رواية وبك القلب يحيا الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم زوزو مصطفى
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبك القلب يحيا
زوزو مصطفي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
&&&البارت الثالث والاربعون&&&
حاول يحيي استيعاب ما سمعه
فتساءل بإستفسار.... يعني إيه الكلام ده ممكن توضحيه؟
أمسك عادل يدها كدعم لها لاستكمال الحوار فقد ابلغته بجميع ما حدث معها بعدما تقدم لها بيوم
تشجعت غادة بالفعل وقصت لـ يحيي من وقتما حدثها ذلك الرجل مجهول الهوية حتي اعتراف سامي لها بأنه هو من تسبب بإمضائها علي تلك الأوراق،،،
مكمله حديثها بأنها اوضحت الحقيقه كامله إلي المهندس كريم في ذات اليوم الذي قدمت به استقالتها من الشركه
وعندما علم كريم بكل ما حدث حزن كثيراً لخسارته شخص مثل يحيي فحاول الإتصال به ليعتذر منه ولكن منعته غادة حتي تعترف هي أولاً له بما فعلته به لعله يسامحها
اكملت غادة مردفه بأنها بعد اعتراف سامي بالحقيقه كامله اخبرت والدها عن ذلك الذنب الصادر منها ضده بنفس اليوم الذي توفي به بنصف الساعه
وقتها طلب منها والدها الذهاب إلي يحيي واعلامه بكل ما حدث
ورغم هذا كان لديه ثقه كبيره بأنه سيتقبل اعتذارها
فتحدثت غادة معتذره له بجانب ندمها لعدم ابلاغه الحقيقه كل تلك الفتره فمنذ وفاة والدها ووضعها لم يكن بخير لذلك تأخرت لإخباره
كما توسلت إليه لكي يصفح عن خطئها بحقه
نظر يحيي إليها ولم يتحدث ثم انزل بصره أرضاً ومازال صامتاً
نادت عليه بصوت يكسوه الندم لتعرف ما يدور بذهنه بعد استماعه لها فتحدثت سائله.... يحيي أنت ما بتتكلمش ليه؟
افهم من كده إنك مش قابل اعتذاري
رفع رأسه وأجاب سريعاً حتي ينفي احساسها الخطأ هذا.... أبداً مين قال كده أنا بس سرحت في كلامك مش أكتر
وعلي اد ما كنت حزين من اللي حصل لأني عمري ما خطر علي بالي هقف في موقف زي ده بيوم من الأيام
بس اللي أثر فيَ بجد رد فعل كريم لأنه صدق من غير ما يدور ورا المعلومات اللي جات له إذا كانت صح ولا غلط
ونسي اخلاصي ليه وللشركه طول فترة شغلي معاه
لكن بعد ما هديت شويه وفكرت من غير ضغط نفسي قولت أكيد ربنا له حكمه من اللي حصل لي
عشان دايما عندي ثقه في الله سبحانه وتعالي إنه دايما بيختار لنا الأفضل،،
ده غير إني كنت متأكد إن الحقيقه هتظهر مهما طال الوقت
غادة أنا عاوز اقول لك إنك عندي زي أمل أختي،، ده بجد ومش كلام وخلاص،،، فازاي ما اسامحش أختي
اللي حصل كان غصب عنك
واحد جالك واوهمك وقدم لك إثبات ضدي بالخيانه
وإنتي وقتها ماكنتيش تعرفي انها خدعه حقيره منه،،
مكملاً حديثه حتي يخرجها من احساسها بالذنب اتجاهه.... وبعدين المفروض اشكرك ما ازعلش منك
استغربت غادة من كلماته تلك فتسائلت مستفسره...قصدك إيه يا يحيي مش فاهمه؟
عقد ساعديه أمام صدره ووجهه صادق قائلاً... قصدي إن لولا الحصل منك اللي هو غصب عنك ماكنتش بقيت دلوقتي صاحب مكتب هندسي أنا وسيف
اللي كان دايما عاوزنا نعمل مكان خاص بينا،،، وانا كنت برفض الفكره عشان قلقان اننا نجازف ودايما اسكيته بردي المعتاد ادينا شغالين مع كريم وسيب الموضوع ده لبعدين
لكن سيف بعد ما سِبت الشغل وهو قدم استقالته صمم نفتح مكتب خاص بينا،،،
فأكمل حتي ينهي توترها هذا مردفاً...يعني المفروض يكون ليكي نسبه من أرباح المكتب علي فكره
فواصل يحيي حديثه بتساؤل بعدما تأكد أنها أفضل عما كانت..... غادة تقدري توصفيلي شكل الراجل ده؟
اجابت غاده بإرتياح شديد بعدما اطمن قلبها لمسامحة يحيي لها
بينما فرح عادل بذلك فكم كان خائفاً أن يحدث عكس هذا فأدرفت قائله...للآسف المره الوحيده اللي شوفته فيها كان لابس كاب ونضاره سودا فعشان كده ملامحه ما كنتش واضحه ليا خالص أو يمكن من توتري ما اخدتش بالي منه كويس
وبعد كده تواصل معايا عن طريق الموبيل،، هو كلمني حوالي تلات مرات من أرقام مختلفه،،،فصمتت للحظه وتذكرت شئ فأخبرته مردفه...في منهم مرتين تقريباً كان بيتصل والرقم مابيظهرش كأنه رقم سري
أتى ببال يحيي عند سماع آخر حديثها صورة شاهين فهذه طريقته ولكن يجب عليه التأكد من ذلك الإحساس أولاً
طمئن غادة وكذلك عادل بأنه سيظل لها الأخ وإن احتاجت له في أي وقت سيكون بجوارها علي الفور
وبعد ذلك تصافح معهما ورحل حتي يترك الفرصه للاخرين بتهنئتهما بالزواج
انتهت المناسبه بحمد الله وسط سعاده غامره من الجميع وبالاخص عادل وغاده متجهان إلي منزلهما ليبدا حياتهما الجديده
كما ذهبت السيدة عايده وابنتها ريم إلي المنزل وبصحبتهما والدة عادل فمن اليوم قررت أن تستقر معهما
بعد مرور ساعتين تقريباً وقف عادل بسيارته وهو ممسك بيد غاليته أمام ڤيلا بإحدي المدن الجديده فكم سحرت اعين غادة من تصميمها الخارجي الرائع فالتفت لزوجها وحدثته بإنبهار....
الله يا عادل الڤيلا شكلها حلو أوي بجد تسلم ايد اللي صممها،،
مكمله حديثها بتساؤل....
صحيح أنت وقفت هنا ليه؟
أجاب عادل بإبتسامه تملأ وجهه قائلا...وقفت هنا ليه عشان ديه ڤيلتك وهدية جوازنا يا مجنونتي الجميله،،، فرفع يدها الممسك به مقبلاً اياها بحب جارف
لم تصدق غادة ما تسمعه فكم تمنت أن تسكن مع حبيب عمرها ببيت واحد ولكن لم تحلم بمثل هذا
مكملا حديثه.... وفرحان جداً إنها عجبتك بس أحب اقول لك إنك هتتفجئ أكتر من اللي هتسمعيه
نظرت غادة إليه باهتمام لتعرف بماذا يقصد فواصل عادل قائلا...
أنا المهندس التنفيذي والمسؤول علي بني مجموعة الوحدات السكنيه اللي حولين الڤيلا
اما ڤيلتك من بره وجوه تصميمي أنا وتجهزها كمان اتمني تعجبك يا أحلي حاجه في عمري
لم تجد غادة كلمات لتصف بها سعادتها غير أن ترتمي بأحضان حبيبها فكان ذلك أفضل من الاف الكلمات
تفاجئ عادل من فعلتها تلك لكنه سعيد جداً به فلأول مره ينعم بحضنها الدافئ والأكثر سعاده أنه حلال فتحدث بصدق وهي مازالت ساكنه بداخل احضانه ويشدد هو علي امتلاكه لها مردفاً....ياااه يا غادة أخيراً بقيتي في حضني اد إيه اتمنيت اللحظه ديه وحاسس إني اتولدت من جديد
ده غير إني لاول مره مش ندمان عشان سِبت المحاماه واشتغلت مع بابا ده أنا المفروض اروح ابوس ايده لأن بسببه دلوقتي اسعد واحده في الكون بعد ما شوفت السعاده ديه جوه عيونك
ادمعت اعين غادة عند ذكر عمها
فهم عادل لما بكت فربت علي ظهرها بمعني بأن كل شئ سيكون علي مايرام فأردف قائلا...
مش عاوزين نفتكر أي وجع أو حزن حصلنا في حياتنا خلينا نبدء حياة مافيهاش أي حزن من الماضي،،، موافقه حبيبتي
زالت دموعها وتحدثت بصوت يظهر سعادتها.... أكيد موافقه،،،
أنا أصلاً من أول لحظه شوفتك فيها في حي الغمري وانت واقف قدامي نسيت كل حاجه وجعت قلبي لأن بعدك عني كان الألم الحقيقي،،،
ثم اكملت وهي تدعي ربها..... يارب ما يحرمني منك أبداً وتفضل حبيبي وسندي وضهري عمري كله
أمن وراءها ثم أخرجها من حضنه وتحدث بمشاكسه وهو يغمز لها بعينه... هو الجميل ناوي يبات في العربية ولا إيه احنا لسه ورانا حاجات كتير ومهمه أوي
تحدثت بعدم فهم سائله اياه ببراءه... يعني إيه؟
ابتسم إليها وتحدث بمكر قائلا.....
ما تستعجليش هتعرفي كل حاجه في وقتها المهم دلوقت يلا بينا عشان تنوري بيتنا زي ما نورتي حياتي،،،
ثم حرك السياره ودلف لداخل الڤيلا بعدما فتحت بوابتها الإلكترونية فأكمل عادل السير حتي توقف أمام الدرج المؤدي إلي باب الڤيلا الداخلي
فتح باب سيارته ثم ترجل منها واغلقه ثانياً ملتفا ناحية جلوس غادة فاتحاً بابها فترجلت هي الاخري مغلقه الباب خلفها
ولكنها تفاجئت عندما وجدت عادل يحملها علي ساعديه صاعدا بها علي الدرج متحدث وهو ناظرا بعينياها..... ديه كانت من ضمن امنياتي لما نتجوز فاكره ولا نسيتي
هزت رأسها دون كلمة لتأكد له بأنها لن تنسي أي شئ تمنياها سوياً
انزلها عادل،، أمام الباب ملتقطاً قبله سريعه من شفتيها مردفاً..... ديه تصبيره صغيره
ابتسمت بخجل ونظرت ارضاً
أخرج عادل شريط ستان باللون الأحمر من جيبه متحدثاً وهو يضعها علي اعين غادة فتسائلت بإستفسار..... غميت عيني ليه يا عادل؟
أجاب بأختصار دلوقت هتعرفي
فتح باب الڤيلا فأمسك يديها ليساعدها علي الحركه ودلفا معا بخطوات بطيئه ثم اوقفها في وسط بهو الڤيلا طلباً منها عدم الحركه أو نزع الشريط من علي اعينها
توجه هو إلي تلك المنضده المتواجد في احدي الأركان واخذ من عليها ريموت كنترول صغير الحجم ثم توجه إليها مره اخري
نازعاً عنها ذلك الشريط وبنفس اللحظه ضاغطاً علي بعض زارئر بالريموت ليصعد من المسجل غنوه جميله مع بدء تصوير تلك المناسبه من الثلاث الكاميرات الموضوعه بأماكن مختلفه وسقوط ورود كثيره عليهما بالوانها المتعدده وروائحها العطره المتنوعه
كما وجدت امامها شاشه عرض كبيره تظهر عليها صور تجمعهما سوياً منذ سنوات بعيده او بمعني ادق بعدما اعترافا كلاهما بما يكنان داخل قلوبهما لبعضهما
ذهلت غادة من جمال المنظر فكل ما يحوطها يشعرها بالسعادة هي لم تتوقع ما يحدث هذا فـ عادل فجأها ولكن للمصدقيه مفاجأة رائعه حقاً
التفت خلفها وارمت بأحضانه لكي تشكره علي كل ما فعله حتي يجعله اسعد يوم بحياتها ولكن وجدت عادل هو من يشكرها
لانها لولا وجودها الآن معه لكان لم يكن اسعد إنسان علي وجه الأرض
مازالت تلك الغنوه تصعد في المكان فوضع عادل يديهي اليسر واليمني حول خصر غاده
اما هي وضعت يديها خلف رقبة عادل متشبكان ببعضهما
ثم بدأ اثنيهما يتمالان مع كلمات الغنوه في اعادة للكوبليه الأول الذي يقول...
«واخيرا جه اليوم ابقي معاك
شوف كام سنه بستناك
ولا مره تعبت وقولت ده حب خيال
اتفرج بقي هعملك إيه....»
انتهت الغنوه مع ضحكات وهمسات بينهما
فأمسك عادل يدايها واجلسها علي الاريكه وجلس بجانبها وتساءل إذا كانت تريد تناول الطعام الآن ام بعد اداء ركعتي شكر لله معاً علي جمعهما ببيت واحد كما يدعيا الله أن يبارك لهما في حياتهما القادمه ويرزقهما بالذريه الصالحه
اجابت غادة بأنها لم تريد تناول الطعام بل تريد انتزاع الفستان لأنه مقيدها كثيراً
ابتسم عادل وتحدث بكلمات غير واضحه لها قائلاً....ومقيدني أنا
كمان
احبت غادة أن يوضح لها ما قاله ولكن حدثها وهو يقف من جلسته ويقفها معه مردفاً..... ما تشغليش بالك حبيبتي يلا بينا نطلع عشان نصلي وبعدين......
فصمت حتي لا يخيفها فقد تبين له هذا فأكمل حديثه ثانياً وبعدين ناكل مع بعض أحسن نفسي أكلك بأيدي أوي
تحركا كلاهما حتي وصل الي الدرج المؤدي إلي الطابق العلوي فحملها عادل مره اخري وسط قبلات ومنغشات منه وخجل وكسوف منها
مر ما يقرب من نصف الساعه داخل غرفة النوم ما بين اخذ حمام لكلاهما حتي انتهي اثنيهما من صلاة ركعتي ليلة الزفاف داعين الله أن يبارك لهما بحياتهما القادمه معاً
حاول عادل معها أن تتناول الطعام حتي لو كميه قليله لكنها رفضت لعدم وجود شهيه
تفهم حالها فصمت ولم يجبرها
جلست غادة علي الاريكه الموضوعه أمام الفراش ففعل عادل مثلها ثم زال طرحة اسدال الصلاه من علي رأسها محدثها بوقاحه خفيفه قائلا..... طب إيه مش يلا بينا
تسائلت غادة بإستفسار... يلا بينا إيه؟
أجاب عادل بخفة دم... يلا بينا نلعب كوتشينه،،،، يلا بينا ننام يا غادة أحسن أنا جعـــــان نوم،،
واضعا يده علي خدها الأيمن مدلكا اياه
ارتجف قلب غادة واهتز جسدها من لمسة يده ولمعرفة مقصده بوضوح أيضا فرجعت خطوه للوراء مدعيه عدم الفهم قائله..... مش جاي لي نوم دلوقتي،،،
مكمله حديثها وكأنها تترأف علي حاله مردفه..... نام انت حبيبي أحسن يا حرام باين عليك التعب أوي وانا هخرج بره عشان مزعجكش بكلامي مع ماما تمام،،
انهت حديثها وهي ذاهبه ناحية باب الغرفه لتفتحه وتخرج منه
نظر إليها عادل الذي لم يقتنع بكلمه واحده قالتها فقد علم ما يدور بداخلها وفي لمح البصر اتجه إليها وامسك يداها ساحبا اياها إلي الداخل مغلقاً الباب بيده الاخري متحدث بضحكة خبيثه قليلاً...
ومين قال لك إني تعبان،، ولا اني هقدر اسيبك وانام،، ده أنا بجهز لليوم ده من سنين
فتحرك بها متجها إلي الفراش جالساً عليه ثم اجلسها علي قداميه ملمساً علي ظهرها وجاء ليقبلها إلا وبكت غادة فقلق عليها وحدثها بخوف حقيقي متسائلا.....
حبيبتي بتعيطي ليه في حاجه وجعاكي؟
هزت رأسها بالنفي
فأكمل تساؤله....
طب أنا زعلتك أو قولت حاجه ضيقتك مني؟
نفت للمره الثانيه بنفس الطريقه
تنهد عادل بقلق أكبر فتحدث بحيره.... اومال مالك بس حبيبتي ما تخوفنيش عليكي أكتر من كده قوليلي فيكي إيه؟
هدأت قليلاً وحدثته بتوتر... الصراحه خايفه منك ومن اللي عاوز تعمله
كلماتها القليله تلك جعلت قلبه يهدأ فعقله توقف عن التفكير بعدما رأى دموعها تلك فأقسم بداخله بأنه سينتقم منها ولكن بطريقته الخاصه
فكم تمني ودعي الله كثيراً أن يجمعهما في يوم من الأيام
ربت علي ظهرها ثم وقف من مكانه متجهاً إلي الفراش وهي بيده زائحاً طرف الغطاء من مكانه ثم اجلسها مقبلاً رأسها وتحدث قائلا.... نامي حبيبتي متخافيش ولا تفكري بحاجه الأيام جايه كتير هنروح من بعض فين،،
فامسك الغطاء ثانياً واضعا اياه عليها بعدما جعلها ترتخي لتستعد إلي النوم وتحرك هو إلي الجهه المقابله لها
اطمئنت غادة وهذا جعل وجهها مبتسم وهي تتحدث إليه وهو يستقل علي ظهره بجانبها قائله... بجد شكراً يا عادل إنك اتفهمت وضعي وما ضغطش عليا،،،
فأقتربت منه واضعه قبله صغيره علي جبينه ورجعت لتستقل مكانها بأمان
تلك القبله جعلته متحمسا ليبدأ خطته الآن ليس بعد فأقترب منها قائلا.... طب بما إن الليله خلاص انضربت تعالي نامي في حضني
نظرت له بقلق فبادلها نظره بريئه فحركها قلبها لتفعل ما طلبه
اخذها بحضنه وبدأ يربت علي ظهرها احست غادة بالسكينه والامان بداخلها فبدأت تخلد إلي النوم إلا وفاجأها عادل بسيل من القبلات في جميع انحاء وجهها حتي وصل لشفتيها حاولت الابتعاد عنه لكنه كان محاصرا اياها بقوة وهذا ما جعلها لم تتمكن من مقاومته أو الفرار منه فأضطرت أخيراً للاستسلام له
مع مرور الوقت بين شد وجذب انسجمت معه وبدأت ليلتهما الأولي بمملكتهما الخاصه بسلام
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وصل الجميع إلي منازلهم بحي الغمري ومر الوقت كثيراً واقتربت الساعات الأولي من فجر اليوم التالي
هنا قد وصل شاهين إلي حي الغمري في الظلام حتي لا يراهُ أحد متجها لمنزل أستاذ فتحي واقفاً بجانب نافذة شقته منتظر خروجه إلي صلاة الفجر فقد استمع لحديثه
مع ابنته بالداخل
فـ هذا الوقت مناسباً حتي يدلف إلي الشقه ويأخذ إيناس بالأجبار كعقاب لوالدها عما تسبب به في احزانه بالسابق فحدث كرم قائلا....
أول ما يخرج فتحي هتدخل انت تخدر بنته وتشيلها بسرعه هكون أنا مدور العربية ونخرج من الحي علي طول تمام
هز كرم رأسه بالموافقه علي حديث
شاهين ثم اردف قائلا... تمام يا باشا اللي تأمر بيه يتنفذ من غير كلام
ابتسم شاهين بشر بعدما أتي بباله فكره شيطانيه فاخبره مردفا وهو يرتب علي كتفه... وعشان اخلاصك ليا من يوم ما اشتغلت معايا هعمل معاك الصح البت اللي هتجيبها من جوه حلال عليك واعتبرها من انهارده بتاعتك لوحدك وخد منها اللي انت عاوزه ووقت ما تحب ترميها ارميها ولا يهمك اصلا محدش هيقدر يجي ناحيتك ولا حتي هي لأنها مش هتقدر تعتب باب الحي بعد اللي هيحصلها ويمكن تنتحر كمان ساعتها هتكون أمك دعيالك
قهقه كلاهما بصوت منخفض حتي لا يسمعهما أحد
ولكنهما لا يعلمان بأن يوجد من سمع حديثهما بوضوح تام
الذي اغضبه كثيراً وجعله يخرج مسرعاً من شقته أخذاً عصي غليظ ليعطي لذلك الشخص ومن معه درساً لن ينساه مدي حياتهما
اقترب الأستاذ فتحي من هذان الرجلان المنحلان اخلاقياً وعيناه تطلق شراراً مما استمع إليه فتحدث بإنفعال شديد عندما علم شخصية ذلك الحقـير الذي يريد فعل ذلك بإبنة قلبه
فوجه الأستاذ فتحي عصاه بوجه شاهين وتحدث بسخط كبير.... بتتفق مع واحد معدوم الأخلاق زيك علي بنتي يا ندل
عارف لو فكرت انت ولا الخسيس اللي معاك تلمسوا شعره من بنتي هعمل فيكم إيه؟
هموتكم بإيدي ولا يهمني من اللي هيحصل بعد كده
قهقه شاهين وتحدث بأسلوب غير مهذب لرجل يُكَبره بسنوات كثيره... وانت بقي فاكر إني هخاف منك واجري بعد الكلمتين الهبل دول،،، مشاور بسبابته اليسري بـ لا
مكملا حديثه بحقد وكراهيه قائلا....أنا مش همشي من هنا غير لما انتقم منك في بنتك واحرمك منها زي ما كنت سبب بحرماني من أكتر انسانه حبيتها في حياتي وخليت قلبي بعدها كله كره وغل وحقد علي أي حد،،مكملا بحزن حاول مداريته.... أنا بسببك قلبي مات
نظر فتحي إليه مستغربا حديثه ذلك وبرغم نفوره منه ولكن أحب أن يعرف مقصده فتسائل بحنق شديد....تقصد إيه بكلامك ده ومين اللي أنا اتسببت بحرمانك منها ودخل بنتي إيه في ده كله؟
أجاب شاهين وهو في قمة غضبه لتذكره ذلك اليوم الذي انتهي به حياته هو ليست حياة الوحيده التي احبها ولم يحب بعدها رغم وفاتها.... فاكر رضوي ولا نسيتها
هنا اتضح لـ الأستاذ فتحي بما كان يعني بكلماته تلك،،، فواصل شاهين حديثه قائلا.... واكيد فاكر آخر يوم أمتحان لها لما كانت جايه تشتري منك حاجه من المكتبه وشوفتها مضايقه وقتها سألتها وقالتلك اني وقفتها علي سلم بيتها وقولتلها بحبك وعاوز اتجوزك يومها اتخنقت معايا وقالتلي أنا لسه في صغيره وما بفكرش في حاجه زي كده وحتي لو كبيره مش انت اللي افكر ارتبط بيه
حياتك مش صح وكلها مشاكل وبعدين خليت باباك ومامتك علي طول زعلانين انك سبتهم واهملت تعليمك ومشيت في طريق غلط عمري ما أحب أكون معاك فيه
وبعد ما سمعتني كل ده سابتني واقف مكاني ودمي بيغلي وقلبي حزين من كلامها
جيت سعادتك قولتلها انها اتصرفت صح وشجعتها بإن لو ضايقتها تاني تقول لابوها وهو يتصرف
انا معرفتش اعدي اهانتها ليا بأن مش أنا اللي تفكر بالارتباط بيه
وخرجت من بيتها وانا بفكر لحد ما وصلت لعربيتي ازاي اداوي قلبي المكسور وازاي ارجع كرامتي اللي اتبعترت بسببها
بعد تفكير كتير قررت اروح لها عند المدرسه واتكلم معاها تاني عشان مش هعرف اشوفها غير بعد فترة لان اليوم ده كان اخر يوم امتحانات وهي مابتخرجش كتير من البيت
وقتها فضلت رايح جاي قدام المدرسه لغاية ما الامتحان خلص البنات بدأت تخرج من البوابه ساعتها هي كانت وافقه في حوش المدرسة وشافتني واقف بره جات تتخانق معايا قالتلي امشي بدل ما ازعق والم عليك الناس
ماهمنيش كلامها ومسكتها من ايدها وقولتلها طب تعالي اركبي معايا العربيه نروح في حته نتكلم براحه
شدت إيدها من علي إيدي وكلمتني بصوت عالي إني ازاي اعمل كده واقولها كلام زي ده
ولما صممت انها تيجي معايا نتكلم ضربتني بالقلم وهي بتقولي إن كلامك ليها صح ولازم تقول لباباها وراحت ماشيه وسيباني ثواني ورجعت فقالتلي مش هتقول لابوها بس ديه هتقول لابويا وحي الغمري كله عشان ما ادخلهوش تاني
وبدأت الناس اللي واقفه تاخد بالها وتقرب مننا روحت سبتها ومشيت وانا مش شايف ولا سامع غير رفضها واهانتها ليا ركبت عربيتي وقعدت اخبط علي الدركسيون بعصبيه عشان اهدي
شوية ولقيت ضحي بتقرب من رضوي وبتسألها مالك ساعتها لقيت نفسي بشغل العربيه وماشي في الاتجاه المعاكس للطريق ونفس الوقت رضوي بتعدي وهي متنرفزه ومش واخده بالها من العربيات اتفاجئت انها قريبه مني أوي جيت ادوس علي الفرامل عشان اوقف العربيه لكن للاسف كان خلاص فات الأوان وخبطها وقعت علي الارض والدم بقي حوالين منها
في اللحظه ديه الدنيا ضلمت في عيني وحسيت إني في حلم
ماعرفش إيه اللي خلاني اكمل الطريق ومنزلش الحقها يمكن ارتبكت أو خوفت أنزل واشوفها وهي بتفارق الدنيا بسببي
أمسك الأستاذ فتحي ثياب شاهين بكفيه وبدأ يدينه علي قتل رضوي فمهما كانت الأسباب التي ادت لذلك فـ هو قاتل حقير وجزاءه الإعدام فواصل حديثه بأنه سيخبر والده بل وجميع سكان الحي بأنه هو من قتل رضوي ابنة محسن
أنزل شاهين يده بقوه وحدثه بحنق مفتعل بعدما اخرج سكين حاد متواجد داخل حذاءه قائلا.... مش هتلحق تقول حاجه لانك هتموت دلوقت،،
فعل شاهين ما قاله وادخل تلك السكين اللعينه بالرئه اليسري وحدث ذلك تزامناً مع خروج إيناس من باب المنزل التي توقفت عن الحركه من هول المنظر
فقد رأت والدها يختل توزانه ثم وقع ارضاً فاقت مسرعه واتجهت إليه وجثت بجانبه تحاول التحدث معه
اما شاهين لم ينتظرها كثيراً علي هذا الحال فوضع يده علي فمها وبدأ في سحبها بعيداً عن والدها ليدخلها سيارته وينطلق بها خارج الحي
احس والدها بأن ابنته بخطر حاول الدفاع عنها والتمسك بها ولكن بلا جدوي فقد توقف عن الحركه رغما عنه
اما إيناس لم تتوقف عن محاولة الافلات منهما بينما ساعدها أكثر دلوف أحد لداخل الحي بنفس الوقت وكانت هذا الشخص سميه صديقتها المقربه رغم انها لم تأتي من عملها بهذا الوقت لكنها احست اليوم بأرهاق فاستأذنت لتذهب إلي المنزل قبل انتهاء وقت العمل بأربع ساعات
هي لم تنتبه اليهم لانهم بعيدين عنها بمسافه لم توضح لها ما يحدث توافق هذا مع دلوف المصلين إلي المسجد فآذان الفجر اقترب كثيراً
تأكد شاهين وكرم بأنهما بمأزق كبير ويجب عليهما الفرار الآن بالفعل تركاها خوفتاً أن يفتضح امرهما ويراهما أحد فـ إيناس لم تري ملاحمها نهائياً فحالتها صعبه للغاية
لذلك لم تركز بأي تفاصيل حولها
اتضح لـ سميه بأن أحد يجلس علي الأرض بوسط المنطقه مع لفت نظرها لشخصان يجريان بالطريق المعاكس لمدخل الحي وبعد ذلك استقلا سيارة تصف جانبا وتحركا بها بسرعه رهيبه لذلك لم تري تفاصلها فقد اختفت من امامها سريعاً
احست سميه بوجود شئ مريب فتقدمت بخطوات مسرعه وتبين لها من التي تجلس أرضاً شارده بثياب شبه ممزق
صرخة باسمها بصوت عالي..... إينـــــاس،،
ثم جثت علي ركبتها وامسكتها من ذراعيها فـ إيناس لم تكن واعيه رغم سقوط دموع صامته من عيناها بكثافه
بدأت تهز جسدها وتضربها علي وجنتها ضربات خفيفه حتي تفق وبنفس الوقت تحدثها بريبه..... إيناس وفقي ماتخوفنيش عليكي،، قوليلي إنتي قعده هنا ليه؟
ومين اللي عمل فيكي كده؟
لم تجد سميه أجابه ولكن بعد محولات معها أخيراً استجابت وبدأت تسترد واعيها قليلاً وهي تنظر لـ سميه وتتحدث بصوت ضعيف قائله... بابا،، بابا مات
شهقت سميه غير مصدقه مما تفوهت به صديقتها فتسائلت بخوف...إيناس إنتي بتقولي إيه وعمي فتحي فين؟
نظرت إيناس بأتجاه امتداد جسد والدها الذي كان يبعد عنها بخطوات قليله ثم زاحفة إليه عندما تذكرت ما حدث منذ قليل
فـ سميه لن تنتبه إليه عند دلوفها الحي فالضوء منخفض بهذا الموقع في ذلك الوقت
تحركت هي الاخري لمكان تمدده بخطوات ثقيله وفزع شديد
بينما إيناس امسكت يد والدها وقبلتها ثم تحدثت إليه بعدما وضعت رأسه علي قدماها كأنه نائم علي فراشه....بابا حبيبي يلا قوم عشان تصلي مع انوس حبيبتك مش انت معودني علي كده زي ما كنت بتعمل مع ماما بعد ما ترجع من المسجد،،، يلا حبيبي الصلاه هتفوتنا
فأمسكت يده مره ثانيا لتحسه علي النهوض ولكن دون جدوي
جثت سميه علي ركبتيها ودموعها غارقه وجهها فقد تبين لها وفاة الأستاذ فتحي بالفعل بعدما وجدته بتلك الحالة ولكن لكي تتأكد وضعت اذنها موضع قلبه الذي توقف عن النبض وفارق الحياة فالدماء تغرق ثيابه بغزاره
ربت سميه علي كتف إيناس لتتوقف عما تفعله قائله.... كفايه حبيبتي عمي فتحي مش هيرد عليكي قومي يلا مش هينفع اللي انتي بتعمليه ده
نظرت إيناس لها بإبتسامة ضائعه...
استني يا سميه شويه،،، بابا حبيبي هيقوم دلوقت هو بيحبني ومش هيخلني ازعل منه،،،،فألقت النظر إليه مره اخرى قائله....يلا يا بابا يلا حبيبي قوم معايا
هنا لم تقدر سميه علي التماسك كثيراً فتحدث بصوت غاضب حتي تفيق تلك التائهه التي لم تريد تصديق وفاة والدها.... إيناس عمي فتحي مات مات واللي انتي بتقوليه ماينفعش قومي معايا يلا
توقفت إيناس عن الحديث المبهم فـ هي لم يعد لديه القوة لتتحمل رفض معرفتها بحقيقة وفاة والدها أكثر من ذلك فصرخة وهي تناديه بصوت باكي جعل جميع من تواجد بنفس المكان انتبهوا إليها واتوا في عُجاله وهي تردف قائله.... بابــــــــــا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
علي الجانب الآخر مازال شاهين وكرم داخل السيارة بطريقهما الي المحافظه التي اتان منها فكلاهما لن يهتمان بما فعلاه بحي الغمري فقلب كلاهما لا يوجد به أي نوع من الشفقه ولا ذره من الرحمه علي أحد
ولكن كل ما يشغل بالهما امران هما عدم معرفة أخذ إيناس بالقوة وأن يوصلان دون رؤية أحد لهما
داخل المحافظه الذي يبحث بها شاهين عن الآثار يوجد شخص بين رجاله من سكان القرية تظاهر أنه يحب المال كثيراً ويريد جلبه بأي طريقه حتي لو كانت غير شرعيه ولكن في الحقيقه لم يكن هكذا
بل كان يخدعهم حتي يعرف عنهم معلومات بأسرع وقت
جمع هذا الشخص ما يفيد الشرطه وذهب اليهم وابلغهم بجميع ما تبين له فطلب منه مأمور القسم بعدما ابلغ رؤساؤه داخل مديرية الأمن بالمحافظه أن يراقب تحركات شاهين وافعاله ويبلغه علي الفور
ولكن عند خروج شاهين وكرم اليوم من القرية لم يراهما ذلك الشخص لحرسهما الشديد
بينما احس بغيابهما فابلغ المأمور الذي أمر بنصب كمائن وزرع أشخاص علي جميع الطرق المأديه إلي القرية دون لفت النظر اليهم فمن المؤكد رجوع شاهين في وقت قصير لاستكمال مهمة التنقيب عن الآثار
بعد ساعات من الإنتظار ومع أول خيوط صباح اليوم التالي رأهُ شخص من معاونين الشرطه وابلغ المأمور بوصول شاهين بالطريق المأدي إلي القرية فأمر بالتشديد المكثف علي مراقبته حتي يتم القبض عليه متلبساً بجريمته
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عودة إلي الحاضر
اقتربت الساعه إلي التاسعه صباحاً أمام المشفي التي يتم به غُسل الأستاذ فتحي بعدما أمر وكيل النيابه بدفنه بعدما ابلغه الطبيب الشرعي سبب الوفاة بجانب سرعة القبض علي الجناه لمحبستهم علي فعلتهم تلك
خارج المشفي يقف رجال الحي في انتظار خروج الجثمان
اما ابنته لم تعي بما يحدث حولها غير أن والدها تركها ورحل مثل والدتها
بينما السيدة محاسن والدة يوسف حاضنه اياها ومعها سيدات الحي حتي يسنداها في تلك الفجعه ويأزراها بهذه المصيبه
فـ حي الغمري بأكمله حزن علي رحيل ذاك الرجل الخلوق بهذه الطريقه البشعه فالجميع يحبونه إذا كان داخل الحي أو من زملائه في مهنة التدريس رغم انهاء فترة عمله بها لكنه كان علي التواصل معهم إلي ليلة امس
لحظات قليله وخرج النعش محمول علي اكتاف شباب الحي وبالمقدمه يوسف ويحيي وبعد حوالي ساعة ونصف وصل الجميع إلي مقابر العائله المتواجده داخل مسقط رأس الأستاذ فتحي
مر نصف الساعه وتم الدفن وبدأ التعازي بالمقابر كما طلب الأستاذ فتحي من الحاج رشاد والحاج سمير وأيضاً المعلم علي قبل وفاته بأيام بجانب امور اخري
بدأ المتواجدين في المقابر بالرحيل حتي تبقي يوسف وايناس التي تنظر إلي مدفن والدها من بعيد ولم تنطق بكلمه بل تتساقط دموعها فقط
قلق يوسف عليها فمظهرها يخيف حقا فعدم تحدثها بتلك الفاجعه اسوء بكثير
تحمحم حتي تنتبه إليه بالفعل نظرت له بعيون ضائعه كأنها ضلت طريقها
فربت علي ظهرها وحدثها بهدوء قائلا.... يلا بينا يا إيناس شكلك تعبان يلا عشان ترتاحي شويه
هتفت بضيق ظفيف.... ازاي عايزني امشي واسيب بابا لوحده هنا امشي انت لوحدك انا هقعود مع بابا
تفهم يوسف بأنها لم تستوعب حتي
الآن فقدان لوالدها فأحب أن يفقها حتي لا تتأثر بالنقيض بعدما يتضح لها الأمر فأكمل حديثه بصراحه شديده وهو ممسك بيداها ناظرا بعينها قائلا..... عمي فتحي مات يا إيناس ارجوك فوقي عشان خاطري هو مش هيرتاح في قبره لو فضلتي علي كده
حبيبتي ده أمر الله ما ينفعش نعترض عليه وحق عمي فتحي مش هنسيبه يروح هدر واللي عمل في كده لازم يتعاقب بس فوقي انتي عشان اقدر أكمل أنا بقوي بوجودك يلا حبيبتي
اقنتعت إيناس بحديثه ولكنها طلبت منه أن تتحدث مع والدها ثم ترحل معه
توجهت لمقبرة والدها والقت عليه السلام ثم عتابته برحيله عنها فتحدثت بدون صوت قائله....
أبي لما تركتني ورحلت الم يألمك قلبك لاجلي
أنا مشتاقه إليك الم تشتاق الي مثلي
فقد سكن الحزن قلبي علي فراقك
ولم اعد اريد هذه الحياه فكم كرهتها بدونك
كم اتمني إن ترجع لي لو لحظه لارتمي بحضنك واري عيونك
وأخيراً ارقد يا حبيب ابنتك بسلام لحين القاك في جنة الرحمن
وبعدما انتهت اتجهت لوقوف يوسف الذي ادخلها تحت ذراعه متحركان لخارج المقابر مستقلان سيارة يحيي الذي مازال هو وسيف وسناء منتظرهما ثم رحلوا جميعاً
بعد مرور ثلاث أيام داخل شقة أستاذ فتحي يجلس كلاً من الحاج رشاد والحاج سمير والمعلم علي ويحيي ويوسف وسيف والحاجه محاسن التي لم تترك إيناس منذ وفاة والدها لأمر هام مثلماً ابلغهم الحاج رشاد الذي وجه حديثه لـ إيناس قائلاً.... والدك رحمة الله عليه بلغني أنا وعمك سمير وعمك علي إن توفاهُ الله قبل جوازك من يوسف تروحي تعيشي معاه ومع والدته لغاية ما تتجوزه
بس لما لقيتك تعبانه قولنا نستني لما تهدي شوية
استغربا كلاً من يوسف وإيناس من الطلب هذا فتسائلت باستفسار.... ازاي يا عمي بابا يقول كده؟
وضح لها الحاج رشاد أن اصرار والدها علي عقد القران كان لهذا السبب لاحساسه الشديد بأنه سيرحل قريباً
بعد مجادلات من إيناس ومحاولات اقناعها من جميع الحاضرين وافقت أخيراً وقامت لتجهيز حقيبة ملابسها للذهاب إلي منزل والدة يوسف ولكن قبل ذلك ستتجه إلي قسم الشرطه حتي تدلي بأقولها عما رأته وسمعته يوم مقتل والدها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد مرور أسبوع من الحادث داخل مكتب المحاماه الخاص بـ حمزه كامل الذي انهي الإتصال للتو مع والدته بعدما اخبرته بأنه يجب عليه الذهاب إلي المنزل الآن فقد تأخر عن موعد الحضور لأكثر من ثلاث ساعات
بينما ابلغها سبب تأخيره هذا لكثرة انشغاله بالمكتب ليس إلا
ورغم ذلك انصاع لطلبها علي الفور بعد الإعتذار منها وبدأ التقاط أشياءه من علي سطح المكتب ليستعد إلي الرحيل واثناء ذلك سمع طرق علي باب مكتبه فسمح بالدلوف
دلفت السكرتيرة وتدعي راندا فاردفت قائله....أستاذ حمزه في آنسه بره عايزه تقابل حضرتك
نظر حمزه في ساعة يده فوجد الوقت يقترب من الحادية عشر والنصف فتحدث بإستعجال قائلاً....
اعتذري منها وقولي لها تيجي بكره علي الساعه تمانيه لأني مش هقدر استني أكتر من كده ولازم امشي حالاً
تفوهت راندا قائله.... تمام حضرتك بعد إذنك،،،، بالفعل خرجت راندا واغلقت الباب وراءها
لحظات قليله وسمع حمزه صوت مرتفع يأتيه من الخارج فتح الباب سريعاً ليعرف ما مصدره بالظبط ولكنه تفاجئ عندما علم من تلك التي تتشاجر مع سكريترته مردفه بغضب.... ازاي امشي واجي بكرا أنا بقول لك عايزه استاذ حمزه ضرورى،،
لو سمحتي ادخلي قوليله تاني أنا مش همشي غير لما اقابله
اخبرتها السكرتيره انها ابلغته بالفعل ولكنه اعتذر لضيق الوقت فعليه المغادره من المكتب الآن
استشاطت تلك الواقفه امامها غضباً أكثر مما كانت عليه وتحدثت بإنفعال شديد قائله...
ادام مش عايزه تخليني اقابله أنا هدخل غصب عنك،،، فتحركت باتجاه المكتب ولم تعير اهتماما لمناداة السكرتيره عليها ولكنها توفقت عندما وجدت حمزه امامها وينطق اسمها بعدم تصديق.... سميه
بعدما رأته وسمعت صوته انهمرت الدموع من عيناها وكأنها ووجدت شئ تفتقده منذ زمن بعيد
ارتجف قلبه قلقاً عليها واقترب منها أكثر وتساءل بخوف ظاهر بصوته..... بتعيطي ليه طمنيني عليكي؟
ولكنها لم تخبره بشئ ولن تتوقف عن البكاء
فوجه نظره إلي السكرتيره وطلب منها إبلاغ عم حسني عامل البوفيه بإحضار كوب من عصير الليمون ومعه فنجان قهوه له إلي مكتبه
اومأت له راندا بأحترام وتحركت لمكتبها لتهاتف البوفيه وتبلغ بما طُلب
فحدث سميه طلباً منها التقديم للدلفوف داخل المكتب
انصاعت سميه وتحركت بالفعل
ثم توجه حمزه لوقوف راندا وطلب منها عدم الرحيل هي وعم حسني حتي ينتهي من تلك المقابله
دلف حمزه إلي المكتب هو الآخر واغلق الباب متقدماً من مقعد مكتبه الخشبي مشاورا لـ سميه بالجلوس امامه
جلست وهي تتحدث بشهق متقطع بسبب البكاء تعتذر منه لعدم أخذ موعد سابق للحضور هنا بجانب تحدثها مع السكرتيره بصوت مرتفع
لم يهتم حمزه لكل ذلك فأخرج منديلً ورقياً من جيبه معطياً اياه لتزيل دموعها وتهدأ قليلا لأنه يريد معرفه سبب حالتها تلك فتحدث بأهميه سائلاً.... آنسه سميه ممكن تحكي لي في إيه بالظبط؟
اجابت سميه بعد صمت دام ثواني وهي تمسح دموعها لتشجع حالها علي التحدث..... أستاذ حمزه أول حاجه عايزه اقول لها لحضرتك أنا مش شغاله ممرضه
نظر إليها بحاجبان مقوسان يدلان علي استغرابه من حديثها هذا فتسائل بفضول ولهفه.... اومال إنتي شغاله إيه؟
هتفت ورأسها مطأطأ لأسفل... أنا شغاله في ملهي ليلي من فتره كبيره
نظر حمزه بعيون جاحظه وصوت غاضب قائلاً.... رقاصه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية وبك القلب يحيا) اسم الرواية