رواية في حي الزمالك الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم ايمان عادل
مُكالَمَةٍ هاتِفِيَّةٍ ✨🤎🦋
“أنس؟!” همست أفنان بصوتًا منخفض وهي تنظر نحو الفراغ حيث كان يقف الشاب قبل ثوانٍ، استقامت أفنان من موضعها وهرولت نحو الخارج لكنها لم تلحق به، لعنت أسفل أنفاسها قبل أن تعود للداخل مجددًا لتُقابلها نظرات نوح التي كانت مزيج بين الدهشة والشك.
“أنتي روحتي فين؟” سألها نوح لتنظر نحوه أفنان بشرود لبضع ثوانٍ قبل أن تُردف:
“هممم؟ مفيش أنا جيت أهو…”
“ها هتسامحيني أمتى؟”
“نوح معلش ثواني.” أردفت أفنان بضيق ثم أمسكت بهاتفها على الفور وشرعت تبحث عن محادثتها هي ورحيم وبمجرد أن وجدتها أرسلت له الآتي:
“أيًا كان اللي أنس هيقولهولك متصدقهوش ومتفهمنيش غلط ومتحكمش عالموقف غير لما تسمع مني الأول.” أرسلت رسالتها لتجد أن هاتف رحيم غير مُتصل بالأنترنت نظرًا لظهور علامة واحدة، زفرت بضيق وهي تفرك جبينها بيديها، بالطبع سيتصل أنس به وهو سيغضب ولن يقرأ رسالتها.
“ممكن تركزي معايا شوية؟”
“نوح معلش ثواني هروح أضبط هدومي وهاجي بسرعة.” تحججت أفنان وغادرت مقعدها تاركة نوح في دهشة وعدم إستيعاب.
“ادخلي تاني ادخلي.” أردفت أفنان فور رؤيتها لميرال التي تخرج من باب دورة المياه لتعود الآخرى أدراجها نحو الداخل.
“في حاجة ولا أيه؟ ده أنا قولت أسيبكوا شوية لوحدكوا عشان تعرفوا تتصالحوا.”
“سيبك من نوح خالص دلوقتي وركزي معايا في كارثة تانية!”
“يا ساتر يارب! حصل أيه في الخمس دقايق دول؟” سألت ميرال بفزع لتتنهد أفنان بضيق ثم تأخذ نفس عميق وتبدأ في سرد ما حدث:
“أنس شافنا… كان معدي من جانب الكافية وشافنا وكأن الكوكب كله ضاق بيه وملقاش مكان يتمشى فيه غير جنب الكافية اللي ازازة شفاف فيشوفني أنا ونوح قاعدين سوا!”
“يالهوي!!! ثواني بس… مين أنس عشان بنسى؟ هو مش اسمه رحيم يا بنتي؟!” سألت ميرال ببلاهة لتنظر نحوها أفنان بضيق ثم تقول:
“آنسة دوري مش وقته فقدان ذاكره الله يكرمك، أنس ده صاحب رحيم وبيشتغل معاه في الشركة يعني مش بس شافني قاعدة مع ولد ده شافني مع نوح اللي هو بيشوفه في الشركة برضوا.”
“طب وأنتي فارقلك أيه في كل ده مش فاهمة؟”
“يا بنتي أكيد هيقول لرحيم عاللي شافه!!”
“طب وفين المشكلة؟ مش على أساس مفيش حاجة بينك أنتي ورحيم؟ ما يحكيله ولا ميحكيلوش.” سألت ميرال بخبث وهي تبتسم ابتسامة جانبية لتتأفف أفنان وهي تضرب الأرض بإحدى قدميها بغيظ وهي تقول:
“مش وقته غلاسة خالص دلوقتي! أنا مش عارفة أتصرف ازاي… أنا بعت لرحيم مسدچ بس هو مش واصله نت.”
“حبيبتي الموضوع مش مستاهل ده ابن خالتك قشطة يعنى وبعدين ما أنا معاكوا هو أنتوا لوحدكوا؟”
“ما هو مشافكيش معانا يا ذكية، وبعدين بصراحة.. التدريب قرب يخلص وأحتمال منشوفش بعض تاني ومش حابه أنه آخر ذكرى بينا تكون خناقة..” تبدلت نبرة أفنان من الإنفعال والغيظ إلى نبرة هادئة في نهاية جملتها.
“طب أيه العمل دلوقتي؟”
“والله؟ أنا جايه اسألك اصلًا المفروض أعمل أيه!”
“عارفة مين أكتر حد يعرف يساعدنا في موقف زي ده؟”
“مين؟”
“مريم، ما هي كانت مخطوبة قبل كده وأكيد كانت هي وخطيبها بينكدوا على بعض فأكيد هتبقى عارفة حل لموقف زي ده.”
“مش حاسه أني هبقى مرتاحة أني أحكي لمريم على حوار رحيم ده… أنتي عارفة موضوعي أنا ونوح وموضوعك أنتي ونوح، الدنيا ملغبطة خالص.”
“خلاص طيب… حاولي تكلميه.”
“صح عندك حق بس… بصراحة هتكسف أتصل بيه، أنا هسيبه يتضايق وبعدين هبقى أصالحه أو اسيبه يخبط دماغه في الحيط لسه مكررتش الصراحة.” تفوهت أفنان بتوتر وهي تتحرك ذهابًا وإيابًا لتُصاب ميرال بالدور بسبب حركتها المُفرطة.
“اثبتي بقى خيالتيني! يلا اخلصي وقرري بسرعة هتعملي أيه.”
“يا خبر أبيض!!” صاحت أفنان وهي تقفز من موضعها بينما كادت أن تُسقطت الهاتف من يدها لتهرول ميرال نحوها وتسألها:
“أيه في أيه؟ رد عليكي؟!”
“لا رحيم بيتصل!!”
“طب ردي عليه بسرعة.”
“ارد ازاي وأحنا في الحمام يعني؟ أنا محتاجة أخرج أتكلم برا بس نوح هيعمل حوار.”
“مش مهم نوح دلوقتي سيبك منه أنا هقوله أي حاجة.”
“ماشي، طب اخرجي قبلي عشان تلهيه عني شوية.”
“ماشي.” قالت ميرال ثم نفذت الإتفاق واتجهت نحو نوح لتقوم بإلهائه لذا استغلت أفنان الفرصة وغاردت المكان بسرعة وحذر الشديد كانت أشبه بعميل سري يحاول الهرب من أرض العدو.
“ألو..” تفوهت بتوتر حينما أجابت ليأتيها صوت رحيم الرخيم الهادئ مُردفًا:
“أفنان Hello ‘مرحبًا’.”
“طبعًا أنس كلمك وطبعًا أنت صدقته وزعلت بس على فكرة أنا…” تحدثت أفنان دفعة واحدة بنبرة مُنفعلة ليأتيها صوت رحيم الهادئ من الجانب الآخر وهو يحاول أن يجعلها تهدأ قائلًا:
“ثواني بس Calm down ‘اهدئي’ ، أنا مصدقتش حد وبعتبر نفسي مسمعتش حاجة ومتصل عشان اسمع منك.”
“بجد؟” سألت أفنان بدهشة فهي لم تتوقع ردة فعل رحيم أن تكون بهذا الهدوء والتفهم.
“أنا استحالة أصدق أي حاجة عليكي وأخد أي قرار أو أخد منك موقف غير لما اسمع منك.”
أغلقت أفنان عيناها بإنسجام وهي تستمع إلى نبرة صوته الرجولية الهادئة، لقد كانت نبرته جميلة وكأنها ألحان أغنية عربية أصيلة.. أخذت أفنان نفسًا عميق قبل أن تقول بتوتر:
“يعني أنت مش متضايق مني؟”
“تاني؟ هو أنا لسه سمعت منك حاجة عشان اتضايق أو لا؟”
“بص أنا قاعدة مع نوح وأنس شافني وطبعًا كلمك وحكالك اللي شافه بس الموضوع مش كده خالص..” سمعت أفنان صوت أنفاس رحيم تزداد ثقلًا من الجانب الآخر وكأنه يحاول منع نفسه من الغضب، حمحمت أفنان ثم أكملت:
“اللي حصل أن ميرال أختي رجعت من الشغل وقالتلي تعالي ننزل نتمشى ونقعد في كافية وقولتها تمام وبعدها اتفاجئت بنوح جاي يقعد معانا وأنا والله ما كنت أعرف!”
“أفنان You don’t have to swear ‘ليس هناك داعي للقسم/الحلفان’ أنا مصدقك بس كملي.”
“أنا أول ما شوفته أتعصبت واتخانقت معاهم هما الأتنين، هو حاول يصالحني بس أنا رفضت اللي حصل أن ميرال استأذنت ودخلت الحمام ونوح بدل الكراسي وقعد مكانها فطبعًا البيه اللي كان بيتسرمح مع السنيورة لما شافني شاف أني قاعدة مع نوح لوحدي مع أن مش دي الحقيقة.” حاولت أن تشرح الموقف كاملًا دون أن تفوت تفصيلة واحدة وكانت تتوقع من رحيم أن يُجادلها في ما قالته لكن أكتفى بالرد بجملة واحدة والتي كان لها تأثير آلف كلمة.
“أنا مصدقك.”
“بجد؟”
“طبعًا، أنتي لو بتكدبي أو مش عايزة تفسري اللي حصل فأنتي ليكي كامل الحرية لكن كون أنك بتحاولي تشرحيلي الوضع ومش بتحاولي تخبي فده دليل أنك صادقة في كلامك، كان ممكن تقوليلي ببساطة وأنت مالك.”
“كان نفسي أقولك كده بس للأسف زعلك فارق معايا…” أفصحت أفنان بدون قصد لتعض على شفتها وهي تلعن نفسها داخليًا ويُمكنها تخيل ابتسامة رحيم الواسعة التي ارتسمت على ثغره بالفعل.
“أنا مش قصدي… أو يعني… وأنت ازيك عامل أيه بقى؟” حاولت أفنان تكوين جملة مفيدة لكن توترها لم يُسعفها لذا سألته سؤال ليس في محله في النهاية لينفجر رحيم ضاحكًا بصوتًا مُرتفع فتشاركه أفنان الضحك وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها على الفور.
“أنا كويس وانتي؟” أردف وهو يقهقه على نبرتها المتوترة المشوبة بالخجل.
“كويس بس؟ اسمها كويس أيه؟”
“كويس الحمدلله.”
“ايوا كده Good boy ‘فتى جيد/مطيع’.”
“محسساني أنك بتكلمي ال puppy ‘كلب صغير’ بتاعك، ثواني كده هو أنتي قولتي أنس كان مع مين؟”
“كان مع بنت هو مقالكش ولا أيه؟”
“لا، قالي أنه لوحده المفروض، تعرفي توصفي شكل البنت دي؟”
“كانت صاروخ بصراحة!” قالت أفنان بنبرة مُريبة.
“بس بس أيه اللي أنتي بتقوليه ده؟!! قصدي وصفها يعني لون شعرها أي حاجة.”
“بص مش فاكرة لأني ملحقتش أبص أوي بس هي مبدأيًا شكلها مش مصرية.”
“بس كده هي دي الجملة اللي عايز اسمعها.”
“مش عارفة بجد ليه أنت وصاحبك غاويين العرايس الباربي.”
“مين قالك أني بحب عرايس باربي؟ على فكرة أنا بفضل الملامح العربية أكتر.” سأل رحيم بإستنكار ثم قال جملته الأخيرة لتصل إبتسامة أفنان من الأذن للأذن بينما تقفز في موضعها كالبلهاء.
“المهم أنتي بتحبي كين ولا بتحبي أيه بقى؟” سأل رحيم بمراوغة لتدعي أفنان البلاهة وهي تسأل:
“كين؟ مين كين؟”
“العروسة الولد اللي مع باربي.” فسر رحيم لتقهقه أفنان بقوة ثم تُعلق على كلامه قائلة:
“حاسه أننا تافهين سيكا باللي أحنا بنقوله ده بس مش مشكلة، المهم أنه لا مش بحب العروسة دي عشان مش بحب الشعر البني أو الأشقر عالولاد بحب الأسود أكتر.”
“طبعًا الأسود أحلى.” أردف رحيم بثقة زائدة لتُجيبه أفنان بسخرية:
“أيه الثقة دي؟ أنا بتكلم عن الشعر الأسود مقولتش شعرك الاسود يا رحيم.”
“أيه الإحراج ده؟ وبعدين أكيد شعري عاجبك طبعًا، كل البنات اللي أعرفها بيتغزلوا في شعري.”
“والله؟ طب مع السلامة.”
“بهزر بهزر Don’t get mad ‘لا تغضبي’ ، كنت عايز أشوف رد فعلك بس خلاص وصلني.”
“طب أنا هقفل بقى عشان واقفة في الشارع لوحدي.”
“أفنان أنتي هتصالحيه؟” سأل رحيم والضيق يفوح من نبرته لتصمت أفنان قليلًا قبل أن تهمس:
“معرفش…”
“تمام، خدي بالك من نفسك.. باي.”
“باي.”
دلفت أفنان نحو الداخل وعلامات السعادة قد ارتسمت على وجهها حاولت إخفاء ذلك لكن نظرات عيناها كانت فاضحة، أقتربت لتجلس على الطاولة ليُردف نوح فور رؤيتها:
“هو مش الطقم ده بتاع ميرال؟ لابساه ليه؟”
“أه وأنت مالك؟ أختي ونلبس من بعض براحتنا.”
“أصلًا اللون عليها أحلى.” صاح نوح متعمدًا إثارة غيظ أفنان لتشعر ميرال بنبضات قلبها تتسارع وعلى الفور ترتسم على شفتيها إبتسامة خجولة لتنظر نحوها أفنان بطرف عينيها وتبتسم هي الآخرى قبل أن تُعلق على حديث نوح بسخافة مُردفة:
“أصلًا مخدتش رأيك، ومتتكلمش معايا عشان مش طايقاك.”
“يا ستي خلاص حقك عليا أنا أسف مبسوطة كده؟”
“أنت كده عملت أيه يعني؟ ما أنت أكيد أسف طبعًا ولا أنت شايف أنك مش غلطان يا دكتور نوح.”
“غلطان وستين غلطان ومش متربي كمان ها مبسوطة كده؟”
“أقولك أيه كل واحد أدرى بنفسه.” تفوهت أفنان بنبرة ساخرة مُتعمدة إثارة غيظ نوح وقد نجحت في ذلك بالفعل.
“والله؟”
“اه.” قالت أفنان بإصرار ليُمسك نوح بكوب المياه الموضع أمامه ويُغطي فوهة الكوب بكف يده ولكن حرك أصبعيه بحيث يصبح هناك فراغ في المنتصف ثم يُحرك الكوب بإندفاع نحو الأعلى فيقوم برش المياه على أفنان.
“يا حيوان! والله لولا أننا في مكان محترم كنت فتحتلك دماغك بالكوباية اللي في أيدك دي!!”
بس أنتوا الأتنين الناس بتتفرج علينا، وبعدين يا نوح ده أنا طول عمري بقول عليك عاقل أيه اللي جرى؟” تحدثت ميرال بإنفعال من المفترض لكن في الواقع كانت نبرتها وهي مُنفعلة أكثر هدوءًا من نبرة أفنان العادية.
“كله بسبب أختك دي هي اللي جننتني.”
“تحب تشوف الجنان اللي بجد؟” سألته أفنان بإستنكار وهي تستقيم من مقعدها ليعود نوح نحو الخلف بواسطة كُرسيه وهو يُردف برعب:
“خلاص يا ستي أنا أسف أنا عيل صغير، تيجوا بقى نحاسب ونمشي ونروح نتعشى حاجة كده عليها القيمة؟”
“يلا بينا.”
“متحاسبوش أنا هحاسب.”
“كفي نفسك يا بابا.” قلبت ميرال عينيها لأنها تعلم أن هناك شجار على وشك أن يبدأ وكان هذا ما حدث بالفعل واستمر لخمسة دقائق تقريبًا قبل أن تستسلم أفنان ويدفع نوح الحساب.
“هو ده المكان اللي عليه القيمة؟” سألت أفنان بسخرية وهي تنظر إلى عربة الكبد والسجق والتي كانت مُزدحمة بالفعل.
“أحلى عربية كبده في محافظة الجيزة يا بنتي أيه فهمك أنتي؟”
“ومالك فخور أوي كده.. عالعموم أنا مش جعانة أوي فأطلبلي تلاتة كبدة وتلاتة سجق.”
“ما شاء الله يا أفنان أومال لو مكنتيش جعانة، وأنتي يا ميمي هتاكلي أيه؟” سخر نوح من أفنان في بداية حديثه قبل أن يلتفت لميرال ويسألها بنبرة لطيفة، تنظر نحوه ميرال بوجه يشتعل من الحُمرة ثم تُجيبه بتلعثم:
“أنا؟ أنا… عايزة اتنين واتنين.”
“تمام هروح أجيب الأكل وأجي أقعدوا بقى على الرصيف استنوني.” أردف أنس وذهب بالفعل لتسحب أفنان ميرال الشاردة من يدها وتُجلسها على الرصيف إلى جانبها.
“يا بنتي أتقلي شوية متبقيش مفضوحة كده!”
“أنتي سمعتي قال أيه؟ ميمي.”
“طب ما هو كان بيقولك كده على طول وأحنا صغيرين.”
“يا بنتي هو أنتي بيصعب عليكي تشوفيني مبسوطة؟!”
“أنا يا ميرال؟ يا شيخة روحي حسبي الله ونعم الوكيل في أنس.”
“الله! طب وأنس ذنبه أيه في اللي أحنا بنقوله؟”
“معرفش بس هو يستاهل الحسبنه الصراحة.”
عاد نوح بعد عشرة دقائق وقد أحضر الطعام ليبدأو ثلاثتهم في تناول الطعام، بعد انتهاءهم قاموا بالتمشية لمدة ساعة قبل أن يقوم نوح بإيصالهم إلى المنزل.
“خلاص صافي يا لبن؟”
“لا طبعًا أنت عبيط؟”
“أحنا هنهزر! أنتي عارفة أنا دفعت كام النهاردة؟”
“اه يا مادي يا حقير.”
“بهزر يا ستي، عمومًا أنا عارف أني غلطتي كبيرة وهسبلك وقتك في أنك تحاولي تنسي اللي حصل أو عالأقل تسامحيني.”
“هحاول، يلا سلام وسلملي على خالتو ومريم.”
“يوصل إن شاء الله، تصبحي على خير يا ميمي وشكرًا على وقفتك جنبي.” ودعها نوح بلطف لتشعر ميرال بأن قلبها على وشك أن يقفز من بين ضلوعها وهي تقول بإبتسامة واسعة:
“عفوًا على أيه؟ ده واجبي.”
ركضت ميرال من خلف أفنان بسعادة نحو السُلم لتنظر نحوها أفنان بطرف عيناها ثم ابتسمت قبل أن تسأل ميرال:
“ماما كانت عارفة أننا هنقابل نوح؟”
“أنا استأذنت ماما وبابا قبل ما ننزل وهما عارفيين التفاصيل كلها.”
“ما شاء الله كلكوا متفقين عليا!”
“يا أفنان نوح طيب بجد هو بس ساعات لسانه بيفلت منه بس هو مكنش قاصده يزعلك.”
“لا يا ميرال أنا ممكن أقتنع بكلامك على أي موقف تاني لكن في الموقف ده بالذات نوح كان قصده يزعلني.”
“طب حاولي تسامحيه يعني أفتكريله أي حاجة حلوة عملها عشانك.”
“هحاول يا ميرال، متكليش دماغي بقى أنا دماغي مشغولة بمليون حاجة.”
“ماشي يا ستي.”
قضت أفنان اليوم التالي في المذاكرة ومساعدة والدتها في الأعمال المنزلية، وفي اليوم الذي يليه ذهبت أفنان إلى التدريب باكرًا لمحاولة كسب بعض الدقائق في التحدث إلى رحيم قبل وصول المُتدربين والموظفين، مجرظ وصول أفنان إلى مقر الشركة أمسكت بهاتفها في توتر شديد ثم قامت بمهاتفة رحيم والذي أجاب على الفور.
“أيه يا ابني ده أنت قاعد عالزرار ولا أيه؟” سألته ساخرة ليقهقه ثم يُردف:
“ابنك؟ ما علينا، التليفون كان في أيدي اساسًا عشان كده رديت بسرعة.”
“أيه ده كنت بتعمل أيه عالتليفون؟”
“أفندم؟” سأل رحيم بإستنكار وهو يضحك لتحمحم هي بإحراج ثم تقول بنبرة مرحة:
“بقولك أيه ما تنزل الكافتيريا شوية.”
“ثواني وهتلاقيني قصادك.” أجابها سريعًا ثم أغلق الهاتف لتضحك أفنان على أسلوبه الطفولي.
“واو!” همس رحيم فور وصوله إلى الطابق الأرضي وهو ينظر نحو أفنان طويلًا لتشعر بالتوتر وتذهب يديها تلقائيًا للوشاح خاصتها وتقوم بتعديله وهي تسأل:
“أيه ده في أي أيه؟”
“أول مرة تلبسي اللون ده.” فسر رحيم وهو ما يزال يتأملها لتقهقه أفنان بخجل ثم تقول بمزاح وهي تغمز بإحدى عينيها:
“ده أنت مركز بقى.”
“كل اللوانك هادية وبتميلي دايمًا للون الكافية لسبب ما لكن اللون الزهري بعيد تمامًا عن الألوان اللي أنتي بتلبسيها.”
“ودي حاجة حلوة ولا حاجة وحشة طيب؟”
“الأتنين.”
“أيه ده ازاي؟”
“بصراحة اللون لايق عليكي جدًا ودرجته Catchy ‘جذابة’ للعيون ودي حاجة تعتبر حلوة لأنه لفت نظري جدًا بالفعل، لكن الجزء الوحش أنه هيلفت نظر باقي الناس ليكي وأنا مش عايزك تلفتي نظر حد تاني غيري.” فسر رحيم بنبرة هادئة لا تخلو من مشاعر لم تفهمها أفنان كثيرًا لكن من نبرته التي غلفها الضيق في النهاية يُمكن القول أنها ربما تكون مشاعر… غيرة!
لم يروق حديثه كثيرًا لأفنان التي أمتعض وجهها على الفور ثم أخذت نفسًا عميق قبل أن تُعلق على حديثه مُردفة:
“بص يا كابتن أنا هفهمك حاجة… أنا مش لابسة اللون ده عشان ألفت نظرك أو نظر حد غيرك ده أولًا، ثانيًا بقى الطقم ده بتاع ميرال أختي وأنا مكنتش لايقة حاجة ألبسها الصبح فقولت ألبسه وخلاص.”
“أنا مش قصدي أضايقك على فكرة أنتي زعلتي ليه؟”
“مزعلتش ولا حاجة هزعل ليه… بص بسبب الرغي كنت هتنسيني أنا نزلتك من فوق ليه.”
“اه صحيح ده أنا استغربت جدًا أنك طلبتي تشوفيني.”
“طيب ثواني…” أردفت أفنان وهي تُخرج شيئًا صغير من حقيبتها بينما نظر رحيم بعيدًا مانحًا إياها مساحة شخصية للبحث عن غرضها المجهول، في خلال ثوانٍ أخرجت أفنان من حقيبتها لوح شيكولاتة متوسط الحجم وقد ألتف بشريطة حمراء اللون أتخذت شكل ‘فيونكة’
“أتفضل.”
“دي عشاني؟”
“اه.. أنا عارفة أنك أكيد بتاكل شيكولاتة أغلى وأحلى ومستوردة كمان بس دي اللي كانت متاحة بالنسبالي.. أنا جبتهالك عشان أنا مبسوطة منك عشان أنت مصدقتش اللي اتحكالك عني غير لما كلمتني وسمعت الموضوع كله مني أنا فعشان كده قررت اكافئك.”
فسرت أفنان وهي تحاول تلاشي النظر نحو رحيم وتنقل نظرها بين لوح الشيكولاتة والمكان من حولهم بينما نظر نحوها رحيم بحنان شديد وسعادة كبيرة، لقد استطاعت كلماتها اللطيفة وهديتها البسيطة أن تجعل قلبه يرتجف وأن يشعر بتلك الدغدغة من داخله، أطال رحيم النظر في ملامحها الخجولة الهادئة على غير العادة وكأنه يُحاول أن يحفظ في ذاكرته تلك الملامح التي سيفتقدها كثيرًا حينما ينتهي التدريب ويحين وقت الوداع…
“اتفضل..”
“شكرًا.. شكرًا أوي يا أفي.” شكرها رحيم مُستخدمًا اسم التدليل الذي أطلقه عليها لتشعر بنبضات قلبها تزداد في السرعة وهي ترد على حديثه قائلة:
“على أيه بس دي حاجة صغيرة خالص، مش مقامك يعني.”
“دي أحلى هدية أو مكافأة أخدتها في حياتي.”
“بالهنا والشفا وكفاية تسبيل بقى عشان معدتي بتقلب بجد.” علقت أفنان بنبرة ساخرة ليقلب رحيم عيناه ثم يُعيد خصلات شعره الأسود نحو الخلف وهو يبتسم ابتسامة جانبية.
“على فكرة Fake ‘مزيف’ أوي حركة أنك ترجع شعرك لورا عشان تبان جامد وبتاع وأن شعرك ناعم.”
“يعني مش عشان شعري بيقع على عيني؟ تؤتؤ بحاول ألفت نظرك.”
“خلاص بهزر ده أنت قفوش أوي وبعدين تنكر أنك بتعمل حاجات عشان تلفت نظري؟” سألت أفنان بُخبث وهي تغمز بإحدى عينيها لم تتوقع أن يُجيبها رحيم لكنه أجابها بثباتٍ شديد:
“لا منكرش.”
“طب هديتك معاك وأنا قولت الكلمتين اللي عندي، يلا سلام.” تركته أفنان واقفًا بثغر مفتوح فلقد كان على وشك التحدث لكنها رحلت قبل أن يفعل، صعدت نحو الطابق العلوي لتجد نوح في وجهها مباشرة فوقفت تنظر نحوه بصدمة وعادت بضع خطوات نحو الخلف فكادت تصطدم برحيم الذي كان يصعد من خلفها.
مضى اليوم بسلام دون أن يخلو من بعض النظرات الموجه من رحيم نحو أفنان والذي حاول جاهدًا ألا يفعل كي لا ينتبه الجميع لهم بغض النظر أن الجميع قد انتبه بالفعل، في مساء ذلك اليوم وبينما كانت أفنان تقوم بمراجعة ما تم شرحه في التدريب شعرت بالملل لذا قررت تصفح هاتفها لتجد أن رحيم قد قام بنشر حالة جديدة لتفتحها أفنان على الفور وقد تضمنت الآتي:
“مساء الخير.. I never knew i love chocolate that much ‘لم أكن أعلم أنني أحب الشوكولاتة لتلك الدرجة’.” كتب رحيم ذلك في الوصف وقد أرفقها بصورة ليده وهي تُمسك بلوح الشكولاته الذي أهدته أياه أفنان.
تأملت أفنان رسالته وشعرت بقلبها على وشك أن يقفز من بيم ضلوعها، ابتسامة واسعة غلفت ثغرها وهي تُعيد فتح الحالة مجددًا كلما انتهت، في النهاية تركت الهاتف وحاولت المذاكرة مجددًا لكنها شعرت بآلم في رأسها لذا قررت التوجه نحو الثلاجة لعلها تجد شيئًا تأكله لعل آلم رأسها سببه الجوع، في طريقها للمطبخ سمعت صوت جدال بين والديها كالتالي:
“أنا تعبت والله من المواصلات ما أنتي عارفة أنا متعود عالعربية بقالي سنين وضهري تاعبني جدا.” أردف والدها بقلة حيلة، كانت نبرته وكلماته بمثابة خنجر يُطعن في قلب أفنان، كانت تريد أن ترحل فالتصنت هو تصرف سيء ومُحرم كذلك، لذا ابتعدت عن الباب لكن صوت والديها كان مايزال مسموعًا بالنسبة إليها حينما علقت والدتها على حديثه بإمتعاض:
“قولتلك يا أحمد أنت لازم تشوف حل في الموضوع ده… منه لله اللي كان السبب.”
“رانيا! دول في النهاية امي وأختي.”
“على عيني وعلى رأسي يا أحمد لكن حرام اللي أنت فيه ده! شغل الصبح وبعد الضهر ومش عايد عليك بأي فايدة وبعدين اللي بيعملوه ده حرام وظُلم بين! دول بيحرموك من حقك الشرعي والقانوني!”
“خلاص يا رانيا قفلي على الموضوع ده.”
عادت أفنان نحو غرفتها بإنكسار لسماعها نبرة الآلم والحرج في نبرة والدها، ازداد الغضب والمقت الذي تشعر به تجاه جدتها وعمتها للضعف!
عاودت أفنان الجلوس على المكتب خاصتها وأمسكت بالكتب الموضوعة أمامها وقررت أن تُكمل مذاكرة فذلك الإمتحان هو حربها وتلك الألف وخمسمئة جنيهًا اللعينة هي جائزتها الكبرى والتي لن تتخلى عنها!!
“قفشتك بتعملي أيه؟” سألتها ميرال بعد مدة قصيرة وهي تقتحم الغرفة لتُجيبها أفنان بعبوس:
“ولا حاجة بذاكر.”
“مالك قالبة وشك ليه؟ حصل حاجة؟”
“بابا صعبان عليا أوي.. حوار العربية وكده والمصاريف زايدة عليه وكمان فلوس المواصلات اللي بدفعها في التدريب بغض النظر عن المرات اللي نوح بيوصلني فيها.”
“متقلقيش أنا هتصرف في موضوع الفلوس ده.”
“هتتصرفي ازاي؟ يعني هو مراتبك هيكفي ايه ولا ايه؟”
“أنا دخلت جمعية مع بنت زميلتي في الشغل وهقبض النفر التالت وهاخد الفلوس اديها لبابا يصلح العربية.”
“أنتي عارفة بابا مش هيرضى.. هيقولك أشتري بيها حاجة لجهازك.”
“ياستي أحنا هنقنعه متشيليش هم أنتي، صحيح عايزين نشوف هنلبس أيه في خطوبة ريماس.”
“هي هتعملها في البيت صح؟”
“بيت مين لا طبعًا دي هتختار قاعة نضيفة وغالية جدًا.”
“حد قال حاجة ولا دي توقعات؟”
“يا بنتي عمتو عمرها ما هتعمل حاجة عالضيق عشان تعجزنا أحنا بعد كده لما نيجي نتخطب عشان يتقال يعني مفيش بنت في العايلة أتعملها ولا هيتعملها أحسن من ريماس بنتي.” فسرت ميرال وهي تُقلد أسلوب عمتها في نهاية حديثها لتضحك أفنان ثم تُعلق على حديث ميرال مُردفة:
“كده كده عمتو بجوزها ببنتها ناس بتوع مظاهر وبعدين سيبك منها إن شاء الله هيجيلك اللي يحبك ونعملك وقتها خطوبة أحلى من بتاعت ريماس مليون مرة.”
“يجي هو بس ومش لازم ولا خطوبة ولا فرح نكتب الكتاب ونسافر وشكرًا على كده.”
“يالهوي عالدلقة يا ناس! المهم أحنا ممكن نأجر فستانين وخلاص.”
“تيجي نفصل؟”
“بتتكلمي وكأن معاكي عشرين ألف جنيه.” أردفت أفنان بإستياء لتنظر نحوها ميرال بإزدراء ثم تقول:
“ليه وأحنا هنفصل عند Versace ‘ماركة أزياء عالمية’.”
“لا عند عمو وائل اللي في الشارع اللي ورانا.”
“دمك خفيف أوي، شوفي أنتي بس استايل فستان ومكليش دعوة.”
“ماشي يا أختي أما نشوف آخرتها معاكي أنتي وست ريماس دي، أيه ده استني رحيم بعت مسدچ على جروب التدريب..” كانت تتحدث أفنان بسخرية لكن سرعان ما أعتدلت في جلستها وهي تقوم بفتح الجروب بتوتر.
“خير إن شاء الله..”
“مساء الخير، كنت حابب أفكركوا أن فاضل أسبوعين على انتهاء التدريب وطبعًا الإختبار اللي اتفقنا عليه عشان تاخدوا الشهادة المُعتمدة، من الأسبوع الجاي مش هيكون في ماتريال جديدة ولا شغل practical ‘عملي’ جديد هنراجع على القديم ولو في حد عنده استفسار عن حاجة هنعيد شرحها.” كانت تقرأ الميرال ما كُتب وفي الوقت ذاته تنظر إلى تعابير وجه أفنان والتي كساها الحزن وكأنها على وشك البكاء بينما كانت يدها التي تُمسك بالهاتف ترتجف.
“هيوحشني أوي..” همست بها أفنان وقد تفوهت بحقيقة مشاعرها اخيرًا، شعرت بوخزة في قلبها حينما تخيلت ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة.. سينتهي التدريب وسيختفي رحيم من حياتها نهائيًا ففي النهاية هي لم تكن سوى مُتدربة في شركة والده الكبيرة وهو لم يكن سوى المُدرب الوسيم خاصتها..
“لو ليكوا نصيب مع بعض أكيد هتتقابلوا تاني.”
“ده لو بقى..”
“زي ما اتقابلتوا أول مرة صدفة أكيد هتجمعكوا صدفة تانية.” قالت ميرال بصدق وهي تضم شقيقتها من الخلف، لتحمحم أفنان وهي تقوم بمسح الدمعة التي كانت على وشك الزول من عيناها وهي تقول بنبرة ساخرة:
“أنا شكل الأغاني الرومانسية اللي بتشغليها ليل ونهار آثرت عليا شوية، بغض النظر عن الدراما يعني كده كده الحياة هتمشي.. هو هيرجع يركز في شغله وأنا هتشغل في الجامعة وزي ما كان جزء من حياتي في فترة هيرجع لا شيء زي ما كان قبل كده.”
تفوهت أفنان بتلك الكلمات من وراء قلبها لكنها حاولت جاهدة أن تبدو نبرتها صادقة لكن ميرال نظرت نحوها وقد ضيقت عينيها بعدم تصديق، لم تُعلق ميرال على حديث شقيقتها فلقد اعتادت من أفنان أن تكون غاية في الصراحة حينما يتعلق الأمر بمن حولها لكن حينما يتعلق الأمر بمشاعرها هي فالكذب والإخفاء هما أسلوبها المُتبع.
في منزل حامد البكري جلس رحيم في شرفة حجرته التي يمكن من خلال رؤية مياه النيل اللامعة بفعل إنعكاس ضوء القمر عليها، تخللت نسمات الهواء الباردة خصلات شعره المُبعثره على غير العادة نتيجة استيقاظه من النوم، أخرج عُلبة السجائر من أحدى جيوب بنطاله ليقوم بإشعال سيجارة وينفث الدخان بقوة، إن أمر انتهاء التدريب يقلقه كثيرًا وما يقلقه كذلك هو عدم ملاحظة والدته علاقته بأفنان بالإضافة إلى عدم تحدث والدته إليه كثيرًا هذه الأيام ليزداد قلقه إلى الضعف.
أخرج رحيم من شروده صوت أحدهم يطرق على الباب لينتفض رحيم من مقعده ويُطفئ السيجارة على الفور ثم هرول ليُحضر معطر الجو ويقوم برشه ليتخلص من رائحة السجائر.
“اتفضل.”
“كنت بتعمل أيه؟” سأل والد رحيم فور دخوله للحجرة ليبتسم رحيم بتوتر ثم يقول:
“كنت في ال Toilet ‘دورة المياه’.”
“أيه ريحة السجاير دي؟”
“ها؟ ده.. أكيد ال Security ‘الأمن’.”
“ال Security ‘الأمن’ بيشربوا سجاير في ال Balcony ‘البلكونة’ عندك؟” سأل والده بمراوغة وهو يُشير برأسه نحو مطفأة السجائر الموضوع على طاولة داخل الشرفة، فتح رحيم فمه ليتحدث لكنه لم يجد ما يقوله لذا اكتفى بالصمت.
“مفيش أي داعي أنك تكدب عليا أنت عارف أن أنا وأنت صحاب.”
“طب بما أننا صحاب بقى يا بابي ما تقولي مامي مشغولة عني في أيه؟”
“وأنت يهمك في أيه؟ المهم أنها مشغولة عنك.”
“لا طبعًا.. أنا قلقان مامي طول ما هي في مصر بتبقى مركزة معايا طول الوقت فكونها مش بتتكلم معايا كتير الأيام دي شيء مُقلق بالنسبالي.”
“هي اليومين دول مشغوله بالجمعيات الخيرية والندوات اللي بتتعمل، ده اللي أعرفه.”
“طيب كويس جدًا.”
“رحيم لو بتعمل حاجة غلط أو هتضايق مامتك صارحني وأنا هتصرف لكن متخبيش عليا.” قال والده بنبرة حنونه وهو يضع يده على كتف رحيم، يصمت رحيم لثوانٍ ثم يرد على حديث والده مُردفًا بصدق:
“أنا مش بعمل حاجة غلط يا بابي.. كانت حياتي زمان كلها غلط لكن دلوقتي.. أنا بعمل الحاجة الوحيدة الصح في حياتي.”
“ويا ترى مين بقى السبب في التغير ده كله؟” سأل والده لتضطرب معالم رحيم ويزدرد ما في فمه بصعوبة..
يتبع..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية في حي الزمالك) اسم الرواية