رواية مرارة العشق الفصل العاشر 10 - بقلم دنيا دندن
رارةالعشق
الحلقة العاشرة
في بيت راسخ كان الجو متوثرا ،البيت انقلب على عاقبية اثر فضيحة راسخ وتلك الفتاة الشابة التي بعمر ابنه ، صرخت به مياسين وهي ترمي الصور امام عيونه "هي حصلت تخوني ، ابقى مسافرة عشان اكبر شغلك وانت هنا بتخوني براحتك مع وحدة قد ابنك "
نضر لها راسخ غاضبا ثم نضر إلى الصور وقال بإنفعال " البنت دي ضربتها بالعربية واخدتها لبتهم لا خونتك ولا غيره "
صرخت به هادرة " ضربتها ؟! " ثم استرسلت ساخرة " ازاي بقيت في فراشها"
أغمض عيونه متقبلا عتابها من ثم اقترب منها وقال بصوت هادئ " انتي عارفة اني بحبك انت وعمري حبيت غيرك ، البنت دي قسما بالله ما اعرفها ،ولا عارف مين سلطها عليا " شعر بأنها هدأت فقبل يدها وقال بود "والله ما بشوف غيرك يا مياسين"
بالفعل عندما وصلت صوره لها مع تلك الفتاة شعرت ان قلبها ينخلع من مكانه ، مهما حدث هي تحبه بل تعشقه غاب عقلها وضهرت غيرتها فقط ، نضرت في عيونه فإكتشفت صدقه وقالت ببكاء" والله بحبك وبغير عليك من الهوا ، ازاي اتحمل أشوفك بالمنضر دا"
تفهم كلامها و وضع نفسه مكانها اقترب منها واحتضنها برفق ثم قبل رأسها وقال بهدوء " قسما بالله يا قلبي أعرف مين عمل كده واخدلك حقك "
اومأت له بينما تتمسح باحضانه ابتسم بسعادة على ارضائها إبتعدت قليلا وهمست له " أنا بحبك يا راسخ "
ابتسم وقبلها قبلة رقيقة مردفا بحب " وانا بعشقك يا مياسين" ابتسمت له ثم استرسلت بتفكير " انا عارفة مين ممكن يعمل كدة "
نضر لها مستفهما فقالت "زمرد ،بتحاول تنتقم مننا"
زفر بضيق وقال" والله مش عارف البنت دي مالها ،ذنبي ايه اني مش بحب امها ولا حبتها ،الحب مش عافية هي ليه مش عايزة تستوعب"
هزت مياسين كتفاها وقالت بضيق " عشان مش بتحب ،لو حبت هتعرف انه اللى بتعمله غلط "
عقد حاجباه وقال مستفهما" امها كانت طيبة مهما عملت فيها بتبقى هادئة ومطيعة ،اما هي لا ،صابرة اتقبلت حبي ليكي ، هي ليه مش عايزة تتقبل ؟!"
تنهدت مياسين وقالت بحيرة " مش عارفة؟!" ثم استرسلت " سمعت انها أخدت نص الاملاك؟!"
اومأ لها مردفا وقال " فعلا اضطريت اديها نصيبها بسبب يوسف و يامن ، مش عايز مشاكل معاهم "
اومأت له وقالت " سيبك منها انا عارفة دواها واللى هيهدها " نضر لها مستفهما فقالت " سيب موضوع زمرد عليا " اومأ له فإسترسلت بدلال " وحشتني "
ابتسم قبل أن يحملها وقال " وانتي أكتر يا حبيبتي "
الحب شعور غريب حتى إن كان ضالم هو فقط ينسنا ما هي العاطفة والحنان ، نترك انفسنا له لنكون انانين ولكن هل الحب الاناني الذي يكون على تعاسة الاخر هو خير ام شر
بعد مدة نزلت مياسين لمقابلة هاجر ،كانت هاجر تجلس بينما تهز أقدامها بتوثر وعصبيه ،نضرت لها مياسين وجلست مقابلها وقالت بهدوء " اللى بتعمليه مستحيل يجيب نتيجة "
نضرت لها بضيق وقالت " ايه اللى ممكن يجيب نتيجة؟! "
ابتسمت مردفة " عايزة تهدي زمرد خدي يوسف منها " نضرت لها بضيق وقالت" يوسف حاولت معاه قبل ما تضهر زمرد ثاني وهو مش عايز يميل، يبقى هاخده لما اتجوزها "
ابتسمت مياسين وقالت بهدوء" اي راجل عايز راحة واستقرار ، ولمامشاكل الست تكتر بدور على غيرها ،ودا دورك" نضرت لها بعدم فهم فقالت " انا كل اللى هعمله ان هخلي مشاكل زمرد كثيرة ومهما حصل خليكي جنب يوسف لانه هيضعف بالاخير ا"
اومأت لها وقالت " بس ازاي ممكن يمل منها"
ابتسمت قائلة " عندي كتير أعمله ركزي انت في شغلك " اومأت لها فشردت مياسين سوف ترد الساعة صاعين إلى زمرد
**************************************************
ضلت زمرد مسجونة لأكتر من يومين في المنزل بعد أن أصدر يوسف قراره ونفد حكمه عليها ، خرجت تتمشى في حديقة المنزل لاتعلم مالذي يحدث في الخارج فهو اخد منها هاتفها ايضا بعد فعلتها الشنعاء التي أتت عواقبها على رأسه ، زفرت بضيق ونضرت إلى سناء التي تدلف إلى المنزل وأسرعت نحوها ،احتضنتها قائلة بسعادة " وأخيرا جيتي "
ابتسمت سناء مردفة بشماته " والله يوسف طلع قدها وقدر عليكي"
رفعت زمرد حاجبها وقالت متهكمة" بلاش تغرك الطاعة دي ، بفكر في خطة جهنميه " ابتسمت سناء بغيض فإسترسلت زمرد متسائلة " إيه اخبار راسخ او عيلته؟!"
هزت سناء كتفها وقالت بملل " عادي مش ضاهر عليهم انهم عيلة مفككه "
ابتسمت زمرد ساخرة " مياسين مستحيل تضهر ضعفها " ثم استرسلت " يوسف عامل ايه؟!"
حدقت بها مرتبكة وقالت " الحمد لله "
نضرت لها مشككة وقالت " قولي في ايه من غير كدب؟!" بلعت سناء ريقها قبل أن تقول " يوسف ناوي يتعاقد معاهم "
انتبهت زمرد الى كلماتها وقالت بإستفهام " يتعاقد مع مين؟!"
اجابتها دون اهتمام " مع هاجر يبقى محامي شركتها"
"نعم " قالتها زمرد بدهشه ثم استرسلت" ومال هاجر دي بيوسف من أساسه "
شعرت سناء بإنفعال زمرد من خلال صوتها وقالت مستفهمة" يعني شغل عادي ،ليه مكبرة الموضوع؟!"
اجابتها بشراسه والغيره تكاد تفتك بها " دي عايزة تلف عليه ، عايزة تاخد يوسف ومياسين مسلطاها عليا عشان يقهروني" نضرت لها سناء بتدقيق وفكرت قليلا مردفة " يوسف بحبك انت"
تحولت نضرات زمرد الى اخرى عصبية وأردفت بحقد " انا واثقة فيه بس كيد النسوان مش واثقة فيه نهائي " ثم استرسلت بإدراك " وأنا هستنى لحد ما تاخده أنا رايحة ليه "
اتسعت حدقتي سناء وقالت بسرعة " انت يا مجنونه ،هو قالك ما تطلعيش وهتفضحيني معاه ان انا اللى قولت ليكي" لم تسمعها بتاتا بل غادرت إلى غرفتها وارتدت ملابسها بسرعة ونزلت مغادرة الى الشركة بينما ضربت سناء كف على كف من تهورها
**************************************************
في قاعة اجتماعات شركة يوسف كان يجلس رفقة هاجر يتكلمون بأمور العمل ،كان يشرح لها بنود تعاقده معها ، بينما هي كانت تحدق به بحب ،نعم هو حبها مند الطفولة لكنه فضل زمرد عليها وأحبها ،كل ما حاولت استمالته كان يرفض هو ختم زمرد على قلبه واقفله لكنها لا تستسلم ولن تتركه لها ، توقف فجأة على لمست يدها على يده، رفع عيونه لها فقالت بعد أن نضرت في عيونه" أنا عارفة انك بتحب زمرد ، لكن غصب عني لسه بحبك يا يوسف "
أبعد يوسف يده وأردف بهدوء " إنت بنت عمتي ودمي يا هاجر ،لكن مستحيل ممكن يبقى بيني وبينك حاجة غير الشغل ،انا لو بدخل وأحاول أنقد شركتك بس عشان في دم بنا "
زفرت بهدوء قبل أن تتحسس وجهه بيدها وهتفت بصوت مغري " إنت محتاج انسانه تفهمك وتحس بيك ،زمرد كل اللى تعرفه عن الحياة هو الانتقام ،وبتتعبك بمشاكلها اللى بتضطر تحلها " ثم استرسلت بعد أن شعرت بتأثير كلماتها عليه " انت شايل فوق طاقتك بسببها ،وهي مش مقدراك ولا مريحاك ،انت عايز ست حنينه عليك وبتفهك ،لما الدنيا تجي عليك تلاقي حضنها ينسيك"
فعلا الرجل رجل رغم عنه وجد نفسه يصغي الى كلماتها وهي شعرت أنها سوف تنول نصيبها ومرادها منه
كانت زمرد قد وصلت الى مكتب الاجتماعات الذي يلتف بالجدران الزجاجية ،ما ان رأتها تقترب منه وهو مصغي لها حتى شعرت بغصة في قلبها وتحجرت الدموع في عيونها همست بألم لنفسها" حتى انت يا يوسف" أغمضت عيونها بقوة ثم فتحتهم مجددا غاضبه ،قلبت عيونها في المكان وجدت أتات يستعمل للزينة وبكل غل حملته إبتعدت قليلا تم رمته على الزجاج ليصدح صوت تكسيره انتفض يوسف وهاجر، اتسعت حدقتيه بعد أن وجدها تحدق به بغل وشر من خلف الزجاج المنكسر ،زفرت هاجر بضيق تلك المتخلفة زمرد افسدت مخططاتها بالكامل لو تاخرت قليلا كان سوف يكون لها
ابتسمت زمرد بإستفزاز وبرود مطلق عكس ما كانت عليه عندما رأتهم وتقدمت منهم بخطى واثقة وابتسامتها لا تحيد من وجهها وقالت بعد أن ضربت يوسف بحقيبتها بغيض " إيه اللى بيحصل ؟!"
حدق بها وابتسم مثل الابله كم يعشق شراستها وقوتها تلك اجابتها هاجر بهدوء " كنا بتتكلم في الشغل؟!"
ابتسمت زمرد ساخرة كأنها لاتعلم ما تكنه تلك الماكرة لها او لزوجها ، وقفت أمام وجهها وأردفت بإبتسامة مستفزة بعد أن رفعت يدها تتباهى بخاتم زواجها" يوسف دا حبيبي وجوزي، فهمتي يا روحي " ثم استرسلت بحده " يلا كده شيلي خبتك واطلعي برة "
زفرت بضيق منها وقالت بعد أن نضرت إلى يوسف الذي كان يشاهد صامتا " بالنسبة للشغل يا يوسف نكمله بعدين ، لما تكون وحدك"
ضحكت زمرد بأعلى صوتها وهي تنضر لها وقالت بلذاعة " تبقى اخر مرة في عمرك لو قربتي منه "
زفرت الاخرى بضيق وحاولت ان لا تعطيها فرصة للنيل منها اكتر وغادرت بينما حولت زمرد نضربها الى يوسف الذي يضحك وجلست بجانبه تبتسم ، حدق بها فجدبته من ربطة عنقه بقوة نحوها وقالت بغيض " كنت بتهبب ايه معاها؟!"
عبست ملامح وجهه من تصرفها وقالت بضيق " بنتكلم في الشغل"
شددت على شفتيها وحدقت به بإتساع وملامح مخيفة غاضبه وقالت " شغل ؟!شغل ولازفت كان ناقص تبوسها "
جدب ربطة عنقه من يدها ضاجرا وقال بغيض " ما انا متجوز ومحروم ،أدور برة أحسن"
زفرت بغيض واستقامت واقفة تنضر الى الزجاج المتهشم واردفة بتهديد بعد أن اعادت نضرها له " وحياتك يا يوسف مرة تانيه هيبقى راسك مكان الازاز ده" اتسعت حدقتيه بينما غادرة الاخرى منفعلة متوعدة لهاجر تلك وهمسك " وربنا لاربيكي عشان تقربي من حاجتي "
خرجت من باب الشركة وأشارت إلى سائقها ان يتبع سيارة هاجر ، اومأ لها ولحق بها
*************************************************
إستاء يوسف من افعالها المتهورة ونضر إلى حائط مكتبه الزجاجي متحصرا عليه ،دخل جاويد يضحك على ما حدث له وقال ساخرا " راحت هبتك يا يوسف"
زفر يوسف بحنق وقال " اسكت مش ناقص وجع دماغ كفاية اللى عملته زمرد"
اومأ له وجلس مقابله مردفا " عملت ايه عشان تكسرلك المكتب فوق ذماغك؟! "
زفر بضيق مرددا بملل" مشاكل زوجية " ثم استرسل بجدية " هديك ملف شركة هاجر انت المسؤول عنه؟! "
اومأ له فإسترسل يوسف متذكرا " عملت ايه مع سناء؟! "
تنهد جاويد متدكرا كل محاولاته الجادة في استرجاعها الى انها كانت تصده في كل مرة ،غير دالك الابله سليم الذي لم يكن في حسبانه أصبح مثل ضلها يلاحقها أينما ذهبت ، زفر مطولا قبل أن يقول " والله بعدي ايامي بالعافية ، مش راضية مع اني مش سايب حاجة معملتهاش ،ورد وكل يوم ببعته ليها بترميه، اعتدار بكتبه بالشعر وتقطعه ،مش لاقي خيط اسمكها منه"
اومأ له وقال " انت غلطان في كل الاحوال " ثم استرسل بجدية " انها تسامحك صعبه "
مط شفتيه قائلا بعد ان تدكرت شرطها " هي الصراحة طالبة شرط "
نضر له بإهتمام قائلا " إيه هو طلبها ؟!"
أشاح بيده وقال " عايزاني اروح لاهلنا للبلد وأعترف للكل اني ضلمتها" رفع يوسف كتفيه وقال " عادي دا أقل واجب "
امتغصت ملامح وجهه قائلا " ما تضبط بقى انت عارف لو رجعت وإعترفت بكل حاجة ،هتقوم القيامة بين العيلتين ،ويرجع الثار وغيره"
رفع يوسف حاجبه بمكر وقال بخبث " واللى يديك الحل ؟!"
لم يرتح ابدا جاويد الى نضراته تلك ومع دالك وجد نفسه يقول لا اراديا" اللي هو؟!"
امسك يوسف القلم ينقر على مكتبه وقال بتفكير " إنت تتجوزها بتاريخ قديم ،وتسجل ابنك في اسمك ،وترجع البلد تقول انك كنت متجوزها وكده انت ابنهم وهي بنتهم طبعا هيضطروا يوافقوا"
تمعن جاويد في كلام يوسف نعم من هده الجهة سوف يكسبها ويضمن إبنه في اسمه فأجابه بتسائل " لو رفضت ؟!"
نضر له ساخرا وقال " مهمتك تقنعها "
زفر مطولا قبل أن يستقيم على مضد واردف " أتمنى تجيب نتيجة"
اومأ له " هتجيب " أشاح بيده ثم غادر بينما عاد يوسف إلى أعماله
********-****************************************
توقفت سيارة هاجر بعد أن اعترض سائق زمرد طريقها بسيارته
فتحت الباب بغضب وخرجت من السيارة ، فتحت زمرد باب سيارتها وانزلت قدمها التي زينها كعب عالي بالون الاحمر ابتسمت بإتساع وهي ترمق نضرات هاجر الغاضبة بستليه واقتربت منها ،صرخت بها هاجر " إنت فاكرة نفسك مين عشان تقطعي عليا الطريق ؟!"
ضحكت زمرد بخفة ثم اجابتها بينما تبتسم" أنا الكوين يا حببتي "
سخرت هاجر من كلماتها واجابتها بإستهزاء" اه الجاهلة بنت الشوارع "
رفعت زمرد حاجباها بتسليه بعد أن نضرت لها وتبسمت قائلة " انت الصادقة انا بنت الشوارع " قالت كلماتها وأمسكت بشعر هاجر بعنف من مؤخرته حتى صدح صوت هاجر المتالم وقالت بإهتياج" سبيني ، يا شوارعية "
ضحكت زمرد بينما تجدبها لتسير هاجر معها وهي تتالم ، شعرها يكاد ينخلع بين يدي زمرد ، دفعتها داخل سيارتها من ثم ركبت وامرت سائقها بان يقود
بالفعل اتبع اوامرها بينما قالت هاجر بعنف وانفعال " أنت ناوية تخطفيني؟! "
جلست زمرد تضع قدم على اخرى ونضرت لها بتكبر مجيبتا اياها " أنا ناوية اديكي درس صغنن عشان تفكري تقربي من حاجتي "
ابتسمت هاجر ساخرة وقالت " فاكراني ممكن اخاف منك ، افتكري ان أي حاجة ممكن تعمليها فيا هتجي عليكي بعواقب"
ابتسمت زمرد قبل أن تأمر السائق بإقاف السيارة على جانب الطريق المقطوع وابتسمت بعد أن أخرجت هاجر منها وخرجت هي أيضا لترد عليها بإستفزاز" وانا مش بخاف من العواقب "
نضرت لها هاجر بضيق ثم قالت بإنفعال " لو فاكرة ان اللى بتعمليه هخاف منك تبقي تحلمي ،انتي اخرك العربيات تصلحيها ولا ترعي البقر ، انت اللى لازم تخافي " ثم استرسلت بينما تنضر في عيونها بحقد " لان الكل ضدك ،وهترجعي للمكان اللى جيتي منه من غير حاجة ،حتى يوسف هيسييك مش هتلاقي حد جنبك "
ضحكت زمرد بأعلى صوتها على كلام الأخرى وقالت بتقة وهي تنضر في عيونها" أنا مش بركع قدام حد يا هاجر ، مش بحني رقبتي أبدا" نضرت لها هاجر ساخرة فعبتث زمرد في اصابعها وتفقدت خاتم يدها ابتسمت بخفة ثم رفعت يدها وانزلت صفعة على وجه هاجر جعلت وجهها يستدير الى الناحية الأخرى ، ضحكت زمرد وقالت بتسليه وسعادة " كنت تستاهلي " لمعت عيون هاجر بالغل من هي لتتجرء وترفع يدها عليها " اعتدلت لترد الضربة لها الى ان زمرد ابتسمت واقتربت منها قبل أن تفكر ضربتها بمرفق يدها حتى وقعت ونزف فمها ثم اكملت عليها بعد أن ضربها ضربتين على ضهرها بحقيبة يدها ،ضحكت زمرد مردفة بعدم تصديق " ومصدقة نفسك عايزة تضربيني ، احلامك فوق الخيال "
حدقت بها هاجر بغضب وقالت بإنفعال" انت وحدة مريضة ، وغيوره ،طول عمرك بتغيري مني عشان انا أحسن منك ، واهلي بحبوني ، كنتي عايزة حياتي عشان انت من غير أهل "
مطت زمرد شفتيها ببرود وقال بإستفزاز" إنت اللى مريضة والحيقيقة انت اللى بتغيري مني عشان مريضة بيا ، حتى يوسف أخدته ،وانت عينك منه يا روحي " ثم استرسلت بحدة " ابعدي عن طريقي ولا اقولك بلاش ، خليكم كلكم ضدي وشوفوا بنفسكم ازاي هربحكم"
التفتت زمرد كي تركب سيارتها الا انها التفتت مبتسمة ونزلت بصفعة أخرى قوية على وجه هاجر ثم ابتسمت وغمزت لها بعد أن أشارت لها بسبابتها " عشان قربت من يوسف " ثم التفتت مغادرة وأردفت" باي يا روحي" ركبت بعد دالك سيارتها وأشارت إلى السائق ان يأخدها وهي تنتشي من السعادة فقد اخدت حقها دون انتضار ،بينما هاجر ضلت تسبها وتلعنها لقد تركتها في طريق مهجور خالي ،زفرت بضيق واستقامت ،اخدت هاتفها تتصل على زوجة خالها وتخبرها بأفعال زمرد تلك وانه يجب ان تنتقم منها
*************************************************
دهبت صابرة إلى المستشفى بعد أن بدأت تشعر ببعض الألم في رحمها ، بعد كشف الطبيبة جلست معها في مكتبها تشرح لها وضعها ،ابتسمت الطبيبة بعملية وقالت " الواضح انك عاملة عملية اجهاض من قبل "
اومأت لها صابرة مبتلعة تلك الغصة فتابعت الطبيبة " حضرتك اللى عمل العملية عمل شرخ في الرحم وعشان كده بيوجعك "
ترقرقت عيون صابرة بالدموع وقالت مستفهمة " تقصدي ايه يا دكتوره؟!"
تنهدت الطبيبة قبل أن تقول " الى أقصده انه الرحم عندك اتعفن ،عشان كده لازم نستاصله قبل ما يتحول لكانسر لقدر الله "
سقطت دموع صابرة بقوة على دالك العقاب الدي أصابها وقالت بهمس " يعني مستحيل اخلف ثاني ؟!"
نفت الطبيبة برأسها وقالت " المهم دلوقتي صحتك لازم تعملي العملية في اقرب وقت ،قبل ما تحصل حاجة اكبر من كده"
اومأت لها موافقة وقالت" شكرا ليكي انا هعمل العملية بس مش هنا هعملها في لندن "
وافقت الطبيبة وقالت " اللى تحبيه المهم ما تتأخريش "
اومأت لها وغادرت وما ان خرجت من المستشفى حتى اتصلت على فارس
رد على هاتف بينما ينهمك وسط اوراقه ،جائه صوتها المنكسر " انا اليوم بالضبط خسرت ، مش هخلف ثاني ربنا ينتقم منك زي ما انتقم مني "
لم يستوعب كلماتها تلك وقال مستفهما " مالك يا صابرة ؟! بالراحة عشان افهم "
صرخت به باكية " مش هخلف ثاني بسببك ، الدكتورة اللى اجهضت عندها ،دمرت الرحم بتاعي ،ودلوقتي لازم اشيله وساعتها هتحرم من الخلفة مدى الحياة "
صدم من كلماتها هو لم يتوقع ان الأمور ممكن ان تصل الى هده الدرجة اجابها بهدوء " انتي فين؟! انا هاجي حالا"
صرخت به من قوة حزنها " مش عايزاك تجي ،مش عايزة اشوف وشك ، على قد ما حبيتك كرهتك " احس بمدا فداحة الأمر وفعلته الشنيعة ،حاول تهدئتها مردفا " صابرة كل حاجة ليها حل اهدي بس !!"
"ربنا ياخدك " قالتها بكره نبع من جوف فؤادها من ثم اقفلت الهاتف بوجهه
زفر بضيق ومسح على وجهه ثم حمل مفاتيح وغادر
*************************************************
سليم تلك الشخصية التي شغلت تفكير سناء وارهقتها كتيرا ، هو يغدقها اهتمام وحب ، لاتعلم كيف بدات تتعلق به مع مرور فترة قصيره ،هل يمكن ان الاحتواء والاهتمام الدي فقدته أشعله سليم بمجرد تفاصيل بسيطة ، استفاقت على ملمس ابنها على وجنتها اليمنى وقال بضيق " ماما انا ليه مش عندي بابا؟!"
هدا السؤال فاجأها اول مرة مند أن ولدت ابنها لم تسمع هدا السؤال طفلها يكبر هل نسيت،وهل نسيت انه سوف يسال يوما عن والده نفت براسها فكرر ابنها نفس السؤال ،ابتسمت وهي تجلسه على قدمها وقالت بتفكير" لما تكبر شويه هحكي ليك كل القصة وليه مش عندك بابا "
زفر الصغير مستفهما " يعني انا عندي بابا؟!"
اومأت له وقالت " باباك عايش وموجود ،بس انا هو مستحيل نجتمع" بالتاكيد هو طفل لا يستوعب شيئ هز كتفيه وقال " عايز اشوفه؟!"
نفت برأسها وقالت" لا"
زفر الصغير بإستياء وقال بإنفعال" كل الولاد معاهم بابا ليه انا لا؟!"
لم تعلم بما سوف تجيبه فحاولت اغلاق الموضوع" نتكلم بعدين يا يوسف "
نفى براسه ودخل في نوبة صراخ وبكاء بعد أن علم أنها لن تقول الحقيقة
دخل يوسف صدفة فوجد الصغير يبكي حمله بين يديه وحاول اسكاته مردفا " مالك يا قلب عمك"
مسح الصغير عيونه وقال " مش عايزة تقولي مين بابا"
قبل يوسف راس الصغير وقال بهدوء " ايه رايك أخدك عنده تشوفه "
اتسعت حدقتي الصغير بفرح وصفق بيديه ثم عانقة " انا بحبك يا يوسف "
ابتسم يوسف وقال بحنان " وانا بحبك يا قلب عمك " ثم انزله بلطف وقال روح عند زمرد لحد ما اجي "
عبس الصغير مردفا " زوزو مش موجودة "
اومأ له يوسف ثم استرسل "اطلع عند بابا " اومأ الصغير وركض الى الأعلى بينما نضر يوسف الى سناء التي تحدق به بشر مطلق وعيونها غاضبة ،ابتسم من ثم جلس مقابلها وقال بهدوء ورزانة" أكيد مش هعيش طول عمره من غير أب "
ردت عليه بإنفعال" انت ملكش دخل يا يوسف ،دي حياتي انا وابني ،انا مش عايزاه يعرف جلال"
تقبل يوسف انفعالها برحابة صدر واردف " معاك حق ،هو لا يستاهلك ولا يستاهل ابنك ،وانت على حق انا مليش دخل "
زفرت بضيق وقالت بعد أن شعرت بمدى فداحة ما فعلته ،يوسف لم يقدم لها سوى الخير وقالت بأسف" أسفة عشان عليت عليك صوتي بس انت عارف انا شوفت قد ايه ،هو عايز ياخد ابني بالساهل بعد ما عمل عملته وهرب وسابني للنار" ثم استرسلت بضيق " عشان صاحبك هتقف في صفه "
اومأ لهامتفهما وقال " عندك حق في اي كلمة ممكن تقولها ،وانا معاكي " ثم استرسل متابعا بجدية " مين قالك انه عشان صاحبي هقف معاه، انا مع الحق دائما "
اومأت له فدخلت زمرد اثر حديتهم وجلست بجانب سناء مردفة بضيق " اياكي تسامحي "
مسح على وجهه بإنفعال من زوجته التي لا تتدخل ابدا بالعقلانيه منطقها الانتقام لا غير حدجها بنضرات نارية ثم نضر إلى سناء وقال " انا عايزك تاخدي حقك منه بنفس الوقت عايزك تردي اعتبارك "
نضرت له مستفهمة فقالت زمرد بتدخل " اسجنيه "
ولثاني مرة هده الفضولية تتدخل نضر لها بضيق وقال بإنفعال " والله يا غزال لو نطقتي ثاني اكون مصقف على وشك عشان تتلمي في يومك ، انا بكلمها هي ولا بكلمك "
رفعت كتفاها وقالت بضيق " انا وهي واحد "
نضر لها ساخرا وقال " ابقى ضالم لو قولت ان الحية شبه سناء "
اتسعت حدقتيها بغيض من ثم استقامت مغادرة ، زفر بضيق قبل أن ينضر الى سناء التي كانت شاردة وقال "وافقي يتجوزك "
حدقت به بعدم تصديق وقالت " اتجوزه؟!"
اومأ لها بهدوء مسترسلا " سبيه يسجل الولد في اسمه،ابنك لازم ياخد حقوقه بعدها "
نضرت له ساخرة " ابقى استفدت ايه ؟!"
ابتسمت يوسف وقد شعر بنبرتها الساخرة وقال " اولا هيضطر يعلن جوازك منه ،وانا هتكلف انه حتى اللى في البلد يعرفوا "
أجابته بتسائل " انت ناوي على ايه ؟!"
ابتسم لها بهدوء وقال " يعترف بجريمته انه ضحك على قاصر "
نضرت له شاردة فقال " خدي وقتك وانا هنتضر جوابك "
اومأت له تفكر مليا في كلامه، وجد صابرة تنزل الدرج مرهقة فقال" صابرة تعالي عايزك"
اومأت له واقتربت منه وجلست بجانبه ،نضر لها وقال " انت كويسه ؟!"
اومأت له فإسترسل " بنتي كبرت وجاي لها عريس" اتسعت عيون صابرة وحدقت في أخيها وقالت مرتبكة" عريس مين؟!"
ابتسم لها قائلا " ابن صديق بابا "
نضرت له مستفهمة وقالت " بس انا معرفوش؟!"
هز كتفيه وقال " اكيد دلوقتي لا بس لما تتقابلوا هتعرفوا بعض "
لم تكن في حالة جيدة للجدال فإلتزمت الصمت حتى قاطعهم صوت خلود المرح تزامنا مع نزول زمد " أنا جيت يا سوفا "
التف يوسف إلى مصدر الصوت وحدق بالطفلة السعيدة ثم حول عيونه الى زوجته التي كانت تنضر الى الصغيرة بنضرات لو كانت تقتل لاوقعتها ميتة ، أخت مقابل الاخرى بنت مياسين وبنت صابرة نفس العمر الذي عاشته زمرد في الشارع الان تقف نسختها أمامها تلك الفتاة هي من قتلت والدتها لو لم يبلغ المخاض امها دالك اليوم لكانت صابرة حية ترزق هدا كل ما يجول في عقل زمرد من أمامها يجب أن تموت مثل والدتها
عايزة رايكم في الرواية مهما كان بسيط يهمني اوي وايه اكتر حاجة عاجباكم وايه اكتر حاجة مش عجبتكم
•تابع الفصل التالي "رواية مرارة العشق" اضغط على اسم الرواية