم لتنظر نحو مقعد جدها لتجده جالسا لكن هلال…سيف…أسد..محمد..أحمد…ينظرون لها بإستغراب على تصرفها هذا.
إتجهت إلى هلال و هي تلهث من ركضها السريع و تجلس أمام هلال القرفصاء ليقول لها هلال بصدمة:
هلال: إيه يا بنت المجنونة إنتي؟…نازلة من على السلم و إنتي تنادي عليا كأني في أخر الدنيا و مش سامعك…دا أنا طبلة ودني إتخرمت من كتر ما إنتي بتنادي عليا الله.
رفعت حور رأسها له و تقول له و هي تحرك يديها أمام وجهه بعشوائية:
حور: بقى أنا يا راااجل واخداها جري من أخر البيت و أنا خايفة عليك لحسن تكون نمت و مخدتش الدواء بتاعك و إنت بتشتم عليا و تقولي يا بنت المجنونة…هي أمي فين عشان تسمعك و إنت بتشتمها كدة…دي كانت هتضحك على نفسها منك يا شيخ.
هلال: خلصتي؟؟.
حور بغباء: أه.
إنفجروا عليها ضحكا ماعدا أسد الذي إبتسم إبتسامة باهتة عليها….تكتفت حور بغضب لتقف على قدميها و تمسك بيد هلال لتقول بتذمر:
حور: بتضحك؟؟…إضحك براحتك يا هيلو بس بعد ما تاخد الدواء عشان معاد نومك عدى و إنت مخدتش بالك.
هلال: والله!!…أنا مخدتش بالي فعلا…طيب يلا بينا تصبحوا على خير يا جماعة.
الجميع: و إنت بخير.
وقف هلال بينما تسنده حور ليبدأا بالسير نحو إحدى الغرف التي في الطابق الأرضي فتحت حور الباب لتنير الأضواء و تكمل السير مرة أخرى و تجلس هلال على السرير لتسأله بينما تنزع الحذاء عن قدميه:
حور: صليت صلاة العشاء يا هلو ولا لسا؟؟.
هلال: صليت صلاة العشاء يا حور.
إتجهت نحو خزانته لتخرج له بدلة نوم و تعطيه إياها:
حور: إتفضل خد هدومك دي يا هيلو و إستحمى عبال ما أجهزلك الدواء.
هلال: طيب يا حور.
أسندته حور إلى أن وصل إلى باب الحمام ليدخل هو و بعدها خرجت هي من الغرفة لتذهب نحو المطبخ فتحت الثلاجة أخرجت الدواء…و أمسكت بإبريق الماء و خرجت من المطبخ كانت تنوي الدخول إلى غرفة جدها إلا أن صوت والدها أوقفها:
محمد: حوور.
حور: نعم يا بابا.
محمد: عطيتي لجدك الدواء بتاعه ولا لسا؟؟.
حور: لسا أصلي خليته يروح يستحمى عشان جسمه يرتاح من تعب النهاردة و عشان لما ياخد الدواء ينام براحته و يبقى في سابع نومة.
محمد: طيب و شفايفك محمرة كدة ليه؟؟.
حور: إييه هي لسا حمرة يا بابا.
محمد: أه و بزيادة كمان.
حور: يبقى من كتر الشوكولاتة إلي كلتها.
محمد: شوكولاتة بردو…على العموم روحي لجدك و بعد كدة أبقي إطلعي نامي.
حور: حاضر.
إنصرفت حور من أمام والدها لتدخل إلى غرفة جدها لتجده جالسا على السرير و ينشف يديه من الماء…إبتسمت في وجهه ليرد لها الأبتسامة ذهبت إلى الكومود وضعت إبريق الماء لتمسك بالكأس الزجاجية و تسكب به الماء و أخرجت علبة الدواء و وضعتها في راحة يدها لتذهب نحو جدها و تمد يدها له ليأخذها منها و يضعها في فمه لتمد له كأس الماء و يأخذه هو الأخر و يشرب القليل ليقول بعدها و هو يمد لها الكأس مرة أخرى :
هلال: الحمد لله.
حور: تستاهل الحمد يا هيلو….يلا بقى على النوم.
هلال متنهدا: حاضر يا حور.
تسطح هلال على السرير لتغطيه حور و تقول:
حور:تصبح على خير يا هيلو.
هلال بإبتسامة: و إنتي من أهل الخير يا حور يا حبيبتي.
قبلت حور رأسه لتتجه نحو الباب و تنظر له قبل أن تطفئ الأضواء لتغلق الباب بعد أن رأت هلال يغلق عينيه بإرتياح.
إتجهت مرة أخرى إلى المطبخ و فتحت الثلاجة لتضع به الدواء مرة أخرى لتغلقها لتمسك بكأس و تملائها ماء من المبرد لتشرب كفايتها….خرجت من المطبخ لتصعد إلى غرفتها و تركت الأنوار مطفئة نزعت الحجاب عن رأسها لتتنهد بخفة أخرجت شعرها من أسفل ثيابها لتطلق سراحه من قيوده…لينفرد على طول جسدها ليصل إلى ركبتها.
سارت نحو الشرفة لتفتح بابها سارت نحو احدى المقاعد الموجودة لتجلس عليها و ترفع قدميها إلى مستوى صدرها لتلف حولهم يديها ثم تتكئ عليهم برأسها…نظرت نحو السماء الحالكة بشرود….رأته اليوم لم يتذكرها احزنها…لم ترمي اللوم عليه فهذا الشيء ليس بيده . . و إنما شاء القدر أن ينسيه إياها لتعلم هل سوف تصبر أم لا؟؟؟.
…………………………………….
في الصباح***.
إستيقظ أسد ذهب نحو الحمام إستحم و فرش أسنانه ثم توضئ….نشف جسده من الماء جيدا و أمسك بنطالا قطني ليرتديه خرج من الحمام و هو ينشف شعره الفحمي بسرعة ليبعثره بيده بسرعة…اخرج من الخزانة تيشرت أحمر…أمسك سجادة الصلاة ليفردها و يبدأ فرضه….إنتهى ليقف أمسك السجادة ليطويها و يضعها على السرير أمسك هاتفه و إرتدى ساعته ليخرج من الغرفة ناويا إغلاق الباب لكن عوضا عن هذا وجد نفسه ساقطا على الأرض بعد أن إصتدم به شيء ما و بقوة ايضا….
فتح عينيه بعدم إيستعاب لما جرى معه رفع رأسه ليرى من هذا الشخص المرمى عليه…ليجدها هي!!…سمع صوت شهقة مكتومة ليستدير رأسه تلقائيا نحو الصوت ليجد سارة شقيقته واضعة يدها على فمها و عيناها متسعة بصدمة من الذي فعلته.
لم تمر ثانية بعد أن نظر لها ليجدها هربت ليجد حور تتمتم بغضب بصوت عالي غير مدركة هي مستلقية على من:
حور: والله لأوريكي يا سارة بقى أنا حور تزوقيني كدة؟؟!!…مفكراني هسكتلها يعني عشان ما هي هتبقى مرات اخويا….تبقي غلطانة يا سارة سمعاااني غلطااانة.
صرخت بأخر كلمتين لعل سارة تسمعها و ترد عليها لكن عوضا عن هذا لم تجد أي إجابة سوى الصمت…الصمت فقط!!.
نظرت لخلفها بعد أن إعتدلت لتسند يدها بتلقائية على صدر أسد الذي إنقبض من لمستها فقط….لتقول عاقدة حاجبيها و لم تجدها لتقول بهمس:
حور: إييه إومال سارة راحت فين؟؟.
أسد ببرود: هربت.
صرخت حور بفزع من صوت أسد البارد…لتجد نفسها جالسة على جسده لتقف من عليه بسرعة و تقول بخجل ناظرة إلى أسفل:
حور: أنا أسفة….أسفة بجد كل دا حصل بسبب سارة هي زقتني جامد و شكلي كدة وقعت عليك.
ليرد ببرود:
أسد: أنتي وقعتي عليا أساسا.
خجلت حور اكثر ولازالت منزلة رأسها تنظر إلى أصابع قدمها و تحركهم بتوتر و بدأت بفرك أصابع يديها ببعضهم البعض….راقبها بصمت و متوترة و وجهها أحمر من الخجل…..أعجبه منظرها كثيرا إبتسم إبتسامة جانبية لتقول بهمس و تهم بالرحيل:
حور: أسفة مرة تانية و عن إذنك.
لتفر هاربة من نظراته لتدخل إلى غرفتها و تغلق الباب خلفها.
هو بقي ينظر نحو باب غرفتها لثواني ليتنهد و يهندم ثيابه ليغلق الباب مرة إخرى و يسير بإتجاه غرفة شقيقته….طرق الباب لم يجد ردا….أكمل سيره نحو درجات السلم لينزلها بسرعة كعادته ليدخل إلى غرفة المعيشة ليجدهم جالسين….فقط الرجال إما نسائهم فكانت تجهز طعام الإفطار….جلس بجوار جده ليقول:
اسد: صباح الخير.
الجميع: صباح النور.
هلال: النهاردة وراكم حاجة مهمة يا جماعة؟؟.
أسد: أنا عندي مقابلة مع محامي العيلة بعد الضهر أما باقي اليوم لا.
محمد: أنا مفيش حاجة ورايا.
سيف: أنا فاضي خالص مفيش حاجة.
أحمد: أنا بعد الفطار كدة هخلص شوية ورق يعني على الساعة عشرة كدة…بس ليه يا بابا؟!!.
هلال: لا مفيش حاجة بس هنقعد مع بعض نرتب لحفلة خطوبة سارة و سيف.
سيف: أيوة بقى يا جدو يا جامد إنت.
هلال: دا عند مصلحتك يا حبيبي.
سيف: لا الكل في الكل.
ضحك الجميع عليه إما أسد إبتسم فقط…نادتهم رضوى ليكي يتناولوا الأفطار فوقف الجميع و عندما أراد هلال أن يمسك عكازه وجد العكازة تبتعد عن متناول يده…كان أسد سوف يخرج لكنه وجد يد من خلف الأريكة تمتد و تأخذ العصى ليبقى و يشاهد ماذا سيحصل.
ضحك هلال بخفة قائلا:
هلال: والله ما عارف أنا شغل عفاريت السيالة دا إلي بيتعمل في البيت….إظهر و بان عليك الأمان.
لتظهر أمامه حور و تقول:
حور: بووووووو….العفريت ظهر أهوه يا هيلو….و كان هيعمل فيك حاجة عشان كنت هتمسك العكازة دي تاني بس أنا خفيتها بطريقة سحرية.
ضيقت عيناها بخبث و هي تقول سحرية ليضحك عليهاو هو يضرب كفا بكف ليمد لها يده و لازال يضحك….لتضحك هي معه و تمسك بيدها ليقف مستندا عليها.
أسد كان متكأ على الحائط و ينظر لها و لجده منذ قدومها و هي تنهره عن إستخدام عكازه و هي موجودة….مثل ما حدث قبل قليل لكن بطريقة مضحكة و مسلية لم يشعر بها أحد عندما دخلت و لم تظهر نفسها إلا عندما أراد جده الوقوف على قدميه مستخدما عكازه وجدها تختفي و يعلم بوجودها….أعجبه إهتمامها بجده كثيرا…تهتم به كأنه…زوجها!!….تمنى للحظة فقط أن يكون مكان جده لكن تفكيره بإهتمامها الزائد به هكذا أزعجه قليلا.
تنهد هو بخفة…ليجدها تسير و هي ممسكة بيد هلال لترفع رأسها بينما تضحك على ما قاله هلال لها…لتسقط أنظارها على عيناه السوداء التي تنظر لها لتصمت تدريجيا و إرتفعت الدماء إلى وجهها لتصبح حمراء جراء تذكرها لما حصل صباحا….لتمر من أمامه و قد أشاحت بنظرها بعيدا عنه لتستمر في سيرها نحو طاولة الطعام الكبيرة….بينما هي تمشي هو سقط نظره إلى الأرض ناويا إخراج هاتفه لكن لمح بنظرة سريعة إلى قدماها و يجدها….حافية القدمين؟؟!!!….إبتسم بجانبية على ذكاء هذه الفتاة….لهذا لم يشعر بدخولها إلى غرفة المعيشة و إختبائها خلف الأريكة…هذه الفتاة ليست سهلة ابدا لكن ما لا يعرفه هو إنه هذه هي عادتها منذ زمن.
جلس الجميع على طاولة الطعام و بدأوا بتناول الطعام…..إنتهوا بعد وقت لم يكن كثير لتقوم حور أول واحدة نحو جدها لتمسك بيده و تعيده نحو غرفة المعيشة ليجلس على مقعده المفضل….كان أسد قد ذهب خلفهم أيضا و معه الجميع…..ليجلسوا في أماكنهم المعتادة بينما رضوى و نادية و معهم سارة و بعض الخدم يساعدون في ترتيب الطاولة…حور دخلت إلى المطبخ و أمسكت بكوب ماء و معها دواء جدها….لتخرج مرة أخرى و تقف أمام هلال ليتأفف مثل الطفل الصغير عندما رأها تمسك بالدواء:
هلال: مفيش مرة تنسي موعد الدواء يا حور و لو مرة وحدة.
حور: لا عشان أنا عايزاك تبقى شديد كدة و قوي عشان تحضر فرحي يا هيلو ولا إنت إيه رأيك؟؟…و أهوه منه أدورلك على عروسة تبقى على قدك يا جميل.
هلال بصدمة: بص البت المجنونة دي بتخرف و تقول إيه؟!!….بقى أنا بعد العمر دا كله عايزاني أتجوز…عشان جدتك تقوم من القبر و تموتني معاها و ترجع لتراب قبرها و هي نايمة بسلام…مش كدة؟.
تحدثت بعد أن أخذت منه الدواء و تضع كأس الماء على الطاولة الصغيرة…لتنحني أمامه و تقول بهمس و الجميع بما فيهم أسد منتظرين ردها:
حور بهمس: يمكن أه و يمكن لا.
نظر هلال نحوها ليقول:
هلال: يمكن أه و يمكن لا؟؟!!.
ردد من خلفها بشك على إجابتها… لتهز رأسها موافقة على حديثه و هي تعض على شفتها السفلية لكي لا تفرط من الضحك الذي تكتمه…..همهم هلال ليباغتها بإمساكها من إذنها من تحت الحجاب لتضع يدها اليسرى على يده التي يمسك بها إذنها… لتصرخ ضاحكة و معها الجميع و أسد المبتسم إبتسامة باهتة تكاد ترى…..لتقول بضحك:
حور: مش كدة يا هيلو الهيبة بتاعتي هتروح طقاطيق الأرض بعد مسكتك لودني كدة.
هلال: يعني إنتي خايفة على هيبتك قدامهم و مش خايفة عليا من جدتك بعد ما تجوزيني؟؟.
حور بسرعة و غباء: طبعااااا دي حاجة بينك إنت و هي أنا ماااالي.
هلال: بقى كدة؟؟.
حور تومئ: أيوة كدة يا هيلو.
هلال بتهديد: تعرفي لو ما مشتيش من قدامي دلوقتي يا حور أنا هعاقبك زي ما عقبتك من خمس شهور…فاكرة ولا أفكرك المرة دي كمان.
ضيق عيناه بخبث ليجد ملامحها تتغير إلى الصدمة لتهمس بصدمة أكبر:
حور: بتهز يا هيلو مش كدة؟!!.
هلال: لا أنا في طريق و الهزار في طريق تاني خالص.
ليترك إذنها لم تمر نصف ثانية ليجدها هربت من أمامه….إنفجر الجميع ضحكا عليها إما أسد لم يفهم شيء عن أي عقاب هل يمكن إنه ضربها أو عذبها؟؟…لمجرد تفكيره هكذا جعله غاضب و مشاعره هاجت كأنها إعصار تسونامي هائل.
…………………………………….
الساعة 10:30AM**
إستأذن أسد من الجميع ليصعد إلى غرفته….فتح باب غرفته ليدخل و يغلقه خلفه إتجه إلى الحمام ليستحم بسرعة بالماء البارد كعادته….خرج و هو ينشف جسده ليخرج بنطال جينز أزرق غامق و عليه قميص أسود ليبدأ بطي أكمامه إلى النصف مما سمح أن تظهر يده القوية و عروقها البارزة…أخرج حذاء رياضي أبيض ليرتديه…ثم أمسك ساعة سوداء و وضعها في يده اليسرى.
إتجه نحو التسريحة ليمشط شعره رافعا إياه كثم أمسك هاتفه الأسود ليخرج من غرفته…..سار قليلا ليرى نردين تقف أمامه و تنظ له بإبتسامة….لم يهتم لها ليمر من جانبها بلامبالاة و كأنها غير موجودة…. غضبت هي من حركته تلك لتمسك يده ليتوقف و تقول:
نردين : مش هتقدر يا أسد إتقبل الموضوع و الهزيمة بقى.
نفض أسد يدها عن يده بقوة ليقول لها ببرود:
أسد: هقدر يا نردين و الوقت هيثبتلك كدة.
نردين: هنشوف يا اسد هنشوف.
سار مكملا طريقه غير مبالي لها تماما… وصل إلى فناء القصر ليصعد إلى سيارته و يدير المحرك ليقود متجها خارج القصر ليفح له حارسين الباب ليتوقف بالسيارة و يقول للحارس بجانبه ببرود:
أسد: محدش يجي ورايا خليكم هنا عشان الحراسة و المكان يبقى أمن.
الحارس بتفهم: أمرك يا باشا.
ليكمل قيادته متجها نحو مكتب المحامي أشرف.
…………………………………….
عند حور التي هي الأن ترتدي حذائها الرياضي الأبيض….إرتدت بنطال جينز أسود مع تيشرت بأكمام باللون الأحمر يصل إلى فوق ركبتها بقليل مكتوب عليه باللون الأسود “smile” و عليه حجاب باللون الاسود.
إرتدت بنطال جينز أسود مع تيشرت بأكمام باللون الأحمر يصل إلى فوق ركبتها بقليل مكتوب عليه باللون الأسود “smile” و عليه حجاب باللون الاسود
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر ، يرجى إزالته أو تحميل صورة أخرى.
أخذت هاتفها في يدها لتنزل لأسفل بسرعة إتجهت نحو صالة المعيشة لتدخل بمرح و تقول لوالدها:
حور: بابا حبيبي أنا رايحة المشوار بتاعي عندك مانع؟؟.
محمد: طبعا لا يا حبيبتي…و أنا أقدر حتى.
حور: حبيبي يا حمو يا جدع إنت….. سيف إيدك على المفاتيح يا شاطر بقى.
سيف:ما تاخدي عربية بابا إشمعنى عربيتي أنا؟!!.
حور بحالمية: عشا عربيتك إنت عالية و مريحة و التكييف فيها عالي و غير كدة أنا بحبها إما عربية الحج بقى دي ملكية خاصة يا سيفو و أنا مقدرش عليها.
سيف متنهدا: خدي يا ستي المفاتيح أهيه بس أوعك تتخدش خدشة بسيطة عشان متبقيش متخرشمة بعدها.
حور: حاااضر يااا كااابتن….سلام يا جماعة.
الجميع: سلام.
خرجت حور من القصر إلى فنائه لتذهب نحو سيارة سيف و لحسن حظها لم تجد سيارة أسد لتتسأل إلى أين ذهب؟؟…لكنها اكملت سيرها بلا مبالاة.
صعدت في السيارة لتدير المحرك و تسمي الله في سرها…لتبدأ القيادة بعدها و تخرج من حدود القصر نهائيا متجهة إلى المشفى تتسأل بإستغراب عن سبب وجود كل هذه الحراسة من دون داعي لها؟؟……
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حور الاسد) اسم الرواية