Ads by Google X

رواية من نبض الوجع عشت غرامي (ج2) الفصل الرابع 4 - بقلم فاطيما يوسف

الصفحة الرئيسية

  


 رواية من نبض الوجع عشت غرامي (ج2) الفصل الرابع 4 - بقلم فاطيما يوسف

 
أنهى تدوين رسالته وأرسلها لها وفور وصولها استلمتها على الفور وقرأت المحتوى قبل أن يتحمل الفيديو فاحمرت وجنتاها خجلاً من كلام ذاك الوقح الذي أرسل لها ولم تعرفه فذاك الرقم المسجل برقم خاص لم تعرفه وفور ان تحمل الفيديو فتحته على الفور وشهقت شهقة عالية وهي تضع يدها على فمها تكتمها من هول ما رأت وقد ضـ.ـرب الهلع بجسدها ضـ.ـربا وكأن أحدهم رماها من أعلى قمم الجبال الى أسفل قمم الأراضيين ،
ظلت تشاهد الفيديو مراراً وتكراراً وهي ترى أنها بين يداي وغد فاجـ.ـر اقتـ.ـحم برائتها ودنس عذرية مشاعرها الأولى وهي في حالة غافية لا تعلم ماذا يُفعل بها ،
كانت تشاهد الفيديو بإحساس يتنقل بصفـ.ـعاته الدامـ.ـية لعائلتها وبلدها ومن قبلهم نفسها ، رأته بلسان قومها ، وبعقارب أقاربها ، وبقلب أبويها الفقراء أصحاب الطبقة أقل من الوسطى ، وبعين المجتمع بأكمله الذي حتما سيراها عاهـ.ـرة ولن يصدق أحدهم أنها كانت خارج وعيها ومن يراها في الفيديو وهي تتململ بين يداه مغمضة العينين بشعرها الأهـ.ـوج المبعثر على ظهرها وكتفيها سيحكمون أنها كانت ثائـ.ـرة ، سيحكمون عليها بمـ.ـوت شـ.ـرفها ،
كادت أن تصـ.ـرخ علَّها تريح عقلها وجـ.ـسدها من التحـ.ـطيم القادم لها ولكنها كتـ.ـمت شهـ.ـقاتها إجبارا عنها حتى لا يسمعها أبيها وإخوتها وحتماً سيصابون حينها بالفـ.ـزع من ما سيرونه ، فابنتهم الطبيبة التى رفعت رأسهم وسط بلدتهم بتفوقها ودخولها الطب وأصبح لقب الدكتورة بنت البواب فخراً لأبيها الذي عانى الويـ.ـلات كي تصل ابنته إلى تلك المرحلة من العلم وأن يصبح لها شأن والآن يُكمل رسالته الأبية الشريفة بعرقه مع باقي أخواتها وما إن وصل عقلها إلى ماسيجنيه أشقاؤها من وراء تلك الفضيحة وانتهاء مستقبلهم المشرف حتى انهمرت وجنتيها بأنهار من الدمع المكتوم ، فحتما كانت تشعر الآن بأن قلبها سيكاد يقف داخلها ،
فقط لحظات مجرد لحظات عندما رات عينيها ذاك الفيديو حتى كاد أن يتوقف قلبه عن نبضه بل تمنت الآن أن يتوقف عن دقاته كي تستريح مما ستراه ومما هي قادمة عليه ،
حاولت تهدئة حالها كي لاتستيقظ أختها النائمة ثم حملت هاتفها وخرجت من الغرفة ومن ثم المنزل بهدوء كي لا يسمعها النائمون ثم صعدت إلى سطح المنزل بخطوات هادئة وما إن وصلت إلى الأعلى حتى هاتفت ذاك الأرعن ،
أما هو مازال جالساً يحتسي شرابه المسكر ويتغنى بصفيره وهو مازال يشاهد ذاك الفيديو ،ثم رأى نقش اسمها على الهاتف فأجابها سريعاً وهو يردد بانتشاء :
ــ يادي النور الدكتورة فريدة بذاتها بتتصل .
جزت على أسنانها بغـ.ـضب جم من ذاك الشيطان الذي يتحدث معها ثم هدرت به ولكن دون أن يعلو صوتها كي لا يسمعها من بالأسفل :
ــ انت جنسك ايه يابني أدم انت ! ياوقح ، يازبالة ، ياللي مشفتش بربع جنيه رباية .
كانت تسخطه بلسانها وتكاد تلعنه لما فعله بها أما هو تعامل معها بكل برود جعلتها استشاطت أكثر من ذي قبل :
ــ والله انتِ وش فقر بقي في واحدة بنت بواب وعايشة في أخر بلاد المسلمين تجيي لها فرصة تبقي مع فارس عماد الالفي وترفض لا وايه كمان تشتم وتلعن أما صدق بنات وش فقر .
اتسعت مقلتيها بذهول من رد ذاك المصاب بالجنون حتماً ثم هتفت بنبرة يغلفها الاندهاش :
ـــ انت شكلك مجنون لاااا دي الجنون أبعد مايكون عن دماغك وتفكيرك يامتحرش والله العظيم إن الفيديو دي ماتمسحش لاهوديك في ستين داهية وهخلي سيرتكم النضيفة اللي بتلمع على كل لسان ودلوك الفضايح مفيش أسهل منها وهقدم بلاغ للنائب العام بذاته إنك انتـ.ـهكت حـ.ـرمتي واعتـ.ـديت عليا وأني مغمى عليا ومش بس اكده هخلي الدكتور هاني يشهد معاي لأنه هو اللي فوقني من الإغماء وممرضين القسم شافوك وانت شايلني .
نفث دخان سيجاره في الهواء بمزاج عالٍ وقد شعر بأن غضبها وكلماتها تغسلانه من داخله فشعر بمنتهى اللذة وبنبرة برود أشبه للجليد نطق ذاك الفارس :
ــ وماله يابيبي أموت أنا في جو الفضايح ده وأخواتك البنات وأخوكي اللي في سنة أولى كلية شرطة وأبوكي البواب يتمرمطوا معاكي ،
أما أنا فميش قلق عليا خالص أصلك متعرفيش أنا مين وورايا مين .
شعرت الآن بأنها على حافة الانهيار لامحالة وعيناها تنظر تارة للسماء تناجي ربها بقلب منفطر كي ينقذها ثم تنظر من سور السطح وعقلها يحسها أن تُسقِط حالها من الأعلى وتُنهي حياتها ويستريح الجميع مما هو قادم فما حل بها سيصيبهم جميعاً بالهـ.ـلاك ثم استغفرت ربها من تفكيرها في الانتـ.ـحار وحاولت تهدئة حالها والرضوخ أمام الريح العاتية كي تصل مع ذاك المريض النفسي الذي أوقعها القدر في طريقه الى بر الأمان دون أن يتأذى أحداً من ورائها ثم سألته بنبرة هادئة وهي تضع يدها على صدرها وكأنها بتلك الحركة تهدهد على قلبها :
ــــ طب انت عايز ايه مني عاد دلوك يادكتور ؟
شعر الآن بأنه فاز في أولى الجولات مع تلك الجميلة التى أوقعها القدر تحت براثنه وليست فقط جميلة الشكل بل الملمس ولديها من القوة والاعتزاز بالنفس مالم يجده قبل ذلك في غيرها فالبطبع أنها ليست الأولى ممن وقعوا تحت يديه ولكنها مختلفة ، مثيرة ، تجعله يشعر باللذة في الحديث معها ثم حرك رأسه مبتسماً كالطفل الصغير وهتف بنبرة تشبه الملائكة مما أدهشها :
ــ تعرفي انك مش زي أي بنت عادية أنا عايزها معايا في السرير وخلاص ولا أنا عايز أقضي علاقة راجل وست كل لما مزاجي يعوز ؟
واسترسل حديثه وهو يجيب على حاله بنفس النبرة التى أدهشتها وجعلت الرعب يدب داخلها كل برهة أكثر من ذي قبلها :
ـــ عايزك تتكلمي معايا كتييير واحنا لوحدنا في الأوقات اللي علي كيفي ووقت ما أحب ،عايزك تفضي دماغك من كل حاجة حواليكي ومتفكريش في أي حد في الدنيا غير فارس ، فارس وبس ، عايزك تحبيني بكل لمحة من وشك ، بس الحب مش متبادل انت اللي تحبيني وانت اللي تتعلقي بيا أنا لا موعدكيش أنا معنديش قلب يحب دهسته من زمان من وأنا ابن اعدادي راح مع اللي راحو .
الى هنا والقوة الواهية التي تتحلى بها انقشعت وزالت ولم يعد أمامها غير الضعف فهي قد غُرست أقدامها في وحل مريض نفسي وقبل أن تجيبه سألت حالها وهي تحادث نفسها في دقيقة من الصمت وللعجب أنه تركها تلك الدقيقة ولم يتفوه وكأنه معتاد :
ـــ ماذا إن رفضت كلام ذاك المعتوه حتماً ستضيع عائلتي ، أبي ، وأخوتي ؟
ماذا إن قمت بالتبليغ عن ذاك المعتوه هل سيتركني أباه بمنصبه ونفوذه ؟
أم ماذا إن وافقت أُدنس شرفي ، أضيع في غيابات الجُبِّ ، أخسر كرامتي ، أدهس كبريائي ؟
ثم ردد عقلها إليها كي يجعلها لاتصاب بالجنون :
ـــ لم تفترضي السوء وقد رُمي نبي الله يوسف في غيابات الجُبِّ وأصبح عزيز مصر بعناية الله ،
وأكمل قلبها يحدثها مع عقلها :
ـــ مابقاش ليا حد غير ربنا دلوقتي ،
بس الكلمة دي بيقولها الناس اللي قلوبها اتكـ.ـسرت ، او اتحطوا في ضيقة ، وتحس انها كلمة بتتقال وقت الضعف ؟ مع ان لما سيدنا موسي مكانش له حد الا ربنا .. ساعتها البحر انشق ، والصحراء انفجر منها عيون المية اللي لحد النهاردة موجوة ،
والسيدة هاجر لما مكانش ليها حد هي وابنها غير ربنا.. ربنا في قلب الصحراء خرجلها بير زمزم..
سيدنا يونس لما مكانش له غير ربنا الحوت ماقدرش يهضمه ، وطلعه بره من غير ينقص منه ضافر او شعرة ،
السيدة مريم لما مكانش ليها حد الا ربنا ساعتها ربنا جعل رضيعها يتكلم ويخرس لسان الناس عنها ؟
اللي مالوش غير ربنا في موقف قوة مش ضعف ، في الفريق الكسبان مش الخسران ، في الزاوية المسيطرة مش المهزومة المكسورة ، انتي جامدة جدا ، ومش كلام ، انتي معاكب اللي بيقول للشيء كن فيكون ؟
افتكري ديما الكلمة دي ” ماذا وجد من فقد الله ، وماذا فقد من وجد الله ”
اللي مابقاش مع ربنا هيلاقي ايه من بعده يساوي ويعتبر مكسب ؟ ، واللي مابقاش له غير ربنا هو أغني الناس وكسبان مكسب الدنيا والآخرة ،
اللي فيها لله مابتغرقش ، واللي مالوش غير ربنا ، له كتير قوي وهو مش دريان ، معجزات هتحصله ، وبركات هتحل عليه، وستر ولطف هيصاحبوه ، وقوة وهمة هتضاف لقلبه من حيث لا يدري ولا يحتسب ،
ف اجمدي اكده يافريدة وماتضعفش ، اتحامي في ربنا ، وقولي الله المستعان ، ومفيش حد بيقولها ويطلب المعونة والسند من الله بصدق ، غير لما بيعينه ، ويقويه علي كل شيء ، ويلين في ايده الصعب ،
أحست بتلك الكلمات التي أمدها قلبها بها أنها ليست خائفة منه وأنها الذي ستصلح حال ذاك الشيطان وتبدله إلى ناسك يخشى الله وأن حـ.ـرب وجودها أنثى في الحياة دون أن تدنس في وحل الخطيئة ليست هينة لطالما ابتلاها الله فلتستعين بالله ومن كان في معية الله لن يضام أبداً ،
ثم سألته بنبرة مستكينة فهي الآن تيقنت أنه يعانى من انفصام في الشخصية فما الذي رأته صباحاً واعتذر لها ولزميلهم ليس الذي يحادثها الآن :
ـــ طب وأني ايه اللي يضمن لي اني سمعتي وشرفي ميتوحلوش لو نفذت لك اللي انت عايزه ؟
هنا شعر بالانتصار ثم طمئنها بصدق فهو لم يحتاج معها اللف والدوران كي يكتسبها فهو إن أرادها سيأتي بها في لمحة البصر وسيأخذ منها ما يريده دون أن يدرى به بشر قط ولو النمل في جحورها :
ـــ مش هقرب منك ، أصلا مش عايزك لكدا ، ولو أنا عايزك لكدا من البداية مكنتش استئذنتك يافيري ، أنا واضح قووي مع ضحايايا.
ـــ ضحاياك … هتفت بها بذهول وعقبت باستفسار :
ـــ يعني أعتبر نفسي من دلوك ضحية هتسمع الصعيد كلاته لو اكده أمـ.ـوت لك حالي وروح شوف غيري بقي .
بكل برود نطق بما أرعبها :
ـــ وماله يابيبي أختك فرح الكتكوتة اللي في أولى جامعة جميلة زيك وتنفع بردو .
شهقت شهقة عالية ثم صـ.ـرخت بسبابها في وجهه :
ـــ أه ياسافل يامنحط ، انت عايز ايه بالظبط مني ؟
أطلق صفيره في أذنها بطريقة زادتها هلـ.ـعا منه وأجابها :
ـــ أنا واضح جداً واللي عايزه منك قلته ومبحبش أعيد كلامي مرتين وبعدين يابيبي شغلي دماغك معايا هترتاحي وهتكسبي هتعاندي هزود طلباتي لحاجات متعجبكيش وبردوا هتنفذيها .
أدمعت عيناها وهي تستمع لما يقوله ثم همست له بنبرة خافتة :
ـــ طب اشمعنا أني اللي هتعمل وياها اكده وانت عارف اني مهنفعكش وكمان مش زي اللي عرفتهم قبل اكده يعني مش هتستفاد مني بحاجة واصل ؟
ــ مين قال كده ده انت بيهم كلهم نوع جديد مختلف شرس متمرد نفسي اعيشه … تلك الكلمات التى أطلقها من فمه جعلها اهتزت قلقاً ثم طلبت منه :
ــ طب عايزة وعد منك انه مجرد كلام وبس زي ماقلت ؟
لأول مرة يريح إحداهن ويطمئنه :
ــ حاضر متقلقيش .
ألقى كلمته وأغلق الهاتف في وجهها فالبداية والنهاية دوماً بيده وخيوط اللعبة دوما صاحب شباكها ورجع يحتسي ذاك النبيذ مرة أخرى وهو يضم ذاك الانتصار مع تلك الفريدة ضمن انتصاراته التى لم ولن تنتهي ،
أما هي نظرت إلى السماء وظلت تردد كثيرا وكثيراً حتى شعر فمها بالتعب :
ــــ ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .
******************
في منزل آدم المنسي حيث كانت مكة تجلس في شرفة منزلها وهي تضع ذاك الأيباد أمامها وتجرى مكالمة الفيديو كول مع شقيقتها مها التى داعبتها :
ـــ وه الجواز باين عليكِ قووي يابت أبوي ، قال ايه مهتجوزهوش ، معايزهوش ،
وأكملت بنفس دعابتها :
ـــ قال على رأي المثل نفسي فيه وأقول أخيه هههه ودلوك حامل منيه كمان ، الواد أدم دي ينـ.ـضرب له تعظيم سلام والله من تحولك للدرجة دي ، قال وبقيتي تحطي ميكب وتسأليني عن أنواع الاسكين كير ، دي انتِ بقي عليكي رسمة عين اني مها ذات نفسها اللي عايشة في الميكب من زمان معمِلتهاش حلوة اكده ياقمرة انتِ.
تلونت وجنتاي مكة باحمرار من تلميحات مها ثم هتفت بدعابة مصاحبة للخجل :
ــ ابو شكلك هتكسفيني عاد يا ام الزين ، بطلي بقي طريقك كلامك داي .
ضحكت مها برقة ثم أكملت مشاغبتها :
ــ وه هتتكسفي ياموكتي !
لاحظت خجلها يزداد فأكملت وهي تغير مجرى الحديث :
ـــ خلاص يابت أبوي متتلونيش من الخجل ، قولي لي بقي هتاجي ميتة ، اتوحشتك قوووي واتوحشت ريحتك وضمتك وصوتك وانتِ هتقرأي القرآن وامامتك ليا واحنا هنصلي قيام الليل سوا ،
وبنبرة أشبه للحزن نظرا لحالة الوحدة التي تعيشها ومازال الحزن مسيطر عليها لفقدانها أولادها ولم تنسى بعد:
ـــ بقيت بتوحشك انتِ والدكتورة سكون قوووي وحاسة اني من غيركم ضايعة خالص .
شعرت مكة بالحزن لأجلها ثم طمئنتها :
ـــ هاجي قريب ياحبيبتي لأنكم وحشتوني قوووي انتو كمان وفوق ماتتخيلي ، بيتنا وبلدنا وأوضتي ومصليتي ومصحفي وكل حاجة عنديكم هشتاق لريحتها على الاخر ،
ثم وضعت يدها على بطنها وأخبرتها بما سيفرحها فهي أخذت وعد من والدتها أن لاتبلغ ايا من اختيها فهي تريد أن تفرحهم بنفسها :
ـــ هروح للدكتورة علشان تطمني على البيبي وأشوفها تسمح لي بالسفر ولا ايه ؟
تهللت معالم مها فرحا وسعادة وودت أن تكـ.ـسر شاشة الهاتف كي تحتضنها وتعبر لها عن مدى سعادتها بذاك الخبر لتبارك لها بسعادة:
ـــ يا ماشاء الله ، يا ماشاء الله ياحبيبتي ، مبروك ياروحي ربي يكمل لك على خير يارب وتفرحي بيه أو بيها قدام عيونك وبين ايديكي ،
واسترسلت حديثها وهي توعيها على حالها :
ــ بس خلي بالك من حالك زين اطلعي السلالم بحساب وانزلي بحساب ، هفرح ماجدة بقي .
حكت مكة يدها برأسها وتمتمت :
ـــ له ، ماهي ماجدة عارفة .
ـــ وه وه منيكم بقي أني أخر من يعلم بقي ؟
جملة استفهامية نطقتها مها بحزن مصطنع وتابعت مكة مراضاتها:
ـــ له والله اني لسه مبلغاها النهاردة الصبح وقلت لها متقولوكوش حاجة علشان أبلغك بنفسي وأعملها لك مفاجأة .
تهللت أساريرها فرحا وظلتا تتحدثان كثيرا بشغف أختين لم يرو بعضهن منذ كثير ثم استمعت مكة إلى صوت أقدام أدم يهبط الأدراج حتى وصل إليها مقبلاً رأسها بحنو ثم دخل معها في المكالمة وهو يلقي سلامه على مها التى رددت بمشاغبة :
ــ والله يابني نفسي أعمل لايف وياك واحنا قاعدين مع بعض اكده وأتفشخر على الناس إن انا أبقى قريبة النجم أدم المنسي وألم متابعين قد الدنيا وأبقى البلوجر أم الزين ،
ثم حركت حاجبيها بعبث وأكملت بنفس روح المرح التى حبذت الدلوف بها مع أخواتها :
ــ تصدق مجاش في بالي فكرة البلوجر داي خالص ، والله لو عميلتها لاهطلع بلوجر قمرر قووي ، ايه رأيك يانجم ماتكسب فيا ثواب إحنا اخوات بردو .
تبسم أدم ضاحكاً على دعابتها ولم تخلوا البسمة من على وجهه طيلة كلامها ومكة هي الأخرى منخرطة في الضحكات من كلام وحركات أختها ثم ردد بمشاغبة مماثلة مثلها :
ــ اه ده انتِ داخلة على طمع بقي يامها هانم وعايزة تتشهري على حسي ؟
ـــ وماله يانجم الناس لبعضها وبعدين حطني على أول الطريق ومليكش صالح بيا بعد اكده وأني بعون الله هبهركم .. تلك الكلمات التى نطقتها مها بتفاخر مصطنع جعلت كلتاهما انهمرا في الضحك ثم رددت مكة بتحذير :
ـــ يختييي بلوجر مين والناس نايمين دول بقو زي الهم على القلب ، اللي عايزة تتشهر تطلع ترقص على أغاني مهببة تخلي جيل طالع لسه يقولها وراهم ، واللي تطلق تروح تتعرى وتقول حرية وتقعد تنزل فيديوهات عن جمالها وإنها بقت رشيقة بعد الطلاق وجمالها عدى الحدود وتنصح كل ست قال متضهدة زيها اتطلقي حبيبتي وعيشي حياتك ، ولا الترند الأخير البنت اللي ضـ.ـربت حماتها واعـ.ـتدت عليها بسبب إنها متحكمة في قوتها وقوت بنتها وجوزها اللي نزل الفيديو وشهر بأمه ومراته على العلن وخلى سيرتهم على كل لسان وكأن الفضايح في الزمن دي هي اللي هتجيب فلوس وتغنيهم وميعرِفوش إن مابني على باطل فهو باطل.
حركت مها رأسها بأسى وانقلبت روح الدعابة والمرح إلى حزينة وهي تصدق على كلام أختها قائلة بحزن :
ـــ غلابة ميعرِفوش إن الفلوس رزق وان الصحة رزق وان الولاد رزق وإن نعمة راحة البال رزق وان كنوز الدنيا متسواش مقابل لو مقفول عليا أني وبيتي وعيالي باب الستر لو هناكلها بعيش ودقة ، ميعرِفوش إن حيطان البيوت مليانة بلاوي وان محدش في الدنيا مرتاح وان كلنا الهموم محاوطانا من كل مكان ، ميعرِفوش غير اللي لابسة وخارجة ومتشيكة توبقى مفيش زيها ولا بتعرف تحزن ولا الحزن يفرق معاها أصلا .
أنهت كلماتها وهي تتذكر ولداها وقد التمعت عينيها بغشاوة الدموع فتحدثت مكة بتأثر :
ـــ بس بقي هتخليني أعيط وانتِ عارفاني عيوطة أصلاً وبتأثر بسرعة .
هنا أشار إليهم آدم ناهيا إياهم :
ــ بسسس انتِ وهي هتقلبوها نكد ليه احنا ملناش دعوة بالعالم دي خلونا مع نفسنا وكل واحد مسؤول عن عمله ولو يعرفو إن تمن الشهرة والمال اللي جنوه من وراها قد إيه أتفه مايكون من الإنسان يبقى طبيعي ويعيش طبيعي والله ما يكفي راحة البال والستر والصحة كنوز الدنيا بحالها.
وظلا يتحدثون ويهون كلا منهم على الأخر ثم أغلقا الهاتف لأن موعدهم مع الطبيبة قد أتى ،
بعد مرور نصف ساعة هبطت مكة بطلتها المحتشمة الراقية اللائقة بها مما جعل ذاك الآدم يطلق صفيرا عالياً يبدي به عن مدى إعجابه بطلتها المحببة لقلبه ،
ابتسمت هي لطريقته تلك ثم أشارت إليه للمغادرة فخطى أمامها ثم مد يداه وعدل من نقابها وأنزل البيشة على عينيها وهو يهتف بنبرة تملؤها الغيرة :
ــ خلى بالك بعد كدة يامكة قبل وشك مايبان عيونك قبلهم ، مش حابب حد يلمحهم ولا يتأملهم غيري .
اهتز داخلها فخرا بذاك الزوج الذي دوماً يثبت لها أنها ملكته وملكه وأنها الأنثى المحظوظة دوماً بأنه رجلها ثم ابتسمت له من تحت نقابها ومدت يدها له بسعادة فجذبها بين يداه وخرجا كي يستقلا السيارة ،
بعد مرور نصف ساعة كانت مكة مستلقية على التخت أمام الطبيبة تفحصها ببراعة فقد انتقى أدم تلك الطبيبة نظراً لمهارتها وسمعتها المعروفة بأنها تفهم وتجيد مهنتها بجدارة ،
ثم ابتسمت الطبيبة لهم وهي تشير بيدها على الجنين :
ـــ وزي مانتم شايفين دي راس الجنين ودي رجليه ودول عينيه والظاهر كده انهم هيطلعو بالألوان ،
قالت الطبيبة كلمتها الأخيرة بمرح أدخل السرور على قلبهم ثم أسمعتهم دقات قلبه وفي تلك اللحظة أمسك آدم يد زوجته وضغط عليها بحنو ورغبة لأجمل احساس يشعر به أى أب وأم ، احساس لا يوصف من جمال رؤياه ، وهب الأخرى كانت متمسكة بيدة وتشدد عليها من فرط سعادتها وهي تسمع نبضات جنينها لأول مرة كانت تشعر بسعادة لايضاهيها سعادة العالم أجمع ،
طمئنتهم الطبيبة ان الحمل على مايرام وأنها بصحة جيدة بعد أن فحصت جميع أعضائها الداخلية ،
ثم سألتها مكة :
ـــ هو أني ممكن أسافر عادي أي مكان يعني وضعي أني والجنين يسمح لي أروح أزور أهلى وأطمَن عليهم ولا له ؟
ابتسمت لها الطبيبة متسائلة هي الأخرى بذهول :
ـــ ايه ده هو انتي صعيدية ؟
حركت مكة رأسها للأمام بابتسامة فقالت الطبيبة بسعادة:
ـ ده على كدة الصعيد بيجيب بنات جميلة تبارك الله قووي كدة ،
وأكملت وهي تشرح لها حالتها وتطمئنها :
ـــ شوفي يامدام مكة الرحم بتاعك من النوع القالبي يعني بقي ؟ يعني بيحفظ الجنين جواه بشكل رائع يعني قلب نفسه وبقي هو الدرع الآمن للجنين ، رحمك بردو من النوع اللي مش محتاج مثبتات ولا في خوف من أي حاجة يعني توكلي على الله وسافري الصعيد ومتنسيش تجيبي لنا الزيارة الجاية فطير مشلتت من حداكم هشتاق ليه قوووي .
ضحكت مكة على طريقتها وهي تتحدث بلهجتهم المحببة لقلبها ثم وعدتها :
ــ من عيوني يادكتورة الزيارة الجاية هيكون عنديكي أحلي فطير مشلتت من يد ماجدة والدتي .
وضعت الطبيبة درع الفحص في مكانها ثم ناولتها المنديل الورقي كي تجفف الجل الموجود أسفل بطنها ، ساعدها زوجها الذي كان يستمع لحديثهم بسعادة لاتوصف ثم تحركوا ناحية الطبيبة وأدلت عليهم تعاليمها ومن أهمها :
ــ مش هوصيكي الفيتامينات تتاخد في معادها ، وشرب اللبن مهم جداً.
ــ تمام يادكتورة متقلقيش انا اللي هباشر الحاجات دي بنفسي معاها… كلمات مطمئنة نطقها أدم للطبيبة بمحبة ثم ودعاها بقلب سعيد لاطمئنانهم على جنينهم وهما يشعرون براحة نفسية لتلك الزيارة المحببة لقلبهم.
********************
كانت رحمة تجول حول نفسها بغضب ما إن علمت بتواجد تلك الرحمة في منزل زوجها وتأكل أظافرها غيظاً وداخلها يكاد ينهار ،
وهي تحدث حالها بهوجاء فتلك حالتها منذ أن وطئت قدماي تلك الشمس حياتهم :
ـــ يعني فاضل على فرحى عشر أيام واللي ماتتسمى داي تخـ.ـرب عليا !
هي قاعدة في بيته وهما الاتنين أكيد بيسهرو يونسوا بعض وأني اهنه باكل في نفسي !
الله الوكيل ياماهر لاأخليك تجن وتشت من اللي هعمله فيك انت والسلحفة داي ،
فقامت بعمل مكالمة كي تتأكد من وجود ماهر في المكتب من احدي صديقاتها بذكاء وما إن علمت بوجوده هناك حتى حملت حقيبتها بطريقة هوجاء وصعدت سيارتها وتحركت حيث منزله بداخلها ينهرها عن انها لم تنتقم من وجود تلك الشمس مع زوجها في ذاك المنزل فساقت سيارتها بسرعة يقودها الجنون والغضب دون أن تعي حسابا لأي منهم معرفة قدومها إلى منزله فهي قد لعب الجنون على أوتار غيرتها وأشـعـ.ـله ،
أما في حديقة المنزل التابع لماهر البنان حيث
كانت تجلس تلك الشمس في حديقة المنزل وهي تشعر بالحزن فمنذ أن وطئت قدمها ذاك المنزل ومنذ أن أعطاها الكريدت لم تراه من وقتها فقط يطمئن عليها هاتفا وقام بتوصية هانم عليها فهي ضيف والضيف لابد أن يُعامَل معاملة حسنة ،
كانت تجلس على الأرجوحة الموجودة في الحديقة وهي تفكر في شأنها وماذا جرى لها فقد أصبحت من الذين يقال عنهم عزيز قوم ذل ، وفي يدها هاتفها تحرك شاشته بتيهة دون أن تنتبه بما يعرضه أمامها ،
وصلت رحمة إلى الفيلا ثم هبطت من سيارتها قاصدة الدلوف إلى الفيلا مباشرة ولكن لفت انتباهها صوت الهاتف القادم من يمين الحديقة فنظرت بجانبها وجدت تلك الشمس جالسة بتلك الأريحية على الأرجوحة التي اعتبرتها ملكية خاصة لها منذ أن أعلمها ماهر بوجودها ، بدون أي تردد وصلت إليها في سرعة البرق ، وصلت إليها ودون أن تلقى أي سلام جذبت الهاتف من يدها وألقته في حمام السباحة كي تثير غضبها الجم وبالفعل شهقت شمس من فعلتها الجنونية تلك والآن صدقت ماهر بأنها ليست سهلة ثم هدرت بها :
ـــ انتِ ازاي تعملي كدة يابني أدمة انتِ !
بكل برود جلست رحمة على الأرجوحة وهي تشاهد غضـ.ـبها الجم والذي أثلج قلبها ثم مطت شفتيها للأمام بدلال:
ـــ بمزاجي أعمل اللي على كيفي لو مش عاجبك البيت يفوت باردين ، تنحين بالكوم قوووي .
ربعت ساعديها أمام صدرها وحاولت ظبط تحكماتها أمام تلك الرحمة ثم قررت اتباع نفس نبرة البرود مثلها وهتفت :
ـــ عادي ميضرش ماهر مديني الكريدت كارد بمصاريف مفتوحة هجيب لي أحدث أيفون نزل السوق ولا يهمك يارحوم .
اشتـ.ـعلت النيـ.ـران داخلها وأججت في جميع جسدها ما إن علمت بفعلة ماهر تلك ولم تستطيع أن تصطنع البرود أكثر من ذلك ثم وقفت أمامها وبعيناي تندلع منها الشرارات نطقت بلهـ.ـيب يكـ.ـوي داخلها :
ـــ انتِ عايزة ايه يابت انتِ !
مطت الأخرى شفتيها بدلال مماثل كما فعلت معها من قبل :
ــ وأنا هعوز منك انتِ ايه يا أستاذة ؟
بالكاد اغتاظت رحمة من تلك الشمطاء من وجهة نظرها ثم هسهست بفحيح :
ـــ شكلك معرفاش مين رحمة المهدي ؟
أعرفها لك أني ياشروق ولا ياغروب انتِ ،
ـــ شمس اسمي شمس يارحوم اسم ميتنسيش خالص سهل جداً…. نطقتها شمس وهي تقـ.ـطع حديثها بكيد لها ثم عقبت رحمة :
ـــ ميهمنيش الاسم هحفظه ليه طالما حاجة مش هشوفها كتتيير ، المهم أكملك تعريف لنفسي رحمة المهدى ، مبتسيبش حقها واصل ، محدش يقدر ياخد حاجة منها لا بالتخطيط ولا الكيد ولا بكهن الحريم ، أي حاجة تخص رحمة المهدى بتوبقى قدام الكل خط من نـ.ـار اللي هيخطيه قبل مايكمل هيكون اتحـ.ـرق ،
باختصار ياشمس امشي من اهنه علشان متجيبيش الأذى لحالك واعرفي إن الخصم اللي جاية تتحديه وتقفي قصاده بيودي نفسه في منطقة الهلـ.ـاك فأحسن لك صوني كرامتك ومتقوليش في بالك ولا دماغك توزك انك هتاخدي مكان رحمة المهدي لاااااا ياماما التحدي قصادي هيخسرك حاجات أكبر من كرامتك ،
وأكملت حديثها وهي تشير بأصبعها من أعلى لأسفل تلك الشمس باشمئزاز :
ــ أه اصل كرامتك كدة كدة دهستها لك قبل اكده وعرفت انك معدومة الدـ.ـم ومهتحسيش كيف الخلايق .
استطاعت رحمة بكلماتها تفتيت برود تلك الشمس التي تحلت له إجبارا عنها ثم على صوتها وقد شعرت بالمهانة وأنها حقا ذُلَّت على يداي تلك الرحمة بالرغم من أنها لم تتعرض لها منذ أن أتت الى هنا :
ــ انتِ ايه كمية الحقد والغرور اللي بتتكلمي بيهم ده انتِ ربنا مايحكمك على ظالم ياشيخة .
أطلقت ضحكة عالية ثم قالت من بين ضحكاتها :
ــ هو مش ظالم يوبقى يتحمَل عقاب ظلمه .
كانت هانم تستمع إلى حوارهم الذي اشتد على الفور هاتفت ماهر وما إن أتاه الرد حتى أبلغته بنبرة مرتعبة جعله شعر بالقلق وحمل مفاتيحه وهبط على الفور :
ـ الحقنا يا ماهر بيه ست رحمة جت اهنه وهي شايطة على الاخر هي وست شمس والحوار شكله ما يطمنش خالص تعالى طوالي .
طمئنها ماهر بأنه في أقل من عشر دقائق سوف يصل اليها وبالفعل لم يمر عشر دقائق حتى وصل المنزل ،
ترجل من سيارته سريعاً وجدهم يواجهون بعضهن كالتنين وجوهم تنفث نـ.ـارا شعر بلهيبها ولكنهم لم يشعروا بقدومه نظراً لصوتهم العالي في النقاش ،
ثم هتف بصوت جاد من وراء ظهورهم :
ـــ ممكن أعرف في ايه يا أستاذة منك ليها ؟
لم تعطيه رحمة وجهها وكأنها لم تعي وجوده أدنى اهتمام فهو من وضعها في تلك المهزلة مع تلك الدخيلة عليهم مما جعله يشتاط من عناد تلك المتمردة ،
أما شمس خطت أمامه وفي لمح البصر انسدلت دموعها وتحدثت وهي تشير بيدها ناحية حمام السباحة:
ــ والله العظيم يا أبيه انا كنت قاعده في حالي بصيت لقيتها جت شتمتني وبهدلتني وطردتني ومش بس كده اخدت مني الموبايل ورميته لي في حمام السباحة واتعاملت معايا بطريقة غير لائقة خالص وأهي قدامك هي اسألها .
لم تنظر اليه رحمه ولا تعي لكلامها ادنى اهتمام ثم ادارت جسدها ووقفت مقابل تلك الشمس وهي تنظر لها بتحدي امامه واكملت كي لا تشعرها بالخوف منه ولو بهفوة :
ــ والبعيدة طلعت ماعندهاش دـ.ـم عاد وفرقتنا ، الا لسه واقفه زي ما هي تحكي له اللي حصل عشان توقع ما بينا ،
ثم نظرت الى ماهر وربعت ساعديها وتحدثت بنبرة باردة :
ــ قول لها روحي يابيبي اشتري لك واحد من الفيزا المفتوحة اللي أني عاطيهالك ، وروح طبطب عليها وخد بخاطرها من قليلة الذوق اللي شتمت الكيوتة وطردتها .
اغتاظ ماهر من طريقتها ثم أمسكها من كتفها هادرا بها بسبب تصرفها العنيف :
ــ انتِ بتعملي اكده ليه يا رحمة فوقي بقي أني لحد دلوك ما أخدتش تصرف أهوج قدام أفعالك اللي هتجن .
نفضت يده بحدة من على كتفها وهدرت به هي الأخرى ونـ.ـار الغيرة تأكل صدرها :
ـــ ولما تجيب البت دي اهنه وتكون معاك في بيت واحد وتديها فيزا مفتوحة تسميه ايه يا حضرة المتر المحترم .
تجمعت شياطين الانس والجن من كلماتها اللاذعة وتشعب الغـ.ـضب في رأسه وتكاثر بلا رادع ثم هدر بها :
ــ محترم غصب عنك يارحمة وقسماً بالله إن ماهديتي وظبطي لسانك واحترمتي جوزك لا هتشوفي وش عمرك ماشفتيه .
أثار حنقها فقالت بتحدى العناد :
ــ والله لو مش عاجبك طلقني ياماهر.
الى هنا تدخلت شمس واقفة بينهم ثم رددت لها نفس الكلمات التي كانت تقولها لأختها وهي تتذكرها ماضياً وهي تشاهد عراكها مع ماهر :
ـــ بلاش يا رحمة تخلي العناد يخسرك جوزك ، ماهر مش هتلاقي زيه تاني .
اندلعت ثورة عارمة من الحقد لتلك الدخيلة عليهم ثم التفت لها وهزتها من كتفها بعنف :
ــ انتِ مالك أصلا ، متتدخليش بنا ولا ليكي علاقة باللي بيحصل بنا ياحرباية كله بسببك .
اهتزت داخل شمس حزناً بسبب كلماتها ثم هتفت :
ــ انتِ أكيد بني أدمة مريضة مش طبيعية .
جحظت عينيها من سباب شمس لها ثم اقتربت بخطواتها والأخرى تبتعد في موقف مهيب من تلك الثائرة الذي لم يقدر أحداً عليها وكلما ابتعدت هي كلما زادت بخطواتها وهو يقف بذهول لم يعرف كيف يتصرف الآن ولم يجد حلاً غير أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان بأكمله ولكن قبل أن يصل إليها كانت تلك الرحمة تدفع شمس من صدرها وهي تردد :
ــ انتِ هتقولي ايه يازفتة انتِ !
تعثرت قدماي شمس وفي لحظة وجدت حالها ترتمى داخل حمام السباحة من دفع رحمة لها مما أصاب ثلاثتهم بالذهول فلم تكن تتخيل أن يحتدم الموقف بينهم لتلك الدرجة ثم هدر بها ماهر :
ــ انتِ عملتي ايه يامجنونة انتِ ، اهدي بقي أنا تعبت منك ومن أفعالك .
كان يهدر بها وهو يخلع الجاكيت الخاص به ثم رمى حاله داخل حمام السباحة وأخرج شمس التى كانت تحاول أن تفادي عمق المياه التى سحبتها فهي لم تجيد السباحة وقام بإخراجها تحت استشاطة تلك الرحمة وهي تراه يحتضن امرأة غيرها بتلك الحميمية ثم وضعها على الشزلونج الموضوع وهدر بها وهو يناولها البورنس في يدها :
ــ اتفضلي ياهانم نشفي لها جسمها ولبسيها الباشكير ده .
تثاقلت بيدها الممدودة فعلى صوته :
ــ انجزي ياهانم مش شايفاها بتترعش قدامك من عملتك المهببة وعصبيتك اللي ملهاش مبرر .
انتفضت رحمة من عصبيته وشعرت الآن بخطئها وان غيرتها العمياء أوصلتها لتلك الدرجة من التصرفات غير مقبولة ،
ثم نادى بعلو صوته على هانم التى هرولت على الفور وأتت إليه فطلب منها :
ـــ اعملي حاجة سخنة لشمس وهاتي لها أسبيرنة .
تحركت من أمامه كي تنفذ ماقاله والموقف أصبح مشاحنا بشدة وشمس قد أصابتها الكحة بشدة نظرت للمياه التي ابتلعتها غصبا ،
ثم هبط ماهر لمستواها متسائلاً إياها بنبرة حنون جعلت رحمة يجن جنونها :
ـــ انتِ كويسة ياشموش ولا ابعت اجيب لك دكتور حالا ؟
هزت رأسها وتحدثت بوهن :
ـ أنا بخير يا أبيه متقلقش عليا .
ثم نظر إلى رحمة آمرا إياها:
ــ اتفضلي اعتذري لها حالا عن تصرفك الغير لائق بالضيف واللي حوصل دي ميتكررش تاني .
صمتت كثيرا وحزن داخلها من رده ولكنه اعاد عليها طلبه مرة أخرى:
ــ اتفضلي اعتذري لها يارحمة يا إما مش هيحصل طيب وانتِ حرة بقي .
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة ثم اقتربت منها وهي تشعر الآن بأنها أجرمت بحق :
ـــ اني متأسفة ياشمس .
ثم حملت حقيبتها وأولتهم ظهرها وقد انسدلت الدموع الحبيسة من مقلتيها ، دموعا تعني الكثير ، ماذا يريد منها ذاك الماهر ؟
كيف يريدها أن تتعقل الأمور وتوزنها وهو يسكن امرأة غيرها منزلها ولو موقتا ؟!
كانت تخرج من المكان وهي تشعر بالخزى من حالها ومنه ومن الموقف أجمع ،
أما هو سأل شمس مرة أخرى:
ــ انتِ زينة ولا حاسة بحاجة تعباكي ؟
أجابته بابتسامة:
ــ أنا بخير ، معلش روح لرحمة علشان انا اللي استفزتها في البداية لما هي حدفت لي الموبايل وأنا لو حسيت بحاجة هانم موجودة .
كأنها أعطته قارب النجاة فهو رأى عينيها تلمع بغشاوة الدموع مما جعل داخله يتأثر لحزنها ثم ابتسم لها وراق له تفهمها للموقف وهرول إلي الخارج ومن ثمَّ لحق بها و جذبها من يدها قبل أن تدلف الي السيارة ثم شاهد دموعها الغزيرة التى قطـ.ـعت داخله إلى أشلاء ،
ثم وجد حاله يحتضن وجنتيها وهو يمسح دموعها بسبابته بحنو بالغ فهو رجل عاشق لتلك المتمردة ثم جذبها إلى أحضانه وقبلها من جبهتها قبلة عاشقة كي يرضيها رغم حزنه من أفعالها ورغم أنها المخطئة ،
فتمسكت هي بأحضانه وبكت بشدة مما جعله اهتز بحزن بالغ متأثراً بحالتها تلك ثم هدأها وهو يهمس بجانب أذنها:
ــ والله العظيم هحبك انتِ ومشايفش في الدنيا غيرك انتِ ياحبيبتي ، ولا في حد يملى عيني غيرك يارحمة أرجوكي اهدى بقى وتعالي هوصلك وهبقى ابعتلك عربيتك ونتكلم في التليفون بالليل .
استجابت لما قاله فهي قد فقدت كل طاقتها فيما حدث الآن فأدخلها السيارة بحنو ثم صعد هو الآخر وأقفل الزجاج المانع لرؤيتهم ثم بدأ بالقيادة وبعد ذلك جذبها من رأسها وأسندها على كتفه بحنو بالغ كي يشعرها بأنها أحضانها هي وهي المالكة لها وحدها لا أحدا غيرها ،
وبعد عدة دقائق وصلا إلى بيتهم وقبل أن تنزل احتضن كفاي يدها بتملك وفهمها :
ــ على فكرة اني بايت في المكتب بقالي يومين في الأوضة اللي انتِ موضبهالي بنفسك ،
وأكمل بدعابة وهو يغمز لها بشقاوته كي يدخل على قلبها المرح :
ــ مش عايزة اقول لك دلوك حالتها كيف بقت عاملة زي السيرك ومستنياكي تاجي تروقي عليها وعلى صاحبها اللي قرب يجي له جفاف من الوحدة والهجر .
ابتسمت لدعابته أخيراً فهتف بعدم تصديق:
ــ أخيرا يا رحمتي افهم من اكده ضحكت يعني قلبها مال.
تحدثت أخيراً قبل أن تهبط من سيارته وهي تضغط بقدمها على قدمه وكأنها تنتقم منه :
ــ متحلمش يامتر أنا ارضائي صعب قوووي الله يعينك على مابلاك .
تأوه قليلاً من فعلتها المفاجأة لها ثم عنفها بدعابة :
ـــ يالا يارخمة يا أم دـ.ـم تقيل ياعيوطة .
نظرت له بغضب مصطنع من كلماته لتقول :
ــ اهو انت يا أبو دم تقيل يابارد .
ــ هقـ.ـطع لسانك دي بإذن الله يا شبر ونص انتِ… قالها بتوعد قبل أن يغادر وهو يشعر بإنهاك منها ومن الأمر كله .
*******************
في منزل سلطان حيث كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام فذاك اليوم الذي يجتمعون فيه لتناول العشاء مع بعضهم كل خميس من الأسبوع ، كانت سكون ورحمة تخرجان الأطباق على السفرة وكانت زينب وسلطان وعمران يجلسون في الخارج يتناقشون في موضوع رحمة ،
أما في المطبخ كانت رحمة تحادث سكون وتنادي عليها ولكنها لم تنتبه لها نظراً لشعورها بالتعب الذي انتابها طيلة العشرة أيام المنصرمة وزاد عليها هذه الأيام ،
فوجهت رحمة أنظارها إليها باندهاش وهي تسألها :
ـــ مالك ياسكون انتِ زينة ولا حاسة بحاجة تعباكي بقالي يومين كل أما أطلع لك ألقاكي وشك مصفر وحالتك غريبة وبتنهجي كَتير ؟
حولت سكون وجهها للناحية الأخرى كي لاتلحظ رحمة شيئا ثم طمئنتها بكذب :
ـــ له متقلقيش أني زينة الحمد لله ،
ثم حملت الطبق بيدها وأكملت بنبرة متعجلة كي تهرب من حصار رحمة :
ـــ يالا هاتي صينية الفراخ واخرجي علشان بابا الحاج ميزهقش .
أحست رحمة بوجود خطب ما في تلك السكون ولابد أن تعرف ما بها فهي قد شعرت بالقلق تجاهها ،
أما في الخارج على طاولة الطعام جلست سكون بجانب عمران الذي ما إن أتت بجانبه حتى ربت على يدها بحنو وردد بجانب أذنها:
ـــ البطاطس ريحتها تجنن تسلم يدك يا سكوني .
ابتسمت له سكون بوهن فهي الآن قد وصل تعبها ذروته ولكن تحاول إخفائه ببراعة كما الأيام الفائتة ولكنه اليوم زاد عن حده ثم هتفت بامتنان مصاحب للاستفسار :
ـــ هتفضل لحد ميتة تشكر في وكلي وكل حاجة بعملها وشايفها حاجة عظيمة متعملتش قبل سابق ؟
ربت على فخذها أسفل الطاولة مما جعل جسدها يهتز قليلاً من حنوه البالغ لها ثم نطق بهمس كي لا يسمعه أحداً من عائلته :
ـــ الناس كلاتها هتشوف اللي يدلع مرته واللي يشكر أقل حاجة هتعملها لجوزها ضعف وإنه مش راجل إلا أني ياسكوني لازم عيني تشوف كل حاجة حلوة منك ، تشوف كل القليل اللي هتعمليه كَتييير ، لأن داي كانت معاملة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته واحنا لازم نقتدي بيه .
سرت رجفة في جسدها من حنان ورجولة ذاك العمران والذي لقبته يوماً فارسا من الفرسان وها هي الآن لم تندم على اختيار قلبها لذاك الرجل الأعظم في نظرها ثم هتفت وهي تنظر داخل عيناه :
ـــ الحمدلله قوووي ، الحمدلله انك انت موجود جمبي ، الحمدلله إن انت نصيبي الحلو ، الحمدلله إن دعواتي وأنا بقيم الليل وأطلب من ربنا انك إنت بالذات توبقى شريك العمر الحمد لله ربنا استجابها.
كان يود أن يقوم من مكانه ويقبل رأسها ويحتضنها بين أضلعه كي يعبر لها عن مدى امتنانه هو الآخر لوجوده جانبها ولكن يعرف انها تخجل بشدة فلم يريد أن يزيدها خجلا ،
فما كان منه إلا أنه ابتسم لها وهو يربت على ظهرها بحنو ثم انتبها كلتاهما إلى كلمات زينب لرحمة :
ــ اتصالحتي ويا جوزك ولا لسه يامقصوفة انتِ ؟
ضحك عمران على طريقة والدته مع رحمة مما جعلها تشعر بالحنق ثم تمتمت بغيظ :
ـــ هو أني مش هعرِف أكل اللقمة كمان لازم تجيبي السيرة النكد دي يا ماما !
لوت زينب شفتيها بامتعاض وتحدثت بسخرية :
ـــ ليه وهي البعيدة هيفرق وياها الحاجات داي ! والله العظيم ما حد هيجـ.ـلطني في البيت دي غيرك يابت بطني .
كانت سكون في عالم أخر والوجع بدأ يشتد أسفل بطنها ولم تستطيع التحمل أكثر من ذاك فاستقامت براحة أذهلت الجالسين فسألها عمران بقلق :
ـــ مالك ياسكون مكملتيش وكلك ليه ؟
وزينب هي الأخرى سألتها مندهشة :
ـــ ايه يابتي قمتي فاجأة اكده ليه انتِ ملحقتيش تدوقي عمايل يدك حتى ؟
اقعدي كملي وكلك حكم انتِ اليومين دول خاسة ومش عجباني .
الى هنا وقد تملك الدوار من رأسها ولكن لم تعي له أدنى اهتمام ووضعت يدها أسفل بطنها وكأنها بذلك تمنع الدـ.ـماء التي تدفقت ساخنة بين أقدامها ولكن قد فات الوقت ،
وقبل أن يغشى عليها هتفت بوهن جعل الجميع انتفض من مكانه :
ـــ الحقني ياعمران .
أمسكها عمران من خصرها قبل أن تقع ثم مد يده أسفل ظهرها كي يحملها ويضعها على أقرب أريكة ولكن حينما وضع يده انصدم بذهول مما شعرت به يداه وتلقائيا نظرت عيناه للأسفل وجد تلك الدـ.ـماء تنسدل بغزارة بين أقدامها ، اتسعت عيناه بهلع مما رآه مما جعل الجميع يتحركون من أماكنهم وينظرون تجاه عيناه وهم يتسائلون جميعاً في فم واحد عن ماذا حدث لها ؟
ثم خرجت شهقة عالية من رحمة وزينب وهم يرون دـ.ـمائها السائلة أسفل قدمها فتحدثت زينب برعب :
ـــ ياحبيبتي يابتي جرى لك ايه ؟
ورحمة هي الأخرى :
ـــ مالها ياعمران حوصل لها ايه ؟
كان عمران في عالم آخر وهو وعى ماذا فعلت بحالها تلك السكون مما جعلت قلبه يئن وجعاً عليها ، ثم تحدث سلطان وهو يحمل مفاتيح سيارته على عجالة :
ـــ هو احنا لساتنا هنسأل والبونية هتنزف !
يالا ياولدي لف مرتك في العباية داي وشيلها وهاتها وراي هسبقك أشغل العربية .
أما هو كان يشعر بالضياع ، يشعر بالانهيار ، بالوجع الذي ليس له مماثل فسكونه فعلت بحالها كما يؤدي حياتها إلى الخطر كي تسعده ، ضحت بصحتها وعافيتها من أجل أن تريح الجميع من أسئلتهم التى لم تنتهي بعد كي تجعلهم يهدئون تجاهها وهي ونفسها وآلامها من وجهة نظرها فلتذهب بهم إلى الجـ.ـحيم ،
ثم أفاق من حالة الوجع الذى شتت عقله وحملها سريعاً ثم هرول بخطواته إلى السيارة كي يذهبوا إلى المشفى وتبعته رحمة بمفاتيح سيارتها وزينب هي الاخرى وهرولوا جميعاً إلى المشفى التي تعمل بها حيث هاتف عمران فريدة وما إن علمت حتى سبقته إلى المشفى فهي مكثت يومان لم تذهب فيهم نظراً لحالتها السيئة وما جرى لها ،
بعد ربع ساعة وصلوا جميعا وهبطوا من السيارات وحمل عمران سكون وكانت فريدة بانتظارها على باب القسم بذاك التخت ومعها عدد لا بأس من الأطباء للاطمئنان على حالة صديقتهم وتلك الطبيبة التى تتابع حالتها كانت بمحض الصدفة موجودة في المشفى ،
دلفوا بها جميعاً إلى غرفة الفحص وبدأت الطبيبة وفريدة الإجراءات اللازمة لمعرفة السبب الذي أودى بها إلى ذاك النزيف وللعجب أنهن انصدمن مما اكتشفوه ووصلوا إليه بعد مايقرب من تلت ساعة ،
تحدثت الطبيبة مع فريدة آمرة إياها:
ـــ اخرجي بلغيهم حالا بحالة الهانم واللي عملته في نفسها بالطريقة الغبية دي ويمضوا على إقرار العملية اللي لو اتأخرنا مش هنعرف نسيطر على النزيف واحتمال كبير يجرى لها حاجة منعرِفش نسيطر عليها بعدين .
ابتلعت فريدة ريقها بصعوبة فسكون لم يعرف أحدا بحالتها غير عمران والآن سينكشف سرهم أمام الجميع ولن تستطيع الإفلات منهم نظراً لتواجدهم في الخارج ولهفتهم على معرفة مابها والاطمئنان عليها ،
لاحظت الطبيبة تسمرها ذاك فهدرت بها:
ــ بذمتك دي وقت سرحان دلوك يادكتورة وحالة صاحبتك خطيرة ،
وأشارت بيدها تجاه الباب كي تجعلها تتعجل فالوقت ليس بصالح سكون ثم خرجت بأقدام واهية فماذا تحكي لهم وكيف تخبرهم ، وما إن وصلت إليهم حتى حدث ماتوقعته ففي رمشة عين كانو جميعا أمامها ، ابتلعت ريقها بصعوبة ثم تمتمت لعمران وهي تمد يدها له بتلك الورقة كي يمضيها :
ــ سكون لازم تدخل العمليات حالا اتفضل امضي على الإقرار علشان مفيش وقت نستنى .
احمرت عيناي ذاك العمران من ذكر كلمة العمليات وحالتها الخطر ثم سألها بنبرة قلقة للغاية :
ـــ ليه هي مرتي مالها يادكتورة ؟
زاغ بصرها حولهم جميعاً ولكن لم يعد وقت الآن لتخبئة أي شيئ عن حالتها ثم أخبرته بصوت خافت وكأنها لاتريد أن يسمعها أحدهم :
ــ سكون كانت حامل في الشهر الرابع والمشكلة الكبيرة إنها كانت بتاخد أدوية تثبيت بمثابة قنـ.ـابل تخلي الرحم ينفـ.ـجر والرحم طبعاً بتاعها حالته خاصة جداً ومحتاج علاج وصبر وهي استعجلت .
الى هنا وانتفض عمران مرددا بذهول :
ـــ حامل في الشهر الرابع ومقالتش ! تعرض حياتها للخطر بالطريقة داي كيف ؟!
أما زينب هتفت باستنكار له :
ـــ يعني مرتك عنديها مشكلة وشكلها كبيرة كمان ومهتعرفونيش وسألتها وسألتك بدل المرة مليون مرة !

يتبع….


  •تابع الفصل التالي "رواية من نبض الوجع عشت غرامي" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent