رواية التل الفصل العشرون 20 - بقلم رانيا الخولي
رواية الـتـل
رانيا الخولي
الفصل العشرون
……………..
دلفت غرفتها وأغلقت الباب خلفها وانفاسها تتسارع بشدة
أسندت ظهرها على الباب و ضعت يدها على صدرها تحاول تنظيم أنفاسها.
ظهرت ابتسامة رضا على ثغرها وهي تتذكر لمساته لها، انفاسه التي الهبت بشرتها
تحسست موضع قبلته على عنقها وهي لا تصدق ما فعله
اغمضت عينيها بسعادة كبيرة وأخذت تدور حول نفسها داخل الغرفة بفرحة لم تشعر بمثلها من قبل
توقفت عندما شعرت بالدوار والقت نفسها على الفراش وهي تحاول تنظيم انفاسها المتسارعة وتمتمت بلوعة
_ بحبك يا جواد بحبك.
اعتدلت في الفراش عندما سمعت طرق الباب ودخول ياسمين وإلين إليها
نظرت لهم بغيظ وغمغمت وهي تقترب منهم
_ مين فيكم اللي فتحت النور؟
تصنعوا عدم المعرفة وقالت ياسمين
_ انا برضه استغربت معرفش مين اللي فتحه
نظرت ل إلين وسألتها
_ إنتي يا إلين؟
هزت رأسها ببراءة مصطنعة
_ لأ طبعًا وانا هعمل كده ليه.
قالت ياسمين بافتراء مرح
_ يبقى أكيد أم نعمة.
ضيقت توليب عينيها بغيظ
_ أم نعمة برضه؟ ماشي يا ستي المهم فين يزن؟
جلست ياسمين على المقعد بارهاق
_ تحت لأن أول ما جده جاه أخده ونزل بيه.
يلا نامي انتي وانا هاخد ألين ويزن يناموا معايا
أومأت لها واحتضنتها توليب بسعادة
_ ألف مبروك يا تولي.
_ الله يبارك فيكي يا قلبي عقبالك
احتضنتها ياسمين بدورها
_ ألف مبروك يا حبيبة قلبي
_ الله يبارك فيكي يا ياسو .
خرجوا جميعاً وأبدلت توليب ملابسها واستعدت للنوم
___________
رافق جواد صديقه إلى الخارج حيث ينتظره نساءه كما أطلق عليهم
فقال مراد بابتسامة عريضة لصديقه
_ مبروك يا جواد.
رد وهو مازال على نفس جموده
_ الله يبارك فيك مع انك جولتها ولا عشرين مرة.
ضحك مراد وربت على كتفه
_ اخويا وصديق عمري واللي مهما يحصل منه مش هزعل ولا هفقد الأمل، يلا تصبح على خير.
ظل جواد يراقبه وهو يبتعد بسيارته حتى وصل إلى البوابة الرئيسية وخرج منها وبداخله مشاعر متخبطة ما بين نسيان ما حدث وتبريره لما فعل وبين رفض لعودة الامور بينهم لنصابها
تقدم منه السائس وهو يقول
_ أني عملت زي ما چنابك أمرتني، حاچة تاني يا بيه.
سأله مراد
_ في حد تاني من العمال؟
_ لا كلهم مشيوا مفيش غير الحارس اللي على البوابة برة.
أومأ له
_ تمام روح انت.
انصرف الرجل وسار جواد إلى السياج وقد أوقف السائس الخيل به ثم اخرج هاتفه ليحدثها
أخرجت توليب منامتها القطنية ووضعتها على الفراش كي تبدل ملابسها
لكن صوت هاتفها جعلها تتوقف وتظهر ابتسامتها عندما وجدت اسمه يزين هاتفها
أجابت بعد تردد دام للحظات
_ نمتي؟
_ لأ
_ لسة لابسه الساري.
ازدادت ضربات قلبها حدة وتمتمت بارتباك
_ اه، أقصد لأ.
ضحك على ارتباكها وقال بحب
_ طيب البسيه وانزلي أني مستنيكي عند السياج.
اتسعت عينيها بصدمة
_ انزل فين؟ لا طبعاً
رد بمكر
_ ولو جلتلك ده أمر واني بجيت چوزك ولازم تطعيني.
قطبت جبينها بتعند
_ جواد انت ازاي عايزني انزل كدة والكل يشوفني.
تقدم من فرستها يداعبها وتمتمت بولع
_ ومين جالك إن في حد اهنه، اني مشيتهم كلهم، وأبوكي وتميم في اوضتهم.
تمتمت توليب بتردد
_ بس…
قاطعها بجديها
_ مفيش بس انزلي زي ما شوفتك متغيريش حاچة واصل.
أغلق جواد الهاتف كي لا يترك لها فرصة للاعتراض
اما هي فقد وقفت حائرة لا تعرف ماذا تفعل
هل تواصل استمتاعها بتلك اللحظات وتنزل لتكمل احتفالها معه أم تطاوع خجلها وترفض النزول.
………..
دقائق قليلة ووجدها تتهاوى امامه بتلك الفتنة وقد أخذ الهواء يتلاعب بخصلاتها وذلك الوشاح الرقيق الذي يغطي كتفها تتمسك به وكأنه يداري شيئاً عن مرمى عينيه
ظل واقفًا كالمسحور بجمالها وهي تقترب منه بخطواتها المترددة وكأنها تدعس على قلبه العاشق بكل قوتها
طالبته مشاعره بأخذها داخل أحضانه كي يرتوي من شهد حبهما لكنه آبى الرضوخ لمطالبه كي لا تجفل منه
فتح لها باب السياج وجعلها تدلف منه على استحياء ثم تحدث بولع عندما وقفت أمامه
_ انتي ناوية تعملي فيا ايه اكتر من إكدة؟
رفعت عينيها الساحرة إليه فجعلت ضربات قلبه تزداد وتيرتها وابتسامتها الخجلة جعلته يخنث بوعده ومد يديه ليأخذ يديها بعشق وتملك وتابع بوله وهي هائمة في نظرتها
_ لو استمريتي على النظرة دي هموت بين ايديكي.
اخفضت عينيها بخجل وهي تقول بابتسامة
_ بعد الشر عليك.
وضع انامله اسفل ذقنها كي يرفع وجهها إليه وتمتم باعتراض
_ ومين جال إن الموت بين ايديكي شر؟! ده لو حصل هرحب بالموت كل دجيجة بين ايديكي.
ابتعدت عنه قليلًا عندما لاحظت نظراته لشفايفها وقالت بمرح أرادت به تغيير مجرى الحديث.
_ أكيد جايبني عشان تعلمني ركوب الخيل.
ابتسم مؤكداً
_ بالظبط، تعالي
صارت بجواره وهي لا تصدق ما تراه
فك وثاق فرستها وجذبها للداخل قليلًا ثم أشار لتوليب بالتقدم.
تقدمت مسحورة بتلك اللحظات التي كتبها القدر بأحرف من نور ووقفت بجواره وبدأ يشرح لها كيف تمطيه وهي تستمع له بانتباه
_ يلا بجا وريني هتركبي كيف.
رفعت يديها برهبه كي تمسك السرج ثم وضعت قدمها حيث أخبرها وهمت برفع نفسها كي تصعد لكنها لم تستطيع
_ أساعدك؟
هزت راسها بنفي
_ لأ انا هطلع لوحدي.
يبدو أنه لم يستمع لها وأمسك خصرها يرفعها كي يساعدها على الامتطاء مما جعلها تجفل من فعلته
جلست على ظهر الجواد وقد ازدادت رهبتها وتمتمت بخوف
_ جواد أنا خايفة
رد بابتسامة بثت الاطمئنان بداخلها
_ متخافيش سيبي نفسك خالص.
اومأت له وبدأ هو بجذب الفرسة ويتحكم هو في سيرها ويملي توليب بعض التعليمات حتى تراخت أعصابها وبدأت تنسجم معها ثم ترك لها جواد التحكم في سيرها وأخذ يراقبها وخصلاتها تتطاير حولها بفعل الهواء
يبدو انه اخطأ بفعلته تلك
امتطى جواده أيضًا وبدأ يلف به حولها ثم يزيد من سرعته تدريجياً وهي تشاهده بانبهار
حتى اوقف جواده فجأة فيعلو صهيله وهو يرفع مقدمته في الهواء وهو ثابت على ظهره لم يتزحزح
اوقف الحصان ثم أشار لها
_ تعالي.
خرجوا من السياج على ظهر الأحصنة وسارو بها حتى وصلوا للغرفة الزجاجية
ترجل هو اولاً ثم ساعدها على النزول وسألته بحيرة
_ جواد الوقت أخر لازم نرجع.
هز رأسه بنفي
_ تؤ لازم نعيش ونستمتع بكل لحظة تمر علينا.
فتح الباب ودلفت معه ثم أضاء المصابيح الموضوعة بكل مكان في تلك الغرفة الزجاجية، ثم فاجأها بتلك الأغنية لإليسا"سهرنا يا ليل"
رغم رفضها لسماع الأغاني إلا أن كلمات الأغنية عبرت عم تشعر به بكل كلمة تنشدها
وأخذت تنظر إلى كل شيء حولها بانبهار ثم نظرت إليه بعين دامعة
_ جواد انت عملت كل ده علشاني؟
تقدم منها خطوة واجاب بصوته الرخيم
_ من بعد ما سبتيني ومشيتي من غير وداع حتى.
تبدلت ملامحها للألم بتلك الذكرى وقالت
_ كنت مستني من ايه غير كدة، أنا عشت صدمة تأثرها جوايا لحد النهاردة، كان لازم توضح ده من البداية على الأقل مكنتش هنجرح بالشكل ده.
لاح الحزن على ملامحه أيضًا وهو يتذكر تلك اللحظات وقال بثبوت
_ انا لما شوفتك اول مرة لفتي نظري باهتمامك بالخيل وخصوصاً إني ملقتش حد بيحب الهواية دي غيري، نظرتك وانبهارك بالخيل خلاني احس بالفرحة إني أخيرًا لقيت حد بيبادلني هوايتي
واضايقت أوي لما صاحبتك ندهت عليكي ومشيتي، كنت خايف مشفكيش تاني وعشان كدة قولتلك لو عايزة تعالي الاسطبل وأخليكي تلمسيه
تنهد للذكرى وتابع
_ كنت بعد في الثواني عشان اشوفك ولما جاه الوقت لقيت السايس بيقولي إن رماح رجله ألمته تاني وعمال يثور، افتكرت ميعادنا ومكنتش اعرف انك هتروحي بدري إكدة وجتها قلبي انقبض وحسيت بالرعب عليكي، مهتمتش لوجود حد وجريت عشان الحجك جبل ما تجربي منيه لأن الخيل في الوجت ده مش بيتحمل حد يجرب منه
ولما لجيته بيهاجمك مفكرتش في حاچة غير إني انقذك حتى لو على حساب روحي
امسك يدها التي تحمل الندبة وقربها من فمه ليقبلها ثم تابع
_ متعرفيش اني كنت حاسس بإيه وانت جدامي متصابه وهموت واخدك في حضني بس مش جادر أجرب
هنا بس حسيت بإحساس عمري ما حسيته ولا جربته غير في الوجت ده
نظر لرأسها يبحث عن الندبة التي أخفتها الطبيبة بدقة وطبع قبله خفيفة عليها وأردف
_ لما لاحظت الدم اللي على جبينك اتمنيت إنها تكون فرصة وترفعي النقاب جدامي واشوفك، بس انتي رفضت ترفعيه وأخدتك وجتها ورحنا على المستشفى، ولم أخدوكي مني حسيت انهم اخدوا جلبي معاكي ورفضت إني أخلي اي دكتور يجرب منك وملجتش غير مراد جدامي ووافجت بالإجبار إنه يعالچك لحد ما الدكتورة الموجودة تاچي
حمدت ربنا أنك رفضتي ترفعي النقاب جدامه ويشوفك جبلي
ولما اطمنت عليكي وافجت أنه يعالچني ودي كانت الذكرى الوحيدة ليا منك
قالها وهو يتحسس موضع جرحه
_ لحد ما جات شمس وعرتني جدامك متعرفيش نظرتك دي عملت فيا أيه….
وضعت توليب يدها على فمه تمنعه من المواصلة وقالت برقة اذابت قلبه
_ بلاش نفكر فـ اللي راح وخلينا في النهاردة
انا كمان عشت الأوقات دي بحلوها ومرها بس انا دلوقت قررت احذف كل لقطة سودة في حياتي واستمتع بكل لحظة بقضيها معاك.
ملس بابهامه على خدها الناعم وتمتم باحتواء
_ اني كمان قررت اعمل إكدة بس كان لازمن اصارحك باللي چواتي، اني مخدعتش بالعكس لو شمس ما جاتش في الوجت ده أني كنت هصارحك بكل حاچة.
تطلع إلى ملامحها التي يعشقها وتابع بولع
_ عمري ما كنت هخدعك لأني فعلاً حبيتك.
رمشت بعينيها فثار سرب الفراشات يحتج على ازعاجه في غفوته فيثور حولهما في هالة تخطف الأبصار وانفرجت شفتيها الرطبة فلم يعد يستطيع السيطرة على مشاعره أكثر من ذلك وبهدوء وتروي مال على ثغرها يطبع قبلة خفيفة على وجنتها ثم بجانب ثغرها قبل أن يلتهمه بقبله حب صاحت لها ديوك الفجر وهي مستسلمة تمامًا بين يديه
حاوط خصرها يقربها أكثر لأحضانه وهي رفعت يدها الواهن لكي تمنعه
لكن قوتها الواهنة لم تساعدها امام سطوة مشاعره والتي استطاع سحبها إليها مما جعلها تستسلم لذراعيه التي احاطتها بعشق وتملك
كان يجد صعوبة في التحكم بمشاعره وقد كان من أصعب الاشياء التي مرت عليه.
عليه التمهل كي لا يخيفها فهي بريئة وتخوض تلك المشاعر لأول مرة
غدًا ستكون له بملئ إرادتها وهكذا استطاع التحكم بها.
ظل يقبلها بشوق وكلما قرر الابتعاد تصدر منها آهه تجعله يعود مرة أخرى وصعوبة بعدها تزداد وتزداد حتى انتبه كلاهما لصوت هاتفه فابتعد عنها مرغمًا وهو يتأفف بضيق
نظر في هاتفه فوجده توفيق سألته بأنفاس متقطعة
_ مين؟
رمقها بعيظ
_ أبوكي.
حمحم كي يخرج صوته ثابت
_ أيوة يا عمي.
سمع صوته يتحدث بقلق
_ هي توليب معاك لأن أمها راحت أوضتها ملقتهاش.
اتسعت عينيها وضعت يدها على فمها باحراج فرد جواد وهو يكتم ضحكته
_ اه معايا جاعدين عند الخيل وراچعين دلوجت
تنهد توفيق براحة
_ طيب ياريت ترجعها دلوقت لأن الفجر خلاص قرب يأذن
_ حاضر.
اغلق الهاتف ونظر إليها باستياء
_ بصراحة اتصل في الوجت المناسب.
رمقته بغيظ
_ طيب يلا روحني وكفاية احرجتني مع بابا.
زفر بضيق وهو يمسك يدها ويتحرك بها للخارج
_ يلا
ساروا جانبًا إلى جنب وكل واحدٌ منهم ممسك بلجام حصانه حتى وصلوا للأسطبل وتركهم جواد داخله ثم خرج إليها ليعودا إلى المنزل
مرا من جوار غرفتهما فوقف وأوقفها معه وقال بمكر
_ متيجي نشوف الاوضة وهي ياسمينا نايمة إكدة
جذبت يدها من يده وأشارت له قائلة
_ أدخل انت أنا هدخل اوضتي عشان أنام.
ابتسم بسعادة وهو ينظر اليها بولع حتى دلفت غرفتها وأغلقت الباب.
______________
في غرفة مراد
كانت سلمى مستلقية على الفراش وتضع رأسها على صدر مراد الذي أصبح شاردًا طول الوقت
تذكرت نظرات جواد لتوليب عندما قامت ياسمين بفتح الاضاءة وكيف كان يرمقها بحب لم ترى مثله من قبل
لم ينظر إليها مراد يومًا بتلك الطريقة
حتى وهي في أكثر الأوقات حميمية بينهم لم تجد تلك النظرة
تعلم جيدًا بأنها يحبها لكن ليس ذلك العشق الذي يجعل القلوب تنبض بوله فور رؤيتها لمعشوقها
رفعت رأسها لتنظر إليه
_ مراد
همهم مراد وهو مغمض عينيه
وسألته
_ بتحبني؟
فاجأته بكلمتها وفتح عينيه ينظر إليها بابتسامة عريضة
_ أكيد بحبك.
لم يعجبها رده ولم تجد أيضاً تلك النظرة التي تريدها وخاصة عندما رأته يغمض عينيه مرة أخرى وكأنه رد ارضاءًا لها وكفى
وعادت هي تضع رأسها على صدره لتسمع نبضات قلبه الرتيبة باستسلام
وعند وهدان
تماثل الأمر لكن بأشد تمسكًا وترابط
كان يتلاعب بخصلاتها وسألها بحب
_ انبسطي في الحنة.
انفرجت اساريرها بسعادة
_ جوي، رغم إن الحنة كانت بسيطة ومفيش حد كتير بس كانت جميلة جوي وكلنا انبسطنا فيها.
قبل جبينها وتمتم بحبور
_ عشان إكدة طلبت منك تروحي معاي.
_ بصراحة محدش منهم حسسني بحاچة بالعكس كانوا مرحبين بيا جوي وخاصة مراته طيبة جوي وبنت حلال.
اومأ لها وهدان وأيد حديثها
_ وجواد بيه برضك من چواته طيب جوي وابن حلال، ربنا يسعده
_ يا رب، بس جولي انت من ميتى وانت شغال معاه.
جالت بخاطره الذكريات وقال
_ اني من صغري واني بحب الورد جوي
وبحب زراعته
والدي الله يرحمه كان شغال في البحوث الزراعية وكنت بساعده في كل حاجة
لحد ما كبرت وقررت اعمل مشتل للورد صغير إكدة على جد حالي وفي يوم لجيته چالي وسألني على زهرة اسمها توليب
بس زراعتها في المكان اهنه صعبة وحزن جوي لما جولتله إكدة
وبعدها جالي أنه هيجهزلي المكان وكل حاچة أني محتاچها بس ازرعها بكل انواعها
مكدبش عليكي الفكرة عچبتني وچمعت عنها كل المعلومات وخليت ابن عمي يمسك المشتل بدالي وانا اتفرغت لزراعة الوردة دي، كانت تچربة زينة وحبيتها جوي
وفعلاً نبتت لما هيئت المكان ليها ونبتت بكل انواعها
عمري ما شفته سعيد إكدة لما بلغته الخبر
ولما مهمتي خلصت وچيت ارچع المشتل
حصلت الحادثة ومكنش ينفع اسيب الورد لأنه يعتبر أمانة حتى لو مأمنيش عليها، وفضلت أراعيها لحد ما وجف على رچليه من تاني
بس مكنش ينفع اسيبه في الظروف دي وخصوصاً لما طلب مني افضل معاه.
وجتها لفتله الورود دي بزهرة تانية اسمها الأقحوان
لأن زهرة التوليب بترمز للحب والنقاء
وكان لازم أكمل معناها بالاقحوان بترمز للتفاؤل والإخلاص
ضحك وهو يتابع
_ ولما حضرت كتب الكتاب وسمعت اسمها عرفت اللي فيها واكتملت قصتهم بالاقحوان.
رفعت حياة بصرها إليه تنظر له بحب وإلى حياتها التي تبدلت للأفضل على يده وسألته بعتتب
_ انت كنت فين من حياتي؟
تحولت نظراتها لاتهام
_ ليه مجتنيش من زمان؟
ابتسم بحب وهو يملس على وجهها
_ ده نصيب وأكيد ربنا له حكمة في كدة، المهم إننا اتجابلنا واتچوزنا واللي راح ده خلاص انتهى مش عايزين نفكر فيه
أومأت له برضا واستكانت بين يديه التي تحاوطها بحب واستسلمت للنوم
______________
لم تنام كريمة تلك الليلة وظلت تزرع الغرفة ذهابًا وإياباً والحقد يتآكلها
عاش حياته وتزوج بمن احبها وابنتها تحت التراب
الموت كان أحق به منها
وهذا ما كانت تود حدوثه لكن انقلب السحر على الساحر وراحت هي.
انتبهت لوصول سيارة ابنها خالد فخرجت من الغرفة ووقفت أمام غرفته تنتظره
حتى صعد إليها وعند رؤيتها قال بهدوء
_ مساء الخير
صححت له بحدة
_ جصدك صباح الخير احنا بجينا الفجر.
دلف غرفته وتحدث بملل
_ وصلة كل يوم
دلفت خلفه وهي تقول بانفعال
_ لا مش وصلة كل يوم اني چاية اسألك عملت ايه
جلس على المقعد بارهاق وقال
_ كل حاچة ماشية كيف ما أني رايد
_اومال ليه ساكت لحد ما خلاص كتب عليها ودخلته بكرة
عاد بظهره للوراء وقال بحقد
_ ودي هتكون اكبر ضربة ليه، لما تبجى مرته وتتسجن التل كله هيعرف أنه اتچوز واحدة جاتلة وتبجى الفضيحة مدوية، إنما وهي ضيفة عادية إكدة الكل هيجول ابن حلال حما واحدة ميعرفهاش وصانها في بيته، غير كمان إني عايزه يدوج حلاوتها لول عشان اصعبه عليه أكتر فهمتي؟
ابتسمت بخبث وقالت
_ صح حديتك ووجتها مش هيجدر يرفع عينيه في حد ويمشي مطاطي كيف الحريم.
_ واني بكرة الصبح هروح ابارك له عشان ميشكش فيا، وهجوله إني مجدرتش آجي امبارح عشان مشاعر أمي وخلاص.
زفرت بضيق شديد
_ مع اني مش رايده اسمي يتذكر جدامه بس مبدهاش.
في الصباح
مرت تلك الليلة على توليب بسعادة لا توصف
استيقظت على طرق الباب ودخول والدتها
_ صباح الخير يا حبيبتي.
اعتدلت في الفراش بتكاسل وهي تتمتم بارهاق
_ صباح النور يا ماما
تقدمت منها لتجلس بجوارها على الفراش
صاحية بدري ليه؟ انا قلت هتأخري في النوم بسبب سهرة امبارح.
ابتسمت توليب للذكرى وقالت بسرور
_ بصراحة كان وقت جميل أوي مكنتش عايزاه يعدي.
لاحظت سلوى السعادة التي تتحدث بها ابنتها وكم هي عاشقة له فقررت تركها تفعل ما تريد ربما يخيب ظنها وتسعد معه.
_ طيب يلا قومي عشان البنات اللي طلبهم جوم تحت
نهضت من الفراش ودلفت المرحاض وهي تتمتم
_ قوليلهم نص ساعة ونازلة.
استيقظ جواد على صوت هاتفه الذي يرن بالحاح
فتح عينيه بصعوبة ونظر به وجده خالد تعجب من اتصاله ورد بنعاس
_ السلام عليكم.
رد خالد بثبات
_ وعليكم السلام كيفك يا عريس.
اعتدل في فراشه مسنداً ظهره على الوسادة وهو يمسح بكفه على وجهه يزيح النعاس
_ زين الحمد لله
_ يارب ديما، اني چاياك دلوجت في الطريج عشر دجايج وهكون عندك.
رغم انداهشه لكن رد بترحيب
_ اتفضل البيت بيتك في أي وجت
أغلق معه الهاتف ووضعه على المنضدة
ثم نظر في ساعته فوجدها الحادية عشر.
لاحت ابتسامة رضا عندما تذكر تلك الليلة التي لم يحلم بمثلها من قبل
مرحها ابتسامتها التي يعشقها وجهها الذي اضاء بنوره حياته
رقتها وهي بين يديه كل شيء بها يمثل الاكتمال بالنسبة له.
نهض كي لا يشرد بخياله اكثر من ذلك ودلف المرحاض كي يستعد لتلك المقابلة التي لا يرحب بها مطلقًا.
وقف خالد أمام المزرعة وهو ينظر إليها بحقد لقد أخذ كل شيء وهو ينتظر أن ينعم عليه جده بحقه
فإذا مات حسان دون أن يقسم ميراثه لن يكون له حق لا هو ولا اخواته
لهذا السبب ظل مطاطيًا له
ويتساءل أحياناً
ماذا لو مات جده دون ان يترك وصية واجبة لهم؟
هل باستطاعت أعمامه إخراجهم من القصر؟
فما كان يطمئنه هو زواجه وأخيه من ابناء عمه حتى لو لم يكتب لهم شيئاً إلا إنه سيظل في القصر وينعم بعيشته
لكن الآن أصبح لا يجد شئ يستند عليه.
فإن نجحت خطته سيجبر جواد على التنازل له عن المزرعة.
حرك مقود سيارته ودلف بها للداخل ويزداد حقده أكثر وهو يجد اتساع مساحة المزرعة حتى المنزل
اوقف السيارة أمام المنزل
وترجل منها وهو ينظر لجواد الذي وقف يستقبل وكالعادة يخفي عاملات المنزل من أمامه
_ أهلاً يا خالد كيفك؟
تقدم منه خالد وهو يقول بابتسامة سمجة
_ بخير طول ما انت بخير
أومأ له ودلف معه للمكتب وأغلق الباب خلفه
_ اعذرني إني مجيتش امبارح إن خابر زين حساسية الموضوع
تنهد جواد وعاد بظهره للوراء وهو يجيب بفتور
_ خابر ومجدر حاچة زي دي، عقبالك.
_ ربنا يسهل
…..
خرجت توليب من غرفتها لكن تلك المرة بدون النقاب أو حجاب فقد أصبح حلالها ولا داعي لارتداءه في المنزل، اكتفت فقط بملابس فضفاضة.
بحثت عن يزن في غرفة ياسمين لكنها لم تجدهم
نزلت للأسفل لتكمل بحثها فوجدته يلعب في بهو المنزل وعند رؤيتها اسرع إليها وهو يتمتم باسمها
حملته بسعادة وقبلته بحب
_ انت بتلعب لوحدك ليه؟ اومال فين بابا؟
أشار لها على المكتب فأخذته ودلفت به الغرفة وهي تقول بمرح
_ صباح الخير يا بابـ….
جفلت عندما وجدت جواد جالسًا ومعه خالد والذي التفت إليها فيتفاجئ بذلك الجمال الذي يراه أمامه
أما هي الصدمته أربكتها لكنها فاقت سريعًا عندما رأت تعبيرات جواد الحانقة
خرجت مسرعة فاصتدمت في نعمة التي تحمل القهوة فتسقط على الأرض
نظرت إليها باعتذار ومازال قلبها ينبض بقوة
_ انا أسفة يا نعمة مكنش قصدي
ردت نعمة وهي تتحسس ملابس توليب لتطمئن عليها
_ ولا يهمك حصل خير المهم انتي زينة
ألقت نظرة إلى المكتب وتمتمت برهبة
_ أه كويسة.
صعدت مسرعة إلى غرفتها ومعها يزن الذي يبكي على أبيه يريد الذهاب إليه لكنها لم تتركه فنظرات جواد لها لا تبشر بخير مطلقًا
دلفت الغرفة وجاءت بالعابه كي ينشغل بها وتنشغل هي بالتفكير فيما حدث قبل قليل
ما كان عليها التهور والنزول بدون حجاب على الأقل.
لن يمر الأمر مرور الكرام سيعنفها جواد ولن تلومه.
فتح الباب فجأة واندفع جواد بكل غضبه وكأنه شخص آخر غير الذي تعرفه
•تابع الفصل التالي "رواية التل" اضغط على اسم الرواية