رواية لا تتركني الفصل الخامس 5 - بقلم اسماعيل موسى
#لا_تتركنى
٥
سألنى احمد بخجل عن المكان الذى قررت أن أعيش فيه، شعرت بغصه داخل حلقى، قلت لم اقرر بعد، المهم ان تعتنى انت بنفسك، لم يعقب احمد على كلامى ورأيت الحزن ينتقل بين عيونه والخيبه تعتلى وجهه، لم ارغب ان يعكر اى شيء خططى المستقبليه.
استأجر احمد امام غرفه بطابق أرضى باحدا البنايات، غرفه كئيبة مظلمه تشبه القبو ، كان له نصف ثمن الشقه، دفع إيجار غرفته لمدة عام، ابتاع جهاز لاب توب وفعل الواى فاى، كل ماله وضعه فى البنك ليصرف من ارباحه.
استأجرت انا شقه تليق بكليتي، لن اقطن غرفه عفنه مثل اخي، ولن اجبر نفسى على العيش معه عشت حياتي وأكملت تعليمي الجامعي، عندما تخرجت كان نصيبي من الشقه تم انفاقه وكان علي ان انشيء مشروع بعد أن فشلت محاولاتي لإيجاد عمل
انت غير مهم علي الأطلاق كأنما خلقت لتمنح الأخرين بعض السعاده ولا تجد كتف تتكيء عليه
كنت بصدد انشاء مكتب هندسي حاولت أن ابداء بقرض من البنك لكن عدم وجود ضامن افشل المفاوضات، وقتها كنت تعرفت على فتاه برجوازيه، ابنة ناس، ولم أرغب ان أبدو اقل منها، أنفقت نقود كثيره حتي انني استدنت من أصدقائى الذين اعرفهم، انسدت كل الطرق أمامي حتي تذكرت اخى احمد
ياه منذ أكثر من عام لم اقم بزيارته ولا اعرف كيف يعيش بمفرده
هاتفت احمد كان استأجر شقه جديده، منحني العنوان الجديد وقدت سيارتي نحو شقته
فتحت لي الباب فتاه شابه منقبه، عمرها ربما يبلغ العشرين عام
رحبت بى وطلبت منى الدخول
كانت انيقه واعجبنى ذلك، قلت انا اخ احمد
قالت اعلم، أخيك لا يمل الحديث عنك، كان يشجعك عندما كنت تلعب كرة القدم، قال انك كنت تصر علي اصطحابه لكل مكان تذهب اليه، وكنت ترافقه فى النزاهات وكل مكان
قبل أن تهمس احمد سيحضر حالا ورحلت
عندما احتضنت احمد بدأت بلومه لعدم مهاتفتى والاطمأنان علي كان آخر اتصال بيننا منذ مده طويله هنأنى على تخرجى وتمني لي حياه سعيده
لدي عمل جديد، قال أحمد بوجه منشرح اقضى معظم وقتى في العمل
اشعلت سيجاره وسألته عمل جديد ؟ ثم رفعت كتفى بأستهانه، واضح ان لديك عمل جديد، عمل جامد
أدرك احمد ما أعنى حاول أن يوضح لى انه يعمل من خلال الانترنت
تأملت الفتاه ذات القوام المتوازن التى ظهرت على باب المطبخ، تحمل فنجاني قهوه وانا اغمغم اتضح ان احمد امام ليس سهل
نحيت رغباتى جانبآ، سيكون لدى كل الوقت لارضائها لكن الآن لدى مهمه على ان انجزها، همست بحزن وانكسار احمد احتاج نقود من أجل مكتبى الجديد، أنتوى افتتاح مشروع كبير، سأرد لك كل قرش استدينه منك ''
همس احمد، يوسف، لديك سياره يمكنك التخلي عنها؟
اعترضت، قلت احمد انا مهندس لي وضعي ومعارفي لا استطيع بيع السياره ''
اشاح احمد امام وجهه للناحيه الأخرى، انا ايضا احتاج النقود
حرصت ان تكونى نبرتى محايده، سألته تحتاجها من أجل ماذا؟
صرخ احمد امام بصوت دافيء، تتركنى مدة عام كامل، لا تعرف كيف اعيش او من يساعدنى ثم تأتى تطلب نقود وتلقى أوامر؟
خلقت ابتسامه طفيفه، واضح انك تعيش بصوره جيده جدا يا احمد امام، يا رجل انت طلعت لئيم
همس احمد امام الأمر ليس كما تعتقد، لكنك لن تفهم، وكيف لى ان اطلب منك ان تفهم، لطالما كنت تولى مصلحتك الخاصه الاهميه القصوى وعلى الآخرين ان يساندوك، ثم رفع يده بعصبيه ، كم تريد؟قلت تقريبا كل ما تملك؟ لابد أن يكون مكتب يليق بمهندس
قال أحمد امام، امنحني بعض الوقت لافكر
همست بلئم خادمتك جيده جدا وضحكت، يبدو أنها جميله؟
قال يوسف انها ابنة جارتى، فتاه ملتزمه وتستحق العمل، حالتهم صعبه، انت لا تسطيع ان تدرك ما السبب الذي يدفع فتاه ان تقبل ان تكون خادمة شخص معوق؟
ثم انها ليست خادمتى انا لا اسمح لك ان تطلق عليها خادمه، لقد قبلت مساعدتي وانا ممتن لها؟
تعني انك طلبت منها مساعدتك وقبلت لوجه الله ولا تتلقى اجر؟
همس احمد امام احتاجت عمل وكنت احتاج من يساعدني لا فضل لي عليها
لم اعقب، لكن الفتاه أعجبتني، صنف جديد لم يمر على، سألته جميله؟
قال لا أعرف، لم أراها بلا نقاب، تحافظ على نفسها
منك؟ سألته
قال يوسف أحمد اترك الخادمه في حالها ، امنحني بعض الوقت لافكر!
شعرت بالعطش، قصدت المطبخ لاشرب ماء، هناك رأيت وجهها وهي تتوضاء
عندما لمحتني انتفضت، اسدلت نقابها وهربت، كانت جميله جدا حتي انني احتفظت بقسماتها في ذهني.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لا تتركني) اسم الرواية