رواية وبك القلب يحيا الفصل السابع و الاربعون 47 - بقلم زوزو مصطفى
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبك القلب يحيا
زوزو مصطفي
♡♡♡♡♡♡♡
&&&البارت السابع والاربعون، الاخير &&&
نظر يحيي له وعيونه جاحظه فـ هو غير مصدق ما استمع إليه
فتحدث هاتفاً.... بقي كده، ماشي
يا بنت ابويا
حدثهُ عمرو بقلق بعدما رأي تغير ملامحه الغير مفهومه.... يحيي ما تقلقنيش عليك، مكملا بتساؤل... ناوي علي إيه؟
ابتسم يحيي إليه وهو يضع يده علي كتفه قائلاً... ناوي علي كل خير، ما تقلقش أنت بس، وهتشوف بعينك
المهم احكي لي بالتفاصيل اللي سمعته
هدأ عمرو من توتره بعدما رأي ابتسامة أخيه فبدأ يقص عليه ما حدث قبل ثلث الساعه من الآن مردفاً...
بعد ما دخلت ضحي وأمل وسناء جوه الشاليه بشويه صغيره ماما ندهت عليا وطلبت مني ادخل اخد من اختك علاج الضغط بتاعها لإن ميعاده قرب وبعدين ـــــــــ
داخل الشاليه:
عند دلوف الثلاث فتيات إلي الغرفه ارتمت ضحي علي الفراش ناظره لاعلي بعيون لامعه وابتسامه تزين شفتاها وتُنير وجهها
فالدنيا لم تسعها من الفرحة
كم حلمت بتلك الليله لتكن عروس لحبيبها
وهاجاء اليوم والحمد لله تحقق حلمها
هي الآن لم تتذكر هذه الفتره المؤلمه التي عاشتها دون يحياها
فالالم زال والحزن رحل والوجع انتهي بعد رؤيته امامها
وبرغم ابتعاده عنها وعدم محادثته لكن كان قلبها يطمئنها دائما بأن لم تكن تلك النهايه
فحبهما ليس بعادي بل يُشبه شئ مستحيل حدوثه ولكن شاء القدر وحدثت المعجزه وتحقق بفضل الله
فكيف يستغني الحبيب عن حبيبه بهذه السهوله
انتبهت لمن تُحدثها بعدما لكزتها بذراعها قائله....ممكن الأميرة تنزل لنا علي الأرض شويه بدل ما هي طايره فوق كده
ضحكت ضحي ثم تحدثت وهي تعتدل من تسطُحها... عقبالك يا سنسن لما تكوني طايرة زي كده
اردفت سناء وهي ترمقهما بنظرات غاضبه وكانت لـ أمل النصيب الأكبر منها فـ هي متمدده بالفراش المقابل لهما متحدثه بتهكم.... عقبالي إيه ياختي،بقي انتِ عايزاني امشي ورا كلام الست أمل وابوظ أحلي ليله في عمري وهو أنا عبيطه زيك
علي فكره يا دودي هتندمي علي اللي بتعمليه، الليله ديه مش هتكرر تاني
اعقلي يا بنت الناس وعرفي يحيي إنك مش زعلانه منه
هبت أمل من جلستها متجهه لجلوس سناء فبالمقابل قامت سريعاً لتختبئ وراء ضحي التي تحاول انقاذها من إفتراس أمل لها ولكنها لم تتمكن من ذلك لكثرتها في الضحك من مظهرهما
فتمكنت أمل من مسك يد سناء بأسنانها اما الأخيره اخرجت يدها بإسراع وباتت تُدلكها وتغيظها بأنها لم تُؤلمها بشده، مكمله دون انتباهها عما ستتلفظ به... حظك يا أمل إن إيناس سلفتي حبيبتي مش معانا كانت خدت حقـ...،
توقفت سناء عن إكمال حديثها بعدما ادركت خطأها أمام ضحي فإثنيتهما لم يبلغاها عن ما حدث مع إيناس ووالدها
فـ ضحي لو علمت بما حدث لكلاهما ستحزن كثيراً لذلك نبه يحيي علي الجميع عدم إخبارها بتفاصيل وفاة الأستاذ فتحي
بينما هو سوف يعلمها في وقت لاحق
تساءلت ضحي بإهتمام...صحيح يا بنات كل ما أسألكم علي إيناس ما جتش ليه ماحدش بيرد عليا، هو في حاجه ولا إيه؟
تحمحمت أمل وتحدث بجدية حتي لا تشعر ضحي بشئ... أبداً يا عروسه، مافيش حاجه الحكايه ومافيها إنهم كانوا جايين معانا بس عمي فتحي تعب مرة واحدة بسبب السكر، عالي عنده فمقدرش يجي وقال لـ إيناس روحي إنتِ معاهم فطبعاً ما رضيتش تسيبه راح يوسف وطنط محاسن قالوا وإحنا كمان هنقعد معاكم عشان لو احتاجتوا حاجه
ويوسف إتصل علي يحيي وإعتذر منه
ما إنتِ عارفه إيناس لما باباها بيتعب ما بتعرفش تتصرف
حزنت ضحي علي مرض أستاذ فتحي فكم تحترمه وتقدره وبالمقابل كان يُبادلها هذا بحب مثل إبنته
وبرغم ذلك سعدت لتواجد يوسف ووالدته بجوارهما فطلبت من سناء أن تُهاتف إيناس لتطمئن علي والدها
تلجلجت سناء لكونها لن تعرف بماذا تجيب؟
ولكن هتفت أمل كي تُنقذ الموقف حتي لا تلفت نظر ضحي لشئ قائله...
ابقي كلميها بعدين المهم دلوقت تخليكي زي ما إنتِ مع يحيي، يعني ما تدلهوش ريق حلو،
هنا تنهدت سناء لمرور الموقف بسلام، بنفس اللحظه يقف عمرو أمام باب الغرفه يستعد للطرق عليه حتي يُسمح له بالدلوف لأخذ علاج والدته من أمل
ولكن توفقت يده عن ذلك بعد سماعه لكلمات ضحي التي تردفها بهيام وحب عن ذاك المتيمه بعشقه قائله...
أنا لو عليا يا مولي عايزه أجري عليه واترمي في حضنه من أول ما شوفته وهو جي ليا عند محطة الاتوبيس وبيعتذر لي
كنت هقول له أنا ما اقدرش أزعل منك، ده كان قلبي يخاصمني فيها العمر كله
هو الوحيد اللي كان بيطبطب عليا وانت بعيد عني وطمني إنك لا يمكن تقدر تنساني
عشان متأكد لو حصل عكس كده ساعتها مش هنعرف نعيش من غير بعض لان حبنا زي البذرة اللي بتتزرع في الأرض لا يمكن تكبر وترعرع من غير المياه والهوا لان ما ينفعش تستغني عن حاجه منهم هما الٕاتنين
أعجبت سناء من وصف حب صديقتها لزوجها فإتجهت إليها وإحتضنتها مربتة علي ظهرها وهي تهتف بسعادة... ايوه كده يا دودي فرحتي قلبي بكلامك
فخرجت من حضنها بوجهها المُبتهج مكملة... أنا هروح أجيب يحيي عشان تتكلمي معاه وتخرجي كل اللي في قلبك ونخلص بقي من حرق الأعصاب اللي احنا فيه ده،
ثم وضعت قبله علي وجنتها مواصله حديثها قائله.. ربنا يسعدكم حبيبتي
بالفعل تقدمت سناء إلي الأمام حتي تفتح باب الغرفه،
أما بالخارج إبتعد عمرو خطوتين عن الباب ولكنه رجعهما مره أخري بعدما استمع أمل تهدر بـ سناء قائله... اقفي عندك يا سناء رايحة فين
وقفت سناء مكانها ولكن دون النظر لـ أمل لإستيائها مما ستستمع إليه الآن
بينما التفت الأخيره لها ناظره داخل عيناها بإبتسامه سمجة
متحدثة بتهديد بأن فعلت ذلك ستقنع والدتها بتأخير موعد زواجها بـ سيف ما يقرب من العام والنصف حتي تشفي تماماً حرصاً علي سلامة صحتها لعدم حدوث مضاعفات لديها مثل صديقة لها بنفس حالة سناء
اغمضت سناء عيناها لمعرفتها الشديده بأنها ستفعل هذا ووالدتها ستصدق علي حديثها لحبها الشديد لها لذلك تراجعت عن ما كانت ستفعله
حاولت ضحي اقناع أمل حتي تكُف من اصرارها القوي هذا وتذهب إلي يحيي وتوضح له كل شئ وينتهي تلك التوتر السائد علي الجميع
فرفضت أمل حديثها هي الاخري مهددة اياها إن ارتجعت عن اتفاقهما ستمثل أنها مُتعبه وتُريد الذهاب إلي المشفي وهذا سيجعل الحفل ينتهي سريعاً دون زفاف
غضبت ضحي من عِناد أمل فتحدث قائله... اوووف يا أمل عليكي، يا حبيبتي كل اللي يحيي عمله ده معايا أنا، وأنا مسامحة، إنتِ بقي زعلانة ليه؟
أجابت أمل وهي تقف أمام المرآه تظبط حجابها... عشان ما قاليش الحقيقه وخبي عليا وأنا كل يوم كنت بعيط بسببك وخاصمته عشانك،
ثم التفت لتري ضحي وسناء ينظران لها بإستشاط واثنتيهما عقدتا ذراعهما أمام صدرهما
فحقا إرتعبت من مظهرهما وكادت تضعف وتطلب من إحداهما مهاتفة يحيي ليأتي سريعاً وتعترف له بكل شئ ولكنها ادعت اللامبالاه وأكملت ما تفعله قائله... هاه يا حلوين هتسمعوا الكلام ولا أبدأ فاللي قولتلكم عليه
أيقنت الفتاتان بأن أمل لن تتراجع في حديثها وانتهي الأمر
واصلت أمل حديثها قائله... عموماً قبل الفرح ما ينتهي بنص ساعه أنا بنفسي هقول لـ يحيي الحقيقه، يبقي كده عداني العيب صح
لم تُجيبا الفتاتان بل تنظران إليها فقط
اما بالخارج قد إتضح لـ عمرو الصورة كاملة، فإنتظر لبرهة ثم طرق علي باب الغرفه اتاهُ صوت شقيقته تتساءل من بالخارج وبعدما اخبرها بذاته طلب منها ما يُريده
بالفعل أحضرته وفتحت الباب وأعطته إياه دون أن تنتبه بأنه من الممكن إستماعه لحديثهن بالداخل
بعدما إنتهي عمرو من سرد ما حدث طلب منه يحيي الذهاب إليهن مره أخري مطالباً منهن الخروج لإستكمال الحفل
إتجه عمرو لمقصده وخرجت الفتيات وبدأت مراسم الحفل مره أخري ولكن بإحساس مختلف بالنسبه لـ يحيي
فقد إنتهي حزن قلبه الذي دام لأشهر عده
فبذلك التغير المُضاد يُلح عليه فؤاده أن يذهب لجلوس محبوبته لإسكانها بين أضلاعه حتي يسبحان سوياً في بحر حبهما الذي غرق فيه ولن يُريد إنتشاله منه بل يُريد إبقائه بداخله معها مدي الحياة
تجلس ضحي بمفردها علي المقعد المزين الخاص بها وبـ يحيي الذي يراقبها من بعيد وهي تختلس النظرات إليه اعتقاداً منها أنه لم يراها
نظرة إندهاش ممتعه تصدر من عينان يحيي مما تفعله إمرأته بل طفلته الخجولة التي كبرت أمام عينيه يوماً بعد يوم حتي بات يعشق معرفة تفاصيل يومها
فقد إقتحمت قلبه بجمالها وخجلها المميت المُمتزج برقة وبراءة طفلة بعمرها السادس
في هذا اللحظه تذكر يحيي تلك الغنوه التي تحبها زوجته منذ أن بدأت ترأهُ فتي أحلامها مثلما وصفت له مشاعرها من قبل
إتجه يحيي نحو مسؤول الدي چي طلباً منه تشغيل تلك الغنوه
اومأ له المسؤول بالموافقه ثم بدأ بالبحث عنها
تحرك يحيي بإتجاه ساحرته الشقيه مع بدء صعود صوت الموسيقى الخاصه بالغنوه
اما ضحي انتبهت نحوه بوجهها الذي يعبر عن مدي سعادتها لسامعها هذه الغنوه التي تحبها كثيراً لدرجة انعقدها انها مكتوبه خصيصاً لها ولمحبوبها
اقترب يحيي منها وهو يمد يده لها
فامسكت ضحي كفه دون إرداتها فكم اذابت حصونها بسبب ذلك الشعاع الظاهر داخل عيناه المُتيمه بهما
تحركا سوياً إلي منتصف الحفله وسط الحضور مع ظهور صوت المطربه تغني قائله...
من حبى فيك يا جاري، يا جاري من زمان
بخبي الشوق وأداري، لا يعرفوا الجيران ـــــــــــ
مازال يحيي ممسك يد شمسه مشجعاً اياها وهي تُدندن بصوت منخفض لا يسمعه أحد غيره مع المطربه لمعرفته القويه بحبها الشديد لتلك الغنوه
تمايلت ضحي وهي تغني ناسيه تواجد من حولهما الذين يصفقون بوجوه مبتسمه لهذا الثنائي الرائع
فحدثها يحيي بجانب أُذنها قائلاً....
عشان تفتكري اليوم ده كويس وتتأكدي إني عارف كل تفصيله عنك ولا يمكن في يوم انسي حاجه ولو صغيره تخصك
توقفت ضحي عن ما تفعله فقد اخافت بشده عندما فسرت كلماته بأنه سيفعل ما طلبته منه منذ ساعات محدثه حالها...
احقاً سينفذ ما قُلته له!!
ماذا صنعتي بحالك ايتها الغبيه البلهاء؟
اود اخبرك بالحقيقه الآن، فإن حدث ذلك ستموتين في الحال
هيا افعلي شئ حتي لا تندمين بعد فوات الأوان
وتظلي بقية حياتك تبكين علي بُعد
مُحتل قلبك فارس الأحلام حب عمرك أبن الجيران
فجاءت لتعترف بالحقيقه كامله اسكتها يحيي بوضع يده علي شفاتها التي جعلته يحتاج لضمها بقوه لكنه تماسك لاخر لحظه حتي يكمل ما يُريد إحداثه قائلا...
خلاص يا شمسي قصدي يا ضحي كل اللي طلبتيه هنفذه
أنا اهم حاجه عندي تكوني سعيده حتي لو ده هيكون سبب حزني
التفت ضحي حولها لتنادي علي أمل كي توضح لاخيها كل شئ لكن لم تجدها
اما يحيي يعلم بما يدور بذهنها ولكن أحب أن ينتقم منها بحق تلك الساعات الذي مر بها من وقتما اخبرته بقرارتها الصعبه بالنسبه له
توقفت الغنوه وبدأت اخري فتحرك كلاهما بعدما نبهها يحيي الذي يتراقص قلبه من سعادته بحب زوجته إليه فكم كان وجهها حزين ظناً منها انهما سيفترقان
بينما ضحي قلبها يصرخ من الندم علي ما فعلته بيحياها
مر نصف الساعه واعلن عمرو عن فتح البوفيه الملئ بما لذّ وطاب من الاطعمه والمشروبات والحلويات أيضاً
قام الجميع بعدما طلب منهم الحاج رشاد القدوم إلي المائده المفتوحه
ثم بدأوا بتناول ما يرغبون به
يحدث كل ذلك وضحي شارده بمكانها فقد وِضع امامها مائده صغيره مليئه بأطباق شهيه كثيره لها ولـ يحيي الذي لم يتواجد بالحفل
فقد دلف داخل الشاليه وتحرك عمرو ناحية شقيقته أمل الذي مال علي أُذنها محدثها بصوت منخفض قائلا...
مولي قومي معايا من غير ما حد يحسن يحيي تعبان جوه ومش عارف أعمل إيه؟
انتفضت أمل بقلب مرتعب علي شقيقها متسائله بتلعثم...
يحيي ماااله يا عمرو؟
مكمله بترجي.. اتكلم ارجوك
اخبرها عمرو ألا ترفع صوتها حتي لا ينتبه أحد لهما بالأخص والديهما
طلباً منها النهوض سريعاً للحاق به
قامت بقدمين يرتجفان من شدة رعبها علي يحيي
اقبل عليهما سامر متسائل بخوف من مظهر وجه زوجته... مالك يا مولي حاسه بإيه؟، طمنيني عليكي
جاءت لتخبره بمرض يحيي ولكن تحدث عمرو سريعاً مردفاً...
ماتقلقش يا عم سامر ، ابنك بيدلع علي أمه شويه، هي بس عايزه تدخل جوه ترتاح شويه
مكملاً، فأنا كنت داخل أصلاً، اجيب حاجه لـ يحيي فقلت أعمل جِميل في ابنك عشان اذله بيه لما يجي بالسلامه
ابتسم سامر ولكن مازال وجهه قلق عليها فطلب من عمرو ترك أمل له
ويذهب هو لإحضار ما يُريده
ولكن الأخير صمم علي رأيه
بجانب الفات نظر سامر بعدم ترك المدعون حتي يأتي له
اكدت أمل علي حديث عمرو الذي لكزها بخفه لاقناع زوجها بما قاله فطمئنت اياه انها بخير وسوف تتسطح عشرة دقائق علي الفراش وستأتي إليه مسرعه
حاول سامر إقناع حاله قليلاً فتحرك كلاهما إلي الداخل واتجه هو لمائدة الطعام ليهتم بالحضور
عندما رأت أمل، يحيي ممدد علي الاريكه بعينان مغلقه ركضت إليه بزعر وقلب يملأه الخوف ثم جثت أرضاً مقابل له واضعه يدها علي جيبينه واليد الاخري ممسكه بيده الثانيه متحدثه إليه بقلق وتساؤل...
يحيي، طمني عليك فيك إيه؟
لم يجيبها، فارتعبت كثيراً ظناً بأنه فاقد الوعي
التفت إتجاه وقوف عمرو خلف الباب مباشرةً الذي أغلقه فور دخولهما طالبه منه بعيون باكيه إحضار سامر سريعاً ليطمئنها علي شقيقها
لم يتحرك عمرو ولم يجيب أيضاً
استغربت من حالته وعدم تنفيذ ما طلبته جاءت لتقف حتي توبخه علي ذلك إلا ووجدت من يشدد علي كف يدها ويحدثها بتأنب...
بقي تعملي كده في اخوكي حبيبك يا مولي، لا وكمان بتعيطي عشاني، فعلاً صدق عمرو لما طلع عليكي أمينه رزق،
جذبت أمل يديها من يد يحيي وهبت واقفه بحنق شديد من كلاهما فإثنيهما يضحكان عليها فهتفت بضيق قائله... بجد انتو الاتنين ارخم من بعض وأنا هروح اقول لبابا عشان ياخد حقي منكو،
اتجهت ناحية الباب لتفتحه ولكن لن يتحرك عمرو من مكانه
اما يحيي وقف امامها سائلا إياها...
طب هتقولي لبابا عملنا فيكي كده ليه وعشان إيه؟
صمتت أمل قليلاً لعدم معرفتها بماذا تخبره حقاً، ولكنها اجابت بعدها بثوان... هقول عشان ولادك رخمين، وبابا عارف كده كويس وهيجبلي حقي
أمسك يحيي أسفل وجهها مبتسماً قليلاً مكملاً حديثه بتهكم...برافو يا أمل فعلا بابا هيجبلك حقي منينا،
بس بردو لما يعرف اللي إنتِ عملتيه معايا هياخد حقي منك
فتركها وتحرك للأمام جالساً علي الأريكه مره اخري ناظراً لها بتشفي
لم تفهم أمل مقصده فتوجهت إليه وجلست بجانبه متحدثه بإستفسار...قصدك إيه مش فاهمه، وبعدين أنا ما عملتش لك حاجه عشان يحاسبني عليها
نظر إليها يحيي بإستشاط واستنكار فتحدث قائلا... تنكري إنك خليتي ضحي تمثل عليا انها زعلانه مني وهددتيها لو ماعملتش زي ما قلت لها هتبوظي الفرح
انصدمت أمل لمعرفته بالحقيقه مبكراً فحاولت التحدث ولكن الكلمات خرجت من فمها بتلعثم...
ااانت بتقول إيه ماحصلش الكلام ده،
اخبرها يحيي بأنه واثق مما سرده لها الآن ولديه شاهد علي ذلك
هنا ظنت أمل بأن واحدة من اثنيتهما قد اعترفت عليها، فمن غيرهما يفعل ذلك فهتفت ببراءه... طب الحلوه اللي حكيت لك منهم ماقالتش لك كمان إني كنت ناويه اقولك قبل الفرح ما يخلص بشويه
تحدث يحيي وهو يجز علي اسنانه قائلا... لا حقيقي كتر الف خيرك، بس علي فكره اللي قالي مش حد من البنات
استغربت أمل من حديثه هذا،فـ هي واثقه بأن لم يعلم أحد بما حدث بينهن، غيرهن
فأكمل يحيي حديثه لمعرفته ما يدور بذهنها... عشان ماتفكريش كتير بمين اللي قالي، فاحب اعرفك أنه عمرو
نظرت أمل إلي عمرو بحنق وتحدثت بغضب قائله.... طب يا فتان إلا ما قلت لبابا عليك مابقاش أنا
لن يتأثر عمرو من كلماتها بل وقف يضحك ويداه داخل بنطلونه هاتفاً بهدوء... تمام يا مولي قولي لبابا وأنا اقوله إنك قولتلي قبل كده إنك لو جيبتي بنت مش هتسميها سعاد علي اسم ماما عشان الاسم قديم، يا سلااااام، ده الحاج رشاد هيعمل منك بطاطس محمره
طبعاً انتِ عارفه بابا ما بيحبش حد فينا يزعل ماما ودايما يقول امكم ديه اهم ما في حياتنا، احنا من غيرها ما نسواش حاجه،
ديه سعاد بالنسبالي زي عود النعناع اللي بيعدل مزاجي مع كوباية الشاي بتاعت العصاري، بعد دوشة يوم طويل،مكملا بجديه مصطنعه... عايزه تزعلي عود النعناع يا أمل ياختي انتِ كده بتلعبي في عداد عمرك مع الحاج، قابلي بقي
مازالت أعين أمل متسلطه علي عمرو ولكن بفم مفتوح فما قاله سيجعل والدها غاضباً منها
فشجعت حالها وتحدثت إليه بثقه قائله...علي فكره بابا مش هيصدقك عشان متأكد إني مش هقول كده، غير كمان يحيي هيقف معايا
قهقه عمرو من آخر جمله سردتها
مشاوراً بسبابته نحو رأسه مخبراً اياه بثقه... عقلك فين حبيبتي، يحيي مين اللي هيقف معاكي انتِ مش واخده بالك عملتي في إيه،
انا بقولك بالنيابه عنه انسي الكلام ده
نظرت أمل لـ يحيي بعيون راجيه فلم يستجيب لها فبدأت تبكي بندم لأنها اغضبت منها اخيه لهذه الدرجه فـ يحيي دائما يقف بجوارها بأي شئ يحدث معها
رق قلب يحيي لشقيقته فتوجه إليها حاضناً اياها بحب مربتاً علي ظهرها وكذلك عمرو فكم تأثر من بكائها فتحدث الأخير بخفة دمه المعتاده قائلا... ده انتِ طلع عندك دم بجد
لكزهُ يحيي حتي يتوقف عن مزاحه السخيف هذا فـ أمل قد ذادت من شهقتها بسبب كثرة البكاء تزامناً
مع طرق باب الشاليه فمن غيره مستعمر قلبها وسر سعادتها وزوجها الغالي المُلقب بـ سامر الغمري
دلف سامر مسرعاً بعدما فتح الباب لسماع صوت فرحة عمره تبكي فانفطر قلبه عليها واخرجها من حضن اخيها سائلا اياها بقلق...
بتعيطي ليه حبيبتي، انتِ تعبانه
حركت أمل رأسها بالنفي،فأحتار سامر ثم بدأ الشك إتجاه هذان الواقفان امامه، فتسائل بهدوء...
ممكن أعرف مين فيكم زعل أمل بالشكل ده
لم تنتظر أمل أحد من كلاهما يجيب، فأجابة هي سريعاً... محدش زعلني يا سامر ده أنا اللي زعـ.....
لما تكمل حديثها لمقاطعة يحيي له قائلا...هي زعلانه عشان فاكره إني هسمع كلام ضحي واسيبها بجد،
شكلها نسيت إن ممكن اخوها يحارب الدنيا كلها عشان يكون مع ضحي في بيت واحد
هو أنا هقول لك علي قلب مراتك الضعيف
تحدث عمرو بمزاح...فعلا قلبها ضعيف، انت ناقص تقول قلبها قلب خصايه
امسك سامر عمرو من تلبابة قميصه محاولاً التحدث بجديه...
ايوه مراتي قلبها قلب خصايه وفلفل الوان كمان عندك مانع
هنا لم تقدر أمل علي التواصل في البكاء بل تحدثت وهي تضحك مكمله معهما الحوار قائله... وياريت معاهم طماطمايتين ونعمل طبق سلطه
تعالت صوت ضحكاتهم علي ما تفوهت به أمل
فإحتضنت يحيي مباركه له ثم اعتذرت له بصوت منخفض عن ما بدر منها
حدثها هو بنفس درجة الصوت بأنه لا يوجد شئ يستحق الإعتذار مطالباً منها عدم معرفة أحد بما حدث هنا وبالاخص ضحي فـ هو سيتولي أمرها
اما سامر وعمرو تبادلا الاحضان وسط ضحكاتهما المعتاده سوياً
ثم احتضن عمرو، أمل معتذراً لتسببه بإحزنها
تقبلت أمل ما قاله فكم تدري بحبه واحترامه لها رغم مشاكسته الدائماً معها
علي الجانب الآخر كان يحيي وسامر يتبادلان الاحضان وسط مباركات الأخير
انتهي اجتماعهم وخرجت أمل من الشاليه تتوسّد ذراع زوجها
وورائهما يحيي وعمرو
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اتجه يحيي لمكان جلوس محبوبته فوجدها مازالت شارده ولم تآكل شئ من الاطباق الموضوعه علي الطاوله
حرك يداه أمام اعينها حتي تنتبه عليه فأنتبهت بعد لحظات ليست لرؤية يداه بل لاحساسها لتواجده بجانبها، فتسائلت بإهتمام....
كنت فين يا يحيي؟
لم يجبب عليها ولكن تحدث بأختصار...يهمك في إيه تعرفي
احست بضيق من طريقته معها فجاءت لتعترض اسكتها متحججاً حتي لا يلاحظ أحد من الحضور ما يحدث بينهما مؤكداً لها بأن بعد انتهاء الحفل سيحقق لها ما تريده
لم تتمالك ضحي اعصابها فمعني كلمات يحيي لا فائده من حديثها
التفت تبحث وسط الحضور علي أمل حتي تأتي لتوضح له كل شئ فوجدتها تجلس بجانب زوجها ويطعمها بيده
ادارت وجهها سريعاً لتنادي علي سناء لربما تنقذها من ذلك المأذق فلم تجدها فمن المؤكد تجلس بعيداً مع سيف
مال يحيي علي أُذنها وحدثها برزانه وهدوء.... ياريت تهدي شويه وكل اللي انتِ طلبتيه هيحصل لأني أنا عاوز اريح دماغي من كل حاجه، فبعد اذنك مش عايزين حد يحس بحاجه
ارتعب قلب ضحي أكثر مما كان عليه وبدأ يدق بوتيره عاليه داخل صدرها ولولا صوت الموسيقي المرتفع لكان استمع إليه معذبها وجميع الحضور
وللحظه تخيلت حالها تنظر إليه وتحدثهُ بقوه وتملُّك كأمر غير قابل للنقاش وكأنه شئ بديهي مسلم به...
يحيي أنت، عيونك بيتي وحضنك وطني وقلبك حياتي
فإن لم أشعر بهؤلاء ذات يوم لن اتركك وارحل بل سأظل احاول معك لآخر العمر حتي تُقدر مشاعري اتجاهك وتحتويني بحنانك
استمر الحفل ما يقرب من الساعه والنصف من وقتما تجاهل يحيي نظاراتها إليه مع تحديزه الواضح لشقيقته وسناء بعدم اقترابهما إلي شمس حياته وذلك بعدما توجهت أمل إلي سناء وقصت عليها تفاصيل ما حدث معها داخل الشاليه
أخذ عمرو الميكرفون من مسؤول الدي چي مخبراً الحضور بأن الغنوه القادمه ستكون آخر أغنيه بحفل الزفاف والذي سيتغني بها "مينا أوبرا
تصفيق عالياً من الحضور فالجميع يشيدوا بموهبة مينا في الغناء وكثيراً منهم يشجعونه علي ذلك
تقدم مينا واخبر المسؤول بتجهيز موسيقى الغنوه التي طلبها منه يحيي خصيصاً واثناء التحضير دق هاتف مينا علي تطبيق الواتساب وكانت مكالمة فيديو من شهاب فتح الإتصال وحدثه ببشاشه قائلا... شيبو أخيراً فضيت يا جدع ده أنا هغني آخر اغنية خلاص
ابتسم شهاب متحدثاً بإشتياق لاصدقائه فكم يتمني أن يعود ليجتمع معهما علي سطح بيت مينا ويستمع لصوته الرائع بجانب مناقشاته مع عمرو في امور عده فهو مهما بعد وتعرف علي أشخاص لم يقدر علي تأسيس صحبه مثلهما اطلاقاً....يااااه يا اوبرا وحشني كل حاجه كنا مع بعض فيها، وحشني كل حته في حي الغمري
بجد مافيش حد ولا مكان في الدنيا يقدر يعوضني عنكم
تحدث مينا بصدق شديد.... علي اد ما أنا عاوز اقولك بدل العذاب اللي أنت واحنا عايشين فيه يلا ارجع بسرعه،
بس علشان عارف اللي جواك بقولك قاوم الوحده واتحمل الغربه وحقق حلمك واحنا هنفضل معاك ووراك وأول ما يحصل اللي نفسك فيه، أنا اللي هحجزلك تذكرة الطياره بأيدي
أتي عمرو وتحدث معه هو الآخر وبعد خمسة دقائق أبلغ المسؤول، مينا بأن كل شئ علي مايرام ويمكنه الآن الغناء اؤمأ له بالموافقه
فطلب شهاب من مينا بعدم إغلاق الهاتف حتي يستمع لغناؤه
بالفعل ثبت مينا الهاتف امامه ليتمكن شهاب من مشاهدته وسماع صوته جيداً ثم تحدث بالميكرفون طلباً من العروسين للتقدم لأداء رقصة السلو وعلي من يرغب من الحضور يأتوا بجانبهما
فعل يحيي ما طلب منه ومعه شمسه فبدأت الموسيقي ويليها صوت مينا قائلا...
أيوة بسببك قادر أكمل، وقت ما بتعب ليكي بروح
هنا وضع يحيي يداه حول خصر نبض قلبه واميرته، بالمقابل وضعت ضحي يداها حول رقبته بشوق وغرام متناسيان كل منهما احزنهما الفتره الماضيه كأنها انطمست من ذاكرتهما نهائياً
ارتسمت الإبتسامة علي وجههما كما بدأت العيون تتحدث
فتحدث عين شمسه قائله...
أول ما وعيت علي الدنيا ما شوفتكش غير حبيبي
وجيت لي كتير بمنامي وقولتلي أنا جنبك ولايمكن في يوم اسيبك
وصحيت من نومي فرحانه وقلت يااااه لو ده يكون حقيقي
بس كنت بصبر نفسي واقولها أكيد ربنا هيجعله من نصيبك
نسيت اقولك إن ما فيش يوم عدي إلا ودعيت كتير تبقي قريب مني يا حبيبي
أصل عمري ما حبيت غيرك يا أبن الجيران يا أجمل ما في حياتي يا قسمتي ونصيبي
مكملا مينا... لما بيبان الدنيا تقفل، حضنك آخر باب مفتوح
هنا تحدث يحيي بأعين يسكنها العشق وهو يقلبها لفؤاده...
حضنك، دفي وأمان
حبــــك، بحر حنان
صوتـك، ونس وسلام
قـلبــك، يعني الإطمئنان
وجودك، أهم من أي كلام
مازالت الغنوه مستمره فقام كل ثنائي يرقص سوياً ليتذكروا لياليهم السعيده، فكان اولهما سعد وزوجته تهاني الذي حدثه قائلا...
يا سلام يا تونه الرقصه ديه فكرتني بأجمل يوم بحياتي
فرحت تهاني من كلمات زوجها فأردفت بلوم... بجد يا سعد يوم فرحنا أجمل يوم في حياتك، اومال مش بحس إنك مبسوط معايا ليه
حزن سعد من احساسها هذا لأنه يدل علي تقصيره معها فأردف معتذراً عن خطأه الذي لم ينتبه إليه لكثرة انشغاله بالعمل ووعدها بأنه لم يجعلها تحزن في يوماً من الأيام وسيعوضها عن ما مضى
مالت تهاني علي كتفه وهي سعيده وتدعوا الله أن يحفظه لها واولادها
بينما يرقص سيد وزوجته هند
فحدثها بجوار أُذنها....اللي بنعملو دلوقت مش هيخلني اتنازل إني اشوفك ببدلة الرقص اللي اشترتها من الاسبوع اللي فات وكل يوم تطلعي بحجه
لكزته هند والخجل مسيطر عليها...
سيد إيه اللي انت بتقوله ده بتكسف بجد
قهقه ثم أكمل حديثه... بعد ما تلبسي البدله وترقصيلي هنسيكي الكسوف اللي مخلي وشك أحمر زي الطماطم
يتبع الجزء الثاني من البارت السابع والاربعون، الأخير
تكملة الجزء الثاني من البارت السابع والاربعون، الأخير
،،،،،،،،،،،،،،،
كما استعاد الباقين بليلة عرسهما مثل طارق وسحر وغادة وعادل وسامر وأمل
اما سناء وسيف فكان كلاهما يتحدثان عن زفافهما الذي تم تحديد موعده بعد سبعة أشهر من الآن حتي يكتمل شفاءها تماماً
بينما مينا أثناء غناءه تذكر حبيبته ليزا الذي يحاول الإبتعاد عنها حتي لا يتأذي من الغيره التي تأكل قلبه
يستمع شهاب لصوت صديقه فكم جعلته تلك الغنوه يتذكر حبيبته رودينا ولكن عندما يتذكر انها غدرت به واختارت غيره يلعن قلبه الذي مازال يحبها
تقيم رودينا الآن في محافظة اخري وتسكن من أشخاص لم يكن بينهم صلة قرابه فـ هي تعيش اسوء أيام بعمرها لبعدها عن عائلتها وحبيب قلبها الوحيد
يقف عمرو بجانب مينا وعقله يصور له تواجد مروة امامه طلباً منها بوجه مبتسم ترقص معه
وسريعاً ما تذكر آخر لقاء بينهما وما فعلته معه، مع اتهامتها التي لم يفهم منه شئ ولكن كرامته اجبرته عدم التحدث معها مره اخري
اما مروة فقد اخبرت حمزه بأنها ستذهب معه حفل الزفاف وفي آخر لحظه تذكرت حديث هيام عن عمرو وبرغم قلبها الذي ابلغها بأنه من المحتمل يكن مظلوماً وما قالته هيام غير حقيقي
ولكن تحججت لشقيقها بعدم المقدره للذهاب لانها متعبه وستتصل علي ضحي لتعتذر منها
بينما حمزه يفكر بـ سميه فكم كان مشتاق لرؤيتها اليوم لكنه خاب ظنه لم تأتي فقرر بأنه سيذهب لصديقه صاحب مكتب المحاماه التي تعمل به قريباً حتي يرأها ليهدأ قلبه ولو قليلاً
اقترب وليد من جلوس والدته وحدثها قائلا... بما إني ما ليش حد ارقص معاه قومي ارقصي معايا يا ديحه
بالفعل قامت وهي تضحك فكم تحبه ولدها وتتمني له أن يقابل من تسعد قلبه
انتهت الغنوه وصفق الجميع فتحدث مسؤول الدي چي قائلاً...
آخر فقره معانا، هي رمي بوكيه الورد
ياريت أصحاب العروسه يوقفوا وراها،
فأمسك عمرو الميكرفون منه قائلا... بيما إن الرجاله العزاب أكتر من السيدات فياريت الرجاله تقرب،
حدث ما طلبه عمرو وامسك يحيي بوقيه الورد معطي ظهره إليهم وكان من بينهم سيف ووليد وعمرو ومينا وحمزه فالقي يحيي بالبوكيه خلفه ظهره
فألتقته سيف من بينهم وامسكهُ وسط تصفيق من الحضور ثم اتجه إلي يحيي حاضناً إياه مباركاً له وبعد ذلك ذهب إلي سناء معطياً اياه لها واردف قائلا.... عقبالنا يا قطتي الشقيه
اخذته بسعاده وهي تؤمن علي ما تفوه به قائله... يارب يجمعنا في بيت واحد عن قريب ياسيفو
تمسك قليلا حتي لا يقبلها أمام والدها وشقيقيها فثلاثتهم ينظروا اليهما بوضوح فأكمل قائلا... حسابي معاكي بعدين، مش قولتلك بلاش تقوليلي سيفو قدام حد ماشي يا بنت سمحيه،
لم تقدر سناء علي كتم ضحكاتها معتذره منه عن ذلك السهو الغير مقصود
نادت ضحي علي أمل حتي تخبر يحيي بالحقيقه فاخبرتها أمل انها طلبت منه أن تتحدث معه لأمر هام فأبلغها بأنه مُتعب اليوم وغداً سيهاتفها وتقص عليه ماتريد اخبره به
غضبت ضحي منها ولكنها هدأت قليلاً بعدما طمئنتها بأنها ستتصل عليه اليوم بعد ساعتين من تحركهما بالسياره لربما يكن بحاله أفضل
بعد مرور ربع الساعه أمسك يحيي يد ضحي فور انتهائه من مصافحة الجميع وبالمثل زوجته ثم استقل سيارته بعدما ادخلها أولاً
فتسائلت بحنق وضيق بعدما أدار السياره وتحرك بها مبتعداً عن شاليه والده بحوالي خمسة أمتار...
هو الفندق بعيد
فقد طلب يحيي من أمل منذ الصباح أن تُبلغها بأنه قد حجز أسبوعاً داخل احدي الفنادق المتواجده بالعين السخنه ليقيمان به عطلة ما بعد الزفاف(شهر العسل) أجابها مختصراً... خلاص احنا وصلنا
توقف يحيي بالسياره وهبط منها ثم اقترب من باب المجاور لها فاتحاً اياه قائلا...يلا انزلي وصلنا
نظرت ضحي بجميع الجهات لم تري الفندق،استغربت من ذلك ولكنها امسكت يداه الممتده وهبطت هي الاخري
فأغلق هو الباب طلباً منها التقدم إلي الأمام فسألته بحيره... يحيي، امشي اروح فيه أنا كده هدخل شاليه ناس غريبه، اومال فين الفندق
منع يحيي حاله عن الضحك من براءة جميلته ولكنه تحدث بجديه يحاول اتقانها قائلا... لغيت حجز الفندق من حوالي ساعتين، أكيد حضرتك عارفه السبب وبالنسبه للشاليه ده فتبع واحد صاحبي، هنقعد فيه كام يوم علي ما نشوف هنعمل إيه
اردفت ضحي بقلة حيله وحزن شديد... تمام اللي تشوفه،
ثم دلفا إثنيهما إلي الداخل بعدما أغلق يحيي باب الشاليه الخارجي وتقدم بجوارها حتي وصلا إلي الباب الداخلي
أخرج المفتاح من جيبه ثم فتح اياه موسعاً الطريق لشمسه حتي تدلف
امسكت فستانها ودلفت بوجه عابث بسبب خوفها مما هو قادم ظناً منها بأن ما سيحدث عكس ما تتمناه
وفي لحظه تغيرت ملامح وجهها إلي النقيد عندما احست براحة نفسيه وسط المكان بجانب رؤيتها لاثاث الشاليه فكم كان مريح لعينيها، ولكن توقفت لبرهه حتي تتذكر أين رأت مثله من قبل
اخرجها من تفكيرها ذاك المعذب الذي لم يصدق انهما أغلق عليهما بابً بمفردهما لأول مره
متحمحماً فالموقف صعب للغايه فمن أين أتي له هذا الصبر ليتمسك امامها ولم يدخلها بين احضانه ساحقاً اضلاعها من كثرة اشيتاقه لها معوضاً ذاته عن ما عاشه في بعدها عنه تلك الفتره الماضيه
ولكن صبراً كل شئ بميعاده ايتها الجميلة الحسناء، فتحدث بلا مبالاه... مش بقول لك شاليه واحد صاحبي، يعني أكيد شاف نفس الكتالوجات اللي كنت بجيبها لك عشان تختاري منها اوضة النوم والانتريه وباقي العفش، فاكره
أومأت برأسها مع إبتسامه رقيقه لتذكرها هذه الأيام التي كانت تختار بها اثاث عشها السعيد مع يحياها، قبل تلك الفتره العصيبه التي مرت عليهما وتسببت في ابعدها عن يحيي القلب
فأكمل يحيي حديثه ليتلذذ في تعذبيها مثلما فعلت به... طبعاً مش عايزه تفتكري الأيام ديه عشان بتفكرك بواحد مش حبه تعيشي معاه، عموماً ده شئ يرجعلك أنا مش هجبرك علي حاجه تعمليها غصب عنك
اتفضلي اطلعي فوق غيري هدومك والبسي اسدال الصلاه هتلاقيه متعلق ورا باب الاوضه عشان نصلي ركعتين السنه بمناسبه ليله فرحنا، مكملا جملته الاخيره بتهكم واضح
وأثناء حديثه ذلك لاحظ تغير لون وجهها كأنها سيغشي عليها حاوطها بذراعيه حتي اجلسها علي الاريكه القابعه وسط بهو الشاليه وركض مسرعاً إلي المطبخ ليأتي بكأس من عصير المانجو
يلوم حاله من كثرة ضغطه عليها فـلم تتحمل مزحه السخيف هذا
أتي في عُجاله واعطي لها المشروب طلباً منها ارتشافه فرفضت تناوله ثم هددتها مقلتيها بتساقط الدموع وبالفعل خانتها لؤلؤه ونزلت علي وجهها البرئ
جثي يحيي امامها ومسحها بإبهامه معتذراً منها عن أي فعل صدر منه أزعاجها لتصل لتلك المرحله
فتساقطت باقي اللؤلؤات واحده تلو الاخري حتي اغرقت وجهها كالشلال مُصتحب معهن شقهات عاليه فتحدثت بتلعثم... يـ يحيي أنا آســــ...
ولم تكمل ما تريد قوله فقد وضع يحيي يده علي فمها حتي تصمت عن المواصله وتحدث هو بدلاً عنها بكل صدق وحب بل عشق قوي قائلا...أنا اللي آسف إني اتسببت في نزول دموعك بالشكل ده،
حقك عليا يا شمسي، لم تتوقف ضحي بلا زادت نحيبها
فقام يحيي من جلسته ومال بجزعه عليها وانهال بسيل من القبلات علي جفونها حتي تكف عن هذا النحيب الذي إدماء قلبه بشده
احست ضحي بقشعرينه تسير بكامل جسدها بعد فعلته تلك فهدأت من بكاءها كأن هذه القبلات طمئنت قلبها بأن الآتي سيكن خيراً بأمر الله
جلس بجانبها علي الاريكه والتقط عدداً من المناديل المتواجده داخل العبوه الموضوعه فوق المنضده بجانبه وجفف وجهها أكثر من مره بعد انتهائه من ذلك امسك كف يدايها مقبلاً اياهما أيضاً مع ابتسامه جعلته وسيماً أكثر من المعتاد
ارتعشت يداها مع دقات قلبها السريعه لقربه منها بهذا الشكل ورغم ذلك سعيده لما يحدث لكن للحظه قلقت لربما ما يفعله هذا حتي لا يشعر بالذنب اتجاهها فقررت أن توضح جميع الأمور
شجعت حالها وبدأت حديثها قائله..
يحيي أنا عايزه اعترفلك إني بحبك ولايمكن اقدر استغني عنك، أنا مش مكسوفه اقول لك الكلام ده،
بس حقيقي فكرة تبعد عني هيكون آخر يوم في حيـ...
اسكتها يحيي بقبله عبرت عن مدي حبه وعشقه لها الذي لم يضعف مهما مر عليهما بل كان يقوي ويزيد اضعاف مضاعفه
بينما ضحي لن تعترض عن ذلك بل بادلتهُ فكم مشتاقه لملامستة ولقربه والأكثر ضمه فـ يحيي وجوده بجانبها حياة وبعده عنها شهادة وفاة حتي لو تتنفس الهواء
هدأت انفاسهما أخيراً ومضي وقت لم يعرف أحد منهما تقديره أو تحديده فمن اليوم لن يهتم كلاهما كم تبقي من الوقت وكيف مر بهذه السرعه
تنحنح يحيي عددت مرات ليقدر علي التحدث مخرجاً بعدها زفيراً قوياً ليهدئ لهيب شمسه المشتعل داخل قلبه بغرامها مردفاً...حبيبتي أنا عارف كل حاجه حصلت النهارده بينك وبين أمل وسناء من بدري
تسائلت بحيره.... عرفت ازاي وامتي؟
أجاب بإختصار... بعد الفرح ما بدأ بشويه، أمل قالتلي علي كل حاجه لم ضغطت عليها أنا وعمرو
حدقت عينان ضحي مردفه بإستفهام... يعني طول الفرح انت عارف اللي حصل كله وأنا قاعده زي الهبله
قهقه يحيي عالياً ثم قبل وجينتها قائلا... أحلي وأجمل وأطعم هبله في حياتي ثم مال علي ثغرها ليتعمق فما بدأ به منذ قليل
احست ضحي بما سيحدث بعد ذلك فتملست منه بخفه متسائله بإستفسار حتي تلهيه عما يريده...
احكيلي الأول، أمل قالت لك إيه وقلت لها إيه؟
مكمله... الجبانه ازاي ما تقوليش أول ما انت عرفت أنا لازم اكلمها واتخانق معاها، مسكت هاتفها لتحدثها
فهم يحيي مراوغتها جيداً ولكن مهما فعلت لم ولن يتركها فهذه الليله ينتظرها منذ سنوات بعيده
فهب واقفاً من جلسته واوفقها معه اخِذاً من يدها الهاتف وتحدث بجديه بعض الشئ بعد ضغط علي زر فصل الهاتف نهائياً....
النهارده بتاعي أنا، ممنوع تكلمي حد ولا حد يكلمك ده أنا مستني اليوم ده بفارغ الصبر
وبدون سابق انذار وضع يده علي ظهرها واليد الاخري وراء قدميها حاملاً اياها وسط شاهقه عاليه لتفاجئها بما فعله
ابتسم غَمزاً بأحد عينه قائلا...
يلا عشان اساعدك تقلعي الفستان أكيد مش هتعرفي تفتحي السوسته لوحدك وأنا الصراحه نفسي أعمل كده من ساعة ما دخلنا الشاليه
ضحكت ضحي بخجل وخبئت وجهها بصدره متحدثه بكسوف... يحيي
أجاب بعشق ملتهب... عيونه وقلبه لحبيبه
حوطت بيدها حول رقبته مردفه...
متحرمش من عيون وقلب وروح حبيبي
هنا لن يتحمل يحيي أكثر من ذلك فأردف بأستعجال...أنا مش هستحمل اللي بتعمليه في ده يلا عشان نغير هدومنا ونصلي عشان في مفاجأت كتير هقول لك عليها يارب تعجبك
انهي يحيي كلماته وتقدم ناحية الدرج صاعدا للطابق العلوي المؤدي لغرف النوم حاملاً حب عمره بصمت لكن اعيونهم تحكي لبعضهما قصصاً واشعار في عالم عشقهما
بعد ربع الساعه من الصعود ترجل يحيي إلي الطابق الأول بعدما ادوا الصلاه معاً مرتدياً تيشيرت أبيض وبنطلون قصير(برموده) بنفس اللون
اما ضحي فقد تركها يحيي بالاعلي كي ترتدي ثيابها بإراحيه وتظبط مكياچها ثم تتبعُه إلي أسفل
بعد دقائق ترجلت ضحي بالفعل بفستان باللون الوردي رقيق للغايه
بينما هو ينتظرها أمام الدرج فاتحاً ذراعيه
هبطت مسرعه حتي سكنت داخل احضانه
ربت يحيي علي ظهرها وتحدث بسعاده... نورتي حياتي يا شمسي، ثم اخرجها من حضنه واضعاً يده علي كتفها سائلا اياها بحماس...
جاهزه لأول مفاجأة
أمائت رأسها بنعم، فأمسك يدها وفتح بابً خشبي فظهر درج آخر مؤدي إلي الطابق الارضى
هبط كلاهما والاستغراب ظاهر علي وجه ضحي فتسائلت بحيره.... احنا رايحين فين يا يحيي
أجاب بإختصار... اصبري وهتعرفي كل حاجه
تحرك معاً للامام فوجدت ضحي مكانً واسعً توجد في احدي زواياه منضده مستديره عليها أشياء مغطاه قطعة قماش اما جدارنه فمن الزجاج تري من خلاله حديقه رائعه الناحيه الداخليه للشاليه بينما بمنتصف المكان شئ لم تتوقع تواجده هنا مطلقاً
تقدمت خطوتين إلي الأمام لتتأكد مما رأته فنظرت إليه بإعجاب شديد، فهذا الشئ عباره عن حوض حمام سباحه متوسط الحجم ملئ بالورود الطبيعيه بأنواعها والوانها المتعدده تتحرك علي سطح المياه والشموع تحاوطهُ من جميع الجهات، فتحدثت بسعاده وعيون مبهوره من ذلك الجمال... الله يا يحيي، حمام سباحه ماشاء الله شكله جميل أوي
بجد يا بخت صاحب الشاليه بيه، أنا لو مكانهم أفضل هنا علي طول
احتضنها يحيي من ظهرها واضعاً ذقنه علي كتفها قائلا... طب لو قلت لك إن الشاليه ده بتاعك هتعملي إيه
التفت إليه غير مستوعبه ما قاله فأردفت بشاشه...يحيي بلاش هزار، مش متعوده عليك تقول حاجه مش حقيقيه،
اخبرها مؤكدا بأنه ملكهما بالفعل
وضعت يدها علي فمها من شدة فرحتها مرتميا بجسدها داخل احضانه تاركه قبله علي وجهه
تحدث يحيي ليذكرها قائلاً...فاكره يوم ما جيتي السخنه مع ماما وأمل وسناء
اخبرته انها متذكره اليوم هذا بجميع تفاصيله
أكمل يحيي قائلا...فاكره لما كنت وافقه انتِ وأمل قدام البحر وأنا معاكم و قلتي نفسي اجي هنا في الصيف والشتا وامنية حياتي اعملي فرحي علي البحر
فأنا حبيت احققلك امنيتك عشان كده عملت فرحنا علي البحر
وبعدين فكرت في الشاليه عشان يكون خاص بينا ووقت ما تحبي تغيري جو نيجي هنا علي طول
فبالنسبه لأول مفاجأة هو الشاليه ياشمسي
لم تصدق ضحي جمال ذاك الرجل التي احبته منذ الصغر حامده ربها عليه داعيه الله أن يحفظه لها ولقلبها فحاولت التحدث رغم عدم المقدره من فرط سعادتها لما يقال الآن... معقول يا يحيي فاكر كلامي كله، أنا مش عارفه اقول إيه بجد بحبك..
وضع يداه علي خصرها وارتسم علي وجهه ابتسامه فأردف قائلا... استني لما تعرفي الباقي
نظرة حيره تجوب وجهها فأمسك اسفله محركاً اصبعه مردفاً... يا تري حبيبي لسه فاكر أول امُنيه اتمنتيها
ضيقت ضحي عيناها كمحاوله لتذكار تلك الامُنيه ولكن الذاكره لم تساعدها
فأردف يحيي ليذكرها... مش حبيبي كان عايز يدخل كلية التجاره انتِ نسيتي ولا إيه
عموما حضرتك بأمر الله بعد شهر العسل تحضري نفسك عشان هتعملي معادلة وأنا بنفسي هذاكرك وتدخلي تمتحني وإن شاء الله تنجحي وتتفوقي لإني مش هقبل بأقل من تقدير إمتياز
هنا لم تقدر ضحي علي امساك دموعها فكم كانت تتمني ذلك وظنتهُ كثيراً حلم بعيد ولكن مع يحياها تتحقق الاحلام والامنيات ولم يوجد في حضوره شئ بعيد
مسح تلك الدمعات برغم تأكُده بأنهم من شدة فرحتها إلا أنه طلب منها عدم البكاء من اليوم فكفي ما مروا به في الفتره السابقه
فأكمل حتي يخفف عنها هذا التأثر المؤلم لقلبه قائلا... اومال بقي لما قلبي يعرف اكبر مفاجأة هيعمل إيه
ضحكه رقيقه ارتسمت علي شفاتها في تزيل اخر دمعه من عيناها قائله... هو في لسه حاجه تاني بيتهيئلي مافيش حاجه هتفرحني اكتر من كده
رفع يحيي أحد حاجبيه بثقه قائلا... متأكده من كلامك
اخبرته بتأكيد... متأكده طبعاً
فأكمل مصطنع خيبة أمل... أمر لله يبقي كده ارجع تذكرتين السفر لتركيا والغي حجر اسبوعين الفندق ادام متأكده أوي كده
صرخات عاليه وقفزات متتاليه تاره تصدق وتاره تظنهُ يمزحها ولكن بالأخير تأكدت من صدق حديثه وكان ردها علي ما تفوه به إلا طبع قبله علي شفتاه تعلق بها عن سعادتها بجانب ازالة الكسوف والخجل في حضوره فأرتمت بحضنه قائله....
يحيي انت نعمه كبيره وعوض جميله وحبيب عمري يارب تفضل منور دنيتي ومتحرمش منك ابدااا حبيبي،
فبدأت تحس برعشه بجسدها مثل عادتها من مدي فرحتها،
فشدد يحيي في احتضانها وقلبه يتراقص لزوال أي حواجز بينهما فتحدث بتأكيد قائلا...من النهارده مش هلبسك چاكيت عشان يدفيكي لما تبردي حضني هيكون دفايتك وسكنك ومأمنك
اشتدت هي هذه المره من احتضانه لتأكد علي كلمات وحدثت حالها قائله...
ربما خسرت جوله صغيره وسط معركه ثقيله
لأن الحياه عباره عن حرب مستمره فيوجد بها أوقات تسحبنا إلي المكسب واحياناً إلي الهزيمه
لكني في النهاية بعد معافره وصراعات كثيره
كسبت تلك المعركه بل نولت حبك يا قدري الجميل
ومعك اعيش احلامي فـ بك القلب يحيا وامنياتي تتحقق وتزيد
بعد مده اخرجها من حضنه مقبلا رأسها مع ابتسامات رقيقه منها وعاشقه ومتيمه منه
فحدثها طلباً أن تدلف تلك الحجره المتواجد أسفل الدرج وترتدي ما بدخلها
بالفعل تحركت بعدما القت عليه عدة اسئله ولم يجيبها مخبرها بأن جزء من الاجابات بالداخل والباقيه عندما تأتي إليه سريعاً
مر دقائق واتت مرتديه برنس ووجهها لأسفل من شدة الخجل
سر قلبه من جمالها وحدثها حتي تهدأ.... حبيبي مكسوف من حبيبه ولا إيه اومال فين الجراءه اللي كانت من شويه
ابتسمت لكلماته ولكنها مازالت خجله فأقترب منها وسحب عقدة رباط البرنس ثم أزاله عنها فنزل علي جسدها حتي استقر آخر قدماها
فصفر يحيي كتعبير عن أعجابه بمظهر أمرأته
فـ ضحي ترتدي مايوه قطعه واحده بلون الأزرق فمظهرها حقا خلاب
تحرك بها إلي حوض حمام السباحه ممسكا بيدها وبدون مقدمات اندفع داخله وهي معه
نزلا كلاهما للقاع ثم عاد سويا إلي العوم حتي وصلا اثنيهما لأعلي
اخرجت ضحي رأسها سريعاً من المياه لتتنفس الهواء وبعدما هدأت لكزة يحيي علي فعلته هذه
اخذها بحضنه وهو يقهقه عاوز احمسك عشان السباق
نظرت له بعدم فهم سائله اياه... سباق إيه
فأجاب بجديه مصطنعه.... ديه سباق بينا هيكون عباره عن نعوم تحت المياه من بداية الحمام لنهايته واللي هيكسب ليه الحق يطلب من الخسران حاجه يعملها ولازم تتنفذ
وافقت ضحي علي ذلك فـ هي تعشق السباحه والي حد كبير ماهره بها
بدأ السباق بعدما عد يحيي من واحد لثلاثه فبدأ العوم من كلاهما حتي النهايه
ثم اخرجت ضحي رأسها من المياه وهي سعيده ظناً انها قد فازت بالجوله لكنها وجدت من ينتظرها علي حافة الحمام بتشفي
غضبت منه وطلبت اعادة السباق وهي تتحرك لتفعل ما قالته ولكن يحيي كان الاسرع فأمسكها حتي لا تهرب منه قائلاً... ده ما كنش اتفاقنا إنتِ اللي عايزه تنصبي عليا
زمت شفتاها مثل الأطفال لمعرفة مقصده، فكرة لثواني ماذا تفعل؟ فأتتاه الفكره وأبلغته انها جائعه فصدقها وخرجا سوياً من الحوض السباحه ليطعمها بيده فحقا لم تأكل من أول اليوم
اعطي لها بشكيراً واخذ هو الاخر لينتشفيَ ثم اقتربا معاً من المنضده وزال القماشه عنها فوجدت ضحي انواع كثيره ومتنوعه من الفاكهه والحلويات ومن بينهم نوع من الحلوه تحبه ضحي كثيراً فقد اطعمها منه يحيي وهما يتنزهان ذات مره تسمي تلك الحلوه بـ (رموش الست) أخذ يحيي قطعه مقرباً اياها من فمها متحدثاً بغرام بس مش احلي من رموش وعيون حبيبي
ابتسمت ضحي من كلماته تلك ولكن لن تعلق فتناولتها بشفتاها وهي تتذوقها بتلذذ واستمتاع
اثارت يحيي هذه الحركه كثيراً وجعلت جسده يشتعل رغبه واشتياق إليها فحملها علي ساعديه صاعداً الدرج دون السماع لما تقوله أو التأثر بما تفعله من استعطافات وصرخات واستغاسات وفي وسطهم ضحكات ليرق قلبه وينزلها ولكن لم يعي كل هذا وواصل الصعود إلي اعلي وعيناه متسلطه عليها وتحدثها دون صوت...
تمر بينا السنين وتطوي بينا الأيام ويبقي عشقك بقلبي ساكن الوجدان
مستمره ضحي في التوسل إليه وحدثته برقه قائله... عشان خاطري يا يويو نزلني
وقف في مكانه وصمت للحظه وهو مازال حاملها ثم كرر ما نعتته به... يويو، تصدقي طالعه منك أحلي بكتير من الواد سيف لما بيقولها ليا،
بصي أنا عايزك تقوليلي يويو دايما بس بيني وبينك مش قدام حد
ابتسم وهي توفقه علي ما طلب فاستمر في المشي مره اخري
شردت هي بعيناه وحدثت حالها قائله... سأظل دوماً اتباهى بأنك أعظم ما فزت به بهذه الحياة
هنا وصل يحيي أمام غرفة النوم زائحاً الباب بقدمه ثم اغلقه بنفس الطريقه واضعاً اياها بلطف واتقان علي الفراش كأنها قطعة الماظ نادره يخاف عليها من الخدوش
فنظر لها نظرات ذات مغزي وتحدث قائلا... اهلا بكي داخل أحضاني يا قلب يويو
وبعد وقت ليس بكثير ابتسم لها مردفاً.... الف مبروك يا مدام يحيي الغمري
هنا قد اكتمل زواجهما والحمد لله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد مرور ثلاث سنوات من الأحداث داخل مطار القاهرة الدولي يقف وليد خارج المطار ينظر بهاتفه بعدما دق أكثر من مره علي هاتف خالته نادية والدة ضحي ولم تجيبه
فأضطر علي مهاتفة يحيي ليتحدث مع خالته فـ هي تجلس مع ضحي بشقتها فـ هي متعبه كثيراً بسبب الحمل
أجاب يحيي عليه فعتذر منه وليد موضحاً له بأنه اتصل علي خالته حتي يطمئنها بأن والدته قد استقلت الطائره المتجهه إلي المملكه العربية السعوديه لتؤدي مناسك العمره مثلاً اكدت عليه الاتصال بها
اردف يحيي داعيا الله أن تصل بالسلامه إن شاء الله
احس وليد بتغير نبرة صوت يحيي فتسائل بقلق... يحيي فيك إيه
طمني
اخبره يحيي بخوف... بعد ما نزلت انت وطنط مديحه بربع ساعة ضحي تعبت فأخدتها المستشفي والدكتور كشف عليها قال لي لازم تدخل عمليات حالاً وضع الجنين هيضره ويضر ضحي
لم يقل خوف وليد عن يحيي كثيراً فـ ضحي بمثابة شقيقتة بالظبط فأخبره سريعاً وهو يفتح باب سيارته قائلا.... ابعتلي لوكيشن المستشفي علي الواتس أنا جي لك علي طول
بالفعل اغلق كلاهما وارسل يحيي له موقع المشفي وجاء ليتحرك بالسيارة إلا واحس بشئ يخبطها من الخلف
اوقف المحرك ونزل بغضب ليتشاجر من المخطئ هذا فوقف صمتاً عندما وجدها سيده
قلقت الأخيره مترجله من سيارتها لتعتذر منه فنظر لها كأنه رأي ملاك من الجنه نزلا علي الأرض ونسي لما يقف امامه
اما السيده كررت حديثها مره اخري لعدم اجابته عما قالته منذ قليل...
أنا بعتذر لحضرتك مره تانيه وشوف الخبطه تتكلف في حدود كام وأنا تحت أمرك،،
ثم أمسكت حقيبتها واخرجت منها مبلغ من المال لتعطيه له
هنا انتبه وليد علي حاله فتحمحم قائلا وهو ينظر لسيارته....الخبطه بسيطه مش مستاهله كل الكلام اللي قلتيه ولا المبلغ اللي طلعتيه حصل خير
ابتسمت السيده له و شكرته علي ذوقه الراقي معها قائله... شكرآ جداً علي تفهمك بس حقيقي اتمني تاخد المبلغ البسيط ده، ولو اتكلفت أكتر من كده ياريت تكلمني علي الرقم ده،
فاعطت له كارت مدون به اسمها بالكامل
مد وليد يده واخذ الكارت كأن أحد غير يفعل ذلك فقرأ الاسم بتأني كأنها جمله موسيقيه يتغني بها...
ساره مهدي مصممة ازياء،
مكملاً وهو يمد يده إليها...
اتشرفت بحضرتك جداً، أنا المقدم وليد دسوقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
★تمت بحمد الله★
انتهت روايتنا ولكن لم تنتهي حكاياتنا، فـ للحكايه باقيه
إلي اللقاء مع قصص اخري
بقلم زوزو مصطفي
- يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظة اكتب في جوجل "رواية وبك القلب يحيا دليل الروايات" لكي يظهر لك الفصل كاملا
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية وبك القلب يحيا) اسم الرواية