رواية ليتني لم احبك الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم شهد الشورى
كان الجميع يجلس بصالون المنزل و جاءت حنان بعد أن اعدت الشاي و القهوة لهم لتميل جيانا على فريد تسأله بقلق :
انت كويس
ابتسم قائلاً بمرح و غزل محاولاً عدم إظهار حزنه أمامها حتى لا تظل على خوفها هذا :
يعني هو معقول اشوفك اول حد الصبح و ما ابقاش كويس ده انا ابقى ما بفهمش و لا بحس
تنهدت تحرك رأسها بيأس و قد تذكرت غزله المفاجأ لها بالسابق ايضًا قائلة :
لسه زي ما انت
نفى برأسه قائلاً بصدق و حب :
فريد بتاع زمان كله اتغير ما عدا حاجة واحدة ما اتغيرت فيه و لا هعمرها و هي حبه ليكي الي عمره ما نسيه و لا هينساه
جاءه صوت أكمل الساخر من الخلف و قد كان يجري مكالمة هامة تخص عمله :
اه و ايه كمان
تنهد فريد متمتم بصوت خفيض حانق :
يالله.......انا بقول بردو يومي كان نقصه ايه
أكمل برفعة حاجب :
بتقول حاجة
ابتسم ابتسامة صفراء قائلاً :
بقول مساء الفل يا خالي
أكمل بسخرية :
بحسب
زفر فريد بضيق عندما جذب أكمل جيانا من يدها لكي تجلس بجانبه على الاريكة بعد أن كانت تجلس على مقعد مجاور لمقعد فريد
على الناحية الأخرى كان الوضع مشابه يجلس أيهم على مقعد مجاور لتيا يسألها :
انتي كويسة
ردت عليه بخفوت :
الحمد لله
ثم تابعت و هي تسأله بقلق بعد ما عرفه امس بما يخص والدته :
انت كويس
زفر بضيق قائلاً بما يجيش في صدره :
نار قايدة جوايا كل ما فاكر هي قتلت امي ازاي ببقى عاوز ادفنها حية و لولا فريد انا كنت قتلتها فعلا من غير تردد كفاية اللي عملته فيكي كمان هي و ابن ال.....
خجلت من لفظه ليقول معتذرًا :
احم....اسف
تنهد قبل أن يقول برجاء :
تيا.....انا عارف ان مش وقته بس حابب اسمعها منك انتي موافقة على طلب جوازي من والدك
ردت عليه بخجل و هي تنظر لاسفل :
لو هو وافق انا موافقة
زفر بضيق قائلاً برجاء :
السؤال ليكي و الرد منك يا تيا انتي عاوزاني و لا لأ ريحي قلبي بأجابتك لو ليا خاطر عندك
- قوليها اه موافقة
بعد صمت ردت عليه بخجل شديد و ه ينخفض وجهها ارضًا :
موافقه يا ايهم
رد عليها بسعادة و هيام :
يا حلاوة ايهم و هي طالعة من بين شفايفك
نظرت له بحدة قائلة و هي تنهض :
تصدق بأيه انا غلطانة اني بتكلم معاك
اوقفها قائلاً بضحك :
استني بس متبقيش قفوشة
جلست مرة أخرى ليقول هو بمرح :
بصي يا ستي شكل الموضع بتاع ابوكي مطول على ما يوافق علينا فاحنا نستغل الوقت الضايع ده و نحدد كل حاجة للفرح عشان هو يقول موافق من هنا نقوم احنا نتجوز في ساعتها من هنا
ضحكت بخفوت ليسألها و عيناه تلمع باعجاب متأملاً ضحكتها الجميلة التي خطفت قلبه مثل صاحبتها تمامًا :
بتضحكي على ايه
ردت عليه بابتسامة :
احنا في ايه و لا في ايه
رد عليها بابتسامة بعد أن ضحك مثلها :
ما قولتليش بقى حابة نعيش في بيت لوحدينا و لا نقعد في قصر العيلة
شاركته الحديث بخجل :
بص هو يعني انا مش بحب القصر ده يعني انا دخلته مرات قليلة اه بس جواه مكنتش بحس براحة
سألها باهتمام :
يعني تحبي يكون لينا بيت منفصل
قاطع حديثهم كالعادة اكمل الذي ما ان لاحظ اندماجهم في الحديث وقف متوجهًا له و استمع لأخر حديثه ليقول بسخرية :
يا ترى قررته هتسموا العيال ايه و لا لسه
أيهم بسخرية :
حمايا حبيب قلبي يا راجل و انا اقول القاعدة كان ناقصها ايه يعني معقول اقعد معاها دقيقتي على بعض انا بردو استغربت
نظر لتيا قائلاً :
روحي اقعدي جنب اختك
زفر ايهم قائلاً بضيق و حنق :
بقولك يا حمايا ما توفق راسين في الحلال و تجاوزنا بقى حرام عليك ده انا بتجوز على نفسي
زجره أكمل قائلاً بغضب :
اتلم يا سافل
أيهم بغيظ جعل الجميع يضحك على ما قال :
اقسم بالله شكلك كنت مقضيها انت في شبابك و اللي بتعمله معانا ده شكل حماك كان بيعملوا فيك ما تقولي لنا انتي يا حنون كان شقي و لا
ايه النظام
أكمل بتحذير و نظرات غاضبة :
اقسم بالله كلمة كمان و هتطلع بره
مد أيهم يده يمسك وجنت أكمل باصبعين اثنين قائلاً بمرح :
قفوش انت اوي يا حمايا
ضحك الجميع بقوة عندما هرع أيهم يجلس بجانب ايهم بعدما وجد أكمل يناظرها بعيناه الغاضبة بشدة بعد وقت كان الاثنان يناظران أكمل بحقد و هي يجلس و ابنته حوله ممنوع عليهم الاقتراب منهن و كلما حاول أحدهم التحدث معهم كان نصيبه نظرات نارية محذرة من أكمل
.............
بمنتصف ذلك اليوم الذي قضاه الجميع برفقة بعضهم بمنزل أكمل النويري كان حامد يزورهم بمنتصف اليوم فهو يعرف ان هناك بعض النقاط مجهولة للبعض ليوضح الأمر لهم كان يجلس على المقعد بالصالون بينما جيانا تجلس على الاريكة مقابل لها برفقة. الجميع و لم تتوقف عن إلقاء النظرات الحانقة له فهي لم تنسى أبدًا ما فعله
ليبتسم هو قائلاً :
بلاش نظرات الغضب دي انا عارف انك مش طيقاني
زفرت قائلة :
هو اه بس مش بنفس درجة الكره بتاعة اول امبارح
ضحك. قائلاً بتوضيح و شرح لسبب فعلته :
كان لازم اعمل كده لان لو حسين كان حس ان بعاملك بحساب او خايف اني آذيكي كان هيبلغ مجدي و ساعتها هيشكوا فيا فكانوا هما هيتصرفوا و يقتلوكي
سألته بفضول يمتلكه معظم الصحفين ان لم يكن جميعهم :
انا عايزة اعرف كل حاجة بالتفصيل
اومأ لها ثم بدأ يسرد لها كل ما حدث بالماضي بنبرة. حزينة على فراق طفله :
الحكاية بدأت يا ستي من خمس سنين ساعتها كنت بشتغل في شركة راجل أعمال كبير أيامها بس الشركة أعلنت افلاسها و ملقتش شغل فاضطريت اشتغل عامل في بنزينة مؤقتًا لحد ما الاقي شغل و كنت متجوز و عندي ولد اسمه حسن كان عنده ١٠ سنين بعد ما استلمت الشغل بأسبوع....في مرة و انا راجع من الشغل بليل
Flash Back
كان يمشي بتلك الشوارع المظلمة بذلك الوقت المتأخر من الليل لكن فجأة و بدون مقدمات لمح ذلك الرجل الذي يركض بقوة و لكن بخطوات مترنجة تجاهه و خلفه حوالي اربع رجال ذو جسد ضخم اختبأ الرجل بأحد مداخل البنايات بينما الرجال أخذوا يلتفون حولهم للبحث عنه ليتفرقوا جميعًا كلاً منهم يبحث بمكان و لم يروا حامد الذي اختبأ خلف أحد الأشجار و ما ان وجد انهم ذهبوا لمكان اخر غير تلك البناية ذهب لمكان اختباء الرجل بحذر و هو يلتفت حوله و ما ان دخل لمدخل البناية وجد الرجل ملقي بأحد زواياه يلهث بعنف و قميص الأبيض غارق بالدماء هرع اليه يتفحصه قائلاً بقلق بعدما وجد انه َصاب بطلق ناوي بصدره :
انت كويس فيك حاجة خليني اوديك المستشفى
رد عليه الرجل بسرعة و لا يزال يحاول التقاط أنفاسه و هو يعطيه تلك الحقيبة :
الشنطة دي امانه عندك...شكلك كويس و ابن حلال سلمها....سلمها لراجل هديك رقمه اسمه أبراهيم النويري ده ظابط
اخرج هاتفه يعطيه لحامد يملي عليه الرقم السري للهاتف و ألم بشع يشعر به في صدره حامد بقلق :
هعمل اللي انت عاوزه حاضر بس قوم معايا نروح مستشفى و لا حتى نطلب البوليس و الاسعاف
نفى الرجل برأسه قائلاً بتعب و هو يشعر انه يلفظ انفاسه الأخيرة :
م..مفيش وقت....امشي من هنا....بسرعة
قالها ثم استشهد قبل أن يسقط متوفيًا على الفور وضع جامد يده على رقبته يرى ان كان لازال به النبض ليجد انه توفى بحذر كان يأخذ الحقيبة و الهاتف مغادرًا مدخل البناية غافلاً عن تلك الكاميرات التي رصدت دخوله البناية و خروجه منها يحمل تلك الحقيبة !!!
ما ان دخل لمنزله أسرعت اليه زوجته نعمة
قائلة بعتاب :
اتأخرت اوي يا حامد بخاف عليك لما تمشي في الليل كده
لم يجيب عليها بل جلس على الاريكة بصمت ينظر للفراغ بشرود سألته متعجبة من حالته :
مالك يا حامد فيك ايه
لم يجيب عليها مرة أخرى و فتح الحقيبة ليجد بها عدة اوارق منها باللغة الإنجليزية و العربية و ما استطاع ان يفهمه من الأوراق ذات اللغة العربية انها عبارة عن تعاقدات لصفقات سلاح كبيرة و غيرها من الممنوعات........يبدو أنها ستشكل خطر عليه و يجب تسليمها لذلك الشخص الذي اخبره الرجل عنه في الصباح الباكر
كل ذلك تحت نظرات متعجبة من نعمة التي لا تفهم ما يحدث سألته بقلق :
في ايه يا حامد انت فيك ايه
تنهد ثم بدأ يسرد عليها كل شيء حدث لتقول بخوف :
انت لازم تسلم الشنطة للراجل ده في أسرع وقت احنا مش قد الناس دي يا حامد ممكن يأذونا
اومأ لها قائلاً :
مظبوط نسلمها للظابط بكره و ربنا يستر
اومأت له ثم مضت تلك الليلة و لم يزور النوم جفونهم من كثرة التفكير في الصباح كان جامد يتصل برقم أبراهيم النويري لكن لا يوجد رد ظل هكذا طوال اليوم يحاول الوصول له لكنه لا يجيب
في اليوم التالي صعد حامد لسطح البناية و اخذ مع تلك الحقيبة التي خشي من ان يتركها بمنزله يخرج الأوراق من الحقيبة ثم وضعها بحقيبة بلاستيكية سوداء ثم أنحنى ارضًا يرفع احد مربعات " البلاط " الصغيرة ارضًا التي تبدو كأنها جزء من الأرض و غير قابلة للرفع حفر بيده في الرمال يدس الاوراق فيها بعدها أعاد كل شيء لمكانه ممسكًا بهاتف الرجل يتصل بذلك المدعو ابراهيم لكن دون جدوى مغلق
بنفس اليوم مساءًا كان جاءه اتصال على هاتف الرجل باسم أبراهيم النويري ليجيب على الفور ليأتيه صوت ابراهيم المرهق قائلة :
السلام عليكم........ازيك يا حسام معلش انا لسه فاتح التليفون دلوقتي
ليأتيه صوت غريب يقول :
انا مش حسام
سأله بتعجب :
مين معايا
- صاحب التليفون اتوفى امبارح و سا.........
اخذ يسرد له كل شيء حدث ليقول ايراهيم بسرعة بينما قلبه يتألم على صديقه الذي قتل :
انا حاليًا في المستشفى كنت بعمل عملية و مش هقدر اخرج ممكن تجيب الورق و تيجي ع العنوان ده و انا هخلي حد يستناك على باب المستشفى و يجيبك عندي
وافق حامد المهم ان يتخلص من ذلك الورق الذي يسرق النوم من جفونه من الخوف ليس على ذاته بالطبع فهو يخشى ان تتأذى عائلته من ذلك الأمر
Back
تنهد متابعًا بحزن و باختصار شديد لا يريد الدخول بتلك التفاصيل التي تمزق قلبه من الألم :
بعدها بيوم رجعت من الشغل لقيتهم خطفوا ابني و ادوني مهلة يومين ارجع الورق يأما يقتلوا ابني حاولت اتصل بعمك مكنش بيرد و لما روحت المديرية قالولي ان واخد اجازة و مسافر و هيرجع بعد كان يوم عدا اليومين و انت بحاول اوصل لعمك او ليهم عشان ازود المهلة
اخفض وجهه متابعًا بحزن و ألم :
رفضوا خصوصا بعد ما شافوني و انا رايح المديره عشان اسأله على عمك اصلهم كانوا بيراقبوني بعد يومين رجعولي ابني بس كان جثة
تتجاوز الحديث عن تلك النقطة قائلاً :
أقسمت اني لازم ادفعهم واحد واحد التمن عمك عرف اللي حصل بعدها بيوم و فضل يلوم نفسه و ساعدني كتير اتفقنا انه يسلم الورق للنيابة و قبلها كنت اتعرفت على خالك يا سمير
لكن حصل اللي غير كل حاجة و هو موت ابراهيم و مراته في حادثة و الورق اللي معاه و كان المفروض يسلمه اختفى و مكنش موجود اتفقت انا و خال سمير انه يزرعني في وسطهم بعد تدريب كتير خدنا الخطوة دي بدأت من أصغر واحد في رجالتهم اتصاحبت معاه لحد ما اقترح عليهم اني اشتغل معاهم و فضلوا يحطوني تحت تدريب اكتر من مرة عشان يتأكدوا اني مش خاين عملت ليهم كتير عشان اثبت ليهم اني عايز فلوس و بس و اني كرهت الفقر......و الباقي بقى معروف وصلت للي وصلت ليه و كل خطوة كنت متابع مع خالك انا متقابلتش مع مجدي غير من حوالي سنة أو أقل بعد ما اطمن ليا و اني مش هغدر
كان الجميع ينظر له بشفقة و حزن بينما فريد كان صامت يستمع لما حدث و بداخله يتمزق من الداخل بعد وقت قصير غادر حامد بعد أن اعتذر من جيانا على تلك الحادثة القديمة و قبلت اعتذاره و غادر و بعدها غادر الجميع الواحد يلو الاخر كلاً منهم غارق في أفكاره و تساؤلاته
........
في صباح اليوم التالي كانت تخرج من المطار بخطوات سريعة تستقل سيارة أجرة متوجهة للمستشفى مباشرة حيث والدها بعد أن اجرت عدت اتصالات لتعرف بأي مستشفى هو اما عن والدتها هاتفها مغلق و لا تعرف أين هي
ما ان وصلت للمستشفى توجهت مباشرة حيث غرفة والدها لكن أثناء سيرها توقفت للحظة عندما وجدته أمامها نظرت له بسخرية ثم تابعت سيرها متجاهلة إياه حتى عندما مد يده يمسكها قبل أن تغادر دفعتها بعيدًا عنها باشمئزاز دون أن تلتفت له
ليذهب خلفها قائلاً :
روز استني.....اسمعيني بس
لم تتوقف بل تابعت سيرها لتقف أمام الزجاج الشفاف تتابع جسد والدها الموصل بعدة أجهزة على الفراش بنظرات جافة لا تشعر بالحزن عليه هو من اوصلها لذلك ربما شفقة على حالته لكن حزن لا
آسر و هو يقف بجانبها قائلاً بحزن :
لو كنت استنيتي يومها كنت قولتلك.......
ردت عليه بسخرية دون أن تنظر له :
كنت قولتلي ايه
مطت شفتيها للأمام متابعة بسخرية أكبر :
كنت هتقولي ايه كنت هتقول اد ايه انتي بتكرهني كنت هتقولي ازاي كنت بتخطط تنتقم من ابويا بالتفصيل
طالعته بعيناه من اعلى لاسفل قائلة بسخرية :
انت مسيبتش حاجة مقولتهاش الكلام خلص بينا يوميها مفيش حاجة ما اتقالتش يا حضرة الظابط
نطق اسمها برجاء من ان تتوقف عن إلقاء تلك الكلمات التي تعذبه و تحطم قلبه كلما تذكر انها خرجت من بين شفتيه هو :
رونزي
ردت عليه بتحذير و هي ت فع اصبعها بوجهه :
دكتورة رونزي....ماتشيلش الالقاب بينا
اخذ يبرر لها قائلاً بحزن :
مكنتش قصدي اللي قولته يومها كنت متعصب و مش واعي انا بقول ايه
تصنعت انها تفهم عليه قائلة :
اه اه ما انا عارفة مصدقاك كمل و ايه كمان
زفر بضيق من طريقتها قائلاً :
بلاش طريقتك دي
طالعته بغرور قائلة :
ده اللي عندي و اذا كان مش عاجبك امشي انا مش ماسكة فيك و بقولك اتكلم
نظرت له بسخرية و اهانة :
ده سبحان مين مصبرني على وقفتي معاك اصل بعيد عنك بقرف
حاول قدر الإمكان التحكم باعصابه قائلاً :
انا مقدر اللي بتقوليه و عارف و فاهم ان اللي قولته صعب و يوجع
قاطعته قائلة بقوة :
الكلام يوجع لو كان من حد يستاهل او بنحبه يبقى هتوجع ليه من كلامك تبقى مين انت عشان اتوجع منك
رد عليها و هو يخفض وجهها ارضًا يشعر بالحزن لما وصلت اليه الأمور بينهم :
انا بحبك و انتي بتحبيني
ردت عليه بغضب و قوة :
كنت و حط تحتها مية خط
قال محاولة تهدئتها :
طب ممكن تهدي و انا هقعد معاكي و هفهمك
كل حاجة
ردت عليه بغرور :
مش فاضية
آسر برجاء :
طب منين لما تفضي نتكلم
ردت عليه ساخرة و هي تتخطاه ذاهبة لغرفة الطبيب المعالج لوالدها :
لما بقى
تنهد هو بصبر فليتحمل فهي مهما فعلت يعطيها كل الحق سيصبر حتى ينال على غفرانها و حبها
مرة أخرى
.............
بعد أن انتهت من زيارة والدها و محاولتها للاتصال بوالدتها لتجد هاتفها مغلق كالعادة و حاولت جادة ان توصل لها لكن دون فائدة ذهبت لذلك المنزل الذي استأجرته لتبقى فيه لحين عودتها لبلدتها مرة أخرى قبل أن تذهب مرت بطريقها على منزل أكمل النويري لتأخذ حقائبها و تقدم اعتذار لما فعله والدها بهم و كم تشعر بالخجل من لقائهم
ما ان دقت جرس المنزل و فتحت الباب جيانا تفاجأت بها قائلة بصدمة :
رونزي
تنهدت قبل أن تقول بتوتر و بابتسامة لم تصل لعيناها :
ممكن ادخل و لا وجودي غير مرحب بيه
جاء صوت حنان المعاتب لها من خلفها و قد جاءت لترى من :
ايه اللي بتقوليه ده يا بنتي ده بيتك ادخلي
انا رجعت من المانيا الصبح و كنت عاوزة اسلم عليكم
ابتلعت ريقها قائلة و هي تخفض وجهها اوضًا :
انا عارفه ان اللي عمله بابا يخليكم تكرهوني
أكمل بجدية :
مين قالك ان حد فينا بيكرهك ده انتي عيشتي معانا و كنتي زي تيا و جيانا بالظبط اللوم بيكون ع الغلطان بس و الذنب ذنب والدك مش ذنبك
ابتسمت قائلة بامتنان و عيناها مصوبه على آسر كأنها توجه الكلام له و قد تفاجأت من وجوده عندما دخلت :
اللي عندهم اصل و أخلاق هما اللي بيفكروا كده بس و انتوا كنتوا و نعم الأخلاق شكرا لكرم اخلاقكم
حنان بابتسامتها الدافئة و الحنونة :
بيتنا هيفضل مفتوح ليكي في اي وقت يا بنتي و مرحب بيكي في اي وقت بلاش كلامك ده عشان منزعلش منك بجد
اومأت لها قائلة بامتنان :
حاضر
جيانا بابتسامة و سعادة. لعودتها :
اطلعي اوضتك يلا ارتاحي هدومك و حاجتك زي ما هما من اخر مرة سبتيهم
رونزي بابتسامة صغيرة و اسف :
معلش اعذروني انا جاية اخد حاجتي انا اجرت بيت قريب من هنا و هقعد فيه فترة لحد ما اسافر تاني
جيانا بحزن :
هتسافري تاني
ردت عليها بابتسامة حزينة :
مبقاش ليا حاجة عنا حياتي كلها في ألمانيا من صغري شغلي كمان هناك اكيد هاجي زيارات اشوفكم
كل ذلك تحت نظرات آسر الذي يردد بداخله بأحلامك فقط يمكن أن تسافري مرة أخرى
أكمل بعتاب :
مش عيب تأجري بيت تعيشي فيه و احنا موجودين
تنهدت قبل أن تجيب عليه بابتسامة صغيرة :
حقك عليا يا اونكل بس صدقني انا هكون مرتاحة كده.....خليني على راحتي و بعدين البيت مش بعيد عن هنا دي مسافة بسيطة خالص
حنان و هي تربت على ذراعها و كم تشفق عليها :
زي ما تحبي يا بنتي
اومأت لها بامتنان قائلة :
شكرا يا طنط.....انا هطلع ألم حاجتي و امشي
حنان باعتراض :
جيانا و تيا هيساعدوكي لحد ما انا اجهز الغدا و نتغدى سوا قبل ما تمشي
كادت ان تعترض لتقاطعها حنان قائلة. بصرامة :
بلاش اعتراض عشان ملوش لازمة انا قررت خلاص
اومأت لها قبل أن تصعد لغرفتها السابقة برفقة جيانا اما تيا بقيت تساعد والدتها في اعدات الطعام
...........
بعد وقت كانت تغلق سحاب حقيبتها لتقول
جيانا بتساؤل :
فيه ايه يا رونزي انتي مخبية حاجه يعني سفرك المفاجأ و تليفونك المقفول علطول من ساعة ما سافرتي مش طبيعي ابدا
لم تجيب رونزي و كلمات آسر لها بذلك اليوم تتودد بأذنها لتسألها جيانا مرة أخرى :
ايه اللي حصل
نفت قائلة و هي تتهرب من عيناه تتصنع الانشغال بالحقيبة :
مفيش
كادت ان تسألها جيانا سؤال آخر لتقاطعها رونزي قائلة برجاء من ان تتوقف على اسئلتها تلك :
قبل ما تسألي انا عاوزة احتفظ بالسبب لنفسي متزعليش مني بس انا بجد مش حابة اتكلم في الموضوع
تنهدت جيانا قائلة بحنان :
زي ما تحبي بس انا موجودة في اي وقت
اومأت لها رونزي بامتنان و تناولت الغداء معهم بعدها غادرت لمنزلها تفكر بأولى خطواتها للانتقام من آسر !!!!!!
..........
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع على خبر مفزع و هو هروب دولت من المستشفى !!!!
لكن لا احد يعرف كيف هذا
كان أول من ذهب للمستشفى آسر و سمير الذين شاهدوا سجل الكاميرات و صدموا عندما وجدوا........... ؟؟؟
➖➖➖➖➖➖
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع على خبر مفزع و هو هروب دولت من المستشفى !!!!
لكن لا احد يعرف كيف هذا
كان أول من ذهب للمستشفى آسر و سمير الذين شاهدوا سجل الكاميرات و صدموا عندما وجدوا شخص يدخل غرفة دولت بعد منتصف الليل بعد غرز حقنة مخدرة بجسد العسكري اللذي يحرس باب غرفتها بعدها بدقائق كان يخرج من الغرفة يجر ذلك الكرسي المتحرك التي تستقله دولت لكن يبدو انهم لم يلاحظوا تلك الكاميرات لتخرج ممرضة من الغرفة بعد أن غادروا تحمل بيدها نقود كثيرة اخذتها من ذلك الملثم التي لم تستطيع أن تتعرف على وجهه لكن لا يهم
بنفس اللحظة دخل اكمل و فريد و أيهم الغرفة ليقص سمير عليهم بشكل سريع ما حدث ليطلب آسر من رجل الأمن ان يأتي بسجل الكاميرا الموجودة أمام باب المستشفى بنفس هذا الوقت
كان الجميع يروا الرجل و هو يضع دولت بسيارته و ادخل الكرسي المتحرك بالسيارة من الخلف لكن يبدو أنه ليس بذكي ابدا من خطط لكل ذلك
دقق فريد و أيهم بالسيارة ليبدأ الشك يتملك من قلبهم ليقول أيهم بجدية :
قرب نمرة العربية
نفذ ما قال ليقول فريد و أيهم معًا :
دي عربية فادي !!!
تبادلوا النظرات ليبدأ آسر و سمير بإرسال إشارات لجميع اللجان المرورية بأن من يرى بتلك المواصفات و تلك النمرة يتحفظ عليها فورًا
كان المستشفي مقلوبة رأسًا على عقب حتى ان ذلك الشيطان استغل تلك الفوضى ليه ب بعدما عرف من ذلك الممرض ان دولت هربت طلب منه أن يزيد دخول الحمام ليساعده الاخر بدوره و ما ان دخل الاثنان للمرحاض سويًا تحامل مجدي على المه و جذب الممرض من راسه يصدمها بالحائط بقوة عدة مرات ليقع الاخر ارضًا فاقدًا للوعي بعدها ارتدى ثيابه و تسلل بين الجميع يخرج من المستشفى مستغلاً انشغال العكسري بالحديث مع الممرضة حتى خرج من المستشفى بعدها توجه مباشرة حيث ذلك المكان الذي عرف به مؤخرًا و هو متوقع ان تذهب دولت لهناك بعد هروبها و لكنه للآن لا يعرف انها مصابة بالعجز
............
بينما على الناحية الأخرى كان فادي يتوقف بسيارته أمام تلك الغرفة الصغيرة الموجودة بتلك المنطقة الخالية من الناس نزل من سيارته مساعدًا دولت على الجلوس على المقعد المتحرك و دخل للداخل معها بعد أن ارشدته على مكان مفتاح تلك الغرفة المدفون بالرمل بجانب الباب
كانت الغرفة صغيرة جدًا لا يوجد بها أي شيء ليجد دولت تتجه بكرسيها نحو ذلك العمود الوحيد بالغرفة و المصنوع من الخشب ثم قامت بإزالة قطعة من الخشب بوسط العمود تخرج من داخلها صندوق
التمعت عيناه بطمع و جشع ما ان رأى تلك الاكوام من المال و سبائك الذهب ليسيل لعابه و هو يتخيل كيف ستكون حياته اذا أمتلك ذلك القدر الكبير من المال بالطبع سيكون ذو سلطة ذلك المال سيجعله يحيا بنعيم طوال حياته و اذا بقى يصرف منهم حتى مماته لن ينفذ
اتجهت عيناه ناحية دولت التي تقوم بتعبئة المال بحقيبة كبيرة تضعها على قدمها و هي جالسة على المقعد المتحرك
بعد أن انتهت من جمعهم بالحقيبة اخذت بعض من سبائك الذهب و أموال كثيرة مدت يدها لفادي بهم قائلة بضيق فلولا حاجتها له خاصة بعد أن أصيبت بالعجز لما كانت طلبت منه المساعدة و لا أعطته ذلك المال الذي طلت تجني فيه سنوات مع والدها و لا يعرف احدبذكالمكان سوا هي و والدها و الأن ذلك الفادي او ربما هي تظن ذلك !!!
فادي بمكر و بداخله ينوي على الشر :
هو في حد يعرف المكان ده غيري انا و انتي
ردت عليه بنفاذ صبر :
لا...خد الفلوس اللي اتفقنا عليهم اهم و تشوفلي بيت كدش يقدر يوصله اقعد فيه لحد ما اشوف طريقة اخرج بيها من البلد
ضحك بشر قائلاً :
بصراحة يا مرات عمي الاتفاق انا هعدل فيه بند
دولت بصدمة و توجس :
انت بتقول ايه
ضحك فادي بسخرية و هو ينظر لقدمها :
يعني انا عارف ان الواحد لما يعيش و هو مشلول بيتمنى الموت الف مرة فأنا بقى ناوي اريحك
صرخت دولت عليه بغضب و قد بدأت تشعر بالخوف من لهجته :
انت بتخرف بتقول ايه احنا متفقناش على كده هذودلك الفلوس
فادي و هو يخرج السلاح من خلف ملابسه شاددًا الأجزاء و هو يوجهه باتجاهها التخريف فعلا يا مرات عمي لو سيبتك عايشة و مخدتش الفلوس و استمتعت بيها كلها او ممكن اسيبك هنا في المكان المقطوع ده و اخد الفلوس و امشي في الحالتين سيبتك عايشة او قتلتك مش هيفرق حاجة عشان مش هتعرفي تحوشيني
لكن جاء صوت من خلفهم يقول بتهكم و هو يصوب
سلاحه تجاههم :
اخر حاجة كان ممكن اتوقعها يا دولت اني اشوفك كده عاجزة و مش عارفة حتى تدافعي عن نفسك
انتفض فادي يلتف للخلف رافعًا سلاحه باتجاه مجدي قائلاً بحدة :
ارمي السلاح من ايدك
مجدي بتهكم و برغم الألم الذي يشعر به من آثار تلك الطعنة التي لم يشفى منها حتى الآن لكن أظهر قوته فقط قائلاً :
نزل السلاح يا شاطر و امشي من هنا الفلوس دي انا هاخدها فاقصر الشر و امشي من سكات
ابتسم فادي بسخرية مماثلة قائلاً بتحدي :
ده مش هيحصل ابدا الفلوس دي خلاص بقت بتاعتي
اما عن دولت كم شعرت بالحسرة و القهر بتلك اللحظة بسبب عجزها أصبح الاثنان كلاهما ينصب اموالها اليه و هي قعيدة ذلك الكرسي لا حول لها و لا قوة ليس معها حتى اي شيئ تتدافع به عن نفسها
اقترب فادي من الحقيبة محاولاً جذب حقيبة الاموال من يد دولت التي كانت تتمسك بها بكل قوتها لكن بنفس اللحظة التي التف فادي بها ليأخذ الحقيبة و لم تكن سوا لحظة كانت رصاصة تخرج من سلاح مجدي مصيبة كتف الاخر من الخلف لينحني على ركبتيه بألم
بعدها صوب مجدي سلاحة تجاه رأس دولت التي صرخت قبل أن تصيب رأسها رصاصة من سلاح مجدي لتفقد حياتها على الفور
بنفس اللحظة خرجت رصاصتين من سلاح فادي الذي تحمل ألم كتفه الذي لا يحتمل لتصيب جسد مجدي ليسقط أرضًا قتيلاً على الفور
اما عن فادي اخذ حقيبة الأموال يخرج من المكان بأكمله يقود سيارته بسرعة شديدة متحملاً ألم ذراعه الذي ينزف دمًا كثيرًا لكن بلحظة ظهرت أمامه شاحنة كبيرة بيحاول تفاديها بكل قوته لكن نفذ الأمر و اصتدمت سيارته بالشاحنة التي حطمتها بمعنى الكلمة ليفقد حياته على الفور و تصعد روحه إلى خالقها
............
بعد وقت كانت سيارات الإسعاف و الشرطة تملأ المكان بعد أن أبلغ سائق الشاحنة الذي لم يصاب سوا ببعض الكدمات و الخدوش و ما ان علمت الشرطة هوية من بالسيارة اسرعوا بالاتصال بآسر الذي الذي أتى على الفور مع الجميع أكمل و سمير فريد و أيهم لتكون صدمة لهم عندما رأوا السيارة و هي مطبقة على جسد فادي بقت الشرطة لساعات تبحث بالمناطق القريبة من الحادث لعلهم يعثروا على دولت ليجدوا بالفعل تلك الغرفة الصغيرة كسر سمير الباب بقدمه و هو يمسك بسلاحه لكن كانت صدمة للجميع عندما رأوا دولت برفقة مجدي غارقين في دمائهم دولت فاقدة للحياة بينما تفحص آسر نبض مجدي ليجد ان الاخر قد فارق الحياة
بقت عين فريد و كذلك أكمل على جسد دولت لم يبكي الأثنان رغم الحزن الذي يشعروا به تلك اللحظة ربت ايهم على كتف صديقه بدعم و لا يعرف ايحزن لحزنه ام يفرح ان من قتلت والدته قد قتلت ايضًا و ماتت و الأن قد صدق حقًا تلك المقولة " من قَتل يُقتل "
..............
عاد الجميع إلى منازلهم و الحزن يخيم عليهم منهم الذي لا يعرف ان كان يشعر بالحزن ام بالفرح
صرخة خرجت من عليا بعدما علمت بموت فلذة كبدها نعم ذو صفات سيئة و فعل الكثير لكنه يبقى طفلها بالاخير
صرخات تمزق القلب صرخات ام حزينة على ابنها الذي مات بعد أن فعل كل تلك الذنوب بحياته ظلت تصرخ و تبكي حتى فقدت وعيها اشفق الجميع عليها
بينما هايدي ما ان علما بالخبر ظلت تبكي هي الأخرى على أخيها تبكي مشفقة عليه حزينة على موته بتلك الطريقة
اما عن فريد بقى فقط حبيس غرفته بالفندق الذي يقيم فيه محدقًا بسقف الغرفة طوال الليل حزينًا قلبه يتألم بشدة على رحيل والدته و بتلك الطريقة
.....
في اليوم التالي
حضر مراسم دفن والدته و ابن عمته بثبات و وجه جامد يعكس ما يدور بداخله حتى ان تفاجأ بأكمل يحضر العزاء محتضنًا اياه بقوة و كأنه يدعمه بذلك العناق بمعنى ابقى قويًا
بينما رونزي حضرت مراسم دفن والدها و بداخلها لم تشعر بأي شعور بالحزن معللة ذلك بأنها لم تشعر به يوما بحياتها و لا حتى هو لم يعطيها اي شيء بحياته سوا اسمه فقط لقد كان ابيها بالاسم لم يعطيها ما يعطي الآباء لابنائهم لم يعطيها حنان حب لم يعطيها أي شيء حضرت والدتها العزاء ايضًا لكن ملامح وجهها لم تظهر تأثر او حزن أبدًا
.............
بعد أن عاد اكمل من العزاء و مراسم الدفن صعد لغرفته مباشرة يجلس على فراشه يضع رأسه بين يديه حزين لا ينكر ابدًا حزنه على شقيقته
دخلت حنان خلفه الغرفة قائلة بحزن و هي تشعر به حتى لو لم يتحدث لكنها تفهم عليه :
أكمل
تحدث مخرجاً كل ما في قلبه و بما يشعر :
مكنتش اتمنى يحصلها كده عارف انها عملت كتير و قتلت و اذت أقرب الناس ليا بس دي اختي في الاول و الاخر مكنتش اتمنى تكون علاقتنا كده و انها تموت بالطريقة دي
ربتت على يده قائلة بمواساة :
استهدى بالله يا أكمل و ادعيلها بالرحمة
اومأ لها بحزن لتتابع هي بحزن :
أكمل خليك جنب فريد الولد بجد محتاجلك اللي حصله مش سهل هو هيكون محتاج لحد جنبه اليومين دول الولد كويس هو بس محتاج اللي يشده للصح بلاش حركاتك دي معاه
اومأ لها قائلاً :
اكيد مش هسيبه.....انا عارف انه كويس و انه يجي منه و لو انا بعمل كده معاه عشان أعلمه ان اللي بيجي بالساهل بيروح بالساهل اللي بعمله فيه ده عشان اسلم بنتي للي يستاهلها و عشان أعلمه درس بردو
اومأت له قائلة بحنان :
غير هدومك يلا و انزل عقبال ما انا احضر الغدا
غادرت الغرفة بينما هو نفذ ما قالت بينما جاء بباله ذلك السؤال و هو يضع شقيقته بقبرها برفقة فريد هل الأموال و كل تلك الأمور السيئة تستحق حتى يفقد الإنسان أخرته
لا والله ما تستحق فكل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
كل شيئ زائل و لا يدوم لا شيئ يستحق أن يفقد
الإنسان أخرته لأجله
...........
بعد يومان كانت تجلس بمنزلها تضم قدمها لصدرها تنظر للفراغ بشرود حتى انها لم تنتبه لرنين جرس المنزل و لم تنتبه لذلك الذي دخل بعد أن فتحت له الخادمة الباب يتابعها بابتسامة و هيام اقترب منها قائلاً :
رونزي
انتفضت واقفة تنظر لمصدر الصوت الذي علمت صاحبه على الفور قائلة بحدة :
ايه اللي دخلك هنا
رد عليها بهدوء :
جيت اطمن عليكي
ردت عليه ساخرة :
لا فيك الخير
آسر بهدوء :
ممكن نتكلم شوية من غير خناق
ردت عليه بحدة و غضب :
لا
نطق اسمها برجاء :
رونزي
صرخت عليه بحدة :
متنطقش اسمي على لسانك
رد عليها بهدوء :
سوء التفاهم بينا لازم يتحل اقعدي نتكلم بهدوء
ردت عليه ساخرة :
مفيش سوء تفاهم بينا اطلع بره انا مش طايقة اشوفك ايه معندكش دم
آسر بحدة و غضب من اهانته :
رونزي بلاش طولة لسان
ردت عليه بتحدي :
ده اللي عندي طولة لسان و بس و مش هتعرف تسكتني
نظر لها بمكر قائلاً :
لا هعرف
نظرت له ساخرة ليضع يده على خصرها بدون مقدمات يجذبها له قائلاً بمكر و مشاكسة :
تحبي تجربي و تعرفي هسكتك ازاي
حاولت دفعه قائلة بحدة :
ابعد عني يا حيوان
لكن بلحظة كان يقبلها بقوة و هو يقرب جسدها له و تغيب عقله ما ان شعر بملمس شفتيها ليبقى يقبلها بشغف و عشق و هي تحاول دفعه إلى أن استطاعت ان تبعده عنها ثم هوت على صدغه بصفعة قاسية قائلة بحدة و غضب و هي امسح بيدها شفتيها قائلة باشمئزاز :
اطلع بره
كانت صدمته لا مثيل لها عندما صفعته بل و الادهى انها تمحو أثر شفتيه من على شفتيها باشمئزاز اومأ لها قائلاً بهدوء لا يشبه ما يشعر به بداخله الان من نيران الغضب :
طالع بس راجع يا رونزي و مش هحاسبك ع القلم ده و لا طولة لسانك دلوقتي
غادر لتبقى هي تتنفس بغضب و نيران غضب و انتقام اشتعلت بداخلها نظرت لأعلى حيث تلك الكاميرا كان تخطط لتستخدمها فيما بعد حمدت ربها انها قامت بتركيبها ما ان استأجرت المنزل و ها هو حقق مبتغاها سريعًا
اتصلت بذلك الرجل الذي قام بتركيب الكاميرا لها ثم طلبت منه أن يقص ذلك المقطع من الفيديو و وضعه على فلاشة صغيرة بعدها توجهت مباشرة للقسم و هي تنوي على الأنتقام فقط
...........
بنفس اليوم كان آسر يدخل لمكتب اللواء الذي استدعاه لأمر طارق و ما ان سأله عن السبب قال
- انت موقوف عن العمل يا حضرة الظابط
قالها رئيسه بالعمل بجدية و لم تخلو نبرته من الغضب الشديد
ليسأله آسر بغضب و صدمة :
و اتوقف عن العمل ليه أن شاء الله ايه السبب
رد عليه الاخر بحدة :
متقدم فيك بلاغ تحرش و تعدي على بنت
- افندم
قالها آسر بصدمة و عدم استيعاب
ليرد الاخر بحدة و غضب :
و الواقعة متسجلة فيديو كمان و في شهود و اللي رافعة عليك القضية جنسيتها ألمانية
سأله آسر بشك و غضب :
اسمها ايه
رد عليه الاخر بحدة و غضب :
رونزي.....رونزي مجدي القاسم
توسعت أعين بصدمة ثم قال :
فين الفيديو ده
القى له الاخر الهاتف على المكتب بحدة ليلتقطه آسر ينظر للفيديو بغضب تلك الماكرة أستغلت ما حدث لصالحها او لنقول انها خططت لذلك
منذ البداية
كور يده بغضب و الشر يتطاير من عيناه ثم القى الهاتف من يده قائلاً :
بنت ال.......
بغضب كان يغادر المكتب سريعًا متوجهًا حيث منزلها ما ان وصل و فتحت الخادمة له دخل للمنزل بغضب يبحث عنها إلى أن وجدها تجلس على الاريكة بالصالون تتابع التلفاز تضع فدم فوق الأخرى و قبل أن بنطق بكلمة قالت بسخرية :
كنت مستنياك تيجي
اقترب منها يجذبها من يدها قائلاً بغضب و حدة :
عملتي كده ليه
دفعت يده قائلة بسخرية و تحدي :
اوعى تكون فاكر ان اللي قدامك هتقعد تبكي من اللي عملته فيها او هتكون ساذجة هتضحك عليها بكلمتين مرة تانية و مفكر انها سامحتك تؤ انا كل اللي كنت بعمله اليومين اللي فاته عشان اوصل للي عوزاه و وصلت زي ما انت عملت بالظبط.....العين بالعين و البادي اظلم اللي حصل ده جزء من اللي لسه هيحصل دي بس البداية يا ابن النويري
نظر لداخل عيناها بصدمة من تحولها الملحوظ أين رونزي التي يعرفها و احبها تلك التي أمامه مختلفة فتاة لا يعرفها و كان هو السبب ضحكت بسخرية و قد فهمت ما يدور برأسه قائلة :
البركة فيك بقى عشان ابقى كده.....شغلك غالي عندك قوي و بسببه ضحكت عليا و عملت الفيلم ده كله عشان كده حلفت اني هخليك تخسره و تتقهر زي ما قهرتني و وجعتني
نظر لها مطولاً بأعين مشتعلة من شدة الغضب ليبقى الاثنان يتبادلوا النظرات بتحدي و غضب لايغادر هو المكان سريعًا بعد أن ركل بقدمه تلك الطاولة الزجاجية فإذا بقى سيحدث ما قد يجعل الأمر للأسوأ خاصة و هو يعلم نفسه وقت الغضب
............
بعد مرور أسبوع من ذلك اليوم و قد حدث به الكثير
اغلقت القضية و قد تم ترقية آسر و سمير بينما
اليوم هو موعد تقسيم التركة بين رونزي و والدتها بعد
وفاة مجدي
لكن لوالدتها رأي أخر فقبل ان يقول المحامي أي شيء نطقت شيري ببرود :
اظن الورثة بس اللي ليهم حق في الفلوس دي
المحامي بجدية :
مظبوط يا هانم
شيري ببرود :
يبقى رونزي بتعمل ايه هنا
صدمت رونزي من حديثها ليرد المحامي قائلاً :
رونزي هانم هما بصفتها بنت حضرتك و الاستاذ مجدي
شيري ببرود و كأن ما تقوله شيء عادي :
اولا انا عمري ما خلفت و لا كان ليا اولاد ثانيًا مجدي عنده مشكلة في الخلفة و مش بيخلف
- ايه !!!!
خرجت من شفتي رونزي بصدمة كبيرة
شيري ببرود :
اللي سمعتيه يا بنت نادر و روحية !!!!
...............
البارت ده اخر بارت في النكد 😂♥️
الفرفشة و الضحك هتبدأ من البارت الجاي ان
شاء الله ♥️♥️
متنسوش التفااااعل ♥️
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ليتني لم احبك) اسم الرواية