رواية حور الاسد الفصل السادس 6 - بقلم سهام محمود
في الحديقة الخلفية لقصر هلال السيوفي حيث الزينة البيضاء مع اللون الأزرق السماوي و الوردي ممتزجة معه تغطي الحديقة بأكملها مع منصة يوجد فيها كرسيين كبيرين يتسع لشخصين على الجهة اليمنى وضع الكرسي الذي كان باللون الأحمر الخام….و في الجهة اليسرى وضع الكرسي بلون الأزرق الغامق المحيطي.
الأنوار البيضاء تشع من كل مكان في الحديقة و البالونات المعلقة على كل كرسي في كل طاولة و سطح حوض السباحة مغطى به أيضا……في القصر من الداخل حيث تقف حور أمام المرآة و ترتدي حجابها باللون السماوي…فقد إرتدت فستان باللون السماوي المفضل لها و مزين بفصوص من الألماس البراق على منطقة الصدر لينساب بعدها بحرية لأسفل ليغطي قدميها و يلامس الأرض أيضا.
إنتهت من لف حجابها الذي كان بسيط…لم تضع أي شيء على وجهها سوى شفاهها الحمراء بسبب تناولها الشوكولاتة….جلست على طرف السرير لتتنهد للمرة المليون في هذا اليوم….لتفزع من طريقة دخول؟؟…أقصد طريقة إقتحام سارة للغرفة فظهرت أمام حور و كانت ترتدي فستان يشبه فستان حور لكن لونه أحمر مشع و كان جميل جدا و معه حجابه أيضا لم تضع أي مساحيق من التجميل فهي لا تحبها مطلقا مثل حور تماما….و أنهت طلتها تلك بحذاء كعب عالي باللون الفضي لتبدو أطول قليلا.
تحدثت و هي ترى حور جالسة بملل على طرف السرير:
سارة: مش يلا يا حور و لا هتقعدي كدة.
نظرت لقدميها لتجدها حافية لتكمل:
سارة: ولسا ملبستيش جزمتك كمان!!.
حور: لا أصلا معرفش أمشي بيه.
ضحكت سارة: طيب يلا قومي و بطلي لعب عيال يا حور الناس قربت تيجي تحت.
حور بعبوس: والله ما بلعب مش هعرف أمشي خطوة واحدة حتى…عارفة الخطوة؟؟.
قهقهة سارة: عارفاها بس قومي و ألبسيه كدة.
حور: ماشي.
وقفت حور لتخرج من الكيس الأسود حذاء كعب عالي فضي مثل حذاء سارة…إستندت على الحائط لترتديه لتبعد يدها عن الحائط ببطئ…. لتتنهد و نظرت لسارة التي تضع يدها على فمها تحاول كتم ضحكها….عقدت حاجبيها بغضب لتنسى إنها إرتدت الكعب العالي لتمشي نحوها لكن عوضا عن هذا تعرقلت و كانت ستقع إلا إنها أمسكت ب سارة ليسقطا على الأرض معا…نظرا لبعضهما البعض بصدمة مما حدث……إنفجرتا في الضحك الصاخب الذي ملئ أرجاء الغرفة….تحدثت حور بصعوبة من بين ضحكاتها بعد أن إعتدلت:
حور: هو…هو أنا مش قلتلك إني مش هعرف أمشي بيه…و اديكي شوفتي إلي حصل إتكعبلت و وقعنا سوا على الأرض.
سارة: شكلنا بصراحة مسخرة جدا…يلا يلا إخلعيه و خليني أشوفلك حاجة تلبسيها.
حور: ماشي بس خليني أخلع النيلة دا.
نزعت الكعب العالي عن قدماها لتقف و تمسكه بيدها لترفعه و هي تنظر إليه قائلة:
حور: أنا مش عارفة إنتي بتمشي بيه إزاي يا سارة دا بيوجع الرجلين أووي.
أومئت سارة بينما تبحث في أحذية حور:
سارة: أيوة بتوجع بس لازم تلبسيه في بعض الأحيان عشان لبسك يبقى مزبوط يا رورو.
حور بملل: و على إيه ألبسه….جاته نيلة عليه و على إلي إخترعه مش كفاية ست نردين خارمة ودانا بصوت طقطقته طول اليوم في البيت…طق طق طق طق طق لحد ما دماغي أنا إلي طقت.
سارة: هههههههههه خلاص كفاية كلام…شوفي دا كدة؟؟.
حور: ماشي.
أمسكت حور الجذمة من نوع باليه بيضاء من يد سارة لترتديه و من حسن حظها إنه مسطح….سارت به بضع خطوات حول الغرفة بينما ترفع طرف فستانها لتراه بوضوح أكثر…..سألتها سارة بينما تعقد يديها على صدرها:
سارة: هااا إيه رأيك؟؟…كويس؟؟.
حور: مش بطال بس مش مريح زي الكوتشي بردو.
سارة تضع يدها على وجهها: يا بنتي فكك من الكوتشي الله….و يلا بينا ننزل الناس جات تحت كلها شوفي كدة.
توجهت حور نحوها لتقف بجانبها بينما ينظران إلى جميع الحاضرين لتقول بعدم تصديق بينما تحدق بهم:
حور: مش معقول بسرعة كدة؟!!…دي لسا الساعة مجتش 8 حتى!!.
سارة بضحك: ما هي لازم كدة.
إدارت نفسها لتمسك حور من كتفاها و تديرها نحوها لترفع حور نظرها لها لتقول سارة بإبتسامة:
سارة: حور حبيبتي إتني مش هتخلفي بوعدك القديم….الوعد هيتحقق أهوه…إنتي هتتجوزي أسد.
حور بخيبة: متنسيش يا سارة إنه الجوازة دي أصلا بسبب الوصية مش أكتر.
سارة: مش هنسى طبعا….بس إنتي ممكن تخليه يحبك من اول و جديد…حاولي مش إنتي حور إلي تستسلم.
حور بإبتسامة: ماشي هحاول بس بعد الفرح عشان يبقى أحسن.
سارة: ماشي…يلا ننزل.
حور : يلا.
أمسكتا بيد بعضهما البعض ليخرجا من الغرفة و ينزلا من السلم بخطوات متمهلة.
في الأسفل حيث يقف أسد و بجانبه سيف الذا كانا يتحدثان في أمر ما:
سيف: زي ما قلتلك أنا يا أسد مفيش داعي لكل الحراسة دي.
أسد ببرود: سيف أنا قلتلك إيه؟؟.
سيف بملل: حراسة شديدة عشان لو حصل حاجة.
أسد: بس كدة مش محتاج إنه أعيد و أزيد في الموضوع دا.
سيف: ماشي يا كينج….هما البنات إتأخروا لي….
ليصمت سيف بينما ينظر نحو السلم إستغرب أسد من صمت سيف المفاجئ لينظر بحاجبين معقودين في نفس الأتجاه الذي ينظر فيه سيف…لتقع عيناه على شقيقته سارة و حور بجانبها.
أدخل يده في جيب بنطاله الأسود كحركة تلقائية منه بينما ينظر لها….تعلقت عيناه عليها هي و شرد في وجهها الذي يخلو من مستحضرات التجميل نظر إلى فستانها الذي كان قريب من درجة لون عينيها الزرقاء…رفع حاجبه لأنها تبدو كما هي في طول قامتها القصيرة.
سيف الذي صدم من كتلة الجمال التي كانت مثل وردة حمراء جورية….بينما تنزل سارة لمحت سيف لتنظر له…ليغمز لها و على وجهه إبتسامة ساحرة لتخجل هي و تنزل بصرها بسرعة نحو الأرض.
إما حور فكانت منشغلة برفع طرف فستانها لكي لا تتعرقل به أثناء نزولها.
إبتسم أسد بجانبية عندما علم لما تبدو قصيرة بسبب ما ترتديه في قدميها…..أسد كان يرتدي بدلة سوداء كالعادة و عليه قميص أبيض ناصع و لم يرتدي ربطة عنق….و كان قد رفع شعره لأعلى و بدى رجوليا أكثر…..سيف كان يرتدي أيضا بدلة سوداء لكن قميصه كان باللون الأحمر النبيذي و معه ربطة عنق سوداء و رفع شعره لأعلى لينافس أسد في الوسامة.
وقفت حور أمام سيف لتحتضنه و يبادلها الحضن…و إحتضنت سارة أسد ليحتضنها بقوة أكبر منها بقليل…..لتسأله بينما تبتعد عنه:
سارة: هو إنت كلمت ماما يا أسد.
أسد بهدوء: إتصلت عليها كتير بس كان تلفونها مقفول….عشان كدة بعتلها رسالة و أول ما تشوفها أكيد هتتصل علينا.
سارة بحزن: أكيد.
أسد: مش عايزك تزعلي يا سارة النهاردة خطوبتك و لازم تفرحي.
سارة بإبتسامة: حاضر عشان خاطرك يا أسد.
أسد: ايوة كدة هي دي حبيبتي.
دخل هلال و محمد و أحمد إلى القصر ليقول هلال عندما وجدهم واقفين معا:
هلال: يلا يا عيال عشان تلبسوا الخواتم للعرايس و الناس وصلت من بدري و مش عايزين نتأخر.
أربعتهم: حااضر.
خرج أسد و هو ممسك بيد سارة و سيف ممسك بيد حور خلفهم هلال….محمد…احمد….رضوى…نادية و نردين التي كانت غاضبة منذ بداية اليوم.
نظر إليهم جميع الحضور و بدأوا في التصفيق بحرارة و كم تفاجأوا عندما وجودوا سيف يسلم حور لأسد و أسد يسلم سارة لسيف….بدأ الجميع في التهامس لما بينهم عم يحدث….
نظرت حور إلى الحاضرين بتوتر شديد و بدأت بفرك أنامل يديها بشدة حتى أصبحت حمراء و من دون أن تدري كانت تعض على شفتها السفيلة بقوة شديدة….نظر لها أسد ليستغرب من فعلتها هذه و كم غضب عندما رأى شفتيها حمراء و غير ذلك هي تعض على شفتها السفلية…قبض على يده بشدة و أغمض عيناه لوهلة ليفتحهما بحدة ليرفع يده بحركة ما ليأتي خادم و هو يحمل ميكروفون ليقدمه لأسد الذي أمسكه منه ليرفعه إلى مستوى فمه ليبدا صوته الرجولي يدوي في أرجاء المكان:
أسد: أولا مساء الخير…أحب أرحب بيكم في حفلة خطوبة أختي سارة و أبن عمي سيف و خطوبتي أنا و حور بنت عمي….حبيت أعملهالكم مفاجأة و أفأجئكم بكدة و نجحت….سر إني عاوز أخطبها هو أني بحبها….
إستدار نحوها و وضع يده اليسرى في جيب بنطاله ليبتسم لها بجانبية و هو ينظر في عيناها المصدومة…..هي توقفت عن فرك أناملها و توقفت عن عض شفتها لتنظر له بصدمة مما سمعته…كيف يحبها و هو لا يتذكرها حتى؟!!.
أكمل بهدوء:
أسد: هي متعرفش دا في الحقيقة…بس أنا بجد بحبك يا حور و بحبك أووي كمان.
أنزل المايك من يده ليعطيه إلى الخادم…بدأ الجميع في التصفيق بحرارة مرة اخرى…..و سارة و سيف الذين إبتسموا و الجميع معهم….أخرج علبة سوداء قطيفة ليفتحها و يخرج منه خاتم بسيط مرصع بألماس…إما هي لازالت مصدومة….ليمسك يدها اليمنى لتنظر له بينما يضع الخاتم في إصبعها البنصر….لتبدأ رضوى و نادية بالزغاريط التي دوى صوتها في المكان….تحدث سيف و هو يخرج من جيبه علبة حمراء قطيفة و يخرج منه خاتم رقيق و وضع في منتصفه فص ألماس متوسط الحجم و براق:
سيف بإبتسامة: دورنا إحنا بقى ولا إيه؟.
خجلت سارة لتومئ بينما هي منزلة رأسها ليمسك بيدها اليمنى و يضع الخاتم في إصبعها البنصر….ليصفقوا لهم أيضا بحرارة…..جلس سيف و سارة على الكرسي الأحمر…..إما أسد و حور في الكرسي الازرق.
بدأ الحضور في التقدم لهم و يباركوهم….كانت حور تبتسم إبتسامة صفراء لهم و هي تصافح النساء التي يباركون لها بينما تقول لنفسها:
حور: هو دا غبي؟!!…إزاي بيقول كدة قدام الناس إنه بيحبني و هو أساسا مش مفتكرني حتى؟!!…هو أكيد بيقول كدة عشان مظهره قدام الناس عشان ميعرفوش إنه هيتجوزني بسبب وصية عمي الله يرحمه….يلا مش هطول كتير هي يا دوب تمر الست شهور القانونية بتاعت الجواز دي و بعدها نتطلق.
نظرت لسارة و سيف لتجدها خجلة جدا بينما سيف يتغزل بها و يبتسم على خجلها لتضحك بخفة عليهم….تنحنح أسد قليلا لتنظر له بإستفهام ليميل عليها و يقول بإبتسامة بينما هي بدأ تنفسها يضطرب و دقات قلبها أصبحت أسرع لتشك إنها قد وصلت إلى مسامعه:
أسد: إضحكي شوية عشان الناس و متكشريش كدة.
نظرت له عاقدة حاجبيها…ليرفع حاجبه لتتنهد ثم تبتسم إبتسامة صفراء وقع نظره على شفتيها الحمراء لتتبدل من الهدوء إلى الحدة لتستغرب هي من تحوله السريع هذا…وجدته يخرج من جيب سترته منديل و يمده لها لتهز راسها له بمعنى…ماذا؟!!…ليتحدث بحدة خفيفة لا تسمعها إلا هي:
إمسحي إلي في بوقك دا و بسرعة.
حور ببلاهة: بس انا مكلتش ولا شربت حاجة عشان أمسح بوقي.
أسد بحدة: قلتلك إمسحي الأحمر دا ولا إمسحه أنا على طريقتي؟؟.
حور بعفوية: والله ما في حاجة حتى بص أهوه…
أمسكت منه المنديل لتمسح به شفتيها و تريه أياه ليعقد حاجبيه بإستغراب لأنه كان نظيف ليسأل بإستغراب:
أسد: إومال هي حمرا كدة لييه؟؟.
حور ببساطة: أصل أنا لما أكل شوكولاتة شفايفي بتبقى حمرا.
أسد: لييه؟؟.
حور بإبتسامة: وراثة من جدتي الله يرحمها.
أسد: ماشي.
مضت الحفلة على خير…..لتصعد سارة و حور كلا منهما على غرفتها لتبديل ثيابهما بينما أسد و سيف تمددا على كراسي المسبح البيضاء كان أسد نزع حذائه و جاكيت بدلته و طوى أكمام قميصه إلى النصف ليظهر ساعديه القويين واحد تحت رأسه و الأخر على صدره…..سيف الذي نزع حذاءه و جاكيت بدلته و حرر عنقه من ربطة العنق السوداء.
كانا هما الأثنين في وضع صامت ليتحدث سيف :
سيف: هو مش الفرح هيتعمل في القصر ولا إيه نظامك يا كينج؟؟.
أسد بهدوء: أكيد يا سيف عشان جدك.
أومئ سيف له بصمت ليعودا إلى وضعهما الصامت مرة إخرى.
…. ………………………………..
في الأعلى**
حيث غرفة حور….التي كانت تقف أمام المرآة و تنزع الحجاب عن رأسه لتتنهد بضيق لتذهب نحو الحمام و تنزع فستانها لتستحم و تخرج و هي مرتدية منامة سوداء مرسوم عليها نجوم صفراء لتمسك إسدالها و سجادة الصلاة و ترتدي إسدالها و تضع الحجاب فوق شعرها المبلول الذي ينقط ماءا…..بدأت فرضها لتنتهي من أدائها بعد فترة لتنزع الأسدال عنها و تمسك السجادة و تضعهم في رف الخزانة….جلست على طرف السرير لتمسك بمنشفة وردية اللون و تبدأ بتنشيف شعرها الطويل….إنتهت بعد خمس دقائق لتذهب إلى الشرفة و تفتح بابها و تغلقه خلفها….إرتعش جسدها بخفة من نسمة الهواء الباردة الجميلة لتغلق عيناها بخفة مستمتعة بها….فتحتها لتتنهد لتجلس على الكرسي المفضل لها و رفعت قدميها نحو مستوى صدرها و لتمد اصبعها السبابة نحو عينها اليسرى لتخرج العدسة الطبية و كانت ستضعها في علبتها لكن طارت من على طرف أصبعها في الهواء لأعلى….عاليا جدا!!!.
إنصدمت هي لتتنهد بيأس لتغلق فتحتة علبة العدسة…كتفت يديها نحو صدرها لتبدأ الرياح بالهبوب و تطير خصلات من شعرها بخفة لتغلق عيناها لوهلة و تفتحها مرة إخرى لتتذكر الحادث الذي غير حياتها بالكامل.
Back#
عندما كانت حور تبلغ 15 عاما و أسد 19 عاما.
في يوم بارد من أيام فصول الشتاء حيث في الطريق السريع سيارة مسرعة جدا يقودها أسد بغضب لتقول له حور بخوف:
حور: أسد إهدى طيب و خفف السرعة.
ظل أسد صامت بينما رمقها بنظرة غاضبة لتبتلع ريقها بتوتر من نظرته تلك…بدأ المطر الغزير بالهطول و رعدت السماء بصوت يهزها لتضيئ السماء و تنطفئ من شرارات البرق الصاعقة….إرتجف قلب حور بقوة لتغمض عيناها بقوة و تفتحها لتتحدث برجاء:
حور: أرجوك يا أسد هدي السرعة الدنيا بدأت تمطر و الشوارع هتبقى متزحلقة.
نظر لها أسد عيونه حمراء مثل كتلة من الجمر و ملامحه سوداوية لتضيء السماء من خلفه و ترعد لترتعب حور من شكله لتتحدث بصعوبة:
حور: خلاص يا أسد والله و ما هعمل كدة تاني خلاص.
صرخ أسد لتجفل: انا قلتلك متروحيش لوحدك ابدا إيه إلي خلاكي متسمعيش كلامي؟؟.
لم ترد عليه حور فقط بقيت صامتة ليصرخ بها بينما يضرب المقود لتخاف أكثر:
أسد: إتكلمي…إيه إلي خلاكي تعصي أمري و تطلعي؟؟.
حور ببكاء: والله يا أسد أخر مرة بس متصرخش عليا إنت كدة بتخوفني منك.
لتبدأ بالبكاء بصمت لينظر لها تنهد بغضب أغلق عيناه بقوة لوهلة ليفتحها ثم تحدث بهدوء عكس الغضب الذي في داخله:
أسد: خلاص متبكيش.
حور: إنت خوفتني اووي.
أسد: ما هو بسببك إنتي إلي مسمعتيش الكلام من الأول…قلتلك متروحيش و أنتي طنشتيني كالعادة و شوفتي إيه إلي كان هيحصلك بسبب تهورك؟؟.
حور بأسف: أسفة مش هعيدها تاني وعد يا أسد.
أسد بتحذير: وعد إنها تكون أخر مرة؟؟.
حور بمرح: وعد لمدة سنتين بس.
أسد متنهدا: ماشي يا حور.
ضحكت حور لتصفق بطفولية ليضحك عليها أسد بصمت ثم فجأة ظهرت أمامهم سيارة نقل من العدم لتصرخ حور منبهة أسد:
حور بخوف: أسد حاسب!!.
فزع أسد لظهور سيارة النقل أمامه ليحاول أن يتفاداها لكن الوقت نفذ منه لأنه إقترب من الأصتدام بها ليجد حور تحاوط جسدها الصغير بجسده الكبير ليمسك بها يريد إبعادها لكن همست حور له في إذنه:
حور: بحبك.
إنصدم بشدة….لتصتدم السيارتان ببعضهما و أرعدت السماء بصوتها القوي و إزداد هطول المطر بقوة أكبر لتضيء السماء بشرارة ضوء هائلة .
في المستشفى حيث يقف الجميع قرب باب العمليات في الردهة بتوتر شديد بينما رضوى تبكي و سيف إبنها يهدئها….تحدث سيف والد أسد بعصبية:
سيف: إتأخروا كدة ليه دول جوى.
محمد مهدئا: إهدى يا سيف مش كدة.
سيف: عايزني اهدى إزاي و هما بقالهم جوى أوضة العمليات يجي أكتر من خمس ساعات يا محمد.
محمد: حاسس بيك والله و متنساش إنه بنتي في العمليات بردوا.
أومئ له سيف بتوتر شديد بينما يقطع الردهة ذهابا و إيابا….لتفتح أبواب غرفة العمليات و يخرج منها طبيب و طبيبة ذهب محمد و سيف نحوهم بسرعة ليتحدث سيف بقلق:
سيف: خير يا دكتور إبني عامل إيه؟؟.
الطبيب بأسف: المريض خد ضربة قوية جدا في راسه إتسبب في نزيف داخل المخ بس قدرنا نسيطر عليه في الوقت المناسب الحمد لله…عنده شوية كسور قدرنا نعالجها و لولا إنه البنت كانت عاملة حاجز كان وضعه هيبقى أخطر من كدة.
محمد بصدمة: يعني إيه؟؟!!.
الدكتورة: قصده إنه المريضة حمته من أضرار الحادث إلي كان ممكن بسببها يموت.
محمد بقلق: طيب و بنتي أنا؟؟.
الدكتورة: المريضة دلوقتي إتعرضت لشرخ في العمود الفقري هيأثر على حركة رجلها الشمال و هيتعالج بالعلاج الطبيعي…عندها كسر في إيدها اليمين و نزيف داخلي قدرنا نوقفه دا غير ضربة قوية في منطقة خلف الراس ممكن تخليها تدخل في غيبوبة لمدة إسبوع و اكتر لانها بتعيش صدمة ما بعد الحادث.
إزداد بكاء رضوى أكثر و محمد لم يستوعب الصدمة ليستند بيده على الحائط و سيف الذي كان لا يقل شيئا عنه….تحدث سيف بنبرة مهزوزة:
سيف: طيب يا دكتور هو إحتمال يدخل في غيبوبة هو كمان؟.
الدكتور يومئ: دا إحتمال كبير يا فندم لانه الضربة مكنتش هينة دا بيعرضه كمان إنه يتعرض لفقدان ذاكرة جزئي.
سيف مستفهما: يعني إيه مش فاهم؟.
الدكتور: يعني إنه الأنسة إلي كانت معاه في الحادث مش هيبقى فاكرها نهائي بس الكلام دا عشان نثبته لازم يفوق الأول و بعدين نتأكد…الحمدلله على سلامتهم و عن إذنكم.
رحل الدكتور و الدكتورة ليخرج بعدها أسد على السرير النقال ليأخذوه إلى غرفة عادية في نفس الطابق…و بعدها بدقيقة خرج سرير أخر و عليه حور و وضعوها في غرفة بجانب غرفة أسد.
بعد ثلاثة أيام**
طيلة الثلاثة ايام التي مضت لم يستيقظ ايا من حور و أسد…بينما يجلس سيف…سارة…و والدته بجانبه في الأريكة الموجودة في الغرفة….بينما سيف يقف بجانب أسد الذي بدأ بتحريك أنامل يده تحرك سيف مسرعا نحوه و طلب الطبيب من زر الاستعلامات….فتح أسد عيناه بصعوبة ليغلقها لتعتاد عيناه على الضوء ليفتحها بعد برهة ليتحدث بصوت مبحوح بعد أن رأى سيف:
أسد: بابا أنا فين؟؟.
سيف: إنت في المستشفى.
أسد: مستشفى؟؟!!.
سيف: أيوة.
دخل الدكتور و بدأ بفحص أسد ليتحدث سائلا إياه:
الدكتور: حاسس بايه دلوقتي يا أسد؟؟.
أسد: حاسس بصداع و جسمي كانه متكسر.
الدكتور: طيب إيه اخر حاجة فاكرها.
اسد: فاكر إني كنت بسوق العربية بسرعة و فجأة طلعت قدامي عربية نقل كبيرة.
الدكتور: طيب كان في حد معاك في العربية.
أسد نافيا: لا مكانش في حد معايا خالص كنت لوحدي.
الدكتور: الحمد لله على السلامة يا أسد و شد حيلك كدة…سيف بيه ممكن دقيقة.
سيف: ماشي.
خرج الدكتور يتبعه سيف من الغرفة ليدخلا إلى غرفة حور التي كانت خالية عدا حور التي كانت ما تزال نائمة..فقد تركتها والدتها و والدها لكي يؤديا صلاة العصر…سأل سيف الدكتور بشك:
سيف: إيه دا يا دكتور؟؟.
الدكتور: اسد إتعرض لفقدان ذاكرة جزيء و الدليل إنه مش فاكر البنت إلي كانت معاه في الحادث.
سيف: مش هيبقى فاكر حاجة خالص عنها؟؟.
الدكتور يومئ: للأسف أه يا سيف بيه.
في هذا الوقت كانت حور تسمعهم لكنها غير واعية لم تستطع تحريك جسدها لأنها في غيبوبة لكنها كانت تسمعهم بوضوح.
وضعت حور يديها على إذنيها بسبب الكلام الذي عاد يتردد في صدى عقلها لتهز رأسها بعنف و تغمض عيناها بقوة بينما تبكي بصمت….كالعادة!!.
لم تستطع إن تكتم بكاءها اكثر لتشهق بخفة و تضع يدها على فمها بينما تبكي بشدة….كلما تذكرت حديث الطبيب بينما يحادث عمها كانت تبكي كأنها تبكي لاول مرة….فليس من السهل عليها ان تنساه هكذا…ف هو حب طفولتها في النهاية.
هدأت قليلا لتبدأ بمسح دموعها بأكمام منامتها السوداء….أخذت تتنفس بهدوء لكي تعيد ضربات قلبها السريعة إلى هدوئها مرة أخرى لتقول لنفسها متمتة:
حور: خلاص يا حور كفاية زعل كدة و بطلي عياط على واحد مش فاكرك من الأساس و هو ميستاهلش من الاول.
إبتسمت لترجع رأسها للخلف و تعقد يديها اسفل صدرها و تنظر إلى السماء باحثة بنظرها على القمر لكنها لم تجده لتعبس بخفة……مرت عليها نسمة هواء عليلة لتغمض عيناها و تتنفس منه لتعبئ به رئتيها و تطلقه بخفة من فمها….فتحتها مرة إخرى لترى بومة ملونة تطير في السماء و تصدر صوتا لتهبط على غصن من أغصان الشجرة التي كانت قريبة من شرفة غرفة حور….نظرت حور في عينا البومة الصفراء التي تشبه عينها لتبتسم و تقول بهمس:
حور: حاجة حلوة إنك تلاقي حاجة تشبهك في أصغر التفاصيل…حتى لو كانت بومة حلوة زي كدة.
وقفت بعد أن طارت البومة مرة اخرى محلقة في السماء بحرية لتدخل إلى غرفتها و تذهب إلى سريرها قافزة عليه و تركت ابواب الشرفة مفتوحة لتدخل هواءا لها و تنظر إلى السماء المليئة بالنجوم بينما تحتضن وسادة ما…لتنغلق عيناها ببطئ و تنسحب روحها إلى عالم الاحلام.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حور الاسد) اسم الرواية