رواية أو أشد قسوة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سارة مجدي
مع خروج اخر زبائن الملهى … وتحرك حراسه الي مكان استراحتهم … اقترب شبح أسود كبير من السيارة … يحمل حقيبة متوسطة الحجم … ودون حديث وقف جوار نافذة بيبرس وأعطاه الحقيبة … وظرف كبير
وغادر بصمت
لينظر بيبرس الي صلاح وقال باستفهام مرح:
-هو على طول صامت كده
ليضحك صلاح وهو يقول بمرح مشابه:
-يعمل دائما بصمت .. لكن شغله كله في الصميم
ليشعر بيبرس بالراحة وهو يتفقد محتويات الظرف … ها هي الخطوة المنتظرة على وشك الحدوث
عاد بنظره على صلاح وقال له بهدوء:
-يلا بينا
ليبتسم صلاح دون ان تظهر أسنانه رغم اتساع الابتسامة لتظهر ابتسامة شريرة خاصة مع تلك اللمعه الراضحة في عينيه ثم قال:
-خلينا نخلص البشرية مش بعض الاشرار
ليضحك بيبرس بصوت عالى وهو يخرج قفازان القى احدهم لصلاح وارتدى الاخر … بدء في إخراج ذلك السلاح الكبير من الحقيبة ووضع به كاتم للصوت … وأعطاه لصلاح … ثم أخرج الأخر وفعل به المثل ثم القى الحقيبة على الكرسي الخلفي … ترجلا من السيارة بعد ان خبأ الظرف في جيب سترته وتحرك في اتجاه غرفة الحراس
~~~~~~~~
بخطوات محسوبة … ومعرفة جيدة بتفاصيل المكان … توجهوا اولا لغرفه استراحة الامن التي تحوي أربعة من الرجال ضخام الجثه.. ودون إصابات خطيرة جعلهم جميعًا في لحظة واحدة ممددون أرضًا دون ان يرى اي منهم من فعل بهم هذا .. وتحرك في إتجاه الملهى … يعلم جيدًا اين الجوكر الان وماذا يفعل بالتحديد … ويعلم ان الطريق اليه خالي تمامًا … عمله هنا لسنوات جعله يعرف جيدًا متى يستطيع تنفيذ مخططة
حين دخلوا من البوابه اغلقها صلاح جيدًا وسار خلف بيبرس بخطوات مدروسة … يتوقعون ظهور ترتر في اي لحظة … لكنه لم يظهر لينظر بيبرس الي صلاح ببعض القلق … ليهمس صلاح قائلا:
-يمكن جوه معاه
ليرفع بيبرس كتفيه بلا اعلم … لكن صوت خطوات جعلهم يختبؤون خلف أحد الأبواب وظل بيبرس ينظر الي الخارج بعين واحدة حتى رأي ترتر يقترب من غرفة الجوكر وهو يحدث نفسه:
-كل حاجة فوق راسي روح يا ترتر … تعالى يا ترتر … أعمل يا ترتر … أوف بقا … انا مش حمل كل ده .. لكن يلا كله يهون قدام رجولة الجوكر وإحساسه يالهوووي علية وعلى جماله
كل هذا كان يقوله وهو يتمايل أمام المرآة التي تحتل إحدى جدران ممر الغرف
ليشعر بيبرس بالغثيان وهمس صلاح بتقزز:
-عيل(…) بصحيح اتفو عليك وعلى اللي وصفك من الرجالة
كتم بيبرس ضحكته بصعوبة وعاد يتابع حركات ترتر المائعة … وكل علامات التقزز ترتسم على ملامحة حتى انتهى ترتر مما يفعل وتوجه الي غرفة الجوكر
ليشير الي صلاح حتى يلحق به
وفي حركة مباغتة … وقبل ان يغلق الباب كان يدفعه بيبرس بقوة ليسقط ترتر أرضًا متأوهًا كالنساء بصوت مائع جعل صلاح يركله بقدمه وهو يقول:
-ما تسترجل يا جدع قرفتني
انتفض الجوكر متراجعًا للخلف بصدمة حين وجد بيبرس يقف أمامه … بكامل صحته … وخلفه الجساس يرفعون السلاح في وجهه … لقد وقع في الفخ وهو من ظن انه استطاع ان يتخلص من بيبرس وفي نفس الوقت كسب الجساس في صفه
ظل بيبرس ينظر اليه بانتصار … يغلف تلك النظرة ازدراء يفهم الجوكر سببها … جفت الدماء في عروقه وهو يرى ما يحمله بيبرس بين يديه .. وقبل ان يقول اي شيء قال بيبرس بأمر:
-اقفل الباب يا صلاح … وأهتم بترتر علشان خاطري
ليبتسم صلاح وهو يقترب من ترتر الذي يغطي وجهه بخوف وقال بتسلية:
-متقلقش انا مش بمد ايدي على الحريم
أقترب بيبرس من الجوكر وهو يقول:
-كنت فاكر إنك خلصت مني مش كدة؟!
لوى فمه للأسفل قليلًا اكمل بحزن مصطنع:
-معلش بقا طلع خبر كاذب … ورجعتلك من جهنم علشان احاسبك على الأرض … وبعدين ابعتك فوق تتحاسب تاني
تراجع الجوكر خطوة للخلف وهو يقول برجاء:
-بيبرس أنت عارف إني بحبك .. وانت احسن جارد عندي … أنت بس اللي عملت فيها دكر ووقفت في صف زيزي وعايز تطلع بدور البطولة
ارتعشت يده وهو يمسك بالمال الموضوع فوق المكتب وأكمل في محاولة لاقناع بيبرس بالعدول عن قتله:
-خد الفلوس دي .. حلال عليك والفلوس التانيه كمان اللي أنت اخدتها انا مسامح فيها … وخلينا ننهي الحكاية هنا … قولت ايه؟!
ليضحك بيبرس بصوت عالي … ثم قال بعيون تطلق شرارات الغضب:
-ده كان زمان … قبل ما تفكر تغدر بيا …. وتهدد زيزي … دلوقتي انت بتلعب في الوقت الضايع يا خميس … نهايتك قربت وهتقابل وجه كريم … الجحيم في انتظارك بس قبل ما تمشي بقا عايز أقولك … ان الباشا سبقك لفوق … مستنيك على الجريل مع قوم لوط
ليسمع صوت ضحكات صلاح المكتومة جعلته رغمًا عنه يبتسم
لكنه أكمل بشر واضح:
-واحب أقولك كمان …. اني بوعدك موتك مش هيعدي كده لا ابدا أنت هتمشي وسايب وراك فضيحة كبيرة
وأخرج الظرف الأبيض من جيب سترته واخرج ما به … والذي لم يكن سوى صوره مع الباشا التي التقتها لهم
القاها في الهواء لتتناثر في كل مكان … وبعدها مباشرة … اطلق النار على الجوكر ومن خلفه اطلق صلاح النار على ترتر طلقه واحده في منتصف راسه ثم بصق عليه وهو يقول:
-في داهيه
ووقف الاثنان مكانهم ينظرون الي تلك الأجساد الغارقة في الدماء … وهي ملقاه أرضًا ليقول صلاح بصوت هامس:
-صحيح للموت هيبه كده وبتأثر على الواحد من جوه … لكن انا سعيد اني خلصت البشرية من ترتر ده قبل ما يتكاثر ويملى البلد
لا يعرف هل يضحك على كلمات صلاح … ام يبكي كونه أصبح قاتل … اليوم قتل إثنان … واصاب اربع رجال … وقبل كل هذا كان يعمل في حماية ذلك المكان الذي يضم كل المحرمات يرى ويسمع لكنه لم يكن يتكلم .. لكن هل لو تاب بصدق وعاد الي الله سيتقبله … سيغفر له ذنوبه؟
أخذ نفس عميق وهو يقترب من المكتب يجمع ما علية من أموال … اعطى صلاح نصفهم … ووضع الباقي في جيوب سترته … وتأكد من وجود الصور واضحة لمن يدخل الغرفة وغادروا الملهى كما دخلوا لكن بعد ان قاموا بمسح تسجيلات كاميرات المراقبة … وفي الحقيقة كان هذا تفكير صلاح … ف بيبرس كان غشيما في تلك الأمور … وبالسيارة قال بيبرس لصلاح
-وصلني المستشفى وبعدها من ابعد مكان عن الكبارية اتصل بالشرطة وبلغ عن موت الباشا وموت الجوكر وارمي تليفونك في النيل
أومأ صلاح بنعم دون رد
~~~~~~~~
ظلت زيزي طوال الليل حتى توسطت الشمس السماء تفكر لماذا يريد هذة الصور؟ … ماذا سيفعل بها؟ … وكيف علم بأمر مكالمة الجوكر لها؟ … أسئلة كثيرة ظلت طوال الليل تدور في رأسها ولا تجد لها إجابة
تشعر ان هناك شيء كبير سيحدث .. قلبها يؤلمها بشدة … ولا تفهم السبب سوا ان هناك خطر كبير يحيط ب بيبرس
غلبها النعاس وثقلت جفونها وغطت في نوم عميق …
وبالخارج بالتحديد اسفل بيتها كان هناك جسد متوسط يقف في الظل … يراقب الموقف جيدًا وينتظر اللحظة المناسبة للتدخل وإنهاء الأمر
~~~~~~~~~
عاد بيبرس الي المستشفى من جديد … ومباشرة الي الغرفة المخصصة وكأنه لم يغادر المستشفى من الاساس
إقترب من السرير وربت على كتف الشخص النائم في مكانه ليرفع الغطاء عن وجهه ينظر بعين واحده له وحين تأكد من بيبرس … غادر السرير ليقول له بيبرس بصوت منخفض
-الجساس مستنيك برة … ومعاه الحساب اللي اتفقنى عليه
ليبتسم الشاب بسعادة ورفع يده بالتحية وغادر .. ليغمض بيبرس عينيه … يشعر بإرهاق شديد ويشعر ان الجرح يؤلمه بشده ارتدى زي المستشفى من جديد وتمدد على السرير وأغمض عينيه لكنه لا يتحمل ذلك الالم فرفع يده السليمة وضغط ذلك الذر الموجود جوار السرير … لتحضر الممرضة وهي تقول بابتسامة بشوشة:
-حضرتك نمت كتير اوي
لم يستطع ان يجيب عليها لكنه جاهز في إخراج صوته
-الجرح تاعبني جدًا لتتحرك الى الطاولة الجانبية وأخذت أحد الحقن ووضعت بها الدواء وحقتن به عن طريق الكالونا الموصولة في يده وهي تقول
-ده مُسكن هيريحك ان شاء الله
حين أنتهت غادرت بصمت … ليغمض هو عينيه في محاولة للنوم … لكنه لم يتسطع حتى بدء مفعول المسكن وعادت بعض الراحة لجسدة
~~~~~~~~~
لم تستطع الذهاب الي الاستديو لم تنم جيدًا … تشعر انها مستنزفة … عقلها غير قادر على استيعاب كل ما حدث
حادث عدنان … وسبقه اعتراف مراد بحبه لها … مرض جدتها … وحديثها وكل هذا الضعف الذي ظهر امام مراد ولم يظهر امام أحد غيره حتى انها شعرت بالاندهاش من نفسها
انها تشعر بالضياع … تحتاج ان تخرج ما بداخلها لأحد تثق فيه .. تريد ان تخرج لشخص ما كل تلك الخيوط المشتبكة … ويقوم هو بترتيبهم وفض تشابكهم لكن أدهم ليس في حاله تسمح له بمساعدتها ف يكفيه ما هو فيه … ماذا تفعل والي اين تذهب ؟
~~~~~~~~~
بداخل الاستديو يجلس مراد في مكتبه بعد أنتهاء البرنامج يشعر بالضيق … انها لم تحضر اليوم … افتقدها والبرنامج فقد جزء من روحه بغيابها … ومعظم الاتصالات كانت تسأل عنها … ويدعون لها بالشفاء والعودة سريعًا
اخرج هاتفه واتصل بها … اجابته بصوت مرهق … ليقول لها مباشرة:
-وحشتيني … مفتقدك … البرنامج وحش من غيرك … الدنيا كلها ضلمة وكئيبه
لم تجيب على كلماته … ليكمل هو دون توقف
-عارف اني مندفع في مشاعري … واني المفروض مقولش الكلام ده … بس دي مشاعري يا ظلال غصب عني
-فاهمة يا مراد … بس أنت كمان لازم تفهم وتدرك اني مش هقدر ابادلك
قاطعها وهو يقول بسرعة:
-انا فاهم يا ظلال … كلامك طول الليل بيتردد في ودني .. بس ده ميمنعش اني اقولك ان انا وكل مستمعينك افتقداني النهاردة
أبتسمت بسعادة حقيقية … وقالت بصدق:
-انا كمان افتقدت الاستديو والشغل جدًا بس كمان محتاجة شوية وقت أنت
لما يدعها تكمل كلماتها أيضًا وقال بصدق:
-عارف يا ظلال خدي وقتك .. بس نصيحة الشغل ملوش علاقة بأي حاجة شخصية .. الشغل هيخرج الطاقة السلبية اللي جواكي وكل اللي بتمري بيه
صمتت ليست لكونها غير قادرة على الرد ولكن لكونها تفكر في صدق كلماته … هي تعي ذلك تمامًا … لكنها تشعر انها منهكة وفاقدة للقوى … كأنها كانت تخوض جولة ملاكمة … او مارثون للركض … أخذت نفسًا عميقًا وقالت بهدوء:
-اطمن بس على نناه وهرجع على طول
أغلق الهاتف وقد عادت اليه ابتسامته … صوتها … حديثها … رقتها … حتى تلك التنهيدة التي اشعلت النار في صدره كل شيء بها ومنها يسعده وبشدة
~~~~~~~~~
بعد مرور يومين ايام خرج أدهم من غرفته متوجه الي غرفة اخته … لقد قرر السفر الي عدنان … عليه ان يفهم كل شيء … يبحث جيدًا عن علاج ل عدنان وعن كل السُبل الممكنة وغير الممكنة التي يستطيع تقديمها لعلاجه ومساعدته فما قرأه عن مضاعفات ذلك المرض جعلته يشعر بنار حارقة في داخله … وخسارة قريبة ووشيكة
طرق باب غرفة أخته ودخل بعد ان سمع صوتها تسمح له بالدخول
وقف أمامها لتركض اليه تلقي بنفسها بين ذراعيه … لتقول بضيق:
-هطمني صح؟!
ربت على ظهرها بحنان وقال بهدوء قدر استطاعه:
-هطمنك … بس عايز كمان أسافر وأنا مطمن عليكي … وعلى شُكران … ولو احتجتي اي حاجة كلمي عبدالله ماشي
لتلمع الفكرة في رأسها مع ذكره لأسم عبدالله … وبشرود أومأت بنعم
ليقبل اعلى رأسها وغادر متوجهًا الي غرفة جدته … التي لم تستعيد قوتها بالكامل … انكسرت بسببه وبسبب عدنان … فماذا سيحدث لها إذا علمت بما أصاب عدنان حقًا
إذا علمت بما يخفون عنها أخذ نفس عميق وترك على باب غرفتها … ودخل يرسم على وجهه إبتسامه واسعه وهو يقول
-عايزة حاجة من بلاد الفرنجة غير إنك تطمني على عدنان
-رجعلي اخوك سالم .. ارجعوا املوا عليا البيت واتجوزا وخلفوا واملوا البيت عليا بالعيال
قالت كلماتها بصوت مختنق والدموع تتجمع في عيونها التي تحيطها خطوط الزمن
ليركض اليها يقبل يدها وهو يقول بحزن:
-احلامك وكلامك اوامر يا شُكران هانم … هروح أجيب الواد ده من برة واول ما نرجع نروح علشان أخطب سليمة ونفرحك
ابتسمت رغم الحزن الساكن في عيونها … ليقبل يدها من جديد لتنحنى تقبل رأسه وهي تدعوا له
غادر غرفتها يشعر انه يحمل فوق كتفه حمل ثقيل
اتصل على عبدالله … الذي اجابه سريعًا وقبل ان يقول أدهم اي شيء قال هو:
-كل حاجة تمام يا أدهم انا بتواصل معاهم كل شوية .. وعدنان فاق وبقا زي الفل … وممكن يرجع معاك
ظل صامت لعده لحظات بعد ان قال عبدالله كلماته ثم قال
-خلي بالك من جدتي وظلال … هما في أمانتك لحد ما أرجع
-ايه يا ابني هو انت مهاجر .. ده انت رايح بلاد الغرب يمكن تغير رأيك وتشوف عروسة تانية غير أنسه سليمة
قال كلماته ببعض المرح ليقول أدهم بتحذير :
-عبدالله كله الا سليمة ماشي
-ماشي يا عم الحبيب … تروح وترجع بالسلامة .. ونفرح بيك إن شاء الله … ونفرح كمان بروج عدنان بالسلامة
~~~~~~~~
في طريقه الي المطار … ورغم إنها تعرف جيدًا انه سوف يسافر اليوم لكنه لا يستطيع ان يسافر دون ان يسمع صوتها … عليه ان يخبرها انه يحبها
ويخبرها انه سيشتاق اليها … ويخبرها انه حين يعود سوف تصيح خطيبته … سوف يخبرها بكل ما بداخله
كل هذا كان يفكر فيه والهاتف فوق اذنه ابتسم بتلقائية حين وصله صوتها
-السلام عليكم
-وعليكم السلام … ازيك يا سليمة
حال اخر ما اصبح عليه .. راحه وسكينه وهدوء هو ما يشعر به الان … صوتها يجعل كل العالم من حوله يتحول الي مرج اخضر كبير لا يسكنه سوا الطيور وبعض الفرشات … وأرانب بيضاء تقفز بسعادة
كانت صامته لا تستطيع الرد على كلماته من كثرة الخجل رغم ان سؤاله عادي
ليكمل هو كلامه:
-انا في طريقي للمطار … وان شاء الله مش هطول … ولما هرجع ان شاء الله هاجي بقا علشان اخطبك … انا عند وعدي
أيضًا لم تستطع الرد على كلماته … ليقول بجدية حتى يرحمها من الخجل:
-خلي بالك من نفسك و الشغل أجلي كل حاجة لحد ما أرجع .. ولو احتجتي اي حاجة ابعتيلي رسالة وهتصل بيكي … وانا كده كده هتصل بيكي يوميًا بس لو حصل اي حاجة تواصلي معايا
-حاضر
قالتها بصوت مرتعش … لييتسم حين سمع تلك الكلمة منها … لكنه تذكر شيء مهم فقال بشك:
-سليمة هو امبارح حصل حاجة عايزة تقوليها ليا
صمتت لثواني وهي تتذكر ظهور شخصية ثامر بالأمس خاصة حين حضر رجل أعمال منافس لأدهم … فبعد عشر دقائق من المقابلة وبعز الكثير من الكلمات المستفزة ظهر ثامر بغروره وعجرفته … ووضع حد لذلك الرجل الذي خرج وهو يترجف خوفًا
أخبرته بذلك ليسألها بقلق:
-عملت ايه بالظبط يا سليمة عايز أفهم ببقا عامل ازاي؟
صمتت لثوان ثم قالت بصدق:
-كنت قوي .. بارد … مغرور … عندك ثقة بالنفس تخلي اللي قدامك يخاف منك … قادر تسيطر على كل اللي قدامك .. كنت قوي بس
-بس اية؟!
سألها يحثها على الإكمال… لتقول بصوت مرتعش قليلًا
-كنت رغم كل ده .. مثالي … أنت مش بتيجي على حد … أنت بس بتحافظ على اللي ليك .. فارس نبيل عارف كل أسلحتك وقادر على الانتصار من غير اي غش
تنهد براحة … وقال ببعض المرح:
-أنتِ بتعكسيني يا آنسه … لا لو سمحتي انا شبه خاطب وبحب خطيبتي
لتضحك بخجل … ليقول بعد أن أخذ نفس عميق براحه
-كدة أقفل وأنا مرتاح … سلام يا سليمة … لا اله الا الله
-محمد رسول الله … ان شاء الله ترجع بالسلامة
اغلقت الهاتف .. لكن هناك في عمق قلبها غصه مؤلمة لا تفهم سببها
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية أو أشد قسوة) اسم الرواية