رواية غدر الزين الفصل السابع 7 - بقلم مروة محمد
الفصل السابع
في المعهد بعد التفات خلود خلفها وصدمتها من وجود زين اغمضت عينيها حتي كادت تسقط امسكها زين من خصرها واوقفها امامه ونظر لها نظرة وعيد قائلا
=روحي اسبقيني علي العربيه.
تلعثمت وقالت=ز ى ن الموضوع مش زى ما انت فاهم.
جز زين علي اسنانه وقال
=قلتلك اسبقيني علي العربيه.
هزت خلود راسها بخوف وقالت
=حاضر
ركضت خلود في اتجاه باب المعهد لتخرج منه ولكن استوقفها صوت زين الجهوري قائلا
=خلوووود.
ارتعشت ونظرت خلفها ورمشت بعيونها وقالت
=ن ع م.
نظر بقسوة لها وقال
=طب انتي عارفه لو خرجت وملقتكيش برا هيحصل ايه.
هزت خلود راسها وقالت
=عاارفه
هز زين راسه بقوة قائلا
=تمام …روحي …يااالا.
بعد خروج خلود من المعهد التفت زين الي هلا وحسام ونظر لهم نظرة استحقار واقترب من حسام وقام بلكمه عده لكمات حتي سقط حسام علي الارض وسقط معه رسوما كاركتيريه …حيث كانت هوايته …كاد زين ان يكمل ضرباته لحسام الا انه راي من بين احدي الرسوم الكاركتيريه صورة لخلود وهيا بالتنورة القصيرة …تلك التنورة التي كانت السبب في حرقه لكافه ملابسها…حاول حسام الدفاع عن نفسه قائلا
=اييييه ….في ايه ….ابعد …مين ادالك الحق تمد ايدك عليا؟
ازدادات ضربات زين لحسام وكان يقول من بين ضرباته
=الضرب ده للي يحاول يلمس حاجه من ممتلكات زين السرجاني.
صرخت هلا بسبب نزيف حسام مما ادي الي اندفاع امن المعهد واخذهم جميعا وتسليمهم الي شئون الطلبه…دخل الي مكتب شئوون الطلبه كلا من هلا وزين ووحسام ….جلس زين علي الكرسي المقابل لوكيل شئون الطلبه …ما ان راي ذلك وكيل شئوون الطلبه حتي نهض لكي يهين زين بسبب جلسته اللا مبالايه…اخرج زين من جيب جاكيت بدلته بطاقه هويته ورماها علي سطح المكتب للوكيل الذي سرعان ما راي الاسم ابتلع ريقه وقال
=اسف يا زين باشا…خير حضرتك ..ايه المشكله وانا احلهالك.
اعتدل اسر في جلسته واشار علي حسام قائلا
=الزباله ده بيعاكس مراتي.
شهق وكيل الطلبه قائلا
=بقا ملقيتش غير مرات صاحب المعهد وتعاكسها؟ثم نظر الي زين مستفهما
=مين مرات حضرتك؟
رد عليه زين بجمود قائلا
=خلود الجويلي.
استغرب وكيل الطلبه من الاسم فهذه خلود المشاغبه كيف لها ان تظفر بزين السرجاني …استغرب زين تباطا حديثه ونظر له فرد عليه وكيل شئون الطلبه وقال
=اللي حضرتك عايزني اعمله فيه انا تحت امر سيادتك.
هز زين راسه قائلا
=يشيل مادتين ويبقا يوريني لو فلح في الباقي.
ثم نهض زين وتوجه ناحيه الباب ثم التفت قائلا
=كلامي يمشي …واه الانسه هتيجي معايا وانا خارج …هيا ملهاش علاقه
خرج زين وخرجت هلا خلفه وقف في بهو المعهد وقال لها
=ياريت خبر اني مالك المعهد ميتقالش لخلود.
هزت راسها متفهمه وقالت
=حاضر…بس كنت حابه اوضح لحضرتك حاجه.
نظر لها ببرود وقال
=وضحي
تلعثمت قائله
=خلود كويسه اوى…بس هيا طايشه حبتين…مش عارفه بحس كتير ان عقلها صغير…مبتحسبش لتصرفاتها كويس…فالبراحه عليها .
نظر لها باستهزاء وقال
=هيا عينتك المحامي بتاعها.
هزت هلا راسها بالنفي قائله
=لا …بس انا خايفه عليها
ضرب يده كفا علي كف وقال
=اللي يعرف خلود زىى يستغرب ازاي مصاحبكي
ابتسمت هلا بمرارة وقالت=متستغربش…ولو استغربت يبقا انت كده متعرفش خلود…خلود اطيب واحده عرفتها في حياتي…خلود بتقاسمني مصروفها واكلنا هنا ما بين المحاضرات ومواصلاتنا كمان.
اندهش زين لما تقوله وقال
=ازاي يعني ؟وهيا كمان اللي بتدفعلك مصاريف المعهد؟
هزت هلا راسها بالنفي وقالت بمرارة
=لا طبعا انا داخله هنا بمنحه.
استفسر منها وقال
=طب وخلود.
مطت شفتيها وقالت
=معرفش تقريبا واسطه…هيا نفسها متعرفش.
هنا تاكد زين انا الواسطه هيا امه فلمعت في عقله فكرة خبيثه لمعاقبه خلود بأن يمنعها من دخول المعهد …وانه لا ينوى علي رجوعها معاقبه لها علي افعالها.
افاق من شروده علي صوت هلا تترجاه وتقول
=ممكن اشتغل اي شغلانه عند حضرتك في الشركه اساعد بيهم في مصاريف علاجي امي …انا عارفه انكم مبتشغلوش غير اوائل الخريجين .
استوقفها قائلا بسرعه
=موافق …تعالي معانا عشان اوصلك …وزى ما اتفقنا خلود متعرفش اني املك المعهد…ولو عرفت اعتبرى نفسك مفصوله من الشركه والمعهد.
هزت هلا راسها متفهمه وبطاعه وقالت
=حاضر
توجه زين وخلفه هلا الي خارج المعهد ليجدوا خلود مستنده علي حافه السيارة تنتظر زين وعقابه توجه اليها زين وما ان راته احست ان الارض تدور من تحتها…الذي خفف من حده خوفها وجود هلا من خلفه…فتح زين سيارته الخلفي وبصوت اجش موجها حديثه الي هلا
=اركبي.
ركبت هلا ومن شده خوف خلود ركبت بجانبها ليصرخ بها زين ويضرب بيده علي مقود السيارة قائلا
=خلود تعالي هنا…مشيرا الي المقعد الذي بجواره.
اضطربت خلود وفتحت باب السيارة بسرعه وتوجهت للصعود بجواره لتتوقع في اي لحظه ان يفتح باب السيارة ويقذفها …في البدايه ساد جو من الصمت لان هلا كانت خائفه من تهديدات زين لها …اما خلود فكان يأكلها الفضول لمعرفه اسباب وجود هلا معهم …اراد زين اراحه فضولها ففتح تابلوه السيارة واخرج منه رزمه من الاوراق النقديه واعطاهم لهلا بدون ان يلتفت لها قائلا بتكبر
=الفلوس دي يا هلا هاتي بيهم لبس محترم تشرف شركتي اللي هتشتغلي فيها.
ابتلعت هلا ريقها بمرارة وقالت
=شكرا زين باشا…امتي اقدر ابتدي الشغل عند ساعتك؟
رد زين بصلابه
=بكره …اليوم اللي فيه معهد تخلصي محاضرات وتيجي فورا…ونظر الي خلود باستحقار وقال
=واليوم اللي مفيهوش محاضرات تيجي من بدرى.
ثم رفع سبابته قائلا
=ومش حابب افكرك اني شغلتك عندي قبل ما تتخرجي وده مش بعمله مع حد …لولا اني شايف انك محترمه وادها مكنتش فكرت اخليكي تدوسي عتبه شركتي…لكن لو حصل غلط منك هيبقا شغلك وشهادتك ضاعوا منك
في هذا الوقت كانت خلود ترتعش لحديثه مع هلا ثم انتفضت علي صوته وهو يقول
=فاهمه يا هلا؟
هزت هلا راسها وقالت
=حاضر.
عزمت خلود امرها في مشاركه هلا الحديث وليفعل بها ما يشاء طالما العقاب لن يحدث الان …التفت الي هلا قائله بسعاده
=مبسوطه اوى يا هلا انك هتشتغلي.
ثم نظرت له بطرف عينيها وقالت
=ياريت انا كمان زين يرضي يخليني اشتغل معاكي.
ردت هلا بارتباك وقالت
=لا يا خلود …انتي مش محتاجه زيى.
صعقت خلود من رد هلا الجاف وقالت
بس انتي عارفه من زمان اني بحب اشتغل ومش علشان الفلوس عشان مبطيقش قعده البيت.
لاحظت هلا وجوم زين من مراءة السيارة فارتجفت واحست انه من الممكن ان يحرق السيارة بهم فقاطعت ثرثرة خلود قائله
=خلاص يا خلود ..كفايه كلام …انا مصدعه
نظرت خلود بصدمه لهلا فاخفضت هلا بصرها الي الاسفل وفي هذه اللحظه توقفت السيارة فرفعت هلا بصرها لتجد نفسها في المنظقه التي تسكن بها فهبطت من السيارة وقالت
=شكرا يا مستر زين.
وتوجهت نحو باب خلود لتطيب خاطرها قائله
=خلود انا.
ولكن بترت عباراتها حينما ذهب زين بسيارته مسرعا بعيدا عنها …وضعت هلا يدها علي وجهها تبكي علي صديقتها ومصيرها المميت مع زين…انطلق زين بسيارته مسرعا بجنون حتي انه استمع الي نبضات قلب خلود بجواره فاراد ان يزيد من خوفها قائلا
=عارفه رايحيين فين؟
نظرت خلود له بذعر وخوف وهزت راسها بالنفي وقالت
=لا…بس ارجوك خفف السرعه شويه كده هنموت.
لم يعير لقلقها اي اهتمام وصرخ في وجهها قائلا
=تموتي لوحدك …انا غلطان ان رابط اسمي بواحده مش مناسبه ليا اخلاقيا ولا اجتماعيا…واحده وضيعه وزباله وحقيرة.
صرخت جلود في وجهه قائله
=وغلطت ليه وربطت اسمك بواحده زيي …ومتقوليش عقاب …انت لو عايز تعاقبني هتعاقبني من غير ما تتجوزني.
توقفت سيارة زين بمكان خالي من الناس فظنت خلود ان السيارة بها عطل ولكن خاب ظنها عندما راته فتح باب سيارته وهبط منها وتوجه الي بابها ليفتحه بغضب وامسكها من ياقه جاكيت بدلتها ورماها علي الارض ووقعت خلود علي ركبتها وجرحت…لم يكتفي بذلك فامسكها من يدها واوقفها بشده حتي دابت جميع اصابعها في يده ثم نظر الي كلتا يديها ليتفاجئ بعدم وجود الخاتم الذي يدل علي رابط الزواج …نظر اليها يدها بقوة وضغط علي جميع اصابعها وقال
=ايه ده…فين دبلتك يا هانم؟اقولك انا الهانم مش عايزة حد يعرف انها اتجوزت عشان تدور علي حل شعرها وتلعب الرجاله علي صوابعها.
صدمت خلود من كلامه وقالت
=لا محصلش …انا مش بكلم حد ولا ماشيه مع حد …وبعدين تعالي هنا انتي من امتي وانت بتهتم بدبله …انا من يوم ما اتجوزتك وانا قالعها وعمرك ما لاحظت ده…احب افكرك انك عاملتيني كاني جاريه مش من حقها تختار حاجه حتي دبلتها عاملتيني باحتقار بعتلي . الجواهرجي بيتنا استلم منه شبكتي من غير اعتراض حتي فستاني بعته الفندق ولعبت كل حقوقي …جاي دلوقتي تهتم بدبلتك
هزها بعنفها وامسكها من راسها وقال
=لا ياخلود انا لا يهمني دبله ولا انتي تهميني….انا اللي يهمني شكلي قدام الناس يقولوا ايه لما يشوفوا مرات زين السرجاني واقفه بتتمايص في المعهد مع واحد رسام كاركتير؟
نظرت له خلود بصدمه كيف له ان يعرف ان حسام رسام كاركتير …اغمضت عينها وقالت بمرارة
=كنت من الاول اختار واحده مناسبه ليك…انا مجتلكش لحد عندك وقلتلك اتجوزني …طالما مشرفكش …سيبني وطلقني احسنلك .
رد عليها من بين اسنانه قائلا بغيظ
=قلتلك ميت مرة طلاق مش هطلق …اه ولعلمك مرواح المعهد بعد كده مفييش.
دفعته خلود بعيدا عنها قائله
=مستحيل …انت متقدرش تمنعني…وبعدين انت مش عايز واحده تشرف سيبني اتخرج عشان اشرفك.
ابتسم زين بسخريه وقال
=تتعلمي!انت اخده المعهد حجه عشان تطلعي وتنزلي علي كيفك
ردت باعتراض
=محصلش …ده تهيؤات في دماغك …وان كان علي الساعه الزفت اللي جتلي فيها المعهد…الدكتور اعتذر عن اخر محاضرة…فقلت اقعد استناك.
ضحك زين بسخريه قائلا
=انتي مصيبه…بس للاسف انا عرفت ان امبارح مكنش في محاضرات والنهارده اخر محاضرة تخلص الساعه 3
شهقت خلود مما سمعته وقالت
=هلا اللي قالتلك صح؟
ابتسم زين بسخريه وقال
=هو انتي مفكرة اني شغلتها عندي عشان تجيبلي اخبارك…صحيح الزباله بيفكر كل الناس زباله زبه.
تنهدت خلود وقالت
=اومال عرفت منين
نظرة لها نظرة استهزاء وقال
=من شئون الطلبه ساعه ما كنت بقدم لك طلب انك مش هتحضرى الا الامتحانات.
اعترضت خلود وقالت
=لا بقا …حرام عليك…كده كتير اقسم بالله …تعرف حلال اني بكذب عليك …عارف ليه لان من يوم ما اتجوزنا وانت معندكش ثقه فيا .
مط زين شفتيه قائلا
=ثقه!عايزاني اثق فيكي انتي …طب ازاي؟وانتي كل يوم بتثبتيلي انك سافله ووضيعه وحقيرة…انا اللي عندي قلته مرواح المعهد مفيش .
صرخت خلود وقالت
=انت ايه يا اخي …جبروت …مفيش حد يوقفك…اعمل معاك ايه عشان تسيبني …زي ما انت زهقت مني انا كمان زهقت منك ..واخرتها هسيبك واطفش واعملك فضيحه.
ابتسم بسخريه وقال
=هتروحي فين لوالدتك المحترمه اللي ضربتك وحبستك عشان رفضتي تتجوزيني وهدديتها انك برضه هتطفشي وتعمليلهم فضيحه.
انفرجت شفتي خلود وقالت
عرفت منين.
ابتسم زين باستهزاز وقال
=امك المحترمه قالت لوالدتي انا غلطانه اني ضربتها وحبستها عشان تتجوز ابنك الفضيحه كانت اهون من الظلم اللي بنتي بتشوفوه.
ثم استطرد قائلا
=طالما بتهدديني يبقا انا هعملها فيكي قبل ما تعمليها فيا
تنفست خلود الصعداء وقالت
=اخيرا هتسيبني ؟ امتي بقا؟ياريت قريب عشان انا زهقت.
نظر لها بصرامه وقال
=وبكره ليه احنا فيها.
تحولت ابتسامه الفرحه التي علي وجه خلود الي انقباضه خاصه عندما سمعته يكمل حديثه ويقول
=اظن مفيش احسن من ده مكان اسيبك فيه …مكان يليق بيكي وبكلاب السكك اللي زيك.
نظرت خلود حولها بخوف ثم ارجعت بصرها اليه وجدته يتجه نحو السيارة ليصعدها ركضت خلفه وقالت برجاء
=خلاص يا زين …ارجوك …اخر مرة
تعالت شهقاتها وصريخها قائله
=مش هكذب عليك تاني …والله توبه…ارجوك انا مهما ان كان مراتك …متسيبنيش يا زين
ولكن زين مثل الصخر ذهب بسيارته وتركها وحدها …اوقف سيارته في منطقه قريبه من المنطقه التي تركها بها واسترجع كل ما حدث وضرب علي مقود سيارته وتاكد انها علي حق وان زواجه بها خاطئا …ولكن عليه الرجوع لها حتي لا يصيبها اذي وسيكون في وجهه بالاخير لانها زوجته…ادار سيارته ورجع اليها وجدها بنفس المكان الذي تركها به نظر اليها وجدها نائمه علي الارض منكمشه وترتعش رغم شده الحرارة…ضرب زامور السيارة لكي تقوم وتصعد الي السيارة ولكن دون جدوى فاضطر للنزول اليها فوجدها شبه مغيبه اضطر لحملها فتشبثت بياقه قميصه ودفنت وجها في عنقه قائلا
=متسيبنيش يا زين
تنهد زين بنفاذ صير ووضعها بالسيارة واتجه ليركب فوجد يده ملطخه بالدماء من اثار جرح ركبتها فاحضر علبه الاسعافات وضمد ركبتها المجروحه وهنا فاقت من تاثيره انامله الخشنه علي الجرح فتاوهت وامسكت يده لتشكره قائله
=شكرا يا زين…واسفه علي كل حاجه عملتها معاك…شكرا انك مسيبتينيش في المكان ده لوحدي …ومهونتش عليك…اوعدك انا معنتش هعمل حاجه تضايقك.
نزع زين يده من يدها ونظر الي الامام وقال
=علي فكرة انا رجعت اخدك عشان ميحصلش حاجه وانا اللي هضطر ادفع تمنها …لو عليا انا معنتش طايقك …وجودك بقا علي الهامش…تقعدي في الفيلا زيك زى اي رجل كرسي …ومتنظريش مني اعامله كبني ادمه وليها حقوق …لانك عمرك ما هتقدرى تقومي بواجباتي ناحيتي.
هزت راسها باستسلام وسندت راسها علي باب السيارة وتركت لدموعها العنان ان تنزف علي ما فعلته بنفسها وبه …
في النادي ظلت ياسمين تنتظر هاجر طويلا لكي تاتي وتعتذر لها وبالاخير ظهرت ولكن لم تعير ياسمين ادني اهتمام تذمرت ياسمين ورحلت من النادي وهيا تنظر لهاجر نظرة وعيد لها ولخلود ولكن هاجر لم تكترث الي هذه النظرة وظلت علي عنادها…عادت ياسمين الي الفيلا لتجدها خاليه لا يوجد بها احد الا نهي…دخلت عليها بكل برود قائله بتكبر
=زين رجع؟
نهضت نهي باحترام ترد عليها قائله
=لا …وخلود كمان لسه مرجعتش.
مطت ياسمين شفتيها وقالت
=مسالتكيش عليها علي فكرة…انا سالت علي ابني …انا كل اللي يهمني اولادي…انتو ميفرقش وجودكم بالنسبه ليا.
هزت نهي راسها بادب وقالت
=عن اذن حضرتك…هطلع اشوف خليفه لو محتاج حاجه.
صعدت نهي الي جناحها وظلت ياسمين تتاكل من الغيظ …رجع زين وخلود الي الفيلا…هبط من السيارة وذهب باتجاه الفيلا…فاضطرت اسفه ان تهبط من السيارة ببطء بسبب ركبتها وظلت تعرج وتتالم بها وهي تسير خلفه…دخل زين الي الفيلا قبلها وانتظرها حتي تدخل ليفاجئ بامه جالسه في بهو الفيلا تضع ساق علي ساق وتنظر لهم نظرة استهزاء …الق زين علي امه التحيه قائلا
=مساء الخير يا امي.
ردت امه ببرود
=ما لسه بدرى.
تمتم بكلمات لم يتجرا ان يتحدث بها امام امه ثم رد ببرود وقال
=خير يا امي …كنتي منتظراني… في حاجه؟
كانت خلود في حاله تعب شديده اضطرت ان تستند علي اقرب كرسي امامها لحين انهاء حديثه مع امه ليامرها بالصعود ولكن تفاجئت من رد ياسمين الصارم قائله
=الحقيرةام الزباله اللي انت اتجوزتها جت النادي وما اعتذرتش رغم تهديدي وتهديدك.
نظر زين الي خلود بصلابه وقال
=اوامرى متنفذتش ليه؟
نهضت من علي الكرسي واستندت علي الحائط وكادت ان ترد ولكن انقذها من الموقف هبوط نهي التي ما ان راتها حتي شهقت لحالتها قائله
=خلووووود…مالك يا حبيبتي …ايه اللي جرالك ؟ مين عمل فيكي كده
ارتمت خلود في احضان نهي قائله
=مفيش حاجه …متقلقيش …انا بس وقعت علي رجلي في المعهد.
ربتت نهي علي ظهر خلود بحنان كحنان الاخت وقالت
الف سلامه عليكي يا حبيبتي …اقعدي عشان متتعبيش .
امتثلت خلود لكلام نهي وجلست …هنا صرخت ياسمين علي خلود وقالت
=وليكي عين تقعدي يا زباله …قومي …ردي علي جوزك وقوليلي ليه الزباله امك معتذرتش.
قاطع زين والدته قائلا
=امي اظن انا بس اللي امرها تقعد ولا تقف وانا كمان اللي اقدر اجبلك حقك منها ومن امها …ثم نظر الي خلود بغضب قائلا
=اظن انا سالت سؤال وسيادتك مردتيش …ليه؟
نهضت خلود وردت بانكسار قائله
=والله امبارح روحتلها البيت وكلمتها واسترجتها كتير …بس مش عارفه ليه بتعمل فيا كده.
هز زين راسه بعصبيه وقال
=يعني امك بتتكبر علينا؟
رفعت راسها بدموعها وقالت
=اكيد لا .
رد عليها بعنجهيه قائلا
=لا ازاي …لما امك يجيلها امر مني عن طريقك تعتذر لامي وتروح النادي وتتكبر تتاسف لامي اسميه انا بقا ايه …هاااا؟
قالت برجاء
=ارجوك مدخلنيش بحاجات امي عملتها…حاسبني انا علي عمايلي وبس.
هز زين راسه بغضب وقال
=تمام انتي ملكيش دعوى …انا بقا هعرفها مقامها…هخليها تتمني بس تعتذر لوالدتي … لو مجتش اعتذرت لامي …اعتبرى ابوكي مطرود من الشركه…ووريني بقا هيعيشوا منين.
انهارت خلود علي الكرسي ووضعت يديها علي وجهها تنتحب وتقول
=حرام عليك …بابا ملهوش ذنب…بابا طيب وغلبان…
رد عليها بجمود وقال
=انا قلت كل اللي عندي …وانتي عارفه زين السرجاني مبيرجعش في تهديده ,انتي جربتيني وعارفه كويس ان نابي ازرق .
ابتسمت ياسمين ابتسامه نصر وفخر بابنها الذي اخذ لها حقها من خلود وهاجر
اكمل زين حديثه لخلود بقوة قائلا
=بطلي عياط واتفضلي علي اوضتك.
صعدت الي غرفتها بمساعده نهي التي لم تقدر علي التفوه باي كلمه امامهم ربتت علي كتفها وادخلتها جناحها وعرضت عليها ان تغير لها ملابسها ولكنها رفضت وطلبت من نهي ان تتركها لوحدها فخرجت نهي حزينه علي حال خلود تتمني من الله ان تعدل امورها بخير…دخلت نهي جناحها لتجد خليفه يجلس بجمود وكانه سمع كل شئ ولم يريد التدخل
قالت له بهدوء
=خليفه …ليه منزلتش تدافع عن خلود.
رد بجمود قائلا
=انتي طيبه اوى يا نهي…خلود دي مصيبه وتستحق كل اللي زين وامي بيعملوه فيها.
استغربت نهي لحديث خليفه وقالت
=مصيبه ازاي يعني؟عملت ايه.
زفر خليفه وقال
=هيا اللي كانت بتنقل اخبار البيت والشركه لحازم…والصفقه اللي خسرناها امبارح هيا السبب فيها… .
اندهشت نهي وفرجت شفتيها قائله
=وهيا تعرف حازم منين عشان تنقله الاخبار؟
زفر خليفه وقال
=ابوها كان بيشتغل في مكتب حازم في الشركه وكانت علي طول بتروحله ده غير المقابلات اللي بره.
احست نهي بغليان الدم في راسها وانهارت وجلست علي السرير تمسك راسها وتقول
=بنت ال….كده يا حازم كل ده يطلع منك …عشان توصل لشهيرة تخربلنا حياتنا …يبقا اكيد هو اللي دبر حادثه زين .
حاول خليفه تهدئه نهي فقال
=نهي…حازم كان عايز يوصل لشهيرة باي طريقه بيجوز انه عرف اخبار وبوظلنا صفقات …لكن الموت لا ودي حاجه انا متاكده منها …اهم حاجه عندي انتي يا نهي …ملكيش دعوى بيها ..ولا تحتكي بيها …فهماني يا نهي؟
احست نهي بالغثيان فركضت الي الحمام وافرغت ما في معدتها واخذ خليفه يربت علي ظهرها قائلا
=مالك يا نهي ؟ اجبلك دكتور
دفنت نهي راسها في عنق خليفه وقالت
=ملوش لزوم…لاني حامل …مبروك يا بابا خليفه
اخرجها خليفه من احضانه وصرخ بفرحه سادت انحاء الفيلا وخرج بها من الجناح لينادي علي من في الفيلا ليخبرهم بالخبر السار…نزلت خلود تتعرج في مشيتها ووصلت اليهم والفرحه تظهر علي وجهها واحتضنت نهي قائله
=مبروك يا نهي …انا فرحتلك اوى …ربنا يقومك بالسلامه.
احست خلود بجفاء نهي في الرد وابعادها بيدها قائله بجمود
=الله يبارك فيكي …عقبالك.
اضطرت ياسمين لمباركه نهي لتغيظ خلود قائله
=مبروك …اهو علي الاقل البيبي هيبقا من واحده معروف اصلها من فصلها مش واحده لوكال وزباله هي واهلها.
تحسرت خلود علي حالها واضطرت ان تستاذن منهم قائله
=عن اذنكم .
وسرعان ما هاتفت نهي والدتها وشهيرة لتزف لهم خبر حملها الذي فرحوا به كثيرا وطلبت من شهيرة ان تحضر لها الا الفيلا فرفضت شهيرة واضطرت نهي اسفه ان تحكي لها عن علاقه خلود بحسام والتي لم تصدقها شهيرة فحسام منذ خطبتها له يعاملها باخلاص واعلمها انه يحبها منذ زمن وهيا متاكده من ذلك ولم تلاحظ عليه شئ يوم حفل زفاف زين ولم تلاحظ علي خلود ايضا.
صعدت خلود الي الجناح مرة اخرى وندمت علي نزولها ومباركتها لنهي وظلت تسال نفسها لما هذا التغير في التعامل بالاول خليفه وبعده نهي مسكت راسها من الصداع وكادت ان تنفجر من كتر التفكير وانهارت من البكاء علي سؤء حالها وسوء حظها ..قررت الدلوف الي الحمام لترتاح من الام اليوم وتستعد الي الام وعذاب يوم اخر فقد اصبحت معتاده علي العذاب…خرجت من الحمام وتفاجئت من وجوده ولكنه كان شاردا كانه لا يراها …دخلت غرفه الملابس لترتدي بيجامتها وخرجت وجدته قد نام اغلقت الاضاءة ونامت هيا الاخرى علي الكنبه
مر يومان لم يحدث بهم اي احداث غير تجاهل زين لخلود حيث كان يتعمد ان يخرج قبل استيقاظها ويعود بعد نومها …وهي دائما بالغرفه وتغلق هاتفها حتي لا تحدث احدا ولا تفكر في النزول الي الاسفل حتي لا تحتك بياسمين او تقابل نهي او خليفه ويعاملوها بجفاء…حتي انهم احسوا انها غير موجوده …احيانا نهي تشفق عليها تبعث لها احدي الخادمات بالطعام لتاكله فقط في وقت خروج زين لانه كان سيرفض ان يخدمها احد…في خلال اليومين كان زين يتعمد عن قصد وضع ملف الصفقه فوق الكومود وفي يوم لاحظ تفحصه لها فايقن انها سوف تعيقه عن اتمام الصفقه وخصوصا انه في اليوم التالي دخل جناحه ولم يراها وهذه الليله كانت ليله اعلان نتيجه الصفقه كان في حاله شرود يفكر فيما سيفعله بها عند خسران الصفقه وتوصل الي حل في راسه …دخلت الجناح وتفاجئت بوجوده فهو عاده يحضر بعد نومها
شهقت عند دخولها الجناح قائله بارتباك
=انت جيت امتي؟
رد عليها ببرود قائلا
=من شويه …كنتي فين؟
تنهدت وقالت
=كنت جعانه …نزلت المطبخ ااكل.
رد عليها بصلابه قائلا
=المطبخ !واضح انك عارفه مقامك كويس.
ردت عليه بهدوءوبصوت مبحوح
=عارفاه متقلقش انا مقامي البس في الحمام وانام علي الكنبه واكل في المطبخ.
رد بنفاذ صبر قائلا
=اطفي النور عايز انام…ورايا شغل بكره اهم من الكلام معاكي
اطفات خلود النور وذهبت كالمعتاد الي الاريكه لتنام عليها ونام هو الاخر الاانه قلق من نومه علي صوت ارتطام بالارض مد يده قليلا وفتح الاضاءة المقربه له علي الكومود فوجدها مسطحه علي الارض فجذب الساق التي بجواره ولبسها وهبط مسرعا اليها وحملها ليضعها علي الاريكه مرة اخرى وحين وضعها وجدها تتشبث بيه وتقول بوجع وهيا شبه مغيبه
=ضهرى بيوجعني من الكنبه.
اغمض عينيه وبدات تصعب عليه فاخذها بجواره في الفراش وعاد الي نومه ظل ينظر لها مطولا وهيا نائمه ويفكر فيما سوف يحدث غدا كان يتوقع انها باعت الصفقه لاحد اما امنيته ان تكون بريئه علي قول خليفه بالنهايه ترك كل شئ لغد ونام…استيقظت خلود قبل زين تتمطع باستمتاع نتيجه للنومه المريحه في الفراش ذعرت عندما وجدت نفسها بجانبه وانكمشت علي حالها وظلت تفكر فيما حدث وكيف اتت الي هنا احست انها جاءت هنا من تلقاء نفسها واذا استيقظ سوف يبوخها علي فعلتها فقررت النهوض سريعا من جانبه قبل ان يستيقظ …ذهبت واخذت حماما سريعا قبل استيقاظه وارتدت ملابسها بالكامل داخل الحمام حتي لا يوبخهاايضا جهزت له حماما لكي ينعم به…خرجت من حمامها وجدته مستيقظا ومنتظرها كانه كان مستيقظا من قبلها ابتلعت ريقها واخفضت راسها قائله
=اسفه اني دخلت الحمام قبلك
=انا جهزتلك الحمام …ثواني وهجهزلك هدومك..وهنزل اجهز الفطار واجيبهولك هنا..شكلك اتاخرت علي الشغل…واه هعملك قهوة .
ثم خرجت من الجناح مسرعه حتي لا تمهله فرصه في الرد…ظل ينظر الي اثر خروجها مستعجبا لما تفعله ظل يحدث نفسه افعلت هذا حتي لا يحاسبها علي طلبها في النوم بجواره ام انها سلمت الصفقه لغيره وتعلم ان اليوم يوم عذاب فارادات ابعاد الشك عنها ظل يفكر كثيرا واحتار في امرها ولكنه طرد الأفكار من رأسه و قال في نفسه ان اليوم هو الفيصل بينهم فنهض و اخذ حمامه حقا لقد نعم به ولاول مرة يبدو أن تجهيزها لحمامه كان رائعا وخرج منه ووجد الجناح جميل ومعطر وملابسه مختارة بعنايه فائقه ووجد فطورا رائحته لذيذه وقهوته الصباحيه وبجانبها زهرة البنفسج ولكن خلود غير موجوده…ابتسم من افعالها وتمني ان تبقي علي هذه الحاله طيله الوقت ولكن كان يراوده شعور ان كل هذا تمثيل منها للوصول لهدفها…عزم امره الا يفكر كثيرا وارتدي ملابسه وتناول فطوره وشرب قهوته
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غدر الزين) اسم الرواية