رواية قلبه لا يبالي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم هدير نور
البارت الخامس عشر 🦋
🤎🤎🦋🤎🤎🦋🤎🤎🦋
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دفع نورا بعيداً بحده قبل ان يتجه سريعاً نحو داليدا جالساً على عقبيه امامها ممسكاً بيديها التي كانت بارده ببرودة الثلج هامساً بصوت مرتجف متألم بينما يرفع يديها يقبلها =دليدا، متعيطيش...نفضت يديه بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته هاتفه بغضب من بين شهقات بكائها =ابعد عني، ابعد عني متلمسنيش لتصرخ بهستريه اكبر عندما مد يده نحوها مره اخري محاولاً مساعدتها عندما حاولت النهوض و انهارت جالسه مره اخري بسبب ارتجاف قدميها =قولتلك متلمسنيش، متلمسنيش.اسرعت فطيمه نحوها تضمها اليها بلهفه متمتمه باذنها بكلمات حنونه محاوله تهدئت شهقات بكائها التي تمزق انياط من يسمعها بينما وقف داغر يشعر بكتله حاده تعتصر قلبه و هو يشاهدها بتلك الحاله... ساعدتها فطيمه على النهوض من ثم ساندتها و صعدوا الدرج لحق بهم داغر لكن توقفت فطيمه مستديره تطلع نحوه بغضب =خاليك عندك... لتكمل وعينيها مسلطه بغضب على نورا التي كانت تقف خلفه =عروستك مستنياك، روحلها.من ثم اخذتها وصعدوا الدرج تاركه داغر يقف كالمشلول يراقبهم حتى لم يعد يستطع الوقوف هكذا يشاهدها تنهار امامه دون ان يتحدث اليها و يخبرها بحقيقة الامر و لكن ما ان هم بصعود الدرج وقفت شهيره بجانبه هامسه بصوت مرتبك =داغر انت رايح فين انت. هتطلع وراها، و تسيب نورا انت عايز الناس تقول ايه. بعدين متنساش لازم تبات النهارده في اوضة نورا علش... لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما.قاطعها داغر صائحاً بغضب اهتز له ارجاء المكان =تعرفي تخرسي و تغوري من وشي انتي و اختك بدل ما ارتكب جريمه... ثم تركها و صعد الدرج سريعاً لكي يلحق بداليدا تاركاً شهيره تتلفت حولها بخوف من ان يكون احد سمع كلماته الغاضبه تلك لتتنفس براحه عندما وجدت البهو خالياً الا من نورا التي كانت جالسه تطلع نحوها ببرود اقتربت منها هامسه بصوت منخفض بينما تطلع اليها بقسوه.=مشوفتش في برودك، قاعده ولا على بالك ولا كأنك سبب المصايب اللي احنا فيها دي هزت نورا كتفيها قائله ببرود =عايزاني اعملك ايه يعني، ما اللي حصل، حصل لتكمل بحده محاوله التأثير على شقيقتها بينما تتصنع البكاء = تحبي اقوم ارميلك نفسي من البلكونه علشان ترتاحي انتي و سي داغر بتاعك واهو ترتاحوا من عاري و قرفي... اسرعت نحوها شهيره تضمها اليها قائله بلهفه و خوف =لا، لا يا نورا اياكي اسمعك تقولي كده تاني...همست نورا من بين شهقاتها المصطنعه =انا زهقت من معاملتكوا ليا بالطريقه دي، وكل شويه انتي كمان تسمعيني كلام زي السم... قاطعتها شهيره بينما تمرر يدها فوق شعرها =خلاص، خلاص يا نورا مش هفتح بوقي تاني، و ننسي اللي فات، ونبدأ صفحه جديده انتي دلوقتي بقيتي مرات داغر، حتى لو كان الجوازه صوري ومش شرعي الا انك قدام الناس مراته و ده المهم يا حبيبتي...ضمتها نورا هي الاخري راسمه فوق وجهها ابتسامه متسعه فقد وصلت إلى كسب عاطفة اختها مره اخري و هذا بداية ما ترغب الوصول اليه... دلف داغر إلى الجناح الخاص به هو وداليدا و هو يعد نفسه إلى الصراخ الذي يواجهه من قبلها لكنه صدم عندما وجد الجناح يغرق بالصمت فارغاً... ليدرك على الفور بان والدته قد اخذتها إلى غرفتها خرج مسرعاً متجهاً نحو الجناح الغربي من القصر حيث تقع غرفة والدته... وقف خارج غرفة عدة لحظات يشعر بالتردد بينما قلبه يقصف بعنف داخل صدره زفر بقوه قبل ان يطرق الباب بتردد و عندما هم بفتح الباب و يدخل...خرجت والدته من الغرفه سريعاً تدفعه للخارج مغلقه الباب خلفها بقوه بينما تقف كحائل بينه وبين و الباب =عايز ايه يا داغر... زمجر بغضب وقد بدأ يفقد السيطره على هدوئه =عايز اتكلم مع مراتي... لوت والدته فمها بسخريه مغمغمه بتهكم لاذع بينما تشير برأسها نحو الاسفل =مراتك،؟! مراتك تحت يا حبيبي مستنياك علشان تقضوا شهر عسلكوا، ايه هتاخدها اوروبا زي ما كنت مخططين زمان قبل ما تسيبك و تتخطب للمحرج.زفر بحده بينما يبعدها عن طريقه بلطف يعاكس للنيران المشتعله بداخله =ماما، بلاش كلام كتير. ابعدي خاليني ادخل لداليدا لكنها تسمرت في مكانها رافضه التزحزح من مكانها مما جعله يهتف بغضب =ابعدي، ابعدي لان قسماً بالله انا على اخري، و مش عارف ممكن اعمل ايه.قاطعته فطيمه بحده بينما تشعر بالصدمه من كلماته تلك فبحياته باكملها لم يتحدث اليها بتلك الطريقه الوقحه، من ثم بدأت تلاحظ الحاله التي كان عليها فقد كان يبدو كما لو كان تائهاً بائساً لا يدري ما الذي يجب عليه فعله فاقد السيطره تماماً على تحكمه و بروده و هذا ما لم تراه ابداً يعاني منه فقد كان دائماً صلب بارد في اصعب المواقف التي مرت عليهم =مش هينفع تدخل داليدا منهاره جوا...لتكمل مخففه من حدة نبرتها عندما رأت النظره المعذبه التي ارتسمت بعينيه =سيبها يا داغر دلوقتي، انا ما صدقت انها هديت شويه لكنه لم يستمع اليها ونحاها جانباً و دلف إلى الغرفه مغلقاً الباب خلفه كرساله واضحه بان لا تتبعه إلى الداخل.تصلب جسد داغر فور دخوله للغرفه و رؤيته لتلك الجالسه منكمشه على نفسها باحدي المقاعد بينما تسند رأسها إلى ظهر المقعد مغلقه العينين مستغرقه بالنون بينما يصدر نشيج متقطه و منخفض من بين شفتيها من كل حين إلى اخري.اتجه نحوها بخطوات بطيئه جالساً على عقبيه امامها وقبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأي وجهها المحمر و المبتل بالدموع مرر يده بحنان على خدها و شعور من الندم والاحباط يسيطر عليه بانه السبب في انهيارها هذا فهو كان يعتقد بعد كلماتها اليه بان امر زواجه من نورا لن يفرق معها و لن تتأثر به لكن لا فرؤية انهيارها هذا جعله يشك في حكمه فبالتأكيد تشعر بشئ نحوه والا ما كانت انهارت بهذا الشكل كرفع يديها إلى فمه مقبلاً اياها عدة قبلات بينما يهمس بصوت مرتجف متألم باسمها.رفرفرت داليدا بعينيها ببطئ خارجه من اخر اعراض النوبه التي تملكتها لتجد داغر جالساً امامها دافناً وجهه بين يديها التي كان يقبلها بقبلات رقيقه... انتفضت واقفه مبتعده عنه مما مما جعله هو الاخر ينتفض واقفاً يراقبها باعين متردده تراجعت إلى الخلف بحده عندما رأته يتقدم نحوها هامسه بصوت حاد غاضب =اطلع برا... اقترب منها بينما يفرد يديه امام جسده قائلاً بصوت منخفض في محاوله منه لجعلها تهدئ و تستمع اليه.=طيب اهدي، اهدي، و انا هفهمك كل حاجه... هتفت به بحده بينما تدفعه بقوه في صدره عندما اصبح يقف امامها مباشره ضاربه اياه بقسوه مخرجه كل الغضب و الالم الذي تشعر به =تفهمني ايه، تفهمني انك اتجوزت بنت عمك بعد شهرين من جوازنا، مفكرتش الناس هتقول عليا ايه. لتكمل بقسوه وهي تستمر بضربه غافله عن جسده الذي تصلب فور سماعه كلماتها تلك.=هيقولوا اتجوزتني علشان تغيظها، و اول ما هي فسخت خطوبتها طلعت تجري وراها واتجوزتها حتى لو كان جوازنا صوري و اتفاق فمش من حقك تعرضني لاهانه زي دي... غمغم داغر بفك متصلب بينما يقبض على يديه بجانبه محاولاً التغلب على خيبة الامل التي عصفت به =يعني انتي، عياطك و تعبك كان بسبب كده بس... اجابته بقسوه بينما تطلع اليه باعين تلتمع بالدموع التي لم تستطع السيطره عليها =طبعاً ااومال هيكون علشان ايه.ثم اخفضت عينيها سريعاً حتى تخفي كذبها عنه فكيف تخبره ان سبب انهيارها الالم الذي يمزق قلبها الذي يعشقه و ان فكرة انه اصبح لغيرها تجعلها ترغب بالموت لكنها لن تستطيع تخسر كرامتها امامه فيكفي ما تعرضت له بسببه حتى الان.ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت محاولاً ابتلاع غصة الالم التي تشكلت بحلقه بسبب مرارة خيبة الامل التي يشعر بها قبل ان يومأ برأسه معترفاً بخطأه الذي ارتكبه بحقها فحتي وان كانت لا تشعر بشئ نحوه فهذا ليس ذنبها. ليس ذنبها ان مشاعره نحوها مختلفه =عندك حق انا غلطت في حقك بس...همست داليدا بصوت مرتجف تضع يديها فوق اذنيها بينما تتراجع إلى الخلف لا تطيق ان تستمع إلى السبب الذي جعله يسرع بالزواج من نورا فبالتأكيد سيرجع ذلك إلى حبه لها و عدم رغبته بفقدها مره اخري =كفايه، اطلع برا... غمغم داغر بلهفه مقترباً منها و عينيه مسلطه بقلق على وجهها الذي زاد شحوباً فوق شحوبه بينما تتأرجح بمكانها كما لو كانت ستفقد الوعي =داليدا مالك في ايه...دفعته بصدره بحده صارخه بهستريه و قد فقدت القدره على التماسك امامه اكثر من ذلك =اطلع برا، اطلع برا... دخلت فطيمه الغرفه فور سماعها صراخات داليدا تلك اتجهت نحوها جاذبه اياها إلى حضنها بعيداً عن داغر الذي كان واقفاً يتطلع اليها بيأس. ضمتها فطيمه اليها بقوه مما جعل داليدا تنفجر على الفور ببكاء مرير هامسه من بين شهقات بكائها =خليه يطلع برا، انا مبقتش قادره اشوفه انا بكرهه، بكرهه.اخذت تردد تلك الكلمات غافله عن ذاك الذي شحب وجهها فور سماعه كلماتها تلك و الالم الذي ارتسم بعينيه. اشارت اليه والدته بالمغادره بينما تحاول تهدئت داليدا المنهاره بين يديها، اومأ برأسه بصمت قبل ان يستدير و يغادر الغرفه بخطوات بطيئه متعبه... بعد عدة ساعات... كانت داليدا نائمه بجانب فطيمه التي كانت تحتضنها بحنان فلم تتركها ولو للحظه واحده منذ انهيارها بالاسفل مغدقه اياها بحنانها معوضه اياها عن والدتها فقد كانت الشخص الوحيد الذي عاملها بحنان و لطف بعد وفاة والدتها... ابتعدت عنها داليدا ببطئ لتستلقي على طرف الفراش و الالم الذي يعصف بداخلها يكاد يدمر روحها... بسبب تلك الخيالات التي لا ترغب ان تفارقها...فيمر امام عينيها بكل لحظه مشاهد كما لو كانت حقيقيه لنورا و هي بين ذراعي داغر يغدقها بحبه بليلة زفافهم. نبش الالم بمخالبه في قلبها ممزقاً اياه اخرجت نشيج متألم بينما دموعها تغرق وجهها فمجرد تخيلها له معها بوضع حميمي يجعلها ترغب بالموت حتى تنتهي من حياتها البائسه تلك. نهضت ببطئ من فوق الفراش دون ان تصدر صوت حتى لا تزعج فطيمه المستغرقه بالنوم...تنفست بعمق قبل ان تمسح وجهها من الدموع العالقه بها اتجهت نحو باب الغرفه وقد اتخذت قرارها... سوف تعود إلى غرفتها و تحزم امتعتها و تغادر هذا المنزل لكن سنتنظر حتى يستيقظ داغر و تطلب منه ان يطلقها غصه تكونت بحلقها وهي تفكر بانه هذه المره سيوافق على تطليقها فلم يعد يحتاج اليها حيث استطاع ااخيراً الزواج من نورا... توجهت عبر الممر المظلم نحو الجناح الخاص بها و بداغر.فتحت الباب ليقابلها الظلام الدامس الذي يغلف المكان بحثت بتعثر عن زر الاضاءه بالحائط حتى وجدته لتعم الاضاءه الغرفه... لكن اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقه ضربته عندما وقعت عينيها على نورا التي كانت تستلقي بين ذراعي داغر بفراشها الخاص بها بينما كان هو الاخر يحتضنها...
•تابع الفصل التالي "رواية قلبه لا يبالي" اضغط على اسم الرواية