رواية ليتني لم احبك الفصل السابع عشر 17 - بقلم شهد الشورى
في بداية يوم جديد بعد أن مر بعتاب من الجميع لسمير الذي تقدمولخطبة فتاة دون أن يعلمهم بالأمر و اتصال من ايهم لفريد يخبره بضرورة عودته بناءًا على طلب من جده لأمرًا هام
بمنزل أكمل النويري
كانت ترتدي ملابسها و تستعد للذهاب للشركة و لكن تلك المرة ستقدم استقالتها من التدريب فبكل الأحوال ستبدأ الامتحانات عن قريب
لكن قبل أن تخرج من الغرفة سمعت طرق على الباب و بعدها دخلت شقيقتها جيانا تقول بابتسامة :
صباح الفل يا توتا
ابتسمت لها تيا ثم قالت :
صباح الخير يا جيجي
جلست جيانا على الفراش ثم وضعت يدها على المكان الفارغ بجانبها تشير لتيا لتقترب و تجلس بجانبها لتسألها بحنان :
مالك بقى يا ستي ايه اللي مضايقك لما سألت ماما قالتلي مش عارفة و قلقانة عليكي و بابا قالي انك مش عاوزة تحكي دلوقتي.....انا اختك يا تيا يعني مش هتلاقي حد آمن مني تفضفضي ليه و هيحافط على سرك قوليلي مالك
ما انتهت جيانا من كلماتها نزلت دموع تيا بغزارة تغرق وجهها لتسألها جيانا بقلق ممزوج بحنان :
مالك يا تيا في ايه يا حبيبتي
ردت عليها تيا بصوت متحشرج حزين :
قالي انه بيحبني و سيبته و مشيت بس انا بحبه يا جيانا و مكنش ينفع احبه مش ده اللي المفروض احبه و احس ناحيته بالمشاعر دي حبيت الشخص الغلط مش عارفة حصل ازاي بس من غير ما احس لقيت نفسي بحبه و بنجذب ليه
تنهدت جيانا بحزن ثم سألتها بحنان :
طب هو مين و ليه بتقولي انه الشخص الغلط
بتردد نطقت تيا اسمه قائلة بحذر :
ايــهــم
نظرت له جيانا بصدمة و عدم تصديق لتسألها :
ايهم الزيني
اومأت لها تيا بدموع تغرق وجهها لتسألها جيانا مرة أخرى بصدمة :
قالك انه بيحبك !!!
اومأت لها تيا مرة أخرى لتقول جيانا بهدوء مصطنع :
احكيلي كل حاجة
قصت عليها تيا كل شئ حدث بينها و بين ايهم بينما جيانا تستمع لها و نيران الغضب تشتعل بداخلها اكثر و اكثر بعد أن انهت تيا حديثها سألتها جيانا :
انتي رايحة فين دلوقتي
تيا بحزن :
كنت هقدم استقالتي من التدريب و اخد بقيت حاجتي اللي في الشركة و بعدين هطلع ع الجامعة بقالي كام يوم مروحتش
اومأت لها جيانا ثم قالت :
روحي ع الجامعة علطول متعديش ع الشركة
كادت ان تسألها على السبب لتتفاجأ بها تغادر الغرفة سريعًا تنهدت تيا بحزن و هي تنظر لهاتفها الذي منذ ذلك اليوم و ايهم لا يتوقف عن إرسال الرسائل و الاتصال بها و لكنها لا تجيب اخذت حقيبة الظهر الخاصة بها ثم غادرت المنزل متوجهة لجامعتها غافلة عن السيارة التي تسير خلفها ما ان خرجت من المنزل
................
بخطوات واثقة كان يمشي بين الطرقات متوجهًا لمكتب ابن عمه يتلقى ترحيب العاملين بالشركة بابتسامة صغيرة
دخل لمكتبه فورًا دون أن يستأذن من سالي التي كادت على وشك ان تباشر حركات اغرائها الرخيصة عليه......ما ان دخل للمكتب تفاجأ بأيهم يجلس على الاريكة يضع رأسه بين يديه سأله بتعجب :
مالك قاعد كده ليه
رفع ايهم رأسه ينظر له بغيظ ليتفاجأ فريد من نظراته له ليسأله بتعجب :
مالك ياض يتبصلي كده ليه
اقترب ايهم منه يمسكه من مقدمة ملابسه يصرخ عليه بغضب شديد و غيظ :
بسبب عمايلك هي دلوقتي معندهاش ثقة فيا انا بحبها بس هفضل اعاني لحد ما اكسب ثقتها بسبب اللي انت عملته زمان
فهم فريد حديثه خطأ و ظن انه يتحدث عن جيانا لكمه بقوة و هو يمسك مقدمة ملابسه :
بتبص للي ابن عمك بيحبها يا حيوان
كاد ان يرد ايهم ليتفاجأ الاثنان بحيانا تدخل المكتب بعد أن دفعت الباب الذي ل يغلق كليًا بقدمها
ارتخت يد فريد التي تتشبث بملابس ايهم ببطئ بينما عيناه تنظر لجيانا باشتياق كبير لتتفاجأ هي الأخرى بوجوده تلاقت الأعين و كلاً منهم سرد في عيون الاخر هو رأى بعيناها اشتياق و هي ايضًا لكن لم يبوح أحدهم به
افيقت من شروده و ابعدت عيناها فورًا تهرب من عيناه التي لازالت تنظر لوجهها باشتياق كبير
ابتعد ايهم عن فريد لتقترب جيانا منه على الفور ترفع اصبعها بوجهه قائلة بتحذير و غضب لأيهم جعل فريد يتعجب من تصرفها :
اسمع هما كلمتين مفيش غيرهم و احسنلك تنفذهم عشان لو حصل عكس كده مش هيحصل خير أبدًا.....اختي تبعد عنها و إياك تقرب منها سامعني انا مش هسمح للي حصل زمان يتكرر تاني و لا هسمح ان اختي تبقى رهان جديد يسليكم
ايهم بغضب شديد :
رهان ايه و زفت ايه.....انا لا يمكن اعمل في تيا كده انا بحبها و مستحيل اسبب لها أي أذى
ردت عليه بسخرية لاذعة و كلمات نزلت على قلب ذلك الذي يستمع لهم كميرات تحرق قلبه و تحرقه كليًا من الداخل :
ما غيرك وعد و قال اكتر من كده و في الاخر اديك شوفت النتيجة انت و هو ملكمش أمان و انا مش هآمن على اختي مع واحد زيك سامعني تبعد عنها بالذوق بدل ما يبقى بالعافية
ايهم بغضب :
انا مش بتهدد انا بحبها و مش هفرط فيها أبدًا عجبك معجبكيش ده شئ ما يخصنيش ده يخصني انا و هي بس و هي بس اللي تقرر
ردت عله بسخرية :
لا متخافش هي قررت و كانت جاية تقدم استقالتها لأنها مش عاوزة توشفك بس انا قولتلها متجيش
نظر لها ايهم بصدمة و تبتلع ريقه بصعوبة قائلاً :
لما اسمع الرد ده منها ساعتها هعملها كل اللي هي عوزاه يا جيانا.....انا بحبها و مش بكدب
زفرت بضيق ثم خرجت من المكتب تحت أنظار فريد المصدوم بكل ما استمع له نظر لأيهم لجد الحزن مرسوم على وجهه سأله :
انت بجد بتحب تيا
رد عليه بحزن و حب صادق :
لقيت سبب تاني اعيش ليه من بعد ابويا
جلس فريد على الاريكة يضع رأسه بين يديه ليفعل ايهم المثل و الصمت يخيم على المكان لم يقطعه سوا كلمات فريد الساخرة المليئة بالألم و الحزن :
عندها حق انا ياما قولت و وعدتها و منفذاش وعودي ليها انا اللي جريت وراها من سبع سنين و خليتها تحبني عشان خاطر رهان تافه و لقيتني انا الل يبقع في حبها مش العكس خونتها و كنت هغ....تصبها و عملت كل ده هستنى منها تسامحني ليه و الجواب باين انا نفسي مش قادر اسامح نفسي ع اللي عملته فيها هي هتقدر
عارف الغلط كان عندي انا من الاول اتغيرت عشانها مع ان المفروض العكس اتغير عشان نفسي لاني عملت كده عشانها يعني كنت اول ما هوصل ليها و اضمن انها بتاعتي كنت هرجع للقرف ده تأتي و ده غلط مش صح اللي بيتغير بيتغير عشان نفسه عشان حابب يكون أفضل.....انا بحبها اوي يا ايهم بحبها و موجوع على وجعها و على كل اللي عملته فيها من كل قلبي بتمنى انها تديني فرصة تانية بس بعد كل اللي حصل و كل كلمة قالتها ليا مش هقدر بعد كده احط عيني في عينها و اقولها سامحيني على حاجة انا مش عارف لو مكانك كنت هقدر اسامح فيها و لا لأ
ابتسم ايهم بسخرية قائلاً بحزن :
كلنا في الهوا سوا يا بن عمي انا كمان بحبها و الظاهر ان اللي حصل من سبع سنين هنفضل ندفع تمنه اللي يضحك بجد ان دونًا عن بنات الدنيا كلها محبش غير اخت جيانا يعني حبيت اخت واحدة عارفة الماضي القديم كله و الصراحة اللي توافق علينا بسهولة حاجة من اتنين يأما هبلة يأما بايعة نفسها و مستغنيه
اومأ فريد بتأكيد على ما يقول ابن عمه ليتنهد بعمق مغيرًا الحديث يسأله :
متعرفش جدك عايزني ليه
نفى برأسه ثم قال :
معرفش....عرفت الجديد صح
نظر له فريد بتساؤل ليكمل ايهم قائلاً :
هايدي جالها عريس ظابط شرطة سألنا عليه يبقى صاحب آسر ابن عم جيانا و ساكن معاهم في نفس العمارة من وهو صغير
ابتسم فريد بسخرية قائلاً :
و الست هايدي قالت ايه
ايهم بعد تنهيدة طويلة :
الصراحة البت هايدي اتغيرت خالص و بقت حاجة تانية هادية و عقلت كده دي حت٨مسكت دار الايتام و بقت بتديرها حتى لبسها و اسلوبها اتغير ا خالص بقا واحدة تانية هتستغرب لما تشوفها
نظر له فريد بصدمة ليتابع ايهم قائلاً :
بس الظاهر انها هتوافق ع العريس لما كدك فاتحها حسيت انها ميالا ليه بس كان عنيها فيها خوف
اظن انك عارف ايه سبب الخوف ده و هو انها.....
قاطعه فريد قائلاً :
يلا خلينا نروح القصر نشوف جدك عاوز ايه و بعدها هروح ع الاوتيل
- أوتيل ليه !!!!
فريد بابتسامة حزينة :
انا بيعت الشقة بتاعتي و كمان مش حابب افضل في القصر ده كل ذكرياتي فيه مش حلوة و لا ليه اللي يخليني اقعد فيه عشان كده هنزل في أوتيل يومين و هرجع القاهرة ديما و ماما زينب قاعدين لوحدهم
ايهم بابتسامة :
شايف انك ابتديت تحب مرات ابوك و اختك و تتقبلهم
فريد بابتسامة :
ده كان غباء مني زمان لما حسيت بكره ناحيتم والله محمد باشا خسر بجد ست طيبة زي دي ساعدتني و وقفت جنبي و نبهتني عن حاجات انا كنت غافل عنها حتى ديما أن تكون اخ ده شعور حلو اوي و كنت غبي لما حرمت نفسي منه زمان سعادة لما تكون ليك اخ و اخت أصغر منك تناكشوا في بعض و تهزورا سوا و يكون فيه بينكم أسرار سعادة و شعور حلو بيتملك منك انا لأول مرة احس اني عايش و دي الحياة اللي كنت بتمناها و مش هتكمل غير بوجود جيانا ساعتها هبقى ملكت الدنيا كلها في ايدي و حققت كل اللي بتمناه
ابتسم ايهم يربت على كتف صديقه بسعادة من اجله و الاثنان غافلين عن من استمع لكل شئ و سجله ايضًا خرج الاثنان من الشركة و قبل أن يركب ايهم السيارة جائه مكالمة هاتف من احد رجاله يخبره بأمرًا هام ما ان أغلق الخط نظر لفرثد قائلاً على عجلة :
فريد روح انت بعربية من عربيات الشركة انا عندي مشوار مهم و لازم امشي ضروري
قبل أن يسأله فريد عن السبب كان يصعد سيارته و يغادر المكان سريعًا
...............
بالجامعة كانت تيا تخرج من محاضرتها برفقة رغدة و مي التي لا تتوقف عن توجيه نظرات غاضبة حاقدة تجاه تيا التي تعجب منها
كانت فتاة تركض و خلفها فتاة أخرى اصتدموا بتيا بدون قصد ليقع الكتاب الذي تمسكه بيدها انحنت لتلتقته لتتفاجأ بيد تضع على الكتاب ايضًا و ينحني أمامها رفعت وجهها لترى من لتتفاجأ بأيهم أمامها يناظرها بعشق و اشتياق كبير و الذي ما لن اخبره احد رجاله الذي كلفه بمراقبتها و ما ان تخرج من المنزل يخبره فورًا
شدت الكتاب و اعتدلت بجسدها واقفة بتوتر ليعتدل هو الأخر كل ذلك تحت نظرات رغدة المتعجبة بما يحدث و نظرات مي الحاقدة و هي تضغط على الكتاب الذي بيدها بغضب و هي ترى ايهم يناظر تيا بكل ذلك الحب الذي استمعت له يعترف به لها بغرفة مكتبه منذ عدة ايام لكنها لا تنوي على خيرًا أبدًا
ايهم لتيا بهدوء :
عايز اتكلم معاكي شوية
توترت لتجيبه و هي تمشي تتجه للمبنى المخصص للمحاضرات و الذي يحتوي على عدة. قاعات من الداخل لم تعرف إلى أين تذهب و لا لما ذهبت له كل ما كان يهمها ان تهرب من أمامه الآن :
مش هينفع انا اتأخرت و عندي محاضرة مهمة
مشى خلفها سريعًا يحاول اللحاق بها و بخطواتها السريعة لكن قبل أن تدخل للمبنى مباشرة تفاجأت بأحد زملائها بالجامعة و يدعى احمد و المعروف بأخلاقه الحميدة يقف أمامها يقول بابتسامة هادئة لتيا :
لو سمحتي يا آنسة تيا كنت عاوز اخد من وقت دقيقتين لو ينفع
ردت عليه سريعًا :
ضروري دلوقتي
ابتسم قائلاً :
مش هاخد من وقتك كتير كل اللي عاوزه بس رقم والدك يعني كنت حابب أتقدم لحضرتك ل...
قاطع حديثه صوت ايهم الغاضب بعدما استمع لما قال و طلبه للزواج من حبيبته :
نعم يا روح امك
احمد بحدة :
ايه يا استاذ قلة الأدب دي اتكلم بأسلوب احسن من كده و بعدين بتدخل في نص الكلام ليه انت مين اصلاً
ايهم بابتسامة لا تمس للخير بصلة و هو يطوي أكمامه لساعده :
يا سلام من عنيا هقولك انا مين حاضر
باللحظة التالية كان أحمد يقع ارضًا و انفه ينزف من لكمة ايهم الغاضية من شدة ما يشعر به من غيرة الآن صرخت تيا و هي تضع يدها على وجهها قائلة بصدمة :
انت عملت ايه يا مجنون
ثم ذهبت باتجاه احمد تسأله بخوف :
انت كويس يا احمد
جذبهارتقق بجانبه قائلاً بغيرة شديدة من نطقها لاسمه :
اقفي هنا و ما تنطقيش اسمه على لسانك و الا قسمًا بالله اكمل عليه دلوقتي و اخليه يروح بيته على نقالة
نظرت له بغضب و هي تنزع ذراعها من قبضة يديه قائلة :
بني آدم همجي
ثم نزعت يده و دخلت للمبنى بخوف تهرب من عيناه التي تناظره بغضب كبير بينما هو التفت لأحمد قائلاً بغضب و نبرك لا تقبل للنقاش :
اخفى من وشي دلوقتي و إلا و ربي لاكمل عليك
فر احمد سريعًا بخوف فهو ذو بنيه نحيفة و قصيرة نوعًا ما على عكس ايهم تمامًا اما عن ايهم دخل خلفها يبحث عنها ليحدها امشي بنصف الممر لحق بها سريعًا يقف أمامها قائلاً :
استنى احنا لسه مخلصناش كلامنا
تيا بخوف و حدة :
سيب ايدي
نفى برأسه قائلاً و هو يحذبها لاحد القاعات المفتوحة و لكن لا يوجد أحد بالداخل ثم أغلق الباب ليتحدث معها بعيدًا عن الأعين و حتى لا يخرج احدًا على صوتهم العالي :
اسمعيني الأول انا بحبك بجد يا تيا قوليلي اعمل ايه عشان تصدقي جيانا قالت انك كنت ناوية تسيبي الشغل و انك رافضة حبي ليكي قوليلي ليه و انا عارف انك بتبادليني نفس الشعور و الحب باين في عنيكي يا تيا بصي في عنيا و مش هتلاقي الا كل حب ليكي انا اول مرة احب بنت و مش عارف اللي بيحب بيعمل ايه عشان يكسب ثقة حبيبته بس كل اللي اعرفه اني مش عاوز اخسرك لاني مقدرش اعيش من غيرك.....انا مصدقا الاقي سبب تاني اعيش ليه من بعد ابويا
التفتت لتغادر محاولة عدم التأثر بكلماته التي لامست قلبها و استشعرت مدى صدقه لكن خوفها تغلب عليها و بررت انه يفعل ذلك و يلجأ لذلك الأسلوب ليوقعها بفخه مثل ما فهل ابن عمه باختها
أغلق الباب بيديه ليصبح الوضع كالآتي هي تنظر للباب و هو خلفها و جسدها بين يديه المستندة على الباب ليقول بهمس :
قولتلك مش هتمشي قبل ما نتكلم و تطلعي كل اللي جواكي يا تيا قولي اللي حاسة بيه و ايه مشاعرك و خوفك
نفت برأسها ثم دفعت يدها لكي تستطيع التحرك ثم صرخت عليه بحدة و دموع تهدد بالنزول :
مش عاوزة اتكلم هو عافية يعني
اقترب يقف أمامها قائلاً :
ليه مش عاوزة تتكلمي و بتهربي ليه يا تيا
صرخت عليه بحدة و دموع :
عشان مينفعش احس تجاهك بحاجة انت كنت واحد من اللي اتراهنوا على اختي غير كده انا حافظت على نفسي سنين و في الاخر لما امون لواحد اكون لشخص ما سبش واحدة و معملش معاها علاقة و غير كده هفضل عايشة. معاك في خوف......مكنش ينفع أحبك
قالت الأخيرة بوهن و دموع تغرق وجهها اما عنه تناسى حديثها السابق و كل ما علق عليه كلمة أحبك
ردد بصدمة و ابتسامة عريضة :
بتحبيني !!!
تنهدت بضيق ليتبادل الاثنان النظرات بشرود بعدها خرجت هي من القاعة و من ثم خارج الجامعة و الاثنان غافلين عن من استمعت لكل شئ و نيران الحقد بداخلها تشتعل اكثر و اكثر اما عنه بعد أن غادرت ابتسم بسعادة و كأنه نسى رفضها و أعتراضها على المشاعر التي يبادلها الاثنان لبعضهم فقط كلمة " أحبك" جعلته يبتسم هكذا و ينسى كل ما يحزنه تنهد بحب ثم قال :
شكلك لسه هتتعبيني معاك يا تيا
.............
في المساء
كانت الجميع في قصر الزيني عدا دولت التي لم تهتم بحضور تلك المناسبة و ذهبت للتنزه برفقة أصدقائها من الطبقة المخملية
يجلسون بانتظار وصول عائلة سمير و عائلته ليتم قراءة الفاتحة و قد أصر ان يحضر خاله و أكمل و زوجته و أبنائه و آسر و عز فهم مثل عائلته الثانية التي عوضه الله بهم بعد وفاة والديه منذ سنوات طويلة حتى رونزي قد أتت معهم بعد إلحاح من الجميع حتى لا تبقى وحدها بالمنزل
بعد وقت كان يجلس الجميع ببهو القصر يقرئون الفاتحة بينما سمير لم يكف غن إرسال القبلات في الخفاء لهايدي التي تبتسم بخجل و لاحظ فريد ما يحدث ليبتسم بجانبية يبدو أن ابن عمته وجدت من تحبه و يحبها اخيرًا
للحظة تمنى ان يكون هو بدلاً من سمير و جيانا بدلاً من هايدي كان سيمون اسعد ايام حياته ان حدث هذا تلاقت عيناه باعين جيانا ليرى بها عتاب و لوم ليبادلها بحزن و ألم
اتفق الجميع على كل شئ و موعد الخطبة و الزفاف اما عن تيا كانت تنظر تتحاشى النظر لايهم الذي لم يكف عن النظر لها بتأمل و هيام ليلاحظ اكمل ما يحدث و يقرر ان يفهم من ابنته ما يحدث
اما عن فريد و فادي كان الاثنان يتبادلون النظرات بينهم بتحدي و غضب كلًا منهما يعرف بشئ و يخفيه لحين يأتي الوقت المناسب لكن يبدو أنه قد آتي بالنسبة لفادي الذي على أتم استعداد ان يفعل اي شئ و يكشف نفسه مقابل ان يرى نظرات الكره موجهة لفريد و ايهم اليوم و ايضًا يلغي تلك الزيجة التي ستتم و هو أول الرافضين لها
نظر لجيانا قائلاً بمكر و خبث ما جعل الجميع يلتفت له بعدما استمعوا لما قال :
حقيقي مش مصدق ان انتي و فريد كنتوا بتحبوا بعض زمان او نقول لحد دلوقتي.....ازاي قدرتي تخوني صاحبتك و تبقي في حضن خطيبها في حفلة خطوبتهم....اسمحيلي يا رونزي اقولك انك مش بتعرفي تنقي صحابك !!!!!
.....................
نظر فادي لجيانا قائلاً بمكر و خبث ما جعل الجميع يلتفت له بعدما استمعوا لما قال :
حقيقي مش مصدق ان انتي و فريد كنتوا بتحبوا بعض زمان او نقول لحد دلوقتي.....ازاي قدرتي تخوني صاحبتك و تبقي في حضن خطيبها في حفلة خطوبتهم....اسمحيلي يا رونزي اقولك انك مش بتعرفي تنقي صحابك !!!!!
نظر الجميع لبعضهم بصدمة ليتابع هو بمكر :
هو يعني انا عارف انك بردو كنت ضحية بس ده ميمنعش انك خونتي صاحبتك و كنتي مع خطيبها و في حفلة خطوبتهم كمان اممم كان يستاهل المشهد ده يتصور بس للاسف ملحقتش اصوره كان حضن جامد مش كده
اتبع كلامه بغمزة وقحة جعلت فريد ينقض عليه ليسقط على الاريكة يوجه له اللكمات بوجهه اقترب ايهم يحاول ابعاده لكن دون فائدة
فريد بغضب و لازال يضربه :
اقسم بالله لو جبت سيرتها على لسانك لأخليك تتمنى الموت
دفعه فادي بعيدًا عنه ليصرخ صلاح قائلاً بغضب و صرامة :
حالاً افهم كل حاجة و الا مش هيحصل خير أبدًا
فادي بسخرية :
احكيلك انا يا جدي ببساطة كده احفادك الاتنين ايهم و فريد باشا من كام سنة اتراهنوا على بنت و الرهان ان فريد يوقعها في حبه و يقضي معاها ليلة فضل بقى يرسم دور العاشق الولهان لحد ما قدر يخليها تحبه بس قبل بقى ما ياخد اللي هو عاوزة هي كشفت خيانته مع واحدة تانية و شافتهم بعينها لا ده كمان حاول يعتيدي عليها و بلاوي تانية مش عارف بس احكي لحضرتك ايه و لا ايه ده حتى خبى عن خطيبته انه كان على علاقة بصحبتها قبل كده حفيدك عامل بلاوي يا جدي و مش هو لوحده تؤ ده كان معاه شريكين ايهم و أركان
الجميع يستمع لما يحدث بصدمة و النظرات مصوبة بصدمة على جيانا و فريد ليسأله صلاح بحدة :
اللي فادي بيقولوا ده صح
لم يرد ليصرخ عليه بغضب :
ما تنطق
فادي بسخرية و نظرات احتقار :
هيقول ايه اكتر من اللي قولته ده غير اختي اللي مسلمتش منه....من سبع سنين لما سافر في شغل و هايدي كانت هي كمان هناك ضحك عليها و خلاها تسلمله نفسها
اخفضت هايدي عيناها ارضًا دموعها تنهمر بحزن لا تصدق ان أخيها يتحدث عنها هكذا ببساطة و أمام الجميع القت نظرة على سمير بحزن و خجل و خوف من فقدان من
احبته بصدق
اما عن سمير ينظر لها بصدمة يحاول الاستيعاب عن أي اخت تتحدث بالتأكيد لبست حبيبته
ضحك فادي بسخرية قائلاً له :
متتصدمش بس كده يا حضرة الظابط ايوة اختي هايدي اللي بتكلم عنها اظن دلوقتي وصلتك الرسالة اختي متنفعكش يعني بجميع الأحوال هي متناسبكش خالص سواء ماديًا او.......
اما عن جيانا وجهت نظراته لفريد بصدمة و عدم تصديق ليتهرب هو بعيناه منها بخجل و حزن
توجه فادي بحديثه لرونزي المصدومة مما قال عن
اخته و لوقاحته و ايضًا عن ما فعله فريد بجاينا هي ظنت انهم افترقنا لاختلاف او سوء فهم لكن ان يحدث كل هذا لم تتوقع قائلاً بمواساة و حزن زائف و سعادة داخلية و هو يرى نظرات الاختبار موجهة لفريد و ايهم لكنه لا يعلم انه له النصيب الأكبر بها :
عندك حق تتصدمي مش سهل تعرفي كل ده عن خطيبك السابق و صاحبتك
رونزي بجدية و احتقار له :
انا كنت اعرف باللي بين فريد و جيانا قبل كده الصدمة اللي انت شايفها دي مش من اللي قولته عليهم انا حقيقي مصدومة من واحد ببجاحتك و وقاحتك يعني دي اختك ازاي فكرت تتكلم عنها كده و تكشف سرها حقيقي انت واحد مريض
غضب فادي و كاد ان يرد عليها ليسمع محمد يقول
بصدمة و غضب لفريد :
الكلام ده صح يا فريد....ما تنطقق
فريد بصراخ و غضب :
ايوه صح انا عملت فيها كل ده راهنت عليها..بس حبيتها بجد و من قلبي ضعفت و خونتها مش مرة لا ده اتنين في لحظة اتغيب عقلي و كنت هخليها تخسر شرفها عملت فيها كده و اكتر و وجعتها......انت و مراتك كنتوا سبب اني ابعد عنها زمان
نظر له محمد بصدمة ليتابع الأخر قائلاً بسخرية :
مستغرب ليه من اللي سمعته ده انا حتى نسخة منك يا محمد باشا
اقترب آسر من فريد بغضب يريد أن يضربه ليحول بينهما ايهم الذي تدخل على الفور عز بصرامة :
آسر بس......خلينا نمشي
جذب اكمل بغضب يد ابنته المصدومة بكل ما حدث ليخرج من الفيلا و هو عاقد العزم على عدم الدخول لذلك القصر و أبعاد ابنته عن ذلك الحقير للأبد
لكن ما ان التفت قال بصدمة ما ان وقعت عيناه على اخر شخص يخطر على باله رؤيته و الآن خصيصًا :
دولت !!!
نعم دولت التي انتهت من سهرتها و قررت العودة للقصر لتتفاجأ به أمامها
لم تقل صدمة عنه لكنها بالطبع ممزوجة
بالخوف الشديد :
أكمل !!!
لحظات مرت و الجميع ينظر لما يحدث بعدم فهم عدا حنان فقط التي كانت تعلم من دولت و ما فعلته بالضبط
ليقاطع الصمت صوت فريد المتساءل :
حضرتك تعرف والدتي قبل كده
ضحك أكمل بصوت عالي ضحكات مليئة بالسخرية سرعات ما تحولت لنظرات كلها اشمئزاز موجهة لدولت مصحوبة بكراهية لم يشعر بها بهذا المقدار تجاه احدًا من قبل :
اعرفها.....ده انا اعرفها عز المعرفة يمكن اكتر واحد فيكم يعرفها.......كل اللي اقدر اقوله عنها أنها واحدة عديمة الرحمة و الإنسانية
فريد بغضب :
انا مسمحلكش تتكلم مع والدتي بالطريقة دي
ضحك اكمل بسخرية بينما حنان تنظر له بحزن و هي
تعرف مقدار كرهه لدولت :
قال وانا اللي كنت مستغرب ازاي في واحد بحقارتك.....لو كنت عرفت من الاول انك ابن دولت كنت صدقت فورًا كفاية بس ان ابنها........بس متخافش الست الوالدة معدية حقارتك بمراحل و من زمان اوووي كمان
دولت بغضب من اهانته و عدم فهم لما يرمي اليه و تشبيهه بأخلاق ابنها :
احترم نفسك
فريد بغضب من اكمل لتحدثه بتلك الطريقة عن والدته ليفقد اعصابه و يمسكه من مقدمة ملابسه بغضب قائلاً :
قولتك مسمحلكش تتكلم مع امي بالطريقة دي
كادت ان تقترب جيانا لتبعد يده عن والدها لتتفاجأ بوالدها يبعد يد فريد عنه و باللحظة التالية كانت قبضة يده تعرف طريقها لوجه فريد شهق الجميع مزهولين مما يحدث و
ما يقال
اقتربت حنان من اكمل تمسك يديه قائلة برجاء و هي على وشك البكاء و تعلم حالة زوجها الآن و انه ينهار من الداخل عكس ما يظهره :
أكمل و غلاوتي عندك خلينا نمشي و كفاية لحد كده انهاردة
ضحك أكمل بسخرية بينما بداخله حرفيًا ينهار بتلك اللحظة يكفي ان يرى دولت أمامه ليعاد كل ذكريات الماضي أمام عينيه قائلاً :
امشي......تؤ مش همشي قبل ما اعرف ابنها ماضي الست الوالدة ده حتى من حقه يعرف هو طالع ندل لمين
ثم تابع و هو ينظر لدولت قائلاً بكره :
و لا ايه يا.....يا اختي يا كبيرة !!!!
صدمة حلت على الجميع كان أول من نطق جيانا قائلة بصدمة :
بابا حضرتك بتقول ايه !!!
أكمل بسخرية و نظرات كره مصوبة تجاه دولت :
اقدملك يا جيانا عمتك
توسعت أعين الجميع خاصة جيانا و فريد بصدمة ليتابع أكمل بغضب و غل :
أو نقول اللي كانت السبب في موت جدك الله يرحمه و سبب بلاوي كتير حصلت زمان
آسر بصدمة و عدم استيعاب :
انت بتقول ايه يا عمي
دولت بحقد و غل لم يقل حتى بمرور السنين و عدم وعي لما تقول :
و لو رجع بيا الزمن تاني كنت عملت كده ده حقي و ابوك انت و ابراهيم يستاهل اكتر من كده
اكمل بسخرية و احتقار :
مهما عدا من الزمن و مهما مرت سنين هتفضلي زي ما انتي يا دولت انانية و ما بيهمكيش حاجه غير نفسك و الفلوس طمعك و جشعك وصلك انك تاكلي حق اخواتك و تزوري و تنصبي و سبحان الله ابنك ورث قلة الأصل و الندالة منك
دولت بغضب و انفعال كبير :
خد اللي معاك دول و اطلع بره يا اكمل و قسمًا بالله لو شوفتك تاني حتى لو صدفة هخليك تعرف ان اللي عملته زمان نقطه من اللي ههمله فيك لو بس لمحتك قريب من عيلتي
أكمل بسخريه و اشمئزاز :
و هو اللي زيك تعرف ربنا عشان تحلف بيه
ثم نظر لها من أعلى لاسفل و قال بغضب :
امنا عمرها ما غلطت في حياتها غير مره و هي لما جابت شيطانة زيك ع الدنيا
نظرت له دولت بحقد و غل لسألها فريد بعدم تصديق لم يسمعه الان :
الكلام ده صح !!
محمد بغضب و نفاذ صبر :
ما تنطفي يا دولت اكمل النويري اخوكي ازاي و اللي بيقوله ده حصل فعلاً !!
نظرت دولت لأكمل بغل و لا تعرف كيف ستتصرف الآن و ماذا ستقول و ماذا ستبرر لهم
اكمل بسخرية :
اخوات من نفس الام
ليتابع اكمل بتهكم :
غلطتي انا و ابراهيم زمان ان احنا فضلنا ندور عليكي مفكرين انك هتكوني اختنا اللي تخاف علينا بجد بس نسيت انك شيطانة و نسيت انك مهما حصل هتفضلي بنت منصور الناجي كنت هستنى ايه من تربيته غير شيطانه زيه و ده هيفضل الفرق بيني و بينك طول العمر يا دولت انا تربية احمد النويري و انتي تربية منصور الناجي اللي مات و ساب شيطانه من نسله عايشه ع الارض......انتي غلطة امنا الوحيدة
نظرت له دولت بغضب و رفعت يده و كادت ام تصفعه لاتتوقف يدها بالهواء بين قبضة اكمل
الذي نظر لها بغضب و قال :
فوقي لنفسك يا بنت الناجي و اوعي تفكري اني هسمحلك ترفعي ايدك ده انا اقطعها ليكي قبل ما تفكري و رحمة امي و ابويا لو شوفت خيالك او خيال ابنك قريب مني او من بنتي و حد من عيلتي لهتشوفي اللي عمرك ما شوفتيه انا من سنين طويلة اعتبرت اختي ماتت و مش هبقى باقي عليكي انتي و ابنك لو فكرته تأذوني او تأذوا حد من عيالي
ثم نظر لعائلته و قال بصرامة :
يلااا امشوا
نفذوا ما قال و ذهبوا خلفه و الصدمة مازالت تسيطر عليهم جميعًا بلا استثناء عداها هي تنظر لاثر اكمل بغل و توعد و تقسم انها ستفعل به الكثير فمثل ما فعلتها منذ سنوات قليلة تخلصت من اثنان و يبدو أنه حان الدور على الآخر
غادر الجميع بينما سمير كان يقف مكانه ثابت لا يتحرك و لم يتحرك له جفن عيناه فقط مثبتة على هايدي يحاول ان يفهم كيف لفتاة بتلك الأخلاق و الوجه الجميل أن تكون هكذا و تخدعه لقد بنى عليها احلام للمستقبل تخيلها زوجته ملكه تخصه وحده لكن هذا خطأ تمامًا لم تكن له وحده
خرج من القصر سريعًا بينما هي تركض خلفه تترجاه ببكاء و هي تقول بنفي :
اسمعني الأول......استنى عشان خاطري
لكنه دفعها بيده باشمئزاز و غضب دون أن يلتفت لها لتقع ارضًا و انهارت تبكي بهيستيرية و هي تضرب بيدها الأرض لقد حدث ما كانت تخشاه تركها و دفعها بعيدًا عنه باشمئزاز اشفقت عليها تيا بينما جيانا من الصدمة لم تكن قادرة على التركيز بأي شئ غير مصدقة ان ما عشقته يومًا هو ابن عمتها......!!!!
اما عن عليا لم تقترب من ابنتها بل ظلت مكانها ترمقها بنظرات احتقار و غضب و كذلك ابنها لا تصدق انها و زوجها ذو الأخلاق الحميدة لديهم أبناء هكذا لا تصدق ان من عاشت عمرها تربيهم بهذا السوء و الحقد ليتها ماتت قبل أن ترى هذا كم تحسد زوجها الان لانه لم يعيش ليرى يومًا كهذا انها الآن تحديدًا و بتلك اللحظة تشعر بالعار
اما عن هايدي لم يقترب احدًا ليساعدها فكلًا منهما بصدمته لكن ايهم اشفق عليها و على حالتها المزرية اقترب منها يقيد حركاتها الهيستيرية ثم حملها عنوة لغرفتها يضعها على الفراش لتمسك يده قائلة برجاء و بكاء و حالتها تجعل الأعين تدمع من الشفقة عليها :
ايهم روح قوله يسمعني.....انا بحبه انا مش وحشة روح قوله كده انا تبت والله هو السبب هو اللي عمل فيا كده انا مليش ذنب !!!! قول لسمير ميسيبنيش
ألقت نفسها باحضانه ليعانقها هو بحزن و شفقة و يهدهدها كطفل صغير إلى أن غفت ليضعها على فراشه متوجهًا بعدها للأسفل حيث يقف الجميع
ليجد محمد يصرخ على دولت قائلاً :
اكمل بيتكلم عن ايه انتي عملتي ايه يا دولت بالظبط و ازاي السنين دي كلها معرفش أن ليكي اخوات
لم تعرف بماذا تجيب اكتفت بالصمت و هي تفرك يدها بتوتر و خوف تركتهم ثم صعدت لغرفتها تغلق الباب عليها من الداخل و غل و حقد يكبر بداخلها كلما تذكرت ما حدث بالماضي لو عاد الزمن الف مرة لها لاختارت موت ذلك الرجل من سرق والدتها وجعلها تتخلى عنها بكت بقوة و كلمات والدها الراحل منذ سنوات تتردد بأذنها :
بتسألي عن امك ليه...بتسالي عن واحدة ضحك عليها راجل بكلمتين و خلاها تتخلى عنك و عني و تفضل ولاده عليكي
بغل التقتت المزهرية من على الطاولة تلقيها أرضًا بقوة لتتهشم على الفور مصدرك صوتًا مزعجًا اخذت تردد بداخلها ذلك الكلام بحقد يملأ قلبها
ذلك الرجل يستحق ما حدث له اخذ منها والدتها فأخذت منه الحياة !!!
..............
بعد أن وصل الجميع للمنزل عدا سمير الذي لم يذهب معهم و بقى وحده و الصدمة لازالت تسيطر عليه لأول مرة بحياته يريد البكاء لكنه لن يفعلها ليست تلك العا..هرة من ستجعله يبكي لأجلها
كان الجميع يقفون أمام اكمل كلاً منهم يقول
- عمي اظن احنا من حقنا نفهم في ايه
- بابا الكلام ده صح يعني الست دي تبقى عمتنا
- بابا.....ازاي تخبي عنا حاجة زي دي
- بابا انت كويس
أكمل بهدوء مصطنع :
ايوه الست دي تبقى عمتكم اخت ابوكم و ابوك يا آسر الكبيرة بس مش من نفس الاب
جيانا بتساؤل و صدمة لم تخرج منها حتى الآن :
طب هي بجد قتلت جدو الله يرحمه
حنان بحدة :
مش وقته أسئلة سيبوا ابوكم يرتاح و بعدين ابقوا اسألوه ع اللي عاوزين تعرفوه
ضغط اكمل على يدها و هو يجلس على الاريكة بأن تصمت :
اقعدوا
جلس الجميع ليتابع هو بحزن و ألم :
جدتكم حورية الله يرحمها كانت من عيلة غنية و كانت وحيدة ملهاش اخوات حتى والدها و والدتها اتوفوا اتجوزت منصور الناجي اللي قدر يخليها تصدق طيبته و أخلاقه بس للاسف كان راجل كتلة شر ماشية ع الارض كان علطول ضرب و اهانة فيها وصلت بيه انه كان بيخونها و قدام عنيها و على سريرها و كانت مستحملة عشان خاطر بنتها دولت و للاسف مكنتش تقدر تلجأ لحد لأنها وحيدة كان حابسها في البيت و مانعها تخرج حتى تلجأ لحد.....في يوم جابت آخرها منه و اتخانقوا خناقة كبيرة راح ضاربها و مطلقها و خد دولت منها جدتكم رفعت عليه قضية عشان تاخد حضانة بنتها بمساعدة جدكم الله يرحمه لانه هو اللي كان ماسك القضية بس منصور وصلت بيه الحقارة انه يطعنها في شرفها بحاجات مينفعش تتقال و قدر يكسب حضانة البنت و خدها و سافر و محدش قدر يوصله بعد كده......بعديها بفترة ماما اتجوزت هي و بابا بعد ما حبوا بعض هو كان من عيلة متوسطة مش زيها بس كانوا عايشين مبسوطين....انا و ابراهيم كنا كبرنا و عرفنا من كلامهم اللي حصل و إن لينا اخت اكبر مننا و كنا بندور سوا على حلول نقدر نوصلهم بس بردو مفيش فايدة لحد ما في يوم عرفنا ان منصور رجع مصر و معاه دولت اللي كان مخليها تدرس في مدارس داخلية عشان منقدرش نوصلها كمان
في نفس اليوم جدتكم بعتت لها طلبت تشوفها بس دولت رفضت جدتكم ساعتها كانت مريضة بالمرض الخبيث و في المرحلة الأخيرة اتوفت تاني يوم و جدكم حالته اتدهورت بعد موتها و كان محتاج عميلة في أسرع وقت بس كان تكلفتها كبيرة اوي و مكناش نقدر نصرف اي مبلغ من فلوس جدتكم لان في وصية و لازم نحضرها في وجود دولت و فعلا قعدنا كلنا و حضرنا الوصية اللي انا و ابراهيم اتفاجأنا باللي فيها انا والدتي كتبت كل املاها و فلوسها لدولت طب ازاي و هي كانت دايمًا تقول ان فلوسها هتتقسم بينا احنا التلاتة بالتساوي مكنش ينفع نقاضي اختنا و نقف قصادها في المحاكم احنا كنا واثقين انا الوصية مزورة.....احنا نقدر نشتغل و نعمل فلوس لكن كل اللي كان هاممنا هو عملية جدكم روحنا و طلبنا منها فلوس العملية من نصيبنا في ورث امنا مقابل ان احنا مش هنرفع قضية و الكلام ده كنا بنقول تهويش لان فعلاً المبلغ كان كبير و العملية لازم تتعمل في ارسع وقت فكنا بنهددها بس......ردت بكل برود علينا " ما يموت " معرفناش نتصرف ازاي مكنش عندنا غير ارض ملك لجدكم لو بيعناها يبقى نص المبلغ اتفقنا مع صاحب المستشفى ان احنا ندفع مص المبلغ و النص التاني بوصولات أمانة كانت محاولة و الراجل وافق و جدك كان المفروض يدخل العمليات بكره الصبح اتفاجأنا قبل العملية علطول بيقولنا انه رجع في كلامه و انه مش هيستقبل جدكم في المستشفى نشوف مستشفى غير بتاعته بس للاسف بعديها بكام ساعة جدكم كان اتوفى و عرفنا من الراجل ان دولت اللي طلبت منه كده و دفعت و هو نفذ اشتريته بالفلوس يعني
بعديها دولت ابتدت تظهر في حياتنا كتير بس كل ظهورها كلن بيبقى وراه شر بعد فترة من موت جدكم محامي ماما الله يرحمها تعب و كان بيموت و اعترف لينا قبل ما يموت انه زور الوصية و التنازل بعد ما دولت و منصور طلبوا منه كده اول ما رجعوا مصر و عرفت ان والدتها اتوفت و فيه وصية.....وصلت بيها انها في يوم كتب كتابي انا و والدتكم تلفق لاخوها قضية مخدرات كبيرة و لولا ستر ربنا عمكم وقف جنبي و عرف يثبت براءتي حتى ابراهيم مسلمش من اذاها هي و ابوها قبل ما ابراهيم يتجوز من والدتك يا آسر كانت اتعرف على بنت و حبوا بعض و أتقدم ليها بس دولت طبعا
ماتسكتش بعتت بلطجية اتهجموا عليها.....واعتدوا ع البنت
اخذ نفس عميق قبل أن يجيب بحزن و ألم :
البنت مستحملتش و انتحرت ابراهيم لما عرف كده اتجنن و راح لدولت و كان هيموتها و بصعوبة قدرنا نبعده عنها و هي بكل جبروت تقولنا " زي ما كنت سبب في موت ابوكم زمان هكون سبب في خراب حياتكم و اللي حصل ده نقطة لسه الجايات كتير الفلوس اللي خدتها دي تعويض بسيط عن حرماني من امي اللي عاشت حياتها كلها معاكم و سابت بنتها عشانكم و عشان ابوكم اللي عمري ما فرحت في حياتي غير يوم ما سمعت خبر موته سرق مني امي و سرقت منه حياته و قتلته "
فضلت ع الحال ده تأذي فينا مرة ورا مرة حتى بتأذينا في شغلنا لحد ما جدكم عز وقف جنبنا و ساعدنا
مسك يده يقبلها قائلاً بامتنان و حب حقيقي لذلك الرجل الذي لم بشعره يومًا انه زوج ابنته بل ابن له :
انا لو فضلت اشكر من هنا لحد ما يخلص عمري مش هوفيك حقك انت كنت ليا انا و ابراهيم اب و وقفت جنبنا عكس اختنا اللي اللي من لحمنا و دمنا
ربنا يخليك لينا و يديمك فوق راسنا
ربت عز على كتفه بحنان بينما الجميع يستمع لما خيدث بزهول و صدمة لذا بصمت كان كلاً منهما يتوجه لغرفته يحاول ان يستوعب ما حدث منذ قليل عدا آسر الذي ذهب لمنزل سمير و لم يجده و اخذ يبحث عنه بكل الأماكن المحتمل ذهابه لها
...............
بمكان نذهب اليه اول مرة و هي مدينة أثينا عاصمة اليونان كان يجلس ذلك الرجل ذو القامة الطويلة و يمتلك بعض من الوسامة و الجمال لازال يحتفظ بها لكنه جمال خارجي فقط فروحه تشبه سواد الليل بعتامته و أكثر من ذلك سوادًا و لم يكن الرجل سوا " مجدى القاسم " كان يتحدث بالهاتف
مع شخص مجهول
مجدي بغضب :
مش هيحصل
جاءه الرد من الطرف الآخر بحدة :
لا هيحصل و في أقرب وقت زي ما ساعدتك تخلص من إبراهيم زمان هتساعدني في دي كمان يا مجدي
و الا و اللي خلقني و خلقك ما هيحصل خير أبدًا عايزة في أقرب وقت اسمعه خبره زي ما سمعت خبر التاني و في أقرب وقت !!!!!
..............
البارت خلص ♥️
مستنية رأيكم في البارت بصراحة........؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ليتني لم احبك) اسم الرواية