Ads by Google X

رواية ليتني لم احبك الفصل الرابع عشر 14 - بقلم شهد الشورى

الصفحة الرئيسية

   

 رواية ليتني لم احبك الفصل الرابع عشر 14 - بقلم شهد الشورى


قبل أن يصعد سيارته كان يد ايهم تمسك به يمنعه من الذهاب قائلاً بغضب  :
انت رايح فين فوق بقى ناوي تهبب ايه هتودي نفسك في داهية
فريد بغضب :
ابعد من وشي يا ايهم انا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدامي
ايهم بغضب :
مش هسمحلك تروح و تضيع نفسك بغباوتك قتله هيعمل ايه يعني عايز تبعده عنها ابعده بس بالعقل مش بالهمجية دي
دفعه بعيدًا عنه يتنفس بعنف صدره يعلو و يهبط بانفعال نيران نيران داخل صدره لا أحد يشعر بها
ليقول ايهم بمغزى :
حس شوية بالنار اللي هي حست بيها يا اخي دي شافتك في حضن واحدة و ع السرير و شافتك و انت بتخطب واحدة تانية و انت عرفت بس انها وافقت على خطوبة و عملت كده عشان تجرب احساسها بس مع ان ده ميجيش حاجة من اللي هي حسته
نظر له فريد بحزن نعم تذكر جملة والدها الذي قالها له عندما كان يغادر المنزل :
الكل هيتوجع بالحاجة اللي وجع بيها غيره و ده اللي بيحصلك دلوقتي انا صبري لو نفذ صدقني هخليك تتمنى الموت بنتي السلام ماترميهوش عليها حتى
لأنها دلوقتي هتكون مع رجل بحق و حقيقي و هيضونها دخل البيت من بابه مش من الشباك
والدها محق بكل كلمة و ايهم محق هو المخطئ الوحيد يعلم تمام العلم انه لا يستحقها لكن ماذا يفعل سوا ان يعشقها اكثر و اكثر و يحارب حتى يفوز بها
صعد لغرفة أخرى غير غرفته التي أصبحت حطامًا يرتمي بجسده على الفراش و النوم هرب من جفونه كلما تخيلها مع غيره
............
في صباح اليوم التالي
كانت حنان تتحدث بسعادة :
انا حقيقي مش مصدقة اخيرًا اني هفرح بيكي و اشوفك عروسة
رامي بملل :
خلاص يا ماما انتي ليه محسساني ان بنتك كانت بايرة ده احنا عدا علينا وقت كان كل يوم بيجي عريس شكل و بنتك بترفضه
حنان بسعادة :
بس اخيرًا جيه اللي يخليها تقتنع بيه و تقبله انا لو بعرف ازغرط والله كنت زغرط
تمام رامي بخفوت :
الحمد لله ما بتعرفيش
حنان برفعة حاجب :
بتقول ايه
ارسل لها قبلة ف يالهواء قائلاً بابتسامة عريضة :
بقول صباح الفل عليكي يا حنون
قرصت وجنته قائلة بضحك :
طالع بكاش لخالتك نفس تصرفات خالتك هناء بالظبط من تريقتي عليها ربنا رزقني بيك
رامي برفعة حاجب :
قصدك ان انا.....
اكملت تيا بدلاً عنه بضحك :
تكفير ذنوب
نظر لوالدته قائلاً بغيظ و هو يأخذ حقيبته مغادرًا المنزل ليتوجه لمدرسته :
ماشي يا حنان خليكي فكراها ها....انا تكفير ذنوب ده انا عسل محلي محطوط عليه كريمة
قالها محدثًا نفسه و هو يغادر المنزل ليضحك الجميع عليه بينما جيانا كانت شاردة لا تأكل و لاحظ ذلك عز و أكمل الذين تبادلوا النظرات سويًا لتقف هي قائلة :
انا اتأخرت ع الشغل سلام
حنان بسرعة :
شغل ايه ده الناس جاين بليل اقعدي مفيش شغل انهاردة اجازة لسه هتجهزي و.......
قاطعتها جيانا قائلة بضيق :
في ايه يا ماما مش الرئيس يعني اللي جاي يزورنا هقعد اعمل ايه في البيت انا ورايا شغل مهم و متخافيش هرجع بدري
قالتها و هي تغادر المنزل برفقة تيا التي طلبت منها ان توصلها بطريقها لتزفر حنان بضيق من تصرفات ابنتها بينما رونزي كانت بعالم اخر شاردة فيما حدث امس استأذنت منهم ثم غادرت المنزل لتتمشى قليلاً على الشاطئ
...............
توقف بسيارته أمام الشركة و خلفه سيارة ابن عمه بنفس الوقت توقفت جيانا بسيارتها لتنزل تيا من السيارة لتقع عين فريد عليها لتزداد نيران غيرته التي لم تنطفئ حتى الآن
ما ان دخلت تيا للشركة اقترب من سيارتها يفتح بابها بغضب يخرجها من سيارتها قائلاً بغضب :
نصيحة مني بلاش تعاندي و تقولي كلام مستفز عشان اقسملك بأني على أخرى و امبارح حرفيًا كنت هرتكب جريمة
دفعت يده بعيدًا عنها قائلة بغضب و صوت منخفض بعض الشئ :
ابعد ايدك عني و إياك تتجرأ و تتعامل معايا بالاسلوب ده تاني
مسح بيده وجهه يجذبها بقوة من يدها و هي تحاول أن تخلص يدها منه لكن دون جدوى لغرفة الأمن بعد أن أمرهم بمغادرة الغرفة
صرخ عليها بغضب شديد :
ازاي توافقي عليه
صرخت عليه بغضب مماثل :
و انت مالك
اقترب منها يثبتها بجسده على الحائط قائلاً بفحيح و نقرة آتية من الجحيم :
اوعى تكوني فاكرة اني هسيبك ليه ده انا احرقه حي و لا انه يفكر بس يقرب منك يا جيانا سمعاني احرقه حي و لو وصلت اقتلك كمان و انا معاكي هعملها بس ساعتها هضمن انك مش هتكوني لغيري
ابعته عنها بقوة ليثبت يدها خلف ظهرها يقربها منه أكثر و بلحظة كانت شفتيه تلدغ شفتيها بقلبة قاسية عنيفة و لم يبتعد عنها الا عند حاجته للتنفس
كانت عيناها متوسعة بشدة دفعته بعيدًا عنها رفعت يدها تنوي صفعه ليمسكها قبل أن تصل لوجهه ينظر لها بغضب نابع من غيرته منذ الأمس و هو ليس بوعيه غيرته العمياء و غضبه من يتحكموا به الآن ليقول بحزن و وجع و بحب صادق نابع من صميم قلبه  :
انت بحبك يا جيانا
نظرت بعيناه قائلة بغضب و هي تمسح شفتيها بتقزز و تطالعه باحتقار و اشمئزاز :
انا ما بكرهش في حياتي ادك يا اخي انا عمري ما اتمنيت في حياتي حاجة غير أن الزمن يرجع و اشيلك منه متأكدة ان حياتي كانت هتكون احسن بكتير
كادت ان تغاد ليمنعها مثبتًا ايها بيده على الحائط قائلاً بنفي :
كدابة لسانك بيقول حاجة و عنيكي بتقول حاجة تانية انتي لسه بتحبيني زي ما انا بموت فيكي انت متقدريش تعيشي من غيري زي ما انا مقدرش اعيش من غيرك
ابتسمت بسخرية قائلة :
محدش بيموت من الحب عيشت من غيرك سبع سنين لأنك مكنتش فارق معايا و هعيش عمري اللي جاي مع اللي يستاهلني و اللي اكيد مش انت
رد عليها بغضب اهوج :
هو اللي يستاهل مش كده لسه عرفاه امبارح و بتتكلمي عنه كده ايه حب من اول نظرة
رد عليها بقوة :
يكفي انه دخل البيت من بابه و اه هو اللي يستاهلني جواد كان ضهري مش زيك كان عاوز يرتبط بس دخل البيت من بابه و احترم وجود اهلي مدخلش من الشباك
رد عليها بقسوة و دون وعي بسبب غضبه :
ما الهانم كانت موافقة زمان ايه اللي اتغير
ردت عليه بسخرية و اشمئزاز :
كنت عبيطة و صدقتك و عملت حاجات تخالف مبادئي اللي اتربيت عليها انا لما اعترفت ليك بحبي كنت قد الكلمة دي حبيتك و انا عارفة ماضيك الزبالة حبيتك و انا عارفة عصبيتك و كل صفة فيك حبيتك بعيوبك قبل مميزاتك كنت واثقة فيك
تنهدت بعمق و تابعت قائلة :
انت بقى مكنتش قد الكلمة موفتش بالوعود مش كل مين قال بحبك يبقى بيحب و للاسف الجملة دي عرفتها متأخر اووي كان لازم اعرف ان الواحدة لو هتحب تحب من الموقف الأول مش من النظرة الأولى كان لازم اعرف اني يوم ما احب احب واحد بمواقفه و أفعاله مش بكلامه
اخذت نفس عميق قائلة بابتسامة لم تصل لعيناها :
حبك مؤذي و ما جبليش غير الاذى
دفعت يدع التي ارتخت قليلاً من ضغطه على يدها لتغادر الغرفة بينما هو اخذ يكسر كل شيء تطوله يده يفكر بكلامها  دون أن يشعر هبطت دموعه تغوق وجهه
.......
اما بالخارج ركبت سيارتها تنوي المغادرة لكنها غاضبة منه و بسبب تقبيله لها رجعت بسيارتها للخلف ثم قادت بسرعة مصتدمة بسيارته من الخلف و كررت فعلتها عدة مرات لتصبح سيارته بحالة يرثى لها 
ثم بعدها انطلقت بسيارتها مغادرة المكان و قد تركت رجل الأمن مصدوم مما حدث ليهرول سريعًا ليخبر فريد الذي ما ان علم ما فعلته ضحك بوسط همومه بقوة على تلك المجنونة التي وقع بها و لم ينهض أبدًا
.............
بداخل الشركة كانت تيا تقف تشاهد ما حدث بالخارج عبر الزجاج الشفاف و دب القلق بأوصالها عندما رأته يشحباختها لتلك الغرفة كادت ان تذهب سريعًا لها ليأتي صوت ايهم من خلفها قائلاً :
متخافيش هو هي تكلم معاها بس عشان مش هينفع يتكلموا وسط الناس
نظرت له مطولاً و لم تجيب و كأنها لتوها تذكرت ان ذلك الذي يقف أمامها تراهن مع صديقه على اختها و لكنه بذات الوقت انقذها تلك الليلة
غادرت من أمامه و لم تجيب لكن قبل أن تلتفت لتغادرسمعت صوت تكسير لتركض ترى ما يحدث بالخارج من خلال النافذة و كذلك ايهم ليتفاجأ الاثنان بما فعلته جيانا بسيارة فريد 
ليقول ايهم بصدمة و دون وعي :
يا بنت المجنونة
نظرت له تيا سريعًا بملامح طفولية غاضبة ليتوتر قليلاً قائلاً بحرج :
اسف مكنتش اقصد
غادرت من أمامه تحاول أن تهاتف اختها لكنها لا تجيب لتتصل بوالديها تخبره ما حدث ليتفاجأ بأن ابنته تعلم بأمر فريد لتخبره بأنها استمعت لكل شئ تلك الليلة ليحاول ان يهاتف ابنته لكن نفس الشئ شعر بالاطمئنان عندما هاتف مدحت و اخبره انها وصلت الجريدة
..............
كان يجلس بمكتب آسر الذي لا يفارقه أغلى الأوقات
يتحدثون سويًا لينهره آسر بغضب :
انت يا بني مش عندك مكتب لازق لأمي طول الوقت ليه
سمير بصوت نسائي و هو يغمض عيناه و يفتحها عدة مرات :
مقدرش اقعد بعيد عنك ثانية واحدة يا بيبي امووه
القاه آسر بحاملة الأقلام قائلة بغيظ :
داهية في شكلك
بعث له قبلة أخرى في الهواء قائلاً بنفس اللهجة :
ميرسي يا بيبي تعيش و تديني والله لتاخد بوسة
ثم اقترب منه يحاول تقبيل وجنته ليدفعه آسر قائلاً بغيظ و هو يحاول دفعه بعيدًا عنه :
اوعى يا قذر
توقف سمير عما يفعله قائلاً بعتاب و صوت انثوي متقن :
كده اخص عليك يا قاسي
نهض آسر ليضربه ليجري الأخر بانحاء المكتب محاولاً الهرب منه آسر بغضب :
خد يالا هنا
سمير بمرح :
عيب يا بيبي حد يدخل علينا و يشوفنا لما نروح البيت
آسر و هو يلقيه بأحد التحف الصغيرة الموجودة على مكتبه قائلاً بغيظ :
بيت يا سافل يا قذر و رحمة امي لتضرب ياض
دفعه آسر على الاريكة و ما كاد ان يلكمه بوجهه ليدخل من الباب فجأة اللواء مجدي و خال سمير بنفس الوقت ما ان رآهم بهذا الوضع 
قال بصدمة و صرامة :
ايه اللي بيحصل ده
سمير بصوت انثوي و حرج مصطنع :
يا نصيبتي يادي الكسوف
دخل مجدي و اغلق الباب قائلاً :
بطل هزار يا زفت
اعتدل سمير بجلسته ينظر لخاله بتركيز و كذلك آسر ليقول لهم بجدية :
انا من رآيي نقفل قضية حامد صفوان دي مهما عملنا مش بتوصل لحاجة
سمير بتأكيد على حديثه :
انا كمان شايف كده
استمر الحديث بينهم لمدة دقائق و بعدها غادر مجدي و بعدها مباشرة فتح آسر تلك الورقة الصغيرة الموجودة بيده لينظر لسمير ليبادله الأخر النظرات بفهم ليعود الاثنان يكملان عملهما لكن آسر كان عقله يدور بعدة مدارات و بداخله يعلم أن ما هو قادم لن يكون خيرًا أبدًا
................
في المساء جاء خبر صادم و فجع الجميع و هو إصابة جدهم بحادث سير و هو الآن بالمستشفى هرع الجميع لهناك بقلق و ما ان علمت رونزي ذهبت للمستشفى سريعًا برفقة جيانا التي رأت ان من الذوق ان تذهب فهي لن تنسى فضل ذلك الرجل عليها و انه انقذ حياتها
بالمستشفى كان الجميع يقف امام الغرفة بالمستشفى بانتظار خروج ليقول لهم بابتسامة :
ايه يا جماعة مفيش داعي للقلق ده حادثة و عدت على خير الحمد لله......الحمد لله العربية خبطت في الشجرة بس متقلبتش بعد الشر و ده سبب للأستاذ صلاح بعض الكدمات هو حاليًا كويس بس هيحتاح للراحة التامة اما السواق فهو حصل عنده ارتجاج بسيط في المخ و هيبقى كويس ان شاء الله
زفر الجميع براحة عدا القليل منهم ليدخل الجميع يطمئنوا عليه و كذلك جيانا و بعد وقت نزلت للأسفل لكي تغادر بينما رونزي تبقت معهم كان تمشي بالطرقات لتسمع صوت غاضب يتحدث بالهاتف الصوت لشخص تعرفه و سمعته من قبل اقتربت لتتفاجأ بفادي يقف بأحد الاركان البعيدة عن الناس :
يا غبي واخد فلوس اد كده عشان في الاخر يطلع بشوية كدمات مش ده اللي اتفقنا عليه قولتلك يموت و الموضوع يبان انه حادثة قضاء و قدر
كان يتحدث بالهاتف مع الشخص غافلاً عن تلك التي تقف على بعد بسيط عنه تستمع لكل شئ بصدمة و زهول غادرت المستشفى سريعًا تذهب لوالدها تخبره بكل شئ ليخبرها بأنه سيتصرف بالموضوع
................
مرت الايام و قد تم قراءة فاتحة جواد و جيانا بحضور عائلته و الغد هو حفلة الخطبة التي تم الاتفاق ان تكون محدودة بين الأقارب و المعارف بالاتفاق بين الاثنان بالمساء كانت تقف بالشرفة تنظر للسماء بحزن و هي شاردة به منذ ذلك اليوم عندما كانت تزور صلاح الزيني بالمستشفى لم تراه و كان يتهرب بعيناه بعيدًا عنها و لا يقترب منها و لم يتحدث معها ايضًا.....رن هاتفها لتجد رقم غريب 
أجابت لتجد الصمت مقابل من الطرف الآخر لتكرر السؤال ليأتيها صوته الحزين قائلاً :
جيانااا.....ينفع تنزلي....مش هضايقك....كلمتين بس مش اكتر وعد
اجابته بحزن ظهر بوضوع بنبرتها :
مش واثقة فيك
اجابتها بحزن مماثل :
عندك حق ما تثقيش فيا انا مستهلش الثقة دي مقدرش الومك.....وحياة أغلى حاجة عندك انزلي اوعدك اخر مرة هتشوفيني
اغلقت الهاتف بوجهه تنظر له و هو يقف على مسافة من منزلها لتتوجه لغرفة جدها الذي يكون مستيقظ بذلك الوقت للصلاة لتقول له بدون مقدمات :
فريد تحت و عاوز يتكلم معايا ضروري و بيقولي اخر مرة و مش هيخليني اشوفه تاني
سألها بهدوء :
وانتي عاوزة ايه
مرت لحظات صمت لتجيبه و هي تغادر الغرفة :
انا نازلة يا جدو
زفر بضيق و دخل للشرفة ينظر للأسفل ليراه يقف بعيدًا يستند بجسده على السيارة الوقت متأخر و لا يوجد أحد اتصل بأحد رجاله و ذراعه الأيمن سليمان و طلب منه أن يراقبها من بعيد و يطمئنه عليها
بالأسفل كانت تقترب منه بقدم و تأخر الأخرى اما عنه يناظرها بابتسامة صغيرة و تأمل قطب جبينه بغيرة عندما رأها يرتدي بنطال قطني زهري و تيشرت بحمالات عريضة ابيض و تضع على كتفها شال خفيف جدًا فتح باب السيارة و اخرج جاكيت بدلته ثم تقترب منها يضعه على كتفها بتحاول ان تخلعه ليقول لها :
خليه يا جيانا
لم تجادل و لا تعرف من الأساس لما قبلت بالنزول ليأخذ هو نفس عميق و ينظر للسماء ثم بعدها نظر لها و قال بابتسامة حزينة :
مبروك ع الخطوبة
اجابته بسخرية :
شكرًا
سألها مباشرة :
بتحبيه....هو بيحبك
ردت عليه بسخرية قائلة :
ما اظنش انها حاجة تخصك دي حاجة خاصة 
بيا انا و هو
ضغط على يده يحاول كبح غيرته رفع رأسها دون قصد لتقع عيناه على جدها الذي يقف ينظر بالشرفة لهم ليحمحم قائلاً :
جدك واقف فوق في البلكونة و بيبص علينا
اجابته بهدوء :
ما هو عارف اني معاك دلوقتي
سألها بتردد :
ينفع نتمشى من غير العربية مش هعمل حاجة اقسملك بس مش هعرف اتكلم معاك كده و في حد مراقبني
ردت عليه مباشرة :
متقدرش تعمل حاجة اصلا و مهما تقول عمر ما هيبقى عندي ثقة فيك يا فريد
هز رأسه قائلاً بحزن :
عندك حق مقدرش ألومك
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه ليرن هاتفها بتلك اللحظة و كان المتصل جدها لترد عليه ليأنَتيها صوته قائلاً ببعض الغضب :
الوقت متأخر و مينفعش كده اطلعي يلا
ردت عليه بعد تفكير :
جدو نص ساعة و طالعة انا باعت سليمان ورايا ده مش كفاية عشان يطمنك متخافش محدش يقدر يأذي حفيدتك
زفر بضيق يغلق الهاتف بوجهها لتمشي للأمام ليلحق هو بها يتمشى بجانبها بصمت قطعه هو قائلاً بحزن :
اسف على كل حاجة يا جيانا
قبل أن تجيب عليه قاطعها قائلاً بوجع لتنزل دموعه على وجنته بوسط الحديث دون أن يدري :
اسف على اني خونتك و اسف اني اتراهنت عليكي اسف على كل حاجة يا جيانا......مش بقولك كده عشان ترجعيلي لأ انتي تستاهلي الأحسن مليون مرة انا منفعش اي حد خالص
اخذ نفس عميق قبل أن يقول بحزن :
انا قبل ما اعرفك كنت عايش في حزن....حزن عمر ما حد حس بيه انا عيشت بين اب و ام من و انا عندي حوالي خمس سنين يصحو و يناموا على خناق طفل صغير ميعرفش يعني ايه حنان اب بيرجع كل يوم سكران و راجع من حضن واحدة تانية و ام علطول مع صحابها و الكام دقيقة اللي بتقعدهم معايا في يومها تفضل تشكي من خيانة ابويا ليها و حبه لخدامة علطول كانوا بيتخانقوا بسببها فضلت ع الحال ده سنين
التفتت تنظر له لتتفاجأ به يبكي مسح دموعه بعد أن جلس على المقعد الموجود بالشارع قائلاً بحزن طفل صغير حرم من أبسط الأشياء التي من المفترض أن يحظى به أي طفل :
سنين محدش فيهم حاسس بيا و بطفل صغير كل اللي كان عاوزة شوية حنان السنين دي علمتني حاجة اني ابقى بارد محدش يستاهل ازعل عليه و لا أفكر فيه اذا كان ابويا و امي اللي المفروض يخافوا عليا و يحبوني معملش كده أقرب اتنين ليا معملوش كده هيجي الغريب و يعملها.....بيوم و ليلة صحيت على خبر جواز ابويا من الخدامة لا و كمان حامل منه و اللي هي الخدامة حبيبته الأولى قبل ما يتجوز امي كان سابها كنت ساعتها عندي ١٧ سنة غيرت ايوه غيرت لما لقيت ابويا متمسك بالطفل ده و بامه حسيت بغيرة انا ابنه الكبير محبنيش كده ليه و مفكرش فيا ليه من كتر ضغط جدي و جدتي و امي وافق على كلامهم و طلقها و جابلها شقة هي و بنتها بعد ما انا خيرته بين الست دي و بنتها و بيني بس اختارني او بالاصح اختار اللي يريحه والدي طول عمره مش بيحب وجع الدماغ ممكن يتخلى عن أي حاجة بيحبها عشان يريح دماغه و سنين عدت و انا فضلت مهمش في حياتهم حاجة مرمية ملاهاش لازمة مش بيفتكروها غير ساعة الخناق بس غير كده لأ و سنين عدت و انا بكبر و عقدي من الجواز بتكبر معايا اني افشل زي ما هما فشلوا اني اجيب ام لأولادي تهملهم و اب اناني مش بيفكر غير في راحته و اخليهم يعيشوا اللي انا عيشته كل اللي القوانين اللي حطيتها في حياتي اتلغت اول ما شوفتك في الأول كنت واخده هزار تسلية بس اقسملك اني حبيتك من كل قلبي و دي عمري ما كذبت فيها لغيت كل حاجة و لقيت نفسي كل ما احاول ابعد عنك و اقول ده مجرد رهان الاقي نفسي بغرق في حبك اكتر و اكتر و مقدرتش ابعد كل لحظة حلوة عيشتها معاكي و كل كلمة بحبك طلعت مني كنت صادق فيها و عمري ما كدبت انا مش بقول كده عشان ابرر خيانتي لا انا خاين و مليش عذر انا ضعفت و غصب عني انا مكنتش قوي كفاية اني ابعد عن القرف ده
اخذ نفس عميق لينظر لها و هي تجلس بجانبه تنظر أمامها تستمع له و قلبها يدمي من كثرة الألم ليتابع هو بحزن يمسح دموعه التي تنهمر على وجنته :
انا اللي كنت غبي لما فكرت اني هعمل كل الغلط و ده و في الاخر ربنا هيكافأني بيكي انا زاني ارتكبت اكبر ذنب كنت مستني ايه مكافأة لا كان لازم خسارة عشان تفوقني من اللي انا فيه و ياريتني فوقت لا فضلت دايس و مكمل و المصيبة ان كل ما بكمل في الطريق ده بخسر اكتر حاجة بحبها و عايش عشانها و هي انتي يا جيانا.......لما خطبت رونزي كان هدفي اني انساكي سبع سنين عمر ما فيه يوم غيبتي عن بالي لحظة و كنت برفض اعرف اخبار عنك لاني كنت عاوز انساكي لان كنت متأكد ان بعد اللي حصل عمر ما فيه حاجة هتشفعلي عندك عشان تسامحيني و يوم ما رجعت لقيتك قدامي عرفت ساعتها اني مهما عملت عمري ما هقدر انساكي و لا هينفع اكون لحد غيرك.......
نظر لها لتتلاقى العيون بنظرة طويلة قبل أن يقول هو بنبرة ظهر بها الحزن و الحب الصادق :
انا يا جيانا بحبك و دي حاجة عمري ما هنكرها انتي كنت و مازلتي اجمل حاجة حصلتلي في حياتي....انا مش وحش يا جيانا صدقيني انا يمكن لو كنت عيشت بين اب و ام ع الاقل بينهم تفاهم و احترام كنت بقيت احسن من كده انا عمري ما كنت حابب المستنقع ده أبدًا بالعكس كنت ببقى قرفان من نفسي ببعد كل علاقة كانت بعملها بس لما الواحد بيتعود على حاجة بيبقى صعب يبطلها و ده اللي حصل معايا ضعفت غصب عني انا طول ما كنت معاكي كنت بحارب نفسي و بموت من خوفي اني أضعف و اخسرك و حصل و ضعفت و كانت النتيجة خسرت و الخسارة كانت كبيرة اوووي و هي انتي يا جيانا
لم يخرج من شفتيها سوا تلك الكلمات :
انت بتقولي كده ليه دلوقتي
لف وجهها ناحيته ينظر لعيناها قائلاً :
انا مش بقولك كده عشان آثر عليكي و لا عشان اغير رأيك ناحيتي لأ بس مكنش هينفع امشي من غير ما اتكلم معاكي و اقولك كده و ارتاح انا يا جيانا عارف اني مهما عملت عمر ما هينفع اكون ليكي لاني قليل اوي جنبك لو جوازك من الشخص ده هيسعدك و هتكوني مبسوطة اعمليها لو موتي هيشفي غليلك مني اقسملك و حياة جيانا عندي لاعملها و اموت نفسي اللي يريحك مهما كان هعمله و من غير تردد بس انتي تكوني مبسوطة و مرتاحة
سألته بصعوبة و هي تمنع نفسها بصعوبة من عدم البكاء أمامه :
هتروح فين
اجابها بابتسامة حزينة و هو يمسح دموعه :
لازم أصلح كل حاجة هروح مكان ابدأ فيه من جديد بس المرة دي البداية تكون صح
لم تستطيع أن تصمت لتقول له :
كل اللي حصلك مش مبرر في ناس بيبقوا زيك و أسوأ من كده بس بيكونوا احسن
اومأ لها قائلاً بحزن :
انا مش ببرر غلطي بالعكس انا غلطان و زي ما انتي قولتي في ناس زي و بقوا احسن بس مش كلهم بنفس القوة اللي تخليهم يبقوا افضل انتي مهما تحطي نفسك مكان الشخص ده مش هتحسي بشعوره انك تبقى عايشة بين اب و ام موجودين كانك يتيمة.....الاب و آلام زي اساس البيت لو الأساس مكنش سليم و قوي البيت اللي بيبنوه تفتكري هيطلع ايه
اشاحت بوجهها بعيدًا ليسود الصمت مرة أخرى ليقطعه هو يلف وجهها له ينظر لعيناها قائلاً :
تسمحيلي
نظر له بعدك فهم ليجذبها لاحضانه بعناق قوي هامسًا في اذنها عندما حاولت أن تبعده :
انا مش عاوز حاجة غير الحضن ده و بس يا جيانا يمكن يكون الأخير
استاكنت بين يديه لكنها لم تبادله بعد وقت ابتعد عنها ينظر لوجهها ليشبع نفسه منه قائلاً بحب :
مش معنى اني مشيت اني بخلي مسئوليتي مثلا عارف انك مش محتجاني و عندك اب و جد و عيلة بتخاف عليكي بس انا دايمًا موجود و لما تعوزيني هتلاقيني معاكي علطول من غري ما تطلبي
لأول مرة تكون صامتة امامه و لا تعرف بماذا تجيب تشفق عليه و تكره تشعر بالعديد من المشاعر بوقت واحد مسك يدها يجعلها تقف ثم أشار لها للأمام لكي يذهبوا مشت بجانبه و الصمت يسود الاجواء اوصلها لمنزلها و قبل أن تصعد بقى الاثنان ينظر ان لبعضهم لوقت طويل و بعدها صعدت لمنزلها لتتفاجأ بوالدها و جدها بانتظارها بغرفتها لترتمي بحضن والدها تنفجر ببكاء مرير
اما عنه بالأسفل نظر لشرفتها قبل أن يصعد لسيارته قائلاً بابتسامة حزينة و حب :
مع السلامة يا اجمل حاجة حصلتلي
.......................
الـبـارت خـلـص ♥️
تـوقـعـتـكـم ايـه لـلـبـارت الـقـادم.......؟؟
نتقابل في بارت جديد يوم الأحد بإذن الله  ♥️
تفتكروا فريد و جيانا الموضوع خلص بينهم كده
خلاص و لا ايه......؟؟


google-playkhamsatmostaqltradent