رواية التل الفصل السابع 7 - بقلم رانيا الخولي
رواية الـتـل
رانيا الخولي
الفصل السابع
………….
انزل زجاج السيارة لينظر إليها بتفحص فيندهش من تلك المنتقبة التي لم يلمح طيفها من قبل ثم سأل الحارس
_ مين دي؟ وواقفة إكدة ليه؟
_ دي واحدة بتسأل على ست ياسمين وباين عليها مش من اهنه
ترجل من السيارة وتفدم منها يسألها
_ انتي مين؟
رمشت بعينيها برهبة وقد تذكرته جيدًا فهو خالد زوج ياسمين، هل كان الرجل يكذب عليها فأجابت بأمل
_ انا صاحبة ياسمين من ايام الجامعة وجيت من القاهرة عشان اطمن عليها.
طافت عينيه عليها يتفحصها فرغم ملابسها الفضفاضة والنقاب الذي يخفي وجهها إلا إنها تسر العين لرؤياها بتلك العيون الذهبية فقال باسف مصطنع
_ بس للاسف ياسمين مش موجودة في الجصر بس لو عايزة اوصلك ليها معنديش مانع
هزت راسها بسرعة وقالت بلهفة
_ ياريت لإني مش هعرف ارجع القاهرة دلوقت.
راقته حقًا فأشار لها بالصعود فطاوعته وصعدت بداخلها وقد شعرت براحة بعد عذاب.
قاد خالد سيارته وانطلق بها إلى المزرعة وكان يختلس النظرات بجانب عينيه يتفحصها بتسلية
سألها
_ انا شوفتك هنا قبل كدة؟
ازدردت لعابها بوجل ولم ترتاح لنظراته فردت باقتضاب
_ لأ.
التزمت الصمت طول الطريق حتى وصل بها إلى المزرعة
توقف أمام البوابة الرئيسية والتفت إليها قائلاً
_ لحد هنا ومش هعرف أكمل تقدري تخبطي والحارس هيفتحلك.
اومأت له وترجلت من السيارة لتنفست براحة عندما ابتعد بسيارته
تطلعت إلى البوابة الكبيرة وتقدمت منها برهبة وقبل أن تطرقها بأناملها الضعيفة وجدتها تفتح وتخرج منها سيارة لم ترى من بداخلها
انتبه الحارس لوقوفها فدنى منها يسألها
_ انتي مين؟
ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بتردد
_ أنا جاية لياسمين قالولي انها هنا
_ ايوة ست ياسمين چوة اتفضلي.
دلفت توليب مع الحارس حتى وصلت للمنزل الداخلي فطرق الحارس الباب ففتحت له نعمة
_ خير يا عوض؟
اشار لتوليب
_ واحدة بتسأل على ست ياسمين.
تطلعت إليها نعمة فعرفتها توليب لكن نعمة لم تعرفها فرحبت باقتضاب
_ اهلا وسهلا اتفضلي
دلفت توليب للداخل وقادتها نعمة لغرفة الجلوس ثم تركتها لتخبر ياسمين.
…….
وضعت نور صورتهم على المنضدة بجوار الفراش واخذت تنظر إليه بعتاب
لما تركها وتخلى عنها في ذلك الوقت وهي بأشد الحاجة إليه
لما تخلى عنها الجميع وتركوها تصارع قسوة الحياة وحدها
تذكرت أخيه الذي عاملها بتلك القسوة والشك الذي ظهر واضحًا في عينيه وحديثه الذي يدينها في كل كلمة يتفوه بها.
وضعت يدها على جوفها تناشده ألا يتركها أيضًا ويتخلى عنها
سوف تتحمل كل شيء لأجله.
فقط يظل معها.
استلقت بأرهاق واستسلمت لذلك السبات الذي رحمها من دوامة التفكير.
_______________
عادت ياسمين من شرودها على صوت الباب فأذنت لنعمة بالدخول
_ ادخلي يانعمة
دخلت نعمة وهي تقول
_ في واحدة تحت لابسة نقاب وبتجول انها صاحبتك.
قطبت جبينها بدهشة وسألتها
_ مجلتش اسمها ايه؟
_ لأ مجلتش
_ طيب اعملي حاچة تشربها وانا نازلة دلوجت.
خرجت نعمة ونهضت ياسمين لتبدل ملابسها وتفكر من هي؟
خرجت من الغرفة وتوجهت إلى غرفة الجلوس فلم تصدق عينيها عندما رأتها، انها توليب حتى دون أن ترفع نقابها لم تنساها لحظة واحدة
_ توليب؟
انتبهت توليب لها ونهضت لتستقبل ياسمين بشوق وكل واحدة منهم لا تصدق بأنها ترى صديقتها بعد مرور تلك الأعوام
احتضنتها ياسمين وشعرت بأن القدر من وضعها في طريقها الآن
ابتعدت عنها قليلًا كي تتأكد وقالت بعدم تصديق
_ معجول نتجابل بعد السنين دي؟
حاولت توليب التجاوب معها وتمتمت بابتسامة باهتة.
_ النصيب بقا ولما ربنا أراد اتقابلنا
جذبتها ياسمين من يدها وقالت بسعادة
_ تعالي نطلع فوق نتكلم براحتنا.
في غرفة ياسمين
جلست توليب بجوارها على الفراش ومازالت ياسمين لا تصدق انها تراها بعد مرور عامين
_ انا جلت البنات نستني خلاص ومعدوش فاكريني.
_ انتي اللي خالد اخدك مننا ونقلتي ورقك في المنيا عشان تفضلي جانبه.
تبدلت ملامح ياسمين للحزن مما جعل توليب تندهش وسألتها
_ مالك وشك غير ليه.
خفضت عينيها بحزن
_ أنا وخالد اتطلقنا.
انصدمت توليب وسألتها
_ اتطلقتوا؟! ليه؟
حاولت ياسمين الابتسام وتمتمت ببساطة
_ عادي زي اي اتنين مرتحوش مع بعض وكل واحد راح لحاله.
الان فقط علمت لما كل واحدٍ منهم في مكان
_ انا استغربت لما قالولي انك مش موجودة ولما خالد نزلني قدام المزرعة ورفض يدخل استغربت أكتر.
_ ميقدرش يدخل بعد اللي حصل المهم طمنيني عليكي عاملة ايه؟
لاح الحزن على قسماتها عندما تذكرت ما حدث معها وعادت الدموع تتجمع داخل عينيها مما جعل ياسمين تقلق عليها فتسألها
_ مالك يا حبيبتي في ايه؟
تساقطت دموعها بغزارة واجابت بألم
_ انا في مشكلة كبيرة اوي يا ياسمين.
ازداد قلقها وضمتها لصدرها لتخفف عنها متمتمه بروية
_ طيب أهدي متخافيش كل حاجة ليها حل
هزت رأسها بنفي وهي تتمتم
_ إلا مشكلتي دي ملهاش حل ابدًا.
تلاعب الشك بداخل ياسمين فأبعدتها عنها لتتطلع إليها بخوف
_ توليب أوعى تكوني …
نفت توليب وقصت عليها كل شيء حتى مجيئها هنا وياسمين تستمع إليها بصدمة
لم تكف توليب عن البكاء وهي تسرد لها ماحدث حتى انهت حديثها
_ فقلت افضل عندك فترة بس لحد ما نشوف ايه اللي هيحصل.
تطلعت إليها ياسمين بتأثر وسألتها بقلق
_ طيب وعمك عمل ايه؟
هزت راسها بألم وتمتمت ببكاء
_ مش عارفة لأن ادهم نبه عليا مفتحش الفون لأي سبب.
_ بس احنا لازم نطمنهم عليكي، لو حافظة رقم حد نتصل عليه من تليفوني ونطمنهم.
_ مش حافظة غير رقم بابا واكيد مقفول.
تناولت ياسمين هاتفها من فوق المنضدة وقالت
_ خلينا نجرب.
املتها رقم توفيق الذي كان جالساً ساهمًا في غرفته يدعوا الله بداخله أن يطمئنه عليها
انتبه لصوت الهاتف فأجاب وكله أمل أن تكون هي
_ السلام عليكم
ردت ياسمين بثبات
_ ازيك ياعمي انا ياسمين صاحبة توليب
تذكرها توفيق
_ ياسمين اللي من الصعيد، أهلاً وسهلاً يابنتي.
_ الله يسلمك بس كنت عايزة اعرف في حد جانبك.
اندهش لكنه جوابها
_ لأ انا في البيت توليب خرجت من شوية لما ترجع هخليها تكلمك.
اخذت توليب الهاتف منها وقالت بلهفة
_ بابا
تهللت اسارير توفيق واعتدل في جلسته
_ توليب انتي فين يا بنتي قلقتيني عليكي
مسحت توليب دموعها وتمتمت بألم
_ انا عند ياسمين لقيت انه آمن مكان اروحه، المهم طمني عملت ايه؟
_ متقلقيش من حاجة أنا كويس خرجوني النهاردة لعدم ثبوت الأدلة
تمتمت توليب براحة
_ الحمد لله انا كنت هموت من القلق عليك
_ لأ اطمني انا كويس المهم متفتحيش تليفونك لأي سبب وانا هبقى اطمنك لو فيه أي جديد على فون ياسمين، الأول خليني أكلمها.
أعطت الهاتف لياسمين
_ بابا عايز يكلمك
اخذت الهاتف منها وردت
_ أيوة يا عمي اتفضل
تحدث توفيق برجاحة
_ معلش هنتقل عليكي شوية توليب هتفضل عندك لحد ما نلاقي حل المهم إن محدش يشوفها ولا يعرف بوجودها من الأساس فهمتي يابنتي.
اومأت بثقة
_ متجلجش توليب في عينيه
_ تسلم عينيك، اقفلي دلوقت لحد ما اجيب رقم جديد واكلمكم منه.
أغلقت ياسمين الهاتف ومازال القلق ينتاب توليب فسألتها
_ مالك يابنتي مش خلاص اطمنتي عليه
هزت راسها بنفي
_ اطمن ازاي وهو محاولش يريحني ويقولي عمل ايه
_ إن شاء كل حاجة هتتحل، أول ما جواد يرجع هحكيله؛ هو عارف ناس كتير وممكن يسـ….
قاطعتها توليب بذعر
_ لأ أوعي، إلا جواد ياإما همشي
اندهشت ياسمين من ردها والخوف الذي ظهر واضحًا في عينيها فقالت تطمئنها
_ طيب اهدي مش هقوله
أنتي اكيد جعانة هنزل أخلي نعمة تعملنا العشا بسرعة وانتي غيري هدومك والبسي حاجة من الدولاب مقاسنا واحد
لم تستطيع الرفض لشعورها حقا بالجوع الشديد ورغبتها في تبديل تلك الملابس والراحة قليلاً
خرجت ياسمين وطلبت من نعمة اعداد طعام سريع لهم
وفي طريقها للغرفة صادفت باب غرفة يزن على مصراعيها
نظرت للداخل فتجده يبكي وهو ينادي باسمها ويرفض محاولات حياة معه
_ يسو
تقدمت ياسمين لتأخذه منها وهي تسأل حياة
_ ماله بيعيط ليه؟
نظرت حياة إلى سكون الطفل بعد رؤيتها واحتضانه لها
_ مفيش شكله چعان هاتيه آكله.
همت بأخذه لكن ياسمين منعتها
_ سيبيه وروحي انتي اعمليله حاچة ياكلها.
اندهشت من نظرات حياة لها وكأنها تعاتبها على أخذه منها، لكنها لم تهتم وأخذته وعادت إلى الغرفة.
كانت توليب قد بدلت ملابسها بازدال صلاة ووقفت تؤدي فرضها بخشوع وتدعوا ربها في سجودها أن ينتشلها من تلك المحنة التي ستقضي على مستقبلها
جلست ياسمين على الفراش تنتظر انتهاءها
ويزن يستكين بحضنها ينظر إلى توليب برهبة حتى انتهت من أداء فرضها
عادت تجلس بجوار ياسمين على الفراش وهي تنظر ليزن فقالت ياسمين
_ تعالي بقى اعرفك على يزن بيه.
ابتسمت توليب رغم حزنها وداعبت يد الصغير وهي تسألها
_ ابنك ده؟
اخفى يزن وجهه في عنق ياسمين لرهبته من الغرباء فأجابتها بنفي
_ لأ ده ابن جواد بس هو متعلق بيا من وقت امه ما ماتت.
لم تفهم توليب شيء وسألتها بتأثر
_ شمس؟ ماتت امتى وازاي؟
قصت عليها كل شيء حدث معهم حتى ذلك اليوم مما جعل توليب تتأثر بما حدث لهم
ليس وحدها من يعاني، فالدنيا مليئة بالمتاعب
وخاصة جواد الذي خسر الكثير فتمتمت بتأثر
_ اكيد جواد حالته النفسية صعبة بعد اللي حصله
_ كلمة صعبة دي جليلة، جواد بجى واحد تاني عصبي وشديد ومحدش بيعرف يتحدت معاه
بقى منطوي وباعد نفسه عن الدنيا كلها ومهما عملت مش بيستجيب ليا.
غمغمت توليب بتأثر على حاله
_ غصب عنه انا صحيح متكلمتش معاه غير مرة او مرتين بالكتير، بس حاجة زي دي صعبة أوي على واحد زيه.
طرق الباب ودخلت نعمة بالطعام
_ العشا ياست ياسمين
_ حطيه على التربيزة.
تركته على الطاولة الصغيرة وخرجت من الغرفة
نظرت إليها ياسمين وقالت
_ تعالي نتعشى الأول وبعدين نكمل كلامنا
نهضت توليب معها
وتناولت الطعام وهي تنظر لشقاوة يزن الذي ظل يلتف حولهم وقد اعتاد توليب بسرعة حتى انه يفتح فمه بسعادة عندما تمد له يدها بالطعام
لم يسر ذلك حياة عندما دلفت بطعامه وشاهدت ما يحدث
فحاولت إخفاء غيرتها وهي تتقدم منهم وتغمغم بثبات
_ هاخد يزن عشان آكله.
رفضت ياسمين بصبر نافذ
_ لأ سيبيه هو بياكل معانا.
_ بس انا ….
القت ياسمين الملعقة من يدها وتحدثت بحدة
_ مبسش جولت بياكل معانا.
لم تستطيع حياة التحكم في غيرتها فتحدثت باستياء
_ يبجى انا مليش دور اهنه وارحل احسن.
نهضت ياسمين لتواجهها وقالت باحتدام
_ يزن من يوم ما اتولد وانا مسؤوله عنه ومعني إني چيت هنا يبجى وچودك ملوش عازة.
رمقتها حياة بسخط اندهشت منه توليب فتقدمت منهم لتهدئ الأمر
_ في ايه ياجماعة اهدوا الموضوع مش مستاهل كل ده
احتدت نظرات حياة التي توجهت إلى توليب وخرجت من الغرفة
تمتمت ياسمين بالاستغفار وعاتبتها توليب
_ انتي غلطانة يا ياسو اسلوبك كان وحش أوي معها
عادت إلى مقعدها تحاول تهدئة اعصابها وقالت بانفعال
_ البنت دي مش مرتحالها حساها مش سهلة وبتخطط لحاچة.
_ هتخطط لأيه بس دي حتى شكلها غلبانه.
هزت راسها بيأس منها وغمغمت بغيظ
_ هو انتي لسة بطيبتك دي، اجعدي كملي اكلك الله يرضى عليكي
بعد الانتهاء حملت نعمة الطعام ثم سألتها توليب وهي تعود لتجلس على الفراش
_ لو جواد سألك عني هتقوليله ايه؟
جلست ياسمين بجوارها وقالت بتعب
_ أنا مش عارفة ليه رافضة نحكيله، جواد عارف ناس كتير ممكن يساعدوكي
حاولت توليب اخفاء السبب الرئيسي إزاء رفضها وتمتمت برهبة
_ للأسف حالتي دي مينفعش معها وسايط الحل الوحيد إن الراجل ده يفوق من الغيبوبة ويعترف بالحقيقة.
_ بس ياتوليب اللي زي ده مستحيل يعترف على نفسه.
اخفضت عينيها بحزن عميق وتمتمت بخفوت
_ ربنا ميرضاش بالظلم وأكيد هينصرني.
ربتت ياسمين على ذراعها وقالت بتعاطف
_ إن شاء الله خير، جومي ننزل نجعد في الچنينة شوية.
اهتزت نظراتها بوجل وقالت بتهرب
_ لأ أنا عايزة أنام لأن بقالي يومين واكتر منمتش خالص
اومأت لها بتفاهم.
_ خلاص أنا هاخد يزن عشان تنامي براحتك
نظرت إلى يزن الذي نام بجوارهم على الفراش ومنعت ياسمين من أخذه
_ لا سيبيه خليه جانبي
_ طيب لو احتاجتي أي حاجة نادي عليا
اومأت توليب وانتظرت خروج ياسمين
ثم عادت للصلاة عندما سمعت آذان العشاء لم تكف عن الدعاء وهي تناچي ربها أن يخرجها من تلك المحنة فهو وحده القادر على كل شيء
تضرعت وبكت بكاءً يهشم القلوب حتى شعرت بالارهاق وطوت السجاد كطي الصحف ونهضت لتستلقي على الفراش فقد انهكت تلك الأيام الماضية بسبب خوفها على أبيها وقد اطمئنت عليه أخيرًا
أما مصابها فهي تثق في خالقها بأنه لن يقبل الظلم على عباده وجعله بينهم محرمًا
استلقت بجوار ذلك الصغير الذي ينام بسكون تام
مدت يدها له تملس على خده الاملس الناعم بابتسامة صافية كصفاء قلبها فلاحظت ذلك الشبه الكبير بينه وبين والده
تذكرت أول مرة رأته فيها عندما اقبلت هي ووالدها وإلين لحفل زفاف ياسمين
فلاش باك
وقف توفيق وتوليب وإلين أمام محطة القطار ينتظروا السيارة التي بعثتها اليهم ياسمين
تساءل توفيق
_ اتصلي على ياسمين وشوفي اخوها مجاش ليه زي ما قالت.
اتصلت توليب لكنها لم تجيب
_ مش بترد
وكزتها إلين
_ ممكن يكون هو اللي بيتكلم في الفون ده؟
نظرت توليب إلى حيث تشير لكنها استبعدت ذلك
_ لأ طبعًا مش معقول هيسيبنا واقفين ويتكلم في الفون
_ وهو يعرفنا منين عشان نقول سايبنا
_ اه صحيح طيب وبعدين؟
اخرجت إلين هاتفها من الحقيبة
_ نحاول نوصلها تاني.
اوقفتها عندما وجدته يتقدم منهم وهو يغلق الهاتف ودنى منهم معتذرًا بتهذيب وبصوت أجش
_ آسف إن كنت طولت عليكم بس كنت بحاول اتأكد من ياسمين لول.
صافحه توفيق بود
_ ولا يهمك
همت إلين بمصافحته لكن توليب منعتها بجذب يدها وقد لاحظ جواد ذلك فحمحم باحراج
_ طيب اتفضلوا معاي.
ذهبوا جميعاً إلى السيارة واستقل توفيق بجوار جواد وجلستا الاثنين في المقعد الخلفي
فقالت ألين بغيظ
_ عجبك الإحراج ده؟
غمغمت من بين اسنانها
_ اه أحسن من الوزر اللي هتشيلية لو سلمتي عليه.
نظرت إلين إليه وتمتمت بخفوت
_ بقى بذمتك اللي زي ده يقعد لحد دلوقت من غير جواز؟
اتسعت عين توليب بصدمة من جرئتها وغمغمت من بين أسنانها
_ وانتي عرفتي إزاي بقا انه مش متجوز؟
أشارت بعينيها على يده الموضوعة على عجلة القيادة وتمتمت بهمس
_ مش لابس دبلة في ايده؟
زمت فمها بغيظ ثم غمغمت
_ يا سلام؟
هزت راسها بتأكيد
_ أيوة يا فالحة اومال أيه هتسيبه كدة من غير دبلة للبنات تعاكسه؟
ضحكت توليب بيأس من صديقتها التي لم تكف يومًا عن مرحها ذلك وقالت بيأس
_ مفيش فايدة فيكي معاكي لما هزارك ده ييجي على دماغك الآخر.
نظرت من نافذة السيارة لتملي عينيها من تلك المناظر الخلابة
والخضرة التي تخطف الأنظار من روعتها
كانت تستمع لحديثه مع والدها والذي يخبره عن الصعيد وأرضها والمساحات الواسعة من الحدائق والأراضي الزراعية
كان يتحدث بفخر واعتزاز ببلدته والتي تدعى التل
اسم غريب لكنها فهمت عندما أشار جواد على تل كبير وهو يخبر والدها بأن البلدة سميت تيمنًا بذلك التل الشاهق.
وصلوا أخيرًا أمام قصر كبير بأسوار عالية وتلك البوابة الحديدية الضخمة تنثر الرهبة في قلب من يتقدم منه
فتحت البوابة ودلفت السيارة للداخل فشعرت توليب بأنها داخل سجن كبير
حديقة واسعة تحيط ذلك المبنى والذي يدعوا للرهبة
ولولا وجود والدها لفرت هاربة من ذلك المكان.
توقفت السيارة أمام القصر ورحب بهم جواد
_ اتفضلوا
ترجلت توليب وكذلك إلين التي شعرت بنفس احساسها فتمتمت بجوار اذنها
_ ايه المكان الغريب ده.
ايدت توليب رأيها
_ كان ليها حق ياسمين تقول عليه سجن
دلفوا داخل القصر ليندهشوا من عراقته والأساس الفاخر
انتفض الاثنين عندما سمعوا صوته ينادي العاملة
_ نعمة
ظهرت في الحال فتاة تبلغ من العمر العشرون عامًا
_ نعم يابية
أشار على توليب وإلين وتحدث بأمر
_ طلعيهم اوضة ياسمين.
_ من عينيه، اتفضلوا معايا.
صعدوا معها ومازالت الرهبة تكتنفهم حتى إن توليب نظرت إلى والدها بوجل فوجدته يدلف إحدى الغرف مع أخيها.
سارت في الرواق مع العاملة حتى وصلت لأحد الغرف وطرقت قبل أن تفتح الباب وتدلف فتجد ياسمين جالسة على المقعد مستسلمة لفتيات (الميك أب) وفور رؤيتهم في المرآة ابعدت يد الفتاة ونهضت لترحب بهم
_ توليب إلين اخرتم كدة ليه؟
احتضناها رغم امتعاض الفتاة وقالت توليب
_ بصراحة الطريق طويل ومتعب أوي
_ المهم انكم وصلتم حمد لله على السلامة
عرفتهم على يسر وسيلين وبدأ رهبتهم بالتلاشي وهم يمازحون ياسمين والتي تتجاوب معهم كي تخفى احزانها والتي لا يعلمها احد سوى توليب
جلسوا يشاهدون الفتاة وهي تقوم بدورها
حتى انتهت وبدأت مراسم الحناء ….
باك
عادت توليب من شرودها وهي تثاءبت بنعاس فغفت بجوار الصغير وهي تأمل بغد أفضل.
_______________
عاد جواد من الخارج في وقت متأخر
وكعادته يمر على غرفة ابنه كي يقبله قبل ذهابه للنوم
طرق الباب وانتظر حتى تفتح له حياة لكن ما من مجيب
طرق مرة أخرى وأخرى حتى شعر بالقلق
فتح الباب ودلف فيجد الغرفة خاوية
ازداد قلقه وذهب لغرفة ياسمين فوجدها مستلقية وحيدة في الفراش
تقدم منها كي يوقظها
_ ياسمين جومي.
انتفضت توليب اثر ذلك الصوت واعتدلت بفزع
_ مين؟
قطب جواد جبينه بعدم استيعاب لما يراه من هذه
_ انتي اللي مين وبتعملي ايه هنا؟
رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول استيعاب اين هي اخذت تبحث عن نقابها وهي تتمتم بتلعثم
_ أ ..أنا صاحبت ياسمين.
اندهش من تخبطها وهم بسؤالها لكن دخول ياسمين منعه
_ ايه ياجواد في ايه؟
نظر إلى ياسمين وقال بحيرة
_ مين دي؟
ارتبكت ياسمين ولم تعرف ماذا تقول فتلعثمت قائلة
_ دي ..
اجابت توليب قبلها
_ زهرة زميلتها في الجامعة وكنت جاية اطمن عليها.
أومأت له ياسمين فسألها
_ فين يزن؟
نظرت توليب إلى مكانه الفارغ وتمتمت بوجل
_ كان جانبي هنا.
قالت ياسمين
_ أكيد مع اللي اسمها حياة هروح اشوفها
اخفضت توليب رأسها عندما تطلع إليها جواد ثم خرج من الغرفة كي يبحث معها
انقلب المنزل رأسًا على عقب ولا أثر لحياة ويزن
جمع جواد رجاله وقام باستجوابهم فقال أحدهم بخوف
_ أني شوفتها خارچة بيه ولما سألتها جالت انه بعافية شوية وهتوديه للدكتور.
زم جواد فمه بغضب وتقدم منه يمسكه من تلابيبه وصاح به
_ وكيف تسيبها تخرچ لوحديها وانت واجف زي النطع أكدة
كانت توليب تسمع صوته الهادر وهي تنتفض بخوف وكذلك ياسمين
وعندما لاحظت خوفها تقدمت منها تطمئنها
_ متخافيش أكيد هيلاقوها.
نظرت إليها توليب بقلق
_ انا السبب مش عارفة دخلت امتى واخذته من غير ما احس.
_ متقوليش إكدة البنت دي أصلًا مش ساهلة ونبهت جواد كتير بس مسمعش كلامي.
خرج جواد مع رجاله يبحث عنها لكن لا آثر لها
فقال أحد الرجال
_ ممكن تكون روحت بيتها هي اصلاً ملحجتش تبعد
نفى جواد قائلاً
_ لا لأنه اول مكان هندور فيه، خلينا ندور في أكتر من مكان
_____________
دلفت كريمة مكتب حسان كي تعرف منه ما ينوي فعله بعد ذلك الطلاق لكن عندما لاحظت تجهمه وهو جالسًا على الأريكة وكأنه يفكر في أمر ما قررت التحدث معه بروية
تقدمت منه وهي تتمتم بعتاب
_ خلاص ياعمي طاوعتها ومشتلها اللي في دماغها؟
ضرب حسان بعصاه الأرض وتحدث بحدة
_ كله من ولدك اللي خلاني واجف جدامها كيف العيل الصغير ومش لاجي حاچة ادافع بيها عنيه، لولا خيانته واللي عمله مكنتش هوافج على الطلاج ولا حد كان يستجري يحدتني فيه.
تقدمت منه لتجلس بجواره وقالت باستنكار
_ ما هي لو كانت مريحاه مكنش عمل إكدة، وانت خابر زين إن أي واحد مبيلجيش راحته مع مرته بيدور عليها بره.
تطلع إليها بسخرية علمت كريمة مغزاها لكن لم تريد التطرق في حديث آخر فقالت بريبة
_ يعني برضك هتسيبها.
تنهد بتعب وتمتم بثقة
_ هترچع لإن مفيش جدامها حل تاني، چواز من برة العيلة مش هيحصل ومش هتفضل إكدة من غير چواز فغصب عنيها هترچع.
لم يكن هذا ما تود الوصول إليه ويعلم حسان ذلك جيدًا لكنه يود ان تكون اكثر صراحة معه فسألها بمغزي
_ ولا انتي عايزة توصلي لحاچة معينة؟ جولي اللي عندك.
_ اللي عندي انت خابره زين، رايدة اضمن مستجبل ولادي، ولو مضمنتوش دلوجت مش هضمنه بعد عمر طويل.
اومأ لها بتفاهم ثم سألها بجدية
_ يعني عايزة تضمني حج ولادج جبل ما أموت.
صححت مرادها
_ لا طبعاً ياعمي ربنا يديك الصحة وطولة العمر بس الزمن ده مبجاش حد فيه يضمن أخوه، فـ مبالك ولاد عم، وبعدين ما انت كتبت لچواد المزرعة لوحده وهو له حج في والده إنما ولادي القانون مش هيكون معاهم لأن ابوهم مات لول
_ وانتي برضك ناسية إن امهم لما اتطلجت اتنازلت عن كل حجوجها لولادها وده كان مبلغ كبير وغير كمان إن جواد اللي كبر المزرعة دي بمجهوده وتعبه يعني لو هنحكم بما يرضي الله هو له نصها بمجهوده فلما اديه النص التاني ده هيكون ورثه.
لم تقتنع كريمة بمناصفته لجواد وقالت باستياء
_ بس انت ناسي انه هيورث في أبوه
رمقها بسخط فحاولت هي تعديل حديثها
_ اجصد يعني أنه بعد عمر طويل هيشارك أخته ولا أيه؟
رفع اصبعه في وجهها وغمغم بتحذير
_ مش معنى إني سمحت تتحدتي في الموضوع ده معاي إنك تتمادي فيها وتمشي كلامك، عامر وولاده خط أحمر وأني محذرك منيهم كتير
بلاش توجعي حالك في الغلط عشان مغضبش عليكي.
ازداد سخطها عليهم أكثر لكنها استطاعت كتم جموحها وخرجت من المكتب ونار الحقد تشتعل بداخلها.
❈-❈-❈
ظل يبحث في كل مكان وقلبه يهدر بخوف من أن تكون هربت به بعيدًا أو أصابهم شيء
نظر إلى رجاله وتحدث بثبات
_ وهدان هياچي معاي ندور في الطريج ده وانتو هتدوروا في الطريج التاني
أومأ له الرجال واسرعوا بالبحث كما اخبرهم وذهب هو مع وهدان الذي كان يبحث عنها بقلبه قبل عينيه
يخشى عليها من عقاب جواد وهو أكثر من يعلمه
ولن يستطيع أحد لومه فقد خطفت ابنه الذي سعى كثيرًا حتى استطاع الوصول إليه.
ساروا من الطريق الغربي فيستمع كلاهما لصوت بكاء لكنه بعيد حتى أنهم لم يستطيعوا تحديد موقعه.
ساروا من طريق مضيق مائي فيقترب الصوت أكثر كلما تقدموا من المضيق حتى عثروا عليها جالسة على حافته تحاول مُراضات الطفل الذي أخذ يبكي بشدة
تقدم منها بحذر وقد كانت توليهم ظهرها
فلم تنتبه لهم حتى أسقط وهدان حجر صغير بقدمه في الماء فاصدر صوت جعلها تنتبه لوجودهم فانتفضت فزعًا وهي تستدير لتنظر اليهم وقالت بتحذير وهي تنهض بيزن
_ محدش يجرب
أشار لها جواد بيده أن تهدئ خوفًا من تهورها
وحدثها بهدوء
_ اهدي و متخافيش اني چاي عشان أرجعك المزرعة انتي ويزن
هزت راسها بنفي وقالت بوجل
_ لاه انتو چايين تاخدوه مني زي ما عمل هو جبل سابج.
زم جواد فمه دلاله واضحة على صعوبة تحكمه في أعصابه وتمتمت بثبات
_ بس ده ولدي مش ابنك اللي اتاخد منك.
تطلعت إليه حياة بألم وهي تعلم ذلك جيدًا لكن ما اغضبها بأنهم استكتروا عليها ذلك التعويض ويحاولوا ابعاده عنها فتمتمت بحزن
_ حتى ده استكترته عليا ورايدين تاخدوه مني.
كانت واقفة على حافة المضيق مما جعل جواد يرتعب على ابنه ويحذر في حديثه معها فتحدث بروية
_ لأ محدش هياخده منك، انتي اللي بتاخدي بالك منه وبتعمليه كأنه ولدك ومحدش هيجدر يمنعك عنيه
تقدم خطوة هددته هي بأخرى
_ اوعاك تجرب.
أومأ لها بتراجع وتحدث بثبوت
_ مش هجرب بس ابعدي شوية لأنه ممكن يجع منيكي، واني اوعدك إني أرجعلك ابنك حتى لو بالغصب.
تطلعت إليه بشك فأكد لها
_ أنا كلمتي واحدة ومش برچع فيها وابنك هيكون في حضنك باجرب وجت.
تقدم منها وهدان الذي تعاطف صدقًا مع حالتها وتحدث بتعاطف
_ اسمعي حديت جواد بيه هو وعدك أنه هيرچع ابنك.
هزت راسها برفض
_ بتضحكوا عليا
انكر اتهامها
_ انا بوعدك بوعده وواثق انه هينفذه بس انتي ابعدي عن حرف الترعة لتجعي.
نظرات الخوف التي رأتها في عينيه جعل اعصابها تهدئ وتلين فتابع وهدان
_ كلنا حسين بوچعك وهنجف چانبك لحد ما تاخدي ابنك في حضنك من تاني ووجتها مفيش حد هيجدر ياخده منيكي، أني مرتي ماتت وسابتلي تلات بنات وبتعذب كل ما بشوفهم مكسورين من غير أمهم، واني مش ههدى إلا لما أرچع ولدك ليكي زي ما جالك چواد بيه.
استطاع وهدان بث الاطمئنان بداخلها وتحدث بتعاطف
_ يلا نروح دلوجت لأن الفچر جرب يأذن والچو برد عليكم خلينا نروح دلوجت وبكرة هنكمل حدتنا.
تقدم منها بحذر ومد يده ليأخذ يزن الذي لم يكف عن البكاء لحظة واحدة وتحدث بروية
_ هاتيه اشيله عنك لأنه تعب من العياط
نظرت حياة ليزن الذي تعب حقًا من البكاء واستسلمت ليد وهدان التي أخذته منها واعطاه لوالده وحدثها بمثابرة
_ يلا عشان اروحك لدارك.
عم الهدوء ارجاء المكان إلا من صوت خطواتهم التي تضغط على الحشائش الملقاه على جانبي الطريق
وعاد جواد مع ابنه ورجاله وذهب وهدان مع حياة إلى منزلها.
______________
في الصباح
اشرقت شمس الصباح وهي تتخفى خلف السحاب باستحياء فتخلق جو بديعي عندما تهل بطلتها وتعود تختبئ خلف السحاب مرة أخرى
لم يعرف النوم طريقه إلى عين مراد وهو يتقلب على جمر ملتهب
من تلك الفتاة؟
وماذا تريد؟
وهل حقًا صادقة أم كاذبة؟
وإذا كانت صادقة ماذا يفعل حينها؟
وإن كانت كاذبة ماذا يفعل معها؟
اسئلة كثيرة يود الإجابة عليها
نظر في ساعته ليجدها قد تعدت السابعة صباحاً وذلك الرجل وعده بجمع المعلومات فور وصوله لعمله.
أخذ يعد الدقائق حتى تأتي تلك المكالمة التي ستحدد مصير كل شيء
نهض من فراشه أخذًا هاتفه وخرج من الغرفة
مر على غرفة والدته فيجدها جالسة في فراشها تقرأ وردها
فتقدم منها يجلس بجوارها وانتظر حتى انتهت و ضعت الكتاب على المنضدة ونظرت إليه بوداعه
_ صباح الخير على جلبك ياولدي.
ابتسم بود
_ صباح النور ياأمي، كيفك دلوجت؟
لاحظت آمال ما يدور بخلده فردت بسماحة
_ زينة الحمد لله ياولدي، عايز تجول ايه؟
تنهد بتعب وتمتم بحيرة
_ مش عارف ياأمي الجصة مفيش حد يصدجها وفي نفس الوجت خايف اظلمها
فلو كان حجيجي هنعمل ايه؟ وهنجول للناس أيه، حتى وچودها وسطينا هيكون بصفتها ايه.
ولو طلعت كدابه برضه هنعمل ايه؟
ربتت أمال على يده وقالت بثقة
_ انا جلبي بيجولي أنها صادجة لأن اللي حكتهولي عن سهام يخليني أتأكد إنها صادجة في كل كلمة
أنا لما حملت في أخوك وجتها سهام كدبتني وجالت إن أخوها عقيم بالوراثة زي أخواته وأنه اتزوچني بس عشان يتأكد إذا كان سليم ولا لأ، لأنه مينفعش يتچوز واحدة من مستواهم ويبان جدامها عقيم فالأفضل أنه يتچوز واحدة فلاحة لو خلفت أهي تعيش خدامة لأبنه ويتچوز بعدها باللي تليج بيه ولو مخلفش يبجى تروح لحالها وعرف مصيره ومحدش هيعرف عنه حاچة
بس وجتها مشكش فيها زيها واتهمني لإني كنت سجينة في دارهم مكنتش بخرج برة الأوضة وچوز خالتك هو اللي كان السبب في رميتي دي
تنهدت بتعب للذكرى وتابعت
_ عشت فعلاً كنت خدامة في بيتهم ضرب واهانة وتجريح لحد ما بعت لخالك اللي أنقذني منيهم وأجبره أنه يطلجني
وافج لما خالك هدده بس على شرط إني اتنازل عن ابني، واتنازلت ورچعت البلد مع خالك بس سيبت جلبي معاه
عشان اكدة بجولك بلاش تظلمها وسيبها وسطينا البنت ملهاش لحد ولو رجعت سهام مش هترحمها وكفاية إني لقيت عوض أخوكم ولازمن كلنا نجف معها ونحسسها انها مش لوحدها فهمت ياولدي؟
_ بس اللي انتي مش فهماه إن چوازهم باطل
رن هاتفه فنظر إليه فيجده ذلك الرجل الذي وكله بتلك المهمة
أخذ هاتفه وخرج إلى الشرفة بعيدًا عن والدته وأجاب
_ عملت أيه؟
_….
ظهرت الصدمة واضحة عليه بعدها غضب جحيمي ظهر على ملامحه وهو يسأله
_ أنت متأكد من اللي بتجوله ده؟
•تابع الفصل التالي "رواية التل" اضغط على اسم الرواية