رواية نورة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم Lehcen Tetouani
… عندما رأت والدها مقبلا عليها بالسكين لم تنطق بكلمة توقعت انه حان وقت اخذ الله امانته ولم تبدي اي فعل سوى انها أخفت وجهها وعينيها بكلتا يديها وهي تنطق الشهادة
وماهي ثواني احست بشعرها يجز جزا كالعشب من خلفها وعندما فتحت عيونها وجدت شعرها الطويل قص على يد والدها وهو يقول هذا هو دليل موتك للابد بالنسبة إلى اهل قريتنا وإياك ان تخطئي وتضعين قدمك هناك
ثم قبلها على جبينها وغرغرة الدموع مابين جفونه ورحل ليودع الجميع دون ان يلتفت لورائه
هنا إستفاقت نورة مما كان يحدث امامها والدهشة تغمرها ثم نزلت من على السرير وركضت نحو الباب لتلحق بوالدها وهي تناديه أبي أبي سامحني أبي ارجوك سامحني
لكن والد نورة لم يلتفت لرجائها بل أكمل مسيره وحمل جثة عامر حتى انقطع عن الانظار بعد لحظات وقعت نورة على ركبتيها امام باب المنزل وهي تبكي بمرارة وتنادي على والدها الذي رحل امامها دون ان يغفر لها ذنبها
فقدم الشيخ وصابر واجلساها وهما يمسكانها من كلتا ذراعيها وطلب الشيخ من نورة ان تهون على نفسها وعليها بالصبر فالايام تداوي الجراح.. واخذاها إلى السرير مرة اخرى لترتاح ثم خرج الجميع من غرفتها تاركين اياها التأخذ قسطا من الراحة ربما تنام قليلا.
قال الحج لي صابر خذ هذه النقود واجلب من عمك احمد ديك صغير ليكون وجبة عشائنا هذه الليلة.
حاضر ياجدي ولكن ستطبخه لنا نورة فأكلها شهي جدا
بالتأكيد ياصغيري ولكن اولا ستساعدني في ذبحه ونتف ريشه
بكل سرور ياجدي لن اغيب مطولا وداعا يا أبي
إحرس يابني من الكلاب الضالة وعد سريعا ولاتطل في العودة
حاضر يا ابي فانا حفظت كلامك كلما ذهبت إلى هذا المشوار
قال الحج هاشم تعال يابني اريد التحدث معك في موضوع مهم. قمت بإعطاء تلك المهمة لصابر فقط كي نتحدث على إنفراد دون ان يسمعنا.
أجاب تفضل يا والدي كلي اذان صاغية
انت ترى مشكلة هذه الفتاة المسكينة وأين أودى بها سوء تصرفها إلى مصير لايرضا به إنسان ذو حكمة وعقل لذلك اقترح عليك إقتراح فإن وافقته سيكون لك خير الجزاء من المولى عز وجل
مالذي تعنيه بكلامك هذا ياوالدي؟
ما رأيك ان تتستر على هذة المخلوقة وتنال بذلك ثوابا في الدنيا والآخرة فهي فتاة جميلة وطيبة وإن كانت أخطأت فهذا لايعني انها سيئة وننبذها ونعاقبها بشر العقاب بالموت او النفي من طرف الجميع فكلنا نخطيء وخير الخطائين التوابون كذلك هناك شيء آخر مهم صابر إبنك صابر يحبها واصبح متعلقا بها لأبعد حدود لو تزوجتها سيسعد كثيرا وستأمن عليه عندما تكون خارجا عن المنزل مارأيك يابني؟
انت فاجأتني ياوالدي بإقتراحك لهذا الموضوع الحرج خاصة وزوجتي لم يدم على وفاتها إلا شهورا قليلة انا ياوالدي ليس في نيتي الزواج مؤقتا على الاقل حتى اشفى من الذكريات والإشتياق
لابأس ياولدي افهمك وسأدعك تفكر وفي هذه الاثناء لايستطيع كلينا ان ندع فتاة تظل عندنا دون ان يكون لها مبرر فالألسن لاترحم يا بني حتى وإن كانت نيتنا إتجاهها صادقة بمساعدتها إلا لذللك ننتقل للحل الثاني الذي إقترحه او بالأحرى طلبه والد نورة برجاء خاص ان نأخذها إلى عمتها الساكنة في قرية عين التوت الذي راسلها قبلا واوضح لها كل شيء وأرجح انك أنت من تأخذها غدا.
فأنا كما ترى اصبح حالي وعجزي لايصلحان للسفر وخذ هذه نقود السفر التي اعطاني إياها والدها خذ ماتحتجانهما متها طيلة مشوار طريقكما والبقية أعطها لنورة ستحتاجها بدورها لاحقا
في ذلك المساء قامت نورة من نومها هادئة قليلا بعض الشيء مما مرت به طيلة اليوم فطبخت عشية الديك بالأرز بمساعدة صابر الذي كان لاصقا بها كل الوقت حتى في الليل نام معها بعد علمه انها ستغادر غدا المنزل لتمكث مع عمتها التي تسكن بعيدا عنهم
وفي الفجر كالمعتاد قامت نورة بإعداد الفطور من كل لوازمه وانتظرت حتى إسيقظ الجميع وطبخت على الجمر الخبز البلدي ليأكلوه وهو ساخن وعند إنتهائهم من الفطور
جمعت نورة بعض الاغراض البسيطة الضرورية التي تحتاجها في الطريق ثم ودعت صابر بالقبلات والعناق وجعلته ان يقوم بوعدها لزيارتها في ايام العطل كما شكرت الشيخ على حسن ضيافته وكرمه وتفهم الوضع الذي تمر به وقبلته على رأسه إحتراما وتقديرا له ثم غادرت المنزل بمصاحبة هاشم المساعد والحامي لها من وحشة الطريق.
….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نورة) اسم الرواية