رواية عازف بنيران قلبي الفصل التاسع 9
أنا الذي ماتت أغصاني، وجف ينبوعي، أنا الذي تحولت جنات عشقي، مقابراً لدموعي كان كاذبا عندما قال انه يحبني
حقا مُؤلمة جدًا تلكَ الأوجاع
التي نُخبئها خلف إبتسامات كاذبة و ضحكات ليست من القلب
❈-❈-❈
أنهى حمامه، ثم اتجه لغرفة أخيه ظنا أنه وحده لم يكن على علم بوجود ليلى بالقصر، كان يرتدي ثيابا بيتيه تتكون من تيشرت ضيق من اللون الأسود يبرز عضلاته وبنطال من اللون الرمادي ..فتح الباب فجأة وهو يتحدث إلى أخيه
- سليم !! ولكنه توقف عن الحديث عندما وجد أخيه يضمها بذراعيه و يقبلها ، ابتعد يواليهما ظهره متجها للخارج متأسفًا
- آسف مكنتش أعرف أن معاك حد...قالها بأنفاس متقطعة متجها لغرفته..ناداه سليم
- راكان أستنى..توقف مجرى الدم بعروقه وتثلجت أوصاله حينما ناداه سليم، هو الآن لايريد أن يرى أحدا، أو يتحدث ..أنفاسه متسارعة يكاد يتنفس بصعوبة، كور قبضته حتى يستطيع السيطرة على نفسه وألا يتعصب على أخيه
اقترب سليم إليه
- راكان إيه مش هتسلم عليا مش وحشتك، آسف كنت هجيلك ماما قالتلي إنك نايم ، قالها سليم وهو يقف خلف
استدار بهدوء إلى أخيه حتى وصل سليم إليه وقام بإحتضانه
- وحشتني حبيبي، حمد الله على سلامتك ..لم يستطع التحدث ولا حتى النظر إليه كأنه فاقد لكل شيئا، هز رأسه وهو يرسم إبتسامة على وجهه، لحظات وهو يحاول أن يجمع شتات نفسه ولكن كيف عليه التحمل وهو يستنشق رائحتها على ثياب أخيه
تحرك سريعا لغرفته دون حديث، فقد تحمل مالا يتحمله أحدًا، أغلق الباب خلفه ولم يستمع سوى لأنفاسه المتسارعة، انزلقت عبرة غائرة بجانب عينيه هوى جالسا عندما فقد الحركة
والمشهد أمام عينيه، هي بأحضانه ويقبلها بلهفة عاشق حد النخاع وهي صامتة بأحضانه كأنه حبيبها منذ أعوام
رجفة قوية أصابت جسده حتى شعر بارتعاش جسده كالذي يعاني بحُمى، ليته يعاني حمى الجسد، ولا يعاني حمّى قلبه
أطبق على جفنيه حتى عصر عينيه يلكم رأسه وهو يصرخ بآهات محبوسة داخل صدره كيف عليه أن يخرجها ، كيف عليه أن يحكي مايؤلم صدره، ماأصعب هذا الشعور
اتجه لمرحاضه وقام بفتح المياه ووقف تحتها بملابسه عندما فقد السيطرة بالكامل على نفسه جلس تحت المياه حتى اختلطت دموعه بالمياه
يعض على كفيه وصورتهما أمام عينيه
دلف سليم بعد فترة إلى جناحه وظل ينادي بإسمه ...ولكنه تراجع وانتظر بالخارج ينتظره
ظل راكان فترة ليست قليلة داخل مرحاضه مما انتاب سليم شعوره بالخوف عليه، فاتجه إليه يطرق على باب المرحاض
- راكان إنت كويس !!..استمع لصوته بالخارج فأجابه بصوتا كاد أن يكون متزنا
- كويس ياسليم، شوية خارج
وقف أمام المرآة ينظر لنفسه لعينيه التي تغير لونها، ووجه الذي أصبح عبارة عن لوحة من الألم والحزن والغضب معا، حتى حدث حاله
- لمّا من أولها عامل كدا، طيب قدام هتعمل إيه
واحدة باعتك وهي عارفة ومتأكدة إنك حبيتها
نسيت قالتلك إيه عايزة تشوف وجعك، برافو عليها طلعت أقوى منك ياحضرة وكيل النيابة
ابتسم بسخرية على نفسه
- إزاي تدي لواحدة مكانة مش تستهالها، ضغط على أنينة عطره حتى تهشمت بيديه، ولم يشعر بذاك ، فقط صدى صوتها باذنيه وهي تحادثه
- عايزة أشوفك بتتألم كدا ياراكان وانت شايف حبيبتك في حضن أخوك
آآآآآآه خرجت منه صرخة وهو يدفع كل ماامامه من على المرآة حتى أصبح حمامه عبارة عن أشياء متناثرة بكل مكان ...دلف سليم سريعا وهو يدفع باب الحمام حينما استمع لصرخاته
- راكان فيه ايه؟! إيه اللي حصل؟
أشار بيديه حتى يتوقف وابعد نظره عنه
- مفيش حاجة افتكرت حاجة وعصبتني مش أكتر إنزل وأنا شوية هنزل، أنا أصلا ماليش نفس..دنى سليم منه وهو يدوس على الزجاج المتناثر بهدوء حتى لا يؤذي راكان عندما سحبه بهدوء
- خلي بالك الإزاز، ممكن يدخل لرجلك.. رفع نظره لأخيه أخيرا ووجد لهفته وحزنه عليه، لم يشعر بنفسه إلا حينما جذبه وهو يضمه لأحضانه مردفا:
- سليم أنت عندي اغلى من روحي، خليك دايما متأكد لو طلبت حياتي مش هتأخر عنك
خرج سليم من أحضانه ينظر إليه بتيه ثم تسائل:
- مش فاهم حاجة ياراكان، طول عمرك وإنت سندي وحمايتي وقوتي، ليه الكلام دا دلوقتي
احتضن وجهه وأغروقت عيناه بالدموع
- عايزك تبقى واثق أن أخوك عمره مايفكر يأذيك حتى لو بنظرة، خليك دايما واثق فيا أوعى في يوم الثقة دي تهتز مهما يحصل، والله مستعد أفديك بروحي، قالها وانزلقت دمعة من عينيه لم يستطع السيطرة عليها
كانت تقف على باب الغرفة واستمعت لحديثهما فدلفت وهي تبكي وتتحدث
- وأنا كمان ماليش دعوة عايزاكو تفدوني بحياتكم .. قالتها بشقاوتها مما ابتسم راكان يجذبها لأحضانه
- أنت أميرة قلب اخوكي، واللي يفكر بس يقرب منك اكله بسناني حتى لو الزفت يونس
ضمهما سليم وهو يقهقه
- وأنا عايز من العشق الممنوع دا، ضحكات صاخبة منهما وهو يضموا بعضهما البعض
دفعهم بمزاح
- عايز ألبس ياحلو منك ليها، ايه الأحضان اللي ببلاش دي
ضحكت سيلين بشقاوة وبسطت يديها
- عايزة عشرين مليون جنيه عشان اشتري فستان لفرح الأستاذ اللي جنبك دا
قطب مابين حاجبه وغمز إليها
- لو فرحي مش هديلك عشرين بس، وحياة مراتي اللي لسة مشفتهاش مية مليون لأحلى بنوتة
وضع سليم يديه بخصره:
- نعم ياختي منك له، عايزة كام، ليه دا فرح الملكة ايزابيل فستانها ماوصلش للمبلغ دا
- هنا تذكر سليم شيئا فاستدار إليه متسائلا:
- مقولتش الفستان دا بكام، شكله غالي جدا، شايف تصميمه مكلف شوية
ربت على كتفه وأجابه:
- متبقاش عبيط مفيش حاجة تغلى عليك، ياله أمري لله اعتبرها هدية فرحك مع إني عاملك مفاجأة حلوة كمان
دقق النظر إليه وتسائل:
- إيه غرضك من جوازك ياراكان..اتجه لغرفة ملابسه وهو يشير لسيلين
- اسبقينا حبيبتي، وأنا هلبس وانزل
ضربت سيلين بخفة على وجهها
- اوووبس ماما زمانها هتقوم القيامة، دول مستنينك بقالهم فترة عشان الغدا، الضيوف زمانهم زهقوا مننا
ضيق عيناه متسائلا:
- ضيوف؟! هو إحنا عندنا ضيوف
- إيه يابني انت نسيت ولا إيه!! دا لسة شايفني مع ليلى من شوية
رجفة سرت بجسده عندما ذكره بصورة أراد لو يمحيها من ذاكرته للأبد..ابتسم إليه إبتسامة بسيطة وأردف متسائلا:
- قصدك إيه؟
أجابه سليم :
- ليلى وأهلها تحت ماما عزمتهم على الغدا، وكمان اتصلت بحلا ولسة ماتكلمناش في موضوع حلا دا خليك فاكر
اخذ عدة أنفاس عله يهدأ من ضجيجه الداخلي وأشار بيديه:
- طيب إنزل إنت وأنا هلحقك ..هبط سليم للاسفل حيث تجمع العائلة، بينما توقف راكان ينظر حوله بتيه وتشتت محاولا استجماع نفسه
-انت قدها مش دي اللي تبكي عليها، مش دي اللي تخسرك اخوك، مش دي اللي تحرق قلبك، وانت شاكك إنها عارفة إنك بتكنلها مشاعر..فوق عمرك ماكنت ضعيف، دوس على قلبك، لو وصلت تفتح صدرك وتطلعه من جسمك، فوق ياراكان، فوق..ظل يكررها عدة مرات
❈-❈-❈
عند ليلى بعد رؤية راكان لهما
دفعت سليم وجسدها يرتعش، حاولت أن تتحدث وتسيطر على نفسها ولكنها ضعفت..مسد سليم على ظهرها
- ليلى إيه اللي حصل؟ إنتِ مكسوفة من راكان
عادي حبيبتي متنسيش إننا متجوزين
- لا مش متجوزين ياسليم..قالتها بغضب، ياريت يبقى في حدود لحد مااجي بيتك
توسعت عيناه مذهولا وهز رأسه رافضا حديثها
- لا طبعا إنتِ مراتي على فكرة، وليا حقوق كتير إلا حاجة واحدة
هبت من مكانها مذعورة عندما علمت بمعنى حديثه فنظرت إليه بغضب، نعم لقد اختل توازنها بالكامل لم تعد تتحمل ما تشعر به
- لا طبعا انت من حقك تمسك أيدي ونقعد مع بعض لوحدنا بحدود، غير كدا إحنا في حكم المخطوبين
انكمشت ملامحه بإعتراض تجلى في نبرته عندما تحدث
- ليلى إيه اللي بتقوليه دا، إنتِ مراتي..
شعرت حينها بانياب حادة تنهش بصدره وتمزق قلبها، هناك جبل يطبق على نفسها وتختنق
اغروقت عيناها بالدموع عندما عجزت عن رده فجلست على الفراش تضع يديها على وجهها وتبكي بصمت
اتجه يجلس أمامها عندما اصيب بالرهبة من حالتها التي ظهرت عليها من قبلته الوحيدة
انزل كفيها يضم وجهها بين راحتيه
- ليلى حبيبتي ممكن تتكلمي معايا بصراحة، انتِ ليه وافقتي تتجوزيني وانت في حياتك حد تاني
صدمة اصابتها وهي تهز رأسها وعبراتها تسقط من وجنتيها ..هنا أتقن سليم أن بحياتها شخص آخر
نصب قامته وتوقف يواليها ظهره
- أنا حبيتك وحبيتك قوي كمان، لكن توصل إنك ..نهضت سريعا تقف بمقابلته
- لا ياسليم مش زي ماانت مفكر، مفيش حد في حياتي اقسم بالله مافيه حد في حياتي، يعني مش مواعدة حد ابدا، بس فيه موضوع مهم لازم تعرفه بعد الغدا
أمسك كفيها ونظر لمقلتيها
- أنا معاكِ ياليلى لو مفيش حد شاغل قلبك، أما لو اي حاجة غير كدا كله يهون، أهم حاجة عايز قلبك ليا وبس، أنا مش هتحمل فكرة مراتي متجوازني عشان تنسى حبيبها، صدقيني وقتها ممكن تشوفيني سليم تاني خالص
رفعت كفيها المرتعشين تضم وجهه مع انسدال عبراتها:
- إنت جميل قوي ياسليم، وتستاهل حد احسن مني، حقيقي أنا خسارة فيك، خايفة مقدرش أسعدك.
ختمت كلماتها بدموع الوجع، أمسك كفيها يقبله
- وأنا مش عايز غيرك، أما لو فيه حد تاني أوعدك أنسحب
- مش عشان كدا ابدا، أنا بس أول مرة حد يقرب مني كدا، غير أن أخوك شافنا، دلوقتي يقول عليا إيه
مسح دموعها وتحدث بصوتا متهدج بمشاعره
- حبيبتي عادي اللي بيحصل بينا دا، ومتخافيش راكان عمره مايفكر فيكِ بسوء
ابتعدت عنه عندما استمعت لطرقات على باب الغرفة، دلفت العاملة
- والد حضرتك عايزك تحت ياهانم ..أومأت برأسها دون حديث، رفعت بصرها وتحدثت:
- لازم نتكلم، هحكيلك كل حاجة وقتها القرار في أيدك.. قالتها ثم تحركت للخارج
زفر مختنقا ثم توجه إلى غرفة أخيه
بعد قليل تجمع الجميع حول مائدة الطعام، كانت زينب تشرف بنفسها على المائدة..اتجهت ليلى تجلس بجواره ثم همست إليه:
- عايزة بعد الأكل نخرج الجنينه، ممكن!! شكلها حلو قوي، وأنا بحب المناظر دي، استدار يومأ برأسه
- طبعا حبيبتي الجنينة وصاحبها تحت أمرك
كان أسعد يترأس المائدة بجواره زوجته وعلى الجانب الآخر عاصم وزوجته..هبط راكان وهو يوزع نظراته على الجميع
- آسف أتأخرت عليكم ...قالها بإبتسامة عذبة من يراه الآن لم يقل أن هذا الذي كان يصارع نفسه
❈-❈-❈
جلس بمقابلة والده على المائدة مرحبا بالجميع اتجه بنظره لحلا التي ترسم ابتسامة فدنت برأسها
- دا كله تأخير، أنا زهقت وكنت همشي،
قوس فمه وأجابها:
- وإيه اللي قعدك؟
توسعت بؤبوتها مشدوهة من حديثه المستفز
- دي مقابلتك ليا بعد أكتر من أسبوع ياراكان
أشار بعينيه على الطعام وهو يرسم إبتسامة ثم تحدث
- كلي حبيبتي وبعدين نتكلم ...دلفت فرح وسارة في تلك الأثناء
- هاي ياجماعة ...إيه دا عندكم ضيوف
استدار راكان يبتسم بسخرية مردفا
- اهلا برنسس العيلة الفاشلة، قالها بصوتا خفيض ، ثم تحدث
- تعالي ياسوسو دول مش ضيوف ، بما أنكم أول مرة تتقابلوا فأنا هتولى التعريف بدلا عن سليم طبعا
تسمحلي ياسليم قالها وهو ينظر إليه بمغذى
تعالي يافرح اتغدوا معانا ..هذا ماأردف به أسعد
اتجهت فرح تجذب مقعد بجوار راكان وتحدثت بصوتا مرتفع بعض الشئ وهي توزع نظراتها بين ليلى وحلا ودرة
- إيه ياآبيه راكان مش تعرفنا على ضيوفك
كانت نبرة قوية موجهه إلى سليم
وضع محرمة الطعام الخاصة به على ساقيه ورفع نظره إلى عاصم
- أعرفك يا استاذ عاصم ..دول بنات عمي سارة وفرح، بنات عمي جلال ..طبعا حضرتك شوفته يوم الخطوبة، وبما إن الخطوبة كانت على الضيق فمحضروش
- أهلا يابنات قالها عاصم بابتسامة مرحبة بهما
ثم اتجه بنظره إلى سمية وتحدث
- دي طنط سمية حماة سليم تكون أم ..توقف للحظة عندما رفعت ليلى بصرها إليه وتلاقت نظراتهما فأكمل بصوتا كاد أن يكون متزنا
-دي الباشمهندسة خطيبة سليم واللي جنبها، باشمهندسة برضو بس لسة بتدرس ، منورة ياباشمهندسة درة
ابتسمت درة وأجابته
- ميرسي ياحضرة المستشار، أكمل حديثه متجها إلى كريم:
- ودا كريم أخو ليلى، قصدي الباشمهندسة ليلى ودرة
طالعتهم فرح بتكبر وأشارت عليهم:
- دي بقى خطيبتك ياسليم ، منورة يا...نسيت اسمك قولتلي اسمها إيه ياآبيه
انكمشت ملامح سليم ورفع بصره إليها ثم تحدث:
- ليلى مراتي يافرح مش خطيبتي، وفرحنا بعد أقل من شهرين
عقبالكم يابنات ..قالها عاصم وهو يشملهم بنظرات تفحصيه عندما لم يروقه طريقة فرح بحديثها
قاطعته سارة وهي تنظر بأصبعها ثم رفعت كفيها للجميع وهي تطالع سيلين بتشفي
- أنا مخطوبة ياعمو، إيه حضرتك مش شايف الدبلة في إيدي
نظر راكان لسيلين التي تحاول منع دموعها فرفع بصره إلى سارة:
- مبروك ياسارة، إنما خطيبك فين أراضيه مش باين يعني، إيه يابنتي هو إنتِ طفشتيه
احرقها بكلماته ..ثم رفع نظره لعاصم
- دي خطيبة الدكتور يونس طبعا حضرتك عارفه...أومأ عاصم وأجابه
- آه طبعا اتقابلنا كذا مرة
جلست فرح تطالع ليلى بنظرات تقيميه ثم اردفت
-هو أنتِ شغالة ياليلى مع سليم في الشركة..عشان كدا خطفتيه..قصدي يعني عرفتوا بعض
أومأت برأسها وأجابتها
- أيوة بقالي سنة وشهرين...كانت تتلاعب بطعامها ثم رفعت بصرها إلى سليم
- مع إن سليم عمره ماجابلي سيرتك ابدا
قاطعتها سارة وهي تتناول بعض الخضروات التي توضع أمام راكان وتحدثت بمغذى
- يمكن مفكرك هتزعلي يافروحة..فهم راكان لعبتهما
فاتجه يرمقها بنظره سخرية وهو يلوك طعامه بهدوء، ولم يعيرها إهتمام بينما سليم تحدث
- وليه أحكي عن حبيبتي للغرب ..وبعدين الرسول وصانا بالكتمان ..يمكن وقتها كان الرسول على علم من خبث النفوس،
تجمدت بأرضها وقد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تستطع الحديث
-
قاطعهم أسعد وهو يتحدث معتذرا
- هو إحنا مش هناكل ولا إيه الأكل برد ياسليم ،دلوقتي الأستاذ عاصم يقول علينا إيه
هز عاصم رأسه
- لا ابدا خليهم براحتهم، إحنا مش جعانين ابدا
وضعت زينب الطعام أمام سمية
- الصراحة مكنتش عارفة انتوا بتحبوا إيه، فعملت كذا نوع يارب يعجبك ..ثم اتجهت إلى راكان تضع طعامه أمامه..كان يجلس صامت لاينظر لأحد إلا إذا وجه إليه الأسئلة
- يارب ناكل مش نعمل زي العيال الصغير
رفع جسده وهمس إليها
- روحي كلي يازوزو دلوقتي الناس تقول عليا إيه طفل وأمه بتأكله
لكزته بخفة وهي مازالت تضع له أنواع من الخضار
- كل واسكت، شكلك مش عجبني الأيام دي، وياريت أنا ومراتك نكون متفقين، كنت عرفتها أزاي تهتم بيك
زفر بإختناق فهو يشعر وكأن أحدهم يقوم بخنقه، فرفع بصره لوالدته
- ماما قولت نتكلم بعدين في الموضوع دا
تحركت دون حديث وهي ترمق حلا الصامتة بجواره ..دنت حلا منه وهمست:
- راكان عايزة أمشي بعد الأكل، لو سمحت حاسة الكل مش طايقني
اقترب منها متعمد خفض صوته
- بعد كدا متخرجيش من مكانك من غير علمي
كانت ليلى تراقب حديثهما ونظراتهما بصمت، تنهدت بحزن وشعرت بوجع حاد في كامل جسدها والألم بصدرها اخذ يزداد بقسوة ..تذكرت حديث أسما
- لازم تحكي لسليم عن أمجد، وتعرفيه كل حاجة، وكان من الأفضل تحكي لراكان، بس إنتِ مُصرة أن راكان ميعرفش
انسدلت عبرة أزالتها سريعا حتى لا يراها احدا، ولكن هناك من رآها ..أخرجه عندما
مطت فرح شفتيها وتسائلت:
- مين اللي جنبك دي ياآبيه
ضحكة افلتها سليم وهو ينظر إليها بخبث
- أهو السؤال دا كنت مستنيه من وقت مادخلتي ياحلولة، وياسلام لو جدو جه رحب بيها
عقدت حاجبيها واردفت بسخرية
- اشمعنى ياسولم ...
- دي خطيبتي يااستاذة فرح، فيه أسئلة تاني، ولا نكمل أكلنا ...قالها راكان بغضب
حمحم أسعد حتى ينتبه راكان إليه فتحدث
- إيه رأيك ياليلى في القصر بتاعنا، بتمنى ترتاحي عندنا يابنتي
توترت ولم تعلم بما تجيبه فاتجهت إلى سليم
- اكيد حلو ياعمي، بس أهم من القصر، الدفى والحب يحاوطوا سكانه
ابتسم أسعد واتجه لأبنه:
- خير مااخترت ياحبيبي، ربنا يسعدك
رفع يديها وطبع قبلة عليها ينظر لعيناها
- ليلى يابابا دي الجمال والأحساس كله، جذبت كفيها سريعا، وتوردت وجنتيها حينما وجدت أنظار الجميع إليها
ابتسمت سيلين تنظر لوالدها
- دي درة يابابا اللي كلمت حضرتك عنها ..
ثم اتجهت لسارة
- دي خطيبة ابن خالتك، معرفش تعرفوا بعض ولا لا
نظرت سارة بإستخفاف إليها
- لا متقبلناش أنت عارفة نور عارف طريقة معرفتي بالناس، فبالتالي معرفناش على بعض
اندفعت الدماء لأوردة ليلى وأجابتها
- نفس إحساسنا برضو، مش اي حد نتعرف عليه، لازم نقيم الناس بأسلوبها، مش مظهرها
نهض راكان معتذرا
- أنا الحمد لله..أتمنى محدش يضايق، كملوا غداكم..ثم اتجه لحلا
- كملي اكلك براحتك
يتبع الفصل العاشر
•تابع الفصل التالي "رواية عازف بنيران قلبي" اضغط على اسم الرواية