Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

    


 رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم بيسو وليد

لكـ ـم “مـؤمن” الصـ ـبي ليتفا.جئ بالذي يقوم بغر.ز مد.يته في ذراعه مِن الخـ ـلف في لحظة غد.ر غير متو.قعة لتعـ ـلو صر.خاته المتأ.لمة وعلى أ.ثرها ألتفت إليه كلًا مِن “جـعفر” و “جـاد” الذي تفا.جئ وهو يرىٰ المد.ية تُغر.ز بعنـ ـفٍ في ذراع أخيه، تحرك “جـعفر” سريعًا يلـ ـكم الآخر بعنـ ـفٍ يسـ ـقطه أرضًا ثم أخر.ج مد.يته هو الآخر وقام بغر.زها في سا. ق الآخر الذي صا.ح بقو.ةٍ متأ.لمًا ليثأ.ر الآخر لابن عمه
أخر.جها “جـعفر” وقام بغـ ـرزها مرةٍ أخرىٰ في ذراعه مثلما فعل مع ابن عمه، ألتفت إليه ليقوم بإخر.اج المد.ية مِن ذراع ابن عمه الذي كان يضـ ـغط على ذراعه يُحاول كتـ ـم تلك الد.ماء التي كانت تسيـ ـل بغز.ارة مِن ذراعه، جلس أمامه القر.فصاء يتفحص ذراعهِ بتلهـ ـفٍ
«انتَ كويس، حاسس بـ إيه نروح “للدكتور؟”» هكذا تحدث “جـعفر” وهو يسأله بتلهـ ـفٍ وخو.فٍ واضح ليبتسم إليه الآخر ويطمئنه بقوله:
«مفيش حاجه متقلـ ـقش، انا كويس، فد.اك»
ضمه “جـعفر” إلى أحضانه وهو يشـ ـدد مِن أحتضانه إليه وكأنه يشكره على ما فعله لأجله ليربت الآخر على ظهرهِ مبتسم الوجه، أبتعـ ـد عنه “جـعفر” وقبل أن يتحدث كان “مـؤمن” يصر.خ بهِ ويد.فعه بعـ ـيدًا حينما رأىٰ هذا المدعو “عـصفورة” يقترب مِنهما وبيده سـ ـكينٍ حا.د ينتو.ي على إنها.ء حياة الآخر تمامًا بعد أن طفـ ـح بهِ الكـ ـيل في لحظة تغـ ـيُب العـ ـقل عن الواقع، سـ ـقط بالسـ ـكين التي كانت تعلم طريقها جيدًا ليتفا.جئ الآخر بيدٍ قو.ية تُمسك بيده تلك تمـ ـنعه عن إكمال ما ينتو.ي عليه، نظر “عـصفورة” إلى صاحب تلك اليد القو.ية ليراه “جـاد” الذي خشـ ـىٰ كثيرًا على أخيه وفورًا كان يُد.افع عنه
وضعت “شـاهي” كفها على صدرها وهي تنظر إلى ولدها الحبيب والخو.ف يأ.كل فؤادها وينهـ ـش بهِ د.ون ر.حمةٍ فهي ليست مستعدة لخسا.رتهِ مرةٍ أخرىٰ يكفي تلك السنوات التي مضت وهي وحيدة تسير في الشوارع والأ.زقة تبحث عنه وعن صغيرتها حتى أستسـ ـلمت إلى الوا.قع المر.ير وجلست على إحدىٰ الأر.صفة تبكي وتنتـ ـحب على فقد.ان زوجها وولديها، دومًا تتسأل لِمَ قاموا بإنقا.ذها، لِمَ لَم يتركوها تمو.ت وتلحق زوجها حينها، ولَكِنّ اليوم تلقت الإجابة التي كانت واضحة إليها وضوح الشمس، ولَكِنٍها الآن تشاهد حبيبها يضـ ـرب ويُضـ ـرب ويقف في ساحة حر.بٍ فُرِ.ضَت عليه ليبدأ في ر.فع سيـ ـفه ومحا.ربة أعد.اءه
د.فع “جـاد” “عـصفورة” بعد أن سـ ـدد إليه لكـ ـمة قو.ية في وجهه وقام بضـ ـرب ذراعه الحا.مل للسـ ـكين التي سقـ ـطت بجوار أخيه، توقف “جـعفر” في منتصف تلك السا.حة التي نُشإ.ت بها المعر.كة الطا.حنة تلك بعد أن سـ ـدد “مُنصف” لكـ ـمة قو.ية إلى إحدىٰ ر.جال الآخر الذي نهض يقف في مواجهة “جـعفر”، مـ ـدَّ “جـاد” كفه إلى أخيه الذي تشـ ـبث بهِ بذراعه السليم ونهض ممسكًا بذراعه المصا.ب متأ.لمًا، دام الصمـ ـت المكان بشكلٍ مُر.يب ولَكِنّ حر.بُ المُقلِ قائمةٌ
نظر “راضـي” إلى ابن شقيقه الرا.حل ليرىٰ آخرًا لا يعلمه، الوجه الجديد ظهر إليهم مبكرًا وبشـ ـدة يعلنهم أنه ليس مِن السهل خد.اعه أو تر.ك حـ ـقه المسلو.ب مِن بر.اثين العد.و، التر.قبات مِن الجميع لرؤية ما سيفعله سيد حارتهم بهذا “العصفورة” الذي أصبح متما.ديًا وبشـ ـدة مع الجميع، خرج في هذه اللحظة “فـتحي” ينظر إلى الجميع ومِن بينهم “جـعفر” الذي نظر إليه نظرةٍ قا.تلة بعد أن رآه يخرج مِن دا.خل محل “عـصفورة” ليفهم ما يدور سريعًا حوله مِن مؤ.امراتٍ خـ ـبيثة وهمهما.تٍ سا.مة
«كُنْت عارف إنك عيـ ـل وا.طي وز.بالة بتمو.ت على الجنيه، عيـ ـل ميعرفش يعني إيه ر.جولة، أتفقـ ـت معاه عليا وفاكر نفسك بتخد.عني بـ وش البراءة التـ ـعبان دا، فُو.ق يا “فـتحي” اللي مر.بي قرد عارف تما.مه، يا ترىٰ بقى أتفـ ـقتوا على إيه عشان أشوف تفكيركم أتطو.ر ولا لسه خا.يبين، فاكرني هصفا.لك يا “تـوحة” بعد العد.اوة دي كلها، طب تيجي مِني أزاي دي دا حتى تبقىٰ عـ ـيبة فـ حـ ـقك يا “جـ ـزار”، اللي عاوز يعمل فيها المعلم ياض مبيمسكش السـ ـكينة بالمنظر الخا.يب دا، أبقىٰ خلّي “حـسن” يعلمك يا رو.ح أمّك أصول مسـ ـكتها على حـ ـق وأبقىٰ تعالى أر.فعها عليا حلو، دا.هية فيكم وفـ أشكا.لكم، وربنا المعبود ما هتعدي وأبقىٰ تعالى بو.س ر.جلي يا حِيـ ـلتها عشان أصفا.لك، كدا انا خدت حـ ـق اللي مِني والصا.ع أتر.دّ صا.عين، لو أبو الشها.مة والجلا.لة خدتك أبقىٰ تعالىٰ خد حـ ـقك مِني يا ننو.س عيـ ـن ماما، بس متنساش تخـ ـبط الأول يمكن أكون قاعد واخد راحتي، تمام يا مهـ ـزق؟»
أنهىٰ “جـعفر” حديثه وهو يد.فع الآخر الذي كان ينظر إليه دون أن يتحدث بعد أن كان ممسكًا بتلا.بيبه، ر.مقه “جـعفر” بإحتقا.رٍ ومعه “فـتحي” الذي أبتـ ـلع غصتهِ بهدوءٍ شـ ـديدٍ خصيصًا بعدما قام “جـعفر” بكـ ـشف حقيقتهِ، ألتفت “جـعفر” إلى عائلتهِ وأصدقائه ليقترب مِن أولاد عمه وعمه حتى وقف أمامههم وقال بنبرةٍ هادئة:
«أسبقوني على فوق وانا هحصلكم، يلّا يا “مـؤمن” وانا هجيبلك دكتورة دلوقتي تشوفلك دراعك»
«”يـوسف”» نطق بها عمه “راضـي” بعد رأىٰ نظرات الآخرين إلى ابن شقيقه وبدأ الخو.ف باديًا على معالم وجهه إلى “جـعفر” الذي أبتسم إليه ثم مـ ـدَّ كفه وربت على ذراعه برفقٍ مبتسمًا إليه بعد أن رأىٰ خو.ف عمه إليه ليطمئنهُ بنظراتهِ دون أن يتحدث، نظر “راضـي” إلى ولديه وأشار لهما وتحرك متجهًا إلى البِنْاية ليقوم “مـؤمن” باللحا.ق بهِ دون أن يتحدث وظل “جـاد” مكانه واقفًا دون أن يتحرك إنشًا واحدًا وهو مازال ينظر إلى ابن عمه الذي نظر إليه وتعجب مِن نظراته إليه
«في إيه يا “جـاد” مطلـ ـعتش معاهم ليه؟» نطق بها “جـعفر” متسائلًا دون أن يحـ ـيد بنظرهِ بعيـ ـدًا عن الآخر الذي دا.همه بسؤاله حينما قال:
«”يـوسف” انتَ كويس بجد، “يـوسف” انا مش هسيبك لوحدك مهما حصل ومتقوليش حاجه عشان انا عـ ـنيد ومش هقتنـ ـع بكلامك مهما حصل»
«”جـاد” مش هينفع، أطلع يلّا وانا هحصلك» نطق بها “جـعفر” بعد أن أولاه ظهره ليسمعه يعا.نده مرةٍ أخرىٰ حينما قال:
«أقسم بالله ما هطلع غير وانتَ معايا غير كدا لا»
زفـ ـر “جـعفر” بيأ.سٍ واضحٍ بعد أن رأىٰ طريقة إقنا.عه باتت مستـ ـحيلة بالنسبة إليه ليتركه يفعل ما يشاء ويعاود النظر إلى عد.ويه اللد.ودان اللذان كانا ينظران إليه دون أن يتحدث أيًا مِنهما
«يلّا يا ر.جالة فضينا.ها سيرة، يلّا كل واحد يروح يشوف مصالحه يلّا» نطق بها “جـعفر” بنبرةٍ عا.لية وهو يدعو الجميع إلى الذهاب بعد أن أنتهـ ـت المشا.جرة بالنسبة إليه، ولَكِنّها ليست كذلك بالنسبة إلى “فـتحي” الذي كان يخد.ع “جـعفر” طوال هذه الفترة وكذلك “عـصفورة” الذي لَم تهـ ـدأ نير.انه حتى الآن تجاه هذا العا.ئق الذي يقف دومًا في طريقه
أشار “جـعفر” إلى أصدقائه كي يتحركون وتحرك هو بعدما حاوط كتفي “جـاد” بذراعه متجهًا إلى منزلهِ، شعر “عـصفورة” بالغضـ ـب يتأ.كله والنيرا.ن تنـ ـهش في فؤاده ليقوم بإخر.اج مد.يته مرةٍ أخرىٰ وركض نحوه وهو ينتو.ي على الغد.ر كعادتهِ، صر.خت “شـاهي” بأسم ولدها بهـ ـلعِ حينما رأت الآخر يقترب مِنهُ ينتو.ي إنها.ء حياة الآخر وهذه المرة المد.ية تعلم طريقها جيدًا
«حـاسـب يـا “يـوسـف”»
ألتفت “جـاد” ومعه “جـعفر” إليه ليقوم “جـاد” بإمسا.ك ذراع الآخر قبل أن يمتد ويؤ.ذي ابن عمه، نظر إليه “جـعفر” وشعر بالنيرا.ن تنهـ ـش فؤا.ده ليقوم بـ لكـ ـم الآخر بقو.ةٍ مُخر.جًا كم غضـ ـبه الكامن داخله في لكـ ـمته العنيـ ـفة التي تلقا.ها “عـصفورة” مِنهُ، وقبل أن تشتـ ـعل الأجواء مرةٍ أخرىٰ تدخلت شبا.ب الحارة يمنعو.ن “جـعفر” مِن التقدم مِن الآخر وإكمال وصلة ضـ ـرباته إليه في محاولةٍ مِنهم لـ أحتواء غـ ـضبه حتى لا يز.داد الوضع سو.ءًا
وبالفعل أستمع إليهم “جـعفر” ليتحرك مرةٍ أخرىٰ نحو بِنْايتهِ رفقة ابن عمه مغـ ـلقًا الباب خلفه، أطمئنت “شـاهي” أنه قد ولج إلى دا.خل البِنْاية لـ تَلج هي أيضًا رفقة “بيلا” تنتظر ولوج ولدها الذي لَم يأخذ الكثير مِن الوقت وكان يلج رفقة ابن عمه إلى داخل شقتهِ مغـ ـلقًا الباب خلفه، هر.عت إليه “شـاهي” تطمئن عليه والعبرات تلتمع دا.خل مُقلتيها بعد أن شعرت أنها ستفقـ ـده مرةٍ أخرىٰ مثلما حد.ث مِن قبل
حاوطها “جـعفر” بذراعيه ضاممًا إياها لد.فء أحضانه ممسّدًا على ظهرها برفقٍ وهو يُحاول طمئنتها حينما شعر بها تتمسك بهِ أكثر وتطلب مِنه عدم الإبتعا.د عنها مثل المرةِ السابقة
«متخا.فيش يا حبيبتي انا كويس وزَّي الفُل قدامك أهو مفيش حاجه حصـ ـلت» نطق بها “جـعفر” بنبرةٍ هادئة يحاول تهد.ئة والدته التي ر.فعت رأسها تنظر إليه بعد أن تسا.قطت عبراتها على صفحة وجهها تهتف في وجههِ بنبرةٍ حا.دة قائلة:
«يعني إيه محصلش حاجه، ما كان هيحصل لولا ستر ربنا ورحمته عليا، انا قولتلك إيه قبل كدا، مش قولتلك انا قلبي أتحر.ق عليك انتَ واختك قبل كدا وبعـ ـدت عن حضني أربعة وعشرين سنة، أتحر.مت مِن كل حاجه حتى حـ ـقي فيك انا أتحرمـ ـت مِنُه، ليه عايز تو.جع قلبي تاني، انا أقسم بالله قلبي ما بقى قا.در على و.جع تاني، حر.ام عليك يا “يـوسف” انا مبقتش قا.درة أتحمـ ـل فر.اق تاني واللهِ، حرام عليك يا ابني كفاية انا مصدقت لقيتك وبقيت فـ حضني، متد.بحنيش المرة دي يا “يـوسف” أبوس إيدك بالله عليك»
كانت في بداية حديثها تتحدث بنبرةٍ حا.دة ولَكِنّ مع بداية تحدثها عن فر.اقه بدأ صوتها يضطـ ـرب ويميل إلى البكاء حتى انتهـ ـىٰ بها الأمر وهي تبكي بقـ ـلة حيـ ـلة وضعـ ـفٍ داخل أحضانه وخو.فًا مِن فقد.انهِ مرةٍ أخرىٰ، أ.لمه قلبه حينما رآها تبكي وتتو.سله بعدم المجا.زفة وتركها و.حيدة، والآن تتشـ ـبث بهِ تر.فض تركه وقد أ.لمها قلبها هذه المرة وبشـ ـدة
ضمها إلى د.فء أحضانه ومسّد على ظهرها برفقٍ شـ ـديدٍ محاولًا تهـ ـدأتها قدر المستطاع، و.قع بصره على عمه الذي كان حز.ينًا عليها وعلى ما وصلت إليه ثم نظر إليه يعا.تبه عن طريق نظراته بسـ ـبب تهو.راته التي با.تت واضحةٍ وبشـ ـدة أمام مرئى الجميع، زفـ ـر بعـ ـمقٍ ثم لثم رأسها بحنوٍ وأبعدها عنه ليبدأ يز.يل عبراتها التي كانت تتسا.قط على صفحة وجهها بأبهاميه، لثم جبينها بـ قْبّلة حنونة ونظر إلى معالم وجهها الجميلة التي أحبّها وبشـ ـدة ليعلم أن والده كان ذو ذو.قٍ ر.فيع
«حقك على قلبي يا رو.ح قلبي، آسف لو أتسـ ـببتلك فـ أي و.جع، بس انا واللهِ واخد على كدا مِن زمان، يا حبيبتي انا أتر.بيت هنا طول عُمري وكبرت وسط الناس دي كلها وأتعلمت مِنهم كتير أوي، انا مش عايز أخو.فك بس دا مش حاجه، أسألي “بيلا” وهي تقولك إيه اللي بيحصل وهي نفسها متعودة على كدا وتأ.قلمت على الو.ضع دا، انا كدا مِن قبل حتى ما أتجوزها، الناس دي مبيجـ ـيش معاهم يا حبيبتي غير السكـ ـة دي والأسلوب دا لو عيشت ضعيـ ـف وسطهم هتدا.س أقسم بالله، متخا.فيش عليا انا بعرف أخد بالي مِن نفسي كويس خصوصًا لو في حدّ حلو وجا.مد زَّيك كدا يا جميل بيخا.ف عليا»
أنهـ ـىٰ حديثه متغـ ـزلًا بها صراحةً مبتسم الوجه وهو ينظر إليها، يُريد طمئنتها وإخبارها أنه بالفعل لا يخشا.هم، بل هذا شيئًا رو.تينيًا بالنسبة إليه، أبتسمت هي أبتسامة خفيفة ونظرت إليه لتقول بيأ.سٍ واضحٍ على معالم وجهها ونبرة صوتها:
«حلوة إيه بس، انتَ راضي عن الكلام دا برضوا يا “يـوسف”»
«إيه عندك شـ ـك ولا إيه، أقسم بالله قمر وأي حدّ هيقول غير كدا هشرَّ.حه، جرى إيه يا “شـوشـو” هو الباشا مكانش بيد.لعك ولا إيه دا طـ ـلع ذوقه Perfecto بصراحة، وبعدين انا هطلع لمين يعني مش لِيه برضوا»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يُشير بهِ إلى زوجته التي شعرت بالخـ ـجل لتواجد أفراد عائلته خصيصًا الرجـ ـال ولذلك أشا.حت بنظرها بعيـ ـدًا عنه بعد أن تد.رجت الحُـ ـمرة وجهها، ضحكت “شـاهي” أخيرًا بغُلـ ـبٍ وهي تنظر إلى ولدها بعد أن أستطاع أن يجعلها تلين وتضحك لتتأمل معالم وجهه التي كانت جميعها والده الرا.حل، وكأنه نسـ ـخة مصغـ ـرة مِنهُ هو، صدح رنين جرس المنزل الد.اخلي يعلنهم عن وصول زائرٍ إليهم، توجه “جـعفر” وفتحه ليرىٰ “كايلا” أمامه، أفسح إليها الطريق لـ تَلج هي وقد شعرت بالحر.ج لتواجد هؤلاء الغر.باء عنها في منزل شقيقتها التي لَم تُخبرها عنهم شيئًا
«أحبّ أعرَّفكم “كايلا” أخت “بيلا” التوأم، ودول يا “كايلا” أهلي، دي “أُمّـي” ودا عمي “راضـي” ودي مرات عمي “وجـيدة” ودول ولاد عمي “مـؤمن” ودي مراته “نسمة” ودول ولاده لسه معرفش أساميهم ودا “جـاد” أخوه الصغير»
أنهـ ـىٰ مهمة تعرفيها عليهم وتعريفهم عليها مبتسمًا لتبتسم هي برفقٍ وترحب بهم بهدوءٍ ثم ذهبت إلى شقيقتها أسفـ ـل نظرات “جـاد” الذي تصـ ـلب مكانه حينما رآها وقد فز.ع مِن تشابهها مع شقيقتها ليسأل نفسه كيف يستطيع ابن عمه التفرقة بينهما بهذه السهولة، ولَكِنّهُ لا يُنكـ ـر أنه شعر بالإنجذ.اب إليها فـ على مدار تلك السنوات حتى الآن أصبح عمره ٢٦ سنة لَم ينجذ.ب لأي امرأة عداها هي
ظل بؤبؤ عينيه طوال المجلس يتحرك معها وعقله ينجـ ـذب إلى تحركاتها وعفويتها في التحدث مع الآخرين وخصيصًا مع شقيقتها وابنة عمه، لقد قامت بـ سحـ ـرهِ للتو هذا ما فكر فيه فـ أصبح الأمر غير عاديًا بالنسبة إليه أن يشعر بهذه المشاعر نحوها لهو أمرٌ مُـ ـريب ولَكِنّ في الأخير حاول أن يتجا.هلها قدر المستطاع وأن يند.مج مع أخيه وابن عمه في الحديث بعد أن داو.ت “وجـيدة” جـ ـرح ذراع ولدها وقضـ ـوا بعض الوقت الرائع مع بعضهم البعض حتى مرَّ الوقت سريعًا بهم
_______________________
«”الليلُ والقمرُ وأنغام فيروز رفقاء ليلِ”»
كانت تجلس مع شقيقتها حتى وقتٍ متأ.خر وكذلك “جـاد” الذي قرر المكو.ث قليلًا مع ابن عمه وترك الآخرين ير.حلون بعد أن قضـ ـوا يومهم سويًا مع بعضهم البعض، كانت تقف في الشرفة تشاهد ظلا.م الليلُ والقمر الذي يتو.سط السماء يُنـ ـير المكان بضو.ءه الوها.ج وبجو.ارها هاتفها الذي يصدح مِنهُ صوت “فيروز” بصوتها الهادئ يجعلها تشر.د معها بعيدًا مبتسمة بعد أن أستطاعت العودة إلى حياتها الطبيعية دون أن يز.عجها أحدًا
شو كانت حلوة الليالي
والهوى يبقى ناطرنا
وتجي تلاقيني وياخذنا بعيد
هدير المي والليل
كان عنّدنا طاحونة ع نبع الميّ
قدامه ساحات مزروعة فيّ
وجدي كان يطحن للحي، قمح وسهريات
ويبقوا الناس بها الساحات
شي معهن أكياس، شي عربيات
رايحين جايين ع طول الطريق تهدر غنيات
آه يا سهر الليالي آه يا حلو على بالي
غني آه، غني آه، غني على الطرقات
ياي، ياي، ياي يا سهر الليالي
ياي، ياي، ياي يا حلو على بالي
غني (آه) غني (آه) غني على الطرقات
كانت تستمع إلى كلمات الأغنية بهدوءٍ شـ ـديدٍ حتى ولج هو دون أن ينتبه لتواجدها وهو يتحدث في هاتفه، شعرت بصوتٍ غير صوت “فيروز” يُعكـ ـر صفـ ـوها لتعقـ ـد ما بين حاجبيها وتفر.ق بين جفنيها تنظر إليه لتراه هو نفسه يقف على مقر.بةٍ مِنها يتحدث في الهاتف متجـ ـهم الوجه وقد تبدلت نبرة صوته إلى الحِـ ـدة والغضـ ـب حينما قام الطر.ف الآخر بإستفـ ـزازه ليُخرج ما يكمُن دا.خل جَبعته
«يــوه، مش هنخلـ ـص مِن أم الحوا.رات دي بقى انا تـ ـعبت مِن المشا.كل دي أقسم بالله، يعني إيه يعني فهمني دلوقتي يعني إيه هو أي حاجه وخلاص ما صدقوا لقوا محتوى يجعـ ـروا عليه طول اليوم، طب إيه رأيك يا “مـؤمن” عنـ ـدًا فيهم كلهم ما انا را.جع، قول لمرات عمك الحربا.ية دي تسكت وتبطـ ـل تشعـ ـلل الدنيا انا ما صدقت “يـوسف” ر.جع هو واخته، هينفعني يا مرات عمي، آه هينفعني انتِ مش بتأ.كليني مِن جـ ـيبك ابويا خيره مغـ ـرقني، آه، آه انا عيـ ـل مش متر.بي يا سـ ـتي زعلا.نة ليه انا ابويا معرفش ير.بيني أرتحتي كدا، ياربي أستغفرك وأتوب إليك، يا سـ ـتي انتِ مالك انا مش فاهم بجد هو أي تحـ ـكُم وخلاص انتِ إيه بجد، بقولك إيه يا مرات عمي قُصر الكلام انا مع ابن عمي أ.على ما فـ خـ ـيلك أركبيه انا مش ناقص حو.ارات ومشا.كل، سلام»
أنهـ ـىٰ “جـاد” المكالمة مغـ ـلقًا إياها دون سماع ردّ الطرف الآخر وهو يزفـ ـر بعـ ـمقٍ وشعر بالضـ ـيق الشـ ـديد مِنها، فمنذُ زمن وهي دومًا تتحـ ـكم بهم وتفر.ض سيطـ ـرتها وهيمنـ ـتها عليهم وقد يأ.س عمه معها حتى بعد أن سـ ـئِمَ مِنها هـ ـددها أمام الجميع أن تكف عن أفعالها وتحكما.تها في أولاد أخيه حتى لا يتوجه إلى الانفصا.ل، ولَكِنّ تلك العقر.بة المتلو.نة لا تهـ ـدأ وأستمرت في مضا.يقاتهم أجمع وفر.ض سيطـ ـرتها وسطو.تها عليهم دون مراعاة أنها ضيفة ومِن الوارد ر.حيلها في أية وقت فهذا منزل إخوته وأولادهم وهي لا تمـ ـتلك فيه شيئًا
مسح بـ كفه على وجهه وهو يستغفر ربه بعد أن شعر بالحـ ـرارة تر.تفع بجـ ـسده بسـ ـبب إنفعا.لاته المكبو.تة، بينما كانت هي تنظر إليه بتعجبٍ لتعلم مِن حديثه أنها مشا.كل عائلية كالمعتاد بينهم ويبدو أن زوج شقيقتها المتسـ ـبب بها دون حتى أن يعلم، نظرت إلى كوب العصير خاصتها الذي لَم ترتشف مِنهُ حتى الآن لتأخذه وتقرر إعطاءه إليه حتى يهـ ـدأ
«أتفضل» نطقت بها بنبرةٍ هادئة وهي تنظر إليه، بينما كان هو متعجبًا بعد أستمع إلى صوتها ليُبعـ ـد كفه بعـ ـيدًا وينظر إليها ليراها تمدّ يدها إليه بكوب العصير ليشعر بر.جفة جـ ـسده القو.ية التي سيطـ ـرت عليه فجأ.ة حينما رآها تقف على مقر.بةٍ مِنهُ فهو حينما ولج إلى هُنا لَم يرها ولربما يعود ذلك لكونه كان غا.ضبًا، أز.درد غصتهِ بهدوءٍ ثم تحدث بنبرةٍ هادئة يشكرها بقوله:
«شكرًا يا آنسة “كايلا” مش عايز»
«أكيد مش هتكـ ـسفني بعد ما مد.يتلك إيدي يعني، وبعدين انتَ ضيف هنا ودا يعتبر بيتي وبيت أخواتي وصاحبة البيت بتضايفك يعني عيـ ـب لمَ تكـ ـسفها خدها حتى مِن باب المجا.ملة» أنهـ ـت حديثها وهي تنظر إليه ليشعر هو بالحـ ـرج بعد أن شعر أنها تقوم بإحر.اجه بطريقةٍ غير مباشرة، أزدرد لعابه وتحدث بنبرةٍ جا.مدة بعض الشيء ير.دع إليها حديثها الذي جر.حه قائلًا:
«على فكرة انا مش ضيف، دا بيت أخويا “يـوسف” على فكرة يعني مش مستني ضيافة»
تعجبت مِن هجو.مه عليها دون هو.ادة فهي لَم تكُن تقصد ما فهمه هو الآن بل كانت تتحدث معه بحُسن نيـ ـة ولَكِنّ يبدو أنه قد تفهم الأمر بشكلٍ خا.طئٍ كالمعتاد، زفـ ـرت هي بهدوءٍ ووضعت الكوب على الطاولة ونظرت إليه مرةٍ أخرى لتراه يشـ ـيح بوجهه بعيدًا عنها والغضـ ـب مسيطـ ـرًا على معالم وجهه، ولج “جـعفر” في هذه اللحظة ليسمع “كايلا” توجه حديثها إلى ابن عمه بنبرةٍ حا.دة حينما قالت:
«على فكرة يا أستاذ انا مقصدتش أي إسا.ءة انا بتكلم بحُسن نيـ ـة حضرتك بقى خدتها بشكل مُسـ ـيء أو جا.رح دي مش مشـ ـكلتي، وعمومًا شكرًا على ذوقك كان ممكن تاخدها عادي حتى لو مش هتشربها، بس الواضح إنك منظر بس وطلعت في الأ.صل قـ ـليل الذ.وق»
أنهـ ـت حديثها ثم تركتهما وولجت إلى الداخل والغضـ ـب يسيطـ ـر على معالم وجهها، بينما نظر “جـاد” إلى أ.ثرها بغضـ ـبٍ جا.م بعد أن تمـ ـلّك مِنهُ الغـ ـضب مرةٍ أخرىٰ، تقدم “جـعفر” مِنهُ ووقف أمامه ينظر إليه بهدوءٍ وهو لا يفهم ما حد.ث حتى تشتعـ ـل الأجواء بينهما
«في إيه يا “جـاد” إيه اللي حصل؟» نطق بها “جـعفر” إلى ابن عمه الذي كان مازال ينظر إلى اثرها ليراها تتحدث مع شقيقتها التوأم وهي تحمـ ـل حقيبتها على كتفها وتتحدث بغضـ ـبٍ وهي تريد الذهاب وتُحاول الأخرىٰ إردا.عها عن فعلتها وهي تجهـ ـل ما حدث، زفـ ـر “جـاد” بعمـ ـقٍ وضيـ ـقٍ في آنٍ واحد دون أن يتحدث، تركه الآخر وولج إلى الأخرىٰ التي كانت تريد الذهاب وشقيقتها تمنـ ـعها
«في إيه، إيه اللي حصل بس يا “كايلا” أهـ ـدي شويه وفهميني إيه اللي حصل، “جـاد” ضا.يقك فـ حاجه طيب عرَّفيني؟»
«في إن ابن عمك شخص قـ ـليل الذ.وق يا “جـعفر” عشان بديله كوباية العصير بتاعتي يشربها بعد ما كان متعـ ـصب ومضا.يق كلمني بقـ ـلة ذ.وق وليه وليه عشان بقوله إن دا بيت اخواتي وبيتي وانتَ ضيف هنا قام ز.عل وأضا.يق أوي وخدها بحسا.سية أوي وكأني شتـ ـمته» أنهـ ـت “كايلا” حديثها بنبرةٍ غا.ضبة وهي تنظر إلى زوج شقيقتها الذي كان يستمع إليه حتى أنتهـ ـت هي
«حـ ـقك عليا انا متز.عليش تلاقيه فهمها غـ ـلط أو هو حسا.س شويه فـ فهمها غـ ـلط انا عارف إنك مَكُنْتيش تقصدي حاجه واللي فـ قلبك على لسا.نك، انا بعتذرلك بالنيا.بة عنه “جـاد” واللهِ شخص كويس ومحترم ومش مِن عادته يجر.ح حدّ أو يعمل تصرف مش لطـ ـيف بس تلاقي في حاجه مضا.يقاه فـ أنفعا.له خرج معاكي، للمرة التانية بعتذرلك بالنيا.بة عنه، وبعدين مينفعش تخرجي لوحدك فـ توقيت زَّي دا لو عايزه تروحي انا هوصلك بنفسي لحد البيت بس لوحدك مش هينفع وانتِ زَّي “مـها” اختي واللي مقبلهوش عليها مقبلهوش عليكِ، أقعدي بس وأهـ ـدي لحد ما أدخل أتفاهم معاه وأجيلك تكوني هـ ـديتي شويه، تمام؟»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إليها لتزفـ ـر هي بعمـ ـقٍ دون أن تتحدث فقط حركت رأسها برفقٍ إليه وجلست، نظر “جـعفر” إلى زوجته التي تفهمت نظرته وجلست بجوار شقيقتها تهـ ـدءها بينما عاد “جـعفر” إلى ابن عمه حتى يقوم بحل هذا الخلا.ف التا.فه بالنسبة إليه
«ممكن أعرف مِنك بقىٰ إيه اللي حصل، زي ما سمعت مِنها عايز أسمع مِنك انا كمان» أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه وهو ينظر إلى ابن عمه الذي زفـ ـر بعمـ ـقٍ ومـ ـسح بكفه على وجهه ليتحدث بنبرةٍ منفعـ ـلة ر.غمًا عنه وهو ينظر إليه قائلًا:
«يا “يـوسف” انا مغـ ـلطتش هي اللي حسستني إني غريب هنا ومجرد ضيف عا.بر، انا أضا.يقت انتَ أخويا مش ابن عمي وبعتبر نفسي فـ بيتي وبيت أخويا هي اللي كان كلامها جا.رح وانا رديت عليها بطريقتها ز.علت ليه بقىٰ ولا هي مِن حـ ـقها تز.عل وانا أو.لع»
«طب قولي، في حاجه مضا.يقاك؟» نطق بها “جـعفر” بنبرةٍ هادئة متسائلة وهو ينظر إليه نظرةٍ ذات معنى ليشعر الآخر بالتشـ ـتت فكيف سيخبره بـ السـ ـبب الحقيقي، بينما كان “جـعفر” يتابعه بنظراتٍ متر.قبة حتى رأىٰ الآخر يزفـ ـر بضـ ـيقٍ ويفـ ـصح لهُ عمَّ يكمُن دا.خل جَبعته دون أن يكذ.ب عليه في شيءٍ، بينما كان “جـعفر” يستمع إليه حتى أنتهـ ـىٰ
«قولتلي مرات عمك اللي كانت يومها لابسة تركواز دي؟» نطق بها مستفسرًا مِنهُ ليؤكد “جـاد” إليه حديثه حينما حرك رأسه برفقٍ، أبتسم الآخر أبتسامة خبيـ ـثة وقال بعد أن أعتدل في وقـ ـفتهِ:
«قولتلي كدا بقى، أديني رقمها»
نظر إليه “جـاد” وظهر القـ ـلق على معالم وجهه فهو يجـ ـهل ردّات فعل ابن عمه الغير متو.قعة لير.اه يبتسم إليه، وبالفعل أملـ ـىٰ عليه رقم زوجة عمه تلك وقبل أن يهاتفها نظر إلى “جـاد” وقال:
«هيَّ أسمها إيه الو.لية دي؟»
«”زيـنات”»
«قسمًا بالله خسا.رة فيها الإسم، “زيـنات” إيه، دي المفروض “عـنايات”، “ويـلات”، اللي سماها حما.ر» نطق بها “جـعفر” سا.خرًا مِن أسم زوجة عمه ليضحك “جـاد” بعد أن فشـ ـل في التما.سك وهو ينظر إلى الآخر بقـ ـلة حيـ ـلة والذي ر.فع هاتفه ووضعه على أذنه، لحظاتٍ مِن الصمت دامت حتى سَمِعها تقول:
«مين معايا؟»
أبعـ ـد “جـعفر” الهاتف ونظر إلى ابن عمه وقال بنبرةٍ خا.فتة:
«إيه الو.لية الد.بش دي مفيش سلام عليكم، عمك جايبها منين الفقـ ـر دي؟»
نظر إليه “جـاد” بيأ.سٍ واضحِ، بينما عاد يضع الآخر الهاتف على أذنه وقرر أستفـ ـزازها قليلًا قائلًا:
«وليه تبقي د.بش كدا ما تقولي سلام عليكم الأول ولا هي قـ ـلة الذ.وق ور.اثة فـ العيلة دي»
«انا برضوا يا قلـ ـيل الأ.دب؟، انتَ مين يالا؟» نطقت بها “زيـنات” بنبرةٍ حا.دة وهي مازالت تجهـ ـل المتصل، بينما أبتسم هو وقال:
«بُصي يا ام تركواز انتِ انا قلـ ـيل الأد.ب برضوا ولساني مع الأسف الشـ ـديد غلا.ط، بس أحتر.امًا إنك سـ ـت ومرات عمي انا مش هقولك حاجه بس مش معناها إنك تسو.قي فيها يعني، عمومًا يا سـ ـت “عـنايات” معاكِ ابن اخو جوزك الرا.حل “يـوسف عـدنان الـمحمدي” انا قولت أتصل بيكِ وأعمل بأ.صلي بما إننا عيلة وكدا وأقولك إن انتِ وعمي وباقي الأسرة الجلـ ـيلة معزو.مين على الغدا عندي بكرا، وبالمناسبة انا مش سهل وبحذ.رك متلعبـ ـيش معايا بالذات وتعملي مشا.كل على حِسي، عندك الحبايب يقولولك الز.فة اللي أتعملت النهاردة على حِسي، عيـ ـب يا مرات عمي إحنا لسه بنقول يا هادي، مش هكـ ـررها تاني وهعتبر مفيش حاجه حصلت وكل الكلام الماسـ ـخ اللي قولتيه لـ “جـاد” دا لا يعنيني بشيء وعلى ميعادنا بكرا أتمنىٰ متجيش»
أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه ولَم يُمـ ـهلها الفرصة وأغـ ـلق المكالمة في وجهها دون أن ينتظر ردّاً مِنها، لَم يتما.لك “جـاد” نفسه وانفجـ ـر ضاحكًا بعد أن فشـ ـل في السيـ ـطرة على نفسه، نظر إليه “جـعفر” وابتسم دون أن يتحدث واضعًا هاتفه على سطح الطاولة
«إيه ياض الجمدان وقو.ة القلـ ـب دي، انا مقد.رش أعملها معاها هي بالذات، عملتها أزاي دي؟» نطق بها “جـاد” ضاحكًا وهو ينظر إلى ابن عمه الذي أبتسم وقال:
«أعرف خـ ـصمك وعلّم عليه، مِن أول مرة شوفتها فيها وانا عرفت مَيّـ ـتها إيه، المهم عمك ممكن يز.عل مِني ولا حاجه انا لسه متكلـ ـمتش معاه ولا أتعرفت عليه زي أبوك كدا هيز.عل وكدا ولا إيه عشان أبقىٰ عارف؟»
«لا متقلقش عمك كدا كدا مش طا.يقها وعارف إنها بتا.عت مشا.كل وحو.ارات بس سايبها عشان خاطر ولاده مش أكتر إنما هتقابلك مشا.كل كتير أوي هي مؤ.سستها بس هنعمل إيه بقى، يارب يطلـ ـقها وير.يحنا كلنا» أنهـ ـىٰ “جـاد” حديثه وهو يرفع كفيه عا.ليًا يتمنىٰ تحـ ـقيق هذا الأمر بتلهفٍ وتمني واضح
ضحك “جـعفر” مرةٍ أخرىٰ بعد أن رأىٰ الضـ ـيق على معالم وجه ابن عمه الذي كان يمقـ ـت زوجة عمه تلك وبشـ ـدة يكر.ه اللحظة التي ولجت بها إلى هذا المنزل لتجلب خلفها المصا.ئب، زفـ ـر “جـعفر” ونظر إلى ابن عمه مرةٍ أخرىٰ وقال بنبرةٍ هادئة:
«طب أسمعني بقى يا شاطر عشان مش هكرر كلامي مرتين، “كايلا” أختي زيها زي “مـها” بالظبط يعني اللي مقبلهوش على أختي مقبلهوش على بنـ ـت الناس، فـ عشان كدا انا عارفك جد.ع وابو الر.جولة كلها ومش مِن عادتك التصرفات اللي صد.رت دي، المرة الجايه لمَ تيجي وتكون انتَ هنا تصالحها وتطَيب خاطرها بكلمتين، وبعدين بذ.متك دي حاجه تتخا.نقوا عليها وتشـ ـدوا قصا.د بعض عشانها، بيتي هو بيتك وبيتها هي كمان اللي متجوزها دي تبقىٰ أختها وانا عارف إنك بتحبّني ومِن زمان بتعتبرني أخوك وواجب عليك بقىٰ تسمع كلام أخوك ودا بيتك هي بس مش متعودة لسه وأتفا.جئت بوجودتكم مش أكتر فـ تصرفها وكلامها طبيعي يا “جـاد” انا مش شايف أي غـ ـلط يعني، تحبّ دلوقتي ولا المرة الجاية؟»
أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه وهو ينظر إلى الآخر الذي زفـ ـر بهدوءٍ ومـ ـسح بـ كفه على خصلاته النا.عمة السو.د.اء وقال:
«فاهم يا “يـوسف” بس انا كُنْت مخنو.ق برضوا وغصـ ـب عنّي، مرات عمك حـ ـرقتلي د.مي وهيَّ جَت فـ توقيت مش صح خالص فـ كل حاجه أتقـ ـلبت إنما انا واللهِ ما كدا انا بس أتضا.يقت عشان لسه لحد دلوقتي يعتبر ضيف ودي كلمة مضيقا.ني انا باجي هنا بيت اخويا بفـ ـك شويه مِن قر.ف البيت هناك ومشا.كله، أو.عىٰ يا “يـوسف” تسـ ـيب المكان هنا وتروح هناك صدقني هتفـ ـتح على نفسك أبواب جهـ ـنم فـ وجودهم هناك مش هيسـ ـيبوك»
«تبقىٰ لسه متعرفش ابن عمك يا “جـاد”، مش عايزك تقلـ ـق انا مستحـ ـيل أسـ ـيب منطقني وناسي مهما حصل، ولو على العيلة بنـ ـت الفقـ ـرية دي متشيـ ـلش هـ ـم بعرف أتصر.ف، المهم أدخل طايب خاطرها يلَّا وأعتبرها اختك الصغيرة يلَّا بلاش شغـ ـل العيال دا انا مش ناقـ ـصكم» أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه في الأخير ممازحًا الآخر الذي أبتسم وزفـ ـرٍ بعـ ـمقٍ ثم ولج إلى الداخل رفقة ابن عمه ليراها تجلس محلها وبجوارها شقيقتها التي كانت تحمل صغيرتها “لين” على ذراعها
وقف “جـاد” على مقربةٍ مِنها وهو ينظر إلى ابن عمه الذي نظر إليه نظرةٍ ذات معنىٰ ليزدرد الآخر غصته بهدوءٍ ونظر إلى “كايلا” مرةٍ أخرىٰ وهتف بثبا.تٍ ونبرة هادئة:
«انا آسف يا آنسة “كايلا” مكانش قصدي أضا.يقك انا بس كُنْت متعصـ ـب ومضا.يق شويه وانتِ جيتي فـ توقيت مش مناسب فـ فهمت كلامك بشكل تاني، حقك عليا وأتمنىٰ متكونيش زعلا.نة»
نظر “جـعفر” إليها بعد أن أنهـ ـىٰ ابن عمه أعتذاره إليها ينتظر ردّاً مِنها على أعتذار الآخر، نظرت إليها كذلك “بيلا” نظرةٍ ذات معنىٰ لتنظر إليها “كايلا” وترىٰ نظراتها المصو.بة نحوها تد.فعها لـ قبول أعتذاره، ولذلك أزدردت لعابها وقالت بنبرةٍ هادئة تحـ ـمل بعض الضـ ـيق:
«أعتذارك مقبول يا أستاذ “جـاد” أتمنىٰ ميتكررش تاني»
ر.مق “جـاد” ابن عمه الذي أبتسم إليه وربت على ظهرهِ برفقٍ دون أن يتحدث ثم نظر بعدها إلى زوجته التي نظرت إليه بيأ.سٍ واضحٍ لتراه يحرك رأسه بقـ ـلة حـ ـيلة على ما يحدث حوله.
________________________
«”الطرق على باب الإناس لهُ أحترامًا يا هذا”»
كانت تجلس رفقة صغيريها تشر.ح لهما درسًا جديدًا وعلى الجهة المقابلة يقبع “لؤي” الذي كان يشاهد التلفاز بهدوءٍ شـ ـديدٍ، كان شا.ردًا في اللا شيء، نهضت “فاطمة” وتركت صغيريها يُكملا مذاكرتهما وتوجهت إليه بخطىٰ هادئة حتى جلست بجواره تنظر إليه لتراه شا.ردًا، أبتسمت هي ووضعت كفها الد.افئ على كتفه لتجذ.ب أنتبا.هه وينظر إليها دون أن يتحدث
«سر.حان فـ مراتك التانية بـ عيالها يا “لؤي” قاعد شا.يل همهـ ـم أوي كدا؟» نطقت بها “فاطمة” بنبرةٍ تحـ ـمل فيها الخبـ ـث وهي تنظر إليه نظرةٍ ذات معنى تنتظر إجابة كاذ.بة مِنهُ
«منين يا ختي، منين يا حـ ـسرة هو انا ملا.حق على الأولىٰ بعيالها عشان ألا.حق على التانية، واجيب صحة منين؟» نطق بها “لؤي” متهـ ـكمًا وهو ينظر إليها لتضحك هي على ردوده تلك بيأ.سٍ فدومًا ردوده تقنـ ـعها وبشـ ـدة بحقيقة الأمر
«يا حبيبي ربك الرزاق وبعدين مالها الصحة ما هي زَّي الفُل أهي وعشرة على عشرة عندك شـ ـك ولا إيه يا “لؤي”» نطقت بها “فاطمة” مبتسمة ليزفـ ـر هو بعمـ ـقٍ وينظر لها بيأ.سٍ واضحٍ، فيما تبسمت هي وضمته إلى أحضانها تمسّد على خصلاته بهدوءٍ تُحاول مو.اساته على ما يَمُر بهِ
لحظات وتعا.لت الطرقات على باب المنزل بشكلٍ أفز.ع كلًا مِن “كامل” و “نورسين” لينظرا إلى والديهما بخو.فٍ، أبتعـ ـد “لؤي” عنها ونهض متوجهًا نحو الباب، بينما سـ ـحبت هي حجابها ووضعته على رأسها بعد أن أعتد.لت في جلستها، فـ ـتح هو الباب ليرىٰ عمه “مرزوق” أمامه ينظر إليه بنظراتٍ كالسها.م وبجواره عمه الآخر “ضاحي” ير.مقه بنفس النظرات
رمقهما “لؤي” بنظراتٍ با.ردة ثم نظر بعد ذلك إلى زوجته التي تفهمت نظرته ولذلك أخذت صغيريها وتوجهت إلى الغرفة وأغـ ـلقت الباب خلفها لتقف خلفه وبدأت نبـ ـضات قلبها تعلـ ـو خو.فًا على زوجها مِن شـ ـرهم وتجبـ ـرهم عليه وهو مازال مر.يضًا، بينما في الخارج ر.مق “لؤي” كلاهما وقال بنبرةٍ با.ردة:
«خير»
«مش هتقولنا ندخل ولا هنقف على الباب كدا كتير يعني، دي مش أ.صول حتى» أردف بها “مرزوق” وهو ينظر إليه ليبتسم إليه “لؤي” نظراتٍ تهكـ ـمية وأفـ ـسح لهما الطريق مشيرًا لهما، وبالفعل ولجا كلاهما وأغـ ـلق “لؤي” الباب خلفه ممسكًا بهاتفهِ مهاتفًا “جـعفر” الذي أستغـ ـرق دقائق معد.ودة وكان معه على الخـ ـط مستمعًا إلى ذاك الحديث القائم بينهم
«طبعًا انتَ عارف إحنا جايين ليه وعايزين إيه فـ مفيش داعي نلـ ـف وند.ور على بعض كتير وتيجي معانا سكـ ـة وقُصر الكلام عشان متز.علش مِننا» كان المتحدث “ضاحي” هذه المرة والذي كان ينظر إليه نظراتٍ حا.دة مقـ ـيتة، بينما تفهم “جـعفر” سـ ـبب تلك المكالمة سر.يعًا وانتظر سماع المزيد
«هو إحنا مش خلـ ـصنا مِن الموضوع دا ولا إيه، ولا هي منا.هدة على الفا.ضي وخلاص؟» نطق بها “لؤي” وهو ينظر لهما بضيـ ـقٍ ليسمع هذه المرة “مرزوق” يتحدث بنبرةٍ با.ردة قائلًا:
«قصَّـ ـر انتَ معانا يا “لؤي” وادينا اللي عايزينه يا إما بقىٰ تعمل اللي إحنا عايزينه»
«يمين بالله ما يحصل، على جـ ـثتي» نطق بها “لؤي” بنبرةٍ غا.ضبة مند.فعة بعد أن أستمع إلى حديث عمه الذي أغـ ـضبه وبشـ ـدة وقد بدأ يسأ.م تلك المحاولات الفا.شلة في إخضا.عه على ما يودونه هم
«يعني إيه، وبتحلف كمان؟» نطق بها “ضاحي” بنبرةٍ غا.ضبة بعد أن رأىٰ المعا.ندة هي الردّ مِنهُ على حديثهما، أشتعـ ـلت الأجواء بينهم والنظرات أصبحت كالشـ ـرار تُلقـ ـىٰ عليهم في تحد.يٍ سافر
«دا اللي عندي وأظن كدا يعني عيـ ـب أوي اللي بيحصل دا، لا هتاخدو و.رث أبويا ولا مِنها هتجوز مرات اخويا، شوفلكم واحد تاني يتجوزها وياخد باله مِنها انا مكتفي بـ مراتي وولادي وفكرة بقىٰ إني أتجوز عليها والشغـ ـل دا مش عندي، انا مش خد.امكم، وور.ثي دا يخـ ـصني انا وبس، أو.لع فيه بقىٰ، أر.ميه، أ.بيعه، أديه لولادي دي حاجه تخـ ـصني انا متخـ ـصش حدّ تاني، فـ آسف عروضكم غير متاحة»
أنهـ ـىٰ “لؤي” حديثه وهو ينظر إليهما ببرو.دٍ شـ ـديدٍ فـ مجيئهما إليه لا يكمُن خلفه سوىٰ المصا.ئب، إما أخذ أمواله الشـ ـرعية بالقو.ة، إما الزواج مِن تلك المرأة التي أصبحت “أر.ملة” بعد و.فاة أخيه ما يقارب السبع سنوات دون زواج وهذا بالطبع لا يُر.ضيهم وأول شيءٍ يخطـ ـر على عقو.لهم زواجها مِن “لؤي” كي يستطيعا في نفس الوقت كـ ـسر تلك المسـ ـكينة التي ومازالت زوجة مخلـ ـصة إلى زوجها وأُمًّا لطفليه، في هذه اللحظة ولج “جـعفر” الشقة بعد أن تر.ك “لؤي” بابها مفتو.ح تحسـ ـبًا لغد.رهما إليه
تقدم مِن صديقه ليقف بجواره يطمئن عليه قولًا وفعلًا متفحصًا إياه بخو.فٍ بائنٍ عليه تجاه رفيقه الحبيب الذي كان نِعمة الصديق
«انتَ كويس يا “لؤي” حدّ مِنهم عملّك حاجه؟» أنهـ ـىٰ “جـعفر” حديثه المتسائل إليه منتظرًا الإجابة الفيـ ـصلية والتي ستجعله يتخـ ـذ القرار المناسب في هذه اللحظة ليرىٰ القبول هو عنوانه، شعر بالإطمئنان عليه ثم بعدها نظر إلى هذان البغيـ ـضان وقال:
«أظن عيب عليكم لمَ تتهجـ ـموا على الراجـ ـل وسط أهله وناسه ومنطقته وفـ بيته وتسألوه الأسئلة التعبا.نة دي، حـ ـقه الشـ ـرعي مِلّـ ـكه هو وبس، وأظن مش مِن حـ ـقكم تاخدوه وكمان ياريته أي حـ ـق، دا حـ ـق شـ ـرعي لشا.ب يتيـ ـم، هتقبلوا مال يتيـ ـم يدخل بيتكم وبطو.نكم أزاي، هتأ.كلوا ولادكم مال يتيـ ـم أزاي، هيجيلكم جـ ـراءة منين تعملوها، هو أ.كل مال اليتيـ ـم الزمن دا بقىٰ سهل أوي كدا وعادي، يعني مش كفاية بتقهـ ـروه كل سنة تعدي على وفا.ة أبوه لا كمان البجا.حة جايباكم أوي برضوا وبتهـ ـددوه، طب سيبكم مِنُه خالص وبصوا على الطفلين اللي عنده، اللي عنده عشر سنين واللي عندها سبع سنين، حتى لو الو.رث دا مش هيعمل بيه حاجه لنفسه ما يمكن شا.يله لولاده، واحد فـ حالته الصحـ ـية دي هو أولىٰ بكل جنيه يجيله، يعني قولنا عيلة طلعت وا.طية ودا.سوا عليه بعد مو.ت ابوه، هو إحنا المفروض نروح فين تاني، بجد واللهِ يعني الحـ ـرام بتحـ ـللوه دلوقتي والعكس صحيح مستنيين إيه تاني، المسـ ـيح الد.جال يظهرلنا وتخلـ ـص على كدا صح، أنتوا وا.عيين للي بتقولوه بجد؟»
أخذ “جـعفر” وضعية الد.فاع عن رفيقه الذي كان يشعر بالعجـ ـز في هذه اللحظة، بعد أن رأىٰ مر.ضه والعجـ ـز المسيطـ ـر عليه وأستعانته بهِ قرر الد.فاع عنه والوقوف في أوجه مَن يقوم بأذ.يته حتى ولو كانت بكلمة صغيرة، بينما شعر “لؤي” في هذه اللحظة بالأمتنان إليه
«وبعدين معلش بقىٰ عشان الحتة دي مز.علاني، هو يعني إيه عايزينه يتجوز مرات أخوه المتو.في، هو دا إجبا.ر يعني عشان يرضيكم يكـ ـسر بـ ـنت الناس اللي أستأ.منته على حياتها، طب دا قا.طع عهـ ـد قدام ربنا وقدام الناس إنه يحافظ عليها وميكونش سـ ـبب في كـ ـسرتها، عايزينه يقطـ ـع عهـ ـده مع ربنا عشان يراضيكم أنتوا يا شويه بشر نها.يتكم أوضة متر فـ متر، وهو انا عشان أر.ضي البشر وأسعدهم أخا.لف كلامي وعهـ ـدي لربنا، هو بالساهل كدا يعني، طب ما أنتوا عندكم بنا.ت ما هما مسيرهم يكونوا مكان مراته ما هو كما تد.ين تد.ان على فكرة حتى لو طا.ل الزمن هتدو.ق مِن نفس الكاس، وبعدين السـ ـت أصـ ـيلة وبـ ـنت ناس بتتـ ـقي ربنا فـ بيتها وجوزها متستاهلش يكون دا ردّ الجِميل مِنُه يعني، وهو مش هيقدر يتجوز عليها ولا هيفكر بس فيها مجرد التفكير عشان بيحبّها ودي أمّ ولاده وصـ ـعب يعيش مع غيرها عشان خاطر يرضيكم، مش هيرضي شويه بشر على حسا.ب مشاعره وإنسا.نيته، ولو هو أستعان بيا دلوقتي وخلّا.ني أقف قدامكم كدا وأديكم شويه كلام فـ جنا.بكم مش عشان هو خا.يف مِنكم، بالعكس، عشان تعبا.ن ومش قا.در يناهـ ـد معاكم وهو عارف إنكم بتمو.توه بالبطيء، أتمنىٰ نشـ ـيل الأفكار التعبا.نة دي مِن د.ماغنا وروحوا دوروا على عريس غيره لمرات أخوه ياخد باله مِنها أفضل أصل أمّ “كامل” وا.كلة بعقـ ـله حلاوة وواخده كل وقته وتفكيره فـ مش فاضي للأسف معلش، الرجا.لة فـ كل مكان واللهِ لا هو الأول ولا الأخير يعني، شرفتونا»
أنهـ ـىٰ حديثه مبتسم الوجه وهو متعمـ ـدًا إشعا.ل فتـ ـيلة غضـ ـبهم وقد أستطاع فعلها حينما رأىٰ الشـ ـرار يتطا.ير مِن مُقلتيهما، شعرت “فاطمة” في هذه اللحظة بالأمتنان إلى “جـعفر” الذي تولىٰ زِمام الأمور وقد كان “لؤي” على حقٍ حينما أستعان بهِ فهو الوحيد القا.در على الوقوف أمامهما في فترته العصـ ـيبة تلك خصيصًا أنه مـ ـريضًا هذه الأيام، خرجا كلاهما مِن المنزل والغـ ـضب يتطا.ير مِن مُقلتيهما حينما لَم يتر.ك لهما “جـعفر” فرصة الردّ وإلقا.ء الصا.ع إثنين
ألتفت “جـعفر” ينظر إلى صديقه الذي كان مبتسم الوجه ينظر إليه بأمتنانٍ شـ ـديدٍ دون أن يتحدث، أبتسم إليه “جـعفر” كذلك ومِن ثمّ عانقه ممسّدًا على ظهره برفقٍ، كان ومازال الصديق الوفي الذي إن أراده شخصًا ما في أمرٍ ها.م كذلك يكون أول الحاضرين دون أن يعا.رض أحدٍ أو ر.فض مطلبهم
«حبيبي يا “بلطـ ـجي”، سـ ـداد طول عمرك وقد المسئولية، نصفـ ـتني قدامهم وكبرتني وعرَّفتهم إن ورايا أسـ ـد ينهـ ـش فـ أي حدّ يعا.دي صاحبه، حبيبي يا ابن “عدنان”» أنهـ ـىٰ “لؤي” حديثه وهو يمسّد على ظهر “جـعفر” الذي أبتسم إليه وشـ ـدد مِن عناقه إليه
«متقولش كدا يا صاحبي، أخوك سـ ـداد وفـ أي وقت، معاك يا صاحبي على خط المو.ت، أهم حاجه تكون مَر.ضي ومبسوط»
«ومين يبقىٰ صاحبه “جـعفر البلطـ ـجي” وميبقاش مبسوط، ميعرفوش الجد.عنة اللي شا.يلها ابن “عدنان” للغريب قبل القريب، انتَ طيب واللهِ وتستاهل كل خير، يا بخت ناسك بيك يا صاحبي» أنهـ ـىٰ “لؤي” حديثه الذي كان صادقًا وبشـ ـدة إلى رفيقه والمُخلـ ـص إليه دومًا الذي كان معه في الصعا.ب دومًا وفي الحز.ن قبل الفرح، هذا الذي قد رزقه الله بهِ صديقًا كمثابة العائلة بالنسبة إليه
«الشهادة لله راجـ ـل ومجد.عة بحق وحقيقي، دا.فعت عنّي وكـ ـسرت عينهم بكلامك وكبرتني قصادهم بجد تسلم على وقفتك معانا وطيبة قلبك يا بخت ناسك بيك يا “جـعفر” واللهِ محدش بيعرف البني آدم غير لمَ يعاشـ ـره ويعرف معد.نه الأصيل» هكذا كان ردّ “فاطمة” على فعل “جـعفر” إليها تشكره على ما فعله لأجلها ليبتسم إليها هو وقال:
«معملتش حاجه يا أمّ “كامل” انتِ مرات الغا.لي وأختي واللي مقبلهوش عليها مقبلهوش عليكِ، وكفاية طيبة قلبك وحنيتك على “لؤي”، انتِ اللي مهو.نة عليه كتير أوي واللهِ ويا بختكم ببعض واللهِ، انا ر.قبتي سـ ـدادة ليكم ولو جولك و “لؤي” مش موجود مكالمة تليفون بس وهتلاقيني موجود ولو قفـ ـلت أوي وصمموا على اللي عايزينه تبلـ ـغوا عنهم دي فيها حـ ـبس دي، دول عالم مجنو.نة»
«هنقول إيه بس يا “جـعفر” مِن يوم ما “لؤي” عاد.اهم وأختارني وهما مستحـ ـلفين لـ يخلوا عيشتنا سو.اد، أكمني بنـ ـت أصول وبحافظ عليه وبيسمع كلامي فـ حاجات فاكرني سحـ ـراله مع إني بقترح عليه بس مجرد أقتراح بيلاقيه صح بيعمل بيه لا أكتر ولا أقل، إنما هنقول إيه غير حسبي الله ونعم الوكيل وحقنا عند ربنا»
أنهـ ـت “فاطمة” حديثها بيأ.س شـ ـديدٍ وهي تنظر إليه ليبتسم إليها الآخر وينظر إلى “لؤي” الذي كان حز.ينًا مربتاً على ذراعه برفقٍ قائلًا:
«أديكي قولتيها، حقكم عند ربنا وربنا كبير، أستلميهم بس فـ قيام الليل كل يوم ربنا يهـ ـدهم قادر يا كريم، ومتنسيش تدعي للواد الغـ ـلبان دا دعوتين حلوين يستاهلهم»
«بدعيله واللهِ يا “جـعفر” قبل ما أدعي لنفسي كفاية إنه طيب وحنين عليا دي عندي بالدنيا واللهِ العظيم»
ألتفت إليها “لؤي” ينظر لها مبتسم الوجه والتمعت العبرات في مُقلتيه حُبًّا إليها وعشـ ـقًا لا ينتـ ـهي فهي المرأة الوحيدة التي قد أختارها قلبه وأكتفى بها دونًا عن نساء العالم أجمع، تلك التي كانت ومازالت الحُبّ الوحيد والأبدي إليه
«طب انا همشي بقى عشان اللحظة دي مش بتاعتي ولو عوزت أي حاجة كلمني وخلّي بالك مِن نفسك ومِن ولادك» نطق بها “جـعفر” بعد أن نظر إليه ثم إنسـ ـحب بهدوءٍ وأغـ ـلق الباب خلفه، خرج مِن البِناية ليسمع صوت هاتفه يصدح عا.ليًا، أخرجه مِن جيب بنطاله ليرىٰ المتصل “بـشير”
«خير يا حبيبي انتَ كمان ما حنفية المصا.يب فتحت على الآخر، أشجيني» نطق بها “جـعفر” سا.خرًا بعد أن أجاب على مكالمته ليسمع الآخر يقول فورًا:
«ألحـ ـقني يا “جـعفر” انا أتسر.قت لتاني مرة!»

google-playkhamsatmostaqltradent