رواية تاني حب الفصل الخامس 5
جاتله رساله على الموبايل من رقم مش متسجل ومكتوب فيها
(انا استمتعت جدا بالكلام معاك النهارده واتمنى ان دي متكنش المرة الاخيرة اللي نتكلم فيها.. مها)
ابتسم لما قرأ اسمها في نهاية الرساله وضغط علي زر الاتصال وكلمها وطالت المكالمه بينهم طول الليل وهما بيتعرفوا على بعض اكتر.
----------
بعد اسبوعين من تعارف كامل ومها اتطورت علاقتهم جدا وكان تقريبا بيقابلها كل يوم وطول الليل يتكلموا في التليفون وكان اعجابه بيها بيزيد كل يوم اكتر من اليوم اللي قابله.
فريدة طول الاسبوعين وهي دايما تعبانه ورافضه الاكل بسبب ان كامل بيتجاهلها ومش بيسأل عنها، بقت رافضه تروح الجامعه ورافضه تخرج من غرفتها وكأن حياتها كلها وقفت مع زعل كامل منها.
سميحة كانت ملاحظة تغير كامل مع فريدة وقسوته الغريبه وتجاهله ليها اللي عمره ما حصل مهما كانت فريدة بتعمل فيه. قررت انها تتكلم معاه النهارده وتعرف منه هو هيفضل يعذب في فريدة كده لحد امتى! البنت اعتذرت كتير وعاقبة نفسها وهو برضه مش مهتم.
دخل كامل البيت وكانت مامته في انتظاره كالعاده وقعد جنبها وهو ماسك الموبايل بتاعه وبيكلم مها في الشات الخاص بينهم ومشغول معاها وكأنه في عالم تاني مفيش فيه غيرهم هما الاتنين.
بصت مامته للموبايل واتكلمت معاه بشك: ايه الحكاية يا كامل؟
رد كامل وهو بيبص لمامته بستغراب: حكاية ايه يا امي مش فاهم!
سميحة: انت هتفضل تعذب فريدة وتعاقبها كده لحد امتى؟ البنت اعتذرت كتير وندمت على اللي هي عملته وخلاص بقى لازم تسامح.
قفل كامل الموبايل وهو بيتنهد بتعب، لاحظة مامته انه مش لابس دبلته بقاله فترة.
سألته وهي بتبص على ايديه مكان الدبله: اومال دبلتك فين يا كامل؟!
بص كامل لمامته وقال: خلعتها يا امي.
بصتله مامته بصدمة وقبل ما تتكلم اتكلم هو وقالها: ومش هلبسها تاني.. انا اكتشفت ان فريدة مش هي البنت اللي انا ينفع اتجوزها وبصراحة انا عايز انهي موضوع الخطوبه ده.
في اللحظة دي فريدة كانت نازله من اوضتها وسمعت كلام كامل عليها ووقفت مكانها تسمعه بصدمة ودموعها نزلت من عينيها وكامل بيكمل كلامه مع مامته.
كامل : انا مش هضيع حياتي ومستقبلي مع فريدة يا امي، انا استحملتها كتير اوي واستحملت مشاكلها وكنت بصبر نفسي واقول بكره تكبر وتعقل بس خلاص انا زهقت ومش عايز اربط حياتي بواحدة تدمرها.
اتكلمت سميحة بصدمة: انا مش مصدقه الكلام اللي بسمعه منك ده يا كامل ! انت عارف انت بتتكلم عن مين؟ دي فريدة يا كامل ! فريدة اللي انت روحك فيها من وهي لسه عيله صغيره.. فريدة انت اللي مربيها على ايدك وانت اللي كنت بتدلعها وتسامحها على اي غلطه تعملها.. انت ناسي انت عملت ايه عشان تعلقها بيك ويوم ما خطبتها من عمك كان اسعد يوم في حياتك!
كامل : يا امي افهميني.. انا حقيقي تعبت وزهقت من مشاكلها اللي مبتخلصش واخرتها توصل لشغلي وتدخلي وسط شوية عيال اتمسكوا في كباريه وهما سكرانين وكانوا بيتخانقوا عليها.
كتمت فريدة صوتها وهي بتبكي بانهيار وكل كلمه كامل كان بيقولها كانت بتحطم قلبها.
وقفت سميحة و ردت عليه بغضب: مش هسمحلك تتكلم عن بنت عمك كده يا كامل.. انت عارف اخلاق فريدة كويس.. فريدة انا اللي ربتها زي ما ربيتك انت واختك ومستحيل تغلط الغلط اللي في دماغك ده!
وقف كامل قدام مامته وقالها: يا امي انا عارف اخلاق فريدة كويس وبرضه عارف ان عمرها ما هتكون مسؤوله ومش هتكون الزوجة المناسبه ليا.
فريدة مقدرتش تسمع اكتر من كده وطلعت على غرفتها وهي بتجري وبتكتم صوت بكائها.
اتكلمت سميحة بفضول وهي بتبص على موبايل كامل بشك: وياترى مين اللي هتكون زوجة مناسبه لك لو مش فريدة؟
بعد كامل عنها وهو بياخد نفس عميق واتكلم: اكيد هعرفكم عليها في الوقت المناسب.
هزت مامته راسها بصدمة وقعدت مكانها تفكر في فريدة، هي عارفه قد ايه فريدة بتحب كامل ومتعلقه بيه وحالتها كانت صعبه جدا الفترة اللي فاتت عشان كامل كان زعلان منها! ياترى هتعمل ايه لما تعرف انه عايز ينهي خطوبتهم وهيتجوز واحدة تانيه غيرها!
بقلمي ملك إبراهيم.
في غرفة فريدة كانت قافله على نفسها وبتبكي بانهيار لدرجة انها مبقتش قادرة تتنفس من كتر البكاء واخدت موبايلها واتصلت على باباها.
اتصلت مرة واتنين وعشرة وباباها مش بيرد وفي الاخر رد عليها: الو ايوه يا فريدة اتصلتي اكتر من مرة؟
اتكلمت فريدة بصوت متقطع وهي بتبكي: ايوه يا بابا.. بابا تعالى خدني من هنا انا مش عايزة اعيش هنا تاني.. خدني اعيش معاك يا بابا ارجوك.
باباها استغرب بكائها وانهيارها واتكلم: ايه اللي حصل يا فريدة انتي بتعيطي ليه؟!
فريدة ببكاء: تعالى خدني من هنا يا بابا ارجوك. ارجوك انا مش عايزة اعيش هنا.
رد باباها: حاضر يا فريدة اقفلي دلوقتي وانا هتصرف.
قفلت فريدة المكالمة وهي بتبكي وصوت كامل وكلامه اللي قاله عليها بيتردد في سمعها ومنهارة.
---------
بعد لحظات رن موبايل كامل برقم عمه من الخارج. استغرب كامل ان عمه اتصل عليه في الوقت ده وهو بيتكلم مع مامته بخصوص فريدة!
رد كامل : الو اهلا يا عمي اخبارك ايه.
عمه: في ايه يا كامل فريدة مالها؟
كامل بستغراب: مالها فريدة يا عمي؟
بصت سميحة لابنها بقلق لما سمعته نطق اسم فريدة وهو بيتكلم مع عمه في التليفون.
عمه: فريدة كلمتني دلوقتي وهي منهاره من العياط وعايزاني اجي اخدها! ايه اللي حصل انت متخانق معاها ولا ايه؟
كامل بص لمامته وهو بيسمع عمه وفكر ان ده الوقت المناسب عشان يبلغ عمه انه عايز يفسخ خطوبته من فريدة وقبل ما يتكلم عشان يبلغ عمه بقراره كان عمه اتكلم الأول وقاله: اسمعني يا كامل انا مش فاضي لمشاكلك انت وفريدة .. انا عندي شغل مهم ومسافر كمان ساعتين.. حاول تصالحها وحل مشاكلك انت وهي بعيد عني.
كامل كان لسه هيرد عليه لكن عمه قفل المكالمه بغضب قبل ما يسمع رد كامل.
وقفت سميحة وسألته: في ايه عمك كان عايزك ليه؟
كامل : بيقول ان فريدة كلمته دلوقتي وهي بتعيط وعايزاه يجي ياخدها من هنا.
سميحة بقلق: ياخدها من هنا ازاي.. انا هطلع اشوفها.
طلعت سميحة على غرفة فريدة بقلق وكامل قعد مكانه وهو بيفكر في كلام عمه واهماله لبنته وحس انه مش مسؤول يشيل هم فريدة ومسؤليتها مكان عمه وباباها نفسه هو اللي المفروض يبقى مسؤول عنها واتحول تفكير كامل للانانيه وكان شايف ان القرار اللي اخده بانفصاله عن فريدة ده اول قرار ياخده صح في حياته وانه لازم يفكر في نفسه زي ما باباها بيعمل ويبطل يفكر فيها ويشيل همها.
بقلمي ملك إبراهيم.
في غرفة فريدة وقفت سميحة تخبط عليها وفريدة بتبكي جوه ومش بترد، كلمتها سميحة برجاء وطلبت منها انها تفتحلها عشان تطمن عليها.
قامت فريدة وفتحتلها الباب ودخلت سميحة واتصدمت لما شافت الحالة اللي فريدة فيها واخدتها في حضنها وفريدة كانت بتبكي بشدة وقلبها كان بيتكسر كل ما تفتكر كلام كامل عنها!
كلمتها سميحة بقلق: ايه يا حبيبتي اللي حصل قلقتيني عليكي؟
فريدة وهي بتبكي: انا عرفت كل حاجة يا طنط.. عرفت ليه كامل كان متغير معايا الفترة اللي فاتت.. انا سمعت كامل وهو بيتكلم معاكي وعرفت قد ايه هو بيكرهني.
اتصدمت سميحة لما عرفت ان فريدة سمعتهم وهما بيتكلموا ومعرفتش ترد عليها تقول ايه بس فريدة قالت كلام كتير وهي بتبكي وموجوعه بعد كلام كامل اللي سمعته: انا كنت فاكره ان كامل بيحبني قد ما انا بحبه بس كنت غلطانه، كامل عنده حق انا فعلا منفعش اكون زوجة له انا اقل منه بكتير.
زعقت فيها سميحة بغضب: فريدة.. مش عايزة اسمعك تقولي الكلام ده تاني.. انتي غاليه اوي يا فريدة واحسن شباب البلد يتمنوكي.
فريدة ببكاء: بس انا عمري ما حبيت حد غير كامل ومش هعرف احب غيره.
حزنت سميحة عشانها لانها عارفه قد ايه فريدة بتحب كامل واتعلقت بيه من وهي طفله صغيره، خدت فريدة في حضنه وضمتها بحنان وقالتلها: انتي اجمل بنت في الدنيا يا فريدة وصدقيني انتي هتقابلي اللي يحبك ويقدرك اكتر من كامل.
فريدة ببكاء: انا كلمت بابا عشان يجي ياخدني اعيش معاه، انا مش هقدر اعيش هنا واشوف كامل بعد اللي قاله عليا.
سميحة بحزن ودموعها بدأت تنزل من عينيها لانها حقيقي اتعلقت بفريدة وهي اللي ربتها بعد ما مامتها ماتت ووصت سميحة عليها وبابا فريدة سافر واهتم بحياته وشغله ونسى فريدة وسميحة لوحدها اللي اتحملت مسؤوليتها وخصوصا بعد ما جوزها مات هو كمان وسبلها كامل وشهد ومن اليوم ده وسميحة اعتبرت ان فريدة بنتها وعمرها ما فرقت بينها وبين كامل وشهد بالعكس كانت بتدلعها اكتر منهم ويمكن دلعها الزيادة ده هو اللي تعب فريدة دلوقتي.
سميحة بحزن: عايزة تسيبيني يا فريدة وتروحي تعيشي مع باباكي بعد العمر ده كله.
فريدة: مش هقدر اعيش هنا بعد كده يا طنط صدقيني.. انا كل ما افتكر الكلام اللي كامل قاله عليا قلبي بيوجعني اوي.. كان نفسي اموت قبل ما اسمع الكلام ده من كامل
سميحة: بعد الشر عليكي يا حبيبتي.. يعني انتي كنتي عايشه معايا هنا عشان كامل بس يا فريدة.
فريدة: انا حياتي كلها كانت هنا وكنت فاكره اني هكمل كل حياتي معاكم في البيت ده.
سميحة: ده بيتك يا فريدة وانا مش هسمحلك انك تخرجي من هنا ابدا ولو خرجتي من هنا يبقى انتي عايزة تموتيني من الحزن عليكي.
فريدة وهي بتبكي: ربنا يخليكي ليا انا مليش غيرك في الدنيا دي كلها.
سميحة: يبقى تسمعي كلامي ومتبكيش ابدا عشان خاطر حد حتى لو كان كامل وزي ما هو ابني انتي كمان بنتي وفي نفس غلاوته عندي هو وشهد وانا مش هسمحلك تدمري حياتك عشان خاطر كامل أو غيره وموضوع الجواز ده قسمه ونصيب ويمكن ربنا هيعوضك بزوج يحبك اكتر من كامل.
قعدت فريدة تسمع كلامها وهي رافضه فكرة انها تكون لحد تاني غير كامل وفي نفس الوقت هي مستحيل تكون ل كامل بعد اللي سمعته منه والحل الوحيد كان انها تقبل قرار كامل بأنهاء الخطوبه وتجرب تبدأ حياتها من جديد يمكن فعلا تقابل حد يحبها من قلبه بجد.
خدتها سميحة في حضنها مرة تانيه وقالتلها: انتي لسه قدامك العمر طويل وفي حياتك حاجات كتير تشغلك عن موضوعك مع كامل . اهتمي بدراستك وعوضي اللي فاتك وركزي في مستقبلك وصدقيني يا فريدة وقتها هتلاقي كل حاجة اتغيرت للاحسن.
مسحت دموعها وهي بتبص لمرات عمها بتفكير وابتسمت لها سميحه وقالتلها: هسيبك ترتاحي دلوقتي عشان تصحي تروحي جامعتك الصبح وموضوع انك تسافري عند باباكي ده تنسيه خالص.
هزت فريدة راسها بالايجاب وخرجت سميحة من الغرفة وبكت فريدة مرة تانيه وهي بتحاول تقنع نفسها ان حكايتها مع كامل خلاص انتهت وهو دلوقتي ابن عمها وبس ولازم تتعود تعيش من غيره وتشيل حبه من قلبها...بقلمي ملك إبراهيم.
...
•تابع الفصل التالي "رواية تاني حب" اضغط على اسم الرواية