رواية عشق بلا رحمه الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم هنا حسين
الفصل الواحد والعشرين
ظلت سمر تتقلب في فراشها تعيد ما تلا اجتماعهم في ذهنها
###############
فلاش بالك
وقف مراد مستأذنا
-مع السلامه يا جماعه انا اتأخرت علي امي اوي
صافحته سمر و كذلك مصطفي المنزعج مع سلامها باليد وتوجهت سلوي معه لتوصيله ....كادت سمر تلحق بهم حينما اوقفها مصطفي ...
نظرت الي الارض لاترغب في رؤيه عينيه ...فتنهد وقال بصدق
-انا اسف انتي اللي اجبرتيني !!
نظرت الي الجهه الاخري وهي تجيب
عقدت ذراعيها بعند ورفضت النظر اليه ....تنهد وحاول امساك يدها و لكنها صفعتها بعيدا ...صك علي اسنانه ليحاول مره اخري لتأتيه ضربه اقزي علي يده ، اخد نفس عميق وهو يقرص علي انفه ليردق
-انا اسف انك زعلاتي بس مش اسف علي اللي عملته
كانت تتنفس بغضب وتحاول تهديد دموعها الحبيسه من النزول حتي لا ستظهرها بمظهر الضعيفه ...
ليردف بصوت عالي نسبيا ...
-ممكن تردي عليا وتكلميني زي ما بكلمك....
اعتدلت في جلستها لتنظر اليه وترفع اصبعها في وجهه لتردف بغضب..
-وطي صوتك لو سمحت !!! انت في بيت محترم وماما ممكن تتعب من الحاجات دي ....
نظر الي اسفل يحاول اخذ نفس عميق ويهدأ قلبه الخائف من فكرة ان تبتعد عنه.... مع انه متأكد انه لن يسمح بذلك ..لكن وجود هذه الفكرة داخلها قد تقتله !!
اردف بصدق وتأنيب ضمير....
-انا عارف اني عصبي ومش بقدر اتحكم في اعصابي ...عشان كده انا فعلا اسف !!!
لتردف من بين اسنانها...
-تاني مره تتأسف وكل مرة بتجرخني اكتر من الاول !!!
مرر اصابعه بين خصلاته المتمرده ليقول بغيظ وقله حيله...
-ما انتي عامله زي اللغز مش قادر افهمك ...كنا كويسين وفجأه مش بتردي علي مكالماتي وتتجاهليني ...وسبق وقلتلك انا مش بفهم المعاملة الصامتة دي ...اللي يضايقك تكلميني في علي طول !!
عقدت ذراعيها بتعب لتقول...
-انت شايف ان اللي بتعمله ده صح ؟!
-عملت ايه ؟
لتردف بحنق ممزوج بخجل...
-انا بنت !!!
نظر لها وكأنها برأسين ليقول بغيظ...
-بجد مكنتش واخد بالي !!
-مصطفي لو سمحت هدخل اوضتي ومش هتكلم معاك !!
ليرد بنار تجتاح داخله لعدم نجاحه في التغلغل بداخلها...
-انا عايزك تتكلمي معايا يا سمر !! هو صعب انك تتكلمي وتفهميني مالك!!
وضعت يدها علي رأسها تخفي عيناها المهددتان بالبكاء لتقول...
-انا مش فاهمه انت عايز ايه مني ...انت اتجوزتني ليه ؟
ليرد بضيق: تاني يا سمر هنعيدوا تاني !!
لتصيح بتعب و قله صبر...
-وهو كان في اولاني يامصطفي !!!
وصل صوتهم الي سلوي التي قررت اعطائهم وقت لحل مشاكلهم وتوجهت الي المطبخ....
-ممكن تقعدي وتوطي صوتك وتسمعيني !!
جلست بغيط ووجه احمر من الغضب...فجلس مصطفي بجوارها ليردف بهدوء....
-انتى كل دا مش حاسه انتى بالنسبة ليا ايه؟!
رقت عيناها وخففت من عقدة حاجبيها...لتقول بصوت خافت حزين...
-انا بنت يا مصطفي ،يعني لازم تتكلم وتقولي وتبطل معاملتك الهمجية دي ليا....
صمتت لحظه تتنهد وهو يتابعها بعينيه بعنايه
لتستكمل بغيظ مكتوم ....
- انت افعالك مش بتبقي واضحه وبحس ان غرضك منها......
صمتت عاجزة عن اخراج ما يدور في عقلها ...ولكنها لم تحتاج الي ذلك فقد كان صمتها كافيا حتي يفهم ما بداخلها ...فتجاوزاته وتصرفاته معها اعطتها انطباع سئ عن نقاء شعورة نحوها ....
حدق بها بحب وهي تفرك اصابعها بتوتر وحزن يظهر علي ملامحها ...
ليقول بحنان وندم..
-عمري ما فكرت فيكي في حاجه وحشه ...انتي مراتي علي سنه الله ورسوله ، ولو قربي ليكي هو اللي عامل المشكله الكبيرة دي في دماغك ...ف أنا مش هقرب منك غير برضاكي....وخليكي عارفه انك اول واحده ممكن اكون حبيتها فعلا او المسها !! ....
احمر وجهها ونظرت الي الارض مقاطعه له...
-انت لو بتحبني بجد يبقي لازم تراعي مشاعري وتديني فرصه اتأقلم ومتحسسنيش انك محاصرني....
قاطعها مصطفي وهو يرفع يده لتصمت...
-بصي مش معني اني هحاول اسيطر علي تصرفاتي معاكي انه هيكون سهل عليا وخصوصا وانتي مراتي وحلالي فعلا .....لكن اني اسيبك تتنفسي نفس واحد انا معرفش عنه حاجه ده مستحيل ....
-طيب واللي حصل الصبح ده اسمه ايه ؟؟!
فرك ذقنه بحرج ليردف ...
-انتي كنتي قاصده تطلعي قدام الراجل كده وانا مش بقدر اتحكم في اعصابي خصوصا معاكي !!
نظرت له بغيظ...
-يعني لو ماما شافتني دلوقتي اقولها ايه ؟!! انت لو عايز نتأقلم سوى ويبقي في امل في علاقتنا دي يبقي لازم تحترمني الاول !!
زفر مصطفي ليردف ....
-وانتي امتي اظهرتي احترامك ليا ...مش بيبقي متبادل بردو ؟!
نظرته له بعيون حائرة فعلا لاتدري ماذا تفعل حتي ترضيه وتشعر بالرضا هي الاخري ...فقالت بتساؤل...
-هو في اكتر من كده احترام انا من يوم ما جيت هنا مشفتش الشارع !!!
-الوقت دلوقتي خطر ومش مناسب انك تنزلي مراد قال ان في حمله مكثفه عشان يلاقوكي وانا مش مستعد اخسرك ابدا !!
سرحت في ملامحه القاسيه وحاجبه المرتفع لتقول بخفوت...
-ليه ؟
نظر حوله بتوتر وحرج ليردف...
-عشان انتي مراتي؟
مالت رأسها الي اليمين فظهرت بضع اثار قبلاته علي رقبتها وهي تتساءل ...
-بس ؟
نظر بجراءة وثبات الي عينيها الزرقاويتين كماء المحيط المائل للخضار....
-انتي عارفه كويس انه مش بس يا سمر !!
سعادة طاغية غلبت عليها وبدأت الدماء تضخ في قلبها ليتسارع بجنون علي اعترافاته المتتاليه ولاول مره منذ ان عرفته شعرت براحه نفسيه ....
...................
انتهي الفلاش باك....
############
لم تغيب الابتسامه من وجهها قبل ان تقول لنفسها ....
-اما لففتك حوالين نفسك ، هجنك اما اشوف هتعرف تحافظ علي كلمتك ولا العضلات دي كلها هوا !!
ليعاتبها قلبها علي قسوتها الغير معهوده ومع من مع الحبيب السابق لاوانه الذي اتي من حيث لا تدري ليقتحم قلبها وينهكها عشقا تجعلها تسامح اعتي اخطاءه وتجاوزاته !!
دلفت الحمام تجهز لذلك الصباح وارتدت من الملابس التي احضرتها لها غاده علي امل ان تختفي تلك العلامات من علي جسدها ...بالرغم انها ذكري غير سارة الا ان جسدها كله يقشعر كلما تذكر شفتيه واسنانه تقرص جلدها الحساس الرقيق...
هزت رأسها لتنفض تلك الافكار من عقلها فقد وعدت غاده ان تجمعها بمراد اليوم مقابل حديثها عن حياة مصطفي قليلا ومساعدته غاده فعلا للنجاح...
باغتها صوت هاتفها معلن عن اتصال من رقم دولي بالطبع من والدها لترد سريعا...
-بابي ازيك يا حبيبي ..وحشتني اوي !!
ليرد عصام باسي وقلبه يعتصر علي فراق ابنته وزوجته ...
-وانتي اكتر يا حبيبة بابا ...عامله ايه يا سمر ؟؟؟
سيطرت علي دموعها لتقول بالم يمزق داخلها ...
-انا كويسه يا بابا مش ناقصني غير وجودك جنبنا ..ماما كانت هتتجن عليك امبارح ...
لتضحك قليلا وهي تجلس وتخبره...
-طلعت نمس يا بابتي وعلقت مامتي اوي !!
ضحك هو الاخر بنصف روح ليردف...
-انا محبتش حد قد امك يا سمر ..هي فين ؟
-اكيد في المطبخ هجبهالك ثواني ...
قاطعها مسرعا ...
-استني يا سمر عايز اسألك الاول عن مصطفي ؟
توترت سمر قليلا لتردف بقلق..
-ماله يا بابا ؟
-انتي مبسوطه فعلا !!
عضت علي شفتيها بخجل وتفكير لتردف بصراحه وصدق ...
-ايوة يا بابا بس هتبسط اكتر لو انت وسطنا ...متخافش مصطفي عمل خطه ويارب تنجح...
-عارف مراد حكالي كل حاجه وشكل مصطفي ده بيحبك بجد يا سمر!!
دق قلبها بامل وشوق رغما عنها لتردف ..
-ايوة يا بابا شكله كده !!
ليضحك والدها ويسال ما يرغب في سؤاله بالفعل...
-المهم انتي بتحبي ؟؟
اغمضت عينيها بخجل وقالت بتوتر وخجل...
-مش عارفه !!
هز راسه بالرغم انها لن تراه وقال ...
-المهم اني مطمن عليكي انتي وامك لحد ما ارجع !
-ان شاء الله يا بابا ...
ابتسم عصام ليقول برضا ....
-هاتي ماما بقا قبل مالدقايق تخلص....
هرعت تعطي والدتها الهاتف وهي تشعر ببشاير هذا اليوم بكونه من اسعد ايامها بعد بدايه مشاكلهم ....
الا ان مفاجأت هذا اليوم لم تنتهي فما ان جلست تتابع احدي المسلسلات حتي رن الهاتف معلنا هذه المره عن مكالمه وارده من مصطفي...
علت انفاسها تلقائيا بفرحه ووضعت الهاتف علي اذنها لتجاوب...
-الو ...
اتاها صوته المبتسم قليلا وهي تتخيل ابتسامته الجانبية ...
-الحمدلله بتعرفي تردي علي التلفون !!
ارتسمت ابتسامه واسعه جهدت في اخفاءها لكي تظهر هادئه و رزينه...
-عامل ايه ؟
ابتسم هو الاخر وقال بصوته الاجش الذي يدل علي استيقاظه للتو من النوم...
-الحمدلله دلوقتي كويس لما سمعت صوتك ....
خجلت قليلا ولم تستطع اخفاء تلك الابتسامه الغبيه اكثر لتردف بسعاده....
-يارب دايما ...
-هههههههههه يارب دايما ابقي كويس ولا يارب دايما اسمع صوتك...
ادارت عينيها داخل مقلتيها لتردف بخجل..
-الله بس بقي.....
دوي صوت ضحكاته في سماعه الهاتف ....اخذ الاثنان يتحدثان قليلا عن بعضهم البعض تكلمت سمر عن حياتها وابيها وامها بينما كان هو قليلا الكلام ولم يتحدث سوي عن غادة و ابيه ....فسألت بفضول ...
-ومامتك الله يرحمها كانت ازاي ؟
صمت ولم يجب ليرد عليها بجمود ....
-انا لازم اقفل دلوقتي.... مع السلامه !!
تعجبت من هذا التحول في الاحداث تري هلي اغضبته بسؤالها ...اخذت تدور بافكارها عن سبب يغضبها منها ولم تجد ..تنهدت بحيرة وقررت الاتصال بمراد الذي رد سريعا....
-الو مراد ...ازيك...
-الحمدلله يا سمر وانتي ؟
-تمام كويسه .معلش كنت عايزة اطلب منك طلب !
رد باهتمام ...
-خير حصل حاجه ؟!
-لا لا خير متقلقش ...بس فاكر لما كنت بتذاكر معايا الرياضيات زمان وكنت شاطر اوي ؟
-ههههههههه اه فاكر وكنتي صغيرة خالص انتي لسه فاكره ؟ انا لما حصلت مشكله بباكي حسيتك مش عرفاني اساسا...
-لا فكراك بس كنت مش علي بعضي معلش بقي...
-يابنتي عادي طبعا ،المهم كنتي عايزة ايه ؟
ردت بتوتر وقلق...
-امممم عارف غاده اخت مصطفي ؟
توقفت انفاس مراد للحظه وهو يتذكر تلك الصغيرة الرقيقه ليردف بهدوء...
-احم اه مالها ؟
-عندها مشكله في المادة دي وطلبت مني اذاكرلها عشان تجارة بس للاسف انا مش متمكنه اوي ف انا قلت أسالك انت الخبرة والاستاذ لو فاضي او عندك وقت مع اني اشك ان.......
قاطعها بسرعه رهيبه ليردف بخوف...
-لالالا فاضي ...احم اقصد يعني دي اخت مصطفي مينفعش نرفض ليها طلب ده جوزك يعني و محترم ولا انتي شايفه ايه...
لم يري حاجبي سمر اللذان وصلا الي السقف من الذهول لتقول بابتسامه خفيفه وهي تستشعر سهوله نجاح خطتهم...
-تمام هستناك انهارده لو نافع ...
-اه انا فاضي كمان ساعتين ...هاجي علي طول.....
-تمام ...مع السلامه...
-مع السلامه ..
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عشق بلا رحمه" اضغط على اسم الرواية