رواية حور الاسد الفصل التاسع 9 - بقلم سهام محمود
صباح اليوم التالي***
إستيقظ سيف في الساعة العاشرة صباحا ليشعر بثقل على كتفه فنظر بجانبه ليجد سارة نائمة بعمق و بعض من خصلات شعرها تحط على جبينها بخفة أدار نفسه نحوها ليصبح نائما على جنبه ثم إحتضنها أكثر يقربها منه….إمتدت يده يزيح خصلات شعرها عن وجهها ليظهر وجهها أكثر قبل وجنتها ثم جبينها بحنان….
بدأ يداعب قمة أنفها بخفة و يمرر يده على وجهها كله لتبدأ هي بالأنزعاج لتضرب يده بخفة ليضحك عليها بصمت ليعيد الكرة مرة إخرى تأفأفت بعبوس لتستدير إلى الجهة الأخرى مولية ظهرها له…..عبست ملامحه بطفولية ليرفع نفسه قليلا ليبعد شعرها عن عنقها ثم بدأ يقبله قبل متقطعة خفيفة لتتلملم في نومتها ثم دفعته بعيدا عنها بإنزعاج مردفة:
سارة بنعاس: سيبني أنام يا سيف.
سيف: بس أنا صحيت يا سارة مش هتصحي عشاني؟؟.
سارة مغمضة عيناها: سيبني أنام و النبي يا سيف.
سيف بضحك: طيب للدرجة دي بتحبي النوم و متحبنيش أنا.
فتحت عيناها بسرعة تردف بهدوء:
سارة: لو قلتلك أيوة هتعمل إيه؟؟.
سيف مفكرا: مش هخليكي تنامي أبدا.
سارة بتعجب: هتخليني صاحية 24 ساعة على طول؟؟.
سيف يومئ: أيوة عشان تحبيني أنا و تنسي النوم.
سارة بدلع: أهون عليك يا سيفو؟؟.
نظر نحوها بخبث لتتوتر من نظرته ليعتليها بسرعة و يدرف قائلا:
سيف: لا ميهونش عليا أخلي حبيبتي و مراتي صاحية 24 ساعة لوحدها لأني أساسا مش هخليها تعرف تنام من إلي بعمله فيها.
سارة بشهقة: يا قليل الأدب يا سيف مكنتش أعرف إنك كدة أبدا.
سيف بضحك: و أديكي عرفتي اهوه سيبيني بقى أخد بوسة الصبح بقى.
سارة بعناد: لا مش هتاخدها.
سيف: يعني مفيش بوسة الصبح؟؟.
سارة بإبتسامة: هو ممكن أديهالك بس بشرط؟؟.
سيف: ماشي قولي ؟؟.
سارة: عايزة أكل شيبسي كتير و شوكلاتة و نتفرج سوا أنا و إنت على فيلم أكشن كوميدي.
سيف بتعجب: كدة بس؟!!.
سارة تومئ بإبتسامة: أيوة كدة بس إومال إنت مفكر إيه؟!!.
سيف بقهقهة: أنا فكرت حاجة كبيرة مش شوكولاتة و شيبسي و فيلم….دا أنتي طلعتي طفلة.
سارة بعبوس: أنا طفلة يا سيف؟؟.
قرب نفسه إليها أكثر ليقبل وجنتها بعمق مما جعلها تبتسم و تخجل ليرد عليها:
سيف: و أحلى طفلة كمان.
قبلها بهدوء لتحاوط عنقه بيديها لتبادله بخفة ليذهبا معا إلى عالمهم الخاص.
|||||||||||||||||||||.
عند أسد الذي إستيقظ أولا لينظر حوله بأعين ناعسة قليلا ليعتدل ليمسح على وجهه بيديه ثم مرر يده في شعره بخفة ليتشعث أكثر و يهبط بعضا من خصلاته على جبينه نظر نحو الأريكة ليجد حور نائمة…..
تنهد ليقف و يأخذ منشفة بيضاء و يضعها على كتفه ثم إتجه نحو الحمام ليستحم ثم يفرش أسنانه و توضأ….. ليبدأ بتنشيف جسده و أمسك بمنشفة أخرى و لفها حول خصره و خرج من الحمام ليجدها مازالت نائمة إتجه نحو الخزانة و أخرج بنطالا ليرتديه و كان سيرتدي تيشرته الأبيض إلا إنه توقف عندما سمع تمتمات تصدر من حور ليستدير و ينظر نحوها بحاجبين معقودين….. قبضت حور بيديها على الملائة بشدة و رأسها يتحرك بعشوائة و تغلق عيناها بقوة مع حبيبات العرق التي تجمعت فوق جبينها بخفة….
إتجه نحوها بخطوات متمهلة و لا تزال على حالها وقف بجانبها ليمسكها من يدها التي تقبض على الملائة لتمسك هي بيده و تشد عليها بدأ يشعر بالتوتر يحتل مشاعره نحوها ليضع يديه على أكتافها يثبتها من تحركها العشوائي و ينادي عليها لكن لا إستجابة!!….
تنهد بقوة و زاد ذلك من سوء حالتها ليصرخ بها و هزها بعنف قابضا على أكتافها بقوة لتتوقف عن الأرتعاش…..
و فتحت عيناها بفزع و تتنفس بسرعة رهيبة لتنظر إلى سقف الغرفة المتواجدين فيها لحسن حظها إن شعرها يغطي نصف وجهها الأيسر بأكمله شعرت بقضتين قويتين تقيدها لتنظر إلى كلتا جانبيها لتجد أيدي تقيدها لترفع أنظارها فتجده ينظر لها بأعين حادة إرتعشت بخفة ليتركها و كان سيبعد شعرها إلا إنها توترت لتمسك يده بسرعة ليعقد حاجبية بتعجب…..لكنها بسرعة أغلقت عينها اليسرى من أسفل شعرها لتقف و تركض نحو الحمام بسرعة و تغلق الباب خلفها بالمفتاح متنهدة……
نظر نحو باب الحمام بإندهاش من تصرفها هذا……تهجمت ملامحه ليقبض على يده بقوة ليقف و يأخذ تيشرته و من ثم إرتداه بسرعة ليبدأ بأداء فرضه بخشوع تام…….
رفعت حور شعرها من على وجهها و تفتح عينها اليسرى و إتجهت نحو المرآة ناظرة إلى نفسها…..كان وجهها متعرقا و قد إلتصقت بضع شعيرات صغيرة على جبينها شفتيها ترتجف بخفة و وجهها مصفر بسبب الكابوس الذي راودها…..
تلمست عينها اليسرى ذهبية اللون و متلئلئة بشدة مثل عينها اليمنى زرقاء اللون……حور منذ ولادتها و هي مختلفة في لون عيناها فلون عينها اليمنى زرقاء مثل والدتها و عينها اليسرى صفراء ذهبية مثل جدتها تماما……
نزعت ثيابها بخفة و وقفت تحت المياه الشبه باردة و تتنهد بخفة بين الحين و الأخر…..إنتهت من الأستحمام لتفرش أسنانها و تتوضأ ثم بدأت تنشف جسدها أخرجت علبة العدسة لتضعها في عينها بحذر بعد أن رمشت عدة مرات لتستقر في مكانها الصحيح أبتعدت لترتدي الأسدال و تخرج من الحمام فتجد الغرفة خالية….. بدأت تؤدي فرضها لتنتهي منه بعد مدة أخذت ملابس و عادت إلى الحمام لتنزع الأسدال عن جسدها ثم إرتدت بنطال جينز ثلجي اللون و أعلاه تيشرت بأكمام طويلة و يصل إلى قبل الركبة بقليل و أسود اللون ثم خرجت من الحمام إرتدت حجابها الأسود و خرجت من الغرفة لتذهب نحو غرفة المعيشة لتجده يهاتف أحدا من الهاتف الموجود في ركن الغرفة….في الحقيقة هو كان يطلب طعام الفطور أكملت سيرها هي غير مهتمة به لتجلس على الأريكة أمام التلفاز و تبدأ بمشاهدة المسلسل الكرتوني ” تيمون و بومبا ” لتبدأ بالضحك…..إنهى الأتصال ليجلس بجانبها على الأريكة لتضحك مرة أخرى عندما جائت لقطة مضحكة في المسلسل لتبدأ دقات قلبه بالتسارع و تنفسه كذلك ولا يعلم لماذا!!!……..
تنهد بقوة ثم تحدث ببرود مما جعلها تجفل:
أسد: غيري عن الزفت دا و هاتي حاجة تانية.
نظرت نحوه حور بإستغراب شديد لترد عليه بإستفهام:
حور: و أغير عنه ليه؟؟.
أسد ببرود: كدة غيري عنه و هاتي حاجة تانية تتسمع مش الهبل إلي إنتي جايباه دا.
حور بإنزعاج: بس دا مش هبل على فكرة.
أسد: هو في حد في عمرك يسمع إلي إنتي بتسمعيه دا؟؟.
حور مجيبة: أيوة في طبعا.
أسد: مين الغبي دا ؟؟.
حور بسرعة: أنا….بس أنا مش غبية على فكرة.
أسد بإستفزاز: لا غبية و أووي كمان.
إندفعت نحوه قليلا مردفة بغضب:
حور: مش غبية.
أسد مندفعا نحوها: لا غبية.
حور: مش غبية.
أسد: غبية.
حور: مش غبية.
أسد: غبية.
حور: مش غبية
أسد: غبية.
حور: مش غبية.
بقي الأثنان يندفعان نحو بعضهما البعض بدون وعي إلى أن تلامس جبينه مع جبينها و هي تنظر له بغضب بينما هو بحدة……صدح صوت طرقات عالية الباب مما جعلهم يتداركون أن وضعهم بهذا القرب وقف هو سريعا متجها نحو الباب بلامبالاة بينما هي جلست بصدمة واضعة كف يدها على فمها بخفة و ترتعش قليلا أنزلتها لتتأفأف بإنزعاج ثم أمسكت بوساة صغيرة لتضعها في حجرها بهدوء و كأن شيئا لم يكن…..
بينما أسد فتح الباب ليجد نادلا و معه طاولة الطعام المتنقلة ليبتسم في وجه أسد ثم دخل إلى الداخل و ذهب مرة أخرى…..ليغلق أسد الباب خلفه ثم تحدث ببرود :
أسد: يلا عشان تفطري.
حور: مش جعانة.
أسد : أنا قلت قومي عشان تفطري لانك من إمبارح بالليل ماكلتيش حاجة.
حور بعدم إهتمام: مش جعانة
أسد بنبرة أمرة: تعرفي يا حور لو مقمتيش تاكلي دلوقتي مش هيعجبك إلي هعمله فيكي.
ألقت بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز جانبا و الوسادة أيضا لتتنهد بقوة و ملامح الأنزعاج بادية على وجهها بطفولية لتخطو بضع خطوات أمامه ثم جلست على الطاولة و بدأت بتناول الطعام بعدم إهتمام…. .بينما هو إبتسم بجانبية عليها ثم جلس هو الأخر على الكرسي المقابل لها و بدأ يرتشف من فنجان قهوته بهدوء……نظرت نحوه حور بخفة لتنقلب ملامح وجهها إلى إستغراب إلا إنها هزت اكتافها بخفة غير مهتمة به.
مضت فترة تناول طعامهما على خير و بصمت أيضا…..لكن كان هناك بعضا من أستراق النظرات الخاطفة التي كانت صادرة من قبل أسد ل حور التي كانت منهمكة في إلتهام الطعام…..ذهبت هي و جلست أمام التلفاز مرة أخرى بينما هو إتجه نحو غرفة النوم ناويا الخروج لكن قاطعه رنين هاتفه ليرفع الهاتف فيجد اسم أحمد يتوسط الشاشة ليعقد حاجبيه بإستغراب لكن لم يطل كثيرا ليضغط على قبول المكالمة و يضعه على أذنه فيسمع حديث أحمد المتأسف مردفا:
أحمد: أسد باشا أنا متأسف جدا لأني إتصلت عليك في وقت زي دا.
أسد بهدوء: لا مفيش مشكلة…في إيه؟؟.
أحمد بتوتر: في مشكلة يا فندم و محدش هيقدر يحلها غيرك في الوقت دا.
أسد: مشكلة إيه؟!!…أنا كنت مرتب كل حاجة قبل ما اسيب الشركة!!.
أحمد مفسرا: المشكلة مش في الشركة هنا حضرتك المشكلة في تركيا عند فرع شركتنا الخامس.
أسد بحدة: أكيد نفسه المدير التنفيذي.
أحمد: للأسف يا أسد باشا إنت هتضطر إنك تسافر و تحل المشكلة لانك انت الوحيد إلي هتقدر تحلها.
أسد بتنهد: طيب أنت فين دلوقتي؟؟.
أحمد: أنا حاليا في المطار عشان أسبق حضرتك على إسطنبول و أجهز كل حاجة هناك و كمان حجزتلك تذكرتين ليك أنت و المدام و الطيارة ليلية الساعة 7.
أسد منزعجا: ماشي يا أحمد أهم حاجة إنك لما توصل هناك تجهزلي كل الأوراق المطلوبة و اللازمة.
احمد: حاضر يا فندم.
أنهى أسد المكالمة راميا هاتفه على السرير فرفع أبهامه يمرره على جانب جبينه مغلقا عيناه بينما إشتد فكه الحاد مع إنقباض في عضلات صدره القوية عاد أدراجه إلى الخارج حيث حور تجلس أمام التلفاز بملل تتأفف كطفلة من ذلك الوضع ليرفع حاجبه على تصرفها هذا لكنه تقدم اكثر و جلس بجانبها قائلا بنبرة باردة كعادته:
أسد: أنا هسافر على تركيا بسبب الشغل
حور بذهول: إيه؟! طيب و أنا هعقد هنا وحدي؟!.
أسد مجيبا: لا إنتي هتيجي معايا لأني مش هقدر أسيبك هنا عشان محدش في البيت يعرف و تحصل مشاكل.
حور بتنهد: همممم ماشي.
اسد يقف: الطيارة الساعة سبعة بالليل و إحنا هنخرج من هنا الساعة 6 عشان المطار بعيد شوية فا ياريت تجهزي كل حاجة.
إبتسمت حور في وجهه بعفوية صادرة منها كعادتها لتبدأ نبضات قلبه تتسارع جدا يا الله ما الذي تفعله هذه الفتاة في قلبي من أقل شيء يصدر منها أرتبك كأنني لم أرتبك من قبل و يدق قلبي كما لو أنه عاد إلى الحياة بعد زمن طويل و بدأت أخاف عليها منذ أن كانت تحلم رغم إنه لم يمضي إلا وقت قليل فلنرى ما الذي ستفعليه بي أيضا يا حور!!.
إتجه اسد نحو غرفة النوم عائد أدراجه إليها ليترك الباب مفتوحا و يتجه نحو الخزانة فيخرج قميصا أسود و بنطال أسود جينز…..ليرتدي البنطال الأسود و على وشك أن يرتدي قميصه إلا إنه توقف على صوت إنكسار شيء في الخارج يليه صرخة حور التي كانت شبه مكتومة.
ليترك القميص من يده و يذهب إلى الخارج بخطوات سريعة فيجدها جالسة على الارض ممسكة بكف يدها التي تنزف و أمامها زجاج مكسور ليهرع نحوها و يجثي على ركبة واحدة أمامها…… رفع نظره نحو وجهها ليجدها مغمضة العينين بألم و تقضم شفتيها بقوة ليشيح بنظره بسرعة البرق ثم إمتدت يداه ممسكة بكف يدها المملؤة بالدماء متحدثا بهدوء عكس البركان الذي إنفجر من خوفه عليها:
أسد: أهدي…إيه إلي حصل؟؟.
فتحت عيناها بهدوء لتنظر إليه فتجده ينظر إليها بهدوء لتشعر بنغزات في كف يدها بسبب الزجاج العالق بها لتبتلع الغصة التي في حلقها بسبب الألم لتتحدث بصعوبة:
حور: كنت هشرب مية ف الكاسة وقعت من إيدي و إتكسرت و لما جيت ألمها دخلت في إيدي معرفش إزاي.
لتنهي حديثها بشهقة خفيفة يليها هبوط عبراتها بصمت أومئ لها ليردف و مازال ينظر في عيناها بثبات:
أسد: طيب إهدي و بطلي عياط….أنا دلوقتي هطلع الأزاز من إيدك بالراحة و بسرعة ماشي.
حور برجاء: بس بالراحة عشان بتوجعني.
أسد بتشتت: حاضر.
تحدث بها و هو يومئ بخفة بدون وعي أبعد نظره بصعوبة عنها لينظر إلى كف يدها المتلطخة بالدم اتجهت أنامله ليمسك بها طرف زجاجة مخرجا إياها بسرعة البرق فتصرخ حور من الألم الذي جعله يرتعش من الخوف عليها….حاولت شد معصمها من كف يده إلا إنه أحكم الأمساك عليها و بقوة مردفا بحدة يخفي خلفها خوفه عليها:
أسد: متشديش إيدك عشان بتنزف.
حور بألم: بس إنت بتوجعني أووي شيلها بالراحة ارجوك.
أسد: أنا أسف مقصدش بس هي خلاص دي أخر واحدة.
أومئت له بصمت و مازالت تبكي بسبب الألم بينما هو متعجب؟!! بل مذهول من نفسه كيف يتأسف و هو لم يفعل أي شيء و لم يرتكب أي خطأ أيضا هز رأسه بخفة بسبب تشتته هذا فيمسك بطرف الزجاجة الأخرى و يخرجها بسرعة لكن بخفة بنفس الوقت لكن هذا لم يزدها إلا ألما و بكاء فيتمتم ناظرا لها:
أسد: خلاص شلتها إهدي دلوقتي هروح أجيب علبة الأسعافات و أجي ألفها بشاش طبي اقعدي على الكنبة بس
أومئت له بصمت ليمسكها من أكتافها لكي يرفعها عن الارض فتقف معه بخطوات متعرقلة فيجلسها على الاريكة بينما هي لازلت تبكي ألما و قلبه ينبض خوفا عليها فقط!!.
ذهب نحو الحمام ليبحث في الأدراج التي اسفل المرآة المعلقة في وسط الحمام فيجد علبة الأسعافات البلاستيكية ليخرجها بسرعة ثم يخرج من الحمام و عائدا أدراجه نحوها بخطوات سريعة، جلس بجانبها على الأريكة فتح العلبة فيخرج قطعة من القطن و يضع عليها محلول التعقيم لينظر لها فيجدها تهز رأسها بخفة مع اعينها الدامعة فيكون شكلها ظريفا بالنسبة له و ها هو قلبه يعود بالدق بقوة شديدة بسببها هي!!.
تحدث بهدوء بينما ينظر في عيناها مشيرا للقطنة المعقمة بين أنامله:
أسد: أنا لازم أعقملك الجرح عشان ميلتهبش بعدين و يوجعك أكتر.
حور بخوف: ماشي بس متقربش من الجرح اووي.
أسد متنهدا بحدة: ماشي.
عندما سمعت تنهيدته الحادة تلك إعتقدت إنه غاضب من حديثها الذي تفوهت به منذ قليل……أمسك بمعصم يدها ليبدأ بمسح الدماء المملؤة بيدها إلى أن إمتلئت قطعة القطن فيضعها على الطاولة و يخرج واحدة جديدة و يعيد عملية التقعيم ثم يبدأ بالمسح من جديد أصبحت يدها نظيفة و معقمة أيضا و كما أخبرته لم يقترب من الجرح نهائيا….كانت حور تراقبه بينما ينظف لها جرحها لترفع نظراتها نحو وجهه فتجده عاقد حاجبيه بإنزعاج مع إنقباض في فكه الحاد جعلها ترتعش بخفة جائت منزلة نظراتها إلى يدها و فتلاحظ شيئا غريبا لتعيد النظر إليه فتجده جالسا بجانبها عاري الصدر؟!.
إتسعت عيناها بشدة ثم إنسحبت الدماء من عروقها لتستقر في وجهها الذي أصبح أحمر من شدة الخجل ثم فجأة بدأت تصرخ و أبتعدت عنه بسرعة شديدة واضعة كف يدها اليسرى على كالتا عينيها حاجبة النظر إليه بينما هو بقيت يداه معلقتان في الهواء بدهشة و تعجب من فعلتها هذه فينظر لها فيجدها إلتصقت بطرف الأريكة من جهتها و أغمضت عيناها بكف يدها اليسرى!!.
أرجع ظهره مسندا إياها على الأريكة ناظرا نحوها بتعجب سائلا إياها:
أسد: إيه إلي خلاكي تبعدي عني دلوقتي و بالشكل دا؟؟.
توترت حور فتعض على شفتها السفلية ثم تحررها متحدثا بنبرة متوترة خجولة:
حور: إنت مش شايف نفسك قاعد إزاي؟؟.
أسد: قاعد عادي.
حور بصراخ خفيف: إنت قاعد عريان جمبي.
أسد بتعجب: عريان؟؟!!.
رمش بعيناه قليلا من حديثها هذا فينزل رأسه لكي يرى نفسه فيجد نفسه عاري الصدر تماما ألهذا هي خجلة من رؤيتي هكذا فقط؟!! أنتي حقا يا حور طفلللة!!
غير نظراته المتعجبة إلى إخرى خبيثة فيبدأ بالأقتراب نحوها و هي بالطبع لم تكن تراه بسبب كف يدها التي على عيناها…..فينزل كف يدها ببطئ متحدثا ببراءة مع إبتسامة خبيثة توترت بسببها:
أسد: يعني إنتي عمرك ما شفتي حد زي كدة؟؟.
حور بإنزعاج: أكيييد لا إنت بتقول إيه؟؟!.
أسد ببرود: اولا أنا بقول إلي أنا عايزه ثانيا إنتي مراتي مش حد غريب ثالثا و دا الاهم أنا أقعد زي ما انا عايز على مزاجي مفهوم؟؟.
نظرت حور نحوه بصدمة بسبب تغيره السريع لهذا فقط بقيت تنظر نحوه بعنان متوسعة و لم تستطع الرد مطلقا عليه لكنها أجفلت من صراخه متحدثا بغضب عندما لم يسمع ردا منها:
أسد: مفهوم؟؟.
حور بخوف: م…مفهوم مفهوم بس أبعد عني لو سمحت؟؟.
أسد بلا مبالاة: مش هبعد و دلوقتي أسكتي خالص مش عايز أسمع صوتك لحد ما اخلص من ضميد إيدك.
فتومئ له بسرعة شديدة من حديثه اللا مبالي هذا لأنها تعلم عقوبة عصيان أوامره و هي ليست مستعدة بعد لأن تقابل عقابه على الأقل في هذه المدة فهي لم تعد خطة جيدة لكي تعلمه بعض الأدب.
أمسك يدها ليطهرها مرة أخرى فيخرج مرهم الجروح و يوزعه برفق على جرحها ثم أمسك بلفة الشاش الأبيض الطبي ليبدأ بلفه حول كف يدها بأكملها ثم إنتهى ليترك يدها و يعيد كل الأشياء في علبة الأسعافات ثم يمسكها و يعود أدراجه نحو غرفة النوم يعيد العلبة مكانها……أمسك الهاتف الارضي المتواجد في الغرفة متحدثا مع الاستقبال طالبا منهم تنظيف الزجاج المكسور و بالفعل تمت إزالة الزجاج المكسور جيدا ثم رحلوا كأن شيئا لم يكن.
مر الوقت سريعا حيث أتت الساعة الرابعة عصرا بالفعل لتذهب حور نحو غرفة النوم و تبدأ بإخراج الحقائب لتفتحها ثم تخرج الملابس من الخزانة و تطويها ثم تضعها في الحقيبة لتنتهي بعد فترة نصف ساعة ثم نظرت نحو اسد النائم منذ أن صلى صلاة العصر و نام على الفور فتقرر هي أن توقظه من نومه الساعة الخامسة و النصف أخذت هي طقما من ملابسها فتضعه على طرف الاريكة التي كانت نائمة عليها ثم خرجت نحو الشرفة لتجد مقعدين مقابل بعضهما و في المنتصف طاولة صغيرة دائرية جلست على إحدى المقعدين ثم فتحت هاتفها فتبدأ باللعب عليه بحماس مصدرة اصوات حماسية عالية قليلا لكن كالعادة بعفويتها من دون ان تقصد اتت الساعة الخامسة و الربع أغلقت هاتفها ثم دخلت إلى الداخل أمسكت بثيابها التي جهزتها متجهة نحو الحمام نزعت حجابها ثم ثيابها غسلت وجهها بيد واحدة لتبدأ بالتأفف فهذا كان صعبا قليلا عليها لكنها هزت راسها بخفة دلالة على عدم مبالاتها بالموضوع كليا مسحت وجهها و أنامل يدها بالمنشفة البيضاء ثم بدأت بإرتداء ملابسها و لفت الحجاب بسرعة أيضا ثم خرجت من الحمام وضعت ملابسها في الحقيبة ثم إتجهت نحو أسد توقظه فتضع يدها على كتفه بخفة لكنها بدأت تتأمل ملامح وجهه جلست بدون وعي على طرف السرير رفعت يدها نحو شعره بلا وعي.
تخللت أناملها البيضاء شعره الفحمي الناعم بخفة شديدة فتشعر بشعور غريب إجتاح جسدها مما جعلها تغلق عيناها ثم تتنهد بخفة و تعيد فتحهما أخرجت يدها من شعره نزولا إلى معالم وجهه بدأت بتحسس جبينه بلمسات خفيفة حانية نزولا بسبابتها إلى وجنته اليسرى التي كانت ملتحية بخفة ثم مررتها على جانب فكه مواصلة إلى ذقنه صعودا نحو وجنته اليمنى ثم ذهبت نحو عيناه المغلقة براحة بسبب النوم مما مكنها من تحسس أطراف اهدابه الشبه طويلة أنزلت سببابتها مرة إخرى إلى حيث شفتاه فتتوقف عن بعد عنها قليلا لكنها بدأت بتحريكها مجددا فتضع سبابتها عليها بخفة لتتوتر نتيجة طرواتها ثم إزدرأت ريقها فتبعد يدها بسرعة ثم تقف بسرعة غير مصدقة لما فعلت هزت رأسها بخفة لكنها فزعت و إنتفض جسدها بشدة رغما عنها عندما سمعت صوته البارد الناعس متحدثا:
أسد: بعدتي ليه دلوقتي ما أنتي كنتي قريبة من شوية؟!!.
اعتدل في جلسته ليقف ثم يتجه نحوها بخطوات متزنة بينما هي بدأت بفرك أناملها بتوتر و تعود إلى الخلف كل ما تقدم هو خطوة إلى الامام نحوها إلى ان إلتصقت في الخزانة ثم إقترب هو منها اكثر رفع كلتا يديه محتجزا إياها ثم أخفض رأسه إلى متسوى رأسها فتتوتر هي اكثر إضطرب تنفسها لتتنفس بسرعة مع تصاعد صوت دقات قلبها التي كانت متأكدة أنها وصلت إلى مسامعه بالتأكيد و طبعا لن ننسى وجنتيها التي أصبحت حمراء بشدة بسبب الخجل ^_- .
في وضع صامت لبرهة بدأ هو بالنظر إلى عيناها التي تجول بأنظارها في ارجاء الغرفة بعيدا عن عيناه بسبب فعلتها بدأ ينزل بإنظاره إلى إسفل حيث رأى وجنتاها الحمراء الخجلة مع بشرتها البيضاء الناصعة أنفها اليوناني صغير الحجم و أخيرا شفتيها الوردية التي تعتصر حاليا بين أسنانها عبست ملامح أسد بخفة مع إنزعاج خفيف رفع يده نحو وجهها فتنظر هي إلى يده بينما هو نظره مركز على شفتيها إستقرت على جانب وجهها اقشعر جسدها فترفع نظراتها نحو وجهه فتجده عابس الملامح رفع إبهامه نحو شفتيها فيسحبها من بين اسنانها بخفة بينما هي تاهت في وجهه أخفض راسه أكثر نحوها إلى أن إختلطت أنفاسهما مع بعضهما فتحدث هو بهمس تصاحبها نبرة خبث باردة ارعبتها :
أسد: أنتي قربتي مني بدون أذني إيه رأيك لو انا كمان قربت منك و من دون إذنك ها ؟؟!.
إتسعت عيناها بشدة ثم بدأت شفتيها بالارتجاف محاولة ان تجد حجة مقنعة تبرر فعلتها لكن عقلها شل تماما في هذه اللحظة!!…..رفعت يديها لتضعهما على صدره محاولة إبعاده عنها لكنه كالحائط تماما بينما هو يراقبها بإبتسامة جانبية ثم بصمت إبتعد عنها متجها إلى الحمام فتتنفس حور الصعداء واضعة كف يدها اليمنى على صدرها الذي يهبط و يصعد بسرعة شديدة فتخر ساقطة على الارض ناظرة نحو باب الحمام المغلق مع تصاعد صوت تدفق المياه إلى مسامعها.
تنهدت للمرة المليون على التوالي ثم وقفت فتمسك بيد الحقيبة تجرها إلى الخارج ثم تضعها قرب الباب و تجلب خاصة أسد أيضا ثم تجلس على الأريكة منتظرة خروجه…..فبرغم من برودى علاقتهما إلا أنها جهزت له الملابس المناسبة ف في المقام الاخير هي زوجته الأن و لن تنسى واجبها تجاهه أبدا!!.
بعد مرور خمس دقائق خرج أسد مغلقا باب الغرفة خلفه فتنظر هي إليه خلسة ثم تبدأ إبتسامة شقية تنمو على وجهها بسبب إرتدائه للملابس التي جهزتها له في الحقيقة هي الأن تغمرها سعادة عارمة بسبب ذلك تود أن تقفز صارخة بحماس لكنها إكتفت حاليا بالأبتسام بعفوية كما هي عادتها…..أسد كان يرتدي تيشرتا أسودا بأكمام مع بنطال جينز أسود و حذاء رياضي أبيض و شعره المرفوع لاعلى مع رفع أكمام التيشرت جعلته في هيئة غامضة كما يحب و تحب هي ذلك.
إتجه نحوها ثم وقف أمامها بعد أن وقفت هي ثم أمسك بطرف التيشرت من عند صدره متحدثا بوجه خالي من التعابير:
أسد: كويس عرفتي تعملي إيه كأول يوم ليكي في جوازنا دا بعد كدة من النهاردة هتبقي مسؤلة عن هدومي و مفيش إعتراض مفهوم؟؟.
أومئت هي مع إبتسامة خفيفة ناظرة له ثم أردفت بخفوت صدمه داخليا:
حور: مفهوم بس دا بالنسبالي واجب و لازم أعمله تجاهك لأنك في الاول و الاخير زوجي (جوزي) بردو.
إهتز كيانه الداخلي بأكمله ثم هز هو برأسه ليمسك بهاتفه و من ثم خرج هو لتتبعه هي بصمت مع إبتسامة بينما هو منزعج لأنها لم تصرخ عليه او تعترض على قراره بل تقبلته برحابة صدر أيضا هذا جعل أماله في إغاظتها و إزعاجها يصبح في الحضيض فعلا!!…إستقلا المصعد هبوطا لأسفل ثم يليه إنهاء الأجراءات مع موظف الأستقبال ثم يخرج هو و هي بجانبه من الفندق ليجد سيارته السوداء قد تم إزالة الزينة من عليها و وضعت الحقائب مسبقا فيها.
إستلم أسد القيادة و جلست بجانبه حور و لم تضع حزام الأمان و هو كذلك لكنه لم يفكر في الأمر حتى و هي أيضا ثم بقيادة السيارة بسرعة متوسطة و الصمت هو سيد المكان وصلا بسرعة إلى المطار و بدأت الشمس بالغروب بالفعل خرجا من السيارة ثم وجد الحارس بإنتظاره مع عربة الحقائب ليذهب الحارس و يخرج الحقائب من السيارة واضعا إياها على العربة ثم سلمها لأسد الذي أومئ له بخفة ليذهب الحارس و هو يقود السيارة فيتحدث اسد بصوت أمرا لا يقبل النقاش:
أسد: أمسكي إيدي و متفليتيهاش مهما حصل عشان المطار هيبقى زحمة جوى.
حور بخفوت: حاضر.
مدت يدها اليسرى بتردد فتمسك كف يده اليمنى فتشعر بكهرباء تسير على طول عامودها الفقري و هو أيضا شعر بذلك لكنه لم يعر الامر إهتماما كافيا ليبدأ بالسير نحو الأمام بخطوات سريعة و هي كذلك ثم بعد الانتهاء من الاجراءات إتجها إلى الطائرة المحددة التي هي متجهة نحو تركيا ثم يليه صعودهما إلى مقاعدهم المحددة.
جلست حور بجانب النافذة و بجانبها أسد الذي كان صامتا و يربط حزام الأمان و حور ايضا بدأت بربط حزام الأمان ثم تقلع الطائرة.
اتى وقت العشاء ليتناول الجميع وجبة العشاء ثم بعد مرور ربع ساعة أسندت حور راسها على النافذة لتبدأ عيناها بالأنغلاق تلقائيا من نفسهما و لم تقاوم حور ابدا لانها دائما تعشق النوم….إستشعر اسد سكونها لينظر نحوها فيجدها نائمة بسلام و من دون وعي منه ارتسمت إبتسامة هادئة على شفتيه ثم هو رفع يد مقعده و مقعدها ليريح رأسها على فخذيه بخفة مما جعلها تتململ في نومها بعد ان تركها وضع يده اليمنى على كتفها ثم نظر نحو يدها المضمدة ليمسكها بخفة ثم رفعها إلى مستوى فمه ليلثمها بقبلة حانية ثم يرجعها إلى مكانها أنزل رأسه إلى مستوى أذنها هامسا بحيرة:
أسد: أنا مش عارف ليه حاسس إني اعرفك من زمان و زمان اووي كمان بس انا مش فاكرك خالص حتى اني مكنتش اعرف إنه عمي عنده بنت حلوة و قمر زيك كدة بس صدقيني انتي من اقل حاجة بتعمليها بتقلب كياني كله مش عارف ليه بس طالما انتي على ذمتي دلوقتي مش هخلي حاجة وحشة تحصلك.
انهى حديثه بقبلة على وجنتها ثم ينظر إلى وجهها مرة اخرى ليجدها تبتسم بخفة ليبتسم هو تلقائيا من دون وعي ثم بعد مرور بعض الوقت سقط نائما هو الأخر.
•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حور الاسد) اسم الرواية