رواية فأعرضت نفسي الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم ايه شاكر
ولما بعدت مسافة جلست على إحدى المقاعد لتتنفس وتُنهي نوبة البكاء الجديدة، ضغطت على شفتيها لتمنع المزيد من الشهقات ولكن خانها حلقها وشهقت باكية فسمعها «أُبيّ» اللي ما زال متابعها، قرب منها وقال:
حضرتك كويسه؟!”
نظرت له للحظه وبكيت وازداد نحيبها ويكأنه ضغط على زر دموعها، قال بقلق:
“وحدي الله بس فيه ايه!”
الحلقه (٢٤) الأخيره
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه السيد شاكر
أخرج منديلًا وأعطاه لها وهو يقول:
“اتفضلي… أ… مش عارف أعمل إلا كده”
جلس جوارها على المقعد تاركًا مسافه وفيرة وصمت ليدعها تُنهي نوبة بكائها…
كان يلتفت حوله كل فتره وبيبص على الطلبه اللي بتمر حوليهم، قال:
“حاولي تهدي لأن كده هيفتكروني مزعلك ولا حاجه!!”
قام وقف لأنه خاف حد يفهمه غلط وهو قاعد جنبها…
مسحت دموعها وقامت عشان تمشي فتبعها وهو بيقول:
“دكتوره منه!إ… إنتِ كويسه؟”
لم تنظر إليه وقالت بصوت مختنق:
“الحمد لله”
مشيت وسابته لكنه تبعها لحد ما اتأكد إنها وصلت بيتها…
مرت الأيام وصار أُبيّ يتابعها ويعرفها ولو من بين آلاف المنتقبات…
أصبحت ترى أُبي دائمًا واللي عرفت إنه بيدرس في كلية طب الأسنان في أخر عام وكانت بتغض بصرها عنه وتظن إنه مش عارفها لانه مبيبصش ناحيتها أصلًا…
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
★★★★★
وبعد ثلاث أشهر
جلست روعه على سريرها تزاكر لأخر ماده في امتحانها كانت مضغوطه وباقيلها كتير، جلس عبيده قبالتها وحاول فتح كلام معها فقال وهو بيقلب بين كتبها:
“عزيزتي هو ده انجليزي؟”
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بسخرية:
“إنت شايف ايه!!”
بص عبيده للكتاب اللي في إيده وقال:
“شكله كده انجليزي بس يا ترى أمريكي ولا بريطاني”
رديت ببرود:
“عبيده على فكره دا بيظهر في النطق مش في الكتابه”
أخذ منها الكتاب وأغلقه فقالت بنرفزه:
“إيه بتعمل ايه عندي امتحان بكره!!!”
شال كل الكتب من جنبها وقال:
“كفايه مزاكره كده… إيه مفيش وراكِ إلا المزاكره!!”
اعتدلت في جلستها عشان تستلقي وتنام وهي بتقول:
“تصدق عندك حق وسع كده بقا قوم”
اتسعت عيناه وهو بيقول:
“إيه هتعملي ايه؟!”
“هنام عايز أريح شويه عشان أقوم أزاكر”
قال بضجر:
“تنامي!!! دا مبقتش عيشه يا روعه”
قالت بنبرة مرتفعة:
“عايز إيه يا عبيده”
قال وهو بيضغط على أسنانه:
“مش عايز حاجه نامي”
خرج من الأوضه وهو زعلان فقامت بسرعه خرجت وراه وهي بتقول:
“استنى بس… عبيده… متبقاش عيل وبتزعل على كل حاجه كده هلاقيها منك ولا من المزاكىه ولا من ابنك..”
وقف مكانه والتفت ليها سألها:
“إبني! مين ابني ده؟!”
حمحمت بخفوت وقالت بابتسامة:
“ما أنا اتشغلت في المذاكره ونسيت أقولك إني…”
أشارت على بطنها وقالت بابتسامة:
“فيه نونو”
جري ناحيتها وقف قصادها وقال:
“بتهزري؟!”
“والله بجد أنا حامل”
“روعه… روعه..”
“نعم”
“لأ الخبر ده روعه مش بنادي عليكِ”
تعالت ضحكاتهم وهو يضمها بفرحه ويقول:
“لا حرمني الله منك عزيزتي… ربنا يفرح قلبك زي ما فرحتي قلبي”
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله 🌹
★★★★★
مرت الأيام ومبقتش أشوف منه أو مبقتش ألاحظ وجودها في الحياه عمومًا لكن عمري ما سامحتها…
كنت بشوف «آدم» مستني «سما» قدام الكليه كل كام يوم عشان بتكلم معاها بس هي كانت بتكلمه بملامح جامده وبتسيبه وتمشي وهو يسند ظهره لسيارته متنهدًا بحسرة وندم….
رفضت طلب شادي إننا نقدم جوازنا وقررت إني أستنى شويه لأني مش جاهزه كفايه عليا المزاكره اللي مش بتخلص…
مبقاش في أي جديد في حياتينا إلا إن حنين اتخطبت لـ «رحيم» ومستنه يخلص الجيش عشان يكتبوا الكتاب…
كانت حياتنا روتينه ونحمد الله على استقرارها…
★★★
في ليلة باردة من ليالي شهر يناير كنا بنجري حولين روعه اللي جالها طلق الولادة وبتصرخ وهي نازله على السلم واحنا وراها..
“لا يا عبيده مش عايزه أولد طبيعي… همــــــــــوت”
“معلش يا حبيبتي استحملي شويه عشان خاطر زغلول ابننا”
روعه بصراخ:
“قولتلك مش هسمي زغلول… لاااا”
قالت أمي بضجر:
“بس يا عبيده اسكت… هنسميه محمود يا روعه بس هاتيه بالسلامه…”
صرخت روعه فطبطبت أمي على ظهرها وقالت:
“استحملي شويه يا حبيبتي”
وصلنا المستشفى واول ما دخلنا صرخت روعه ببكاء وألم:
“شوفولي دكتور بسرعه… خليه يفتح ويطلعه… لا مش هولد طبيعي… حد يلحــــقني”
ظلت روعه تتألم وتصرخ بين حين وأخر وأنا قاعده بره وجوايا مشاعر متضاربه وكل شويه أبص على عبيده إللي قاعد جنبي مرتبك وقلقان قولتله:
“هو ليه الستات اللي بيولدوا… إحنا بنتعب أوي بجد… على فكره بقا قول لصاحبك إني مش بتاعت جواز…”
ابتسم عبيده ومردش عليا واضح جدًا إنه متوتر وكان بيسأل الممرضه لو ينفع يدخل مع روعه وفي الأخر دخلها…
مر الوقت ببطئ لحد ما سمعنا صوت بكاء الصغير وهنا ابتسمت لحظة إدراكي إني بقيت عمتو الحرباية…
جه شادي لما عرف إن روعه بتولد وشوفته واقف يعطي عبيده فلوس وعبيده بيقوله:
“والله يا حبيب أخوك معايا… أنا لو عايز ما أنا هقولك مش هجيب من بره”
“طيب روح هات زغلول نعمله الفحوصات والذي منه أنا وشهد وخليك إنت مع مراتك”
“عارف لو روعه سمعتك بتقول زغلول هتنسى كل حاجه وتيجي تجري ورانا”
ضحكوا ودخل عبيده يحضر المولود ويعطيه لي…
شيلت المولود بين إيدي ومشيت جنب شادي وحسيت إني غيرانه ونفسي أكون أم حالًا…
بصيت لـ شادي إللي ماشي جنبي وأنا بتخيل لو كان ده ابننا، ابتسملي وقال:
” مش ناويه تحني عليا ونقدم الفرح عشان أشوف عيال يا شهد”
لقيتني بلمس بطانية المولود وأنا بقول بتلقائية:
“والله حاسه كده إني عايزه أكون أم دلوقتي”
شادي بمرح:
“طيب ما يلا بقا… التأخير من عندك على فكره”
ابتسمت وأنا بفكر أقدم فرحنا زي ما هو عايز!
لما انتهينا من الفحص رجعنا بالمولود تاني للغرفة دخلنا الأوضه اللي فيها روعه وشادي بص للأرض وهو بيقول:
“حمد الله على السلامه يا دكتوره”
ردت روعه بوهن:
“الله يسلمك”
وقف شادي جنبي مبتسم وجت حنين مع رحيم واتجمعت العيله كلها في المستشفى…
«حنين» شالت المولود وهي بتقول:
“اللهم بارك قمر أوي شبهك يا روعه”
روعه معترضة:
“لأ يا بنتي دا شبه عبيده”
“ما انتوا الاتنين أصلًا فيكوا شبه من بعض صح؟”
قالتها حنين وهي بتسأل رحيم فهز رأسه بالإيجاب و اقترب منها ثم غمز لها وهو بيقول بهمس:
“عقبالنا بقا”
قالت حنين بنفس الهمس:
“اتلم يا رحيم”
ضحك رحيم وهو بيقول:
“يا بنتي ما كله بالأدب”
وقفت جنب شادي وأنا شايفه العيله كلها متجمعه وفرحانين فلفت نظري بنت منتقبه بتبص علينا من شباك الغرفة حسيت إنها «منه»..
أول ما شافتني ببص عليها مشيت بسرعه كنت هخرج وراها لكن التهيت مع عائلتي الجميله وفرحتهم بالمولود الجديد ونسيت أمرها تمامًا…
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹
★★★★★★★
جلست منه على المقعد الحجري كعادتها بعدما تنتهي من محاضراتها تختلي بنفسها لتفكر وتقارن بين حالها الآن وحالها في السابق…
انضمت «منه» لإحدى الجمعيات الخيرية وكانت تتصدق دومًا بإسم كل من ظلمته…
كانت تتابعهم من بعيد وتطمئن عليهم وتحن إليهم وتتمنى أن تنقلب الموازين ويعودون أصدقائها لكنها عكرت صفو صداقتهم بجهلها وحقدها…
كم تخاف من قلبها وكثرة تقلبه فكانت في كل سجدة تدعو بدعائين”اللهم ثبت قلبي على دينك… واللهم طهر قلبي اللهم اهدي قلبي”
ولكن جُل ما تخشاه هو أن تكون من الأخسرين أعملًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعًا…
أخرجها من أفكارها صوت تألفه:
“إزيك يا دكتوره منه”
رفعت رأسها لترى أُبيّ تعجبت أنه عرفها وأنه هنا! فابتسمت أسفل نقابها وقالت:
“الحمد لله… ازي حضرتك”
جلس جوارها وقال:
“الحمد لله… كنت جاي أخلص ورق من الكليه فشوفتك…”
لم ترد عليه فصمت قليلًا وقال:
“ليه بتحبي تقعدي في المكان ده ودايمًا لوحدك؟”
شعرت أنه أتى في وقت تساؤلها ليجيبها فقالت:
“عشان أجاوب على سؤالك لازم احكيلك حاجات كتير بس قبلها تسمحلي أسألك سؤال؟”
“أسمحلك طبعًا”
قالت بدموع ونبرة متحشرجة:
“إزاي أتأكد إن أنا مش من الأخسرين أعمالًا؟”
ابتسم وقال:
“أولًا ثقي في الله وثانيًا اخلصي كل عملك لله حتى نومك خلي نيتك في كل حاجه بتعمليها إنها طاعه لله”
اومأت رأسها بتفهم وسكتت فتره وبعدين قالت:
“أنا آذيت أصحابي كلهم… ومعتذرتش ليهم…”
وكأنها ما صدقت لقيت حد تفضفض معاه شخص مش هتقابله تاني ولسه هتبدأ تحكيله قاطعها وهو يقول:
“بصي بقا مش أي حد رايح أو جاي تحكيله استري على نفسك حتى لو زي ما بتقولي الناس كلها عارفه أنا واحد من الناس معرفش… عن عائشة رضي الله عنها: يانساء المؤمنين إذا أذنبت إحداكن ذنبا فلا تخبر به الناس، ولتستغفر الله ولتتب إليه، فإن العباد يعيرون ولا يغيرون، وإن الله يغير ولا يعير… وكويس أوي إن إنتِ بتتصدقي عن أصحابك وأنا متأكد إنك لو روحتِ اعتذرتيلهم هيسامحوكِ”
قالت ببكاء:
“مش قادره أبص في وشهم بعد كل اللي عملته..”
“سيبها للزمن… الزمن قادر يداوي ويصلح بينكم”
سكتوا فتره وبعدين وقفت وقبل ما تمشي قالتله:
“شكرًا لحضرتك وشكرًا لوقتك”
وقف أُبي وقال بابتسامة:
“العفو… ممكن أخد رقمك؟”
هزت راسها بالنفي وقالت:
“أنا آسفه بس مش عايزه أغلط تاني”
تركته ومشيت وهو وقف يبص على فراغها ويبتسم وهو بيدعيلها بالهداية…
بقلم آيه شاكر
استغفروا 🌹
★★★★
وبعد يومين من إلحاح شادي بتعجيل زواجنا وارتباكي وحيرتي رغم استخارتي دخلتُ إلي جمعية خيرية لأتصدق بنية أن يرزقني الله القرار الصائب بشأن هذا الموضوع وأن يبارك بحياتي القادمة…
“ممكن اسم حضرتك”
أعطتها اسمي بالكامل فنظرت لي البنت وقالت:
“إنتِ لسه متبرعه بمبلغ إنتِ وأصحابك!!”
“لأ أنا أول مره أجي أكيد ده تشابه أسماء…”
رددت الفتاه أسماء شهد وروعه وحنين وسما وشموع بالكامل مما أثار تعجبي وتسائلت هل التشابه إلي هذا الحد!!! قلت:
“فعلًا دي أسماء أصحابي… مين اللي بيتبرع بإسمنا”
يتبع….
•تابع الفصل التالي "رواية فأعرضت نفسي" اضغط على اسم الرواية