رواية التل الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم رانيا الخولي
لم يستطيع جواد الانتظار اكثر من ذلك فلم يجد امامه سوى الاتصال بمؤيد والذي لم يعلم شيئاً عنه منذ أن هاتفه تلك الليلة
_ طيب انتو ليكم جرايب في مصر ممكن يروح عندهم.
انقبض قلب مؤيد على اخيه الوحيد وسأله بتوجس
_ ما تطمني يا جواد ايه اللي حصل وخبرني الحجيجة.
زم جواد فمه باستياء ولم يعرف بماذا يخبره
_ مفيش بس هو من وجت ما خرج الصبح ومرچعش لحد دلوجت وعشان إكدة بسألك يكون راح عند حد من جرايبكم.
فكر مؤيد قليلًا ثم تحدث بقلق
_ مظنش انه ممكن يروح عند حد من قرايبنا لأنه بالعادة بينزل في فندق، وبعدين هو جالي امبارح أنه هياچي اللية يمكن يكون في الطريج وفونه فصل شحن.
كان يطمئن نفسه قبل أن يطمئن جواد والذي بدوره يبحث عن أي ثغرة تطمئنه
_ طيب اني هستنى منك مكالمة تطمني لو رچع.
أغلق الهاتف ومازال القلق مسيطرًا عليه، ماذا يفعل؟
هل ينتظر اتصال مؤيد أم يذهب هو بنفسه يبحث عنه مرة أخرى
فقد ذهب للمشفى ولم يجده.
أما نور فقد ظلت تنتظره وقلبها يخفق بشدة والقلق يزداد ويزداد كلما مر الوقت ولم يعود
الكل يحاول الاتصال به لكنه مازال قيد الأغلاق.
طلب منها مؤيد العودة معه لكنها أبت بشدة وأصرت على البقاء حتى تطمئن عليه
_______________
ازداد تعرقه وأنفاسه التي أصبحت ثقيلة حتى أنه يواجه صعوبة في التنفس وتابع آدم تعذيبه
_ ورايد تعرف حاچة كمان؟
أني بعيد اللي أبويا عمله مع ياسمين حفيدتك وجريب جوي هتكون من نصيبي، بس بعد ما أخلص عليك وأرحم الناس من شرك.
أخرج آدم السلاح من جيبه ووضع به كاتم الصوت وهم بتصويبه لكن صوت أحدهم بالخارج جعله يتراجع ويضطر للوقوف خلف باب الشرفة
دلف خالد فيتفاجئ به ساقطًا على الأرضية
تقدم منه كي يتأكد مما يراه
فها هو حسان الخليلي ساقطًا على الأرض لا حول له ولا قوة
ضاع الجبروت وضاعت الهيبة وهو مستلقي يصارع لألتقاط أنفاسه
تطلع إليه بسخرية وهو يقول بفتور
_ معقول حسان الخليلي يقع الوقعة دي؟
زم فمه بحيرة وتابع
_ بصراحة نفسي اسيبك واجفل عليك الباب ده لحد ما تموت بس للأسف جلبي الحنين رافض يعمل إكدة
وخصوصاً إني لسة محتاچك حي
مال عليه ليغمغم بحنق
_ بس ورحمة أبويا لا أخليك تتمنى الموت في كل دجيجة.
لم يستطيع قلب حسان تحمل ذلك الكم من الصدمات وتطلع لخالد بحنق قبل ان يفقد وعيه.
________________
كانت ليلة صعبة على الجميع
واولهم جواد الذي لم يعد يستطيع الانتظار اكثر من ذلك وتوجه في الصباح إلى مركز الشرطة كي يقدم محضر أختفاء، فقد مر اربع وعشرون ساعة ولم يعود
سأله الضابط
_ طيب مقالكش هو رايح فين بالظبط؟
رد جواد بثبوت
_ كان رايح المستشفى بصفته دكتور عشان يشوف حالة امين الشرطة ده ومرچعش من وجتها وحتى أهله ميعرفوش عنه حاچة، أني چاي بس لجل ما يكون كل حاچة رسمية يمكن تفيدنا في القضية.
اومأ الضابط بتفهم
_ طيب خلينا نروح المستشفى دلوقت وإن ملقناش دليل هنتخذ إجراءات تانية
في المشفى
توجهت الشرطة إلى المشفى وطلبت بتفريغ الكاميرات وقلب جواد ينتفض بخوف على صديقه
أخبرهم بميعاد خروجه وبدأوا التفريغ من ذلك الوقت ليروا دخوله بالفعل مما جعل قلب جواد يطرقه الأمل فقال بقلب لهيف
_ هو ده.
ظل الضابط يتابع التفريغ لكنهم لم يشاهدوا خروجه فقال الضابط للعامل
_ فرغلي كاميرات البوابة الخلفية.
وكذلك الأمر لم يروا خروجه مما اكد شك جواد
قال مدير المشفى الذي شاهد ما يحدث
_ لو عايزين تفتشوا المستشفى اتفضلوا.
قامت الشرطة بتفتيش المشفى فلم يجدوا سوى حقيبته التي تركها في المرحاض مما اكد شكهم في الأمر
شدد الضابط الحراسة على حسين ومنع دخول أي أحد إليه حتى الأطباء ماعدا مدير المشفى.
______________
في الصباح فتح رجل آخر الباب وهو يحمل طعام الافطار
وضعه على الطاولة المتهالكة وقال بغلظة وهو يخرج سلاحه من بنطاله
_ انا هفكك دلوقت أي حركة غدر هخلص عليك
لم يرد عليه مراد وتركه يحل وثاقه ثم باغته بضربة في جوفه بركبته جعلت الرجل ينحني متألمًا ثم لوى ذراعه خلف ظهره والذراع الآخر وضعه حول عنقه وغمغم بهدوء قبل أن يفقده وعيه
_ مش مراد العمري اللي يتثبت كيف الخروف.
تركه يسقط أرضًا ثم أخذ هاتفه وقام مسرعًا بفتحه والاتصال على جواد
لم يصدق جواد عينيه عندما رآى اسم مراد على هاتفه وهو يقود سيارته متجهًا إلى قسم الشرطة فأجاب مسرعًا دون تردد
_ مراد؟
رد مراد بحنق
_ أيوة زفت انت فين وسايبني مع المجرمين دول؟
أوقف جواد السيارة جانبًا ورد بروية
_ مخلتش مكان مدورتش فيه المهم انت فين؟
فتح مراد الباب قليلًا كي ينظر للخارج لكنه وجد كثير من الرجال بالخارج.
_ مش عارف بس هبعتلك اللوكيشن ووصله بسرعة للشرطة قبل ما حد منهم ياخد باله، وانت اطلع على المستشفى لأن الراجل ده طلع متخدر مش في غيبوبة.
قطب جواد جبينه بدهشة وسأله
_ كيف ده ومين اللي يعمل حاچة زي دي؟
_ مش وقته الراجل ده ممكن حياته تكون في خطر ابعتلي الشرطة وانت اطلع على المستشفى
أنهى مراد المكالمة وبعث له الموقع ثم وضعه في جيبه ورفع الرجل ليجلسه على المقعد مكانه وقام بتقييده.
أتصل جواد على الضابط ليخبره بكل شيء ولم يتأخر الضابط وأسرع بالاتصال إلى الشرطة القريبة من الموقع والتي داهمت المكان وقاموا بالقبض عليهم وإخراج مراد
أما جواد فأسرع إلى المشفى والغضب يتآكله وأقسم أن ينتقم ممن كان سبباً في كل ما يحدث
وصل إلى المشفى وتوجه إلى غرفة الرجل
هم الحارس بمنعه لكن الغضب تحكم به ودفع الرجل بعيدًا ودلف الغرفة
ارتبكت الممرضة التي تفاجئت بدخوله وسقطت الإبرة من يدها مما أكد لجواد ما اخبره به
فقالت الممرضة بارتباك
_ انت بتعمل ….
قاطعها جواد وهو يدنو منها يمسكها من عنقها والصق ظهرها بالحائط وهو يغمغم من بين أسنانه
_ مين اللي جالك تعملي إكدة؟
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة
_ ا..انا.. معملتش حاجة..
قاطعها جواد بهدر ارعبها وشدد من قبضته حول عنقها
_ بجولك مين اللي جالك تحطي المخدر له؟
ارتعبت الممرضة أكثر وردت بخوف
_ والله ما اعرفه وهو جاني وطلب مني إني احطله مخدر وسابلي مبلغ كبير وكنت محتجاه، بس والله ما اعرفه
جذبها من عنقها وقربها من الفراش وهو يقول بأمر
_ فوجيه.
ارتبكت الممرضة اكثر وتمتمت بخوف
_ أرجوك بلاش، ده هددني.
هدر بها جواد وهو يرفع سلاحه في وجهها
_ جولتلك فوجيه يا إما أني اللي هخلص عليكي.
أومأت له بذعر عندما رأت السلاح مصوب إليها ودنت من الرجل وقامت برفع الأجهزة عنه ثم حقنته بمادة جعلته يرمش بعينيه وجواد ينظر إليه بغضب لو خرج منه لصرع الرجل قتيلًا في حينها.
_______________
في المزرعة
دلف عامر لينادي ابنته
_ ياسمين.
خرجت ام نعمة من المطبخ وهي تسأله بقلق
_ خير يا عامر بيه؟
رد عامر بحدة
_ اطلعي لياسمين وخليها تلم هدومها عشان هتاچي معاي.
لم تستطيع السيدة ان تستفهم منه وهو في تلك الحالة وصعدت لياسمين التي اندهشت بدورها
_ معجول هياخدني للجصر؟
هزت راسها بحيرة
_ معرفش يا بنتي بس هو متعصب جوي مردتش أسأله انزلي واسأليه بنفسك
وبالفعل نزلت ياسمين لتجده جالسًا على المقعد بوجه متهجم
تقدمت منه تسأله بقلق
_ مالك يابا في حاچة؟
حاول عامر أن يكون هادئًا عندما لاحظ الخوف بعينيها وتمتم بثبات
_ مفيش بس كل الحكاية إني سيبت الجصر وهنعيش في القاهرة
ازداد اندهاشها أكثر وهمت بسؤاله عن السبب لكنه قاطعها
_ جولتلك يلا بسرعة عشان ميعاد الجطر.
أومأت له ياسمين وعادت لغرفتها كي تحمل أغراضها وأغراض يزن الذي كان نائمًا بعد فترة طويلة من البكاء على توليب.
ترجلت الدرج وهي تحمل يزن ونعمة تحمل حقائبها ثم استقلت السيارة معه وانطلقوا إلى محطة القطار.
_________________
لم توافق نور على العودة إلى المنزل من دونه وأصرت على البقاء حتي يأتي وتعود معه
الخوف سيطر على الجميع ولم يعود مراد حتى الآن
رفضت نور تناول طعامها رغم محاولة الجميع معها وأصبح شعور الفقد مسيطرًا عليها
ماذا لو فقدته هو أيضًا
ماذا سيكون مصيرها إذا رحل عنها بدوره
دلفت المرحاض وظلت تبكي بهستيرية والخوف يفعم قلبها
لن تستطيع تحمل خسارة أخرى
لن يتحمل قلبها كل تلك الآلام وكأن الفقد أصبح قدرًا محتمًا في حياتها
أسندت ظهرها على الحائط وتضع يدها على فمها تحكم شهقاتها لكن لم تستطيع تلك اليد الواهنة كتمها.
بيد مرتعشة امسكت هاتفها الذي اخذته معها وأخذت تضغط بأناملها المرتجفة على أحرف هاتفها فتجمع كلمات خطت بدموعها المتألمة بغيابه تلك الرسالة وبعثتها له
_______________
تطلع جواد إلى الرجل الذي فتح عينيه أخيرًا وتحدث بوهن
_ انا فين؟
تقدم منه جواد ليميل عليه وتحدث بلهجة بثت الرعب في قلب الرجل
_ انت في جحيم جواد الخليلي، فوج إكدة لأني رايدك حي.
ازدرد الرجل جفاف حلقه وهو يرى نظرات جواد المرعبة وعاد يتظاهر بالتعب
تطلع بذعر إلى السلاح الذي صوب إليه وخاصة عندما رآى الممرضة تسرع بالهرب وتمتم بحشرجة
_ أ..أ..انت.. عايز مني ايه انا معملتش حاجة
أمسكه جواد من تلابيبه يرفعه إليه وغمغم بغضب جحيمي.
_ عملت لما حاولت تتعدى على حاچة تخصني ودي غلطتك اللي هتدفع تمنها عمرك كله، ولولا إني محتاچك حي كان زماني مخلص عليك ورميك للديابة تنهش في جتتك.
تركه جواد ليسقط على الفراش وأخرج هاتفه للاتصال على مراد لكنه تفاجئ بالشرطة تداهم الغرفة
بعث النقيب حسام لأحد الأطباء كي يعاين حالته والذي أكد بأنه بصحة جيدة ويسمح باستجوابه.
داهمة الشرطة مكان مراد في خلال دقائق وتم أخراجه بعد القبض على الموجودين وتم ترحيل الرجل للنيابة كي يتم استجوابه
________________
وصل عامر وياسمين إلى المنزل ودلف وهو يتخيل رد فعل ابنته عندما تعلم بوجود كندا كل تلك الفترة
أغلق الباب خلفه وتطلع إلى حفيده الذي بدأ عليهم التعب من طول الطريق وقال بهدوء
_ ادخلي نيميه في الاوضة دي وتعالي عشان رايدك في موضوع مهم.
أومأت له بصمت ثم دلفت الغرفة ثم قام بالاتصال على زوجته
لم تجيب من المرة الأولى وبعد محاولات كثيرة ردت بفتور
_ شو بدك يا عامر.
_ انزلي عشان تشوفي ياسمين وادخلي من باب الشجة مش من الباب التاني معدش عندي حاچة أخبيها.
اغلق الهاتف وتطلع إلى ياسمين التي خرجت من الغرفة وتقدمت منه تسأله
_ خير؟
أشار لها بالجلوس
_ اجعدي لول واسمعيني.
قطبت جبينها بحيرة وجلست بجواره تنتظر حديثه
_ الكلام اللي هجوله ده ياريت تسمعه زين وتجدري موجفنا أني وأمك، واظن انتي خابرة جدك زين وخابرة ايه اللي ممكن يعمله لو حد عصى اوامره، وعشان إكدة اضطرينا إننا نخبي عليكم.
لم تفهم ياسمين شيء مما يقول وبدأ هو في قص كل شيء منذ ذهابها حتى تلك اللحظة وياسمين تسمعه بذهول
هل كانت والدتها بذلك القرب منها ولم تدري؟
هل حضرت فرحها وصافحتها ولم تعرفها؟
خمس سنوات عاشت تحلم بها وهي بجوارها لا تفصلها عنها سوى ساعات قليلة؟
التفتت للباب حينما انفتح ودلفت منه كندا التي نظرت إليها باشتياق وتتساءل هل سينصفها القدر تلك المرة؟
أم ستكون ردت فعلها مثل جواد.
_________________
طرقت سلمى الباب تسألها عن سبب تأخرها
تنفست نور بعمق كي تنظم صوتها وقالت برعشة
_ أنا كويسة متقلقيش، خارجة حالاً.
غسلت وجهها جيدًا كي تمحي اثار بكاءها
وخرجت من المرحاض
نظرت إلى سلمى التي عادت لتوها من المنزل وسألتها
_ مفيش أخبار عن دكتور مراد.
هزت سلمى رأسها بنفي وقالت بحزن
_ لأ حتى مؤيد برة بيخلص اجراءات المستشفى عشان يروحنا ويسافر القاهرة عشان يعرف في ايه بالظبط.
اخفضت نور عينيها وغمغمت
_ بس..
قاطعتها سلمى
_ مبسش لازم نرجع البيت حتى لما يرجع يلاقينا كلنا مستنيينه.
وافقت نور على مضد وعادت معهم للمنزل بعد أن اطمئنت على طفلها
وصعدت لغرفتها مباشرةً
لم تعرف آمال شيئاً مما يحدث واندهشت عندما رأت نور تستئذن منهم وتصعد لغرفتها
_ هي نور مالها في حد ضايجها؟
تحدثت سلمى بثبات كي لا تشك بشيء
_ لا يا خالتي بس هي صعبان عليها انها راجعة من غير ابنها.
استئذن مؤيد قائلاً
_ طيب انا خارچ دلوجت لأن عندي مشوار مهم في القاهرة وإن شاء الله هرجع على اخر اليوم.
خرج مؤيد من المنزل وهو يدعوا ربه أن ينچي أخيه
خرجت سهر مسرعة خلفه وقالت بتعاطف
_ مؤيد انت هتعمل ايه دلوجت؟
مسح على وجهه بتعب وتمتم بحيرة
_ مش عارف بس هحاول اسأل عليه عند جرايبنا هناك.
_ هترجع النهاردة
زم فمه باستياء
_ إن لجيته هرچع انا وهو ان شاء الله
لم ينهي حديثه حتى صدح صوت هاتفه باسم مراد تمتم بسعادة
_ ده مراد
أجاب مسرعًا
_ ايوة يا مراد انت فين؟
أجابه مراد بثبوت
_ انا بخير، الفون كان مسروج مني ورچعته دلوجت.
تنهد مؤيد براحة وقال بهدوء
_ كنت چايلك دلوجت عشان اطمن عليك.
_ متجلجش انا كويس المهم نور لسة في المستشفى ولا خرچت
_ خرچت دلوجت لما اصريت عليها كانت رايده ترچع معاك.
ابتسم قلبه قبل عينيه وحمحم بثبوت
_ جولها.. قصدي جولهم إني راچع النهاردة بإذن الله.
أغلق مؤيد الهاتف وسألته سهر
_ كان قافل فونه ليه؟
_ بيجول أنه كان مسروج بس مش خايلة عليا الحكاية دي، لما يرچع هنعرف كل حاچة.
دلف للداخل وأخبرهم باتصال مراد وشعر الجميع بالسعادة فقالت سهر
_ طيب أنا هطلع أخبر نور، شكلها كان جلجان جوي
صعدت سهر مسرعة وسلمى تنظر في أثرها وقد بدأ الشعور بالإزدياد اكثر وأكثر
لم يعد مراد لها وحدها بل شاركتها فيه أخرى واصبحت تملك الحق به مثلها.
شعر بها مؤيد وتقدم منها ليقول بمثابرة
_ متزعليش يا سلمى هي برضك بجت مرته وليها حج تطمن زيك.
حاولت سلمى الابتسام فخرجت باهتة وتمتمت برتابة.
_ انا مش زعلانة لأن عارفة ان اليوم ده هييجي من يوم ما عملت العملية
كل الحكاية إني مكانتي في قلب مراد اتحددت مش أكتر.
انسحبت بهدوء وصعدت الدرج لتجد سهر عائدة من غرفة نور
_ لقيتها نايمة مردتش اصحيها.
أومأت لها وذهبت إلى غرفتها في صمت.
______________
في قسم الشرطة وبعد أن تم التحفظ على هؤلاء الرجال والذين رفضوا الاعتراف بمن كلفهم بتلك المهمة وخرج مراد وهو يشعر بالانهاك
تقدم منه جواد وهو ينظر إليه بامتنان
_ متشكر جوي يا مراد.
ربت مراد على ذراعه وتحدث بصدق
_ متقولش كدة احنا أخوات، المهم إننا ضمنا براءة مراتك
اكد المحامي قائلاً
_ القضية كدة يعتبر انتهت، حتى لو الراجل ده معترفش فكل حاجة اصبحت واضحة بخطف الدكتور مراد.
بكرة إن شاء الله هتتعرض على النيابة واحتمال تخرج من هناك.
تنهد مراد براحة وقال بتعب
_ طيب الحج انا الجطر جبل ما يطلع، زمانهم في البيت جلجانين.
حاول جواد اقناعه بالذهاب معه للشقة لكنه اصر على العودة للتل
___________
فرح الجميع بذلك الخبر وأولهم توليب وقد أخبرها جواد في مكالمة فيديو
_ بجد يا جواد يعني انا خلاص هخرج بكرة.
ابتسم جواد بسعادة وتمتم باحتواء
_ إن شاء الله
تنهدت براحة وتمتمت بفرحة
_ أنا كنت واثقة إن ربنا مش هيخذلني وعشان كدة وضعك في طريقي.
رفع حاجبيه بمكر وتمتم بخبث
_ عرفتي بقى إني مش بخلف في وعدي، يبقى هستعدي للمقابل.
غمغمت توليب بغيظ
_ يعني لولا وعدي مكنتش هتخرجني.
اكد لها كي يزيد من حنقها
_ بصراحة ايوة.
زمت فمها بحنق وتابعت بمكر
_ طيب اجفل بجى خليني أنام.
قطب جبينه بدهشة وسألها
_ تجفلي ايه……
قاطعته بغلق الهاتف مما جعله يتوعد لها بأشد العقاب.
______________
عاد مراد إلى المنزل فيجد السكون يعم المكان
لم يريد ازعاجهم وقرر الصعود لغرفته كي يرتاح
مر من أمام غرفتها وشعر بحنين جارف يأخذه إليها فما كان منه سوى أن يلبي نداء قلبه ويطرق بابها
أما هي فلم تجف دموعها حتى تلك اللحظة
وكلما طُرق بابها تتظاهر بالنوم كي لا يرى أحد منهم حالتها
وخاصة سلمى التي بدأ شعور الخيانة يراوضها
ولما لا وقد خانت ثقتها وأحبت حبيبها
لكن صدقًا لا تعرف متى وقعت في عشق المراد
فقد أصبحت بين ليلة وضحاها أسيرة عشق أقسمت ألا تسقط في بحوره مرة أخرى
لكن ماذا تفعل بذلك الخائن الذي اخذها على حين غرة وأسقطها في غيابة الشوق.
انتبهت لطرق خافت على بابها ولا تعرف لما حسها قلبها على النهوض بثقة ويقين أنه الطارق.
نهضت بتثاقل وهي تشعر بالدوار بسب البكاء وعدم تناول الطعام طوال اليوم
ظلت تستند على كل ما يقابلها ووصلت للباب وقد أشتد عليها الدوار
فتحت الباب بقوتها الواهنة فوجدته حقًا أمامها ينظر إليها بابتسامته التي خصها بها وحدها
منذ ان دق قلبه بدوره لها.
تلاقت النظرات ما بين شوق وعتاب
شوق أحبه وعتاب عشاق
مما جعل العبرات تتجمع داخل عينيها وتمتمت اسمه بخفوت
_ مراد.
وقع اسمه من بين شفتيها على قلبه كأنه لحنًا موسيقيًا اطرب قلبه وسمعه وبصره وكل حواسه
لكنه لم يدم طويلًا حينما وجدها تتراخى في وقفتها والتقفتها يديه بقلب لهيف قبل أن تسقط أرضًا
سقط قلبه معها وهو جاثيًا على الأرض يرفعها على ساقه يحاول افاقتها
_ نور ردي عليا.
لم يجد منها إجابة وقام بحملها ووضعها على الفراش وظل يحاول افاقتها حتى استردت وعيها وفتحت عينيها بوهن
ابتسمت رغم تعبها وقالت بصوت اشبه للهمس
_ كنت خايفة تتخلي عني زيهم وتسيبني انت كمان.
امسك يدها الباردة ينثر الدفئ فيهما بين راحتيه وتمتم باحتواء
_ لأ متخافيش إن شاء الله هفضل چانبك على طول ومش هفارجك لحظة واحدة
اومأت نور بعينيها ثم سألها
_ انتي طبعاً مكلتيش حاچة النهاردة، صح كلامي؟
هزت راسها وهي تمتمت
_ مقدرتش اكل اي حاجة وأنا قلقانة عليك.
اتسعت ابتسامته وسألها بدهاء
_ وايه هو سبب جلجك عليا ده؟
قالتها بعينيها فلم يستطيع قلبها البوح بمكنوناته
لا يحق لها ذلك
وهو لا يحتاج اجابه صريحة منها فقد رأى في عينيها ما يود معرفته فرفع عنها الاحراج قائلاً
_ طيب انا هنزل أجهز حاچة خفيفة إكدة ونتعشى بيها لأن أني كمان جعان جوي
_ طيب خليني اساعدك
قالتها وهي تحاول النهوض لكنه منعها بحزم
_ لا خليكي متتحركيش لأنك ممكن تجعي تاني، اني هعمل حاچة خفيفة إكدة وارچع على طول.
اومأت له وذهب هو للمطبخ ولم ينتبه لتلك التي أسرعت بالاختباء داخل غرفتها.
واغلقت الباب جيدًا بعد ان تأكدت من ترجله وأستندت بظهرها على الباب وأخذت الدموع تتجمع بعينيها لا تصدق بأن مراد عشق غيرها.
ذلك الحبيب الذي كان حلمًا لها منذ الطفولة لكنه لم يكن يبالي لها يومًا متعللًا بحرمانية ذلك
لكن تبدل كل شيء بلحظة وجاءها يطلب منها الزواج بعد أن علمت بأمر مرضها وعندما سألته هل بدافع الشفقة أم بدافع الحب
أخبرها حينها بأنه دافع الوقت الذي ناسب ظروفه بالارتباط.
لا تنكر بأنه عاملها بكل لطف واتقى الله بها وكان سند وأمنًا وأمانًا بالنسبة لها.
عليها هي أيضًا الا تبالي بشيء سوى سعادته
عاد مراد بعد قليل وهو يحمل صينية الطعام ووضعها بجوارها على الفراش وهو يقول بمرح تراه به لأول مرة
_ عملتلك احلى سندوتشات ممكن تاكليها في حياتك.
كتمت ضحكتها وهي تنظر الى الطعام وتمتمت بتأييد
_ اه طبعاً دي اخدت منك مجهود خطير، سندوتشات جبنه بالخضار.
غمغم بمراد وهو يناولها واحدًا منهم
_ هو انا ليه حاسس إنك بتستهزئي؟
هزت رأسها بنفي وهي تأخذه منه
_ إطلاقًا أكيد فتح العيش وانك تفتح عليه الجبنة وتحشيها وكمان تقطع عليها خيار وفلفل كل ده مجهود على واحد اول مرة يدخل مطبخ.
ضيق عينيه بشك وسألها
_ وانتي عرفتي منين إني اول مرة أدخل مطبخ.
ردت ببساطة
_ واضحة، موج البحر اللي عملاه السكينة على الفينو، قطع الخيار اللي جانب سميك وجانب رقيق
نظرت للقهوة وتابعت
_ القهوة اللي الوش بتاعها نزل من وقت ما دخلت بيها كله كله يعني
ابتسم مراد لمرحها الذي يراه لأول مرة وقال باستسلام
_ صح حديتك أني فعلا اول مرة ادخل مطبخ.
شرع كلاهما في تناول طعامهم وهو يسألها عن صحتها ومواعيد الدواء وبعد الانتهاء سألته بجدية
_ ايه اللي حصل خلاك تقفل فونك كدة.
تناول مراد فنجانه ورد بهدوء
_ مفيش كل الحكاية إن الفون اتسرج مني وأخدت وجت لحد ما رچعته تاني.
نظرت نور لماركة هاتفه وقالت بشك
_ بس النوع ده بالأخص محدش بيفكر يسرقه لأنه عليه جهاز تتبع وقت ما يتفتح بيتعرف المكان.
تابع ملاوعته
_ وهو ده اللي حصل يظهر إن اللي اخده مكنش يعرف.
لم تريد الضغط عليه لقول الحقيقة وتركته حتى انتهى من انهاء القهوة ثم قالت بروية
_ سلمى زمانه قلقانة أوي عليك روح طمنها.
وافقها مراد فهو حقًا يحتاج لحمام بارد والنوم بعد ذلك العناء.
نهض من جوارها وقال بتعب
_ أنا فعلاً مرهق أوي ومحتاج أنام، تصبحي على خير.
_ وانت من أهله.
عاد مراد إلى غرفته ليجد سلمى مستلقية على الفراش تتظاهر بالنوم فعلم حينها بأنها غاضبه منه او بمعنى ادق لامست الغيرة قلبها.
حزن قلبه عليها لأنها حقاً لها مكانه به
ولن يتركها بتلك الحالة وسيعمل بكل الطرق على أن يمحي نظرة الحزن التي أصبحت تحتل عينيها.
وقف ينظر إليها بوجوم ونظراته مبهمة لا تبين شيء مما يدور بداخله
تقدم من الخزانة وأخرج ملابس له ودلف المرحاض فتسمح حينها لدموعها بالأنهمار
وقد بدأت الفجوة بينهم تزداد اتساعًا
عادت تتظاهر بالنوم مرة اخرى عندما انفتح الباب وخرج مراد ولم تمر لحظات معدودة حتى وجدته يستلقي بجوارها ومد يده لها يجذبها إليه وتمتم بجوار أذنها وهو يضع قبلة أسفلها
_ وحشتيني.
_______________
رمشت ياسمين بعينيها مرات متتالية تحاول استيعاب ما تراه عينيها
تطلعت لوالدها تستنجد به ثم رمقت والدتها بشك
مشاعر متضاربة شعرت بها وهي تنظر إليها
تارة يجبرها قلبها على الذهاب إليها والارتماء داخل أحضانها
وتارة أخرى ترفض ذلك وتظل على موقفها
وقفت حائرة أمام نظرات كندا التي تنظر إليها برجاء الا تفعلها وترفض عودتها ثم تمتمت برجاء
_ ياسمين.
قالتها كندا برجاء فتغمض ياسمين عينيها تحاول جبح رغبتها بالذهاب إليها
حاولت وحاولت لكن لا فائدة فوجدت قدميها تسوقها إليها تلقى بثقلها في حضن كندا التي حلمت كثيرًا بتلك اللحظة
_ سامحيني ياسمين وحياة الله كان غصب عني.
لم تجيبها وظلت متشبثة بحضنها كأنها وجدت ضالتها أخيرًا
لا تريد أن تعرف سبب ذلك البعد هي فقط تريد أن تنعم بحضنها قبل أن تفارقها مرة أخرى.
بكت ياسمين بحرقة وتمتمت بألم وهي تنظر إليها تتأكد من وجودها
_ حاسة إني بحلم مش مصدجة إني شيفاكي جدامي.
ابتسمت كندا من بين دموعها وتمتمت بألم
_ لا حقيقي ياسمين وما راح ابعد عنكم لحظة واحدة ده وعدي إليك
فتح الباب ودلف جواد الذي تفاجئ بوجود ياسمين.
_________________
في غرفة خالد
_ انت اتچنيت كيف ترمي چدك إكدة في المستشفى وكمان معرفتش حد في انهي مستشفى
قالها عدي بغضب عندما علم منه ما حدث
فقال خالد بهدوء
_ كان لازمن اعمل إكدة لحد ما اوصل للي اني رايده.
رد عدي بانفعال
_ وايه بجا اللي انت رايده؟
اعتدل خالد في مقعده واسند مرفقيه على قدميه وغمغم بحقد
_ طول ما هو في المستشفى إكدة هيبجى تحت رحمتي واجدر آخليه يكتبلنا حجنا في الاملاك دي، ومتنساش إن الشركة اللي كنا هندخل شركاة فيها رفضت في آخر لحظة وقالت إن فيه مساهم هيدفع أكتر يعني الفلوس دي هتفضل إكدة لا احنا عارفين نتمتع بيها ولا احنا عارفين نشغلها فلو ضمنا حجنا هنعيش مرتاحين وفوجهم الفلوس اللي أخدناها من وراه.
اقتنع عدي بحديثه ثم سأله بشك
_ طيب لو مجدرناش نعمل إكدة الفلوس دي هيكون مصيرها إيه؟
_ متجلجش أني كلمت واحد مجاول كبير هيشغلنا الفلوس دي والمكسب هيبجى ضعفهم يعني الخير هيكون من وسع ووجتها لو حد سألنا هنجولهم دخلنا شركة بمجهودنا، وطبعاً الفترة دي لا فيه سأئل ولا فيه مسؤول، عامر وأخد بنته وساب البلد وفايز اخد مراته وراحوا العمره وبيجولوا انهم هيفضلوا هناك فترة إكد عند أخوها
وافقه عدي رغم عدم تقبله لما يحدث لكن ماذا يفعل وهو لا يضمن حقه ولا يريد أن يعيش عال على زوجته وخاصة أنها مازالت غاضبة منه.
_________________
في شقة عامر
شرح لهم عامر سبب منعها عنهم طوال الخمس سنوات الماضية وأن جدهم كان يضعه تحت المراقبة اثناء ذهابه إلى القاهرة وكان عليه أن يأخذ الشقة المقابلة لها ليسكنوا بها
وعندما جاء الوقت المناسب واجه الجميع بوجودها
_ وإن شاء الله هفضل أهنه ومش هرجع الجصر تاني.
أومأ له جواد وتمتم بثبات
_ اللي تشوفه، بس فيه حاچة لازمن تعرفها
قطب عامر جبينه بدهشة وسأله
_ خير؟
تردد جواد قليلًا لكنه حزم أمره
_ آدم اللي شغال عند جدي ده يبجى ماجد ابن عمتي ياسمين الله يرحمها.
أنصدم الجميع من ذلك الخبر ما عدا ياسمين التي ظلت واجمة
تمتمت كندا بتأثر
_ يا الله دخيلك بتذكر ياسمين وهي بتموت كانت بتردد اسمه، الله لا يسامح اللي كان السبب.
لم يستوعب عامر ما يسمعه وخاصة عندما تابع جواد
_ هو كان راچع لجل ما ينتجم لأبوه من جدي بس أني جدرت اقنعه أنه يترك الموضوع ليا لحد ما ييجي الوجت المناسب.
هز عامر رأسه بعدم استيعاب لما يحدث حوله وسأله
_ ليه مجاش ليا أني وعرفني بكل حاچة؟
تطلع إليه جواد بعتاب
_ بس انت وعمي فايز الأمر طايلكم وجفتوا انتوا كمان تتفرچوا ومحدش ادخل.
أنكر عامر بشدة
_ محصلش أني اتفاجئت بعمك وجيه داخل بياسمين الله يرحمها وكانت بين الحياة والموت وفضلنا چانبها مفرجنهاش لحظة واحدة ولما طلبت مني ادور على ابنها ملجتش له اثر وعرفت ان عمته اخدته وهربت.
تنهد جواد بتعب شديد وتحدث بثبوت
_ على العموم أني طلبت منه ياچي بكرة عشان تحكيله بنفسك على كل حاچة.
نهض ليتابع
_ واجولك على الخبر التاني إن مرتي هتخرچ بكرة إن شاء الله.
تحدثت ياسمين أخيرًا بسعادة
_ بجد يا جواد هتخرج بكرة؟
أومأ لها بابتسامة
_ إن شاء الله.
نهض جواد ليدلف غرفته لكنه توقف عندما قالت كندا
_ چواد، بدك مساعدة؟
ابتسم جواد لتلك المرأة التي حقًا اشتاقها حد الجنون وتمتم بثبوت
_ خلاص كبرنا بس ممكن تعوضي في يزن.
فهمت كندا ما يرمي إليه وأشارت لعينيها
_ بعيوني چواد.
_________________
لم تنام نور تلك الليلة وظلت مستيقظة تفكر به
تارة وترفض التفكير به تارة أخرى
لا يحق لها خيانة سلمى والتي لم ترى منها سوى كل خير.
وهي ليست خائنة والخائن الوحيد هنا هو قلبها الذي أقسمت عليه ألا يعشق مرة أخرى لكنه نبذ ذلك العهد وأخذها لعشق أشد وأقوى
لذلك عليها أن تصر على الابتعاد
لكن كيف ذلك وقد أصبحت زوجته ومراد لن يتركها ترحل بتلك السهولة
غير أن قلبها لن يتحمل بعده أيضًا.
عليها أن تتحدث معه في الصباح
وعليها هي أيضًا أن تضع حدًا لقلبها.
_______________
في الصباح تم عرض حسين على النيابة وكذلك توليب التي ما ان دخلت ورأت حسين أمامها حتى ارتعدت أوصالها
وتحامت في جواد الذي احتواها بذراعه يبث بداخلها الأمان وتمتم بلهجة واثقة
_ متخافيش، اني چانبك.
هزت رأسها بروية ودلفت للداخل وقد زرع جواد الثقة والطمئنينة بداخلها لكن ظلها لم يفارق جواد لحظة واحدة.
طلب وكيل النيابة بدخول حسين كي يتم استجوابه
في الداخل
جلس حسين على المقعد وبدا وكيل النيابة التحقيق
_ احكلنا يا حسين اللي حصل بالظبط
ازدرد لعابه بصعوبة عندما لاحظ نظرات وكيل النيابة لعينيه وتمتم بثبات مصطنع
_ مفيش يا فندم انا كنت خارج من شقتي وفجأة لقيتها خارجة من شقتهم وبتبصلي بصات مش كويسة، وبصراحة ضعفت قدامها وخصوصاً لما قالتلي إنها لوحدها في البيت
بصراحة وافقتها ودخلنا بس قبل ما تحصل حاجة بينا لقيت جوز امها رجع ولما شاف الموقف اتهجم عليا وحاول يقتلني بس انا دافعت عن نفسي ولسة هضربة لقيت خبطة جامدة اوي على راسي وفقدت الوعي.
لم يخفى على وكيل النيابة ارتباك نظراته رغم تظاهره بالثبات فسأله بدهاء
_ وهي ليه ما طلبتش منك تدخل شقتك هيكون آمان وأفضل وخصوصاً إنك عايش لوحدك فيها؟
اهتزت نظراته ورد بوجل
_ بصراحة مفكرتش في الوقت ده كل اللي همني إني اكون معها.
_ أمم، ولما دافعت عن نفسك كان قصدك تبعده عنك بس وتهرب ولا إنك فعلاً تخلص منه؟
_ لأ طبعًا كان قصدي ابعده عني.
_ بأنك تخنقه؟
ارتبك الرجل وقال بتلعثم
_ بـ..س انا مخنقتوش.
_ إزاي والطب الشرعي أثبت أنك خنقته ودليل الأصابع كانت موجودة مما يؤكد شروع القتل.
غير كمان إن في شاهد قدم إفادته أمس بأنه شافك وانت بتحاول تتعدى عليها اكتر من مرة وكانت بتهرب منك، وآخر مرة يوم الحادث وشافك وانت بتخبط على الباب.
انقبض قلبه خوفًا وغمغم بانفعال
_ محصلش ده اكيد بلاغ كيدي.
تطلع وكيل النيابة للاوراق امامه وقال بثبوت
_ امين حسين انت متهم بالتعدي على الانسة توليب وفيق والشروع في قتل توفيق …. ما هي اقوالك في التهم المنسوبة إليك؟
هز حسين رأس بنفي
_ محصلش محصلش.
_ بس للأسف الأدلة كلها ضدك.
نظر وكيل النيابة إلى الكاتب واملاه
_ اكتب يا ابني
قررت النيابة العامة حبس المتهم حسين الزيات خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق مع التجديد
ويتم اخلاء سبيل المتهمة توليب وفيق من التهم المنسوبة إليها.
•تابع الفصل التالي "رواية التل" اضغط على اسم الرواية