رواية فأعرضت نفسي الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم ايه شاكر
ضحك عبيده وهو بيأخد فردة حذاء وبيـ.ضرب الصورصار اللي فعلًا لونه أبيض وبعدين وقف يبص عليها وهو بينادي:
“روعه… روعه”
ردت بضجر:
“عايز إيه؟!”
“لأ النطه فوق الكرسي دي روعه مش بنادي عليكِ”
حكاية:
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه السيد شاكر
مد أيده لها وهو بيقول:
“انزلي يلا يا عزيزتي عشان ننام”
ابتلعت ريقها ومسكت بذراعه بخوف وهي بتبص ناحية الصوصار وبتقول يا ترى لو عفـ.ريت هيجوا أهله ينتقموا مننا!!!
ووصلوا للأوضه واستلقت بجواره أصل هتهرب تروح فين!!
سألته بقلق لعله يخبرها بأنه يرى العفـ.اريت قالت بنبرة مرتجفة:
“هـ… هو فيه صراصير بيضا؟ وكمان في الشتا؟!”
عبيده بنبرة مخيفه:
“لأ ما هو ده أصله مش صوصار دا عفـريـــــــت في صورة صورصار”
شعرت روعه إنها عايزه تبكي وهي بتفتكر كلامي، سحبت الغطاء على وجهها لتحمي نفسها…
ضحك عبيده وأزاح الغطاء عن وجهها وقال ضاحكًا بمزاح:
“يا روعه يا جبانه إنتِ خايفه كده ليه يا بنتي… تعالي…”
حاول وضع يده أسفل رأسها وضمها إليه فامتنعت ونهرته:
“لو سمحت متقربش مني… ولا يعني عشان بنام جنبك هتفكر إني سهله؟!”
عبيده بضجر:
“سهله!!! دا أنا مشوفتش أصعب منك يا شيخه”
حط الغطاء على وجهها مره تانيه وهو يقول بضيق:
“نامي يا روعه على الله العفريت اللي على شكل صوصار يجي يسحبك من على جنبي”
حاولت تنام لكن سمعت صوت جاي من بره زي حاجه بتقع على الأرض من مكان مرتفع فشعرت بالخوف وهي تتذكر كل أفلام الرعب وكل كلماتي أنا وحنين عن الجـ ن والشياطـ ين وكأنها طفلة تقتنع بأي سخافات تُقال لها…
كان قلبها يصارع وينتفض بداخل صدرها فبدأت تقترب منه ببطئ وسحبت ذراعه لتضعه أسفل رأسها وهي تبلل شفتيها بتوتر ثم تقول:
“عبيده سمعت اللي وقع ده؟!… هو إيه الصوت ده يا عبيده؟!”
قال بنبرة متقطعة ومخيفه:
“دا أكيد أهل العـ.فريت اللي على شكل صورصار بيدوروا عليه”
اقتنعت «روعه» وتسبثت به بخوف لأن أنا وحنين حكينالها حكايات كتير عن إزاي أهل الجن بينـ.تقموا من اللي يقـ.تل واحد منهم..
ضحك عبيده ثم قبل رأسها بحنان قائلًا بابتسامة ونبرة مرحة:
“عزيزتي الغالية بطلي هـ.بل عفـ.اريت ايه وبتاع ايه!!! وبعدين متخافيش أبدًا طول ما أنا معاكِ… يلا نامي يا حبيبتي عشان نعرف نقوم الفجر”
حمحمت لتسليك حلقها من الغصة المتكومه بداخله وقالت بنبرة مرتعشة:
“تـ…. تصبح على خير”
“وإنتِ من أهل الخير يا روحي”
تنفست بارتياح وهي تغمض جفونها وتطرد كلامي الأحمق من رأسها لتنام….
بقلم آيه شاكر
لا حول ولاقوة إلا بالله♥️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★★
مرت الأيام
وأصبحت منه منبوذة من الجميع وترى بأم عينها نظرات النفور كما تسمع همهمات الناس عليها…
حاولت التواصل مع آدم لكنه مردتش عليها إلا برساله إن كل شيء نصيب…
أصبحت «منه» قليلة الكلام منطفئة الملامح حتى أنها فكرت في الانتحار بشكل جدى ولكنها تتراجع في اللحظة الأخيرة لأنها تخشى ما ستلقاه بعد موتها بعدما فعلت من إثم…
انتقلت لتعيش مع والدها وتركت كل شيء خلف ظهرها علها تنسى وتُنسى من كل اللي آذتهم..
لم يتبقى سوى الجامعة اللي قررت تحول منها في العام القادم وكانت قليلة الحضور وحيدة وكثيرة البكاء والندم…
كانت دائمًا تلقي اللوم على والديها وأنهما سبب كل شيء، كانت تقنع حالها بأن الله لن يحاسبها عما اقترفت وسيحاسب والديها بدلًا عنها..
“{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} ”
كان صوت شاب يجلس قبالتها في حديقة الجامعه يوليها ظهره ويقرأ القرآن بصوت مجود هادئ ووصل لمسمعها تلك الآية التي زلـ.زلت قلبها..
شعرت وكأن تلك الآية تُناشدها فسالت دموع عينها وهي تلعن نفسها عما اقترفت من ذنب عظيم ستُحاسب عليه لا محالة ولا تعلم كيف ستتوب عنه، لكنها تكره شهد وروعه وحنين وتكره سما وشموع بل وتكره حالها…
قامت من مكانها مصدومة وخائفة ومشتته حتى أنها نسيت هاتفها ودفترها _اللي فيه بعض الأموال_ على المقعد الحجري….
********
من ناحية أخرى
«حنين» بصت على «منه» وأكتافها المتهدله والهزيمه اللي في مشيتها وأشفقت عليها…
حنين كانت لوحدها اللي حضرت اليوم ده في الكليه من غيري أنا وروعه…
مشيت حنين بسرعه وراها عشان تتكلم معاها لكن سمعت صوت:
“حنين… حنين استني نفسي اتقطع من الجري وراكِ”
التفتت خلفها لترى رحيم المبتسم، فتشنج فمها مبقتش عارفه تبتسم ولا تتكلم من الارتباك فقال:
“أولًا أنا مستأذن من الحاج بباكي وكله بالأدب أنا مليش في قلة الأدب… ثانيا وهو الأهم أنا….”
سكت شويه وهو بيحك رقبته بارتباك وكمل بابتسامة:
“يعني هو بصراحه إنت صعبت عليا… أصحابك الاتنين اتجوزوا وإنتِ لسه فقررت أكسب فيكِ ثواب واتجوزك”
حمحمت وهي مش عارفه ترفع عينيها عن الأرض بحياء وعدلت من حقيبتها فقال بمرح:
“أنا مقدر طبعًا إنك محرجه بصي لو موافقه يبقا تقدمي خطوه للأمام وهيا بنا أوصلك ونكمل كلامنا في بيتكم”
مشيت للامام فتنهد بارتياح ولحق بها وهو بيقول:
“روحي يا شيخه ربنا يريح بالك وقلبك”
ابتسمت وسارت جواره وهو يتحدث بمرح ليضحكها….
********
وبعد فترة من الوقت قام الشاب ليغادر فلمح هاتف «منه» وأخذ يُقلبه في يده على وجهه ثم على ظهره وهو يقول:
“دا واقع من حد ده ولا إيه!!!”
أخذ الدفتر وقرأ الإسم المدون عليه وهو يقول:
“منة الله… دا محدش في الدنيا بيكره الإسم زيي!!”
جلس على المقعد وهو بيستغفر وينوي الانتظار قليلًا يمكن تيجي صاحبته تأخده…
وبعد فترة رآه صديقه فأقبل نحوه وقال:
“إيه يا يزن إنت ناوي تبات في الجامعه ولا ايه؟!!”
وضع يزن الهاتف نصب أعين صديقه وهو يقول:
“لا يا عم بس لقيت الموبايل ده ومستني يمكن صاحبه يجي”
جلس الشاب وهو يقول:
“خلاص هقعد معاك شويه وبالمره تحكيلي مالك!”
تنهد يزن بعمق وهو ينظر أمامه وقال:
“والله يا أُبيّ نفسيتي تعبانه من لما سحر سابتني من غير أي سبب مقنع!!”
بص يزن لصاحبه واسترسل بحزن:
“يعني ايه مش مرتاحه ومش عارفه تكمل!! سبب غير مقنع بالمره”
طبطب أُبيّ على كتف يزن وقال:
“لعله خير يا صاحبي… متزعلش نفسك وربنا يرزقك بخير منها.. وبعدين يا يزن إنت غلطان يعني أنا كنت مستغرب كلامكم اللي سابق آوانه مش معنى إنها خطيبتك إنك تتتكلم معاها بالطريقه الغراميه دي وخروجات والذي منه!!”
تنفس يزن الصعداء وقال:
“والله يا يا أُبيّ عندك حق الموضوع من البدايه غلط… يلا الحمد لله على كل حال”
انتظر «يزن» فترة طويله لحد ما المغرب قرب يأذن فأخذ الهاتف وعاد لبيته..
بقلم: آيه شاكر
استغفروا🌹
★★★★
“اه يا شهد اه… جسمي واجعني أوي… قرة عينك بيمـ.وت يا شهد”
قالها شادي بصوت مكتوم وبألم حقيقي، فقد أُصيب بالحُمى واشتد عليه التعب..
قلت بتأنيب:
“بعد الشر عليك إيه اللي بتقوله ده!!!”
شادي بمكر:
“شهد أنا محتاج أتدفى عشان أقوملك بالسلامه”
قلت بنبرة ساخرة:
” طيب اعمل ايه طيب؟! أجيبلك بطانيه وأجي؟!”
قال بصوت أجش:
“لا تعالي احضنيني محتاج حضنك أوي”
ضحكت وسكتت فقال بمكر:
“شهد قوليلي بحبك مش عايز أمـ.وت قبل ما أسمعها”
قلت بضجر:
“يووووه تاني بتقول أمـ.وت!!!”
قال بابتسامة ظهرت في صوته:
“إيه خايفه عليا؟!”
“طبعًا خايفه عليك دا أنا لو عندي فرخه هخاف عليها”
شادي بضيق:
“أم الطوب اللي بتحدفيه من بوقك ده… أبو شكلك”
ضحكت بقـ.وه فأكمل بمرح:
“اقفلي يا شهد أنا هنام أصل الطوب يزيد وأنا مش ناقص”
ضحكت وأنهيت معاه المكالمه عشان ينام لأن صوته كان واضح عليه التعب…
وبعد دقائق دخلت أمي لأوضتي وهي مُصره كامل الإصرار إننا نروح نزور شادي وكمان من غير عبيده لأنه كان عنده الصبح..
وفي محاولة مني لإقناعها قلت:
“يا ماما طيب نستنى لما شادي يصحى من النوم ونتصل عليهم نقولهم إننا رايحين!!”
أمي بحزم:
“يلا يا شهد البسي وأنا هقول لأخوكي يتصل يقولهم… يلا متضيعيش وقت”
نفخت وأنا بدبدب في الأرض أمي دي مستحيل أقنعها بحاجه وروحت ألبس بقلة حيله أصل أنا مين يعني عشان أناقش ست الحبايب…
حملنا أكياس من اليوسفي والبرتقال والموز ووقفنا نخبط على الباب وندق الجرس سمعنا صوت طفل صغير:
“مـــــن الطارق… من بالباب؟”
طفل صغير يتحدث الفصحى والله الكارتون ده حلو أوي إنه بالفصحى بيعلم الأطفال الكلام بيها…
انتظرنا فتره فتقريبًا الطفل كان بيحاول يفتح ومش عارف…
سمعنا صوت أنثوي:
“بتعمل إيه يا حمزه؟!”
قالت طفله أخرى«سدن»:
“بيفتح البيبي يا ماما”
“بيبي ايه!! أوعى شيل الكرسي ده.. إنت حاطط الكرسي ورا الباب وهتفتحه ازاي؟”
فُتح الباب وبصينا على الثلاثة الواقفين بترتيب الطول أنثى قصيرة بالكاد طولها لم يتعدى ١٥٥ سم ترتدي عباية على شكل تايجر «نمر» وحجابها يلتصق بالعبايه ومن نفس القماش…
وطفلها «حمزه» اللي بيرتفع عن سطح الأرض ببضعة سنتمترات يبدو أنه في عامه الخامس أو السادس من عمره يرتدي سلوبيت من نفس قماش عبايه والدته…
وبنت صغيره «سدن» أقل حجمًا في الثالث من عمرها ترتدي بيجامة من نفس القماش وتمسك بيدها عروسه لابسه نفس الطقم “عاملين ماتشنج”
بصلنا الطفل بأعين متسعة وبابتسامة بلهاء وكأنه شايف حاجه غريبه! وبعدين وجه نظره للكيس اللي في ايدي وبص لوالدته وقال بفرحه:
“دول ضيوف يا ماما وشكلهم جايبن حاجات تتاكل”
فرحة الطفل بالأكياس تدل على أنهم مجوعينه! أو أول مره يشوف أكل!! أشفقت عليه جدًا…
نهرته أمه بأعين متسعه ومحذره ونظرتلنا بابتسامة وقالت بتلعثم:
“أ.. إزيك يا شهد… اتفضلوا اتفضلوا…”
سلمنا عليها ودخلنا لحجرة الضيوف والطفل بيحوم حولينا وبيبصلي بابتسامة عريضه وبعدين يبص على الأكياس اللي حطيناها عند بابا الأوضه
«أخت شادي» كانت واقفه مرتبكه وبتبص وراها كل شويه كأنها خايفه نشوف حاجه…
قام الطفل «حمزه» شاور على الأكياس اللي حطينها على الأرض وسألني بابتسامة وفرحة:
“انتوا اللي جايبين كل ده”
أنا كده قربت أتأكد إن الواد ده محروم ومبيشوفش أكل ولا ايه محدش عارف!!
ابتسمت له وأنا بهز راسي بالإيجاب وبطبطب على ظهره بحنان مصطنع وبقول في نفسي ما احنا لسه حاطينه قدامك يا غتت ايه الغباء ده، حرفيًا غباء الأطفال لا يُطاق…
جرى حمزه وفتش في الأكياس بشقاوة ووالدته بتحاول تسكته، وهو بيقول بضيق وبنبرة عالية:
“جابين سفندي وبرتقان وموز مجبتوش جاتوه ليـــــــه!!”
والدته كانت بتحط ايديها على بوقه فعضها وهو بيقول:
“أنا بحب الجاتوه روحوا هاتوا جاتوه يا ضيوف”
سحبته والدته عشان تدخل وهي بتقول بابتسامة مرتبكه:
“لا مؤاخذه يا جماعه دا حمزه شقي أوي”
افتكرت لما حط الطماطم في جيب شادي وضحكت جامد وأنا بفتكر المشهد ده…
بدأت أقلب بصري في الشقه وأنا ببحث على قرة عيني اللي واحشني وأنا مبتسمة…
واختفت ابتسامتي لما وقعت عيني على المرايا اللي قصاد الأوضه وحمايا العزيز اللي خارج من الحمام كان ماسك صوباع موز بياكل فيه، فمكنتش فاهمه هما بيخزنوا الموز في الحمام ولا هو واخد الموز يتسلى فيه جوه!!
كان بيقول بابتسامة وكأنه بيلقي شعر :
“يا حجه يا أم شادي الحمام بقا فاضي وخرج منه ابن القاضي”
(ملحوظه شادي اسم جده القاضي)
كتمت ضحكتي وبصيت لـ أمي إلي حالها مكنش أقل مني وهي بتكتم ضحكتها وقولت بهمس:
“مش قولتلك ناخد ميعاد قبل ما نيجي قولتيلي لأ نطب عليهم أدي النتيجه”
أمي بهمس:
“ما هو عبيده قال هكلمهم معرفش بقا كلمهم ولا ايه!!”
حمايا الغالي كان لابس سلوبيت النمر نفس اللي على الطفل الصغير بس حجم أكبر وكرش أضخم..
لكن مش عيب ولا حرام! من حق كل راجل ياخد راحته في بيته اه والله…
وفجأة خرجت حماتي لابسه روب من نفس القماش اللي لابسه منه بنتها…
اتضحلي إن بنتها المصونه انشغلت مع أولادها ومقالتلهاش إننا موجودين أصلًا، لما خرجت من الأوضه بتجري ورا حمزه إللي بيعيط وبيقول بصريخ:
“لا خليهم يروحوا يجيبوا جاتــــــوه والله لأضـ.ربهم بالعصايه وأحط القلم في عنيهم”
حماتي بنبرة حادة وبزعيق:
“جاتوه ايه اللي هنروح نجيبه!! سكتي ابنك ده يا بنتي مش ناقصين صداع ”
لقيت شادي طالع من أوضته ملفوف بغطاء من نفس القماشه «تايجر» وبيقول بصوت مكتوم من التعب:
“اه اه حرام عليكم مش عارف أريح شويه في أم البيت ده… أروح عند الجيران ولا أعمل إيه!!! ”
رد حمايا الحبيب:
“بس ياد وإنت عامل شبه السنفديه المفعصه كده”
شادي بصوت مكتوم:
“متشكر يا تايجر!!! بس مكنش العشم”
“مش هسيبهم هحط القلم في عنيهم عشان مجابوش جاتوه”
كان صوت حمزه إللي أمه بتحاول تسحبه بعيد عننا، وفي نفس الوقت بتحاول تفهمهم إننا في البيت…
وسدن كانت ماسكه ملعقه وحله بتخبط عليهم جامد…
وصوتهم بقا عالي وفيه دوشه، فمالت أمي ناحيتي وهي بتقول:
“دي غابة يا بت!! بقولك ايه قومي بينا نهرب من وسط النمور دول إحنا غزلان ضعيفه… هنتاكل”
•تابع الفصل التالي "رواية فأعرضت نفسي" اضغط على اسم الرواية