Ads by Google X

رواية فأعرضت نفسي الفصل العشرون 20 - بقلم ايه شاكر

الصفحة الرئيسية

 رواية فأعرضت نفسي الفصل العشرون 20 - بقلم ايه شاكر

 قعدت روعه جنب عبيده على الأريكه وهي بتبصله وبتبص للشاش اللي محاوط رأسه بخوف وشفقه، كان بيبصلها وهو ساكت، وهي كمان كانت ساكته…
لما طال صمتها قام من جنبها ومشي خطوتين، فانحلت عقدة لسانها وقالت بقلق وبارتباك:
“عـ…. عبيده”
التفت ليها، فبصتله وبعدين طاطأت رأسها للأرض وقالت بدموع:
“أأأ… أنا خوفت أوي عليك”
(٢٠)
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه شاكر
سألها بمكر:
“خايفه عليا ليه؟ مش كنتِ زهقانه مني!”
مسحت دموعها بكلتا يديها وهي تقف أمامه بارتباك وقد ارتفع معدل تنفسها وزادت خفقات قلبها، قالت بصوت مبحوح مدافعة عن نفسها:
“لا مش زهقانه منك والله… أنا… أنا بس متلغبطه والظروف اللي جمعتنا مكنتش مناسبه وده اللي مخليني قلقانه ومتوتره”
وضعت يدها على فمها وبكت مجددًا هي بتكمل بنبرة مرتعشة:
“لكن والله بحاول أتعود عليك وبحاول أقنع نفسي بيك بس مش عارفه ساعات ببقا عايزه أتطلق وأرتاح…”
كرمش جبينه رافعًا حاجبيه لأعلى وقال بأعين متسعة وبنبرة معاتبة:
“تتطلقي!!! هو إحنا لحقنا نتجوز عشان نتطلق يا روعه!”
مسحت دموعها ثم أنفها بحركة تشبه الأطفال ثم أطرقت رأسها لأسفل بحرج…
اقترب منها ومسك كلتا يديها بيديه مستطردًا بابتسامة:
“طيب اديني فرصه وافتحي قلبك إللي أنا واثق إنن هيكوني بيت فيه…”
حاول يخفف من توتر الجو فداعب خدودها وهو يقول:
“هقولك فكره حلوه جربيني فتره مش جايز أعجبك!”
كانت بتبصله بعمق، لما التقت عينها بعينه شعرت بحرارة مشاعرها إللي بتحاول جاهدة إنها تخمدها لمجرد شوية معتقدات غريبه في دماغها اتزرعت جواها من والدها اللي معاملته لوالدتها كـ جارية بتنفذ الأوامر بدون نقاش! فكانت دايمًا بتقول لنفسها إنها مش عايزه تبقى شبه والدتها!
أخفضت بصرها وهي بتسأل نفسها هل هي صح ولا بتغلط في حق نفسها وفي حقه!؟
أخرجها من أفكارها صوت عبيده إللي قال بابتسامة ودودة وبصوت رخيم:
“افتحي بقا يا عزيزتي”
التفتت له وقالت بدون تفكير:
“أفتح إيه؟!”
غمز لها قائلًا:
“إفتحي قلبك”
استرسل بمرح:
” دا أنا الحب يا بت افتحيلي”
طالعته للحظه وابتسمت على مرحه الدائم سحبت يديها منه بقـ.وة فعبست ملامح عبيده لأنه حس بصد للمرة الثانية من ناحيتها، لكنه اتفاجئ حين ألقت نفسها بين أحضانه وحاوطت ظهره بذراعيها، وهي تردد بصوت متحشرج باكٍ:
“والله خوفت عليك أوي”
حاوطها بذراعيه وهو بيقول بابتسامة وفرحة:
” دا أنا هتضـ.رب على دماغي كل يوم طلما بيجيب معاكِ سكه كده”
مسحت دموعها في هدومه فقال بابتسامة:
“روعه… روعه”
بعدت عنه وهي بترد:
“نعم!”
“لأ حركة مسح الدموع في هدومي دي روعه مش بنادي عليكِ”
ضحكا وقاطعهما رنات هاتف عبيده فنفخ بضيق، وقال بضجر:
“هو ده وقته؟! مين الغتت ده!!”
عادت «روعه» للخلف وأخذت الهاتف من فوق الطاولة وهي تنظر لشاشته ورددت اسم المتصل باستغراب:
“توأمي!!”
أومأ عبيده رأسه وهو يقول:
“أيوه هو الغتت فعلًا دا شادي…”
أخذ هاتفه منها ورد على شادي اللي كان بيقوله إنه ماشي وعايز يسلم عليه، فخرج من الشقه وهو بيطلب منها انتظاره دقيقة لتكملة حديثهما…
دخلت «روعه» تتوضى وتصلي وهي مبتسمه وراضيه وبتتمنى ربنا يهدي قلبها…
بقلم آيه شاكر
استغفروا♥️
اللهم انصر اخواننا في فلسـ.❣️طين
★★★★
وبعدما وصل شادي لبيته طلب رقمي ليحدثني ككل ليلة، وبعد السلام وبعض الكلام اللي ملوش لزمه قال:
“إوعي يا شهد الكام بوكس اللي أخدتهم في وشي ولا الكام رجل اللي في بطني يأثروا على علاقتنا”
كنت رافعه كتفي لأعلى لأسند هاتفي على أذني وواقفه في المطبخ أضع الجبن بالخبز لتجهيز عدة ساندوتشات بالإضافه لكوباية لبن بالكاكاو…
معروف طبعًا إن الشتا للأكل والنوم والحب برده وليس للدراسه مطلقًا!!
المفروض يبدلوا الأجازه الصيفيه بالأجازة الشتويه ويريحونا شويه…
مضغتُ الطعام وأنا بقول:
“لا متقلقش أنا واثقه إن جواك سبيدر مان بس هو نايم… فاهمه أنا الحوار ده”
“تعجبيني وإنتِ فهماني ومركزه كده يا نن عيني”
سكت شادي فبلعت الطعام وقلت بحيرة:
“تعرف إن أنا محتاره في شخصية منه دي ودائمًا بسأل نفسي سؤال هو احنا ممكن نكون ظلمينها!! طيب لو هي وحشه وشريره وظالمه ليه دايمًا ناجحه يعني ليه ربنا موفقها وليه مش بتتعاقب!”
“بصي يا شهد يقول النبي ﷺ: إنَّ الله ليُمْلِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته… الله أعلم يمكن يكون عقابها لسه جاي في الدنيا ويمكن في الأخره ويمكن تتوب وترجع عن الي بتعمله…”
“صح عندك حق…”
قال شادي بنبرة لينة اعتدت عليها وقت محاضراتنا الليلية:
“طيب مش هنبدأ محاضرتنا بقا ولا إيه!”
نزلت كتفي وسكت الموبايل بإيدي وأنا بقول:
“كل ده ولسه مبدأناش إحنا بقالنا ساعه بنتكلم”
شادي بابتسامة:
“لأ إحنا عايزين ندخل في لُب الموضوع…”
قلت بضحكة مستهزئة:
“لُب ولا سُوداني”
ضحك وقال:
“بايخه بس أي حاجه من بوقك زي السكر… المهم أنا محضرلك كلمتين كده نبدأ بيهم المحاضره..”
أخذت قضمه أخرى من الساندوتش وقولت:
“اتفضل المايك معاك”
تنحنح وقال بنبرة إلقاء الشعر:
“بحبك موت هو إنتِ مين زيك… قلبي اللي فيكِ بيموت بيقولك ازيك ”
ضحكت على كلامه اللي مش بيفشل في استخراج الضحكة من قلبي وقولت:
“الحمد لله تمام ازيك إنت؟!”
ضحك وهو بيقول:
“إيه رأيك في الجمله دي؟ شوفتها على ظهر توكتوك وأنا مروح فحفظتها… عشان تعرفي يا شهد إني بحضر كويس مش زيك مش بتزاكري”
ضحكت وفتحت الثلاجه عشان احط علبة الجبنه اللي كانت في حجم الموبايل قومت حطيت الموبايل في الثلاجه وحطيت علبة الجبنه على وداني وحملت كوباية اللبن بالكاكاو في إيدي ودخلت أوضتي…
كنت مستغربه شادي سكت ليه!! أخذت رشفة من اللبن وقلت:
“الو…. ألو… روحت فين؟!”
لو علبة الجبنه بتنطق كانت قالت عليا مجنونه والحمد لله إنها لا تعقل ولا تتحدث وشكرًا لله إن أمي نايمه…
لما طال الصمت نزلت علبة الجبنه وبصتلها بصدمه للحظات وكأني بقولها “إنتِ مين وجيتِ هنا إزاي؟!”
ولما استوعبت الموقف جريت أجيب شادي أقصد الموبايل من التلاجه…
“يا شهد… يوووووه… يا بنتي روحتِ فين؟”
كان صوت شادي إللي بينادي عليا بقاله فتره
أخذت الموبايل من التلاجه وقلت من وراء ضحكاتي:
“معلش… معلش… اتلغبطت بس..”
كنت تايهه مش عارفه كان مالي ولا إيه اللي جرالي! هو بعينه بغباوته الحب!!
خرجت من أفكاري على صوته:
“طيب يا عسل الوقت اتأخر هسيبك بقا والواجب النهارده تدريب عضلة لسانك على نطق كلمة بحبك يلا قولي ورايا بحبك…”
سكتت وأنا مبتسمة فأكمل بنبرة لينه يعكر صفوها حزنه:
“لسه برده صعبه على لسانك مش عارفه تقوليها؟”
قال بنبرة مرحة وبابتسامة شعرت بها في نبرته:
“طيب يا ستي اتدربي عليها يومين كمان… تصبحي على خير”
تنهدت بعمق وقلت:
“وإنت من أهل الخير”
ولما قفل حسيت بتأنيب ضمير فكتبتله على الواتساب:
“بحبك بس لساني بيتكسف ينطقها لكن ممكن أكتب عادي اسمعها بقلبك بقا”
قرأها وكتب:
” يكفيني أن نطقت بها عيناكِ… تصبحين على خير يا كل حياتي”
ابتسمت وأنا بقرأ رسالته مره واتنين وعشره إلي أن تركت الهاتف من يدي وأنا أتنفس بارتياح
شادي دا غريب جدًا أحيانًا أحس إنه عاقل وأحيانًا أشوفه تافهه بس بعترف إني حبيته بعقله بتفاهته وبمرحه بكل حاجه…
كنت دائمًا أقارنه بـ عصام لكن توبت وعرفت إني برهق مشاعري في حاجه حرام، طيب وليه لما قدامي الحلال..
دائمًا أسأل نفسي ليه البنت تدَّخل نفسها في دائرة الحب والانتظار! ليه تعلق قلبها بشخص وتدعي به ليل ونهار وهي قلقه!
ليه تبحث بنفسها على الحب وتجري وراه لما ممكن تصبر وتستناه وهو يجي لحد عندها!
ليه تتعب قلبها وتسلمه لواحد الله أعلم مدى صدقه لأن الخفايا لا يعلمها إلا الله!
وكأن البنت بتخرج قلبها وتقدمه للشاب، فياخده الشاب ويرفعه لفوق قوي ويرجع يمسكه ويرفعه تاني ويرجع يمسكه ويفضل يكرر الخطوه وهي طول الوقت خايفه لقلبها يتكـ.سر والله أعلم بالنهايه…
بقلم آيه شاكر
استغفروا 🌹
اللهم اهدي شباب وبنات المسلمين❤️
★★★★★★
وبعدما صلت روعه خلفه ركعتين كان يُلح في طلبهما، جلست على سجادة الصلاة فاستدار بكامل جسده ليجلس قبالتها ويطالعها بابتسامة، ثم أعطاها ظهره مرة ثانية واستلقى واضعًا رأسه فوق فخذيها..
أغلق عينه وهو يقول:
“مضايقك ولا حاجه؟! لو مضايقك أقوم”
قالت بارتباك:
“لـ.. لأ عادي مش متضايقه”
فتح عينه وبصلها وهو يقول بجدية وبابتسامة:
“لما عرفت انك مكلمتنيش ولا بعتيلي صورك سألت عنك وبدأت أتابعك وعرفت إنك بنت محترمه وملتزمه وحلوه… حلوه أوي وزي القمر”
قال أخر جمله بعد أن فتح عينه وتأملها بحب وإعجاب..
مسك يدها ومرر راحتها على وجهه لتتلمس ملامحه ثم منبت لحيته القصيرة…
ارتبكت وانتزعت يدها منه وهي تقول بحدة لتخفي توترها:
“إاا… إيه! إيه اللي بتعمله ده!!”
نظر لها وقال بمرح:
“الحق عليا بدفيلك إيدك المتلجه دي!!”
قالت بنرفزه:
“أنا بحبها متلجه إوعى بقا قوم”
أغلق عينه وقال بعناد:
“مش قايم أنا هنام كده”
ارتفع صوت رعد الصادر من السماء فشعر بانتفاضة جسدها، فتح عينه وهو يردد:
«سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.. اللهم لا تهلكنا بغضبك وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين»
طالعها بحب وهو يقول:
“هتخافي وأنا جنبك أيُعقل هذا عزيزتي”
ابتسمت ولم ترد فقال:
“يلا بقا ندخل ننام”
خفق قلبها بعنـ.ف ولتهرب منه ككل ليلة قالت بارتباك:
“لـ… لأ أنا هقعد شويه أقرأ الورد القرآني بتاعي”
علم أنها مازالت تهابه فلم يشأ أن يضغط عليها، نهض واقفًا وقال:
“اللي يريحك يا حبيبتي… تصبحي على خير”
تنهدت بارتياح وهي تودعه في تلك الليله مرددة:
“وإنت من أهله”
وبعد ساعة دخلت الغرفة تسير على أطراف أصابعها، نظرت إليه وهو نائم وتلمست الشاش حول رأسه بشفقة، ثم استلقت بجواره وهي تدعو الله أن يحفظه…
بقلم آيه شاكر
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★
في اليوم التالي بعد إنتهاء المحاضرات
خرجت «منه» من الجامعه ووقفت تنتظر «آدم» الذي كان يأخذها من الكليه كل يوم مثلما كان بيعمل مع «سما»
«منه» كانت تتألم من نظرات الطلبه المتقززه والساخرة منها لسالف علمهم بقصة حب سما وآدم…
فجميع الطلاب ينفرون منها أصبحت وحيده أكثر من زي قبل ومنبوذة وكأن بها وباء مُعدي والجميع يهرب منه…
ركبت جوار آدم بالسيارة وهي عابسة الملامح، فسألها:
“مالك يا منوش؟”
“مفيش حاجه بس… بس مصدعه شويه”
قبض على يدها بحنان وقبلها وهو يقول:
“ألف سلامه عليكِ يا حبيبتي”
ارتسمت ابتسامة واهية على شفتيها وسحبت يدها ولم ترد..
لم تكن على راحتها بصحبته ولا تتقبل غزله ولمساته تشبه الجمر تحـ.رق بروحها وكانه تأنيب الضمير الذي بدأ ينغصها منذ فترة…
وصلت رساله لهاتف آدم ففتحها كان محتواها:
“منه هي اللي كانت مفبركه محادثات سما ومش بس سما دي عملت كده في كل أصحابها دي بنت مريضه نفسيًا ولو مش مصدقني شوف موبايلها والإسكرينات اللي عليه قبل ما تمسحها وخد جوله في الفيس كمان ربنا يعينك على الصدمه”
عاد آدم ينظر لـ منه بتمعن لبرهة فقالت:
“فيه إيه يا آدم بتبصلي كده ليه!!!؟”
هز رأسه بالنفي مرددًا:
“لا مفيش”
انطلق بالسيارة ولم يُصدق أو يُكذب الرسالة لكنه أخذ يتذكر كلما حدث ويربط الأحداث وأخيرًا قرر الانتظار إلى أن يصلا لبيتها وياخد هاتفها بأي حجه ويفتشه …
*****
“شايفه يا شموع أنا قلبي بيوجعني قوي حاسه إني حد ضـ.ربني بخنـ.جر في نصفه فقسمه نصفين”
قالها «سما» ببكاء وهي بتبص على منه اللي راكبه مكانها جنب آدم، طبطبت عليها وقالت:
“متزعليش يا سما ربنا يرزقك باللي أحسن منه”
كملت شموع:
“البت دي أصلًا كانت ماشيه مع أخويا وبتكلمه وفجأه عملتله بلوك واتخطبت لـ آدم وأخويا من لما عرف وهو شايط وشكله مش هيسكت”
مسحت «سما» دموعها وقالت:
“ربنا ينتقم منها”
نظرت «شموع» حولها ثم قالت لـ سما بخفوت:
“طيب أقولك على سر… منه كانت عايزه تنتقم من شهد وتصورها وهي من غير هدوم عشان تمسك عليه ذله… عشان شهد كانت بتعمل أكونتات فيك وتكلم ولاد وتبعتلهم صورها وصور أصحابها وفي الأخر لبستها في منه”
شهقت سما بصدمه وقالت:
“شهد!!! معقوله!!! يعني شهد هي السبب في اللي أنا فيه؟!”
شموع بجهل:
“مش فاهمه إزاي السبب في اللي إنتِ فيه؟!”
“أنا حد عمل فيا كده برده وبعت صوري لشباب وبعدين بعتهم لـ آدم… دا ممكن تكون منه متفقه معاها أصلًا الحقوده الخاينه دي”
قالت سما أخر جمله بدموع وهي تضغط على أسنانها بغيظ، فقالت شموع:
“لأ معتقدش منه تتفق مع شهد دول مش بيطيقوا بعض… وأصلًا أنا كمان شهد عملت فيا كده بس أخواتي جابولي حقي منها ومن أهلها..”
سما بصوت متحشرج وبإصرار:
“والله العظيم ما هسكت هو أنا يعني مليش أخوات!! والله ما هسكت”
بقلم آيه شاكر
استغفروا🌹
اللهم انصر اخواننا في فلسـ.❤️طين
★★★★
“أنا مش عارفه البت دي عايشه كده ازاي دا أنا لو مكانها كنت موتت بحسرتي… دي بجحه”
قولتها وأنا واقفه في البلكونه ببص على «منه» اللي داخله مع «آدم»، كنت لسه داخله من الكليه وكانت روعه واقفه على يميني وحنين على شمالي وبناكل لب…
اجتمعنا عشان نزاكر ونظبط المحاضرات اللي أخدناها عشان متتراكمش علينا..
روعه بلامبالاه:
“متشغليش بالك يا شهد… يلا نزاكر”
قعدنا على الطاولة وفتحنا الكتب وجنبنا كيس اللب، نقزقز واحده ونقرأ كلمه بدون أدنى تركيز لحد ما شوفت عبيده داخل مع شادي، وقفت وابتسمت فقالت روعه:
“شكلها مفهاش مزاكره يا جماعه… أنا هقوم أجهز الغدا مع ماما”
وقفت حنين وقالت بندم:
“يارتني ما جيت معاكم كنت متأكده إنكوا مش هتزاكروا!!”
قولت:
“هنزاكر يا بنتي لسه بدري! مش إنتِ هتباتي معايا يبقا هنزاكر بالليل”
جلست حنين مجددًا وقالت:
“ماشي زي بعضه… هقعد ألعب في الفون شويه على ما تخلصوا”
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 🌷
★★★★
وبعدما تناولا شادي وعبيده الغداء، قال عبيده:
“مش عارف الواد رحيم ده عايز ايه ومجاش ليه أصلًا!”
شادي بحيرة:
“مش عارف موضوع ايه المهم ده… وبعدين كنا اتقابلنا بره بدل الإحراج ده… زمان الحجه حماتي بتقول هو هيقرفنا كل يوم ولا ايه!!”
“لا يا أبونسب أمي بتحبك وبعدين من امته بقيت حساس كده ما إنت كل يوم هنا ايه الجديد”
رن جرس الباب وفتح عبيده فدخل رحيم وهو بيقول:
“يا مرحب بالكريم وبمفاجأت رحيم…”
عبيده بابتسامة:
“يا مساء السعادة والسكر الزياده”
دخل «رحيم» وهو بيستنشق رائحة الطعام وبيقول:
“أنا شامم ريحة محشي… إنتوا اتغديتوا ولا لسه هتتغدوا؟”
“اتغدينا بس هنعطف عليك ونأكلك”
قالها عبيده وهو يتجه لغرفة الضيوف ويتبعه رحيم وهو يتنحنح بصوت عالي ويقول:
“احــــم اللي كاشف رأسه يغطيها يا أهل البيت”
وبعد السلام جلس رحيم قصاد شادي وعبيده المنتظرين لحديثه اللي مش بينطق بيه، فقط يطالعهما بابتسامة قال عبيده بضيق:
“ما تقول يبني موضوع ايه المهم”
التفت رحيم حوله وبعدين بص لـ عبيده وحمحم وهو بحك أرنبة أنفه :
“مش لما اتغدى الأول هاتولي طبق محشي”
وبعد ما اتغدى وتناول الشاي واتجمع كل البيت زي ما طلب، واتفاجئ بوجود حنين بل تراقص قلبه بسعادة لرؤيتها، قال عبيده بنفاذ صبر:
“ها إيه الموضوع المهم اللي مجمعنا عشانه”
أخرج رحيم من جيبه عدة مصاصات وقام بتوزيعها عليهم وهو بيقول بمرح:
“ها إيه أيكم في المفاجأه؟”
عبيده بدهشة:
“مصاصات يا رحيم!! هي دي المفاجأه والموضوع المهم جدًا اللي مجمعنا عشانه؟”
رحيم:
“لأ طبعًا المصاصات دي جايبها عشان مدخلش عليكم بإيدي فاضيه”
ضحك شادي وقال بسخرية:
“ليه ياخويا رايح تزور عيال أختك!!”
ضحكنا كلنا وقال رحيم:
“المهم الموضوع اللي جمعتكم عشانه بخصوص العلقه اللي أكلناها مع بعض”
كلهم انتبهوا ليه مترقبين باقي حديثه إلا أنا كنت بحاول أكتم ضحكتي والمشهد بتاع رحيم وهو بيوزع المصاصات بيتردد في مخيلتي…
جاهدت كتير عشان مضحكش وكل ما أفتكر شكل رحيم وهو بيوزع المصاصات أضغط على شفايفي جامد….
فجأة طلعت الضحكه من قاع بطني وحاولت أكتمها في حلقي وأنا بضغط شفايفي جامد لكن ضغط الضحكات اللي جاي من القاع كان عالي..
فانفرجت شفتاي بابتسامة واسعة وصدر صوت ضحكاتي الأشبه بانفتاح باب حديدي قد صدأت مفصلاته وتهدل لأسفل فكان يحتك بالأرض مصدرًا صوت مزعج…
سكتت وأنا حاطه إيدي على بوقي لما كلهم بصوا عليا كنت محرجه جدًا، لكن زال حرجي وتعالت ضحكاتي لما كلهم ضحكوا للمره التانيه…
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
★★★★
“إنتِ طالق… طالق يا منه”
“لا يا أدم متقولش كده أنا بحبك والله… أ… أ… أ… أنا مظلومه”
“إنتِ مش مظلومه إنتِ كذابه”
“لأ… متظلمنيش إنت كمان… آدم أنا مقدرش أعيش من غيرك”
قالت بحدة:
“وأنا مقدرش أعيش معاكِ”
حاولت منه استعطافه وهي تلعن نفسها على غبائها لأنها لم تحذف المحادثات مع أخو شموع ولا الإسكرينات الخاصه بشموع وسما وفوق هذا الملف الشخصي الزائف اللي بتكلم منه شباب آخرين واللي شافه آدم…
قالت باستعطاف:
“طيب اهدي أنا أسفه والله هتغير عشانك بس متسيبنيش”
قال بحسرة وندم:
“يا خساره يا منه…. أنا إزاي كنت مخدوع فيكِ كده!! أنا زي ما أكون كنت أعمى وفتحت”
قالت ببكاء وكلمات مختنقة:
“آدم… متسبنيش بالله عليك”
هز رأسه باستنكار وهو بيدير ظهره وبيمشي فصرخت منه بانهـ.يار:
“والله حبك هو الحاجه الوحيده اللي مكذبتش فيها”
التفت آدم ليها وقال:
“دا مش حب دي أنانيه… أنا خسرت حب حياتي بسببك… إنتِ نار بتحـ.رق كل اللي يقرب منها”
خرجت والدتها من مطبخها هي بتقول بخوف:
“إيه يا حبايبي بتتخانقوا ليه؟!”
آدم بحدة ونبرة مرتفعة:
“بنتك كذابه وخاينه… دي أذيت كل أصحابها… دي آذاتني أنا شخصيًا”
مسكت منه ذراعه واعترفت في لحظة ضعف:
“أيوه أنا عملت كل ده بس والله هتغير… لا أنا… أنا أصلًا اتغيرت حبك غيرني… أنا مظلومه يا أدم… متسبنيش… والله هتغير عشانك”
قالت أخر جمله برجاء، فأطلق آدم ضحكة كالزفرة ساخرًا منها ومن حديثها، وقال لوالدتها:
“أنصحك تاخديها لدكتور نفسي دي مش ممكن تكون طبيعيه”
سحب آدم ذراعه من «منه» بقـ.وة وفتح الباب وخرج..
ولما استوعبت «منه» اللي حصل جثت على ركبتيها وهي تقول ببكاء وبنبرة مرتفعة بانهـ.يار :
“أنا مظلومه… كلكوا ظلمتوني”
بل هي من ظلم نفسها…
ضمتها والدتها بحسرة على حالتها وهي تنوي أن تُعرضها على طبيب نفسي….
بقلم آيه السيد شاكر
استغفروا ❤️
★★★★★
وقبل ما يركب آدم سيارته وقف قدامه أخو شموع اللي كانت «منه» بتكلمه وقال بنبرة هادئة تناقض الإبتسامة الساخرة والنظرت الحادة إللي بتشع من عينه:
“يا راجل مستنيك من بدري اتأخرت كدا ليه؟”
آدم باستغرب وجهل:
“نعم!! إنت مين؟!”
ابتسم الشاب وهو يضم قبضة يديه ويقول باستخفاف:
“حالًا يا باشا هعرفك بنفسي”
لكمه الشاب في وجهه وتبادلوا الهجمات واللكمات وتصاعدت أصوات الناس المتجمعه لفك المشاجرة، والشاب يمسك آدم من ياقته ويأبى أن يتركه.
وفي ظل ذلك الشجـ.ار وقف شاب بالدراجة النارية الخاصه به وجواره ثلاث دراجات أخرى كل واحدة تضم ثلاث من الشباب، وصاح بنرة مرتفعة:
“يا شـــــــهــــد… اطلعيلي واسمعي اللي هقوله قدام الناس دي كلها”
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
★★★★
في ظل ضحكاتنا العاليه ومُزاحنا اللي مش بيخلص سمعنا صوت خناقه في الشارع وبعديها صوت حد بينادي عليا فأدركت إنها مصيبه جديده من مصايب «منه» اللي شكلي مش هخلص منها…
بص عبيده وشادي ورحيم من الشباك وبعدين بصلنا وقال بجديه:
“خليكوا هنا محدش يطلع بره”
مسكت أمي إيد عبيده وهي بتبص على جرح رأسه وبتقول:
“يابني دا إنت جرحك لسه متعافاش عشان يتعملك واحد تاني”
“متقلقيش يا ماما إن شاء الله مفهاش جرح ولا حاجه ادعيلنا يا حبيبتي”
في الوقت ده افتكرت أغنية جرح تاني وهو أنا لسه صحيت من الأولاني بس طبعًا مكنش وقت للضحك…
فتح عبيده الباب وقبل ما يخرج ألقى نظرة على رحيم اللي قاعد بيبص للسقف وعامل نفسه مش واخد باله، فقال عبيده وهو رافع إحدى حاجبيه:
“إيه يا كابتن رحيم مش جاي ولا إيه؟!”
قال رحيم:
“مش إنت قولت خليكوا هنا محدش يطلع بره”
جذب شادي رحيم من ملابسه وجره معاه ورحيم بيقول ببكاء مصطنع:
“هو المحشي ده لازم يتاخد قبله أو بعده علقه ولا ايه!!”
دفعه شادي أمامه ورحيم بيقول:
“براحه يا عم وكله بالأدب”
******
وبعد ما نزلوا مقدرناش نستحمل ووقفنا في البلكونه نشوف اللي بيحصل، أشارت حنين للشاب اللي واقف جنب الدراجه النارية وقالت:
“دا اخو سما”
أشارت روعه للشاب الأخر اللي ماسك في آدم وقالت:
“ودا أخو شموع”
قولت بنبرة مرتعشة:
“يارب استر يارب”
قالت أمي بصوت مرتفع ومقهور:
“والله والعظيم لو حصل حاجه لاخلع الشبشب واروح انسره على دماغ منه وأمها دا كانت جوازه سواد يا ابراهيم”
في الوقت ده طلعت منه من البلكونه اللي قصادنا وهي باين عليها البكاء و قفت تتفرج وأمي بتدعي عليها…
*****
انقسم الناس في الشارع لجزئين جزء بيسلك آدم من إيد أخو شموع وجزء تاني بيهدي عبيده وشادي…
دفع عبيده الشاب وهو بيقول بحده:
“نعم!! عايز إيه من أختي”
“عايز أقولها كلمتين وهمشي..”
وقف شادي في وجه الشاب وقال بنرفزه:
“يعني إيه تقولها كلمتين هو البيت مفهوش رجاله تتكلم معاهم بأدب!”
نظر رحيم لأعلى على حنين وكأنه بيقول في نفسه لو اتضـ.رب هيكون شكله وحش قدامها المره الثانيه ولو هرب هيكون شكله أبشع…
أخرجه من أفكار الشاب اللي سحب خنـ.جره ووضعه على عنق شادي وهو يقول:
“اخرجي يا شهد وإلا مش هيهمني حد…”
عبيده بعصييه:
“في ايه يا عم هو احنا في غابه ولا ايه! سيب الراجل”
وقف رحيم أمام الشاب وهو بيقول بهدوء:
“يا أخ بالأدب… خلينا نتفاهم بالأدب إحنا ملناش في قلة الأدب”
لف شاب أخر ذراعه ليضع خنـ.جر على عنق «رحيم» وهو بيقول:
“اهدي كده واثبت يا عم المؤدب”
رحيم برجاء:
“الله الله الله… ياسطا… ياسطا أنا معرفهمش أنا جاي هنا بالغلط… أصل أنا بمشي وأنا نايم فسيبني أروح لأمي أكمل نوم”
تجاهل الشاب كلماته، فرفع «رحيم» رأسه لفوق يبص على حنين اللي واقفه مرعوبه وحاطه إيديها على فمها وقال بنبرة عالية:
“ابقي فكريني لو طلعت سليم أقولك حاجه مهمه”

يتبع…

 •تابع الفصل التالي "رواية فأعرضت نفسي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent