Ads by Google X

رواية أو أشد قسوة الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

    

 رواية أو أشد قسوة الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم سارة مجدي


وصل الجميع الي بيت سليمة .. في أبهى صور كان الجميع يتزين ف اليوم مهم مميز أن أدهم من وهب حياته لعائلته يقع اخيرًا في الغرام والحب واليوم خطبته على من سكنت قلبه خاصة بعد أكتشافهم لمرضه .. ومقابلتهم للشخصية الاخرى في الكثير من المواقف ومعرفتهم بكم المعاناه التي يعيش فيها .. شُكران ليست راضية أن تكون خطبت حفيدها الاكبر وكبير عائلة الخشاب بسيطة هكذا .. لكن سعادة أدهم الواضحة على ملامحة تجعلها تقبل وترضى .. ويرفرف قلبها من كثره السعادة .. خاصة وهي تشعر أنه يدبر لشيء ما فهذه هي المرة الاولى الذي تسير خلفه سيارات حراسة
ست سيارات بمراكت عالمية أحدهم مزينة بشرائط ملونة وزهور بيضاء رقيقة .. تصتف أسفل بيت سليمة المزين الان بزينات الافراح والاضائات المختلفة بعد أن ملئوا عنان السماء بأصوات البوق دليل على وصول العريس .. وصوت الزغاريط الذي يصدر من شرفات البيوت المجاورة لتزيد الامر بهجة وسعادة
وقف الحج يونس على باب البيت يرحب بهم ويستقبلهم بأبتسامة بشوشة وجواره بعض رجال عائلته .. حين دخلو جميعًا وجدوا صالة البيت قد خلت تمامًا من اثاث البيت .. وأصبح هناك عده طاولات صغيرة فوقها مفرش أبيض وعلية باقة صغيرة من الزهور.. وحول كل طاوله أربع كراسي مزينين بالساتان الابيض .. وفي أحدى الجوانب وضع كرسيان مختلفان في الشكل للعروسين والحائط من خلفهم مزينه بالازهاروبعد الشرائط الملونة .. كان أدهم يشعر بالسعادة وهو يرى كل هذا وزاد هذا من سعادة شُكران .. التي ربتت على كتف حفيدها وهي تقول برضى
-مبارك يا حبيبي
لينحني يقبل يدها بأحترام وحب وهو يرد على مباركتها بأمتنان .. أقترب عبدالله يناغش أدهم قائلا:
-طبعًا كل ده بالنسبة ليك فلكلور يا أبن الاكابر
لينظر له أدهم بغضب مصطنع ليقول عدنان ببشاشة:
-أحلى فلكلور والله .. مفيش أحلى من البساطة … وبصراحه ما شاء الله البيت بقا ولا أجمل قاعة أفراح
ليومأ أدهم بنعم وهو يقول موضحًا:
-أنا مش فارق معايا الخطوبة هنا ولا في أفخر أوتيلات البلد .. اللي يهمني سليمة وأنها النهاردة تكون سعيدة وفرحانة وراضية
ليطلق عدنان صفيرًا بصوت عالي وهو يقول بمرح:
-البوب وقع ولا حد سما عليه .. صحيح الحب بهدلة
كانت لبني تتابع كل ما يحدث بأنبهار وعدم تصديق .. إذا كانت تعتقد إنها تعرف زوجها جيدًا فاليوم تكتشف به أحد الجوانب التي لم تراها سابقًا
كانت ظلال يرتسم على وجهها أبتسامه رقيقة سعيدة ويدها بيد خطيبها .. تنظر لكل ما حولها بعيون مختلفة .. أن البساطة أحيانًا تكون خاطفة للعيون ومريحة للقلب دون تكلف ومبالغة .. لكن مراد كان متحفظ بعض الشيء .. يشعر بالخوف من أن يتعرف أحدًا عليه .. فلا يعلم لما يشعر بهذا القلق إذا كان رجل الصناعة أبن الخشاب الابتسامة والثقة لا تفارق وجهه .. وهو من خطب من هذا الحي الشعبي البسيط .. وغدًا سيكون هذا الخبر بالبنط العريض في كل الجرائد والمجلات
خرجت فاطمة من أحدى الغرف ترتدي فستان من الازرق الغامق .. يزينه بعض الفصوص الفضية وحجاب فضي مميز يزين وجهها .. ترحب بهم ببشاشة وسعادة .. وأقتربت من شُكران تقبلها وتأخذ بيدها حتى تجلسها على أريكة صغيرة قريبة من الطاولة التي يجلس عليها كل من عدنان وظلال ومراد
وحين جلست قالت لها فاطمة بحب
-أنا جبتلك الكرسي ده مخصوص علشان تقعدي علية براحتك وميتعبش ظهرك ورجلك
لتربت شُكران على يد فاطمة بمحبة وقالت بصدق
-كلك ذوق يا أم سليمة .. الف مبارك علينا نسبكم
بسعادة بالغة قبلت فاطمة كتف شُكران غير قادرة عن التعبير عن سعادتها بتلك الجملة
يتابع أدهم ما يحدث وهو يشعر بالسعادة حقًا .. سليمة بقلبها الكبير وصدقها ملكت قلبة .. وعائلتها بأصلهم الطيب وطيبة قلبهم ملكوا قلوب عائلته هو لا يريد أكثر من هذا .. عائلة حقيقة تحاوطة بحب صادق ونابع من القلب
جلس عبدالله ولبنى وأولادهم على الطاولة المجاورة لطاولة عدنان يداعب وجنه أبنته بمشاغبة .. ويهمس لأبنه أن يستعد للرقص والاحتفال .. ويغمز لزوجته بمرح ويهمس جوار أذنها بشيء لتنظر له بلوم مع أبتسامة خجل .. وبعد قليل حضر بعض من أفراد عائلة سليمة .. وتم التعارف بينهم وبين العريس وأهله كانت الاجواء يملئها الصدق والحب الصادق فقط دون مبالغة أو تكلف .. أو مجاملات ومصالح ..بعد قليل أخذ أدهم الحاج يونس جانبًا وقال بطريقة مباشرة :
-أنا عايز أكتب الكتاب يا حج يونس
لترتسم الدهشة والصدمة على ملامح الحج يونس ليكمل أدهم كلماته موضحًا
-بصراحة كده أنا بحب سليمة ومش هقدر أبعد عنها .. وبكل صراحة عايز أطمن إنها بقت مراتي .. وأصلًا إحنا مش هنطول في فترة الخطوبة .. أنا بدأت أجهز الدور الثاني في القصر علشان يكون خاص بيا أنا وسليمة .. وهيكون جاهز أن شاء الله خلال ثلاث شهور بالكثير .. فعلشان نكون على حريتنا أنا وهي ونقدر نشتري الحاجات ونتحرك براحتنا وهي تقدر تعمل كل اللي نفسها فيه في الجناح .. وحضرتك تكون مطمن
ظل الحج يونس صامت لعدة لحظات ثم قال
-يا أبني الناس كلها عارفة أن دي خطوبة بس وكتب الكتاب يعني إشهارو..
ليبتسم أدهم بشقاوة وهو يقول مقاطع لكلمات الحج يونس:
-يعني هي دي حجة حضرتك ومفيش أعتراض تاني؟ خلال عشر دقايق المأذون هيكون موجود وميكرفون متركب على الشباك علشان الاشهار وكتب الكتاب هيكون على عينك يا تاجر
وتركه واقف في مكانه وخرج وهو يضع الهاتف على أذنه قائلًا:
-يلا دلوقتي
وخلال ربع ساعة كان المأذون يجلس في صالة بيت سليمة .. التي تنظر الان لوالدها بصدمة وهو يخبرها بقرار أدهم المفاجئ .. تشعر بالسعادة .. الصدمة .. الخوف .. لكنها تبتسم كالبلهاء .. ليضمها والدها بحب وهو يقول
-مبارك يا حبيبتي .. مبارك .. أدهم بيحبك بجد .. حبه باين في عنيه .. وده مطمني عليكي
لتومأ بنعم وهي تخبئ وجهها في صدر والدها الذي يضمها بقوة حانية .. فصغيرته .. وحيدته سوف تتزوج .. كبرت وسوف تغادر بيته لتسكن بيت شخص أخر يأخذها بكلمة الله .. لتنير بيته وحياته .. وبعدها يكون هناك الكثير من النسخ المصغره منها
وخلال لحظات كان قد تم عقد القران وعلى صوت المأذون الذي يصل للقاصي والداني في الحي وهو يقول “بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينها في خير ”
لتنهال المباركات على الثنائي المميز .. وصوت الزغاريط الذي يدل على السعادة والفرح ليس داخل البيت فقط ولكن على طول الشارع ف الجميع يحب الحج يونس وفاطمة ويعتبرون سليمة أبنتهم .. وزادت البهجة حين بدء رجال أدهم الذين يقفون أسفل البيت يوزعون العصائر على المارة بسعادة وأبتهاج
وفي وسط كل هذا كانت نظرات سليمة الخجلة تعانق نظرات أدهم السعيدة .. حين كان يردد الكلمات خلف المأذون كان قلبة يرفرف بسعادة ها هي سوف تصبح زوجته لحظات لحظات فقط وأنتهت كلمات المأذون وأعلنهم زوجين أمام الله والناس ليركض اليها يضمها الي صدره بقوة .. يمرغ وجهه بين طيات حجابها يريد أن يشعر بكل بها بكل كيانة .. لكن أرتفاع صوت الاغاني وبدء عدنان وعبدالله في الرقص بسعادة جعله يبتعد عنها رغمًا عنه .. لكنه لم يبتعد بل ظل ممسك بيدها بين يديه وهم يستقبلون التهاني .. يقف عدنان أمام عبدالله يتمايل بحركات راقصة شبابية مميزة .. فكانت لبنى لأول مرة ترى زوجها في هذه الحالة وبدء إياد يقلد والده في الحركات .. حتى أن مراد تحمس ووقف يحاول تقليد بعض الحركات وسط الشباب الذي يشارك عدنان وعبدالله الرقص
كل هذا لم يكن يلفت أنتباه أدهم رغم انه يتابعهم بعينيه .. فعقله وروحة منذ اللحظة الاولى كانت مع من ملكت روحه وأصبحت زوجته .. لم تستطع عينه المقاومة أكثر فنظر لها أصبح لا يرى سواها برقتها التي تخطف نبضات قلبه دون مجهود .. بفستانها الذهبي الباهت .. الذي يظهر رقتها وصغر حجمها .. ويجعلها لا تبدوا أكثر من اميرة غادرت كتاب الحواديت الان .. كانت تشعر بالخجل من تأمله لها .. ويده التي تمسك يدها وكأنه يخشى أن تختفي أو تتركه وترحل .. لكن السؤال الذي يشغل عقلها تريد أن تفهم السبب .. رفعت عينيها اليه وقالت بخجل:
-ليه؟!
ليقطب جبينه رغم الابتسامة العريضة التي تزين شفتيه هو يفهم سؤالها غير المنطوق فأجابها بهدوء
-علشان مسمحلكيش تبعدي عني .. أنا واحد مريض عندي شخصية تانية مشاغبة ومتعبه .. وخايف تغيري رأيك وتفسخي الخطوبة .. لكن لو السما انطبقت على الارض ولو مهما ثامر عمل ملكيش مهرب مني .. أنتِ كل حياتي ولو سبتيني هموت
لتضحك بسعادة وهي تنظر له بخجل وحب .. حب كبير تتمنى أن يشعر به ويراه .. كان الحفل مميز ويخطف القلوب من رقته وجمالة .. والبساطة جعلت كل شيء مميز والجميع سعيد .. حتى حين أخرجت شُكران العلبة المخملية التي تضم شبكة سليمة .. كانت حقًا رقيقة ومميزة أسوارة من السوليتير وخاتم نفس الشكل والحلق أيضًا .. وسلسال صغير نهايته قلب ماسي لامع يخطف الانظار .. والدبلة من الذهب الابيض مزينة ببعض الفصوص من الالماظ الحر .. شبكة تليق بإبن عائلة الخشاب .. ورقيقة كالعروس
بعد أن أغلق السلسال حول عنقها وضع الاسوارة في معصمها والبسها خاتمها والحلقة الذهبية .. وأنحنى يقبل يدها بحب وهو يقول
-مبروك عليا إنكِ بقيتي مراتي .. مبروك عليا وجودك في حياتي .. مبارك عليا أنتِ يا سليمة
الخجل جعلها لا تستطيع الرد عل كلماته التي لمست قلبها .. وجعلت روحها تسبح بين تيارات الحب المنعشة بحرية وأنطلاق
وبيد مرتعشة ألبسته خاتمه ليعود ويقبل يدها من جديد .. وبمشاغبة من عدنان وقفا الاثنان في منتصف الصالة في رقصة تجمع العروسين وحولهم كل من يحبهم بصدق يدورون ويصفقون .. والحج يونس يقف في أحد الاركان تتجمع دموع السعادة في عينيه .. وفاطمة لا يتوقف لسانها عن الدعاء لله أن يحمي أبنتها وزوجها من العين والحسد
…………………
توقف الزمن في تلك اللحظة التي وجدها ممدة أرضًا تصرخ بصوت عالي .. هل سيتحول الحفل الذي أراد فيه أسعادها لحزن وألم؟ هل مازال هناك ألم جديد وحساب عليهم دفعه؟
كانت حنان تقف في أحد أركان الغرفة تنظر لجسد زيزي الممد أرضًا تستمع لصوت صرخاتها وعلى وجهها أبتسامة مرتعشة .. ونظراتها بين الانتصار والخوف خاصة والاصوات البعيدة تأتي اليها كأنها حلم .. من يصرخ طلبًا للأسعاف .. وهناك من يطلب الشرطة… لمن الشرطة؟ لها هي .. لماذا؟ ماذا فعلت؟ هي فقط كانت تأخذ حقها مِن مَن أخذت كل شيء لنفسها الجمال .. الادب .. حب الناس .. وقلب بيبرس .. منذ سنوات وسنوات كان بيبرس هو حلمها الكبير .. لكن بسبب عمله والدها كان دائمًا يتحدث عنه أنه فاسد ولن يجد من يقبل بأن يزوجه أبنته .. فهمت أنه لن يكون لها يومًا فوالدها لن يقبل به لذلك قبلت بذلك العريس الذي تقدم لها .. لكن أن يصبح بيبرس لزيزي .. أن يحبها .. أن يعطيها ما كان من حقها .. قلبه .. هي لن تقبل أبدًا .. هو لها فقط .. والان سوف يبتعد عن زيزي .. لقد شوهتها ولم تعد جميلة .. الأن سيتركها .. لتضحك بصوت عالي جعلت الجميع ينظر اليها بأندهاش وصدمة واحتقار ..رافضين ما قامت به
وبعالم أخر كان هو جاثي بجانبها لكنه بوادي أخر .. هل هذا هو عقاب الله له؟ أن يحرمه منها ويخسر كل شيء ..لماذا؟ هل هذا العقاب الذي يستحقة بعد توبته؟ مؤكد لا .. أن الله رحمن رحيم قابل التوبة .. غفور ومؤكد يعلم صدق توبته .. لكن لماذا الان .. لماذا؟
صوت بعض الناس من حوله يحاولون أبعاده عن جسدها حتى يقوم رجال الاسعاف بعملهم .. لكنه كان في قاع بئر سحيق يبتلعه لا يستطيع أن يرى النور أو يجد مخرج له وبقوة ابعده أحد الرجال .. ليقترب رجال الاسعاف يحملون جسد زيزي على السرير النقال .. وبدء أحدهم في عمل الاسعافات الاولية لها .. وبدأوا في حملها وغادروا سريًعا لينتبه بيبرس لأبتعادها .. ليركض خلفهم ورغم ضخامة جسده الا أنه حشر نفسه داخل السيارة ينظر اليها وهي فاقدة للوعي .. وطبيب الاسعاف يكمل عمل الاسعافات الاولية
كان الحديث دائر بين رجلي الاسعاف أن الحاله ليست خطيرة .. لكن هو كان بعالم أخر .. ينظر لفستانها الابيض التي أكله الأسيد .. ويتخيل شكل جسدها وما حدث به بسبب تلك المادة الحارقة
دموع عينيه تسيل فوق وجنته .. ولسانه لا يتوقف عن الدعاء .. بحياته وبطول سنينها لم يقوم بفعل مشابه .. لم يذكر الله ويرجوه شفاء شخص .. أو أن يترفق بقلبه ويرحمه من هذا الالم الحاد .. لكنه ظل يقول بكلمات غير مرتبه ” أحميها يارب .. أشفيها يارب .. لو ده عقاب ليا أنا هي ملهاش ذنب .. أنا الشيطان اللي يستاهل ينطرد من جنتك ونعيمك .. لكن هي بريئة طاهرة .. نظيفة يارب .. أنا اللي كنت عايز أوسخها .. لو ده كله علشان قربي منها أبعد بس هي تكون بخير يارب .. يارب .. يارب ”
وظل يردد كلمة يارب طوال الطريق .. يارب كلمة توسل لخالقه يتقرب بها الي الله عله يرحمه ويرحمها .. كلمه تحمل كل ما بداخل قلبه ولا يعرفه ويشعر به الا الله .. هو موقن أن الله رحيم غفور .. لكن كبر ذنبه .. بعده عن الله طوال حياته يجعله يشعر بالخوف .. خائف من غضب الله .. خائف من عقابة موقن برحمته .. يرجوا غفرانه
وصلوا المستشفى أخيرًا ومباشرة دخلوا بها الي غرفة الطوارئ وأغلق الباب في وجهه حتى انه لم يعرف انهم اخذوها الي غرفة العمليات .. لم تعد قدمية تحملانه ليجثوا على ركبتيه امام الباب ينظر اليه بضياع وتشتت .. رفع يده ووضعها على الباب وهو يقول:
-يارب تبقي بخير يا ست البنات .. يارب تبقي بخير يا ست زيزي
وأحنى رأسه يبكي بقهر وقله حيلة
بعد مرور أكثر من ساعة كان يجلس هو ارضًا جوار باب الغرفة التي تضمها ولا يعرف عنها شيء .. حين لمح الطبيب يقترب منه وقف سريعًا ينظر اليه بصمت ورجاء .. لا يسعفه صوته الذي حشر في حنجرته على النطق والسؤال عن حالها .. ليشفق الطبيب على حاله وقال مباشرة
-الحمد لله الحالة كويسة .. الأسيد اللي أترمى عليها من نوع ردي جدا .. ف على ما حرق طباقات الفستان والملابس اللي تحته .. تأثيره على الجلد كان ضعيف ده غير انه نوعة سيء ف مفعولة أقل
ليفتح بيبرس فمه وبشق الانفس نطق سؤاله
-يعني أيه؟ مش فاهم
ليقول الطبيب ببعض التوضيح
-المنطقة اللي أتشوهت هي منطقة الكتف من فوق وجزء صغير من الذراع .. والتشوه مش كبير أنا هكتبلها مجموعة مراهم لازم تواظب على أستخدامهم وان شاء الله هتكون بخير .. وبعدين عمليات التجميل دلوقتي تقدر تشيل كل دة ببساطة وترجع أحسن من الاول .. بس أكيد مش دلوقتي خالص
-يعني هي كويسه .. وشها؟
سأله بيبرس بعدم فهم وأدراك .. فصدمته حين رأها ممده أرضًا فستانها قد أحترق .. وصوت صراخها الذي مازال داخل أذنيه ويدها التي تغطي وجهها يجعله في حاله عدم توازن ليقول الطبيب بصبر
-وشها كويس الاسيد وقع على كتفها بس .. الف حمدالله على سلامتها
وتركه وغادر ليجد نفسة وبدون لحظة تفكير يسجد لله شكرًا وكل المارة ينظرون له باندهاش لكنه لم يهتم ولم يكن مدرك لاي شيء .. ظل يبكي لعده لحظات يحاول تمالك نفسه قبل ان يدخل لها .. وبعد بضع لحظات توجه الي غرفتها فتح بابها ودخل بهدوء .. الموقف مشابه لموقف حدث منذ فترة .. حين أجرت جراحة الزائدة الدودية .. دخل الي الغرفة وكانت أيضًا تنظر في إتجاه النافذة .. تنظر الي السماء عبرها ومؤكد تبكي .. لكن في ذلك اليوم ظلت صامته اليوم فاجئته وهي تقول قبل أن تراه
-أنا فهمت الرسالة .. وقابله عقاب ربنا
لم يفهم مقصدها من الحديث لكن المه قلبه وهو يظنها تقصده هو بذلك العقاب .. وقبل أن يقول اي شيء صدمته وهي تكمل
-الجسم ده اللي ربنا أمرني انه مينكشفش على حد انا كشفته وعريته لأي حد .. وكنت مبسوطة بنظرات الاعجاب والرغبة والشهوة اللي كانت جوة عيونهم كنت بحس بيها كده اني نجحت خصوصًا وهما بيدفعوا ثمن فرجتهم لجسمي بالنقطة اللي كانت بتترمي عليا .. ف ربنا شوهه .. قالي أهو الجسم اللي كنتي فرحانة بيه في لحظة بقى حته لحمة محروقة وكل اللي هيشوفها هيشمئز منها .. قالي شوفي نار الدنيا بتوجع إزاي ما بالك بقا بناري في الاخرة
مع أخر كلماتها كان يجلس جوارها على السرير ينظر لتلك الضماضة الكبيرة التي تغطي كتفها بالكامل وجزء من ذراعها وقال بصوت مختنق
-وأنا اللي كنت السبب إنكِ تكشفي جسمك ده للناس يا ترى عقابي هيكون إيه؟
نظرت له بانتباه لكلماته وظهر التفكير على ملامحها .. لكنها أبتسمت إبتاسمة صغيرة وهي تقول
-بسم الله الرحمن الرحيم “وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)” صدق الله العظيم” .. محدش هيتحاسب عن ذنوب حد .. أنت أذنبت لما ساعدتني أشتغل هناك لكن مأجبرتنيش أنا اللي طلبت منك وأترجيتك .. أنا شايلة وذري وانت شايل وذرك .. ولازم نتوب عنه ونستغفر .. والله غفورًا رحيم
أنحنى يقبل ظهر يدها المستريحة فوق السرير وقال بسعادة حقيقة
-حمدالله على السلامة يا ست البنات
على صوت ضحكتها انتبه من أفكاره لتقترب منه وهي تقول
-أفتكرت اللي حنان عملته فيا يوم كتب كتابنا
ليومئ بنعم .. لتضع يدها فوق كتفها المشوهه وقالت بصدق
-رغم إني مش قادرة أسامحها لكن كمان من كل قلبي بشكرها .. الحرق دة بيفكرني بذنبي كل شوية ويخليني ديما أفتكر ذنبي القديم وأرجع أتوب عنه وأستغفر .. ويثبت رجل على طريق الحق طريق ربنا
وضع يده فوق يدها وقال من الايات التي بدء يحفظها:
-بسم الله الرحمن الرحيم “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)” ربنا يثبتنا يا زيزي
-يارب يا قلبي زيزي
وأقتربت منه أكثر وهي تقول بدلال
-فاكر أنت عملت إيه بعد ما خرجت من المستشفى
ليضحك بخجل رجولي وهو يومئ بنعم ..ليعودوا معًا لذكرى ذلك اليوم وما حدث لهم بعده
بعد يومان من الحادث كان الطبيب قد طمئن بيبرس على حالة زيزي وبإصرار منه قرر هو خروجها .. ف يوم الحادث اتصل برجال الحي وطلب منهم أن يتركوا كل شيء كما هو ويكملوا ما بقى من عمل .. فعرسهم سيقام خلال يومين .. وقد كان أخذها من المستشفى الي إحدى صالونات التجميل وهناك وجدت كل شيء مجهز ومعد لها .. وبرفق كان الجميع يتعامل معها وكأنها دمية مدللة وكل هذا بسبب الجرح الموجود في كتفها .. كانت سعيدة بكل ما يحدث معها من أهتمام ورعاية ودلال ف هناك من تهتم ببشرة وجهها وفتاتان كل من تمسك يد وتقوم بالكثير من الاشياء بها … وكذلك قدميها .. ف توصيات بيبرس التي يقوم بها الجميع بكل طاعة .. والتزام هي ان تكون ملكة متوجة
وبعد عدة ساعات كان ينتظرها بالخارج بأسطول من السيارات السوداء المزينة .. وقف امام باب صالون التجميل بهيئته التي تخطف الانفاس بحلته السوداء واسفلها قميص أسود أذراره الاولى محلوله فزادت هيئته خشونة وفوضوية محببه لعينها التي تتأمله الان بحب كبير .. وكان هو الاخر يتأملها بعيون العاشق بفستانها الذي يحدد جسدها برقة ونعومة .. ومن أسفل صدرها ينحدر بأتساع بسيط حى الأرض.. وطرحتها فوق رأسها تنافس بيياضها سوال خصلاتها الناعمة وتمتد خلفها على الارض .. مد يده لها فوضعت يدها الصغيرة في حضن يديه ونزلت درجات السلم بهدوء وحين وصلت الي الدرجة الاخيرة أقترب منها يقبل جبينها بحب والعيون تقول الكثير من الكلام لكن الالسن لم تنطق بحرف لكن القلوب شعرت .. نزلت الدرج الاخير لتصدم من عدد السيارات التي تقف أمام صالون التجميل .. مزينه جميعها ببعض الورود لكن السيارة الخاصة بهم بها الكثير من الورود بيت الابيض والاحمر وباقة كبيرة على مقدمة السيارة من نفس الالوان .. وباقة مشابهه على مؤخرة السيارة .. وكل سيارة يقف جوارها رجل ضخم الجثة وبعض أهل الحي شباب وفتايات وبعض من الرجال اصدقاء والدها وزوجاتهم في تقليد في تلك الأماكن الشعبية ان يحضر الكثير من الناس لأحضار العروس من صالون التجميل .. وبعد أن ساروا خطوتان فقط .. ظهرت من العدم فرقة موسيقة تعزف النغمات والاغاني الشعبية المعروفة .. وبدات تلك الكتل العضلية وبعض الشباب في الرقص بحركات مميزة أمامهم لينظر لها بيبرس بأبتسامه صغيرة وهمس جوار أذنها بشيء ما لتبتسم بخجل وعيونها تخبره كم هي سعيدة .. مرتاحة
بعد القليل من الوقت كانوا داخل السيارات متجهين الي حيهم .. وهناك كان في أنتظارهم فرقة أخرى تسير أمام سيارتهم .. تجعل حركة السيارة بطيئة وعلى الصفين أهل الحارة يباركون ويطلقون الزغاريط .. لكم ما لم تكن تتوقعه أن تترجل من السيارة لتجد والدها امامها .. يجلس على كرسي مدولب ويرتدي حله سوداء مميزة .. ينظر لها بأبتسامة سعيدة ودموع السعادة تتلئلئ داخل عينيه .. لتقترب منه سريعًا تضمه بسعادة وعدم تصديق .. اليوم فرحتها أكتملت .. اليوم عرسها ووالدها معها جوارها يفرح بها .. ومعها
وبعد لحظات كثيرة ظلت هي جاثية فيها امام كرسي والدها .. قال أحد رجال الحي:
-حنان أتقبض عليها .. وأعترفت إنها كانت عايزة تشوهك وأبوها وأمها سابوا الحارة ومشيوا
أرتسم الحزن على ملامحها لعدة لحظات لكنه لن يسمح بهذا … اليوم لها .. لن يقبل أن يرتسم الحزن بهذا الشكل في عينيها وان تختفي أبتسامتها
ليقترب منها وقال بأمر:
-اللي حصل خلاص عدى وخلص والنهاردة ليلتك .. ليلتنا يا زيزي .. مفيش النهاردة غير فرح وسعادة وبس . ولا أية رأيك يا ست البنات؟
أومأت بنعم وهي تقف على قدميها جواره ليدفع هو كرسي الاستاذ حليم حتى وصلوا الي الطاولة الكبيرة المزينة بالساتان الابيض والزهور الحمراء .. الموجودة في منتصف الشادر .. ويجلس في منتصفها المأذون
وبعد لحظات قال المأذون واهل الحي تردد من خلفه ” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير”
ليضمها الي صدره وهو يهمس جوار أذنها
-الحمدلله .. الحمدلله .. وعد قدام ربنا أصونك وأحميكي وأشيلك فوق راسي
لتنحدر دمعه واحدة من عينيها دمعة فرح وسعادة .. أين كانت؟ وأين أصبحت؟ وكل شيء بقدر
أبتعد عنها لتقترب هي من والدها تقبل يديه وجبينه .. وفعل بيبرس بالمثل.. لتبدء فقرات الحفل التي لم تنتهى الا قبل أذان الفجر بنصف ساعة فقط .. ليعيد الاستاذ حليم الي البيت .. وحملها وصعد بها الي بيتهم كتقليد لبدء حياتهم الجديدة معًا وان يحملها طوال حياته .. وبعد لحظات نزل من جديد ليصلي الفجر جماعة في المسجد ويعود سريعًا لعروسة .. وسط أندهاش وتعجب اهل الحي جميعًا من هذا التغير الكبير الذي حدث له .. رغم خوفهم منه ونظراته التي تجعل الرعب يسكن قلب أكبر الرجال لكن ما يحدث حقًا معجزة بكل ما للكلمة من معنى
حين صعد اليها كانت قد أبدلت لوالدها ملابسة وأطعمته وأخذ دوائه ونام .. وجلست هي تنتظره حتى يعود بفستانها .. لو سألها أحدهم ما أكثر شيء قد لمس قلبك وأسعدك في هذا اليوم المميز الجميل لقالت تركه لها وذهابه لصلاة الفجر في المسجد .. أنها تنتظره الان حتى تصلي الفجر خلفة .. وليصليه هو مرة أخرى .. لحظات وكان يملئ فراغ الغرفة بجسده الضخم لتقول هي سريعًا:
-عايزة أصلي وراك
ظهر التوتر على ملامحه لكنها قالت له برفق:
-عايزين نتفق من النهاردة .. أن اي صلاة وانت موجود في البيت هنصليها سوا .. ماشي
أبتسم لها وقبل جبينها وهو يقول بسعادة
-ماشي
ورغم توتره وقلقه ف هذه المرة الاولى التي يكون فيها إمام لكن هي كانت في قمة سعادتها .. وهي الان تقف بين يدي الله خلف زوجها وحبيب عمرها الذي عاد الي الله أخيرًا وكانت هي أحد الاسباب
بعد شهريجلس معها على طاولة الطعام الهم يرتسم على ملامحه .. لا أحد يقبل به ويريده في اي وظيفة .. هو لم يحصل على تعليم ولا يستطيع القرأة والكتابة وضعت أمامه الطعام وجلست جواره وهي تقول بأستفهام
-مالك بس يا بيبرس .. طول بالك طريق الحلال صعب صحيح لكن أن شاء الله جبر ربنا ليك ملوش حدود
تنهد بتثاقل وقال بهدوء رغم كل شيء:
-عارف يا زيزي لكن مش هينفع نفضل عايشين كده من معاش أبوكي وبس بعد ما أتبرعنا بكل الفلوس اللي اخدتها من الجوكر
-أكيد مش هناكل بفلوس حرام وأحنا بندور على رضا ربنا يا بيبرس
قالت موضحة ومؤكدة على كل حرف ليضع يده الحرة فوق يدها التي تمسك بها يده الاخرى .. وقال بصدق وإيمان
-عارف وفاهم ومنقشتقيش في الموضوع أول ما فتحتيه معايا ونفذت فورًا .. بس أنا بفكر معاكي بصوت عالي
ظلت صامته لعدة لحظات بعد أن أنحنت تقبل يده بحب ودعم .. لتلمع عينيها بفكرة أبتسمت وهي تقول
-انا لقيت الحل
نظر لها بأهتمام لتقول هي بحماس
-أحنى نبيع البيت دة وبيتك وبالفلوس نشتري شقة حلوة .. ونفتح مطعم او كوفي شوب أنا أكون مسؤلة عن المطبخ .. وأنت الادارة وشغل الصالة .. ايه رأيك؟
لمعت عينيه بأعجاب شديد ورفع ذراعه يحاوط كتفها وهو يقول باعجاب
-فكرة تجنن وهنفذ من دلوقتي
وغادر طاولة الطعام سريعًا لتقول له بلهفه
-طيب أقعد كل الاول
-بعدين يا زيزي بعدين لازم اكلم عامر السمسار علشان ننجز في التنفيذ البيع والشرا
وخلال شهر كانوا قد أفتتحوا المحل الجديد في نفس البناية التي يقطنون فيها مطعم وكوفي شوب ” ست البنات” .. فأصبح الامر سهل على زيزي مراعاه والدها ومساعدة زوجها
وضعت يدها على وجنته لتجعله ينتبه لها من أفكارة ينظر لها بعشق لتقول له بلؤم
-بطل ذكريات وأطلع شوف الزباين .. عندنا شغل يا بيه
ليبتسم وهو يقول بخضوع كما تقول لها الفتايات
-أوامرك يا ريسة
وتحرك يضع الاطباق والاكواب على الحامل وغادر المطبخ في نفس الوقت التي دلف عاملين أخرين يحملان الصحون والاكواب الفارغة ويعاودوا الخروج ومعهم صحون وأكواب مملوئة بالطعام والشراب
……………..
وفي هدوء الليل وعلى درجات السلم الخلفي للبناية التي يقطن بها .. كان ينزل درجات السلم بسرعة .. ليس خوفًا فقط من ان يراه أحد .. أيضا لكونه يخشى المرتفعات ويشعر بالاختناق وهو ينظر لدرجات السلم صعودًا وهبوطًا .. وهو معروف بين جيرانه انه لا يغادر بيته ليلًا الا للضرورة القصوي لكن أن يغادر مرتان في الاسبوع وبهذه الطريقة لشيء مريب وسيفتح عليه وابل من الاسئلة ..وقف عند الباب الحديدي الصدء ينظر في كل الاتجاهات يتأكد من خلو الشارع .. وبخطوات واسعه قطع المسافة بين البوابه والسيارة وبحركة سريعة كان يجلس داخل سيارة الاجرة التي تنتظره هنا في نفس المكان كل مرة .. ليتنفس الصعداء والسيارة تغادر الشارع وتخرج للطريق العام .. وحين وصلت السيارة الي وجهتها .. وبالتحديد عند ذلك الشارع المظلم .. ترجل من السيارة بعد أن تأكد من خلو الشارع وبخطواط سريعة غادر السيارة ودلف الي البناية المقصودة ومباشرة لتلك الشقة المفتوحة من أجل أستقباله وفوق بابها لوحة معدنيه كتب عليها ” العيادة النفسية” وأسفل تلك الكلمة أسم الطبيب “د\ أكرم”
………………..
يقود سيارته يريد أن يختلي بنفسه يرثي حالة ووحدته الابدية .. فبعد أن أحتفل بخطبة أدهم وتم كل شي على أكما وجه وتفكل مراد بتوصيل جدته وظلال الي القصر .. قرر هو ان يذهب الي أي مكان خالي تمامًا من البشر ..اغلق النوافذ وشغل مكيف السيارة .. ووضع بعض الموسيقى الصاخبه علها تغطي على صخب قلبة وعقلة .. ورغم كل هذا لم يكن يقود السيارة بسرعة كبيرة لقد تعلم من الحادث الماضي الدرس جيدًا ومؤكد لن يعيده مرة أخرى .. فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .. كان يدندن مع الاغنية وبأصابعه فوق المقود يعزف الالحان .. يحاول أن يعيش لحظته الخاصة .. يتقبل القدر الذي مازال يصفعه .. مازال يخبره وبأقسى الطرق أنه مذنب وعلية التكفير عن ذلك الذنب .. لكن امله وكما قال له أدهم يومًا
“على الاقل هترجع لربنا نظيف يا عدنان” فليتعذب إذًا في الدنيا ولا مشكلة لدية وليذهب الي الله نظيف طاهر .. وهذه الامنية أقصى ما يتمنى
أنعطف يمينًا لكنه ضغط على المكابح بكل قوته حين ظهر شبح أسود يركض امامه .. ظهر من العدم ..وبصعوبة كبيرة أوقف السيارة وظل يحدق امامه بصدمة .. ثم ترجل منها بلهفة وقلق .. ليجد جسدًا مكومًا أسفل السيارة .. جثى على إحدى ركبتيه لتظهر ملامح ذلك الشبح على ضوء السيارة إنها فتاة لا يستطيع معرفة سنها أو شكلها ف المكان مظلم وضوء السيارة مع وضعيتها أرضًا لا تسمح له بذلك .. ليقول بقلق:
-أنتِ كويسة؟ بتعملي أيه هنا؟ ظهرتيلي منين؟
كانت تنظر اليه والدموع تغرق وجهها ولا تجيب على أي سؤال لكنها تضم جسدها بقوة .. ليقول بخوف حقيقي:
-فيه حاجة بتوجع؟ قومي طيب أوديكي المستشفى
لتخفض عيونها قليلًا ثم قالت بصوت مختنق بسبب بكائها:
-أنت مخبطنيش .. أنا كويسة
ظل ينظر اليها والي جلستها أرضًا .. والدموع التي تغرق وجهها ليقول بأستفهام:
-طيب بتعيطي لية خوفتي؟
هزت رأسها بلا وعلى صوت بكائها وذلك جعله يشعر بقلق .. ليقول من جديد:
-طيب مالك؟
تراجع للخلف حين أجفلته وهي ترفع يدها تغطي بها وجهها وهي تبكي بصوت عالي ليشعر بالصدمة وعدم الفهم .. لكنه ظل صامت ينظر اليها ولا يستطيع فعل إي شيء .. لا يعلم إذا كان عليه أن ينتظرها حتى تهدء أو يهدئها بنفسه؟ هل يتحدث اليها ام يظل صامت حتى تتحدث هي؟
لكنهم في منتصف الشارع .. هي تجلس أرضًا أسفل سيارته .. وسيارته متوقفة في منتصف الطريق .. ولكن مع حركتها الخفيفة لاحظ ذلك التمزق في كتف بلوزتها لتجحظ عينيه بصدمة وبدأ يتجول بعينيه فوق باقي جسدها .. ليلاحظا اتساخ يديها وبعض الجروح عليها وهناك فردة من حذائها مفوقدة وحجابها منحصر عن شعرها .. وبعض الشعيرات مشعثة بشكل فوضاوي يدل على بعض العنف خاصة مع اتساخ وجهها .. ليجد نفسه يقول بصوت غير مفسر
-من الواضح أن وراكي حكاية كبيرة .. تعالي اوصلك لأي مكان أنتِ عايزاه وتحكيلي يمكن أقدر أساعدك
نظرت اليه بأمل ورجاء وتألمت وهي تعتدل جالسة على ركبتيها وهي تقول بصوت مرتعش ما جعل عينيه تتسع بصدمه:
-أرجوك أتجوزني .. أرجوك اتجوزني .. أبوس أيدك أتجوزني .. أعمل فيا معروف وأتجوزني
 

google-playkhamsatmostaqltradent