رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثامن 8 - بقلم ندى ممدوح
{ (… طوبى لقلوب ملأتها خشيتُك، واستولت عليها محبتك، فخشيتك قاطعة لها عن سبيل كل معصية خوفاً لحلول سخطك، ومحبتك مانعة لها من كل لذة غير لذة مناجاتك، نافيةً لها عن كل ما يشغلها عن ذكرك، محببة إليها الاجتهاد في خدمتك، ثم بكى. ثم قال: واحزناه من خوف فوت الآخرة حيث لا رجعة إلى الدنيا، ولا حيلة ولا عثرةَ تُقال، ولا توبة تُنال. يا رب: أشرقت بنورك السموات، وأنارت بوجهك الظلمات، وحجبتَ جلالك عن العيون… فناجاك من بسيط الأرض النبيون والصديقون فسمعت النجوى وعلمت السر وأخفى. سيدي: خشعت لك رقبتي، وخشع لك قلبي لتدخلني في رحمتك وتكرمني بعزتك، وتنظر إلي نظرة تجبرني بها يا كريم)}
لمار فاقت لنفسها هبطت للاسفل راكضه بدون كلمه
بينما زيد حملها بخوف ونزل راكض …
بالأسفل عبد الرحمن آتي أن يخرج من البنايه حتي أمسك به أحمد وفهد ورعد وأدهم ..
أدهم وهو ممسك به من عنقه بحده :- والله و وقعت يا كلب في أيدي دا أنت هتشوف أيام ؟ هخليك تكره اليوم اللي اتولدت فيه .
عبد الرحمن يحاول جاهداً أن يفلت من براثهن ولكن كيف له ان ينجوا من عاشق كلما تذكر وجهه وهو موجه السلاح نحو معشوقته وكاد ان يقتلها أراد أن يفرغ برأسه “المسدس” … وكيف ينجوا من اخ يتوعد لة بالهلاك من اجل اخته ؟
ليروا لمار مقبله هي وزيد ومعه بسنت حتي ترك احمد عبد الرحمن وتوجه إليها بخوف وهو يقول :-
بسنت مالها يا لمار حصل اي ؟ ليقول بتلعثم وخوف هي كويسه صح ؟
لمار تتطلع به وليس هناك وقت لتجيبه او تتفوه بحرفاا لتومئ له بعيناها ليشعر بالأمان والاطمئنان ..
ليبتسم أحمد بأمل
لتصيح لمار بقوه :- بتاخده الزفت ده معاكم ، محدش يتكلم معاه لحد ما أجي ..
أحمد يركض ورأهم قبل ان ينطلقوا بالسياره وهو يصيح :- استني انا جي معاكوا ..
يذهبوا إلي المشفي ، وهناك تبلغ لمار اللواء أمجد بما حصل ﻷبنته ، تظل لمار واقفه بقلق وهي تدعوا الله ان ينجوا صديقتها وتصبح بخير لتأخذ الطرقه ذهابا وايابا وهي تفرك بيدها بقلق وتوتر وخوف ..
أحمد واقف مسند بجسده ع الجدار وهو يدعوا بداخله لمار فجأة تتطلع بزيد لتجده جالس واضع رأسه حول يده ودموعها تهبط بخفوت ، لتقترب منه وتجلس بجانبه وتضع يدها على كتفه برفق وتقول بود واطمئنان :- هتبقي كويسة.
زيد بيرفع عينه ويتطلع بها بحزن ويرد قائلاً بخوف :-
هتكون كويسه ؟ لا مش هتبقي كويسه ؟
لمار ترفع يدها حوله عنقه وتعانقه برفق وتربط على كتفه .
#بنتي فين هي فين عايزه اشوفها هي كويسه
لمار ترفع عينها لمصدر الصوت وتجد والدة بسنت لتهب مسرعه وهي تتقدم نحوها وتقول :-
خالتو تعالي اقعدي هي كويسه صدقيني
لتعانقها ببكاء عنيف وهي تقول :- لمار قوليلي بنتي مالها هي هنا بتعمل اي ؟ عمل فيها اي المجرم الله لا يسامحه ليوم الدين ؟ بنتي هنا ليه ؟
لمار شعرت بغصه بقلبها حقاً اشتاقت لحضن والدتها اشتاقت لذلك الحنان والدفئ والحب فردت قائله :-
والله بسنت كويسه اقعدي انتي بس وهنطمن عليها
ليقول أمجد من الخلف بجديه وحده :- عبد الرحمن فين ؟
لترد لمار بتهكم :- مشرف في السجن .
أمجد بتفكير بيومئ برأسه .
لمار تتجه له وتقول بهمس :- أنا بس اللي هحقق معاه وهستجبوا ، انا بس اللي هتصرف معاه .
ليتطلع امجد بعيناها ويقول بثقه :-
مفيش غيرك هيرجع حق بنتي وتخليه يأخد جازته هو انا مش عارفك ؟
لمار تبتسم له …..
لمار تجلس وتواسي والدة بسنت … ليس إلا وقت وتخرج الطبيبه والتي كانت صديقة لمار ،
الجميع يتجه لها لتقول لمار بتساؤل :- بسنت كويسه ؟
الدكتورة تتطلع بها وتجيبها صريحه :- أه هي دلوقتي تمام وتقدروا تشوفوها … بس هنخرجها غرفة عاديه …. دقائق
بيدلفوا جميعهم للداخل ما عدا زيد
ليجدوا بسنت نائمه ع التخت تنظر لصقف ودموعها تهبط بغزاره شديده ، لمار ذهبت نحوها ببطئ وقلبها يصرخ الما على صديقتها
ولكن لا تظهر سواء البرود … لتجلس بجانبها
وتقول بخفوت :- بسنت عامله اي
بسنت لا تتحرك ساكنه فقط ودموعها هي من تجيب
لتجلس والدتها وهي تقول ببكاء :- يا قطع قلبي عليكي يا بنتي عمل فيكي اي خلاكي بقيتي كدا منه لله
لتزيد دموع بسنت اكتر وكأنها أمطار
لمار تتلفت ولا تجد زيد لتنظر ﻷحمد وتشاور له بيدها
ليجيبها بتاكيد وهو يأشر عليه :- اهووو بره
لمار بتتوجه للخارج ، لتجلس بجواره على المقعد وتقول :- وبعدين
زيد يتطلع بها بعيون متحجره بها الدموع ويقول :- مش هقدر اشوفها حزينه مش هقدر اشوف دموعها ولا استحمل وجعها قلبي بيتقطع من جوه عشانها مش مستحمل اشوفها كدا ،
لمار بتحتضن وجهه بين يديها وتقبله من خده وتعانقه وهي تقول :- والله يا حبيبي هتكون كويسه ، شوية وقت مش أكتر ، “لتمسك يده بحنان وتقول وهي تتطلع لعينه بجديه” متسبش حبك يضيع من ايدك تاني ! الحب الحقيقي بيجي مره وحده بس ، متاكده ان بسنت مش هتوافق ترجع ليه تاني ، الدور بقا عليك رجع ثقتها في نفسها وفقلبها خليها تحس معاك بالامان كون صادق معاها كون ليها السند صدقني وهي كمان مع الوقت هتحبك لان انت مستحيل يكون في زيك بس خليها تقرب من ده “وتشاور علي قلبه”
أحمد كان واقفاً ليس بالبعيد ورأها وهي تقبله من خده وتعانقه شعر بغيرة وحقد تجاه زيد حاول جاهداً اخفاءهم ، ليس غيرة حبيب وأنما اخ وابن ، ليجد لمار مقبله ناحيته وتأتي أن تدلف للداخل ، أحمد مسك يدها بحده وقال :- اي اللي أنا شفته ده وانتي ازاي تقعدي تتكلمي معاه كدا وتحضنيه ، ليبتلع باقي كلامه بخوف من عيونها التي كادت أن تقتله وتفتك به .
لمار بتشد يدها بحده وعصبيه وتدلف وهي تقول :- بسبوسه حبيبتي عامله اي ، لتجدها علي حالها التي تركتها بها فقط دموعها
لمار تتطلع بالكل وتقول :- ممكن تطلعوا برا وتسبوني معاها شويه ؟
والدتها تومئ لها وترحل هي وأمجد ، واحمد ورأهم
وهو يغلق الباب …..
لمار تجلس نصف جلسه وهي تميل برأسها علي يدها وباليد الاخري تمسح دموع بسنت وهي تقول :-
تعرفي يا بسبوسه ان دموعك دي خسارة فيه “لتزيد بسنت من دموعها” لتقول لمار عندما رأت دموعها ، اللي بيبعنا يبقي نبيعوا لان الشخص ده ميستهلناش أبداً ، وان في حكمه من ربنا لبعده عنك ، أكيد في اللي هيقدرك ويقدر حبك وتاكدي ان زي ما في حد بكاكي وجرحك و وجع قلبك ، هيكون في ديماا شخص بيتوجع لوجعك ويتالم لالمك ودموعك بتنزل نار علي قلبه وكأنكم قلب في جسدين ، عارفه أنك حبيتيه بس أنا هسألك سؤال “هو عمل اي حلو تفتكريه ؟ بالعكس دا واحد محبكيش او يمكن حبك بس خانك ؟ لما قولتيله طلقني طلقك من غير حتي ميتمسك بيكي وأنتي كمان متتمسكيش بيه ، عارفه الوجع مش بيجي غير من اقرب الناس لينا ، فبيجي وجع بيسيب اثر لاخر الزمن ، عكس اننا لو انجرحنا من حد غريب مبنتوجعش ولا بنقول اه حتي ، بنتوجع من العشره اللي بتهون ومن ضمائر الناس البشعه ومن قلوبهم السوده ، نشوفهم نقول انهم ملايكه بس هيجي الوقت اللي بيبان فيه معدن كل واحد “وقت الشده وقت وقوعك وقت ضيقك” وقتها المعادن والوشوش بتبان وهتلاقي أن اللي كنتي بتقولي عليه ملاك وانه كويس وبدافعي عنه شيطان .
بسنت مسحت دموعها وتطلعت بها وكأن تلك الكلمات أحياتها
لمار تتطلع بها بابتسامه وتقول مكملة :- مش كل حد بيضحك ويبتسم يبقي سعيد ومش كل حد بيبكي وحزين يبقي موجوع اوي وحزين في فرق بين الناس الصادقه والكدابه ولازم تميزي بين لاتنين والأهم انك تعرفي تعيشي وسط البشر اللي ليهم مليون وش .
بسنت تعدلت وعانقتها ببكاء ..
لمار شددت من أحتضانها بحب وهي تمسد علي خصلاتها بحنان وكأنها تخبرها بأن تخرج ما بقلبها ..
“أحياناً لا نستطيع التحدث ولا أن نعبر عن ما بداخلنا او ما نشعر به فيخرج ذلك الوجع والنار التي صنعت القلب رمادا علي هيئة دموع … في منا من يجد من يشعر به ويكون بجواره ويأخذ بيده ويعوضه ، بينما البعض لا ، الفراق وجع والم لا يعلمه سوي المفارق فقط ، وما أدراك من وجع ان تكون عائش مع شخص تظن به كل خيراً وتعتبره كل شئ ويكون كل شئ بالفعل ، فيبعد بسهوله عنك ويفارقك لما تتجمع وجع البعد مع عدم النسيان مع الم الفراق وحرقة قلوب ، لم تنتظر ذلك الشخص ولا يأتي لما تشعر بالوحده وعدم الامان قد يكون ذلك الشخص لم يفعل شئ مناسب او كويس ولكن حبك له ، يجعلك تتوجع لغيابه”
ثواني ، لحظات ، دقائق ، ساعات وبسنت ما زالت معانقه لمار وتمسك بثيابها بقوه وهي تبكي ، ولمار فقط تمسد علي خصلاتها ، وأخيراً تبتعد عنها لتقول لمار بتساؤل :- بقيتي أحسن
لتؤمي لها بسنت بود وشكر …. لتحتضن لمار وجهها وتقول :- انا عارفه ان في نار في قلبك يا قلبي “واصعب وجع انك تكوني عارفه ومتاكده انه هيروح ومش هيرجع وانك مهما تنتظري هتنتظري بدون فايده وان السعاده خلاص راحت معاه بس لا ربنا لازم هيسعدك دنيا واخره” بس كمان عارفه انك قدها قد الوجع والعواصف وهتوقفي في وشهم بكل صلابه انتي مش لوحدك انا معاكي وكلنا معاكي ، بس اصبري ع الوجع ده وربنا قادر في ثانيه ينصفه ويعوضك بسعادة الدنيا بس الصبر لتجزي خير
بسنت تتطلع لها بحب وتبتسم ابتسامة بسيطه وهادئه وتقول :- لو معايا اخت مكانتش هتقف معايا زيك كدا هصبر وهعدي وههواجه كل حاجة ومهما تيجي من عواصف هعديها بس عشان انتي معايا مش اكتر ، عايزه اخرج من هنا رجعيني بيتي
لمار وهي تهم واقفه :- لا مفيش خروج غير بأذن ميار غير كدا لا ؟ اتففنا
بسنت بضحكه :- اتفقنا
لمار تغمز لها وتقول :- هروح اشوفهالك وهجيبلك اذن الخروج …
بسنت تؤمي لها ….
بعد رحيل لمار ، بيدلف والدها و والدتها وأحمد ليجلسوا يتحدثوا معها إلي أن تعود لمار …ومعها أذن الخروج بسنت بتفرح كثيراً بذلك … لمار بتوصلهم إلى المنزل وتدلف معهم للداخل وأحمد ينتظر بالخارج …
لمار بتسند بسنت ع التخت وتعدل لها “الوساده” خلف ظهرها وتقول لها :- هسيبك انا دلوقتي عندي مشوار وهرجعلك تاني
بسنت تؤمي لها برأسها ..
لمار تلتفت لوالدة بسنت وتقول بأمر :- عايزكي تاكليها كويس وكتير ماشي
والدة بسنت بطاعه :- حاضر
لمار وهي تتوجه للخارج تربط علي كتفها وهي تقول لتطمئنها :- هي كويسه والله وهتبقي احسن لو اهتميتي بيها خلي بالك منها
لتسمع بسنت تنادي باسمها تتطلع إليها وتقول :- نعم يا حبيبة قلبي
بسنت :- ممكن متتأخريش عليا وتيجي تاني بسرعه ؟
لمار بابتسامه :- حاضر واي رأيك تيجي تقعدي انتي معايا تغيري جو شويه
بسنت بفرحه :- موافقه
لمار :- اتفقنا هخلص مشواري وهعدي عليكي ، لتتطلع لامجد بنظرات فهمها ويرحل معها …
بيوصلوا المركز … لمار تتوجه لوحدها لعرفة الاستجواب …
وتدلف وهي تغلق الباب خلفها بقوه ، لينتفض عبد الرحمن من مكانه وهو جالس بركن من الغرفه ووجهه كله كدمات من ضرب ادهم له … ليري لمار ويبتلع ريقه بقوه ويتطلع إليها بخوف وجسده يرتعش …
لمار تقترب منه وتجلس امامه مباشرةً وهي ممسكة به تتطلع بوجهه وتقول :- تؤتؤ تؤتؤ اي ده اخص عليهم ضربوك؟ ملهمش حق يرفعوا ايدهم عليك بس انا مليش ذنب انا بس قولتلهم خلوا بالكم منه يلا بقا معلش … لترفع عينها بعينه بحده ، عيونها مشتعله وغامقه عروقها بارزه دليل علي عصبيتها . تمسك بوجهه من ذقنه وتقول بهدوء مخيف كاد أن يقتله حيا :- ليه ؟
عبد الرحمن اصبح يرتعش وقال بتلعثم وهو يبعد عينه عن عيناها بخوف :- ليه اي ؟
لمار :- اه ماشي ، لتشدد بقسوه علي قبضة يدها وتقول بهدوء :- ليه عملت مع بسنت كدا ليه وليه تخوني وتخون بلدك ليه بعتني ؟
عبد الرحمن بخوف وتلعثم :- محصلش
لمار تقف بعصبيه وهي تدفع وجهه بالحائط وتقول بصوت عالي :- ليييييييييييييه ؟
عبد الرحمن انتفض علي صوتها …
لمار تتطلع به وتقول بهدوء :- متخافش متخافش ، انت اللي استفزتني عجبك يعني كدا ، لتذهب وتجلس علي المقعد وترفع رجلها علي الطاوله ….وتقول :- قوم
عبد الرحمن يتطلع لها فقط
لتقول لمار بعصبيه :- مش بحب اعيد كلامي قولت اتزفت قوم اقف …
عبد الرحمن يقف ويتوجه اليها …لتقف هي وتقترب به وتهمس في اذنه :- فاكر قولتلك اي ؟ قولتلك بلاش تخليني اظهرلك وشي التاني لانك ساعتها هتتمني الموت علي اللحظه اللي عرفتني فيها قولتلك كله إلا الخيانه ، مصدقتنيش ليه “لتلف حوله” وتضع يدها علي كتفه وتقول :- انت عارف طبعاً ان هينحكم عليك بالاعدام بس انا ممكن اساعدك لو ساعدتني .
عبد الرحمن يتطلع لها بامل وهو يقول : حاضر حاضر اللي انتي عايزه هعمله ؟
لمار ببسمة خبث :- مش عايزه حاجه صعبه دي سهله خالص بس بكره بقا اقولك أما دلوقتي عندي حاجة أهم ؟
عبد الرحمن بخوف وتلعثم :- اي هي ؟
لمار بتجيبه :- دي “وتظل تصدد له اللكمات والضرب المبرح حتي كاد ان يموت بيدها”
لمار بتتركه وتخرج من الغرفه ، ليقابلها أمجد لتقف مقابل له وتبتسم له ابتسامه فهمها .
ليقول أحمد بتساؤل :- قال هو تبع مين ؟
لمار :- انا عارفه هو تبع مين ، فهد “ليتطلع لها فهد” حارسة عبد الرحمن عليك لان هيحاولوا يهربوه تمام
فهد بطاعه :- حاضر
لمار :- تمام أنا همشي
لتخرج وقبل ان تخرج من البنايه ليمسكها ادهم من يدها وهو يقول بغيرة وعيون مشتعله :- مين ده ؟
لمار بتسحب ايدها بقوه وتقول بعصبيه :-
أنت اتجننت ؟ أزاي تمسك ايدي كدا ؟
أدهم دون كلمه يمسك يدها بقوه من حديد ويشدها للخارج وهو يقول :- تعالي معايا
لمار تحاول ان تفلت منه وتسحب يدها بقوه وتدفعه لبعيد ، ليأتي زيد راكضا ويضربه بوجهه وهو يقول :- قالتلك تبعد يبقي تبعد يا خفيف ، وبيمسكه مره اخرى ويضربه وأدهم يبادله الضربه
لتقول لمار بصراخ وهي تدفع زيد بعيد :-
بس بقا ابعدوا عن بعض ، لتقف امام زيد وهي وجهها ل أدهم وهي موجه اصبعها بوجهه :- أدهم مش هعيد كلامي ابعد عن طريقي وملكش دعوه بيا ، وهقولهالك طرقنا مختلفه وابعد عني واياك اشوفك في سكتي مره تانيه أنت فاهم … لتلتفت للخلف وهي تغمض عينها بألم حقاً أوجعت قلبها قبل أن توجعه هو ، لتشد زيد وترحل ..
أدهم ظل واقف لدقائق بوجع من كلامها ليكلم نفسه بقهر قائلاً :- أبعد عنك بعد ما حبيتك عايزني بسهوله انساكي ؟ لا يا لمار مش هبعد ومش هستسلم أبداً وهحاول مره واتنين وتلاته متاكد انك عايزه تبعديني عشان خايفه عليا بس انتي غبيه ليبتسم بوجع ويدلف إلي مكتبه .
لمار بالعربيه وظلت تفكر في أدهم … إلى أن يوصلوا لمنزل أمجد …
لمار تدلف هي وزيد … وتكون بسنت جالسه بالصالون وشارده … ليتطلع لها زيد بحزن وجع ..
وتقترب لمار وتقول وهي تجلس بجوارها وتعقد حاجبيها :- هو احنا قولنا اي بدري .. كلامي كله اتنسي كدا
بسنت تنظر إليها بابتسامه ، اشرقت فرحه في قلب زيد ، وتقول :- اتاخرتي ليه
لمار تقف :- ولا تأخرت ولا حاجة ، يلا بينا
بسنت : ماشي .
ليتوجوه للخارج جميعهم … بالسياره بسنت جالسه وسانده رأسها علي باب العربيه وشارده بحزن
زيد يخطف نظرات خافته إليها بالم ..
ولمار تفكر بشرود في أدهم …
بيمر وقت هكذا بتستيقظ لمار من شرودها علي صوت رساله لتفتحها وتكون محتواها “حبيبه هتسافر بكرا لو حابه تشوفيها تعالي”
لتجيب لمار “لا مش جايه”
لتنظر لتتطلع بزيد وتشعر بوجع ومن ثم تصيح :-
بببببببس اقف هنا ؟
زيد باستغراب :- ليه
بسنت بخضه :- في اي
لمار تهبط من العربيه وهي تقول في ذات الوقت :-
ثواني هنزل ، لتهبط من السياره وخلفها بالظبط زيد وبسنت
زيد يتجه إليها ويقول باستغراب :-
نزلتي ليه ؟
لمار بضيق وهي تمضي للإمام :-
حابه امشي شويه كملوا انتوا
زيد بعصبيه :- تمشي أي في وقت زي ده لوحدك
تستدير له وترمقه بنظره قاتله وتقول بغضب :- ليه مثلاً هخاف
زيد يشدد على شعره بعصبيه فهو يعلم قوتها ولكن ماذا يفعل أيضاً يخاف عليها يتطلع بها قليلاً فعلم انها تتوجع وان قلبها يصارع من أجل الحب ؛ أشار لها بعينه وقال :- روحي يا لمار بس خلي بالك من نفسك
لمار تبتسم لبسنت بهدوء وتستدير منطلقه وهي تركض بسرعه غريبه ، ظلت تركض بسرعه مع انفاس متزايده حتي توقفت وهي تصيح :- بسسس كفايه ، ليه مين أنت ليه صوتك مش سيبني من لما سمعته ليه نبره صوتك فيها خوف عليا مكنش في حد غيره وانت بتقولي يا حبيبتي حاولي تنزلي من العربيه من غير متوقفيها طب أنت مين !!!
أغمضت عينها بألم وهي تتذكر صوته جيداً قلقه وخوفه أصبحت مشتغلة التفكير في ذلك المجهول وهل هو حقا ذات نفس الشخص الذي انقذها من هو ، واصلت راكضه إلي وجهتها وهي غير عابئه برجلها التي تؤلمها هي فقط تريد ان تكون وحيده وظلت كلماته تتردد بأذنها وكأن هناك من يقولها بصوت عال
توقفت السياره ونظر زيد لبسنت التي هي في دنيا اخري شارده بحزن وجع
نظر إليه وقلبه مشتعل وجع عليها ومن ثم قال وهو يستند بجسده للخلف :- مكنتش عارف ان قعدة العربيه حلوه كدا لو تحبي نفضل عادي
رفعت عيناها لتتقابل مع عيناها فابتسمت رغماً عنها بضحكه هادئه :- معلش اسفه هنزل
وجاءت أن تفتح الباب توقفت وهو يقول :- لو تحبي نقعد في الجنينه لحد ما تيجي لمار ؟
بسنت بفرحه :- اه ياريت الجو حلو انهارده
هبط من سيارته بخطوات ثابتة وتقدم نحوها
فقالت وهي تجاهد إلا تنظر بعينه التي تجعل دقات قلبها تتمرد عليها فلم تستطع فخطفت نظره سريعه إليه :- هنقعد فين ..
قال ببسمه لا تليق سوي به وهو يجذبها من يدها برفق :- تعالي
تقدم بها نحو العماره وقال وهو يجلس علي احد الادراج :- اقعدي
بسنت بدهشه وهي تشير إلى الدرج :- هقعد هنا
زيد تتطلع بها متأملاً وابتسم :- اه
جلست بجواره باستحياء فذلك الشاب تشعر معه ما لم تشعره مع زوجها
طال الصمت وساد بينهم حتي قطعه زيد وهو يشير باصبعه لسماء :- شايفه النجمه اللي هناك دي
تطلعت لما يشير إليه فقالت بدهشه :- اي وحده كلهم زي بعض
زيد وهو يشير بعينه : يا بنتي دي اللي بتلمع وكأنه شعاع ضوء
ترقبت نظرة عينه فقالت مبتسمه :- اه مالها
رمقها بنظرة حب وهو يتطلع بها :- دي بسنت
فقالت وهي ترمقه بهدوء :- بسنت ازاي بقا
زيد بحب وهو يعاود النظر لسماء وكانه يحادث ذلك النجم :- النجمه دي اسمها بسنت اصلها رقيقه وقلبها ابيض واللي يشوفها ميعرفش ينساها لما بشوف النجم ده ، فوراً بتخيلك مكانه قالها وهو ينظر إليها لتبتسم هي .. وطال النظر بينهم وذهبت عينهم في جولة حب لا مثيل لها فهمس زيد وهو ك الغائب :- دي الحاجه الحلوه اللي في حياتي ، دي قلبي ومحدش له مكان فيه غيرها …
قطع حديثه صوت لمار وهي تهنج وبصوت متقطع :- بتعملوا اي
انتشلتهم من شرودهم ودنيتهم الخاصه حيث تلاقت القلوب ، نهضوا عن مقاعدهم .
ليجيبها زيد :- كنا مستنينك .
لترمقه لمار بغضب :- طب يلا امشي “وتنظر لبسنت” وأنتي يلا قدامي
ولجت لغرفتها بعدما اطمئنت علي الجميع ، جلست علي طرف الفراش وهي تزفر بوجع ، وصوت ذلك الشاب لا يفارق مسامعها ، ولجت بسنت مسرعه وجلست بجوارها ، استدارت لها لمار :- منمتيش ليه
رفعت عيناها التي لمع بها الدمع وقالت بصوت أنينه الوجع والألم :- مش رايح من بالي الفراق صعب أوي ليه دخل حياتي طيب ؟ عشان يوجعني ؟ انا حبيته اوي مش قادره أنساه بشوفه قدامي وبنادي عليه مش بيرد عليا بقرب منه واجي المسه بيختفي من نظري ، دقه قلبي بتطلع بوجع حاسه ان حد سحب قلبي من جذوره جيت اغمض عيني اتخيلته قدامي “تعالي صوت بكاءها الحارق” صمتت قليلاً وتابعت بوجع اصعب _ أنا عملتله اي عشان يعمل معايا كدا كان بيخوني وكنت مستحمله عشان بس بحبه ومقدرش علي بعده ، وضعت يدها على بطنها ، لما عرفت إني حامل قولت أكيد ربنا هيهديه بس برضه فضل زي ما هو خاني وخانك وخان العشره بس كل ده انا مش عارفة اكره ولا انساه ، وجعلي قلبي حاسه اني مبقش عندي قلب اصلا عشان يحب حاسه اني مش عايشه من غيره ليه عمل فيا كدا انا مصدومه ومش مصدقه اااه . ليه سبني لوحدي في الدنيا تجبني وتوديني وهو مش موجود ليه سبني في العذاب ده مش هقدر اكمل حياتي من غيره دا وحشني من دلوقتي.
ضمتها لمار بقوه إلى حضنها وهي تمسد على خصلاتها :- والله ما يستهلك ولا يستاهل وجعك ولا دموعك ، أنتي جوهره وهو مصانهاش ولا حافظ عليها أبداً متزعليش عليه انتي المفروض تحمدي ربنا الف مره عشان وراكي حقيقته
، لتحتضن وجهها وتمسح دموعها وتقولها :- ربنا هيعوضك وهتنسيه دا انسان أناني مبيحبش غير نفسه ميستحقش اي حاجة
بسنت تبتعد عنها وهي تقول بتساؤل :- ياتري الايام هتنسيني فعلاً ولا هفضل طول عمري في الوجع ده دا وجع ملهوش نهائيه الايام مش هتدويه بالعكس دا هيزيد والله هيزيد وهفضل كل مفتكره تقيد النار في قلبي بلا هواده وتصهره دون رحمه .
رفعت يدها لتحاوط كتفها ، وتضع بسنت راسها علي لمار وهي تعطي لها همومها
غفت بسنت وهي تضم لمار بقوه وكأنها طفله ضائعه وما صدقت لقيت شخصاً ليعيدها للحياه التي فقدتها …
سرحت لمار بأفكارها في كل ما مر معها حتي غفت .
بعد وقت قصير تعتدل بجلستها وهي تصرخ بإسم “بابا” وممدده بيدها وكأنها تريد أن تلحق أحد ما كانت تهنج بشده بخوف وهي تتلفت حولها بزعر ، نهضت متوجه للحوض وظلت تغسل وجهها مراراً وتكراراً وهي تنثر عليه المياه كي تفيق .. جففت وجهها وجلست على الاريكه باهمال وهي تتذكر بابتسامة وجع
كانت جالسه بتلك الحديقه الواسعه وجوارها شاباً أكبر منها لتصيح فجأه بمرح :- يعني أنت بجد ناوي تدخل كلية شرطه
ليقول ببسمه وهو يرفع يده على كتفها مؤكداً :- ايوه دا حلمي اني ابقي زي بابا
لتلوي فمها بسخريه :- لا محدش زي بابا ، وبعدين عايز ليه تدخلها في مجالات كتير .
لتتعلي صوت ضحكاته ويقول بصدق :- عشان احمي اميرتي الصغيره من اي حد هيعاكسها أو يفكر يأزيها وعشان أكون سندها ، ومعاها ديما عشان متخفش من اي حاجة وقبل ما هي تناديني هكون عندها ، وهقاتل الكل عشانها .واااه عشان لما النور يقطع يكون قلبي منور لها دنيتها .
لتعانقه بحب من حول خصره لفرق القامه ويضمها هو بعشق ليحملها وهو يقول :- مستنيكي تكبري يا حضني الحنين لانك هتكوني حضني الحنين من بعد امي وهتكون الايد اللي تحتويني وهتكوني ظلي اللي هيحميني وهنسي كل حاجة معاكي
عادت من بحور زكرياتها علي دوي نغمة هاتفها بارجاء الغرفه تجولت بعينها بحثاً عنه حتي وقعت عينها عليه وجذبته برفق وهي تري اسم “اللواء أمجد” يضيئ الشاشه رفعته وقالت :- ايوه يا فندم ، خير ؟
# مش خير تعالي فوراً على مكتبي
_جايه ، واغلقت الخط دون كلمه اخري وانطلقت إليه
زيد يسير بعربيته بالطرقات حتي وقف قليلاً وهو مسند رأسه للخلف و وجه بسنت يطوف أمام ناظره وبسمتها وضحكتها تلك النغمه المفضله لديه ، تذكر دموعها وملامحها التي يسكنها الالم والوجع ، ضرب بيده علي مقود السياره وهبط منها وسار بخطوات ثابته وهو يضع يده بجيب جاكته ، قلبه منفطر علي وجعها حتي حدث ما لم يتوقعه ، وجاءت مسرعه سيارات ضخمه سوداء اللون وحاوطته وظلت تلف من حوله حتي ثبتت مكانها وهبط رجلاً ذو طاله مخيفه من السياره التي أمامه وتقدم نحوه حتي وقف أمامه ..
تطلع له زيد مطولاً وجال بنظره حول ذلك الكم الهائل من الرجال .
رمقه زيد بغضب :- أنت مين .
ابتسم الاخر بخبث وقال وهو يمد يده ليصافحه :- كامل الجبالي ، مسمعتش عني قبل كدا
فقال زيد بسخريه ونظر ليده ببرود ولم يصافحه :- لا محصلش الشرف بسيادتك .
ليرد الاخر و هو يسحب يده :- اوكي بس عايزك في مهمه
زيد بتافف :- اخلص معنديش وقت
كامل الجبالي :- نبرتك معجبنيش بس مش مشكله عايزك تشتغل معايا وتكون شريكي
زيد بفضول وغموض وهو يرمقه بمكر :- وياتري اي هو الشغل
كامل يبتسم :- شغل هتكون منه زي الملك
فهم زيد من نظره طبيعة الشغل
كامل رأي بعينه تفكير :- متفكرش شغلنا كله أمان هستفيد منك وليك كل الأرباح اللي انت عايزها ، وكمان هساعدك تجيب حق ابوك ، الحكومه قفلت القضيه وانت لازم تنتقم لكل واحد فيهم
زيد رمقه بغضب قاتل
فقال كامل وهو يخرج شئ من جيبه ويجذب يد زيد :- دا رقم تلفوني ابقي كلمني لما تفكر وتاخد قرار ومتنساش اني هساعدك زي ما هتساعدني ورحل تاركاً زيد في حيرته ، زيد أكمل طريقه تائها ولج للمنزل إلى غرفته بشرود قاتل ، ولج للتراس وتمدد بجسده على السور غير عابئ بشئ ينظر لسماء بألم فقط ماذا عليه أن يفعل أن يوافق علي مشاركة “كامل الجبالي” ويأذي لمار ويكون ضددها ويخالفها وهي بالاساس تبحث عنه
***********
لمار ولجت لمكتب اللواء أمجد بخطوات ثابته ، تنفس نفس طويل وقال :- لمار عايزك في مهمه ضروريه
كبتت ابتسامته الغامضه بصعوبه وارتسمت الجديه واشارت بعينها أن يكمل
فقال باهتمام :- خطف الاطفال بيذداد يوم بعد يوم واكثر المناطق البسيطه او القري بالتحديد …………. ابتداء اللواء أمجد يخبرها بكل المعلومات التي لديه ، حتي وقفت لمار بغموض وهدوء مخيف وقالت وهي تجذب الملف :- اعتبره انتهي وطالما الملف في ايدي انسي ان يكون في خطف من تاني او ان يخرجوا بسهوله قال مسندين قال ؟ يسندوا نفسهم الاول هوريهم ايام سوده .
أمجد بفخر :- وأنا عشان كدا اخترتك وعارف انك قدها … اي حد مسك القضيه دي ياما تعلم وخد درس ياما توفي وكان نهايته شهيد عند الله بس انا عارف انك هتخططي صح وهتمسكيهم ..جهزي لسفرك قريب .
لمار ترمقه بتأكيد وترحل .
*************
خرجت من مكتب اللواء امجد صعدت سيارتها واجراءات بعض المكالمات وانطلقت لمنزلها هبطت من سيارتها و ولجت للداخل ، حتي لمحت ريم توقفت محلها بحزن …
اما ريم جالسه على كرسيها المتحرك أمام النافذة وهي تنظر للقمر ، وشعرها الذهبي يتطاير بحرافيه مع كل نسمة هواء ، عيناها البنيه يكسوها الحزن والوجع قالت بكسره وقهر وهي تنظر لقدميها وبدموع :- يارب يارب _أغمضت عينيها وهبط الدمع يشك طريقه علي خديها كأنها الأمطار في موسمها رفعت عيناها لسماء مره اخري _ هتلي حقي من كل شخص اذاني يارب أنت عارف اني مظلومه انا راضيه بقضاءك يارب بس نفسي امشي على رجلي من تاني نفسي امشي بحريه من غير تقيد تعبت من الذل وانا عايزه اللي يساعدني عشان اقعد او اقف او حتي انام تعبت يارررررب رجعلي رجلي من تاني اخر طلب يا الله يارب ، صمتت لبعض الوقت وهي تتذكر أحمد وكل لحظاتها معه رفعت عيناها للقمر لتخاطبه وهي لا تري تلك الصديقه التي واقفه خلفها تستمع إليها بوجع وألم لا مثيل لها أجل لا تبكي ولكن قلبها ينزف وهي فقط من تشعر به انه وجع القلب يا ساده _ تبسمت ثم تعالت صوت ضحكاتها المميزه تحت دهشت واستغراب لمار ، ثم تابعت قائله :-
أحمد محبتش ولا هحب حد قده ، الوحيد اللي حسسني بالامان واكدلي أن الدنيا لسه بخير وان مش الجميع زي بعض أبداً ، بس لو عرف أني “نظرت للاسفل بكسره” أني مش بنت ياتري هيوافق ، تعال صوت شهقاتها وتابعت قائله ، أنا ليه حبيته ليه يارب ؟ ليه وضعت حبه بقلبي ؟ هيتجوز وحده مشلوله عايزه اللي يخدمها مين هيحبني ومين هيرضي بيا اصلا ؟ نظرة إلي مكان قلبها رمقتها بعضب سرعان ما رفعت يدها وظلت تضرب نفسها بقوه وهي تقول بصراخ نسبياً (أنت ليه حبيته ؟ ليه فتحتله بابك ؟ عشان توجعني ؟ حرام عليك هو انت بتحب الوجع مش كفايه وجعك اللي بيموتك بالبطيئ مش كفايه اهلك اللي تخلوا عنك ما عدا لمار ليه حبيته ؟ وانت مش هتقدر تساعده ليه فتحتله بابك ؟ ليه ليه ليه ؟
تخشبت يدها ، رفعت عيناها لتجد لمار أمامها لتعانقها وهي تبكي بحرقه .
ابتعدت عنها ، لتحتضن لمار وجهها وهي ترمقها بنظره غاضبه :- عايشه في زل ها ؟ أنا امتي قولتلك حاجة ؟ أمتي قولتلك لا علي حاجه ؟ قولي ؟
هبطت دموعها بقوه وهي غير قادره علي رفع عيناها عليها :- مش قادره اكون عاله عليكي اكتر من كدا !
تسارعت دقات قلبها سرعان ما هبطت علي وجهها “بقلم” لكي تجعلها تفيق
كيف لها أن تقول ذلك ؟ إلا تدري كم تحبها وتعشقها ؟ إلا تدري أنها أصبحت جزء منها ؟
هزتها بقوه وهي تصيح بغضب :- اه انتي عاله عليا ؟ صح كلامك ؟ هو أنتي لو كنتي عاله عليا كنت جبتك ؟ كنت سكنتك قلبي مش بيتي بس ؟ احتضنت وجهها بين يديها وهي تنحني بجسدها إليها :-
يا حبيبتي انتي بنتي ، حقك رجع ! من كل شخص اذاكي وكان السبب في وجعك وكسرتك ؟ حقك رجعلك من اللي انتهكوا عذريتك دون رحمه ؟ حقك رجع من كل واحد لمسك ؟
شعرت بفرحه تسري بدمها رفعت عيناها بأمل :- بجد أنتي قبضتي عليهم
اشأرة برأسها بمعني لا
بسنت بدهشه :- لا أمال مين جبلي حقي
استقامت لمار بوقفتها بنظرة مكر وقالت بصوت جهوري به الفخر :- من الفتاه المقنعه !!؟؟
أنتابها فضول قاتل فمن “الوحش المقنع” تلك من تكون كي تأخذ لها حقها تطلعت لها بفضول :- مين دي ؟ أنا أعرفها ؟
لمار تشير لها بعينها وهي تجذب الكرسي :- نتكلم بعدين يلا عشان تنامي ..
دسرتها جيداً ؛ و ولجت لغرفتها وجدت بسنت نائمه ، تحررت من جاكتها وهي تجلس على الاريكه لجذب كأس الماء وترتشف القليل منه وتضعه ؛ استندت للخلف بجسدها وهي واضعه يدها أسفل رأسها وتنظر لسقف :- وذهبت بذكرياتها إلى معشوق الروح والفؤاد ، تلك الذكريات التي تراودها لتهلك قلبها ألما و وجعا
*********
لمار وحبيبه واقفون أمام غرفة أدهم ويخططون بخبث
حبيبه بغيظ :- الواد ده مش ناوي يصحي وبابا عايزه ؟
لمار بمكر :- مش عايز يصحي نصحيه بمعرفتنا ؟ ولا اي ؟
حبيبه تؤمي برأسها ، ليدلفوا للداخل على أطراف اصابعهم كي لا يشعر بهم “أدهم”
ليحاوطه كل وحده في اتجاه وبيدها أبريق من المياه .
لتقول حبيبه بهمس وهي تنظر للمار وتعد على اصابع يدها “واحد اثنين” وما كادت تنتهي من كلمة “ثلاثه” حتي سكبوا هما الأثنين عليه الماء وتعال صوت ضحكاتهم عليه ، عندما انعدل بزعر وهو ينظر حوله ويقول :-مين مين في اي بغرق …. رمقهم بغضب قاتل وعيناة مشتعله جعلهم يتوقفون عن الضحك بخوف ، لتتجه حبيبه وتمسك يد لمار بخوف ، ليقف ادهم بغضب وهو يقول بحده :-
مين صاحبة أم الفكره دي
لتشاور حبيبه بخوف للمار وتركض تاركه لمار توجه غضب “الأدهم”
تسارعت دقات قلبها وهي تتراجع للخلف وهي تري عيناه قاتمه وبها شعاع نار ، حاوطها بين ساعديه على الجدار ، كادت ان تهرب لولا يده التي احكمت قبضتها ،
تعمدت عدم النظر إليه فلم تستطع فغلبتها عيناها العشقتان ، تبخر الغضب في ثانيته أمام عيناها التي تجعله ينسي كل ما حوله وكأنه في عالم أخر ، اغمضت عيناها وتعالت دقات قلبها وتسارعت انفاسها عندما اخترقت رائحة عطره اليها ظلت تتنفسها بحب
تأملها مطولاً حركة عيناها المغمضتان ارتباكها حياءها شفايفها ظلت عيناه مثبته علي وجهها بتأمل كأن لا يوجد غيرها ولا يري غيرها اذدادت دقات قلبه بقوه غريبه وشعر ان روحه قد ردت إليه كاد أن يقترب ليقبلها سرعان ما فاق لنفسه وهو يكور قبضة يده بغضب وبعد عنها واستدار للجهه الاخري وهو يصيح بغضب :- اطلعي برا ومتدخليش اوضتي تاني
هرولت سريعاً للخارج
عادت للواقع علي نغمة هاتفها ، فاقت من ذكرياتها المؤلمه التي تحيا عليها وتحيي قلبها ؛ جذبت الهاتف ورأت اسمه يضيئ الشاشه ولكنه اضاء قلبها ، تسارعت دقات قلبها ورفعت الموبايل بارتباك وتوتر وقالت بصوت ضعيف :- ايوه يا ادهم
استمعت لصوته الذي اشتاقت إليه كثيراً واشتاقت اليه رغم ان لم يمر ثواني علي مفارقته ولكن القلب يريد قرب معشوقه ماذا عليها أن تفعل فإنها لا تستطع التحكم بذلك القلب
# يا بنتي بتسرحي في اي بقولك تعالي شوفي حبيبه قبل ما تسافر
يا الله كم اشتاقت إليها و ألي ضحكتها تريد أن ترأها ولكن لا يمكن أن تعرض حياتها للخطر ، فقد يروها معاها فيأذوها ماذا تفعل تريد أن تعانقها وبقوه
فاقت على صوته وهو يقول بسخريه
هو أنا صوتي بينوم كدا اخلصي بقولك قبل الطياره متمشي
# مش جايه
قالتها بألم جاهدت اخفاءه وسرعان ما اغلقت والقت بالتلفون دون اكتراث ونهضت مسرعه وهي تجذب جاكتها وتهرول للخارج ، صعدت سيارتها وانطلقت كي تراها حتي لو تلمحها من بعيد فهي اشتاقت اليهم جميعاً
وصلت بسرعة البرق اختبئت خلف احد الحوائط عن قرب منهم عندما لمحتهم ابتسمت بسعاده وهي تقرأ حركة شفايف حبيبه تقول :-
هي قالتلك مش جايه دي كدابه والله هتيجي تشوفني بس مش هتظهر نفسها انا متاكده
لترد هدي :- وحشتني ونفسي اشوفها
كانت لمار تقرأ حركة شفايفهم بفرحه وهي تتمعن النظر بهم بعشق وحب جارف رأتهم يودعون حبيبه ومعها بعض الزملاء ، توجهت مسرعه للخارج قبل ان يشعر بها أحد حتي اصدمت بجسد صلب جعلها متصنمه محلها وكأن قدميها شلت عن الحركه
اما هو ابتسم بحب عندما علم من تكون وهرول سريعاً داخل المطار قبل أن تراه …….
من يكون ؟ لماذا هرب حتي لا تراه ؟ هل لمار ستعرفه ؟ ما المجهول الذي يخبئ لحبيبه في تلك البلد الغريبه ؟ ماذا أن علموا بعلقتها ب لمار لتكون ضحية ثأر نهايتها العشق المؤكد ويسكن قلبها من عداءه القلب ؟ ستخسر لمار أعز الناس وتنخدع في اقرب الناس ؟ ستبداء في كشف الغازها فهل ستتحمل الصدمات أم لا ؟ هل تستطيع لمار انقاذ الأطفال من موت مؤكد لتخسر هي اعز من بالقلب ؟
رأيكممممممممممم
احم احم من بداية الفصل الثاني في مشاهد مهمه عايزين نناقشها سوي فكونوا مستعدين ليها …
من هنا ستبداء لمار بكشف قاتل والدها ومتنسوش سليم قبل ما يموت قال “مش جون اللي قتل ابوكي” معني كدا ان جون ده هو الخيط اللي هيوصل لمار للقاتل راكزوا بقا عشان في عواصف جايه شديده على لمار عايزين نساندها ….
قول الإلزامية مشار إليها بـ *
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية فتاة العمليات الخاصة) اسم الرواية